القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو مُسلم البَهْلاني الكل
المجموع : 4
بصائرنا في القضا خامده
بصائرنا في القضا خامده / وكل قضيته واحده
ففيم التصور تحت العمى / وفيم الدعاوي ولا شاهده
رأيت التقصي بآرائنا / بحتم القضا فضلة زائده
ولو فاز أي بموهوبة / فأم القضاء له والده
وكل الوجود ببحر الشئون / حقيقة نقطة راكده
وخبطك بالرأي تحت القضا / ذهول وعجرفة بارده
وما وهب الله من مكنة / فتلك محركة جامده
وان كشف الرأي محجوبة / فتلك برفق القضا وارده
فسلم الى الله افعاله / لتجري الأمور على القاعده
فما لك حول يرد القضا / وذائدة العجز كالقائده
وما لك في الأمر من شركة / تأدب... ولا ذرة واحده
تلاقي القضاء بغير الرضا / وأنت على قدرة نافذه
اذا دبر الله أمرا جرى / برغم تدابيرنا الفاسدة
اتنهض رأيك ضد القضا / فاوهن بها نهضة قاعده
وفكرك في قدر فائت / وفي مقبل رتبة واحده
وأفكارنا وسياساتنا / وتدبيرنا شرر خامده
وجد النفوس وكل القوى / الى نسبة فوقها عائده
وان كان لا بد من فكرة / ففي هذه البرهة البائده
وفي النشأتين وعقباهما / وصادرة الموت والوارده
أما ترعوي في مراعي الغرور / وصائدة المنتهى راصده
تعيش بها بين مفقودة / وراقبة حتفها فاقده
نهش الى زخرف منقض / ونعرض عن دارنا الآبده
وننسى المنايا وقد انفذت / مقاتلنا الأسهم الصادره
نروح ونغدو على مأمن / وآساد آجالنا حارده
ننازع أيامنا صفوها / وما للصفاء بها واجده
ونأمن فيها هجوم الردى / وليس لهجمته جاحده
وتنعي الجنائز أرواحنا / ودمعة أعيننا جامده
تثير السوافي علينا الثرى / وذاك السفا الأعظم الهامده
نوى الأصل والفرع في بطنها / وقد بقيت نوبة واحده
وهيهات قد بادرت زرعها / ومدت مناجلها الحاصده
علام التهافت في حائل / وقد علق القيد بالآبده
سيعلو البلاء الى الفرقدي / ن ينتهب الصحبة الخالده
ويصدع في قبة الشمس من / غوائله صدعة صاعده
وتبلى الجديدين مقدورة / من الخطب بارقة راعده
ويدهى الوديع بنعمائه / زوال معيشته الراعده
كأن الردى حاسد للمعا / ش وحتى على شظف الهابده
الى أين يسمو علو البنا / وقرح المعاول بالقاعده
ترفق بطينة هذا البنا / فهاتيك أجسامنا الهامده
نشاهد تفتيت أجسامنا / وليس لأرواحنا شاهده
ولكنها حبست في العمى / وسوف تعود لها عائده
متى ينزع الموت عن فتكه / فتبقى لمولودها الوالده
يحز الحياة شبا قارظ / ولم تنتبه هذه الراقده
وان حياة الى منتهى / خيال يحول بلا فائده
حظيرة مفتقد ما بها / هناء سوى صرخة الفاقده
وتفتأ تعقد آمالنا / وينجل ما تعتقد العاقده
يصال على صيحة المعتدي / فتنشب بين اللها الزارده
يلم السوابغ سرادها / فتفرجها الطعنة السارده
ويفري المدجج حد الردى / فما تدفع الشكة الهامده
وما يحفز الدهر الا البلا / وان اسجحت يده الآبده
ممض فما تنقضي ليلة / ولم تكن الليلة العامده
لياليه كالسفن ميادة / ببلواه غامدة آمده
دهت ذات روقين من خطبة / بموئد مقصدة قاصده
فكرت ولا رأي في ردها / ولا فاتها مهرب الشارده
أتت لا يؤبسها قارص / ولا تنقي الأبرج المارده
تؤز الصياخيد أهوالها / فما بال أكبادنا الكابده
فما استنزفت من دماء القلو / ب كما استنزفت من أسى الواجده
ولا امترست لسماء العلو / م حتى تكدكت الماهده
لها أجهشت بالبكاء السما / تناوح أجفاننا الساهده
رزيئة دهر فجعنا بها / لأفظع مفجعة حاشده
نحت مستقر الندى والهدى / فدكتهما دكة واحده
فهل صادف الدهر ثارا بها / وداوى بها علة عامده
تحزمت المجد في غارة / شناخيب رضوى بها مائده
اغارت شعوب على خيرنا / وكانت لميقاتها راصده
رزئنا المرزء طود العلا / أبا صالح عليم الوارده
رزئناه غيثا يعم الملا / وقد اعدمت غيثها الرائده
تخطف أحمد ريب الردى / فيا حرب الحمد والحامده
حمدنا الزمان به برهة / فصالت عليها يد صائده
فما أسوأ العيش من بعده / وما أصغر النوب الوافده
فيالحياة قضت نخبها / وكل حياة أمرئ نافده
حياة القلوب بتلك الحيا / ة واصلاح أنفسنا الفاسده
يضن بها الكون في حجره / فصارت الى جدث خامده
ويوم الضنين كيوم المه / ين وفي المنتهى تقف القاصده
وما بيد أحمد بيد امرئ / ولكن نفوس الورى بائده
لقد كان يرجح ميزانه / وذات الكمال به شاهده
يجلي بابلج ذي فرجة / من العلم مشكلة عانده
شداد العوارض آراؤه / اذا اعتزمت خطة ناهدة
فيا للمعارف حسن العزا / لقد أصبحت سوقها راكده
لقد كان نير أفلاكها / فخر الى حفرة رامده
فواحربا لصروف القضا / لقد طعنت طعنة عامده
وما من صروف القضا وائل / وما لصروف القضا كارده
ولا بد من نهش صل الردى / وما للرقى عنده فائده
وكيف نضن بأرواحنا / وتلك غنيمته البارده
فيالهف نفسي على أحمد / اذا نفعت لهفة الفاقدة
سلوت السلو ورشد الأسى / وأحمد أنفاسه خامدة
لقد زهدت نفسه في الوجو / د فهل للحياة معا زاهدة
تعبد حتى أتاه اليق / ين فذابت له الأنفس العابده
تحالفت الأرض في عمره / وآرابه الزهر الساجدة
فليت حليفة آرابه / وقته بلى التربة الرامده
لقد دهش الكون لما ثوى / فما وجدت رشدها الراشده
وزلزلت الأرض زلزالها / وضاقت بأجزائها هامده
وما ضاقت الأرض من رزئه / كما ضاقت المنن الخالده
طوى العالمين الى ذاته / بطارفة المجد والتالده
أبا الحارث اسمع حديثا جرى
أبا الحارث اسمع حديثا جرى / على قصة راق اعجابها
تشوقت يوما للقياكم / كذا يجذب النفس أحبابها
فسرت أنص الى بابكم / وقد أرهق النفس أتعابها
ولما حللت بدار المزور / ومن عادة الدار ترحابها
اذا نحن بالباب زنجية / تقض الشياطين أنيابها
فقلنا لها ابلغى أمرنا / فقالت مقابركم بابها
وهرت علينا كما ينبغي / وجاءت قضايا وأسبابها
فقلنا لشخص الى جنبها / فديتك هل أنت بوابها
فحول عن وجهنا وجهه / وجملة نحو واعرابها
فقلت اقتصر يا بُنيَّ اقتصر / فما نحن حرب وأحزانها
دعونا لها قنبرا والفتى / يصف الصحاف وينتابها
فقال اخرجوا نحو اشغالكم / فما للطفيلي أطيابها
فقلت لنفسي لا تضجري / فهذي الزنوج وآدابها
وقال بجنبي فتى صبركم / تخف على النفس أوصابها
لعل تمر بكم ساعة / فتغنى الزنوج واشعابها
فيقضى لنا فرج عاجل / وتعلم في الدار أصحابها
فقلت وبالصبر ترجو لنا / فقال بصبرك يجتابها
فقلت نصحت وطال الوقوف / وهاضت جسوم واصلابها
وعيدانكم ودخان السجار / شواظ على الدار الهابها
وفوج يحط وفوج يطير / ورقص الجواري والعابها
وأغرق وقتي بلا طائل / تمط سعال واضرابها
فقلت العطالة مشئومة / وشر وقد طال اسهابها
فقمت أصلي الى خلوة / تبين في الدار محرابها
وطالت صلاتي ولي وقفة / الى أن تقشر ارابها
وبعد الصلاة علت ضجة / من الذكر أطنب أحزابها
الى أن ثغى الجن من هولها / وفر عن الدار أوشابها
وزلزلت الأرض زلزالها / وخذ على الأرض أقهابها
فلم تغن شيئا ً وطال المقام / وحالت سنون وأحقابها
وفيها بنينا لنا حارة / وشقت من الهند أخشابها
ومن حولها جنة زخرفت / وزانت وأقطف أعنابها
وقارنت في منزلي زوجة / أطالت وأنجب انجابها
ولم نرزق الاذن من عندكم / وضوعف في الدار حجابها
ولما ضجرنا انقلبنا الى / ديار تطاول تقلابها
وعند الرجوع جهلنا الطريق / وزال عن الدرب انصابها
ولا غرو هذا فان السنين / يدور على الناس دولابها
وأضللت داري الى أن بدت / رسوم حوتهن اعتابها
وألفيت ذريتي كلها / لطول المدى شاب أعقابها
وألفيت كتبي محشورة / فقيل بنو الفار تنتابها
فهذا أبا الحارث المنتهى / لأعجوبة طال أغرابها
فكل بلايا أبي مسلم / عليك ونومك أسبابها
بكاف الكمال وكون الكريم
بكاف الكمال وكون الكريم / كفيل الكلاءة لي والكفايه
بهاء الهوية والهور منا / وهيبته والهوى والهدايه
بياء اليقين وأواره / ويمن يمينك يا مشتكايه
بعين العلوم وأعيانها / وعين العليم وعون العنايه
بصاد الصفاء بصيمودية / بصدقك في مقتضى كل آيه
بحاء المحبة والحكمة والحك / م والحمد منا وحجب الحمايه
بميم معارفك المشرقا / ت وأسرار مبدئها والنهايه
بعين أعنابها يا معين / بعطفك للمعتنى بالرعايه
بسين السلام وسبحانه / سريع العطاء سميع الشكايه
بقاف القوي بقهر القدير / بقيوم قلبي بقدر الوقايه
سألتك صل على المصطفى / الهي وسهل ويسر منايه
رعى الله ليلة أنس جلت
رعى الله ليلة أنس جلت / بهاء وحسناً كبدر التمام
فكانت لنا غرة في الزمان / وكانت على صورة كالوسام
من الأدب الغض أجني بها / زهوراً سقاها نمير الغمام
أطارح فيها كما أشتهي / كرام السراة سراة الكلام
فطوراً من اللؤلؤ الرطب أج / ني نثاراً وطوراً عقود النظام
ندار علينا كؤوس الشراب / من الشاي لا من عقيق المدام
فمن أبيض كذؤاب اللجين / ومن أحمر كلهيب الضرام
بنادي كريم نبيل الأصول / طويل الأيادي عليِّ المقام
يباشر أصحابه بالربيع / من الخلق الرحب خلق الكرام
تذكرت ما بيننا قد مضى / وليس لعيش سعيد دوام
فلا زال ناديكم ناعماً / من السعد في نضرة وابتسام
فيا ليلة الوصل دومي لنا / فأنت السلام عليك السلام

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025