القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السَّيّد الحِمْيري الكل
المجموع : 17
أتتنا تُزفُّ على بَغلة
أتتنا تُزفُّ على بَغلة / وفوقَ رِحالتها قُبَّهْ
زبيريّةٌ من بنات الذي / أحلَّ الحرامَ من الكِعبَهْ
تُزفُّ إلى ملكٍ ماجدٍ / فلا اجتمعا وبها الوَجْبَهْ
لأَقْدَمِ أمّتِه الأَولينَ
لأَقْدَمِ أمّتِه الأَولينَ / هُدىً ولأَحديِهمْ مَوْلِدا
دعاهُ ابنُ آمنةَ المُصطفى / وكان رشيدَ الهُدى مُرْشِدا
إلى أن يُوحّدَ ربَّ السما / تعالى وجَلَّ وأن يَعْبُدا
فلبّاه لما دَعاه إليهِ / ووحَّده مثلما وحّدا
وأخبره أنّه مُرْسَلٌ / فقالَ صدقتَ وما فنّدا
فصلّى الصلاةَ وصامَ الصيامَ / غلاماً ووافى الوغى أمردا
فلم يرى يوماً كأيّامِهِ / ولا مثلَ مشهدهِ مَشهدا
توفّي النبيُّ عليه السلامُ
توفّي النبيُّ عليه السلامُ / فلمّا تغيَّبَ في المَلْحَدِ
أزالوا الوصيّةَ عن أقرَبيه / إلى الأبعدِ الأبعدِ الأَبعدِ
وكادوا مواليهِ من بعدِه / فيا عينُ جودي ولا تَجمُدِ
وأولادُ بنتِ رسولِ الإله / يُضامون فيها ولم تُكْمَدِ
فهمْ بينَ قَتلى ومُستضعَفِ / ومنعفرٍ في الثَّرى مُقْصَّدِ
فذكرُ النبيِّ وذكرُ الوصيِّ / وذكر المطهَّرِ ذي المَسْجدِ
عظامُ الحلومِ حسانُ الوجوهِ / شمُّ العرانينَ والمَنْجَدِ
ومن دَنسِ الرِّجسِ قد طُهِّروا / فيا فضلَ من بهمُ يَهتدي
هم حجج اللهِ في يخلقِه / عليهم هُدى كلِّ مستَرْشِدِ
بهم أُحْيِيَتْ سَننُ المرسلينَ / على الرغم من أنُفِ الحُسَّدِ
فمن لم يصلِّ عليهم يَخِبْ / إذا لقيَ اللهَ بالمَرْصَدِ
إلاّ الحمدُ للهِ حمداً كثيراً
إلاّ الحمدُ للهِ حمداً كثيراً / وليِّ المحامدِ ربّاً غفورا
هداني إليه فوحَّدتُه / وأخلَصْتُ توحيَده المستنيرا
لذلك ما اختاره رَبُه
لذلك ما اختاره رَبُه / لخيرِ الأنامِ وصيّاً ظَهيرا
فقام بِخُمٍّ بحيثُ الغديرُ / وحطَّ الرِّحالَ وعافَ المَسيرا
وقُمّ له الدوحَ ثم ارتقى / على مِنبرٍ كان رحلاً وَكورا
ونادى ضحىً باجتماعِ الحجيجِ / فجاؤوا إليه صغيراً كبيرا
فقال وفي كفّه حيدرٌ / يُليح إليه مُبيناً مُشيرا
ألا إنّ من أنا مولىً له / فمولاهُ هذا قضاً لن يَحورا
فهل أنا بلَّغتُ قالوا نعم / فقال اشهدوا غُيَّباً أو حُضورا
يُبلّغُ حاضرُكم غائباً / وأُشهِدُ رَبّي السميعَ البَصيرا
فقوموا بأمر مليكِ السما / يُبايعْه كلٌّ عليه أميرا
فقاموا لِبَيْعَتِه صافقين / أكفّاً فأوجس منهم نَكيرا
فقال إلهيّ والِ الوليَّ / وعادِ العدوُّ له والكفورا
وكن خاذِلاً للأولى يخذلون / وكن للأولى يَنصرون نَصيرا
فكيف ترى دعوةَ المصطفى / مُجاباً بها أم هباءً نثيرا
أُحبُّك يا ثانيَ المُصطفى / ومن أشهد الناسَ فيه الغَديرا
وأشهدُ أنّ النبيَّ الأمينَ / بلّغ فيكَ نداءً جهيرا
وأنّ الذين تَعادوا عليكَ / سيصلَوْنَ ناراً وساءت مصيرا
عليّ إمامٌ وصيُّ النبيِّ
عليّ إمامٌ وصيُّ النبيِّ / بمحضَرَه قد دعاهُ أميرا
وكان الخصيصَ به في الحياةِ / فصاهَرَهُ واجتباه عَشيرا
وصفتُ لك الحوضَ يا ابنَ الحُصين
وصفتُ لك الحوضَ يا ابنَ الحُصين / على صفةِ الحارثِ الأعورِ
فإنْ تُسقَ منه غَداً شُربةً / تَفُزْ من نَصيبِكَ بالأوفرِ
فما ليَ ذنبٌ سوى أنّني / ذكرتُ الذي فرَّ عن خَيبَرِ
ذكرتُ امرأ فرَّ عن مِرْحَبٍ / فِرار الحمارِ من القَسْوَرِ
فأنكرَ ذاك جليسٌ لكمْ / زنيمٌ أخو خُلُقٍ أعورِ
لَحاني بحبِّ إمامِ الهُدى / وفاروقِ أمّتِنا الأكبرِ
سأحلقُ لحيتَه إنّها / شُهودٌ على الزُّورِ والمُنْكَرِ
أتيتُ دعيَّ بني العنبرِ
أتيتُ دعيَّ بني العنبرِ / أروم اعتِذاراً فلم أُعْذَرِ
فقلتُ لنفسي وعاتبتُها / على اللؤمِ في فِعلها أقصِري
أيعتذرُ الحرُّ ممّا أتى / إلى رجلٍ من بني العنبرِ
أبوكَ ابنُ سارق عنزِ النبيِّ / وأمّك بنت أبي جَحدرِ
ونحنُ على زعْمِك الرافضو / نَ لأهلِ الضلالةِ والمُنْكَرِ
ألم يكُ لما دعاهُ الرسولُ
ألم يكُ لما دعاهُ الرسولُ / أجاب النبيَّ ولم يُدْهَشِ
فصلَّى هنيئاً له القبلتينِ / على أُنسِهِ غيرَ مُستوحِشِ
تركتُ ابنَ خولةَ لا عن قِلىً
تركتُ ابنَ خولةَ لا عن قِلىً / وإنّي لَكالكَلفِ الوامِقِ
وإنّي له حافظٌ في المَغيبِ / أدين بما دانَ في الصَادقِ
هو الحَبر حبرُ بني هاشمٍ / ونُورٌ من المَلِكِ الرازِقِ
بهِ يُنعشُ اللهُ جمعَ العبادِ / ويُجري البلاغةَ في النَّاطِقِ
أتانَي بُرهانُه مُعْلَناً / فدِنتُ ولم أَكَ كالمائِقِ
كمن صدَّ بعدَ بيانِ الهُدى / إلى حَبْتَرٍ وأبي حامِقِ
وكنتَ الخليفةَ دونَ الأنامِ
وكنتَ الخليفةَ دونَ الأنامِ / على أهلِهِ يوم يَغزو تَبوكا
غداةَ انتجاك وظَلَّ المطيُّ / بأكوارهم إذ هم قد رَأوكا
يَراك نجيّاً له المسلمونَ / وكان الإلهُ الذي يَنتجيكا
على فمِ أحمدَ يُوحي إليكَ / وأهلُ الضغائنِ مُسْتَشْرِفوكا
فدع ذا وقلْ في بني هاشمٍ
فدع ذا وقلْ في بني هاشمٍ / فإنّك باللهِ تَستعصمُ
بَني هاشم حُبُّكم قُربةٌ / وحبُّكمُ خيرُ ما يُعلَمُ
بكم فتحَ اللهُ بابَ الهُدى / كذاك غداً بكمُ يُختَمُ
أُلامُ وأَلقى الأَذى فيكمُ / ألا لائمي فيكمُ ألومُ
وما ليّ ذنبٌ يَعدُّونه / سوى أننّي بِكمُ مُغَرمُ
وأنّي بكمْ وامِقٌ ناصِحٌ / وأنّي بِحبّكمُ مُعْصَمُ
فأَصبحتُ عندَهمُ مأَثمي / مآثرُ فرعونَ أو أعظَمُ
فلا زلتُ عندكمُ مُرتَضى / كما أنا عِندهمُ مُتْهَمُ
جعلتُ ثَنائي ومدحي لكم / على رغمِ أنفِ الذي يُرْغِمُ
أتيناك يا قَرْمَ أهلِ العراقِ
أتيناك يا قَرْمَ أهلِ العراقِ / بخيرٍ كتابٍ من القائمِ
أتيناكَ من عندِ خَير الأنام / وذاك ابن عمِّ أبي القاسمِ
أتيناكَ بعهدِكَ من عِندِه / على من يَليك من العالَمِ
يُولّيكَ فيه جسامَ الأمورِ / فأنتَ صَنيعُ بني هاشمِ
من العِترة البَرَّةِ المُصطَفَين / على مَن سَما من بني آدمِ
أقولُ لأهلِ العمى الحائرينا
أقولُ لأهلِ العمى الحائرينا / من السامريينَ والناصِبينا
وجيرانِنا الطاعنينَ الذين / على خير من دَبّ نَفساً ودِينا
سوى الأنبياءِ مع الأوصياء / من الأوّلين مع الآخرينا
لعمري لئن كان للسابقي / نَ وسيلةُ فضلٍ على التابِعينا
لقد كان للسابقِ السابقينَ / عليهمْ من الفضلِ ما تَدَّعونا
فقد جُرتمُ وتكذّبتمُ / على ربِّنا كَذِبَ المُفترينا
كذاك وربِ مني والذي / بكعبتِه طوّفَ الطائِفونا
لقد فضّل الله آل الرسولِ / كفضلِ الرسولِ على العالمينا
عجبتُ لكرِّ صروفِ الزمانِ
عجبتُ لكرِّ صروفِ الزمانِ / ولأمر أبي خالدٍ ذي البيانِ
ومن رَدِّهِ الأمرَ لا يَنثني / إلى الطيّبِ الطُهْرِ نورِ الجِنانِ
عليٍّ وما كان من عَمَّه / بردِّ الإمامةِ عَطفَ العِنانِ
وتحكيمِه حَجراً أسوداً / وما كان من نُطقه المُستَبانِ
بتسليمِ عمٍّ بغيرِ امتراءِ / إلى ابن أخٍ مَنطِقاً باللسانِ
شهدتُ بذلك صِدقاً كما / شهدتُ بتصديقِ آيِ القُرآنِ
عليٌّ إماميَ لا أمتري / وخلّيتُ قَولي بكانَ وكانَ
أتى حسناً والحسين النبيُّ / وقد جَلسا حَجْرَةً يَلعبانِ
فقدّاهُما ثم حَيَّاهما / وكانا لديه بذاكَ المكانِ
فراحا وتحتَهما عاتِقاه / فنعم المطيّةُ والراكبانِ
وَليدان أمُّهما بَرَّةٌ / حَصانٌ مطهَّرةٌ للحَصانِ
وشيخُهما ابن أبي طالبٍ / فنعم الوليدانِ والوالدانِ
خليليّ لا تُرجيا واعلما / بأنَّ الهدى غيرُ ما تَزعُمانِ
وأنّ عمى الشكِّ بعد اليقين / وضَعفَ البصيرةِ بعد العيِانِ
ضلالٌ فلا تَلجَجا فيهما / فبئستْ لَعمرُكما الخَصلتانِ
أيُرجى عليٌّ إمامُ الهدى / وعثمانُ ما أعند المُرجِيانِ
ويرُجى ابن حربٍ وأشياعُه / وُهوجُ الخوارجِ بالنَّهروانِ
يكونُ إمامُهُمُ في المَعاد / خبيثَ الهوى مؤمَن الشَيصَبانِ
جَزى الله عنّا بني هاشم / بإنعام أحمدَ أعلى الجِنانِ
فكلُّهمُ طيِّبٌ طاهِر / كريمُ الشمائلِ حُلوُ اللّسانِ
أؤمّلُ في حبِّه شَربةً
أؤمّلُ في حبِّه شَربةً / من الحَوض تجمع أمناً ورِيّا
إذا ما وَردنا غداً حوضَه / فأدنى السعيدَ وذادَ الشقيّا
متى يدنُ مولاهُ منه يَقُلْ / رِدِ الحوضَ واشرب هَنِيّاً مَريّا
وإن يدنُ منه عدوٌّ له / يَذُدْه عليٌّ مكاناً قصيّا
ويومَ الثَنّيةِ يوم الوَداع / وأزمع نحوَ تبوكِ المُضِيّا
تَنحّى يودِّعُهُ خالِياً / وقد أوقفَ المسلمونَ المطيّا
فظنّ أولو الشكِّ أهلُ النفاقِ / ظُنوناً وقالوا مَقالاً فَرِيّا
وقالوا يُناجيه دونَ الأنامِ / بل اللهُ أدناهُ منه نَجِيّا
على فمِ أحمدَ يُوحي إليهِ / كلاماً بَليغاً ووَحياً خفيّا
فكان به دونَ أَصحابِهِ / ما حثّ فيه عليهِ حفيّا
منحتُ الهوى المحضَ منّي الوصيّا
منحتُ الهوى المحضَ منّي الوصيّا / ولا أمنحُ الودَّ إلاّ عليّا
دعاني النبيُّ عليه السلامُ / إلى حُبّه فأجبتُ النبيّا
فعاديتُ فيه وواليتُه / وكنت لمولاهُ فيه وَليّا
أقام بخمٌّ بحيثُ الغديرُ / فقالَ فأسمع صوتاً نَديّا
ألا ذا إذا مِتُّ مولاكُم / فأفهمَهُ العُرْبَ والأعجميّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025