القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 16
ألا ليتَ لو جاد لي الحبُّ ليتْ
ألا ليتَ لو جاد لي الحبُّ ليتْ / فحبي هو الحي والكل ميتْ
مليح به ضاء مصباحنا / ومن علمه كان إمداد زيت
بنتنا له يده كعبة / بها طفت سبعاً وفيها سعيت
فيا أمة العشق حجوا إلى / فؤادي الذي هو للحب بيت
نحرنا له أنفساً في منى / هواه وجمْرات همّي رميت
سواي به ضل فيما اهتدى / وإني بما قد ضللت اهتديت
هو الحرَمُ الأمْنُ للملتجي / ظهرت به حين فيه اختفيت
تأمل فما فات شيء أتى
تأمل فما فات شيء أتى / ولا يعرف الأمر إلا الفتى
شربت الوجود ولم أرتوي / من الحب يا ليت شعري متى
متى أرتوي منه وهو الذي / نفاني ولكنه أثبتا
فأثبتني فيه من غير أن / أرى لي وجوداً سواه أتى
فويلاه ويلاه مني ومن / تدليه لما دنا ملفتا
ألا يا لقومي قفوا هاهنا / فإن له صارماً مصلتا
خذوا من تعاريف آياته / به لا بكم واقصدوا المثبتا
محب حبيب لذات له / إذا ما تجلى لنا أبهتا
بعيني عمىً عن سوى وجهه / وأذناي عن غيره صمتا
هو الحق يبدو ويخفى ومن / أراد اجتماعا به شتتا
وما الجمع إلا به والذي / تعدى فعن أمره قد عتا
جميع الورى كل أحوالهم
جميع الورى كل أحوالهم / من الخير جود لهم يمنحُ
وفضل من الله لو أنهم / يكون له عندهم ملمح
لشكرانهم أو لكفرانهم / هو الإمتحان لهم يصلح
فلا يفرحوا بالذي جاءهم / ونالوه منه ولا يمرحوا
وأما بفضل إله الورى / نعم فبذلك فليفرحوا
هو الله ربي هو المبتدا
هو الله ربي هو المبتدا / وما رفعه بسوى الإبتدا
تحقق كلامي وخل السوى / فإن السوى هو أردى الردى
وكل العوالم أخباره / به رُفعت عند أهل الهدى
وفيها ضميرٌ له راجعٌ / به ربطها كان بالمبتدا
فقول الذي قال في شطحه / أنا الله ميَّزه ما اعتدى
فإن أنا مبتداً عنده / له الخبرُ الله لما بدا
وما خبر المبتدا عينه / نعم غيره هكذا أشهدا
ولكنه شاطحٌ مخطئٌ / وقد جعل الخبرَ المبتدا
وقدم في قوله نفسه / على الله حيث له أسندا
فأخبر بالله عن نفسه / ولو عكسه كان لاسترشدا
ولكن هنا سرُّ علمٍ له / تمد له العارفون اليدا
زمان المصيف ووقت الشتا
زمان المصيف ووقت الشتا /
فتاة الحمى تنجلي والفتى /
وهذا الحبيب لنا قد أتى /
إلامَ يا قلب وحتى متى / يكفيك من أمرك ما قد جرى
لقد وقف الكل إلا أنا /
فسيري هو القصد وهو المنى /
ويا صب مهلاً ملأت الإنا /
وأنتِ يا نوقُ براك الونا / وخالف الأجفان طيب الكرى
لمن لام في الحب طرفٌ عمي /
ونفس المحب به ترتمي /
كَمِ الكدُّ حادي المطايا كمِ /
فخفف السير ولا تسأم / لا بد أن يحمد هذا السرى
ثلاث عليها يدورْ
ثلاث عليها يدورْ / وجود وحق ونورْ
وطوراً نرى هكذا / نجوم شموس بدور
هي الروح مثل الرحى / وأجسامنا كالقدور
وما ثم غير الذي / له الأمر وهو الأمور
كثير بنا واحد / به ذو انتقام غفور
تجلى فقلنا هدى / تحجب قلنا غرور
ويتلو علينا وهل / يجازي إلا الكفور
على ما عليه كأن / ن ما غيرته الدهور
ألا والظهور البطون / ألا والبطون الظهور
شكرناه حتى لقد / تسمى لنا بالشكور
وأيضا صبرنا به / فجاء بإسم الصبور
ولم تعمَ إلا القلو / ب عنه التي في الصدور
وتالله ما أنكرت / ه إلا خفافيشُ عور
أيا أحمدُ البدويْ أنتَ أينْ
أيا أحمدُ البدويْ أنتَ أينْ /
لقد حزت في وقتك الرتبتين /
هما الإسم والذات من غير مين /
وراياتك الحمر في الخافقين / تشير بأنك قطب الورى
لك العز والفَخرُ والرونقُ /
وفي تابعيك لك الصنجق /
وأنت هو الملك الأسبق /
وشأن الملوك الذين ارتقوا / على المجد أن يلبسوا الأحمرا
جميع البرايا هي اليلمعُ
جميع البرايا هي اليلمعُ / وبرق الوجود بها يلمعُ
وما ذلك البرق غير الذي / هو الأمر في لمحة مسرع
به الأرض قامت كذا والسما / فيخفض هذا وذا يرفع
وفي الغيب غيب الغيوب اختفت / على الكل شمس فلا تطلع
ونحن الخفافيش في نورها / نقوم لها ولها نركع
هي الذات ذات الوجود الذي / إذا ما تبدت لها نخشع
ولم ندر منها سوى أمرها / ونحن على وجهها برقع
إذا نحن متنا حيينا بها / وإن نحن غبنا فلا نرجع
وأعيننا مبصرات بها / إليها وآذاننا تسمع
ولا شيء نحن ولكن لها / نسبنا فنحن بها أجمع
ومن أعجب الأمر هذا الخفا
ومن أعجب الأمر هذا الخفا / وهذا الظهور لأهل الوفا
وما في الوجود سوى واحد / ولكن تكثَّر لما صفا
وأصل جميع الورى نقطة / على عين أمر بدت أحرفا
وتلك الحروف غدت كلمة / فكانت مشوق الحشى المدنفا
فإن قلت لا شيء قلنا نعم / هو الحق والشيء فيه اختفى
وإن قلت شيء نقول الذي / له الحق أثبت كيف انتفى
وضج الحسود ولم يتئد / ولام العذول وما أنصفا
وقد حال بينك يا عاذلي / وبيني بأنك لن تعرفا
وأين ضلوعي التي في لظى / وأين زفيري الذي ما انطفا
وأين دموعي تلك التي / تسيل وجفني الذي ما غفا
ألم تر أن المحبين لا / يرون النعيم بغير الجفا
فمهلاً رويدك إني امرؤ / تركت سلوي لمن عنفا
وخلفت خلفي جميع الورى / وقلبي على قلبه أشرفا
وفوقيَ تحتي ولا تحت لي / وبعدي هو القبل يا من وفى
ولما شربت كؤوس الهوى / وذقت المدامة والقرقفا
أزيلت صفاتي فلا وصف لي / وعني جميعي مضى واختفى
وما أنا إلا هيولا الورى / ولمحة نور من المصطفى
خليليَّ قوما بنا للحمى / عسانا نرى الرشأ الأهيفا
وعوجا على سفح ذاك اللوى / وإن جئتما دار سلمى قفا
فإني مشوق كثير الجوى / عسى الحب بالوصل أن يعطفا
وقولا لمن لام ويح الذي / به كدر بين أهل الصفا
ظهرت لقلبي بما قد نوى
ظهرت لقلبي بما قد نوى /
وبالحول أمددتني والقوى /
فيا من به في زاد الجوى /
أحبك حبين حبَّ الهوى / وحباً لأنك أهلٌ لذاكا
حبيبي هو الداء لي والدوا /
وذاك العليم بما قد روى /
أقول له وعلي احتوى /
فأما الذي هو حب الهوى / فشيء شغلت به عن سواكا
ألا علَّ من شاقني علَّهُ /
يداوي فؤادي بما علَّهُ /
على عشقك القلب من علَّهُ /
وأما الذي أنت أهل لهُ / فكشفك للحجب حتى أراكا
فؤادي بفرط الجوى ممتلي /
وعيني ترى للجمال العلي /
وحالان عندي هما أجتلي /
فلا حمد في ذا ولا ذاك لي / ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
تقول الأجانب عن علمنا
تقول الأجانب عن علمنا / وعنّا مقالةَ واهي الفهومْ
لماذا ترون السماع الذي / بآلاته طاردٌ للهمومْ
فقلنا لهم ما رأى المصطفى / رأيناه فلينزجر من يلومْ
وقالوا تُسَبِّحُ قلنا نعم / نُسَبِّحُ عُوَّامَ بحرِ العلومْ
وأما الذي هو غرٌّ بها / فيغرق في بحرها لا يعومْ
إلى الله نرفع أمراً ألمّْ
إلى الله نرفع أمراً ألمّْ / لنا منه في كل وقت ألمْ
ونشكو إليه أموراً دهت / وقد خصنا الحزن منها وعمّْ
ونلجأ في شأننا كله / إليه ليكفيَنا ما أهمّْ
ونطلب منه جميع الذي / نريد فيتحفنا بالنعم
وندعوه في كل أحوالنا / بقلب منيب إليه وفم
عساه يفرج كرباً لنا / يضيق به الصدر منا وغم
عساه يعالجنا بالمنى / ويكشف خطباً دجا وأدلهم
عساه يوفِّقنا كلَّنا / إلى أمره الندب والملتزم
فإنا جميعاً عبيد له / وفي بابه قد وقفنا خدم
وكم نعمة قد حبانا بها / وأعظمها خلقُنا من عدم
وكم رحمة منه وافت لنا / وكم نقمة قد تولت وكم
يكفُّ أولي البغيِ عن قهرنا / ويدفع ظلمَ الذي قد ظلم
وأكرمنا دون كل الورى / وعلَّمنا علمَهُ بالقلم
وقد خلق الكل من أجلنا / ومن أجله الخلق منا استتم
ومع ذاك نكثر عصيانه / فيا ويح عبد له ما احترم
ونذنب سراً وجهراً ولا / نبالي بما فيه زلّ القدم
نباديه بالسوء وهو الذي / لنا منعم محسن من قدم
فيا مالك الملك يا ذا الجلا / ل يا صاحب الجود يا ذا الكرم
ويا خالق الخلق يا من له / أيادٍ علينا تفيضُ الحكم
بحرمة طه نبي الهدى / ومن جاء بالنور يمحو الظُلَم
وإخوانِهِ الأنبيا كلِّهِم / وبالتابعين لهم في الأمم
تفضلْ علينا بعفو ولا / تدعنا لنهلكَ في المزدحم
وسهل لنا توبة نحتمي / بها في غد من لهيب الضرم
ولا تحرق الجسم يا سيدي / بنيرانِه فهو لحم ودم
وكن راحماً ذلَّ أرواحنا / إذا ما أتيناك يوم الندم
وهبنا جميعاً لرحماك يا / رحيم وأجزل لنا في القسم
وعنا تجاوز وكن منعماً / وداو من القلب هذا السقم
وسامح ولا تخزنا في غد / فإنك أولى حكيم حكم
شرعت لنا الدين نمشي به / إليك على ذا الطريق الأمم
وآياتك الواضحات اهتدى / لها في الورى كل ذوق وشمّ
تسمت بأشياء وهي التي / عليها لسان الجهول انبكم
فيا فوز عبد تراءت له / إلى أن رآها لها فالتزم
وأمسى وأصبح يسمو بها / وبالعز في فهمها والحشم
فيا ظاهراً والسوى باطن / ويا باطناً والسوى مرتسم
تجليت في كل شيء كما / أردت فداء الضلال انحسم
وبصرتنا بالتجلي وفي / بصائرنا نورك المحض تم
وحولت عنا حجاب العمى / وأوضحتَ ما كان فينا انبهم
وأنت المنزه عن كل ما / يرام من الكون أو لم يرم
وأنت المُسبَّح في ملكه / بقبح الصياح وحسن النغم
وأنت الموحَّد منّا ومن / جميع البرايا بحالٍ أتمّ
وشرك أولى الجهل دعوى فقط / كما يقتضي ذاك حلم الحكم
بل الشرك والكفر قد وحَّدا / لأنهما نوع خلق هجم
فما في الوجود سوى واحد / وأفعاله لا سوى ذاك ثم
فلا تعرضوا عنه أنتم به / كما الفعل من فاعل ما انقسم
وقوموا إلى باب إحسانه / لتحيوا بإقبال محيي الرمم
ولا تكسلوا أو تخافوا على / نفوسكمو منه فاللطف جم
ولا تنفروا عنه فهو الذي / دعاكم إليه بأهل العصم
فعين الجلال إليكم رنت / ووجه الجمال زها وابتسم
وأنتم عبادُ كريمٍ وما / ببخل إلهكمو متهم
فإن الذي هو رب لنا / قريب إلينا سناه وهم
وجدنا به ومددنا به / وضُمَّ به شملُنا وانتظم
فلا تقنطوا منه والجوا إلى / حماه ولوذوا بهذا الحرم
وإن عطاياه مبذولة / وقد فاز قاصدها واغتنم
فسبحان من أعجز الكل عن / معاني الوصول إذا الكل همّ
وجل الذي أوقف العقل في / قصور وحير كلّ النسم
فلا الفكر يعرفه لا ولا / له يدرك الفهم حيث اقتحم
فسلم إليه وكن طالباً / له باجتهاد وخل الوهم
وإن شئت قم بعد هذا له / بنفسك سعياً وإن شئت نم
وكن سائراً بشراع التقى / إليه به إن جدواه يمّ
فيا ربنا كن معيناً لنا / وساعد على ما دهى واصطلم
ولا تترك القلب في حيرة / وجهل به البعد عنك انتقم
وصل وسلم على المصطفى / شفيع البرية زاكي الشيم
ومن قد أتى رحمة للورى / وعنا به قد أزيلت نقم
ورضوان ربيَ عن آله / ذوي المجد والقدر فينا الأشم
وأصحابه الغر أهل التقى / كواكب فضل إليها يؤم
وعن تابعيهم بخير وعن / مشايخنا القوم أهل الهمم
وعن كل إخواننا دائماً / بغير انتهاء وغير عدم
مدى الدهر ما هب ريح وما / توالى على الروض صوب الديم
وما قال يدعوه عبد الغني / إلى الله نرفع أمراً ألم
بنى الكلَّ ثم لهم قد هدَمْ
بنى الكلَّ ثم لهم قد هدَمْ / وجود له صورٌ من عدَمْ
تجلَّى فلا شيء غير الذي / أحاط به علمه من قدم
وذاك تقاديره الفانيات / فمنها ملوك ومنها خدم
إحاطته حسبوها لهم / وجوداً وهم أسر لحم ودم
فلو عرفوا ما بهم من فناً / لفازوا وكان ثبوت القدم
ولكنهم جهلوا أنفساً / لهم فانيات فحل الندم
وبالموت يدرون أحوالهم / ويدرون ما قد بنوه انهدم
وينكشف الأمر أن الذي / بنوه الوجود لهم وانعدم
وعادوا كما ابتدئوا أولاً / مع الله لا شيء هم وانختم
لنا غرقٌ كلنا في القدمْ
لنا غرقٌ كلنا في القدمْ / ببحر الوجود وبحر العدمْ
فيحكم هذا على بعضنا / وهذا على بعضنا قد حكم
ويسبح في النور منا الفتى / ويسبح جاهلنا في الظلم
وبحران عندي هما يجريان / فبحرٌ بلحمٍ وبحر بدم
وبينهما برزخ ظاهر / فلا يبغيان لأمر أتم
وبرزخه عالم الجبروت / خيال له الغي والعقل همّ
فكن رجلا عارفا لا تكن / جهولاً وربك عنك انبهم
وتعبد طيف الخيال الذي / ترى في المنام أفقْ لا تنم
فهذا الوجود وأفعاله / هي العدم المحض لا غير ثم
وحاصله أنه لا سوى / وبعض خلاف لبعض وتم
إليك من البعد قلبي دنا
إليك من البعد قلبي دنا /
ومنك لقد نلت كل المنى /
فيامن لنا قال إني أنا /
أتيناك بالفقر يا ذا الغنى / وأنت الذي لم تزل محسنا
وعند الصباح وعند المسا /
نهيم اشتياقاً بفرط الأسى /
عهدناك بَرّاً بنا مؤنسا /
وعودتنا كلَّ فضلٍ عسى / يعود الذي منك عوَّدتنا
سراة الهوى بالهوى وُلِّهُوا /
وفيك عن الغير قد تُوِّهُوا /
إليك كفوف الدعا وَجَّهُوا /
مساكينك الشعث قد مُوِّهُوا / بحبك إذ هو أقصى المنى
لقد جاء من فرعنا أصلُكم /
ونحن الذي عمنا فضلُكم /
وهيهات أنا نكافي لكُم /
فما في الغنى واحد مثلُكم / وفي الفقر لا عصبة مثلنا
فنينا بمن لم يزل سرمدا /
ومنه به قد سمعنا الندا /
ويا من خفيْ عن عيون العدى /
رأيناك في كل أمرٍ بدا / وليس من الأمر شيء لنا
طمسنا بأنواركم والسنا /
وآلَ الورى عندنا للفنا /
وقد صار لي حبكم ديدنا /
سترت اسمكم غيرةً ها أنا / أموِّهُ بالشعب والمنحنى
جرت خوف هذا الجفا أدمعي /
وشوقي به التهبت أضلعي /
وأنت الذي لا سواه أعي /
إذا كنت في كل حال معي / فعن حمل زادي أنا في غنى
على سيرنا لم يزل سيرُكم /
وفي روض قلبي شدا طيرُكم /
وخير جميع الورى خيرُكم /
فأنتم هم الحق لا غيرُكم / فياليت شعري أنا من أنا
طريقتنا قل بأقوالها
طريقتنا قل بأقوالها / ودع عنك تفنيد عذالها
خذ الفرق ما بين أهل الهدى / وأهل الضلال وأعمالها
لكل على زعمه طاعة / وقانون وضع لأفعالها
وفي كل طائفة همة / لتحصيل غايات أحوالها
وفيهم سلوك على منهج / صواب لدى عقد عمالها
ولكن سوى دين أهل الهدى / عقول رأت حسن إضلالها
فقالت على الحق ما لم يقل / وقد زخرفت قبح أقوالها
فلا وضع شرع لها ثابت / لينوي به قرب إيصالها
بصبر وزهد وأكلِ الحلال / وشكر وتقوى وأشكالها
وصوم وترك لذيذ النكاح / وشهوات نفسٍ وآمالها
وترك الزنى والربا والريا / وظلم وقتل وأنكالها
فنيتهم فعلها لم يكن / لهم طاعة دون أفعالها
فيبقى لهم فعلها هكذا / بلا قصد وضع لتمثالها
وغاية ذلك نيل الصفا / وترك الجسوم لأثقالها
وتحصيل خفَّتها والفهو / م ترتاض من ترك أشغالها
وإن دام أنتج قدس النفوس / وتطهيرها من قذى حالها
وكشفاً عن الملكوت الذي / لأرواحه سر إقبالها
وهم في حجاب عن الله عن / معاني التجلي وإنزالها
وأما طريقة أهل الهدى / كماهم نزول بأطلالها
فوضع صحيح به مؤمنون / على مقتضى حكم أرسالها
فأفعالهم لكمالاتهم / بنيَّتهم وضع إكمالها
فوصف الصفا عندهم زائد / وقدس النفوس بأفضالها
وفي ملكوت السما كشفهم / عن الروح تفصيل إجمالها
وقد زادهم ربهم علمهم / به في المجالي وإجلالها
وأنوار غيب إلهية / مثالية تملك الوالِها
منزلة عندهم في المواد / لتعريفهم غيب آزالها
فيبدي الخيال بها جهده / وتوفي القروض بأمثالها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025