المجموع : 4
بصائرنا في القضا خامده
بصائرنا في القضا خامده / وكل قضيته واحده
ففيم التصور تحت العمى / وفيم الدعاوي ولا شاهده
رأيت التقصي بآرائنا / بحتم القضا فضلة زائده
ولو فاز أي بموهوبة / فأم القضاء له والده
وكل الوجود ببحر الشئون / حقيقة نقطة راكده
وخبطك بالرأي تحت القضا / ذهول وعجرفة بارده
وما وهب الله من مكنة / فتلك محركة جامده
وان كشف الرأي محجوبة / فتلك برفق القضا وارده
فسلم الى الله افعاله / لتجري الأمور على القاعده
فما لك حول يرد القضا / وذائدة العجز كالقائده
وما لك في الأمر من شركة / تأدب... ولا ذرة واحده
تلاقي القضاء بغير الرضا / وأنت على قدرة نافذه
اذا دبر الله أمرا جرى / برغم تدابيرنا الفاسدة
اتنهض رأيك ضد القضا / فاوهن بها نهضة قاعده
وفكرك في قدر فائت / وفي مقبل رتبة واحده
وأفكارنا وسياساتنا / وتدبيرنا شرر خامده
وجد النفوس وكل القوى / الى نسبة فوقها عائده
وان كان لا بد من فكرة / ففي هذه البرهة البائده
وفي النشأتين وعقباهما / وصادرة الموت والوارده
أما ترعوي في مراعي الغرور / وصائدة المنتهى راصده
تعيش بها بين مفقودة / وراقبة حتفها فاقده
نهش الى زخرف منقض / ونعرض عن دارنا الآبده
وننسى المنايا وقد انفذت / مقاتلنا الأسهم الصادره
نروح ونغدو على مأمن / وآساد آجالنا حارده
ننازع أيامنا صفوها / وما للصفاء بها واجده
ونأمن فيها هجوم الردى / وليس لهجمته جاحده
وتنعي الجنائز أرواحنا / ودمعة أعيننا جامده
تثير السوافي علينا الثرى / وذاك السفا الأعظم الهامده
نوى الأصل والفرع في بطنها / وقد بقيت نوبة واحده
وهيهات قد بادرت زرعها / ومدت مناجلها الحاصده
علام التهافت في حائل / وقد علق القيد بالآبده
سيعلو البلاء الى الفرقدي / ن ينتهب الصحبة الخالده
ويصدع في قبة الشمس من / غوائله صدعة صاعده
وتبلى الجديدين مقدورة / من الخطب بارقة راعده
ويدهى الوديع بنعمائه / زوال معيشته الراعده
كأن الردى حاسد للمعا / ش وحتى على شظف الهابده
الى أين يسمو علو البنا / وقرح المعاول بالقاعده
ترفق بطينة هذا البنا / فهاتيك أجسامنا الهامده
نشاهد تفتيت أجسامنا / وليس لأرواحنا شاهده
ولكنها حبست في العمى / وسوف تعود لها عائده
متى ينزع الموت عن فتكه / فتبقى لمولودها الوالده
يحز الحياة شبا قارظ / ولم تنتبه هذه الراقده
وان حياة الى منتهى / خيال يحول بلا فائده
حظيرة مفتقد ما بها / هناء سوى صرخة الفاقده
وتفتأ تعقد آمالنا / وينجل ما تعتقد العاقده
يصال على صيحة المعتدي / فتنشب بين اللها الزارده
يلم السوابغ سرادها / فتفرجها الطعنة السارده
ويفري المدجج حد الردى / فما تدفع الشكة الهامده
وما يحفز الدهر الا البلا / وان اسجحت يده الآبده
ممض فما تنقضي ليلة / ولم تكن الليلة العامده
لياليه كالسفن ميادة / ببلواه غامدة آمده
دهت ذات روقين من خطبة / بموئد مقصدة قاصده
فكرت ولا رأي في ردها / ولا فاتها مهرب الشارده
أتت لا يؤبسها قارص / ولا تنقي الأبرج المارده
تؤز الصياخيد أهوالها / فما بال أكبادنا الكابده
فما استنزفت من دماء القلو / ب كما استنزفت من أسى الواجده
ولا امترست لسماء العلو / م حتى تكدكت الماهده
لها أجهشت بالبكاء السما / تناوح أجفاننا الساهده
رزيئة دهر فجعنا بها / لأفظع مفجعة حاشده
نحت مستقر الندى والهدى / فدكتهما دكة واحده
فهل صادف الدهر ثارا بها / وداوى بها علة عامده
تحزمت المجد في غارة / شناخيب رضوى بها مائده
اغارت شعوب على خيرنا / وكانت لميقاتها راصده
رزئنا المرزء طود العلا / أبا صالح عليم الوارده
رزئناه غيثا يعم الملا / وقد اعدمت غيثها الرائده
تخطف أحمد ريب الردى / فيا حرب الحمد والحامده
حمدنا الزمان به برهة / فصالت عليها يد صائده
فما أسوأ العيش من بعده / وما أصغر النوب الوافده
فيالحياة قضت نخبها / وكل حياة أمرئ نافده
حياة القلوب بتلك الحيا / ة واصلاح أنفسنا الفاسده
يضن بها الكون في حجره / فصارت الى جدث خامده
ويوم الضنين كيوم المه / ين وفي المنتهى تقف القاصده
وما بيد أحمد بيد امرئ / ولكن نفوس الورى بائده
لقد كان يرجح ميزانه / وذات الكمال به شاهده
يجلي بابلج ذي فرجة / من العلم مشكلة عانده
شداد العوارض آراؤه / اذا اعتزمت خطة ناهدة
فيا للمعارف حسن العزا / لقد أصبحت سوقها راكده
لقد كان نير أفلاكها / فخر الى حفرة رامده
فواحربا لصروف القضا / لقد طعنت طعنة عامده
وما من صروف القضا وائل / وما لصروف القضا كارده
ولا بد من نهش صل الردى / وما للرقى عنده فائده
وكيف نضن بأرواحنا / وتلك غنيمته البارده
فيالهف نفسي على أحمد / اذا نفعت لهفة الفاقدة
سلوت السلو ورشد الأسى / وأحمد أنفاسه خامدة
لقد زهدت نفسه في الوجو / د فهل للحياة معا زاهدة
تعبد حتى أتاه اليق / ين فذابت له الأنفس العابده
تحالفت الأرض في عمره / وآرابه الزهر الساجدة
فليت حليفة آرابه / وقته بلى التربة الرامده
لقد دهش الكون لما ثوى / فما وجدت رشدها الراشده
وزلزلت الأرض زلزالها / وضاقت بأجزائها هامده
وما ضاقت الأرض من رزئه / كما ضاقت المنن الخالده
طوى العالمين الى ذاته / بطارفة المجد والتالده
أبا الحارث اسمع حديثا جرى
أبا الحارث اسمع حديثا جرى / على قصة راق اعجابها
تشوقت يوما للقياكم / كذا يجذب النفس أحبابها
فسرت أنص الى بابكم / وقد أرهق النفس أتعابها
ولما حللت بدار المزور / ومن عادة الدار ترحابها
اذا نحن بالباب زنجية / تقض الشياطين أنيابها
فقلنا لها ابلغى أمرنا / فقالت مقابركم بابها
وهرت علينا كما ينبغي / وجاءت قضايا وأسبابها
فقلنا لشخص الى جنبها / فديتك هل أنت بوابها
فحول عن وجهنا وجهه / وجملة نحو واعرابها
فقلت اقتصر يا بُنيَّ اقتصر / فما نحن حرب وأحزانها
دعونا لها قنبرا والفتى / يصف الصحاف وينتابها
فقال اخرجوا نحو اشغالكم / فما للطفيلي أطيابها
فقلت لنفسي لا تضجري / فهذي الزنوج وآدابها
وقال بجنبي فتى صبركم / تخف على النفس أوصابها
لعل تمر بكم ساعة / فتغنى الزنوج واشعابها
فيقضى لنا فرج عاجل / وتعلم في الدار أصحابها
فقلت وبالصبر ترجو لنا / فقال بصبرك يجتابها
فقلت نصحت وطال الوقوف / وهاضت جسوم واصلابها
وعيدانكم ودخان السجار / شواظ على الدار الهابها
وفوج يحط وفوج يطير / ورقص الجواري والعابها
وأغرق وقتي بلا طائل / تمط سعال واضرابها
فقلت العطالة مشئومة / وشر وقد طال اسهابها
فقمت أصلي الى خلوة / تبين في الدار محرابها
وطالت صلاتي ولي وقفة / الى أن تقشر ارابها
وبعد الصلاة علت ضجة / من الذكر أطنب أحزابها
الى أن ثغى الجن من هولها / وفر عن الدار أوشابها
وزلزلت الأرض زلزالها / وخذ على الأرض أقهابها
فلم تغن شيئا ً وطال المقام / وحالت سنون وأحقابها
وفيها بنينا لنا حارة / وشقت من الهند أخشابها
ومن حولها جنة زخرفت / وزانت وأقطف أعنابها
وقارنت في منزلي زوجة / أطالت وأنجب انجابها
ولم نرزق الاذن من عندكم / وضوعف في الدار حجابها
ولما ضجرنا انقلبنا الى / ديار تطاول تقلابها
وعند الرجوع جهلنا الطريق / وزال عن الدرب انصابها
ولا غرو هذا فان السنين / يدور على الناس دولابها
وأضللت داري الى أن بدت / رسوم حوتهن اعتابها
وألفيت ذريتي كلها / لطول المدى شاب أعقابها
وألفيت كتبي محشورة / فقيل بنو الفار تنتابها
فهذا أبا الحارث المنتهى / لأعجوبة طال أغرابها
فكل بلايا أبي مسلم / عليك ونومك أسبابها
بكاف الكمال وكون الكريم
بكاف الكمال وكون الكريم / كفيل الكلاءة لي والكفايه
بهاء الهوية والهور منا / وهيبته والهوى والهدايه
بياء اليقين وأواره / ويمن يمينك يا مشتكايه
بعين العلوم وأعيانها / وعين العليم وعون العنايه
بصاد الصفاء بصيمودية / بصدقك في مقتضى كل آيه
بحاء المحبة والحكمة والحك / م والحمد منا وحجب الحمايه
بميم معارفك المشرقا / ت وأسرار مبدئها والنهايه
بعين أعنابها يا معين / بعطفك للمعتنى بالرعايه
بسين السلام وسبحانه / سريع العطاء سميع الشكايه
بقاف القوي بقهر القدير / بقيوم قلبي بقدر الوقايه
سألتك صل على المصطفى / الهي وسهل ويسر منايه
رعى الله ليلة أنس جلت
رعى الله ليلة أنس جلت / بهاء وحسناً كبدر التمام
فكانت لنا غرة في الزمان / وكانت على صورة كالوسام
من الأدب الغض أجني بها / زهوراً سقاها نمير الغمام
أطارح فيها كما أشتهي / كرام السراة سراة الكلام
فطوراً من اللؤلؤ الرطب أج / ني نثاراً وطوراً عقود النظام
ندار علينا كؤوس الشراب / من الشاي لا من عقيق المدام
فمن أبيض كذؤاب اللجين / ومن أحمر كلهيب الضرام
بنادي كريم نبيل الأصول / طويل الأيادي عليِّ المقام
يباشر أصحابه بالربيع / من الخلق الرحب خلق الكرام
تذكرت ما بيننا قد مضى / وليس لعيش سعيد دوام
فلا زال ناديكم ناعماً / من السعد في نضرة وابتسام
فيا ليلة الوصل دومي لنا / فأنت السلام عليك السلام