القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَةَ السَّعْدِيّ الكل
المجموع : 18
متى يطلعُ البدرُ من أفقهِ
متى يطلعُ البدرُ من أفقهِ / متى قفلُ حابسهِ يَسلُسُ
أتانا على وجلٍ رجلُهُ / تَخُطُّ الصُحونَ ولا تلْمَسُ
يَودُّ وقد نامَ حراسُهُ / لو انّ العيونَ له تُطمَسُ
فبتنا ولم يكُ غير العناقِ / وغير رِداءِ الدُجى ملبَسُ
وولى يُثنّي لنا عِطفَهُ / وقد طابَ من ريحهِ المَجلِسُ
تُرى الهمُّ ليس له فُرجَةٌ
تُرى الهمُّ ليس له فُرجَةٌ / أمِ الليلُ ليس له من صَباحْ
أسعدَ النجاحِ أسعدَ الفَلاحِ / أسعدَ الرماحِ أسعدَ الصِفاحْ
أتَرعى الأعاجمُ أرواحَكم / وأنتم تُرَعّونَ تُربَ البِطاحْ
فسيروا إليهم بمَلْمومَةٍ / غَدّوا أوائِلَها للرِّماحْ
تُبَدَّدُ شَمْلَهُم في البِلادِ / وتَجمعُهم للقضاءِ المُتاحْ
فقد علِمتْ مضرٌ كُلُّها / بأنّا قُوادمُ ذاكَ الجَناحْ
وأنّا إذا الخيلُ طاشَتْ بِنا / فليس لأقدامِنا من بَراحْ
فما لي لا أسمعُ النائحا / تِ يُغْنيني بشنيعِ الصِّياحْ
هنالكَ اختال بينَ الخيو / لِ وأصدرُ بينَ صدورِ الرِّماحْ
فَيا بنَ نُباتَةَ لستَ الصّري / خَ إنْ لم تَزرْهم بِشَرّ صُراحْ
فقد تعلمُ الحربُ يومَ اللقا / ءِ أنّكَ منها سِلاحُ السِّلاحْ
ويا لائميَّ على ما وَهب / تُ إنّ المُلامةَ تِربُ السّمَاحْ
إذا استروحَ العُمرُ من هَمّهِ
إذا استروحَ العُمرُ من هَمّهِ / هربتُ إلى الهَمِّ مُستَروِحا
وإني على شَغَفي بالمدي / حِ لستُ أُسَرُّ بأنْ أُمْدَحا
وما يَنتقِمُ الدّهْرُ شيئاً عليَّ / سِوى أنْفي فيهِ أنْ أفرَحا
أَذُمُّ الزمانَ إلى حامِدِيهِ
أَذُمُّ الزمانَ إلى حامِدِيهِ / فقد رَكبوهُ جموحاً عَثورا
رأيتُ له همّةً تَستَثي / رُ رُمْحاً طَويلاً وباعاً قَصيرا
وكنّا لدى الرّوعِ أُسدَ العري / نِ تُغْشي من الدّارعينَ النُّحورا
إذا جازَنا ذمُّ صرفِ الزّمانِ / تَركنا هَواهُ عليهِ أميرَا
تركتَ عِداتَكَ لا يملكو / نَ إلا أنيناً وإلاّ زَفِيرا
رأوكَ ومن قبلِ سلِّ السُّيو / فِ كادتْ جماجمُهُم أنْ تَطيرا
ترحّلتَ عن أرضِهم قافِلاً / وخلَفتَ فيها المَنايا حضورَا
فلو وجدَ الغيثُ من ناصرٍ / لنازَعكَ الغيثُ أمراً خَطِيرا
تُصغِّرُ منهُ النّدى والرَّدى / وتسبقُه إنْ أردْتَ المَسيرَا
تذَكّرتُ مصلتَةً كالقُضُبْ
تذَكّرتُ مصلتَةً كالقُضُبْ / على صَهَواتِ القِلاصِ النُّجُبْ
ووَقْعَتَها بعدَ طولِ السُّرى / تَسانَدُ أعناقُها والركبْ
كحلِّ الحُبى يومَ روّعتَها / وقد رفعَ الفجرُ بيضَ العَذَبْ
ولاحتْ تباشيرُه في الدُجى / كما لاحَ غِبّ دُخانٍ لهَبْ
وقد ضَحِكَ الليلُ عن صُبْحِهِ / كما افترّ عن ثغْرِهِ المكتئِبْ
وحَلّ عن الفجرِ أزْرارَهُ / وشمّرَ أذيالَهُ للهربْ
وما الرزقُ إلاّ لمُستأسِدٍ / على الطَلباتِ وَقاح الدأبْ
بكلِّ مرامٍ له حِرفَةٌ / وفي كلِّ أرضٍ له مُضْطَرَبْ
تمنيتُ قربَ مليكِ الملو / كِ حباً لرؤيتهِ لا النَّشَبْ
وكنتُ وكَرْمانُ ما بيننا / وكُرْدُفَنّاخَسرُ ذاتُ الطربْ
أؤمِّلُ جولةَ أفكارِهِ / ودولةَ أيّامِهِ والعُقَبْ
وأعلم أنّ لهُ عَزْمَةً / تُصَدِّقُ ظَنّي به في النُوَبْ
سعى تائقَ الهمِّ لم يستمل / ه عن سورةِ الجدِّ خفض اللَّعِبْ
فكابدَ حتى استباحَ البلا / دَ قسراً ونالَ المُنى بالطّلَبْ
وبالقولِ يَجْنَبُهُ بالفَعا / لِ مصّ الثمادِ ولسَّ العُشُبْ
لها نَشطَةُ الشيحِ من رَعْيِها / ومن وِرْدِها نَهْلَةُ المُسْتَلِبْ
فهنّ على الليلِ عينُ الصّبا / حِ ما يَستَرِحْنَ بغيرِ التعبْ
أطالَ لها قصباتِ الرها / نِ دونَ سوالِفِها والقَتَبْ
وحامٍ من الركضِ بعدَ المَلا / لِ يقدحُ تَقريبَها بالخَبَبْ
رَدَى كلِّ معتركٍ ضيقٍ / وآفةُ كلِّ خميسٍ لَجِبْ
إذا نكَصَتْ عنهُ صُمُّ القَنا / فإنّ السيوفَ عليهِ تَثِبْ
سجيةُ مُضْطَلِعٍ بالخُطو / بِ ماضي العَزيمةِ سامي الأرَبْ
له الفرسُ والتركُ بينَ السما / طِ والرومُ ساجدةٌ والعَربْ
تدورُ على مجدِه المكرُما / تُ دورَ الكواكبِ حولَ القُطُبْ
ولم ينجُ منه أبو تَغلِبٍ / أمين الفِرارِ إذا ما طَلَبْ
حقيبتُهُ سرجُه واللّجا / مُ ساقاه والسّاعدانِ اللّبَبْ
نأتْ عن قَواضِبِه دارُهُ / فأهْدى له حتفَه في الكتبْ
وقد ظنّ أنّ بلادَ الشّا / مِ لا يتخطّى إليها العَطَبْ
تَمطتْ به الفوتُ مذعورة / ينهنهُ من شَدّها الملتَهِبْ
لها حينَ يَشْتَجِرُ السمهر / يُّ سنطلةُ الثعلبِ المُنْسَرِبْ
وظِلُ أويسٍ رأى مَطْمَعاً / وأبصرَ فُرصَتَهُ من كَثَبْ
سَلِمتَ على عثراتِ الزّما / نِ يا عضدَ الدولةِ المنتجَبْ
ولا زلتَ ترفعُ من دولةٍ / تواضعتَ فيها بهذا اللّقَبْ
فلولاكَ ما منعتْ سَرحَها / ولا نوّهَتْ باسمِها في الخُطبْ
قسمتَ زمانَكَ بينَ الهمو / مِ تَنْعَمُ فيها وبينَ الدّأَبْ
فيوماً تُمِيرُ عفاةَ النّسورِ / ويوماً تُميرُ عفاةَ الأدَبْ
إذا ما الإلهُ قَضى أمرَه / فأنتَ إلى ما قَضاهُ السّبَبْ
دعِ البيضَ طامعةً في الذي / نَ أعدّوا الدّروعَ لها واليَلَبْ
فإن قوائِمَها والأكُفَّ / على ما يريكَ لا تَصْطَخِبْ
ورأيٌ يُدبرهُ المُبرمو / نَ عطَّلَهُ رأيُكَ المُقْتَضَبْ
وتَبْغَضُ في القولِ عيَّ افَتى / وأبغضُ منه إليكَ الكَذِبْ
فيوركَ مولدُكَ المُجْتَبى / وتَحويلُهُ في بَقايا الحِقَبْ
هو اليومَ توسَعُ فيهِ الذّنو / بُ عفواً وتُكْشَفُ فيه الكُرَبْ
بهِ عَرَفَتْ ثاقباتُ النّجوم / عورةَ تدبيرها المضطرِبْ
فأقلعَ كَيوانُ عن كيدهِ / وبضهْرامُ عن فتكهِ والشَّغَبْ
وثابتْ على يَدِكَ السّائراتُ / ذواتُ ذَوائِبِها والشّهُبْ
من الحظِّ يُرزَقُهُ وادعٌ / ويُحرمُهُ جاهدٌ بالنَّصَبْ
وهَبْتَ لها خطرةً من نُها / كَ يُبرئُ فيها الهَناءُ الجَرَبْ
وكلٌّ بطاعَتِهِ مُذْعِنٌ / وكلٌّ على طَبْعِهِ قد غَلَبْ
لكَ المَجدُ والحَسَبُ الأرفَعُ
لكَ المَجدُ والحَسَبُ الأرفَعُ / وركنٌ من العزِّ لا يُدفَعُ
وأنت المثقفُ عطف الحبي / بِ غيرَ جريرِكَ لا يَتبعُ
نجاءٌ من الذُّلِّ حدُّ السِّنانِ / يَهمّ به المرءُ أو يُزمِعُ
دَع الضيمَ يرأمهُ عاجِزٌ / وخَلِّ سَفاةً بهِ تُصْرَعُ
وأرضاً جفا العزُّ سكانَها / كأنّ الأشمَّ بها أجْدَعُ
فقد تنجلي غمراتُ الخُطوبِ / يضيقُ بطالعِها المَطْلَعُ
ولا يتَناسى الفتى صبرَه / إذا نابَه الحدثُ المُضْلِعُ
أرى زَمناً ضاعَ أحْرارُهُ / وعيشاً يضُرُّ ولا ينْفَعُ
تَمُرُّ بهِ فرصٌ كالسَّحا / بِ تُقلِعُ عنّا ولا تَرجعُ
وكنتُ جَليداً على عَضِّه / فكيفَ شَكا شَجْوَه المُوجِعُ
ومَنْ ذا يُقارعُ أحْداثَهُ / إذا كنتَ من رَيبِه تَجْزَعُ
وغيداء أطلبُها في المُنى / وعندَ الرُّقادِ إذا أهْجَعُ
تُوافِقُ جِسمي وأينَ الذي / يوافقُ روحيَ أو يَطْمَعُ
وما كتُ أعلمُ أنّ الشَّرا / بَ يَبْرُدُ في كفِّ من يَمْنَعُ
أبى لابنِ حَمْدٍ طِلابُ العلا / ءِ أنْ يستقرَّ بهِ مَضْجَعُ
وإنْ يُدْرِك السَّبْقَ أقرانُهُ / إذا بادرَ الجَرْيَةَ الأسْرَعُ
تراهُ خَميصاً على فَضلَةٍ / من الزّادِ والمجدُ لا يَشْبَعُ
يَعُمُّ بإنصافهِ الزّائرينَ / فلا يَسْتَطيلُ ولا يَخْضَعُ
أبوكَ تلافى بتَدْبِيرهِ / فُتوقاً من الوَهْي ما تُرْقَعُ
وفي بعض ما ساسَهُ زاجرٌ / لمنْ كانَ يبصرُ أو يَسْمَعُ
فقُلْ مُبلِغاً لمليكِ الملو / كِ يا عضدَ الدولةِ الأروعُ
ومن لم يدعْ جُودُهُ سائِلاً / ولم يَخْلُ من خَوفِهِ مَوْضِعُ
جَمَعْتَ بحمدٍ نظامَ الأمورِ / وكانَ الشّتيتُ به يُجمَعُ
حككْتَ بهِ مِبْرَداً لا يزا / لُ ينحتُ في العَظْمِ أو يقطعُ
أقامَ على سُنَنٍ زَيغَهُمْ / وفي الحقِّ أنْ قَنَعوا مَقْنَعُ
وأنتَ ابنهُ حينَ جَدَّ المِرا / سُ واعتركَ اليأسُ والمَطْمَعُ
ألا قاتَلَ اللهُ بَغْدادَ تَارا
ألا قاتَلَ اللهُ بَغْدادَ تَارا / وقاتَلَ عَيْشاً بها مُسْتَعارا
لَيالي أسحبُ بُردَ الشّبا / ب عُجْباً بجدَّتِهِ واغتِرارا
فقد أعقبَ الشيبُ من بعدِهِ / وهلْ تُعقِبُ الخَمْرُ إلاّ خُمارا
هنيئاً لحلميَ أنّي وَهَبْ / تُ لهوى له وهَجَرتُ العُقارا
ومُستَرِقاً من خَفِيِّ اللحا / ظِ تُحْسِنُ عينايَ فيه الغِمارا
تعطّفْ فإنّي بعد الشّماسِ / على مِسْحَلي وعَرَفْتُ العِذارا
وما زلتُ أكرهُ غَيْبَ الرّجا / لِ بعدَكَ حتى كرِهتُ السِّرارا
فقد صِرْتُ أصْحَرُ للنّائبا / تِ وألقي المخاتلَ فيها جِهارا
تَعافُ الأمرَّ من المتَتَيْ / نِ والشَّرُّ تَحسَبُ فيه خَيارا
وتَحتقِرُ المرءَ في ثوبِه / أُسامَةُ تطلُبُ منه الفِرارا
لعَمري لقد حلّ عقْدَ الخُطو / بِ أروعُ يستصغِرُ الأرضَ دارا
تَضُمُّ خُراسانَ يمنى يديهِ / وتَخْبِطُ يُسرى يديهِ الجِفارا
فلم يبقَ إلا محلُّ الذلي / لِ أفضلُ حالاتِهِ أنْ يُجارا
فتىً لاي يُشاورُ في هَمِّهِ / ولا يأخذُ الأمرَ إلاّ اقتِسارا
فأبلغْ ببرقةَ أو بالصّعي / دِ مُنْتَفِقاً لا يريمُ الوِجارا
فَتَلْتَ على نَشَراتِ الشما / لِ فما زادَ حبلُكَ إلاّ انتِشارا
أأنتَ تحدِّثنا باللّقاءِ / وما كنتَ تَحْرِقُ لو كتَ نارا
يُعافُ الخَنا ويُصدُّ الكري / مُ عن هَفَواتِ اللّئيمِ احتقارا
نَظارِ تَرَ الأوجهَ المُنكَرَا / تِ إنْ تَرَكَ الخوفُ فيكَ انتظارا
على كلّ سَلْهَبَةٍ لا يزي / دُ جريتَها الركضُ إلاّ انفِجارا
وملتَهبِ المَتْنِ والشّفْرتي / ن يَرْتَعِدُ القَينُ منه حِذارا
يُخادعُ عينكَ حتى تَخالَ / من الماءِ في صَفْحَتيهِ قِفارا
وأبيضَ يَحْمِلُ يومَ الطِّعا / نِ أسمرَ إنْ عاينَ العِرْقَ فارا
يُغادِرُ نَجْلاءَ كفُّ الطبي / بِ تَطلُبُ في حافتيها السِّبارا
فَيا تاجَ ملّةِ رَبِّ العِبا / دِ لا تاجَ مِلّةِ قَومٍ ظُهارا
ولا دعوةً قُلتَها كاذِباً / ولا لَقَباً نِلْتَهُ مُسْتَعارا
يُخَوّفني الدّهْرُ أحْداثَهُ / وهل غيرَ حدِّكَ أخْشى غِرارا
وما زلتُ أخْرُجُ من صَرفِهِ / خروجَ السّوابقِ تَنضو الغُبارا
نَعَشْتَ من العسرِ حتى حسب / تُ كفّكَ تُودِعُ كفّي اليَسارا
فلا تجعلِ الشكرَ لي غايةً / أخافُ من العَجْزِ فيها العِثارا
فإنّ إسارَكَ لي مُعْجِبٌ / وما كنتُ قبلَك أهوى الإسارا
يغرُّكَ من نَفْسِهِ واصِفٌ / وعند التّجاربِ تبلو الخِيارا
ولو كنتَ تَطْلُبُ زُهْرَ النّجو / مِ ما رفعَ الليلُ منها مَنارا
وباتَ الخَفيُّ من الفَرْقَدَيْ / نِ يسْأَلُ عن إلْفِهِ أينَ سارا
وما طِرْنَ يَشرينَ هامَ الرجا / لِ من ضوءِ نارِكَ إلا شَرارا
وأشْهَدُ أنكَ في تَركِها / تَحوطُ الذمامَ وتَرعى الجِوارا
أبَتْ وَقفةٌ لكَ في المُحْفِظا / تِ يسترقُ الحِلْمُ منها الوَقارا
وغائرة القَعْرِ من شِيمَتَي / كَ لا يجد السّيْلُ فيها قَرارا
إذا طُلِبَتْ لَعِبَتْ بالعقو / لِ لَعْبَ الغزالةِ بالطَرفِ حارا
كقومٍ مددتَ لهم في المُنى / مطامعَ كانتْ عليهم دَمارا
وكيدُكَ يَلبَسُ أثوابهُ / كما يلبسُ الزِبْرِقانُ السِّرارا
يقولُ البَصيرُ إذا ما رآ / هُ تاجاً أمَا كانَ هذا سِوارا
وقد تكمن النارُ في زندِها / وتأبى مع الوَرى إلاّ استِعارا
فلو شعرَ الدّهرُ ما زادَهُ / دُنوّكَ والقربُ إلاّ نِفارا
ولا غَرَبَتْ أبداً شمْسُهُ / ولا خالفَ الليلُ فيهِ النّهارا
أَيا بانَةَ القَاعِ بينَ السَّمُرْ
أَيا بانَةَ القَاعِ بينَ السَّمُرْ / قَضَيتِ ولم أَقضِ منكِ الوَطَرْ
أَما من سَبيلٍ الى نَظْرَةٍ / تُعادُ اِليكِ كلمحِ البَصَرْ
فاني لراضٍ على ثَروتي / بما ليس يَرضى به المُفْتَقِرْ
أَلا حبَّذا ظلُّها في الهجيرِ / اذا ما ادْلَهَمَّ كظلِ الحَجَرْ
وَطيبُ حِماهَا اذا ما الغُصُونُ / عَشِقْنَ الكَرَى ومَلِلْنَ السَّهَرْ
وحُورِ النواظرِ سُودِ القُرُو / نِ بِيضٍ رَكِبنَ اليَّ الغَرَرْ
تَهادينَ يَمشينَ مشيَ القَطَا / ويبسمنَ عن ذي غُروبٍ أَغَرْ
كما حَرَّكتْ شَمْأَلٌ لاغِبٌ / مُتُونَ أَقاحٍ جَلاها المَطَرْ
وأَفنينَ بالدَّلِّ ليلَ التِّمَا / مِ دونَ الثيابِ ودونَ الأُزُر
فلما رأَينَ عَمُودَ الصَّبا / حِ يَنْعَى الدُّجى لونُهُ المُشتَهَرُ
وطئنَ على جَمَرَاتِ الوَدَاعِ / وَكَفْكفْنَ أَدمُعَهُنَّ الدِرَرْ
أَحقاً رأَيتَ بوَادِي الغَضَا / من الحي أَو مَنْ رآهُمْ أَثَرْ
فللهِ عينُكَ يا بنَ الصُّقُورِ / اذا ما تَجاهَدَ فَضْلُ النَّظَرْ
يُنغِّضُ عندي لقاءَ الحبيبِ / فَرْطُ الحَيَاءِ وطُولُ الحَصَرْ
وفي أيِّ شيءٍ يكون الشفَاءُ / اذا أَنتَ ضَرَّكَ ما لا يَضُرْ
سَرى في عَدِيدِ الثَّرى قَاهِرٌ / يُقدِّمُ بينَ يَدَيْهِ النُّذُرْ
تُبَشِّرُ فالاتُه بالسُّعُو / دِ وتخفِق رَاياتُهُ بالظَّفَرْ
على الشَّرقِ من نارهِ سَاطِعٌ / يلوحُ وفي الغَرْبِ منها شَرَرْ
تَنُصُّ عليهِ عهودُ الملو / كِ وتُعْرَفُ أَوصافُه في السِّيَرْ
فيا شَرفَ الدَّولةِ المستقلِّ / بما لا يُطِيقُ جميعُ البَشَرْ
ومن ليس يُعْجِزُهُ هَاربٌ / الى أَينَ لا أَينَ منكَ المَفَرْ
وصلتَ وصافيتَ طولَ المُقَامِ / بفارسَ حتى كَدَدْتَ الفِكَرْ
وظنَّ بكَ المُرجِفُونَ الظُنُون / ومَلَّ تعاليلَهُ المُنْتَظَرْ
وأَنتَ على سَورةٍ مُطْرِقٌ / كما يُطْرقُ الأفعُوانُ الذَّكَرْ
الى أَنْ هَمَمْتَ فسومتَها / عوابسَ مطُلومةً بالغُرَرْ
مِنَ السِّيرَجَانِ الى الهُنْدُوَا / نِ مَبْثُوثة كالدَّبا المُنْتَشِرْ
فَما مَلكوا صرفَها عَنْهُمُ / وهلْ يَمِلكُ الناسُ صرفَ القَدَرْ
طويتَ المنازِلَ طيَّ السِّجلِّ / وكنتَ زَؤُؤْراً اذا لم تُزَرْ
فشتانَ بينكَ لمَّا أَقَمْتَ / وبينكَ لمَّا سَبَقْتَ الخَبَرْ
حَوَى قَصَبَاتِ العُلا صَابِرٌ / عليها وفَازَ بها من صَبَرْ
جزيلُ النوالِ شَدِيْدُ النَّكالِ / كريمُ الفعَالِ اذا ما قَدَرْ
ضَمومُ الفُؤادِ على سِرِّةِ / اذا هَمَّ بالأَمرِ لم يَسْتَشِرْ
ينوبُ عن الشَّمْسِ لأْلأَؤُهُ / ويَخْلُفُهاَ في ضيَاءِ القَمَرْ
أُسِرُّ اليكَ مَقَالَ النَّصيحِ / ولستَ الى النُّصحِ بالمُفْتَقرْ
عليكَ اذا ضَاغَنَتْكَ الرِّجَالُ / بِضَرْبِ الرؤوسِ وطعْنِ الثُّغَرْ
ولاَ تَحْقِرَنَّ عَدواً رماكَ / وانْ كانَ في سَاعديهِ قِصَرْ
فانَّ الحُسَامَ يَجُزُّ الرِّقَابَ / وَيَعْجَزُ عمَّا تنالُ الابَرْ
وينفعُ في الروعِ كيدُ الجَبَانِ / كما لا يَضُرُّ الشُّجاع الحَذَرْ
شُبِ الرغْبَ بالرَّهْبِ وامزجْ لهم / كما يَفْعَلُ الدهرُ حُلواً بِمُرْ
وَعِشْ جابراً عَثَرَاتِ الزَّمَانِ / فَما فيهِ غيرَكَ شيءٌ يَسُرْ
تركتُ التَّلَوُّمَ للفَاتِرِ
تركتُ التَّلَوُّمَ للفَاتِرِ / وشَمَّرتُ هَرْوَلَةَ الحَادِرِ
وما زلتُ أَرغبُ عن رغبةٍ / الى غيرِ ذِي الخُلقِ الوافِرِ
اذا لم أَجدْ ليدي مِنَّةً / تَعَلَّقتُ بالنَّافِعِ الضّائِرِ
لِخُرَّةَ فيْرُوْزَ يهدى الثَّناء / وَمَنْ مِثلُه للفَتى الزائِرِ
أُؤملهُ لدفاعِ الخُطُوبِ / وأَرجوهُ للزَّمنِ العاثِرِ
وَصَدَّقَ ظَنّي بهِ خُبْرُهُ / ومنفعةُ الظنِّ للخَابِرِ
يُقصِّرُ عنهُ لِسانُ البليغِ / ويَفضُلُ عن مُقلةِ النَّاظِرِ
جَريءُ الجَنانِ يُلاقي الحُسامَ / بأكرمَ من حَدِّةِ البَاتِرِ
لَوى قَسْطلَ الخيلِ عن أَرَّجَا / نَ راضٍ بحكمِ القَنا الجَائِرِ
بعيدُ الهُمُومِ يَسُومُ الجيادَ / معالجةَ الخِمْسِ في نَاجِرِ
مَواقعُ آثارِهِ في البلادِ / مَواقعُ سَيلِ الحَيا الماطِرِ
يُنَازِعُكَ الملكَ مَنْ هَمُّهُ / مُلاعبةُ الصَّقْرِ للطَّائِرِ
وَهُمْ حينَ تَطرُقُهُمْ مُويدٌ / يَنامونَ عنْ ليلكَ السَّاهِرِ
أَبى ذاكَ نهضُكَ بالمثْقَلاتِ / تِ وصبرُك والكيدُ للصَّابِرِ
وأَنكَ لا تَرقدُ المطمئنْ / نَ الاَّ على سُنَّةِ الحَاذِرِ
وأَنتَ أَحَقُّ بأَهْوالِهَا / اذا قيلَ هَلْ من فَتىً جَاسِرِ
وما الصبحُ أَسفرَ للناظرين / بأَوضحَ من حَقِّكَ السَّافِرِ
اذا ما رأَيتُكَ فوقَ السَّيرِ / ذكرتُ أَباكَ مع الذَّاكِرِ
كأَني أَرى عَضُدَ المكرمَا / تِ يَرْفُلُ في عِزِّهِ القَاهِرِ
مكباً يُديرُ عَوِيْصَ الأُمو / رِ كَيساً على كأْسِهِ الدَّائِرِ
ويُخفي على الناسِ أَسْرَارَه / فما يَعْلَمونَ سِوى الظَّاهِرِ
لأَرْوَعَ يَرفَعُهُ الناسبون / الى الشَّمسِ والقَمرِ البَاهِرِ
فيا مَلِكَ الأرضِ لي حاجَةٌ / نَداكَ على نيلِها ناصِري
وأَنتَ مليءٌ بانْجَازِها / وما جادَ كالواجدِ القَادِرِ
وعَوَّدْتَنِي عادةً في اللقاءِ / من البِشرِ والكرمِ الغَامِرِ
اذا ما تأَمَّلَهَا الحَاسِدو / نَ كَرّوا لها نَظْرَةَ الثْائِرِ
وكم لكَ عنديَ من نِعْمَةٍ / يُقَلَّصُ عنها مَدى الشَّاكِرِ
مَلأتَ سَمائي وأَرضي بِهَا / فكنتَ بها غَيرَ مُسْتَأْثرِ
تَلُومُ وأَيُّ فتىً لم يُلَمْ
تَلُومُ وأَيُّ فتىً لم يُلَمْ / وانْ كانَ حُراً كريمَ الشِّيَمْ
عييتُ ولم أَعْيَ الاَّ بِهُنَّ / وايثارُهُنَّ سَوادَ اللِّمَمْ
ومولىً يُكاتمنى ضِغنَه / ولا تكتمُ العَينُ ما قد كَتَمْ
لهُ لحظةٌ غيرُ مأمونَةٍ / كما يَلْحَظُ الحَاسِدُونَ النِّعَمْ
عجبتُ لمبتَهِجٍ بالبقَا / ءِ يفرحُ بعدَ الصِّبا بالهَرَمْ
ودارٍ يُغَرُّ بِهَا أَهُلها / غُرورَ المُحبِّ بطيفِ الحُلُمْ
تأَمُّلهَا يقظةٌ من كَرى / ولذتُها راحةٌ من أَلَمْ
عناءُ الحياةِ وروحُ الوفَاةِ / تقاربَ وجدانُها والعَدَمْ
طوت ألَ قيصرَ طيَّ الرِّدَاءِ / وُأسْرَةَ اسفَنْديَارٍ وَجَمْ
أَعدوا السيوفَ لأَدائِهم / فأينَ السُّيوفُ وأَينَ القِمَمْ
ولكنَّ مرتدياً بالوَقا / رِ يمنَعهُ الجِدُّ أنْ يَبتِسمْ
جَنَى وهو طفلٌ ثِمَارَ العُلا / وسادَ الورى وهو لم يَحْتَلْمِ
تُضامُ لرؤيتهِ سُجَّداً / وجوهُ الملوكِ التي لم تُضَمْ
كأَنَّ على خَشَبَاتِ السَّري / رِ صَقْراً يُصَرْصِرُ فوقَ العَلَمْ
بعيدُ المَرامِ على قُربهِ / ككَيْوَانُ في بُعدهِ والعظَمْ
رمى بالبديهة مَنْ ظَنَّهُ / خبيئةَ سِرهم المُكْتَتَمْ
فكلُّهُمُ بعضُ أَعْضَائِهِ / على بعض أَعضَائِهِ يُتَّهَمْ
مَساعيهِ تأكلُ أَكبادَهُمْ / كما تأكلُ النارُ قلبَ الفَحَمْ
وفي التاج أَبلجُ زانَ الجَمَا / ل دِيباجَتَي خَدِّهِ بالشَّمَمْ
قليلٌ على المالِ ابقاؤهُ / وما آفةُ المالِ الاَّ الكَرمْ
يُظُنُ الجهولُ به غِرَّةً / ولا يعلمُ الدهرُ ما قد عَلِمْ
فما وَلَدَتْ أُمّهاتُ الرِّجا / لِ مِثلكَ في العُربِ أَوفى العَجمْ
أَشدَّ ارتياحاً ببذلِ اللُّها / وأَوفى يمنياً بِعَقْدِ الذِّمَمْ
وأَمضى على غرَرٍ مُقْدِماً / اذا ما العَزائمُ خُنَّ الهِمَمْ
وملَّ الجيادُ وجيفَ القيادِ / وأَلفَينَ بَعْد السُّروجِ اللُجُمْ
ظِماء الى أَنْ يَراها الحِمَا / مُ هِيْماً على وِرْدِهِ المُزْدَحِمْ
رآها الردى قبلَ وِرْدِ المياهِ / كرُوْعاً على حَوضِهِ تَزدَحِمْ
طلعتَ فكنتَ بهاءَ العلا / وَجُدتَ فكنتَ غِياثَ الأُمَمْ
وسرتَ كما سارَ بينَ النُّجُو / مِ بَدْرٌ تَصَدَّعُ عنه الظُّلَمْ
بأَرعنَ ملتَئِمٍ بالقَتَا / مِ لا تَعْرِفُ الساقُ القَدَمْ
تُصابُ الكتائبُ من لونِهِ / ومن جَرسهِ بالعَمى والصَّممْ
وأَنتَ تُريدُ غَداةَ الصَّباحِ / بأَهِلكَ احدى بَنَاتِ الرَّقِمْ
فلما اشْرَأَبَّتْ صدورُ الرما / ح للطعنِ أَطَّتْ اليكَ الرَّحِمْ
تَغارُ على النِّعَمِ السَّابغَا / تِ من أَنْ تُغيرَ عليها النِّقَمْ
الى أَن رأيتَ المُسيءَ المُصِرْ / رَ يَمحو اسَاءَ تَهُ بالنَّدَمْ
وما بَرحَتْ كتبهم بالعِتَا / بِ تَقرعُ قلبَكَ حتى أَلَمْ
يَفُلُونَ حدَّ الظُّبى بالرُّقَى / ولا يَبلُغُ السيف كيدَ القَلَمْ
بَذلتَ وصُلتَ فهان الغِنى / وقلَّ احتفالُ الثَّرى بالدِّيَمْ
وخافَكَ من وَلَدَتْهُ النِّسَا / ءُ حتى السباعُ التي في الأَجَمْ
أراها كأنَّ بها نَشْوَةً / من السكرِ أَوْ عارضاً من لَمَمْ
فَخَلِّ لها نزراتِ الجيا / دِ وارمِ جوانِحَها بالجَذمْ
اذا أَنتَ حاربتَ فاجفُ الكَرى / وخذْ من نفوسِ العِدَى بالكَظَمْ
فانَّ أَخا الحَربِ مُسْتَيقِظٌ / اذا هي نامتْ له لم يَنَمْ
أُراعُ بما لا يُراعُ الوليدُ
أُراعُ بما لا يُراعُ الوليدُ / وَيَحسَبُني من يَرانى جَليدَا
طَلَبْنَا الحُمولَ فقالَ البصي / رُ ماذا تَرى وأَسَرَّ الجُحُودَا
فقلتُ أَرى ظُعُناً بالنَّجَا / دِ تُحْدَى وما كانَ لَحْظِى ولودَا
ولما تَطاولَ آلُ الضُّحَى / نبا الطَّرفُ وانفلَّ عنهم طَرِيدَا
فليتَ العيونَ وَجَدْنَ الدُّموعَ / وليتَ الدموعَ وَجَدْنَ الخُدُودَا
مَلالُكَ علمنى في هَوَا / كَ أَنْ أَتمنى النَّوى والصُّدُودَا
فكيفَ السَّبيلُ الى رقدةٍ / أُذكِّرُ طيفَكَ فيها العُهُودَا
وفي كلِّ يومٍ نسيم الهَوى / يُجِّددُ لي منكَ طيفاً جَدِيدَا
غَبَطتُ الذي لا مَنى فيكُمُ / ولم أَدرِ أَنى حَسَدتُ الحَسُودَا
فيا نَظَراً لكَ مُغْرَورقاً / تُصانعهُ مُبدِياً أَو مُعِيدَا
الى البشرِ فالجسرِ فالوادني / نَ أَهدى الربيعُ اليها بُرُودَا
كأَنّ نساءَ بنى بَهْمَنٍ / نسِينَ قلائدَها والعُقُودَا
وأَينَ العَواصمُ من بابلٍ / رميتَ بطَرفكَ مَرْمَىً بعيداً
وَلَو يومَ أَدْعُوا عدِيّاً دعو / تُ كعبَ بن سعدٍ وكانوا شُهُودَا
لَحَامَ على شَفَراتِ الظُّبى / فوارسُ لا يأملونَ الخُلُودَا
اذا الطعنُ هزَّ صدورَ القَنَا / ذكرتُ شَمائِلَهم والقدودَا
غَنينا بجودِ غياثِ الأنا / م عن كلِّ ساريةٍ أَنْ تَجُودَا
وساسَ البريةَ وارىِ الزنا / دِ أَحيا الندى وأَقامَ الحُدُودَا
فتىً هو كالدَّهْرِ في صَرفِهِ / فيوماً نحوساً ويوماً سُعُودَا
حمولٌ لأعبائِنَا عالِمٌ / بأنَّ المُسَوَّدَ يكفى المَسُوْدَا
تَظُنُّ عِداتُكَ بُعْدَ البلا / دِ يمنَعُ هَمَّكَ أَنْ يستقيدَا
ولو زُرَتُهم غيرَ ذي صَبْوَةٍ / ظفِرتَ ولو كنتَ فرداً وَحيدَا
وليس يضُركَ فَقْدُ الصِّحَابِ / اذا كنتَ تَصْحَبُ جَدّاً سَعِيدَا
لياهِجُ قد أصْبَحَتْ بينَهَا / ترشحُ أَضَغَانَها والحُقُودَا
وكلُّ فتىً منهم دَائباً / يَحُدُّ لِخَلقِ أَخيهِ الحديدَا
وقد كان عِزُّهُم نامياً / لو أنَّ الغَوِيَّ أَطاعَ الرشيدَا
أَبى رَبُّ خُرَّمَةٍ في العِتا / بِ أَنْ يَسْمَعَ الصوتَ الاَّ وئيدَا
وتُبيْتُه جَامِعاً هَمَّهُ / يَضُمُّ الى حُجْرَتَيهِ الجُنودَا
ليبلغَ في كيدنا جُهدَهُ / وماذا عسى جَهدُه أَنْ يكيدَا
رأَيتُكَ حينَ تأَملتَنا / تَحاميتَنا ونسيتَ الوعيدَا
وقلتَ قُعُودٌ على عِزَّةٍ / فكيفَ رأَيتَ الرجالَ القُعُودَا
ولا يَعدَمُ العاجزُ الهَيِّبَا / نُ عند الحَفِيْظَةِ رأياً بليدَا
رأَى ليلةَ الوصلِ قد أَسعَفَتْ / ولا بدَّ للصُّبحِ من أَنْ يَعُودا
وأَنَّ بَهاءَ العُلا لو يشا / ءُ أَيقظَ بالسيفِ قوماً رُقُودَا
ولكنَّهُ نالَ ما قَدْ أَرادَ / وأَصبحَ مستكبراً أَنْ يُريدَا
مقيماً بِبَغْدَادَ دارَ الملو / كِ وقد وَسِعَ الناسَ عفواً وجُودَا
على رغم أَعدائِهِ لاهياً / يصيدُ الظِّباءَ بها والأُسُوداَ
له قُضبٌ ليسَ تأوى الجفو / نَ ومُقْرَبَةٌ ما تحط اللُبُودَا
ومجدٌ أَعانَ القديمُ الحَديِ / ثَ منه وزانَ الطَّريفُ التَّليدَا
وكنا نظُنُّ بأَلاَّ مَزِي / دَ فوقَ أَبيكَ فكنتَ المزيدَا
اذا سِرْتَ تَطْلُب أَرضَ العِدَى / فلا ازدادَ جَدُّكَ الا صُعُودَا
وكانَ فِراقكَ رَيْثَ الضرا / بِ عاودتِ البيضُ عنه الغُمُودَا
وَثَبتُ الملالَ فلم أَجلسِ
وَثَبتُ الملالَ فلم أَجلسِ / وذلك من فُرصِ الأكيسِ
ولما رأَيتُ فتورَ الهوَى / وأَنى تُنُوسيتُ فيمنْ نُسي
رَدَدْتُ اليكَ رداءَ الوِصا / لِ لم يَبْلَ عندى ولم يَدْنَسِ
أَقمْ لي على خُلُقٍ واحدٍ / اذا حُرِسَ الوُدُّ لم يُحْرَسِ
أَكُنْ لكَ أَحلى بُعيدَ الكَلاَلِ / مِنَ النومِ في أعينِ النُّعَّسِ
اذا كنتَ بينَ رجاءِ الحيا / ةِ منكَ وبينَ الضنا المؤنِسِ
فما أَنا الاَّ صريعُ الهَوى / متى يَبْرَ من دَائِهِ يُنكَسِ
يقولُ أَخافُ بأَنْ يَثْقِفُوكَ / فَتُشْهَر في أَقبحِ المَلْبَسِ
وما الفرقُ لولا اصْطِلاحُ الرجا / لِ بينَ العِمَامةِ والبُرنُسِ
أَنا ابنُ الاباءِ فلا ضَارعٌ / ولا للهَوانِ بمُسْتحْلِسِ
وهمٍ قضيتُ وضيمٍ أَبيتُ / وأَرضٍ طويت فلم أُحبَسِ
أَكونُ الظَّلامَ على شَمسِها / وضوءَ النَّهارِ على الحِنْدِسِ
لأَجْهَرَ غِباً بِهَا مَنْهَلاً / يَشُقُّ على الراكبِ المُخمِسِ
فلا الزادُ يُؤلمنى قَفْدُهُ / ولا السيفُ من وَحْشَةِ مُؤنِسي
ولمّا عَجَمنا حصاةَ الرجا / ل بين النواجذ والاضرسِ
وجدْنا عليَّ بنَ عبدِ العزي / زِ أَعطاهُمُ للنَّدى الانفَسِ
وأَسرعَ في مالهِ طَيرَةً / من النارِ في الحَطَبِ الأيبَسِ
وربَّ غَنِيٍّ باملاقِهِ / وآخرَ من مالهِ مُفْلسِ
وَفَى لي ولم تَكُ لي ذِمَّةٌ / اليهِ سِوَى عِزَّةِ الأَقعَسِ
وانَّ الكريمَ يَحُوطُ الظُّنو / نَ تَنْعَم فيهِ من الأَبؤسِ
تبرَّعَ مثلَ نباتِ الفَسي / لِ أَعْطَتْ جَناها ولم تُغْرَسِ
بدارِ الخِلافةِ مُسْتأْسِدٌ / على النَّاسِ رأسٌ ولم يُرْأَسِ
اذا لقي الشرَّ لم يَخْشَهُ / وانْ عَدمَ الخيرَ لم يَيْأسِ
عِضَاضُ المَلامِ وعُودُ الكلا / م تَزْلَقُ عن عِرضهِ الأَملَسِ
كأَنَّ به شَبِماً طَاوِياً / اذا حَقَرَ القِرنَ لم يَفْرِسِ
ترى القومَ حين يفاجيهم / كريمٌ له شَرفُ المَجْلِسِ
قياماً لهيبتهِ خُشَّعاً / ومن وطىءَ النارَ لم يَجْلِسِ
كأَنَّ عيونَهم حَيْرَة / لرؤيته أَعين النَّرجِسِ
رَدَدْتَ نِصالَ العِدَى اذْ رموِ / كَ بينَ المُضَرَّسِ والافطَسِ
تُديرُ عليهم حقوقَ الاذى / مَدارَ المُدَامةِ في الاكؤُسِ
وأَنتَ بجدِّهمُ لاعببٌ / كما يلعَبُ الموتُ بالأنفُسِ
فما كنتَ الامكانَ الكُرُ / بِ والرَّغْمِ من ذلكَ المَعْطِسِ
يطيرُ لخوفكَ رأسُ الشُّجاعِ / وقائمُ سيفكَ لم يُمْسَسِ
رأيُتكَ كالبدرِ في سَيرِهِ / تُبينُ السُّعُودَ من الأنْحُسِ
قريبُ المَرام على ناظِرٍ / بَعيدُ المَنَالِ على مَلْمَسِ
اذا ستروا عنه أَبصارَهم / ليَخفى طُمِسنَ ولم يُطمَسِ
فلولا التفاوتُ بينَ الرجالِ / لكانَ المُفَوَّهُ كالأَخْرَسِ
وكم في المَجَرَّةِ من أَنجُمٍ / لفرطِ التقاربِ لم تُحْسَسِ
وقفتَ وأَصْحَرْتَ دونَ الانا / مِ اصحَارَ ذى اللبْدَةِ العَنْبَسِ
تَدافعُ عنه بلا جُنَّةٍ / دفِاعَ الاكُفِّ عن الارؤُسِ
اذا طاعنوك بصُمِّ الرمَا / حِ طاعنتَ بالقَلَمِ المِدْعَسِ
ولم أَرَ من قبلِهِ ناطِقاً / بفصلِ الخِطابِ ولم يَنْبِسِ
فعاش أَبو الفضل حتى ينوبَ / مَنَابَكَ في الزَّمنِ الأَحْوَسِ
له لين متنكَ في المنتصى / وبشرُك في النَّظرِ الأَشْوَسِ
يُرَوَّعُ منه فؤُادُ الرَّدى / بأَحْبَى على رايةِ أَقْوَسِ
أتتكَ كحَاشيةِ الأَتْحَمِيْ / يِ من يُكْسَها فهو المكتَسِي
بناتُ الخَوَاطرِ لم تُستَعن / لِعِرضِ الرئيسِ ولم تُلبَسِ
قوافٍ تَطِنُ اذا أُنْشِدَتْ / طَنَينَ المُهَنَّدِ في القُونَسِ
يَجِدُّ أَخو الحِرصِ في سَعيِهِ
يَجِدُّ أَخو الحِرصِ في سَعيِهِ / وصرفُ الزَّمانِ بهِ عَابِثُ
وَينسى الذي مرَّ من عيشِهِ / ويُغنيه مِن شَأنِه الحادِثُ
وما الدَّهرُ الاَّ كَذَرْوِ الهَبَا / ءِ يُضْبِثُ من عِرضه الضَّابِثُ
أَذَمُّ لسابورَ والأَرْدَشِيْرَ / وقد عَلِمَا أَنَّه ناكِثُ
ولم ينجُ من وقعةٍ تُبَّعٌ / ولا المنذرانٍ ولا الحَارِثُ
وغُمدانُ والصَّرحُ من تَدَمُرٍ / بديعانِ ما لهما ثَالِثُ
مَحا الموتُ طينةَ زَيتهمَا / وسحرِهُما في الوَرى نافِثُ
ولله ما لبثا أَو يكو / ن فوق جديدِ الثَّرى لابِثُ
فتلكَ جُسومُهُم تريةٌ / من الأَرضِ يَنْدُبُها النَّابِثُ
مَسيح الجميمِ بها والهَشيمِ / فكلُّ مَسيمٍ بها عابِثُ
أَرى المالَ يُقسَمُ في الوارثي / نَ والمجدُ ليسَ لهُ وارثُ
فما يَسطُرُ رُسْططاليسُ / وقد زعموا أَنَّهُ باحثُ
يَرى أَنَّ كون الوَرى بائدٌ / وأَنَّ كيان الذرى ماكثُ
وما ذاكَ الا كَجرى الجمو / حِ يتبعه المُزْحَفُ الرائِثُ
مَشِيَّةُ طَبٍ بنا عالِمٍ / الى غَوِثِهِ يلهث اللاهِثُ
على أَيِّ شَىءٍ يكونُ الحَسَدْ
على أَيِّ شَىءٍ يكونُ الحَسَدْ / وكلُّهم للمَنَايا رَصَدْ
ولو كنتُ أَحْسُدُ شيئاً حَسَدْتُ / على فلكِ الميلِ شمسَ الأَبدْ
اذاً لَحَسَدْتُ على ضَوئِها / وبُعد المنالِ لها والخُلُدْ
يقولون لي لو مدحتَ الرجا / لَ نِلْتَ الذي لم يَنَلْهُ أَحدْ
أُعالج دَهْراً به جُنَّةٌ / اذا صَلُحَ الشيءُ فيه فَسَدْ
يُغارُ بهِ المرءُ حوباءَ ه / ولا خيرَ في غارةٍ تُستَردْ
ولا لذَّةٍ تَسْتكِدُّ القُوى / وصحةِ روحٍ تُمِلُّ الجَسَدْ
وللهِ راضٍ يميُسورهِ / اذا قامَ للرزقِ قَومٌ قَعَدْ
مُصَابُ بَني مَزْيَدٍ في الهِيا / جِ بالحَازمِ العَازمِ المستَبِدْ
فَخُذْ يا ابنَ حمدٍ بها روعةً / نصيبَكَ من حربها والنَّكدْ
وقل للأميرِ على نأْيِهِ / سَقَى ربعَكَ الوابلُ المُحْتَشِدْ
يَعِزُّ عليَّ بمن رُزْؤُهُ / شَجىً في لهَاتِكَ ما يُزْدَرَدْ
وكيفَ أَغَّرَتْكَ عن صَاحبٍ / وَجَدت بمصرعهِ ما تَجِدْ
ونحنُ الى أَسدٍ تَدَّعي / الى والدٍ وتميمٌ أَسَدْ
رَحَى مُضرٍ تَمشي الرِّيا / حُ فيها وركنُ مَعَدِّ الأَشَدْ
دَعا يالعوفٍ فلم يأْتِه / سِوى قُلَلٍ في العَدَدْ
وأَجفلتِ الخيلُ عن فارسٍ / تُكسِّرُ فيه العَوالي قِصَدْ
ولو شَاءَ نجاه طافي الخَيا / رِ يمعجُ كالأَخدرِي الوَخِدْ
ولكن رأَى الصبرَ أَولى به / فكرَّ وهل للردى من مَرّدْ
فما دفع الموتَ مَنْ غابَ عن / هُ يومَ الطِّرادِ ولا مَنْ شَهِدْ
ولا صارمٌ مُغْرَمٌ بالكما / ةِ يَندِفُ أَوصالَها والزَّردْ
ولا ذاتُ مُعْجَمَةٍ سَرْدُهَا / كَنَمْنَمَةِ الجَدولِ المُطَّرِدْ
وكل امريءٍ فرَّ من يومهِ / سيسلُكُ نهجَ الطريقِ الجَدَدْ
فمن للطِّعانِ اذا خَبَا / وَحَرِّ الضِّرابِ اذا ما بَرَدْ
وَمَنْ للضيوفِ وشقِ الضيوفِ / وعقدِ الحبالِ وحلِّ العُقَدْ
ومن ذا يُنَهنِهُ ريعانَها / وقد جئنَ من كل أَوبٍ بَدَدْ
أَبابيلَ كالطيرِ مَزؤدة / تُصَبُّ عليها السّباطُ القِدَدْ
أَبا حسنٍ اِنَّها لوعةٌ / متى سُدَّ موردُها لم تَرِدْ
وانْ هي كانت على قُربها / وعيشكَ موجعةَ للكبدْ
فيا سندَ العُربِ لِمْ لا تكونُ / لقومكَ فيما جنوهُ سَنَدْ
تغمد ذُنُوبَ بني مالكٍ / فلولا تغمّدُها لم تَسُدْ
وثَاركَ اِنْ رُمتَ ادراكه / فلا تَغْلُ منه ولا تَقْتَصِدْ
وانْ أَمكنتكَ فلا ترمِهَا / ولا تسعَ في عزِّها المُضْطَهِدْ
ودعها تكونُ اذا ما اصطَلَي / تَ نارَ الحروبِ جَنَاحاً وَيَدْ
هُمُ الضاربونَ غَدَاة الصيا / حِ حُجْراً على شَأنِهِ والكَتَدْ
حَنَانَكَ واستبقِهم للقِرى / وللجارِ والزائرِ المُعْتَمَدْ
فَقَد بَذَلوا الألفَ عن واحدٍ / وفي الألفِ اِنْ لم يُضاموا قَوَدْ
حمى ظهرَهُ الأَسَدُ الأَغلبُ
حمى ظهرَهُ الأَسَدُ الأَغلبُ / ومن يركب السيفَ لا يُركَبُ
لحا الله كلَّ أَمَقِّ الذِّراعِ / يُسامُ الهوانَ فلا يَغْضَبُ
حديثُ الوصالِ بطرفِ الخيالِ / اذا دأَبَ الركبُ لا يَدْأَبُ
يَخافُ الحقوقَ على مالهِ / وللحقِ في مالهِ مَذهَبُ
وما حاتِمٌ يومَ يبني العلا / وليدٌ بِوَدْعَتِهِ يلعَبُ
رأَى كلَّ صرحٍ على ظَهرِها / يبيدُ ولو أَنَّه كَبكَبُ
فشيد بالحمدِ بنيانه / وبيتُ المحامدِ لا يَخرَبُ
يخون الأمينُ ولا كالسنان / اذا خانَ لهذمَه الثعلَبُ
وصاحبُك السيفُ لا صاحبٌ / يعم الدعاءَ فَيستَركِبُ
سأَلتكَ باللهِ ان فوجئَا / الى النَّصْر أَيهما أَقرَبُ
وأَدنى اذا حملتكَ الخطوبُ / على شَفرةِ ظهرُها أَحدَبُ
وما كلّ مرتقبٍ كائن / فيأمنه المرءُ أَو يَرهَبُ
تربصْ بيومكَ ما في غَدٍ / فان العَواقبَ قد تعقبُ
لعلَّ غداً من أَخيه حِمىً / يلُمُّ لكَ الصدع أَو يَرأَبُ
رَضِيتُ بميسورِ ما نلتُه / فلا أستزيدُ ولا أطلُبُ
ولا أقبل الرفدَ من مُنْعِمٍ / وشَرُّ المكاسبِ ما يُوهَبُ
وما كنتُ قبلَ أَبي غالبٍ / على القصدِ من شيمي أُغلَبُ
فَصيَّر لي جودَه رغبةً / ولم أكُ في منفسٍ أَرغَبُ
ومن مثله فيساوَى به / وهل يَستوي الصبحُ والغَيهَبُ
فتى ما تزال أفاعليه / يسيرُ بها مثلٌ يُضرَبُ
يَصُدُّ الكتيبةَ عن شأوها / ويطعن فيها كما يكتُبُ
له مجلسٌ يوسفي الوقارِ / كأَنَّ الحضورَ به غُيَّبُ
يَغُضُّ البصيرُ له طَرفَهُ / ويعيا به اللسنُ المهذبُ
فطوراً عُذوبتُهُ مرَّةٌ / وطوراً مرارتُه تَعْذُبُ
تلذ المدامة أَخلاقَه / فتشربُ منه كما يَشرَبُ
ومعتركٍ لفَّ أَبطَالَهُ / بأَبطاله والقَنَا تُخْضَبُ
وصادتْ حبائلُه بالحِبَا / لِ صَيْداً حِرابُهم تُحْرَبُ
أَود النجاةَ بحوبائِهِ / هِلالٌ فَضَاقَ به المَذْهَبُ
وواكله الركضَ مستوهِلٌ / مَراتِعُهُ الحاذُ والخُلَّبُ
يَحيد ويَهرُبُ من يومهِ / الى أينَ من يومكَ المَهرَبُ
رأَوا في شعابهم حيَّةً / له في شبا نابهِ مِخْلَبُ
وريقٌ يخالطُ حبَّ القلوبِ / اذا طلب الاذن لا يُحجَبُ
وسار بجمعٍ يَفُضُّ الأكامَ / ويعلو الحِدَابَ فيحْدَودِبُ
وكل مكان رأى وجهَه / قريرٌ برؤيته معجَبُ
وسيمُ المخيلةِ لا غيمُه / جَهَامٌ ولابرقُهُ خُلَّبُ
يُعيدُ الشَّكيرَ الى عُودِه / ويحيا بهِ البلدُ المُجْدِبُ
يحلُّ بِجَونَةَ من بأسهِ / غرامٌ من الشرِّ ما يُحْسَبُ
فأَبلغْ نِزاراً وان جئتَها / ويَعربَ لا جَذِلَتْ يَعْرُبُ
فان ديارَ بني عامرٍ / ذُيولُ الرياحِ بها تُسحَبُ
وما هاجَ من كلأ الوادِيين / حِمىً ما يباحُ ولا يُقرَبُ
كما صَمَّ ثلته بالبراحِ / الى حرزها الرابحُ المُعْرِبُ
اذا هو بالكيسِ لم يرعَها / رعاها أَبو جَعْدَةَ الهَبْهَبُ
تصح الجزيرةُ من دائِها / اذا طرِدَتْ هذه الأذؤُبُ
الى كم وليس بها مِنَّةٌ / يُعانَبُ كعبٌ فلا يُعْتِبُ
ولو أَنها سامحتْ في القيادِ / لكانَ لها السهلُ والمرحَبُ
لديكَ وما أَصبحتْ دارُها / غُرابُ الفِراقِ بها يَنْعَبُ
ولا عضَّ غاربَها بالشفيقِ / يومٌ من الشرِ مُعْصَوصِبُ
وظلَّ من النقع حامى المقيلِ / سُرادقُه بالقَنا يُطنَبُ
رأَيت أَبا جَوشَنٍ عارضاً / على الرايتينِ له هَيدَبُ
فلولا الترفع عن وَدقِهِ / أَصابكَ من وقعةِ صَيِّبُ
وَحَلَّتْ مع الوحشِ في هَوْجَلٍ / يَعُزُّ الدليلَ بهِ الكوكَبُ
ولا بدَّ للخيلِ من زَورَةٍ / اليها وان بَعُدَ المطلَبُ
بوالغةٍ في عبيط الدِّمَاءِ / يُشرع فيها ولا تَشْرَبُ
نَباتُ الاكفِّ لها مَشرِقٌ / وهامُ الكُماة لها مغرِبُ
هنالكَ طاحَ رفاتُ القَنا / وطابَ الضِرابُ لمن يَضْرِبُ
فيا ذا الجلالةِ والصالحاتِ / يذخرها الحُوَلُ القُلَّبُ
أُعيذُ ارتياحكَ من عاجزٍ / نوالُ الرجالِ له مكْسَبُ
يُلمُ الملمُ فَيعنى بهِ / ويلقى العجيب فلا يَعْجَبُ
ومن مادح لك انْشَادُه / جَناحٌ يُصَرِّفُهُ الجُندُبُ
يموتُ بموتِ الذي قالَه / فلا هو يُرْوَى ولا يُكتَبُ
ومِنْ ناصحٍ لكَ في صَاعِهِ / يكيل وفي حيلهِ يحْطِبُ
وواشِ اِليكَ بأَعدائِه / يَدِبُّ كما دَبَّتِ العقْرَبُ
فيا ربَّ أمرٍ على فوته / تداركه حدُّكَ المُنْجِبُ
تناولتَ أَبعدَ ما تبتغي / وأَدركتَ غايةَ ما تطلُبُ
وما شكَّ ذو بصرٍ اذْ طلعتِ
وما شكَّ ذو بصرٍ اذْ طلعتِ / بأَنكِ شمسُ الضحى في البَهَاءِ
فلونُ عقودكِ لونُ النجومِ / ولونُ ثيابِكِ لونُ السَّمَاءِ
يمينُ المصفقِ مثلُ الشِّمالِ / وليسا وانْ سُوِّيا بالسَّوَاءِ
ثُنِ السرَّ عن كل مستخبِرِ
ثُنِ السرَّ عن كل مستخبِرِ / وحاذر فما الحزمُ غيرُ الحَذَرْ
أسيرك سرُّك انْ صُنْتَه / وأنت أسيرٌ له انْ ظهرْ
أَتأْمُلُ أَعداءَكَ الخَائفينَ
أَتأْمُلُ أَعداءَكَ الخَائفينَ / تَضَرّعُ تطلبُ منكَ الأَمانَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025