المجموع : 57
وأقسمُ ما ذاكَ منهم سُدى
وأقسمُ ما ذاكَ منهم سُدى / فأفهامُهم فوقَ أفهامِنا
ولو قلتُ ما سرُّ ذا أنشدوا / جماجمُنَا تحتَ أقدامِنا
وقوفي على بابهمْ رفعةٌ
وقوفي على بابهمْ رفعةٌ / ويا طولَ طرديَ إنْ لمْ أقفْ
ولو لم تكنْ ليَ فَرْعيَّةٌ / إليهمْ بأصلٍ لقالوا انصرفْ
دعِ الكأسَ مِنْ نقشِها
دعِ الكأسَ مِنْ نقشِها / فصافٍ بصافٍ أحبْ
إذا ذهبتْ بالطلا / فقد طُليتْ بالذهبْ
فهذا يوصِّي بأولادِهِ
فهذا يوصِّي بأولادِهِ / وهذا يودِّعُ جيرانَهُ
وهذا يهيِّئُ أشغالَهُ / وهذا يُجهِّزُ أكفانَهُ
وهذا يصالحُ أعداءَهُ / وهذا يلاطف إخوانَهُ
وهذا يوسِّعُ إنفاقَهُ / وهذا يخالِلُ مَنْ خانَهُ
وهذا يحبِّسُ أملاكَهُ / وهذا يحرِّرُ غِلْمانَهُ
وهذا يُغيِّرُ أخلاقَهُ / وهذا يعيِّر ميزانَهُ
ألا إنَّ هذا الوبا قَدْ سَبا / وَقَدْ كانَ يرسلُ طوفانَهُ
فلا عاصمَ اليومَ من أمره / سوى رحمةِ اللهِ سبحانَهُ
سلامٌ على نفسكَ الزاكيهْ
سلامٌ على نفسكَ الزاكيهْ / وشكراً لهمتِكَ العاليهْ
أَزَهراً أمِ الزهرَ أهديتها / لعبدٍ مدامعُهُ جاريَهْ
بلْ الأمنَ أرسلته محسناً / أمنْتُ بهِ كيدَ أعدائيَهْ
كتابٌ يفوحُ شذا نشرِهِ / فلي منْهُ رائحةٌ جائيَهْ
وسعدُ أعاديه عنْ مركزِ ال / سعادةِ تلجي إلى زاويَهْ
إذا حمل الجديُ في نطحِهِ / ففأسٌ إلى رأسِهِ دانيَهْ
وقابلَني حينَ قبَّلْتُهُ / منَ الطيبِ ما أرخصَ الغاليَهْ
وفكَّهني في جنِي غرسِهِ / ولا سيَّما بيتُ ما النافيَهْ
مُقَرِّبُ إيضاحِهِ عمدةٌ / معانيهِ شافيةٌ كافيَهْ
تردُّدُ عيني به لا سُدى / ولكنَّها تطلبُ العافيَهْ
فمُهديه أفديهِ منْ سيِّدٍ / أياديهِ رائقةٌ راقيَهْ
لعلَّ الخليلَ بَداني بهِ / ليجعلَها كَلْمةٌ باقيَهْ
فيا جابراً دُمْ معاذاً وها / أنا عُمَرٌ وَهْيَ لي ساريَهْ
لأقلامِكَ الرفعُ تُبنى بها / على الفتحِ أفعالُكَ الماضيَهْ
ولوْ لمْ يكنْ قدْ سَبا نورُها / كَما حملَ الحاسدُ الغاشيَهْ
فإنْ أهلكَ الناسَ جهلٌ بهمْ / فأنتَ منَ الفرقةِ الناجيَهْ
فكمْ بابِ قصرٍ تبوأته / فأفهامُنا منهُ كالجابيَهْ
رَضِيَ بكَ عن دهرِهِ ساخِطٌ / فلا زلتَ في عيشةٍ راضيَهْ
وإني لفي خجلٍ منكَ إذْ / أجبتُكَ في الوزنِ والقافيَهْ
فعفواً وصفحاً ولا تنتقدْ / ويا بحرُ مالكَ والساقيَهْ
ليهنكَ أنَّكَ عينُ الزمانِ / فليتَ على عينِهِ الواقيَهْ
وردَ الكتابُ بلِ العتابُ بل الندى
وردَ الكتابُ بلِ العتابُ بل الندى / بل غايةُ الآمالِ والآرابِ
يُنْبي على الودِّ الصدوقِ ويطلع ال / كلفَ المشوقَ على لطيفِ عتابِ
يا مَنْ توهَّمَ أنني ناسٍ لَهُ / هيهاتَ أنسى سيِّدَ الأصحابِ
لا والذي أعطاكَ كلَّ فضيلةٍ / وحَبَاكَ بالإحسانِ والآدابِ
إني لمُشتاقٌ إليكَ وعاتبٌ / دهري لبعدِكَ فَهْوَ سَوْطُ عذابِ
فاصفحْ إذا قصرْتُ واسلمْ لي ودُمْ / يا أوحدَ الفضلاءِ والكتَّابِ
إنِ الدهرُ خانَ امرأً
إنِ الدهرُ خانَ امرأً / بهونٍ أذاه يهنْ
فكم زخرفٍ قد سبا / إذا زُلزت لم يكنْ
رأى نفسَهُ أُخِّرَتْ في العلومِ
رأى نفسَهُ أُخِّرَتْ في العلومِ / فرامَ التقدَّمَ بالجبروتِ
عديمُ الهباتِ عظيمُ الهناتِ / قليلُ الثباتِ كثيرُ الثبوت
كثيرُ الجنونِ مسيءُ الظنونِ
كثيرُ الجنونِ مسيءُ الظنونِ / عدوُّ الفنونِ لظى محرِقُ
فيصبغُ أصبغَ مِنْ بَهْتِه / وأشهبُ في عينهِ أبلقُ
مديدُ الزحاف ِسريعُ الخلافِ
مديدُ الزحاف ِسريعُ الخلافِ / بسيطُ الخرافِ خفيفُ طويلُ
على جهله بضروب العروضِ / لكلِّ قبيحٍ فعولٌ فعولُ
أميرٌ محبُّوهُ أجنادُهُ
أميرٌ محبُّوهُ أجنادُهُ / لآرائِهِ في الوصالِ العلوُّ
وقالوا عسى قلتُ أَنْ يرعوي / وقالوا تعذَّر قلت السلوُّ
رأيتُ مليحينِ لوْ أُنْصفا
رأيتُ مليحينِ لوْ أُنْصفا / إذا اجتمعا عُوِّذا بالرُّقى
هلالَيْ دُجى وغزالي فلا / وشَمْسَيْ ضَحاءٍ وغُصْنَيْ نَقا
إذا لمْ يردَّ فلانُ الكتابَ
إذا لمْ يردَّ فلانُ الكتابَ / ودافعني عنهُ بالباطلِ
ندبتُ له قاضياً فاضلاً / وحصَّلْتُ حقِّيَ بالفاضلِ
لمجنونِكُمْ عارضٌ أخضرُ
لمجنونِكُمْ عارضٌ أخضرُ / دليلي على حبِّه ناهِضُ
وقالوا أسُلَّ به عارضٌ / فقلتُ وبي ذلكَ العارضُ
تركتَ مكاتبتي عامداً
تركتَ مكاتبتي عامداً / وإنْ كانَ ذاكَ يُلَطِّي أذاكا
فلي غيرةٌ مِنْ رسولٍ سعى / إليكَ وقدْ كنتُ أولى بذاكا
تذكرتُ بالبرقِ إذْ يلمعُ
تذكرتُ بالبرقِ إذْ يلمعُ / منازلَ كانتْ بكمْ تجمعُ
فيا زمنَ الوصلِ هَلْ عائدٌ / فتخمد ما حوتِ الأضلعُ
وكيف يعودُ لأهلِ الهوى / سرورٌ ومستَبْعَدٌ أن يعوا
هجرتُ النقا بعدَكم والصفا / لأني بكأسِ البكا أجرعُ
أبثكِ بَيْنَاً ودمعاً جرى / فهذا حجازٌ وذا ينبعُ
كأنَّ سهامٌ لقَوسِ النوى / فرامي الفراقِ بنا مولعُ
وفي النازعاتِ لنا أنفسٌ / وفي المرسلاتِ لنا أدمعُ
أحبُّ الدمى وسوادَ اللمى / وربُّ السما خوفُهُ يردعُ
فَمِنْ جهةِ الطبعِ لي مطمحٌ / وَمِنْ جهةِ الشرعِ لا مطمعُ
وما أجهلُ الحسنَ لكنْ أرى / بأنَّ النزاهةَ لي أرفعُ
ولولا التقى كنتُ أبغي الشقا / ويجتمعُ اللهوُ لي أجمعُ
صحبتُ الملا وطمعتُ العلى / وجربْتُ ما ضرَّ أو ينفعُ
فَلَمْ أرَ أرذلَ مِنْ طامعٍ / ألا قاتلَ اللهُ مَنْ يطمعُ
ولم أرَ أرفعَ من قانعٍ / فللِّهِ كلُّ فتى يقنعُ
وما ذقتُ في عمريَ قهوةً / ولم يُجْلَ لي كأسُها المترعُ
وما أصلحتْ قينةٌ عودَها / وغنَّتْ بهِ وأنا أسمعُ
ولو رمْتُ في وصلِها جهلةً / لما كانَ للسرِّ مستودَعُ
ولا هزَّ لي أمردٌ عطفه / يُشبَّه بالبدرِ إذْ يطلعُ
فَمَنْ كانَ بالمردِ مستمتعاً / فذاكَ به كان يستمتعُ
ومن يطعِ اللهوَ عصرَ الصبا / فذلكَ بالشيبِ لا يرجعُ
أنا الكاسدُ النافقُ الشاردات / تسيرُ وأنوارُها تسطعُ
جمعتُ إلى العلمِ نظماً لهُ / غصونٌ حمائمُها تسجعُ
حمى اللهُ شعريَ عن ذلةٍ / فلا يستكينُ ولا يخضعُ
وإن اكتسابَ الغنى بالمديحِ / مهينٌ له مؤلمٌ موجعُ
وخلَّفَنا والدي سبعةً / من الولْدِ مربعُهُمْ ممرعُ
رأى الدهرُ سبعَ شموس لنا / فعانَدَنا فإذا أربعُ
وكانَ توجعُهُمْ مُوجعي / ولكنْ فرقَتَهمْ أوجعُ
هوَ الدهرُ يلحنُ في أهلِهِ / فيخفضُ مَنْ حقُّهُ يرفعُ
أَلَمْ تَرَهُ ضدَّ أهلِ التقى / وَمَنْ ضدَّهُ الدهرُ ما يصنعُ
مساكينُ أهلُ النقا أُخرسوا / وَمَنْ ألفوا المنحنى لعلعوا
فكمْ ناقصٍ ثغرُهُ باسمٌ / وكمْ فاضلٍ سنَّهُ يقرعُ
فلا تعجبُنْكَ على جاهلٍ / فدولتُهُ بغتةً تقلعُ
ولو بلغَ الجاهلونَ السُّها / فما تحتَ موضعِهِمْ موضعُ
فخلِّ العلومَ إذا جئتَهُمْ / فليسَ لها عندهُمْ موقعُ
ولا تذكرنْ أدباً عندهُمْ / فآدابُ أشعارِهمْ بلقَعُ
أجلَّ الورى عندهم رتبةً / وضيعٌ يزمزمُ أو يُصفعُ
أرى البخلَ مستشبعاً فاحشاً / وسعيي إلى بابهم أَبشعُ
فيا قبحَهُمْ في الذي خُوِّلوا / ويا حسنهم عندما يُنزعُ
ولو كنتُ أرضى بما القومُ فيه / لما كنتُ عَنْ نيلِهِ أُدفعُ
رضيتُ الخمولَ فكم خلعةٍ / بها دينُ لابِسها يخلعُ
وكم فرحةٍ جَلَبَتْ ترحةٍ / وَكَمْ ضحكٍ بعدَهُ مدمعُ
إذا ما تضاحكتْ منْ حالهم / يظنونَ أني لهمْ أخشعُ
وما يَكْشرُ الليثُ ضحكاً بلى / يكشِّرُ إذْ سمُّه منقعُ
مضى ما مضى وانقضى ما انقضى / وعند المهيمنِ نستجمعُ
فلا الجاهُ يومئذٍ نافعٌ / ولا المالُ حينئذٍ يشفَعُ
فيا جامعَ المالِ بخلاً بهِ / رويدَكَ وانظرْ لمنْ تجمعُ
ويا حاسدي كيفَ شِئْتَ كنْ / فإنِّي باللهِ أستدفعُ
وإنكَ لو رمْتَ لي هفوةً / أبى الشهداءُ إذا ما دُعوا
وما في البريةِ مِنْ رافضٍ / لفضلي إلا لَهُ مصرعُ
رمى لحظَهُ فأصابَ الحشا
رمى لحظَهُ فأصابَ الحشا / قضيبُ نقا ماسَ في بُرْدِهِ
فلمْ أَرَ أرْشَقَ مِنْ لحظِهِ / ولمْ أرَ أرشقَ مِنْ قدِّهِ
تقولُ وخالطني الشيبُ هلْ
تقولُ وخالطني الشيبُ هلْ / وصالٌ فقلتُ اغربي وابعدي
فقدْ صرتُ أبلقَ قالتْ أجلْ / وأبلقُ خيرٌ من الأسودِ
أرى الفقهَ في الدينِ عينَ العلومِ
أرى الفقهَ في الدينِ عينَ العلومِ / وطيبُ المعاشِ بهِ والمعادُ
وفيهِ الصلاةُ وفيهِ الزكاةُ / وفيهِ الوصايا وفيهِ الجهادُ
بني عمَّنا لا عدمناكمْ
بني عمَّنا لا عدمناكمْ / وإنْ لمْ تقرَّ بكمْ قطُّ عَيْنَا
بَنَيْنا لأنفسِنا رفعةً / فنلتمْ مآربَ مما بَنَيْنا
ألا تنظرونَ إلينا فمذْ / نظرتمْ بنا ما نظرتُمْ إلينا
عجبْنا لقلةِ إنصافكم / كبرتُمْ بنا فكبرتم علينا