المجموع : 8
صَفِيَّةُ قُومي ولا تَعْجَزي
صَفِيَّةُ قُومي ولا تَعْجَزي / وَبَكّي النّسَاءَ على حَمْزَةِ
ولا تَسْأَمي أنْ تُطِيلي البُكَا / عَلَى أَسَدِ الله في الهِزَّةِ
فَقَدْ كَانَ عِزّاً لأَيْتامِنَا / وَلَيْثَ المَلاَحِمِ في البِزَّةِ
يُرِيدُ بذَاكَ رِضَا احْمَدٍ / وَرُضْوانَ ذي العرشِ والعِزَّةِ
نَشَجْتَ وَهَلْ لَكَ منْ مَنْشَجِ
نَشَجْتَ وَهَلْ لَكَ منْ مَنْشَجِ / وكنْتَ مَتَى تَذَّكِرْ تَلْجَجِ
تذكُّرَ قَومٍ أتاني لَهَمُ / أحاديثُ في الزَمَنِ الأَعْوَجِ
فَقَلْبُكَ مِنْ ذِكْرِهِم خافِقٌ / مِنَ الشَّوقِ والحَزَنِ المُنْضِجِ
وقَتْلاهُمُ في جِنانِ النَّعيمِ / كِرامُ المداخلِ والمَخْرَجِ
بما صَبَروا تَحْتَ ظِلِّ اللِّواءِ / لواءِ الرسولِ بذي الأَضْوَجِ
غداةَ أجابَتْ بأَسْيافِها / جميعاً بَنُو الأَوْسِ والخَزْرَجِ
وأشياعُ أَحْمَدَ إذ شايَعوا / على الحقِّ ذي النورِ والمَنْهَجِ
فما بَرِحُوا يَضْرِبُونَ الكُماةَ / ويمضونَ في القَسْطلِ المرْهجِ
كذلِكَ حَتَّى دَعَاهُمْ مَلِيكٌ / إلى جَنَّةٍ دَوْحَةِ المُولِجِ
فكلُّهُمُ مَاتَ حُرَّ البلاءِ / على مِلَّةِ اللهِ لَمْ يَحْرَجِ
كَحَمْزةَ لمّا وَفَى صادِقاً / بذي هِبَةٍ صارِمٍ سَلْجَجِ
فلاقاهُ عَبْدُ بَني نَوْفَلٍ / يُبرِبْرُ كالجَملِ الأَدْعَجِ
فأَوْجَزَهُ حَرْبَةً كالشِّهابِ / تَلَهَّبُ في اللَّهَبِ المُوهَجِ
ونَعمانُ أَوْفى بمِيثاقِهِ / وَحَنْظَلَةُ الخيرِ لَمْ يُحْنَجِ
عَنِ الحق حَتَّى غَدَتْ رُوحُهُ / إلى مَنْزِلٍ فاخِرِ الزِّبْرَجِ
أولئِكَ لا مَنْ ثَوَى مِنْكُمُ / مِنَ النّارِ في الدَّرَكِ المُرْتَجِ
أيا عَيْنُ جُودِي ولا تَبْخُلِي
أيا عَيْنُ جُودِي ولا تَبْخُلِي / بدمعِكِ حَقّاً ولا تَنزُري
على سَيّدٍ هَدَّنَا هُلْكُهُ / كريمِ المشَاهدِ والعُنْصُرِ
جريءٍ المقدَّمِ شَاكي السّلاحِ / كريمِ النّثا طَيِّبِ المَكْسِرِ
عُبَيْدَةُ أمسى ولا نرتجيهِ / لِعُرْفٍ عَرانَا ولا مُنْكَرِ
وَقَدْ كَانَ يَحْمِي غَداةَ القِتَا / لِ حَامِيَةَ الجيشِ بالمِبْتَرِ
وَغَسَّانُ أصْلِي وَهُمْ مَعْقِلي
وَغَسَّانُ أصْلِي وَهُمْ مَعْقِلي / فنِعْمَ الأَرومَةُ والمَعْقِلُ
أَلاَ ابْلِغْ قُرَيْشاً على نَآيِهَا
أَلاَ ابْلِغْ قُرَيْشاً على نَآيِهَا / اتفخَرُ مِنَّا بما لَمْ تَلِي
فَخَرْتُمْ بِقَتْلَى أَصَابَتْهُمُ / فَوَاضِلُ مِنْ نِعَمِ المُفضِلِ
فحَلُّوا جِنَاناً وأبقُوا لَكُمْ / أُسُوداً تُحَامي عَنِ الأشْبُلِ
تُقَاتِلُ عَنْ دِينِهَا وَسْطَهَا / نَبِيٌّ عَنِ الحقِّ لَمْ يَنكُلِ
رَمَتْهُ مَعَدٌّ بِعَوْرِ الكَلاَمِ / ونَبْلِ العَدَاوَةِ لا تَأْثَلي
إِنَّكِ عَمْرُ أَبيكِ الكَرِي
إِنَّكِ عَمْرُ أَبيكِ الكَرِي / مِ إنْ تَسْأَلِي عَنْكِ مَنْ يَجْتدِينا
فإنْ تَسْألي ثُمّ لا تُكذَبِي / يخبِّرْكِ مَنْ سَألتِ اليَقِينَا
بِأَنّا لَيالِيَ ذاتِ العِظَا / مِ كُنّا ثِمَالاً لِمَنْ يَعْتَرِينَا
تَلُوذُ النَّجُودُ بأَذْرَائِنا / مِنَ الضُّرِّ في أزَمَاتِ السّنِينَا
بِجَدْوَى فضولِ أَولى وُجِدْنَا / وبالصّبْرِ والبّذْلِ في المُعْدِمينا
وأبْقَتْ لَنَا جَلَمَاتُ الحُرُو / بِ مِمّنْ نُوازِي لَدُنْ أن بُرِينَا
مَعَاطِنَ تَهْوِي إلَيْهَا الحُقُو / قُ يَحْسَبُها مَنْ رَآهَا الفَتِينَا
تُخَيَّسُ فيها عِتَاقُ الجِمَا / لِ صُحْماً دَوَاجنَ حُمْراً وَجُونا
وَدَفَّاعُ رَجلٍ كموجِ الفُرا / تِ يَقْدُمُ جَأْوَاءَ جُولاً طَحونَا
تَرَى لَوْنَها مِثْلَ لَوْنِ النّجُو / مِ رَجراجةً تُبْرِقُ النّاظِرِينا
فإنْ كُنْتَ عَنْ شَأْنِنَا جَاهِلاً / فَسَلْ عَنْهُ ذَا العلمِ مِمّنْ يَلِينَا
بِنَا كَيْفَ نَفْعَلُ إنْ قَلَّصَتْ / عَوَاناً ضَرُوساً عَضُوضاً حَجُونَا
أَلَسْنَا نَشُدُّ عَلَيْهَا العِصَا / بَ حتّى تَدُرَّ وحتَّى تَلِينَا
وَيَوْمٌ لَهُ وَهَجٌ دَائِمٌ / شَدِيدُ التّهاوُلِ حَامِي الأَرِينَا
طَوِيلٌ شَدِيدُ أَوارِ القِتَا / لِ تَنْقي قَوَاجِزُهُ المُقْرِفِينا
تَخَالُ الكُمَاةَ بأَعْراضِهِ / ثِمَالاً على لذّة مُنْزَفِينَا
تَعَاوَرَ أيمانُهُمْ بَيْنَهُمْ / كُؤُوسَ المَنَايَا بِحَدِّ الظُّبِينَا
شَهِدْنَا فَكُنَّا أُولِي بَأْسِهِ / وَتَحْتَ العَمَايَةِ والمُعْلَمِينَا
بِخُرْسِ الحَسِيسِ حِسَانٍ رِواءٍ / وَبَصْريّةٍ قَدْ أجمنَ الجُفُونَا
فَمَا يَنْفَلِلْنَ وما يَنْحَنِينَ / وما يَنْتَهِينَ إِذَا ما نُهِينَا
كَبَرْقِ الحَرِيقِ بأيدي الكُمَاةِ / يُفَجِّعْنَ بالطَّلِّ هَاماً سُكُونَا
وَعَلَّمَنَا الضَّرَبَ آبَاؤُنَا / وَسَوْفَ نُعَلِّمُ أيضاً بَنِينَا
جِلاَدَ الكُمَاةِ وَبَذْلَ التّلاَ / دِ عن جُلِّ أَحْسَابنا ما بَقِينَا
إذَا مرَّ قِرْنٌ كفى نَسْلُهُ / وأورَثَه بَعْدَهُ آخَرِينَا
نَشِبُّ وَتَهْلَكُ آباؤُنَا / وَبيْنَا نُرَبِّي بَنِينَا فَنِينَا
سَأَلْتُ بكَ ابنَ الزّبَعرَى فَلَمْ / أُنْبَأْكَ في القَوْمِ إلاّ هَجِينا
خَبيثاً تُطِيفُ بِكَ المُنْدَياتُ / مقيماً على اللّؤْمِ حيناً فَحينا
تبجَّسْتَ تَهْجُو رَسُولَ المَلِي / كِ قَاتَلَكَ اللهُ جلفاً لَعِينَا
تَقُولُ الخَنَا ثُمَّ تَرْمِي بِهِ / نقيَّ الثّيَابِ تقيّاً أَمينا
ألا انْعِي النّبيَّ إلى العَالَمِينَا
ألا انْعِي النّبيَّ إلى العَالَمِينَا / جَمِيعاً ولاَسِيَّما المُسْلِمينا
ألا أنعِي النّبيَّ لأَصْحابِهِ / وأصْحَابِ أصْحَابِهِ التَّابعينا
ألا أنعِي النّبيَّ إلى من هَدَى / مِنَ الجِنِّ ليلةَ إذْ تَسْمَعُونا
لِفَقْدِ النّبيِّ إِمَامِ الهُدَى / وَفَقْدِ المَلاَئِكَةِ المُنزَلِينا
يا عَيْني فَابكي بدَمْعٍ ذَرَى
يا عَيْني فَابكي بدَمْعٍ ذَرَى / لِخَيْرِ البَريَّةِ والمُصْطَفَى
وبَكِّي الرَّسُولَ وحُقَّ البكاءُ / عَلَيْهِ لَدَى الحَرْبِ عِنْدَ اللِّقا
على خَيْرِ مَنْ حَمَلَتْ نَاقَةٌ / وأَتْقَى البَرِيَّةِ عِنْدَ التُّقَى
على سَيٍّدٍ ماجدٍ جَحْفَلٍ / وَخَيْرِ الأَنَامِ وخَيْرِ اللُّها
لَهُ حَسَبٌ فوقَ كُلِّ الأَنا / مِ مِنْ هاشمٍ ذلِكَ المُرْتَجَى
نُخْصُّ بما كَانَ مِنْ فَضْلِهِ / وَكَانَ سِرَاجاً لَنَا فِي الدُّجَى
وكانَ بَشِيراً لَنَا مُنْذِراً / وَنُوراً لَنَا ضَوْؤُهُ قَدْ أَضَا
فأنْقَذَنا اللهُ في نُورِهِ / وَنَجَّى بِرَحْمَتِهِ مِنْ لَظَى