شَربْنا مدامةً بِلاَ آنِيَهْ
شَربْنا مدامةً بِلاَ آنِيَهْ / فلا تَحْسَبُوا عَيْنَها آنيهْ
فَيا حَبذَا سُكْرُنا حِينَ نَمْ /
بِسرِّ الندامى وما كانَ ثَمْ /
سمِعْنا بها نغمَاتِ الْقِدَامْ /
تَجَدَّدْ مِنْ خَمْرَةٍ باليهْ / فلم يَلْتَفِتْ غيْرُها باليهْ
بها الجِنُ والْبِنُ قد عَرْبَدُوا /
وساقِيهم حاضِرٌ يَشْهَدوا /
وللدَنِ أمْلاكُها سَجَدُوا /
فأصْبحَ شانُهُم شانِيهْ / يقُولُ هَجَرْتُ فما شانِيَه
وادْرِيسُ نادَمَها في الْعُلاَ /
بها ناحَ نُوحٌ ونادى إِلى /
حِمَى ديْرِها نَجْلَهُ الْمُبْتَلاَّ /
فقالَ لهُ إِرْكَبْ الجاريهْ / لِتَشْرَبَ مِنْ عَيْنِها الْجاريهْ
ولَمَّا تجَوْهَرَ مِنها الْخَليلْ /
فقالَ ذَروني فإني عليل /
أُقربُ ابني وذَاكَ قليلْ /
وبالأبِ والأمِ مع خالَيْهِ / دَعُوا مَزْجَها واشْرَبُوا خالَيْهِ
ومِنْ نُورِها كانْ نُورُ الكليم /
وعيسى بها صارَ يُبْرِي السقِيمْ /
وللمصطفى صِرْفُها مِنْ قَديمْ /
فماذا أقولُ وأقوالَيْهِ / يَقْصُرْن فالْصَمْتُ أقْوى إِليه