المجموع : 9
تودُّ الجحاجيحُ من خِندِفٍ
تودُّ الجحاجيحُ من خِندِفٍ / وإنْ طالَ في المجد بُنيانُها
مقامكَ والخيلُ فرَّارةٌ / تَخيمُ وتَجْبنُ فُرسانُها
وجودكَ والعامُ يَبْسُ الثَّرى / إذا المُزْنُ أخلفَ دَجَّانهُا
وصبرَك في الإزِم الفادحا / تِ تستنفدُ الصَّبرَ أحْزانُها
ورأيكَ في المُعْضلاتِ الصعاب / يَودُّ المنيَّةَ يَقظانُها
فإنك يومَ التِفاتِ الكماةِ / هُمامُ الكَتيبة طعَّانُها
وإنك يومَ التماسِ النَّدى / سَحابُ العُفاةِ وتَهْتانُها
وإنكَ يومَ يكلُّ الصَّبورُ / هِضابُ شَروْرى وأركانُها
وإنكَ يومَ يضيقُ الرِّوى / كَشوفُ الخَفِيَّةِ مِبيْانُها
وخيلٍ تَمطَّرُ تحت العجاجِ / تَمارَحُ لِلطَّعْن خِرْصانُها
إذا ضمئتْ من هجير الضَّحاء / عَلَّ دَمَ الهام ظَمْآنُها
تَباشرُ منها إذا ما غَزَتْ / ذئابُ الفَلاة وعِقْبانُها
كأنَّ القَنا ونحورَ الرجالِ / بِئارُ الحجيج وأشْطانُها
عَطَفْتَ فغاردتها بالطِّرا / فيها تَقصَّفُ مُرانُها
نَماكَ إلى المجد شُمُّ الأنو / فِ يُحْمى من الضَّيْم جيرانُها
إذا المَحْلُ شَدَّ باجحافهِ / حَوتْ رغدَ العيشِ ضِيفانُها
تَدرُّ جِراحُ الصَّفايا لهمْ / ولم تُمْرَ بالعَصْبِ ألبانُها
يُضيءُ الدُّجى ويُباري الصَّباح / ضِياءُ الوجوهِ وتيجانُها
تحوزُ مفاخرها شيْبُها / وتسمو إلى المجد شُبَّانُها
وأنكَ قد علمتْ عَوْفُها / غَداةَ الفَخارِ ودودانُها
أَبَرَّهُمُ بِضيوفٍ الشِّتاءِ / وأقْرى إذا هَبَّ شَفَّانُها
وما نَشْرُ غَنَّاءَ مَطْلولَةٍ / جواثِمُ تَرْغدُ غِرْبانُها
أقامَ بها شَرْبُها والسماءُ / ترشُّ وتهطلُ أدْجانُها
على مُزَّةٍ الطَّعْم عانيَّةٍ / يتيهُ على الدهر نشْوانُها
بأطيبَ من عِرْض تاج المُلوكِ / إذا نكَّبَ الدار رُكبانُها
وأرضٍ حمتها كماةُ الوغى / يُخافُ ويُرهبُ سُكانُها
كأنَّ مَسالكَها والرِّجالَ / تِلاعُ الصَّريم وجِنَّانُها
إذا أمَّها مَلكٌ ذادَهُ / حُماةُ الثُّغورِ وفِتيانُها
تملَّكها بصدورِ السِّها / مِ دونَ البريَّة سُكْمانُها
فلما ثَوى ولكل امْرئٍ / مَنونٌ إذا حُمَّ إبَّانُها
تناولها مِن عِظام النساء / مُمنَّعةٌ شأنُها شانُها
صَهيلُ السَّوابقِ نَدْمانُها / وبيضُ القَواضِب أخْدانُها
وأعجبها شامخٌ مُشْرِفٌ / ودارٌ تمنَّعُ أركانُها
ومُلْكٌ عَقيمٌ له سَوْرةٌ / يُحاميهِ بالصَّبْر أعوانُها
فإنْ تَكُ بلقيسُ في عرشها / فإنَّ دُبيْساً سُليمانُها
حببتُك حُبي شَهيَّ الحياةِ / صَفَتْ وتباعدَ أدْرانُها
وأسخطتُ فيكَ نفوسَ المُلوكِ / وما راعَ قلبيَ غَضْبانُها
وفارقتُ أوطانيَ المونسات / وعيشُ البريَّةِ أوطانُها
أنا المَرأ أنْ كنت لي مُنْصفاً / دليلُ المَعالي وبُرْهانُها
وإن تَدْعُني لمقالٍ الرجالِ / فَقُسُّ البلادِ وسُحْبانُها
فَسِرْ وصحيفةُ ما تبتغيهِ / ينطقُ بالنُّجْحِ عُنْوانُها
إلى الدارِ من بابلٍ أنَّها / لَعَيْنٌ وشخصُكَ إِنْسانُها
فما نازحُ الدارِ قاصٍ عليكَ / وإنْ بعُدتْ عنك بُلْدانها
وكنْ ناصري في بلوغٍ العُلى / فقد أنْفدَ الصَّبر لَيَّانُها
اذا لم أجدْ مُصغياً للحدي
اذا لم أجدْ مُصغياً للحدي / ثِ حريصاً على فَسْرِهِ والبيانِ
صمتُّ وصمتي اِذاً حكْمةٌ / وكم حكمةٍ تحت صمتِ اللِّسانِ
فأطوي البَليدَ إِلى اللَوْذَ / عيِّ وأجزْي المُهينَ بمثل الهَوانِ
تعلَّقتهُ مُشْمخِرَّ العُلى
تعلَّقتهُ مُشْمخِرَّ العُلى / قَؤولَ المكارم فَعَّالها
يُحامي عن المجدِ والمأثرا / ت كما حمت الأسْدُ أشبْالها
ربيعَ الشِّدادِ وذِمْرَ الجِلا / د وهوب الرَّغيبةِ بذَّالها
فأوسعتُ عِرضَ جمالِ الورى / مدائح يُمْدحُ من قالها
قوافيَ غُرّاً كمثْلِ النُّجوم / تبقي عليه ويبقى لها
لأَغْلب لو طاولتْهُ الجبا / لُ واِنْ لم يُطْلها امرؤٌ طالها
اذا ما ادلهمَّتْ خُطوبُ الزَّما / نِ جَلَّتْ أياديه أهوالها
فيُخرسُ بالبأسِ اِجْلابَها / ويقتلُ بالجودِ اِمحالها
ومُبْهمةٍ كَدآدي الشتاءِ / تزيدُ الرَّويَّةُ اِشكالها
يُضِلُّ الألبَّاءَ اِعْضالُها / ويحْتنكُ الخوفُ أبطالها
جعلْتَ لها مخرجاً مُنجحاً / هَدى للمراشدِ ضُلاَّلَها
لقد علَّمت مدحَك المكرُما / تُ سفرَ البلادِ وقُفَّالها
فكلٌّ غَدا شاعراً مُفْلقاً / مُجيد البليغةِ قوَّالها
يُساجلُني في معاني الثَّنا / ءِ ولو لا نوالُكَ ما نالَها
فيا عضد الدين أضفتْ عليْ / ك سعادةُ جَدِّك سِرْ بالها
ودُمْتَ مُطاعاً أخا سطْوةٍ / تَفُلُّ من البيض قَصَّالَها
وهُنِّيتَ أعْيادَ كلِّ الزَّما / ن تنضو وتلبسُ أمثالَها
يُجلِّي العظيمةَ من غير فَخْرٍ
يُجلِّي العظيمةَ من غير فَخْرٍ / ويُعْطي الجزيلةَ من غير مِنَّهْ
ويغلظُ في المُلْتقى للكَماةِ / وفيه لدى السَّلم لُطفٌ وحِنَّهْ
ويَتَّخِذُ الحمدَ فرْضاً عليه / اذا ما رآهُ بنو المجْدِ وضنَّه
إذا ما المحامد رام الرجال / كرائمها كان أولى بهن
اذا ما المَحامدُ رامَ الرجالُ / كرائمها كان أوْلى بِهِنَّ
من المُطْعمينَ ضيوفَ الشِّتاءِ / بِسودِ اللَّبالي غَراببهُنَّ
يحوزونَ فخر الوغي والنَّدى / اذا أطلقوا مالهم والأعِنَّهْ
تَودُّ عزائمَ هذا الوزيرِ / ومعروفَه سُحْبُنا والأسنَّهْ
ويغْدو لنا بأسُه والنَّدى / من الجَوْر والفقر حِصْناً وجُنَّه
اذا هبط القومُ المباغي سمتْ به / مآربُ شتَّى ما يسفُّ رفيعُها
واِنْ ضاق بالأحداث صدرٌ فعنده / خواطر حلمٍ ما يضيقُ وسيعُها
واِن نَبَتِ الآراءُ دونَ عظيمةٍ / فمُرهفها من فكره وقَطوعُها
وماضي عُصور الناس قيْظٌ وانما / زمانُ الوزير الزَّيْنبي ربيعُها
سوائرُ عَزْمٍ ما يكلُّ حَثيثُها / وأنواعُ عُرفٍ ما يغِبُّ صنيعُها
ومُبتْاعُ حمدٍ من قريشٍ كأنما / مُحيَّاه شمس الصبح عالٍ طلوعها
خطيب مقام الضيف سامٍ ضِرامهُ / اذا اغبرَّ من أرض الملوك مريعُها
اذا ما نظرتُ إِلى وجههِ
اذا ما نظرتُ إِلى وجههِ / شكرتُ الزَّمانَ ولم أذْمَم
وهانَ عليَّ على افتِقادُ الغِنى / وما واجِدُ المَجْدِ بالمُعْدمِ
هو المِسْكُ تَفْغَمُ أعراضُه / أنوفَ المَعالي ولم تَرْثِمِ
يُلاقي الخطوبَ بتقوى الالِهِ / فيفدو عليها كمُستلئِمِ
ربيعُ الشِّدادِ وذِمْرُ الجِلا / دِ مُعْتصمُ الخائفِ المُجْرم
تَقيَّلَ أخْلاقَ أشْياخِهِ
تَقيَّلَ أخْلاقَ أشْياخِهِ / بني المجدِ والشَّرفِ المُشْتَهِرْ
ليوثُ النِّزال غيوثُ النَّوالِ / اذا طَرقَ الحيِّ رَوْعٌ وضُرْ
فأدرَكَ ما أدركوا يافِعاً / ولم يرضَ ذلك حتى أبَرْ
من العاقرينَ صَفايا العِشارِ / اذا أخْمدَ النارَ جَدْبٌ وقُرْ
أغَرُّ اذا دَجَتِ الحادثاتُ / جَلا ليلهُنَّ برأيٍ أغَرْ
يُشمَّرُ للمجدِ عن ساقِهِ / ويسحبُ في الحلم فضْلَ الأُزُرْ
ويمضي اذا أحْجَمَ الدَّارعونَ / واِنْ طاشَ عِطفُ حليمٍ وقَرْ
ولا يمْنحُ العُذرَ ضيفانَهُ / ولكنْ اذا هو جادَ اعتْذرْ
فلا أعْثَرَ الدهرُ جَدَّ الوزيرِ / فنِعْمَ المَلاذُ ونِعْمَ الوَزَرْ
حَظرْتُ على الحَيِّ نَظْمَ المَدي
حَظرْتُ على الحَيِّ نَظْمَ المَدي / حِ ومدْحُ الوزير أوْلى بِيَهْ
ومنْ كانَ فْخرَ أهلِ الزَّمانِ / فانَّ به تَفْخَرُ القافيهْ
لهُ في الوَغى مِنْعَةٌ يَبْسَةٌ / وعند المُحولِ يَدٌ هاميَهْ
يُحاذِرهُ الموتُ في سُخْطهِ / وتحْسُدهُ الدِّيمَةُ الغاديَهْ
نَميرٌ بَرودُ اذا تَعْتَفيهِ / ونارٌ اذا هِجْتَهُ حاميَهْ
يَهونُ عليه فَنا مالِهِ / وغُرُّ مَحامدهِ باقيَهْ
فلا زالَ مَحْمَدُ أفْعالهِ / يكونُ على نفسهِ واقيَهْ
وإنِّي ومَدْحي أبا جعفرٍ
وإنِّي ومَدْحي أبا جعفرٍ / بما طابَ منْ شِعْريَ السَّائر
وزيرَ الإِمامِ وكَهْفَ الأنامِ / ومُعْتصم اللاَّجىء الحائرِ
وإنْ جِئْتُ في وَصْفِهِ بالعُجابِ / وأحسنتُ في القولِ والخاطِرِ
كَمَنْ جاءَ يَحْوي ببَطْنِ السِّقاءِ / على ضيقِه لُجَّةَ الزَّاخِرِ
وأينَ السِّقاءُ مِنَ الزَّاخراتِ / وأينَ عُلاهُ مِنَ الشَّاعِر
ولكنْ أجيءُ بجُهْدِ المُقِلِّ / ومِنْ فَضْلِهِ أنَّهُ عاذري
فمنْ كانَ لي لائماً فيهُمُ
فمنْ كانَ لي لائماً فيهُمُ / فإني أُحِبُّ بَني فاطِمَهْ
بني بنْتِ مَن جاءَ بالبَيِّنا / تِ والدِّين والسُّنَنِ القائمَهْ
أبوهُمْ مُجَلِّي كُروبَ الحُروبِ / وطَيرُ الوَغى بالضُّحى حائمَهْ
يَشُدُّ إذا ذَلَّ فُرْسانُها / ويَحْمي وفُرسانُها خائمَهْ
وتُفْتي بَديهَتُهُ بالصَّوابِ إذا / ضَلَّتِ الأنْفُسُ العالمَهْ
شُموسُ الهُدى ونُجومُ العُلى / إذا دَجَت الفِتْنَةُ القاتمَهْ
وإنِّي لأرْجو بحُبِّ النَّبِّ / وحُبِّهُمُ شَرَفُ الخاتمَهْ