المجموع : 10
عصيتُ الهَوَى وهجرتُ النساءا
عصيتُ الهَوَى وهجرتُ النساءا / وكنتُ دواءً فأصبحتُ داءا
وما أنسَ لا أنسَ حتَّى المماتِ / نَزِيبَ الظِّباءِ تُجيبُ الظِّباءا
دَعيني وصبري على النَّائباتِ / فبِالصَّبرِ نلتُ الثَّرا والثَّواءا
وإن يكُ دهري لَوَى رأسَهُ / فقد لَقِيَ الدَّهرُ منِّي التِواءا
لياليَ أروي صدورَ القَنا / وأروي بِهنَّ الصُّدورَ الظِّماءا
ونحنُ إِذا كانَ شربُ المُدامِ / شَرِبنا على الصَّافِناتِ الدِّماءا
بَلَغنا السَّماءَ بأحسابِنا / ولولا السَّماءُ لَجُزنا السَّماءا
فحَسْبُكَ من سُؤدَدٍ أنَّنا / بحُسنِ البَلاءِ كشَفنا البَلاءا
يَطيبُ الثَّناءُ لآبائنا / وذِكرُ عليٍّ يَزِينُ الثَّناءا
إِذا ذُكِرَ النَّاسُ كُنَّا ملوكاً / وكانُوا عبيداً وكانوا إمَاءا
هَجانِيَ قومٌ ولم أَهجُهُم / أبى اللهُ لي أن أقولَ الهِجاءا
أيا ذاهباً قد مضى فقدُهُ
أيا ذاهباً قد مضى فقدُهُ / حلاوةُ ذِكراكَ ما تَذهبُ
مررتُ بدورِ بني مُصعَبٍ
مررتُ بدورِ بني مُصعَبٍ / بِدورِ السرورِ ودُور الفَرحْ
فشَبَّهتُ سرعَةَ أيَّامِهمْ / بسرعةِ قوسٍ يُسمَّى قُزحْ
تَلوَّنَ مُعتَرِضاً في السَّماءِ / فلمَّا تَمَكَّنَ منها نَزَحْ
إِذا كنت لم أفقِدِ الغائبينَ
إِذا كنت لم أفقِدِ الغائبينَ / وإن غبتَ كنتُ فريداً وحيدا
تَباعَدُ نفسي إِذا ما بعُدتَ / فليست تُعاوِدُ حتَّى تَعُودا
وأشبَهكَ البدرُ حُسناً فما / تَناقَصَ حسنُكَ حتَّى يزيدا
محا حسنُ وجهِكَ عنِّي الملامَ / وأسكَتَ طَرفُكَ عنِّي الحسودا
لياليَ يألفُكَ الغانياتُ
لياليَ يألفُكَ الغانياتُ / وكنتَ صغيراً وكنَّ صغارا
وقد كنتَ تَملكُ ألحاظَهُنَّ / فَصِرنَ يُعِرنكَ لحظاً مُعارا
فأصبحنَ أعقبنَ بعدَ الودادِ / بعاداً وبعدَ السكونِ نفارا
فلا غرَّني غِرَرُ الحادثاتِ / وقد كنتُ أُوسعُهنَّ اغتِرارا
وليلٍ تَراهُ وأقطارُهُ
وليلٍ تَراهُ وأقطارُهُ / كما ادَّرَعَ الشَّملةَ الأسفَعُ
كأنَّ الفِجاجَ على سالكي / هِ سُدَّت فليسَ لها مطلعُ
ترى ضبَّها مُطلِعاً رأسَهُ
ترى ضبَّها مُطلِعاً رأسَهُ / كما مَدَّ ساعِدَهُ الأقطعُ
له ظاهرٌ مثلُ بُردٍ موشّى / وبطنٌ كما حَسَرَ الأصلعُ
هو الضَّبُ ما مَدَّ سكانَهُ / وإنْ ضَمَّهُ فهُوَ الضِّفدَعُ
وسامةُ مِنا فأما بنوهُ
وسامةُ مِنا فأما بنوهُ / فأمرُهُمُ عندَنا مُظلمُ
أناسٌ أتَونا بأنسابِهم / خُرافةَ مُضطَجعٍ يحلُمُ
وقلتُ لهم مِثلَ قول النبيِّ / وكلُّ أقاويلِهِ مُحكَمُ
إِذا ما سُئلتَ ولم تَدرِ ما / تقول فقُل ربُّنا أعلَمُ
شآكَ الزَّمانُ بكرِّ الزَّمانِ
شآكَ الزَّمانُ بكرِّ الزَّمانِ / وأفناكَ من كَرِّهِ كلَّ فانِ
إساءةُ دهرِكَ مَحفوفةٌ / بما لم يكن للصِّبا في ضَمانِ
ألا مُسعِدٌ فيبكّي الشبا / بَ في مأتمٍ صحِلٍ أروَنانِ
وأيّامَه الغُرَّ مثل الخطو / طِ بالمسكِ فوقَ خدودِ الحِسانِ
لياليَ لا يشبعُ الناظرانِ / إِذا قابلاكَ ولا يرويانِ
لياليَ أنت جُذيلُ الصِّبا / وأيامِهِ وعُذَيقُ الغواني
لياليَ لم يكتسِ العارضا / نِ شيباً ولم يُقصَص الشاربانِ
صغيرٌ وتِربايَ مُستَصغَرانِ / تَرامى الثماني بنا والثماني
فإن يكُ ذاك الزَّمانُ انقضى / وبُدِّلتَ أخبارَهُ بالعيانِ
فلا بالقِلى يُتناسى الصِّبا / ولا بالرِّضا رضيَ العاذلانِ
ونازلةٍ كنتُ من حَدِّها / على غَرَرٍ مثلِ حدِّ السِّنانِ
ومن نكباتِ خطوبِ الزَّمانِ / ألاحِظُها بِجَنانِ الجبانِ
ألا علِّلاني بما شئتُما / بزخرفةٍ بينَ كان وكانِ
كأنيَ لم أدرِ أنَّ الرَّدى / بهتكِ ستور الصَّبا قد رآني
وذاكَ له ببياضِ المشيبِ / في كُلِّ سالفةٍ مخلبانِ
شجاكَ الوميضُ ولذعُ المضيضِ / بنار الهَوَى وببرقٍ يماني
كأنَّ تألُّقَهُ في السماء / رجعُ حسابِ خفيفِ البَنانِ
ألا هل سبيلٌ إلى نظرةٍ / بكوفانِ يحيى بها الناظرانِ
يُقلِّبُها الصَّبُّ دون السَّدي / رِ حيثُ أقامَ بها القائمانِ
وحيثُ أنافَ بأرواقهِ / محلُّ الخَورنقِ والماديانِ
وهل أبكُرنَّ وكثبانُها / تلوحُ كأوديةِ الشاهجانِ
وأنوارُها مثلُ بُردِ البَنِيِّ / رُدَّعَ بالمسكِ والزَّعفرانِ
وهل أدنُوَنْ من وجوهٍ نأت / وهنَّ من النَّفسِ دونَ الدَّواني
أٌُناسٌ همُ الأنسُ دونَ الأنيسِ / وجَناتُ عيشكَ دونَ الجِنانِ
أخلايَ أُحفيكُمُ طائعاً / وأنتم منى النَّفسِ دون الأماني
ولكن يدُ الدَّهرِ رهنٌ بما / سَيَرمي بأسهُمِه الفرقدانِ
عسى الدَّهرُ أن يثني لي عِطفَهُ / بعطفِ الهَوَى وبعيشٍ ليانِ
وهيفاء تلحظُ عن شادنٍ
وهيفاء تلحظُ عن شادنٍ / وتُسفرُ عن قمَرٍ إضحيانِ
وتجهشُ عن نَفَسِ الياسمين / وتضحكُ عن زَهَرِ الأقحوان
وكالغُصُنِ البانِ جدل العِنان / وميادة القَضَبِ الخيزُرانِ
ترى الشَّمسَ والبدرَ معناهما / بها واحدٌ وهما معنيان
إِذا أطلَعت وجهَها أشرقا / بطلعتِها وهما آفلانِ