المجموع : 17
أتتنا تُزفُّ على بَغلة
أتتنا تُزفُّ على بَغلة / وفوقَ رِحالتها قُبَّهْ
زبيريّةٌ من بنات الذي / أحلَّ الحرامَ من الكِعبَهْ
تُزفُّ إلى ملكٍ ماجدٍ / فلا اجتمعا وبها الوَجْبَهْ
لأَقْدَمِ أمّتِه الأَولينَ
لأَقْدَمِ أمّتِه الأَولينَ / هُدىً ولأَحديِهمْ مَوْلِدا
دعاهُ ابنُ آمنةَ المُصطفى / وكان رشيدَ الهُدى مُرْشِدا
إلى أن يُوحّدَ ربَّ السما / تعالى وجَلَّ وأن يَعْبُدا
فلبّاه لما دَعاه إليهِ / ووحَّده مثلما وحّدا
وأخبره أنّه مُرْسَلٌ / فقالَ صدقتَ وما فنّدا
فصلّى الصلاةَ وصامَ الصيامَ / غلاماً ووافى الوغى أمردا
فلم يرى يوماً كأيّامِهِ / ولا مثلَ مشهدهِ مَشهدا
توفّي النبيُّ عليه السلامُ
توفّي النبيُّ عليه السلامُ / فلمّا تغيَّبَ في المَلْحَدِ
أزالوا الوصيّةَ عن أقرَبيه / إلى الأبعدِ الأبعدِ الأَبعدِ
وكادوا مواليهِ من بعدِه / فيا عينُ جودي ولا تَجمُدِ
وأولادُ بنتِ رسولِ الإله / يُضامون فيها ولم تُكْمَدِ
فهمْ بينَ قَتلى ومُستضعَفِ / ومنعفرٍ في الثَّرى مُقْصَّدِ
فذكرُ النبيِّ وذكرُ الوصيِّ / وذكر المطهَّرِ ذي المَسْجدِ
عظامُ الحلومِ حسانُ الوجوهِ / شمُّ العرانينَ والمَنْجَدِ
ومن دَنسِ الرِّجسِ قد طُهِّروا / فيا فضلَ من بهمُ يَهتدي
هم حجج اللهِ في يخلقِه / عليهم هُدى كلِّ مستَرْشِدِ
بهم أُحْيِيَتْ سَننُ المرسلينَ / على الرغم من أنُفِ الحُسَّدِ
فمن لم يصلِّ عليهم يَخِبْ / إذا لقيَ اللهَ بالمَرْصَدِ
إلاّ الحمدُ للهِ حمداً كثيراً
إلاّ الحمدُ للهِ حمداً كثيراً / وليِّ المحامدِ ربّاً غفورا
هداني إليه فوحَّدتُه / وأخلَصْتُ توحيَده المستنيرا
لذلك ما اختاره رَبُه
لذلك ما اختاره رَبُه / لخيرِ الأنامِ وصيّاً ظَهيرا
فقام بِخُمٍّ بحيثُ الغديرُ / وحطَّ الرِّحالَ وعافَ المَسيرا
وقُمّ له الدوحَ ثم ارتقى / على مِنبرٍ كان رحلاً وَكورا
ونادى ضحىً باجتماعِ الحجيجِ / فجاؤوا إليه صغيراً كبيرا
فقال وفي كفّه حيدرٌ / يُليح إليه مُبيناً مُشيرا
ألا إنّ من أنا مولىً له / فمولاهُ هذا قضاً لن يَحورا
فهل أنا بلَّغتُ قالوا نعم / فقال اشهدوا غُيَّباً أو حُضورا
يُبلّغُ حاضرُكم غائباً / وأُشهِدُ رَبّي السميعَ البَصيرا
فقوموا بأمر مليكِ السما / يُبايعْه كلٌّ عليه أميرا
فقاموا لِبَيْعَتِه صافقين / أكفّاً فأوجس منهم نَكيرا
فقال إلهيّ والِ الوليَّ / وعادِ العدوُّ له والكفورا
وكن خاذِلاً للأولى يخذلون / وكن للأولى يَنصرون نَصيرا
فكيف ترى دعوةَ المصطفى / مُجاباً بها أم هباءً نثيرا
أُحبُّك يا ثانيَ المُصطفى / ومن أشهد الناسَ فيه الغَديرا
وأشهدُ أنّ النبيَّ الأمينَ / بلّغ فيكَ نداءً جهيرا
وأنّ الذين تَعادوا عليكَ / سيصلَوْنَ ناراً وساءت مصيرا
عليّ إمامٌ وصيُّ النبيِّ
عليّ إمامٌ وصيُّ النبيِّ / بمحضَرَه قد دعاهُ أميرا
وكان الخصيصَ به في الحياةِ / فصاهَرَهُ واجتباه عَشيرا
وصفتُ لك الحوضَ يا ابنَ الحُصين
وصفتُ لك الحوضَ يا ابنَ الحُصين / على صفةِ الحارثِ الأعورِ
فإنْ تُسقَ منه غَداً شُربةً / تَفُزْ من نَصيبِكَ بالأوفرِ
فما ليَ ذنبٌ سوى أنّني / ذكرتُ الذي فرَّ عن خَيبَرِ
ذكرتُ امرأ فرَّ عن مِرْحَبٍ / فِرار الحمارِ من القَسْوَرِ
فأنكرَ ذاك جليسٌ لكمْ / زنيمٌ أخو خُلُقٍ أعورِ
لَحاني بحبِّ إمامِ الهُدى / وفاروقِ أمّتِنا الأكبرِ
سأحلقُ لحيتَه إنّها / شُهودٌ على الزُّورِ والمُنْكَرِ
أتيتُ دعيَّ بني العنبرِ
أتيتُ دعيَّ بني العنبرِ / أروم اعتِذاراً فلم أُعْذَرِ
فقلتُ لنفسي وعاتبتُها / على اللؤمِ في فِعلها أقصِري
أيعتذرُ الحرُّ ممّا أتى / إلى رجلٍ من بني العنبرِ
أبوكَ ابنُ سارق عنزِ النبيِّ / وأمّك بنت أبي جَحدرِ
ونحنُ على زعْمِك الرافضو / نَ لأهلِ الضلالةِ والمُنْكَرِ
ألم يكُ لما دعاهُ الرسولُ
ألم يكُ لما دعاهُ الرسولُ / أجاب النبيَّ ولم يُدْهَشِ
فصلَّى هنيئاً له القبلتينِ / على أُنسِهِ غيرَ مُستوحِشِ
تركتُ ابنَ خولةَ لا عن قِلىً
تركتُ ابنَ خولةَ لا عن قِلىً / وإنّي لَكالكَلفِ الوامِقِ
وإنّي له حافظٌ في المَغيبِ / أدين بما دانَ في الصَادقِ
هو الحَبر حبرُ بني هاشمٍ / ونُورٌ من المَلِكِ الرازِقِ
بهِ يُنعشُ اللهُ جمعَ العبادِ / ويُجري البلاغةَ في النَّاطِقِ
أتانَي بُرهانُه مُعْلَناً / فدِنتُ ولم أَكَ كالمائِقِ
كمن صدَّ بعدَ بيانِ الهُدى / إلى حَبْتَرٍ وأبي حامِقِ
وكنتَ الخليفةَ دونَ الأنامِ
وكنتَ الخليفةَ دونَ الأنامِ / على أهلِهِ يوم يَغزو تَبوكا
غداةَ انتجاك وظَلَّ المطيُّ / بأكوارهم إذ هم قد رَأوكا
يَراك نجيّاً له المسلمونَ / وكان الإلهُ الذي يَنتجيكا
على فمِ أحمدَ يُوحي إليكَ / وأهلُ الضغائنِ مُسْتَشْرِفوكا
فدع ذا وقلْ في بني هاشمٍ
فدع ذا وقلْ في بني هاشمٍ / فإنّك باللهِ تَستعصمُ
بَني هاشم حُبُّكم قُربةٌ / وحبُّكمُ خيرُ ما يُعلَمُ
بكم فتحَ اللهُ بابَ الهُدى / كذاك غداً بكمُ يُختَمُ
أُلامُ وأَلقى الأَذى فيكمُ / ألا لائمي فيكمُ ألومُ
وما ليّ ذنبٌ يَعدُّونه / سوى أننّي بِكمُ مُغَرمُ
وأنّي بكمْ وامِقٌ ناصِحٌ / وأنّي بِحبّكمُ مُعْصَمُ
فأَصبحتُ عندَهمُ مأَثمي / مآثرُ فرعونَ أو أعظَمُ
فلا زلتُ عندكمُ مُرتَضى / كما أنا عِندهمُ مُتْهَمُ
جعلتُ ثَنائي ومدحي لكم / على رغمِ أنفِ الذي يُرْغِمُ
أتيناك يا قَرْمَ أهلِ العراقِ
أتيناك يا قَرْمَ أهلِ العراقِ / بخيرٍ كتابٍ من القائمِ
أتيناكَ من عندِ خَير الأنام / وذاك ابن عمِّ أبي القاسمِ
أتيناكَ بعهدِكَ من عِندِه / على من يَليك من العالَمِ
يُولّيكَ فيه جسامَ الأمورِ / فأنتَ صَنيعُ بني هاشمِ
من العِترة البَرَّةِ المُصطَفَين / على مَن سَما من بني آدمِ
أقولُ لأهلِ العمى الحائرينا
أقولُ لأهلِ العمى الحائرينا / من السامريينَ والناصِبينا
وجيرانِنا الطاعنينَ الذين / على خير من دَبّ نَفساً ودِينا
سوى الأنبياءِ مع الأوصياء / من الأوّلين مع الآخرينا
لعمري لئن كان للسابقي / نَ وسيلةُ فضلٍ على التابِعينا
لقد كان للسابقِ السابقينَ / عليهمْ من الفضلِ ما تَدَّعونا
فقد جُرتمُ وتكذّبتمُ / على ربِّنا كَذِبَ المُفترينا
كذاك وربِ مني والذي / بكعبتِه طوّفَ الطائِفونا
لقد فضّل الله آل الرسولِ / كفضلِ الرسولِ على العالمينا
عجبتُ لكرِّ صروفِ الزمانِ
عجبتُ لكرِّ صروفِ الزمانِ / ولأمر أبي خالدٍ ذي البيانِ
ومن رَدِّهِ الأمرَ لا يَنثني / إلى الطيّبِ الطُهْرِ نورِ الجِنانِ
عليٍّ وما كان من عَمَّه / بردِّ الإمامةِ عَطفَ العِنانِ
وتحكيمِه حَجراً أسوداً / وما كان من نُطقه المُستَبانِ
بتسليمِ عمٍّ بغيرِ امتراءِ / إلى ابن أخٍ مَنطِقاً باللسانِ
شهدتُ بذلك صِدقاً كما / شهدتُ بتصديقِ آيِ القُرآنِ
عليٌّ إماميَ لا أمتري / وخلّيتُ قَولي بكانَ وكانَ
أتى حسناً والحسين النبيُّ / وقد جَلسا حَجْرَةً يَلعبانِ
فقدّاهُما ثم حَيَّاهما / وكانا لديه بذاكَ المكانِ
فراحا وتحتَهما عاتِقاه / فنعم المطيّةُ والراكبانِ
وَليدان أمُّهما بَرَّةٌ / حَصانٌ مطهَّرةٌ للحَصانِ
وشيخُهما ابن أبي طالبٍ / فنعم الوليدانِ والوالدانِ
خليليّ لا تُرجيا واعلما / بأنَّ الهدى غيرُ ما تَزعُمانِ
وأنّ عمى الشكِّ بعد اليقين / وضَعفَ البصيرةِ بعد العيِانِ
ضلالٌ فلا تَلجَجا فيهما / فبئستْ لَعمرُكما الخَصلتانِ
أيُرجى عليٌّ إمامُ الهدى / وعثمانُ ما أعند المُرجِيانِ
ويرُجى ابن حربٍ وأشياعُه / وُهوجُ الخوارجِ بالنَّهروانِ
يكونُ إمامُهُمُ في المَعاد / خبيثَ الهوى مؤمَن الشَيصَبانِ
جَزى الله عنّا بني هاشم / بإنعام أحمدَ أعلى الجِنانِ
فكلُّهمُ طيِّبٌ طاهِر / كريمُ الشمائلِ حُلوُ اللّسانِ
أؤمّلُ في حبِّه شَربةً
أؤمّلُ في حبِّه شَربةً / من الحَوض تجمع أمناً ورِيّا
إذا ما وَردنا غداً حوضَه / فأدنى السعيدَ وذادَ الشقيّا
متى يدنُ مولاهُ منه يَقُلْ / رِدِ الحوضَ واشرب هَنِيّاً مَريّا
وإن يدنُ منه عدوٌّ له / يَذُدْه عليٌّ مكاناً قصيّا
ويومَ الثَنّيةِ يوم الوَداع / وأزمع نحوَ تبوكِ المُضِيّا
تَنحّى يودِّعُهُ خالِياً / وقد أوقفَ المسلمونَ المطيّا
فظنّ أولو الشكِّ أهلُ النفاقِ / ظُنوناً وقالوا مَقالاً فَرِيّا
وقالوا يُناجيه دونَ الأنامِ / بل اللهُ أدناهُ منه نَجِيّا
على فمِ أحمدَ يُوحي إليهِ / كلاماً بَليغاً ووَحياً خفيّا
فكان به دونَ أَصحابِهِ / ما حثّ فيه عليهِ حفيّا
منحتُ الهوى المحضَ منّي الوصيّا
منحتُ الهوى المحضَ منّي الوصيّا / ولا أمنحُ الودَّ إلاّ عليّا
دعاني النبيُّ عليه السلامُ / إلى حُبّه فأجبتُ النبيّا
فعاديتُ فيه وواليتُه / وكنت لمولاهُ فيه وَليّا
أقام بخمٌّ بحيثُ الغديرُ / فقالَ فأسمع صوتاً نَديّا
ألا ذا إذا مِتُّ مولاكُم / فأفهمَهُ العُرْبَ والأعجميّا