أرى الدهرَ طبعاً يسيء الوَرَى
أرى الدهرَ طبعاً يسيء الوَرَى / ويُرْغم أنفَ أُسودِ الشَّرَى
فهل لي بمُهْرٍ يجوبُ الذَّرَى / أطوفُ المَشارِقَ عَلِّي أَرَى
بلاداً تَطِيب لأحرارِها /
فقمت وهَمِّي بدهري يَنوء / أُعالج أيامي عَساها تَبُوء
فطُفتُ البُكورَ وطفت الغُدوء / فلم أرَ إِلاَّ أموراً تسوء
وتَصْدَعُ أكبادَ نُظّارها /
فما لي بعيشٍ وثوبٍ يَشِفّْ / وخَودٍ قَطوفٍ وطَرْف دَنِفْ
أيَهْنأ عيشٌ لحُرٍّ أَسِف / عدمتُ حياتي إِذَا لَمْ أقف
حياتي عَلَى نفع أقطارِها /
فكم غال ذا الدهرُ من أُمَّة / وخان أُناساً بلا حُرمة
فليس لذا الدهرِ من ذمةٍ / ولستُ بأولِ ذي همة
تَصدَّى الزمانُ لإنكارِها /