القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 11
أَعَبدَ الرَحيم أَنا في جَحيمٍ
أَعَبدَ الرَحيم أَنا في جَحيمٍ / فَهَل مِن رَحيم لِصَبٍّ غَريبِ
أَطَلتَ البِعادَ مَنَعتَ الرقادَ / سَلَبتَ الفُؤادَ بِحُسنٍ عَجيبِ
بِسِرِّ الجَمالِ وَنورِ الهِلالِ / وَلَحظِ الغَزالِ وَقَدِّ القَضيبِ
وَوَجهٍ بهيٍّ وَريق شَهيٍّ / وَعَرفٍ ذَكيٍّ حَوى كُلّ طيبِ
أَريجٌ كَمسكٍ وَثَغرٌ كَسلك / بِهِ زالَ نسكي وَزادَ نَحيبي
تَرى صاحِ يَدري غَرامي بَدري / فَإِنَّ بِصَدري حَريقَ لَهيبِ
دُموعيَ تَجري وَقَد طالَ هَجري / فَجُد تَربَح أَجري بِوَصلٍ قَريبِ
أَيا طالِباً أَن يَنالَ الأَرَب
أَيا طالِباً أَن يَنالَ الأَرَب / قَريباً عَلَيكَ لِسانُ العَرَب
تُشاهِدُ مَجموعَ ذي خِبرَةٍ / بصيرٍ بِما قَد نَأَى وَاقتَرَب
وَإِنَّ الجمالَ إمامُ العُلومِ / فَفي كُلِّ سَهمٍ لَها قَد ضَرَب
لأُطلِعَهُ وَهوَ شَمسُ الضُحى / فَنجمُ العُلومِ لَهُ قَد غَرَب
وَهَذَّبَ أَلفاظَ تَهذيبِهِم / فَقَد صارَ نَبعاً وَكانَ العَذَب
وَكانَ الصِّحاحُ بِها جَرَبٌ / فَداوى الصّحاح وَزالَ الجَرَب
وَأَحكمَ تَرتيبَ مُحكمِهِم / فَسَرَّ العِناج وَسر الكَرَب
صَحائِفُ كانَ بِها مَيَلٌ / فَثقَّفَ مِن مَيلها ما اضطَرب
وَقَد كانَ نَدَّت شَوارِدُها / فردَّ الَّذي كانَ مِنها هَرَب
دَعاها بِلَفظٍ رَقيقٍ رَفيقٍ / فَهزَّ المَعاطفَ مِنها الطَرَب
جَزى اللَهُ جامِعَها جَنَّةً / لِيُسقى بِها لبناً مَع ضَرَب
رَماني الزَّمانُ بِأَحداثِهِ
رَماني الزَّمانُ بِأَحداثِهِ / وَكُنتُ صَبوراً عَلى ما حَدَث
وَأَفنى الشَبابَ وَأَهلاً مَضَوا / وَما كُنتُ مِمَّن بِذاكَ اكتَرَث
وَمُنذُ عَيا بَصَري ضَعفُهُ / قَعَدتُ كَأَنّي رَهينُ الجَدَث
وَقَد كُنتُ مُستأنِساً ساكِناً / فقَد صرتُ مُستَوحِشاً ذا عَبث
إِذا رُمتُ انظر في مُهرَقٍ / تَغَشّى سَنا ناظِريَّ الشَعَث
وَإِن أَنا أَبعَثُ ذهني لَهُ / لِفكرٍ أراهُ إِذن ما انبَعَث
وَمَن كانَ في العلمِ ذا شِبَعٍ / فَإِني إِلى فَقرِهِ ذو غَرَث
يَزينُ الفَتى عِلمُهُ مِثلَما / يزينُ الفَتاةَ الحُلى وَالرُعُث
وَإِن كانَ قَلبي قَريحاً فَلي / لِسانٌ بِحَمدِ إلَهي نَفَث
مَنَحتُكَ أَشرفَ ما يُمنَعُ
مَنَحتُكَ أَشرفَ ما يُمنَعُ / وَسَلتُكَ أَيسرَ ما يُقنعُ
وَإِنَّ الجَوابَ بلا مؤيسي / وَلَفظ نَعَم فيهِ لي مَطمَعُ
فَانعِم بلا أَو نَعَم سيّدي / لِيَسكُنَ صبٌّ لِما يَسمَعُ
فَإِما سُلُوٌّ مُريحٌ لَهُ / وَإِما هَوىً مُؤلِمٌ مُوجِعُ
وَصَبرٌ إِلى أَن يَذوقَ الرَدى / وَيُجزى الحَبيبُ بِما يَصنَعُ
أَيا مَن سَما في الوَرى قَدرُهُ
أَيا مَن سَما في الوَرى قَدرُهُ / وَعمَّ الأَنامَ بِمَعروفهِ
لِسانيَ بِالشُكرِ مُنطلِقٌ / فَلِم لا تجودُ بِتصحيفِهِ
أَرى اسمي تنكَّر عِندَكُمُ / وَفازَ اسمُ غَيري بِتَعريفِهِ
أَنا عَلَمٌ فيهِ زائِدتانِ / فَالصَرفُ يَقضي بِتَحريفِهِ
وَصَعبٌ عَلى مَن لَهُ عادَةٌ / وَيَألَفُها تركُ مألوفِهِ
وَمَن مَرَّ يَوماً عَلى ذكركم / فذكرُك يَقضي بِتَشرِيفِهِ
إِذا اِختَلَفَ الناسُ في مَدرَكٍ
إِذا اِختَلَفَ الناسُ في مَدرَكٍ / وَلَم يحتمل غَير وَجهي خِلاف
فَما الحَقُ فيهِ سِوى واحِدٍ / وَفكرٍ لتبصِرَهُ غَير خاف
وَإِن يَحتَمِل أَوجُهاً نَطَقُوا / بِقَولينِ مِن نظرٍ غَيرِ شاف
فَقد يَظهَرُ الحَقُ في ثالثٍ / وَوَلاهُم صادرٌ عَن خِراف
وَلا تَعتَبِر كَثرَةَ القائِلين / فَهُم حُمُرٌ ما لَها مِن أُكاف
يناقِضُ بعضُهُم بَعضَهُم / فَقولُهُم لَم يَزل ذا اِختِلاف
وَلَو أَنعَموا فكرَهُم أَنصَفُوا / وَكانَ مَقالُهُم ذا اِئتِلاف
وَإِياكَ وَالبَحثَ مَع مُبتَدٍ / بليدٍ يَقولُ بِغَيرِ اِنتِصاف
نُعي لي الرَضيُّ فَقُلت لَقَد
نُعي لي الرَضيُّ فَقُلت لَقَد / نُعي لِيَ شَيخُ العُلا وَالأَدَب
فَمَن للغاتِ وَمَن للثِقات / وَمَن للنُحاة وَمَن للنَسَب
لَقَد كانَ للعلمِ بَحراً فَغارَ / وَإِنَّ غؤورَ البحارِ العجب
فَقُدِّس من عالِم عامل / أَثارَ لشجوي لَمّا ذَهَب
حُبِيتَ بريحانَتَي رَوضَةٍ
حُبِيتَ بريحانَتَي رَوضَةٍ / وَبَعدَهُما جاءَ نَجلٌ أَغرّ
وَسَميته اسمَ إمام إِذا / رَآه أَبو مُرَّةٍ مِنهُ فَرّ
وَلا عَجب مِنكَ عَبد العَزيز / إِذا كانَ نَجلُك سُمّي عُمَر
تَفَرَّعتما مِن إمام الهُدى / وَبَدر الدُجى وَرَئيس البَشَر
فَلا زالَ يُوضِحُ سُبلَ الهدى / وَلا زِلتُما تَقفُوانِ الأَثَر
تَعَشَّقتُه أَحدَباً كيّساً
تَعَشَّقتُه أَحدَباً كيّساً / يُحاكي نَجيباً حَنينَ البغام
إِذا كِدتُ أسقُطُ مِن فَوقه / تَعلَّقتُ مِن ظَهرِه بالسَنام
وَيعجبني رَشفُ تِلكَ الشِفاهِ
وَيعجبني رَشفُ تِلكَ الشِفاهِ / وَعَضُّ الخُدودِ وَهَصرُ القوام
مَحاسنُ فاقَت قَضيبَ الأَراك / وَوَردَ الرياض وَكَأسَ المدام
أَدامَ الإله لَكَ العافِيَه
أَدامَ الإله لَكَ العافِيَه / وَصَيَّر دُورَ العدا عافيَه
إِذا لاحَ مِن بَدرِكُم نورُه / فَكُلُّ النُجومِ بِهِ خافِيَه
تَخِذتَ كَلامَ الإِله الدَوا / فَآياتُهُ كانَت الشافيَه
تَشوَّف ناسٌ لِمنصِبِكُم / وَرتبتُهُم للعُلا نافيَه
فَأَين العُلومُ وَأَينَ الحُلومُ / وَخُلقٌ مَوارِدُه صافِيَه
هُمُ عُصبَةٌ لا تَنالُ العُلا / وَلو أَنها قَد سَعَت حافِيَه
إِذا كانَ خَرقٌ تَدارَكتَه / وَلَيسَت لما مَزَّقت رافِيَه
فَإِن عَنَّ خَطبٌ ثَبَتّ لَهُ / وَآراؤُهُم عِنده هافيَه
سَجاياك لِينٌ وَرِفقٌ بِنا / وَأَخلاقُهُم كُلُّها جافِيَه
تصلي عَلى سَبعةٍ مِنهُم / وَثامِنُهُم نَفسُهُ طافيَه
يُقيمون في تُربِهم هُمَّداً / وَتَسفي عَلى قَبرهم سافِيَه
فَلا زِلتَ في صحةٍ دائِماً / تجر ذُيولَ السَنى ضافيَه
وَيوردك اللَهُ عَينَ الحَياة / فَتَحيا بِها مائةً وافيَه
فَإِن زادَ عَشراً فَذاكَ المُنى / وَعشرونَ أَيضاً هِيَ الكافيَه
وَهذي القَوافي أَتَت كُمَّلاً / فَلم تَبقَ لي بَعدها قافيَه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025