المجموع : 8
أقمتُ ببابك في جفوةٍ
أقمتُ ببابك في جفوةٍ / يُلوِّن لي قولَه الحاجبُ
فيطمعني تارةً في الوصول / وربَّتَما قال لي راكبُ
فاعلم عند اختلاف الكلام / وتخليطه أنَّه كاذبُ
وأعزم عزماً فيأبى عليّ / امضاءَه رأيي الثاقبُ
وأني أراقب حتى يثو / بَ للحرِّ من رأيه ثائبُ
فإن تعتذرْ تُلِفِني عاذراً / صَفوحاَ وذاك هو الواجبُ
وإلا فإني إذا ما الحبا / ل رَثَّتْ قُواها لها قاضبُ
غناؤكِ عندي يُميت الطَرَبْ
غناؤكِ عندي يُميت الطَرَبْ / وضربُك بالعود يُحيي الكُرَبْ
ولم أرَ قبلكِ من قَيْنةٍ / تُغنِّي فأحسَبُها تنتحبْ
ولا شاهدَ الناسُ أنسيّةً / سواك لها بَدَنٌ من خشبْ
ووَجْهٌ رقيبٌ على نفسه / يُنفِّرُ عنه عيونَ الرّيب
فكيف تصُدِّين عن عاشق / يَوَدُّكِ لو كان كلباً كَلبْ
ولو مازجَ النارَ في حَرِّها / حديثُكَ أخْمَد منها اللَّهب
لواني بما وعد البحتريُّ
لواني بما وعد البحتريُّ / وما كان يلوي إذا ما وعَدْ
ولكنه قارَعَ النائبات / فأفنى التلاد وحلَّ العقدْ
وما زال يصبر صبرَ الكرامِ / في الحقِ في المال حتى نفدْ
ويعصي العواذل حتى أطاع / ويُسرف في البذل حتى اقتصد
وقد يرحل العَوْد بعد الكلالِ / ويحمد من بعد ما قيل قدْ
يا شقيقي ويا خليلي أباءً
يا شقيقي ويا خليلي أباءً / المرجّى لكلِّ خير وميرِ
أنت من أطيب الأنام بخوراً / غير أني شممته عند غيري
وهو جمٌ لديك فابعث بدرج / منه إن لم أكنْ تعديت طوري
أتيتك جذلانَ مستبشراً
أتيتك جذلانَ مستبشراً / لبُشراك لما أتاني الخبرْ
أتاني البشيرُ بأن قد رُزقتَ / غلاماً فأبهجني ما ذكرْ
وأنك والرشدُ فما فعل / ت أسميته باسم خير البشرْ
وطهَرته يوم أسبوعه / ومن قبلُ في الذكر ما قد طَهُرْ
فعمّرك الله حتى ترا / ه قد قارب الخَطْوَ منه الكِبَرْ
وحتى ترى حوله من بنيهِ / وإخوته وبنيهم زُمَرْ
وحتى يروم الأمور الجسامَ / ويُرْجى لنفع ويُخشى لضَرْ
وأوزعك اللهُ شكر العطاء / فإن المزيد لعبد شكرْ
وصلَّى على السَّلفِ الصالحي / ن منكم وبارَك فيمن غبرْ
قل لوهب البغيض يا وَخِشَ الخل
قل لوهب البغيض يا وَخِشَ الخل / قة يا ناطقاً بغير لسانِ
كانتْ الضرطة المشومة ناراً / أضرمت في جوانب البلدانِ
قتلت مفلْحاً وكان لعمري / عُدَّةً في الحروب للسلطان
رأيتُكَ يا ابنَ أبي كاملٍ
رأيتُكَ يا ابنَ أبي كاملٍ / كثيرَ الرواية جمّ الكُتُبْ
عليماً بأخبار هذا الزمان / وأحوال عُجْمهم والعَرَبْ
تُمَيِّز مختلفات الخِلال / ما عِيبَ منها وما لم يُعَبْ
فتأتي الذي أنت أولى به / وتجتنبُ الخُلقَ المُجْتَنَبْ
فهل جاز عندكَ أو هل يجوزُ / أن يَرْجِعَ الحُرُّ فيما وَهَبْ
ولا سيّما في الذي يبتديه / قبلَ السُّؤالِ وقبلَ الطَّلَبْ
وَهَبْتَ لنا خِطَّةً من يكُنْ / بها نازلاً فهو كالمغتربْ
بناحيةٍ بعدتْ أن تُزار / إلاّ بحمل الأذى والتَعَبْ
وإلاّ على رِقْبةٍ في المسير / وخوفٍ على النفس دون السّلَبْ
تنال بها الزادَ إن نِلْتَهُ / بعيدَ المدى عَسِرَ المجتلبْ
وتستعذبُ الماء عن ليلتين / إذا ما السّحاب بها لم يَصُبْ
فقُمْنا بشكرك في العالمين / وسارَ القريضُ به والخُطبْ
وشُبْنا لنبلُغَ جُهْدَ الثناءِ / صدق الحديث ببعض الكذب
كأنك بوّأتنا منزلاً / عتيداً به لامرئٍ ما أحَبْ
مُحيطاً بما تشتهيه النفوس / يرى رغبةً دُونه من رَغب
فَبَيْنا نقدِّر فيه البناء / ونسأل كيف يُباع الخَشَبْ
لنشرعَ في الأمر ما راعنا / سوى بدوةِ لك لم تُحتَسب
أفي الدين عندك هذا الفعال / أم في المروة أم في الأدب
وماذا نقول لإخواننا / إذا قال قائلهم ما السبب
فإنك تعْلَمُ ما في الجواب / ولا يقنعونَ إذا لم نُجِبْ
حُجِبْتُ ببابِ أبي صالح
حُجِبْتُ ببابِ أبي صالح / وأدْخَل بَوّابُهُ من حَضَرْ
فإن لا يكُنْ ذاك عن أمرهِ / فقد كان في الحقّ أنْ يَعْتَذِرْ
وأن يَعْذل العَبْد عذلاً / يكون له بعدها مُزْدَجَرْ
فإني ألينُ لمن رامني / بلينٍ واحلو وطوراً أمِرْ
وإنّي إذا ما أبى صاحبي / عليّ والبسُ جلد النَّمِرْ
وأجزي القروضَ بأمثالها / فخيراً بخيْر وشرّاً بِشَرْ
على أنّ من شيمتي أنْ أُقيلَ / حُرّاً كريماً إذا ما عَثَرْ
وإن لا أُجشِّمَهُ خُطَّةً / من الأمر ذاتِ مرامِ عَسِرْ
فابلغ خليلي أبا صالح / بأنّ عتابي له قد كَثُرْ
وإن قد تأيَّيْتُهُ وانتظرتُ / حولاً فما بعده انتظرْ
عليه السلام وداع المقيم / في بيته لا وداع السَفَر
سيعلم إنْ كنتُ عن أمره / حُجبْتُ أيَثْبتُ لي أم يفر