المجموع : 20
ينافر إِيقاعُه صَوْتَهُ
ينافر إِيقاعُه صَوْتَهُ / فهذا يزيد وذا ينقصُ
ويتبعه زامرٌ مثلُهُ / تَليعٌ له نَفَسٌ أَوْقَصُ
فإِنْ قام ما بيننا راقِصاً / فكُلٌّ إِلى بيته يَرْقُصُ
أَجُودُكَ أَمْ جُودِ المَطَرْ
أَجُودُكَ أَمْ جُودِ المَطَرْ / وبِشرُكَ أَمْ بشْرُ عَرْفِ الزَّهَرْ
يداكَ مَحَلُّ الرَّدَى والنَّدى / فشَخْصٌ يُسَاءُ وشخص يُسَرْ
فإِن شاعَ عنك صفاتُ الكَمال / فقد صدَّق الخُبْرُ ذاك الخَبرْ
تطولُ وتُسْمِعُنَا طائلاً / فلَمْ تُخْل من بدَرٍ أَو دُرَرْ
فِناؤكَ كالبيت أضْحَتْ تسيرُ / وفودُ النوالِ إِليه زَمَرْ
وكفُّكَ لولا العطاءُ الذي / يُفجَّرُ منها لقُلْنَا الحَجَرْ
فيا حافظَ الدِّين يا مَنْ لَهُ / صفاتٌ تَحَلَّى بها واشتهرْ
لئن كنتُ عندَكَ ذا رِفعةٍ / فما للورى غيرُ ما قد ظهرْ
يحَطُّ الفتى نَقْصُه دِرْهَماً / وكيف الذي نَقَصَ اثْنَيْ عَشَرْ
وأَنْتَ فأَكرَمُ مِنْ أَنْ أُرَى / وشيمتُك النفعُ أَشكو الضَّررْ
فجُدْ وأَجِبْ خاطِرًا خاطِرًا / ولولاكَ يا قَصْدَهُ ما خَطَرْ
بقيتَ على رَغْمِ أَنْفِ العَدُوِّ / لِمَنْ راحَ مُسْتَجْدِيًا أَو بَكَرْ
مدحْتَ نُصَيراً على زَمرِه
مدحْتَ نُصَيراً على زَمرِه / وفي زمره يصدُقُ المادِحُ
فنازع في زَمرِه معشرٌ / وقالوا يشابهه صالحُ
فقلت لهم زَمرُه غاية / وصالِحٌ في زَمرِهِ صالحُ
وكم رامَ مجدَك من حاسدٍ
وكم رامَ مجدَك من حاسدٍ / فجُرِّدَ من حُلّةِ السّالِمِ
كذئبِ النُميرَةِ لما أتى / يحاول قتل أبي عارمِ
سقاني بعينيه كأسَ الهَوى
سقاني بعينيه كأسَ الهَوى / وثنّى وثلّث بالحاجِبِ
كأنّ العذارَ على خدّه / فذالكُ من مشقةِ الكاتبِ
فلما استنارَ سِراجُ السّما
فلما استنارَ سِراجُ السّما / وكاد رداءُ الصِّبا يُسحَبُ
وأشبهَ بدرُ الدُجى مَنْهلاً / تكشّفَ عن مائه الطُحْلُبُ
رأيت الفقيهَ أبا طالب
رأيت الفقيهَ أبا طالب / إذا قلتُ مسألةً بتّها
لحازتْ يميناهُ جزْلَ العلومِ / وحازتْ يدا غيرِه سُحْتَها
فيا صاديَ الفقرِ رِدْ بحرَه / ودعْ للظِّباءِ بها قلْتَها
وطالبُ جودِ أبي طالب / يُحكّمُه فيه كيف اشتهى
دعاني الى سدرةٍ عندَهُ / وبالغَ في هزّها وانتهى
فقلتُ له دارُكم جنّةٌ / وسدرتُكم سدرةُ المنتهى
ألا ربَّ يومٍ لنا صالحٍ
ألا ربَّ يومٍ لنا صالحٍ / مَحا خطأَ الزمنِ المُفسِدِ
أدرتُ به الخمرَ ناريّةً / تخيفُ المديرَ التهابَ اليدِ
وأمسيتُ أفقأ عين الحَبابِ / وأعتدُّها أعينَ الحُسّدِ
وقلتُ اسقِني الكأسَ ورديّةً / كما خجِلَتْ وجنةُ الأمْرَدِ
فقام وقد كاد طرفُ الصباحِ / من الليل يُكحَلُ بالإثْمِدِ
وللنيل تحت ثيابِ الأصيل / لُجينٌ توشّح بالعسْجَدِ
كأنّ الشُعاعَ على متنِه / فرنْدٌ بصفحةِ سيفٍ صَدي
وأشبهَ إن درجتْهُ الصَبا / بُرادةَ تبرٍ على مِبرَدِ
يقولُ وأبصرَ حالي الحَسودُ
يقولُ وأبصرَ حالي الحَسودُ / فأنكرَ منها الذي ينكرُ
ألستَ تقولُ مدحتَ الأجل / شجاعاً وقدّمني عنْبَرُ
فما بالُ عارضِ إحسانِه / على روضِ شعرِك لا يمطرُ
فقلتُ رويدَك أوردتَني / مواردَ ما دونَها مصدرُ
وإني غداً سائلُ عنبراً / ومستمعٌ منه ما يذكرُ
وها أنا قد جئتُ مسترشِداً / لك الفضلُ فاصدعْ بما تؤمرُ
فهمتُ على البارقِ المُمْطرِ
فهمتُ على البارقِ المُمْطرِ / حديثاً ببالك لم يخطُرِ
تقولُ سهرتُ فأجْرِ الدموعَ / وإلا فإنك لم تسهرِ
وأنت ترى رعدَه صاهلاً / فيطمع في طرفِه الأشقَرِ
تبسّم إذ قال ألمِمْ بهمْ / وقطّبَ إذ قال عنهم طُرِ
رمى بالمشقَّر جُلّ الغَمامِ / وقد جلّ عن متنهِ الأشقرِ
وأحسنَ بالرفعِ رفعَ الحديثِ / وإظهارَهُ للجوى المُضْمَرِ
فماذا تقولُ وعرْفُ الرياضِ / على جمرهِ فاحَ كالعَنْبرِ
تميسُ الغصونُ بأثمارِها / ولا مثل ذا الغُصُنِ المُثْمرِ
فيا عبلةَ الساقِ لا أشتكي / إليكِ سوى وجْدي العنتري
وأزهرَ مُنسبُ حبّي له / يؤكده أنّني الأزهري
أعان الغزالةَ فيه الغزالُ / فمن ناظرينَ ومن منظَرِ
وجدّد لي ثغرُهُ خبرةً / وقد طالَ عهدي بالجوهَرِ
وحصّنتُ عنه دَراءَ السنينَ / فثارَ عليّ من الأشهرِ
وكنتُ صبوتُ زمانَ الصِبا / بحيث الغدائرُ لم تغْدُرِ
وكم راقَ طرفي من رائعٍ / يقول وقد غرّني غَرري
فأصبح من رسمِه واسمِه / على أثرِ قطُّ لم يُؤثَرِ
وقد كنت أجني ثمارَ الوصالِ / بغُصْنِ شبيبتي الأخضرِ
فأما وقد عطِشتْ لُمّتي / وسالَ فلم يروِها مِحجَري
فأهلاً بناهيةٍ للنُهى / تقول وما أقصرَتْ أقصِرِ
علمتُ وقد طلعَتْ كوكباً / بما بعد من صُبحهِ المسفرِ
وقالت غدائري الغادرا / تُ أيُّ الأخلاءِ لم يَغدُرِ
حلفتُ بها مشعرات الذرى / ببطحاءِ مكةَ فالمَشْعرِ
لئن لزّنى الدهرُ في حلبةٍ / غريتُ بأحمرِها أحمري
لما أطلقتني يمينُ الغلاءِ / هنالك من عقدةِ الخُنصُرِ
ولا كل فعلينِ قد صُرِّفا / سواءً سواءً على المصْدرِ
وقد يصحَبُ المرءُ من دونه / وخُذْ ذاك عن عينَيْ الأعورِ
وفي البرجِ يقترنُ الكوكبانِ / وما زحلٌ ثمّ كالمُشْتري
إذا ذُكِر الأشرفُ المرتجى / فدعْ من سواهُ ولا تذكُرِ
فليس التشابهُ في منظرٍ / دليلَ التشابهِ في مخْبرِ
وكم من يقولُ ليَ المأثرا / تُ إن لم تؤثّر ولم تُؤثِرِ
فإن عصرتهُ يدُ الامتحانِ / أحال محالاً على العنصرِ
عليك تثنّت غصونُ الثناء / فجنّتُه منك في كوثر
وكلتا يديك هما الغايتان / على المُفتري أو على المُقْترِ
ومهما جلستَ لفصلِ القضاءِ / شفيتَ السقيم وصنتَ البَري
وقارٌ تخفّ له الراسياتُ / وتسكنُ خافقةُ الصرصرِ
وفصلُ خطابٍ لوَتْ جيدَها / الى درِّه لُبّةُ المنبر
ومعرفةٌ جُردَتْ لفظَها / حساماً على عُنُقِ المُنْكِرِ
وأمناً يرى الظبيُ في ظلّه / ومكنِسُه غابة القسورِ
تميسُ بذكرِك أعطافُنا / فتهتزّ عن نشوةِ المُسْكِرِ
ويكثرُ باسمِك أقسامُنا / فنُخبِرُ عن سَهميَ المُيْسِرِ
جريتَ على منهجِ الأغلبينَ / الى مضرِ مبعثِ المَفخَرِ
وقالت يمينُك فيّ انظموا / فقلتُ وفي الناظمينَ انثري
وحققتَ في اسم تميمَ التمامِ / فمن يَرْو عنها بها يُخبرِ
وأحجيةٌ فيك حبّرتُها / ولو لم يكنْ فيك لم تُحبَرِ
إذا الحسَنُ الندب سنّ الندى / جعلنا نحدّثُ عن جعفرِ
ولي حاجةٌ في ضميرِ العُلا / وأنت أبو سرّها المُضْمَرِ
ألجْلِجُ عنها ولي عبرةٌ / يقول الحياءُ لها عبّري
وكم عبرةٍ جدَعَتْ أنفَها / يمينُ الجلالِ فلم ينكِرِ
دعوتُك فاحضَرْ فليس الجميعُ / إذا غِبْتَ لا غبتَ كالحُضَّرِ
وقد جمع الله فيك الأنام / وليس عليه بمُسْتَنكَرِ
وكم هزّ بالشعرِ من نائمٍ / إذا هُزَّ بالسيفِ لم يشعُرِ
ولي أن أوفّي حقّ الثناءِ / بفكرٍ أجادَ ولم يفْكُرِ
فأغراضُه عذبةُ المجتنى / وألفاظُهُ رطبةُ المكسِرِ
يقول إذا ما أتى مُنشِداً / أتاني حبيبٌ مع البُحْتري
تولى ابنُ حُجْرٍ بأشعارِه
تولى ابنُ حُجْرٍ بأشعارِه / وجاء ابن حُجْرٍ بأبعارِهِ
فذاك امرؤ القيسِ في غَورِهِ / وهذا امرؤُ القيسِ في غارِه
نَضا من شَبيبتِه ما نَضا
نَضا من شَبيبتِه ما نَضا / وكان الصِبا إلفَهُ فانقضى
وخلّى السوادَ لأصحابِه / وبيّض في وجهِ بيّضا
فكم غادةٍ عنهُ قد أعرضَتْ / وكم رشأٍ عنه قد أعْرَضا
ولو عادَ دهرٌ كما قد بَدا / له وزمانٌ كما قد مضى
لقابَلْتُهُ بوجوهِ الوصالِ / ولاحظتُهُ بعيونِ الرضا
وأحورٍ مهما رَنا ناظراً / أعلَّ الجوارحَ أو أمرَضا
له في تثنّيه فعلُ الرماحِ / وفي لحظِه الصارمُ المُنتَضى
تعرضتُه كيْ يردّ السلامَ / وسلمتُ بدْءاً فما أعْرَضا
وقلت له رِقَّ لي إنّ في / فؤادي بحبكَ جَمْرَ الغَضا
فقال أمَا لك من زاجِرٍ / وبرقُ مشيبِكَ قد أوْمَضا
ألا إن رأسَك قد أطلعتْ / جوانبُها شعَراً أبيضا
وحقِّ الصبابةِ للشائبينَ / إذا أنصفوا الشَيْبَ أن يُرْفَضا
فقلتُ ونَهنَهْتُ دمعَ العيونِ / بذاك الإلهُ علينا قَضى
أبا الحسَنِ احفظْ ودادي فقد
أبا الحسَنِ احفظْ ودادي فقد / أسفتُ على مثلِه أن يُضاعا
وجدْ بالذِراعِ كما قد وعَدْتَ / ولو كان ذاك الذراعُ الذِراعا
ولا يَغْرُرَنّك لينُ العتابِ / فإنّ العتابَ إذا راقَ راعا
تقدم في الطبِّ عبدُ العزيزِ
تقدم في الطبِّ عبدُ العزيزِ / فكادَ المسيحُ يُرى تابِعا
تكادُ من النجْعِ آراؤه / ويستقربُ الأملَ الشاسِعا
وإن ضاقَ من غيره مسلكٌ / رأيتَ له منهَجاً واسعا
فحكّم في قطْعِ أصلِ السَقامِ / مهنّدُ صحّتِه القاطِعا
ونظرتُه نضرةٌ للمريضِ / فكم ذابلٍ ردّهُ يانِعا
فلو جازَ في العُرفِ دفعُ الحِمامِ / لكان له طبُّهُ دافِعا
ألا اقْبح بدهلكَ من بلدة
ألا اقْبح بدهلكَ من بلدة / فكلُّ امرئٍ حلّها هالِكُ
كفاكَ دليلٌ على أنها / جحيمٌ وخازنُها مالكُ
تأنّقَ في صنعتي راقِمي
تأنّقَ في صنعتي راقِمي / فصوّرَني نُزهةَ العالَمِ
أتى بيَ خضراءَ روضيّةً / وما الروضُ بالأخضرِ الدائمِ
يحلُّ بذلكَ سُقْيا الغَمامِ / على فَرْطِ مدمعِه الساجِمِ
ثنَتْ عنك يومَ الرحيلِ العِنانا
ثنَتْ عنك يومَ الرحيلِ العِنانا / وبانَتْ وفي إثرِها الصبرُ بانا
ولمّا استقلتْ ضُحىً بالمَطيّ / أبانَ لك البينُ ما قد أبانا
لعَمْري لئنْ رحلَ الظاعنونَ / لقد أودَعوني الهَوى والهَوانا
ولما اعتنقنا بكتْ لؤلؤاً / وأمطرتُ من مقلتيّ جُمانا
وكنتُ كتمْتُ الهَوى فاغتدت / بهِ دمعُ عيني لها تَرْجُمانا
عَفا اللهُ عمنْ ذللتُ فعزّ / وصلتُ فصدّ وفَيْتُ فَخانا
وجاد رسومَ ديارِ اللِوى / سحابٌ يُحيلُ رُباها حَنانا
ديارٌ قطعتُ حبالَ الهُمومِ / بها ووصلتُ الظباءَ الحِسانا
ورُبّ فلاةٍ تعسّفتُها / على متْنها الليلُ ألقى الجِرانا
فما صدَّ ذلك عزمي بها / ولا راعَ ذلك مني الجَنانا
وقلتُ لهوجاء زيافةٍ / تُقطّعُ أطوادَها والرُعانا
أقلّي أنينَكِ يا هذه / فما صعُبَ الخطْبُ إلا وهانا
وجِدّي الى من إليه المطيُّ / تروحُ خِماصاً وتغدو بِطانا
الى حافظِ الدينِ والمُرتجى / لدفعِ المُلمِّ إذا ما اعترانا
تيقنتُ أني إذا جئتُه / أخذتُ من الحادثاتِ الأمانا
وإن أظلمَ الخطبُ جلّى حِجاهُ / عوارضَ أشكالِه فاسْتَبانا
إذا جئتُه مستفيداً أفادَ / وإن جئتُه مستعيناً أعانا
لأصبِحَ في السادةِ الأكرمين / أعزّ جُواراً وأعلى مكانا
وأوضحَهُم في العُلا منهَجاً / وأفصحهُم في مقالٍ لِسانا
وأوسعَهم للندى نادياً / وأرفَهَهُم في ذُرى المجدِ شانا
فيا ناقلَ الجودِ عن حاتمٍ / سَماعاً تحدّثْ بهذا عِيانا
هنيئاً مريئاً بصومِ أتاكَ / يُقبّلُ من راحتيكَ البَنانا
وخُذْها قصائدَ قد زيّنَتْ / بذكرِ صفاتِكَ فيها الزمانا
حدائقُ لو نفحَتْ ريحَها / على عجلٍ يابسَ الصخرِ لانا
لها ناظرٌ في ذُرى ناضِرٍ
لها ناظرٌ في ذُرى ناضِرٍ / كما رُكِّبَ السنُّ فوق القناةِ
لوَتْ حين ولّت لنا جيدَها / فأيُّ حياةٍ بدَتْ من وفاةِ
كما ذُعِر الظبيُ من قانصٍ / ففرّ وكرّر في الإلتِفاتِ
لقد طال ما أسهبَ الناسُ فيكَ
لقد طال ما أسهبَ الناسُ فيكَ / ففُقْتَهُمُ بالكلامِ الوجيزِ
إذا عارضتْكَ صُروفُ الزمانِ / ورُمْتَ امتناعاً بحرزٍ حريزِ
فأعرِضْ عن الطِبِّ من آدمٍ / وعرِّض لها باسمِ عبدِ العزيزِ
لئن زاد في ذَقْنه حُمرةً
لئن زاد في ذَقْنه حُمرةً / بما زادَ في الوجهِ من صفرتِهْ
فمن كثرةِ الصفْعِ في رأسِهِ / تصفّى له الدمُ في لحيتِهْ