المجموع : 6
أصيب بفارسه الموكب
أصيب بفارسه الموكب / وضاق على وسعه المذهب
وغُيّب في طبقات الثرى / سناً واضحٌ وجنى طيب
ذوت زهرة زهرة من رياض الثرى / وغاض بأفق العلا كوكب
شباب يزف بريعانه / فَريع لميقاته الأشيبُ
وقد كان قِيسَ بنجم الدجى / فلم يُدرَ أيهما أثقبُ
خلا الغاب من خير أشباله / وزلّ بجارحه المرقَبُ
زكت خَلَفاً بنجيع القلوب / عيونٌ بأدمعها تندب
وفي امره عجب انه / بمشرقه جاءه المغرب
فخف وشامخه ثابت / وجف وريحانه مخصب
وعَبَّسَ وهو ندٍ مشرقٌ / كما ضحك العارض الأشنب
سقى قبره واكفٌ ينهمي / وظلَّله وارفٌ يرطب
ولا برحت فوقه روضةٌ / بأزهار رحمته تُعشب
وفي أخويه لمن يرتجي / غياث وغيث لمن يطلب
ومهما غدوت لنا سالماً / فلسنا نبالي بمن يذهب
ومن كنت بحراً لم يَسَل / اذا لم يَسِل حوله مِذنَبُ
فما ضرَ بيتٌ زكا منسب / لأنصاره ورقى منصبُ
اليك بها من بيان الضمير / حميك الغر لها مطلب كذا
وعذراً فمالي من منطقٍ / يقول ولا من يد تكتب
وفي الفضل عطف الى / محاسن ديباجُها مذهبُ
بقيت بقاء التي / لسعدك تسرى فما تُغرب
نتيجة عقل الفتى فعله
نتيجة عقل الفتى فعله / بما عندَهُ يُغدق المعدى
نسيمك حتام لا ينبرى
نسيمك حتام لا ينبرى / وطيفك حتام لا يعترى
أعيذك من عَرَضٍ أن يكون / وأنت الذي كنت من جوهر
أتذكر أيامنا بالحمى / وأيامنا بذوى الأعصر
ألا رأفة من وفيّ صفيّ / ألا عطفة من سنيّ سرى
رمى زحل في أظفاره / وحل يرا عَني المشتري
عطارد هل لك من عودة / فأرجع منك الى عنصري
سيطلبني الملك مهما أراد / لباس نسيج من المفخر
ولو أن كل حصاة تزين / لما جعل الفضلُ للجوهر
غناء يلذ ولا أكؤس
غناء يلذ ولا أكؤس / تسكن من انفس طائشه
وأعجب كيف شدا طائر / بروضٍ منابته عاطشه
سلام على المجد يندى بليلا
سلام على المجد يندى بليلا / كنشر الربى بكرة وأصيلا
سلام وكنت أقول الوداع / ولكن أدرج قلبي قليلا
أخاف عليه انصداع الصفاة / والا يكون زجاجاً عليلا
جرحت لديك وكنت البرى / كما يجرح اللحظ خدا أسيلا
ولو لم أكن ماضي الشفرتين / لما فلَني الدهر عضباً صقيلا
تسر ضأ التي الشامتين / وهل خلق الضل الا ضليلا
أتت ذلة منك محبوبة / فلم ارض بالعز منها بديلا
تكلفت فيها سواد الخطوب / فاشبه عندي طرفا كحيلا
ولولا مقامي بين العداة / لما كنت أؤثر عنك الرحيلا
ومن بلَهُ الغيثُ في بطن واد / وبات فلا يأمنَنَّ السيولا
عسى رأفة في سراح كريمٍ / أبل ببرد نداه الغليلا
لعلي أُراح من الطالبين / فأسكن للأمن ظلا ظليلا
لقد أوقدوا لي نيرانهم / فصيرّني اللَه فيها الخليلا
يميناً بكم وهو أزكى يمين / لألتمس العذر منكم جميلا
سعوا لي عندك في عثرة / ولا علم لي فكنت المقيلا
أفرّ بنفسي وان أصبحت / ميورقه مصراً وجدواك نيلا
رضى المتوكل فارقُته
رضى المتوكل فارقُته / فلم يرضني بعده العالم
وكانت بطليوس لي جنةً / فجئت بما جاءه آدم