المجموع : 42
تَرَحَّلتْ عَنْ زَمَنِي عَائِداً
تَرَحَّلتْ عَنْ زَمَنِي عَائِداً / خِلاَلَ القُرُونِ إِلىَ مَا وَرَاءْ
وَمَا طِيَّتِي غَيْرَ أَنِّي وَقَفْ / تُ بآثَارِ فَنٍّ عَدَاهَا الفَنَاءْ
هَيَاكِلُ شَيَّدَهَا لِلخُلُو / دِ نُبُوغُ جَبَابِرَةٍ أَقْوِيَاءْ
فَجِسْمِيَ فِي دَهْرِهِ مَاكِثٌ / وَقَلْبِيَ فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ نَاءْ
أَجَلْتُ بِتِلْكَ الرُّسُومِ لِحَاظاً / يُغَالِبُ فِيهَا السُّرُورَ البُكَاءْ
فَمَا ارْتَهَنَ الطَّرفَ إِلاَّ مِثَالٌ / عَتِيقُ الجَمَالِ جَدِيدُ الرُّوَاءْ
مِثَالٌ لإِيزِيسَ فِي صَلْدِهِ / تُحَسُّ الحَيَاةُ وَتَجْرِي الدِّمَاءْ
يَرُوعُكَ مِنْ عِطْفِهِ لِينُهُ / وَيُرْوِيكَ مِنْ رَوْنَقِ الوَجْهِ مَاءْ
بِهِ فُجِرَ الحُسْنُ مِنْ مَنْبِعٍ / فَيَا عَجَباً لِلرِّمَالِ الظِّمَاءْ
فتون الدَّلاَلِ وَرَدْعُ الجَلاَلِ / وَأَمْرُ الحَيَاةِ وَنَهْيُ الحَيَاءْ
فَأَدْرَكْتُ كَيْفَ اسْتَبَتْ عَابِدِيهَا / بِسِحْرِ الجَمَالِ وَسِرِّ الذَّكَاءْ
وَبَثِّ العُيُونِ شُعَاعَ النُّهَى / يُبِيحُ السَّرائِرَ مِنْ كُلِّ رَاءْ
لَقَدْ غَبَرَتْ حِقَبٌ لاَ تُعَدُّ / يِدُولُ النَّعِيمُ بِهَا وَالشَّقَاءْ
تَزُولُ البِلاَدُ وَتَفْنَى العِبَادُ / وَإِيزِيسُ تَزْهُو بِغَيْرِ ازْدِهَاءْ
إِذَا انْتَابَهَا الدَّهْرُ مَا زَادَهَا / وَقَدْ حَسَرَ المَوْجُ إِلاَّ جَلاَءْ
لَبِثْتُ أُفَكِّرُ فِي شَأْنِهَا / مُطِيفاً بِهَا هَائِماً فِي العَرَاءْ
فَلَمَّا بَرَانِيَ حَرُّ الضُّحَى / وَأَدْرَكَنِي فِي الطَّوَافِ العَيَاءْ
أَوَيْتُ إلَى السَّمْحِ مِنْ ظِلِّهَا / وَفِي ظِلِّهَا الرَّوْحُ لِي وَالشِّفَاءْ
يَجُولُ بِيَ الفِكْرُ كُلَّ مَجَالٍ / إِذا أَقْعَدَ الجِسْمَ فَرْطُ العَنَاءْ
فَمَا أَنَا إِلاَّ وَتِلْكَ الإِلهَةُ / ذَاتُ الجَلاَلَةِ وَالكِبْرِيَاءْ
قَدِ اهْتَزَّ جَانِبُهَا وَانْتَحَتْ / تَخَطَّرُ بَيْنَ السَّنَى وَالسَّنَاءْ
وَتَرمُقُنِي بِالعُيُونِ الَّتِي / تَفِيضُ مَحَاجِرُهَا بِالضِّيَاءْ
بِتِلْكَ العُيُونِ الَّتِي لمْ تَزَلْ / يُدَانُ لِعِزَّتهَا مِنْ إِبْاءْ
فَمَا فِي المُلُوكِ سِوَى أَعْبُدٍ / وَمَا فِي المَلِيكَاتِ إِلاَّ إِمَاءْ
وَقَالتْ بِذاكَ الفَمِ الكَوْثَرِيِّ / الَّذِي رَصَّعَتْهُ نُجُومُ السَّمَاءْ
أَيَا نَاشِدَ الحُسْنِ فِي كُلِّ فَنٍّ / رَصِينِ المَعَانِي مَكِينِ البِنَاءْ
لَقَدْ جِئْتَ مِنْ آهِلاَتِ الدِّيَارِ / تَحُجُّ الجَمَالَ بِهذَا العَرَاءْ
فَلاَ يُوحِشَنِّكَ فَقْدُ أَنِيسٍ / سِوَى الذِّكْرِ يَعْمُرُ هذَا الخَلاَءْ
وَإِنَّ الرُّسُومَ لَحَالٌ تَحُولُ / وَلِلْحُسْنِ دُونَ الرُّسُومِ البَقَاءْ
لَهُ صُوَرٌ أَبَداً تَسْتَجِدُّ / وَجَوْهَرُهُ أَبَداً فِي صَفاءْ
بِكُلِّ زَمَانٍ وَكُلِّ مَكَانٍ / يُنَوَّعُ فِي الشَّكْلِ لِلأَتْقِياءْ
فَلَيْسَ القَدِيمُ وَلَيْسَ الحَدِيثُ / لَدَى قُدْرَةِ اللهِ إِلاَّ سَوَاءْ
رَفَعْتُ لَكَ الحُجُبَ المُسْدَلاَتِ / وَأَبْرَحْتُ عَنْ نَاظِرَيْكَ الخَفَاءْ
تَيَمَّمْ بِفِكْرِكَ أَرْضاً لَنَا / بِهَا صِلَةٌ مِنْ قَدِيمِ الإِخَاءْ
بِلاَدَ الشَّآمِ الَّتِي لَمْ تَزَلْ / بِلاَدَ النَّوَابِغِ وَالأَنْبِياءْ
فَفِي سَفْحِ لُبْنَانَ حُورِيَّةٌ / تَفَنَّنَ مُبْدِعُهَا مَا يَشَاءْ
إِذَا مَا بَدَتْ مِنْ خِبَاءِ العَفَافِ / كَمَا تَتَجَلَّى صَبَاحاً ذُكَاءْ
تَبَيَّنْتَهَا وَهْيَ لِي صُوَرةٌ / أُعِيدَتْ إلىَ الخَلْقِ بَعْدَ العَفَاءْ
فَتَعْرِفُهَا وَبِهَا حِلْيَتَايَ / سِحْرُ الجَمَالِ وَسرُّ الذَّكَاءْ
جَمَعْتَ إلى البَأْسِ لِينّ الطِّبَاعِ
جَمَعْتَ إلى البَأْسِ لِينّ الطِّبَاعِ / وَفي السَّيْفِ لِينٌ وَفِيهِ المَضَاءْ
فَكُنْ قَائِداً أَوْ فَكُنْ شَاعِراً / فَحَدُّكَ فِي حَالَتَيْهِ سَوَاءْ
أَرَى مِثْلَ سُهْدِي في الكَوَكبِ
أَرَى مِثْلَ سُهْدِي في الكَوَكبِ / أَحَلَّ بِهِ مِثْلُ مَا حَلَّ بِي
بَهِمُ هُيَامِيَ مِنْ وَجْدِهِ / وَيَهْرُبُ مِنْ مَهْدِهِ مَهْرَبِي
وَنَجْتَازُ هَذَا الفَضَاءَ رَحِيباً / فَأَمَّا بِنَا فَهْوَ لَمْ يَرْحُبِ
إِذَا سِرْتُ بَحْراً أَرَاهُ بِهِ / أَنِيسِيَ عَنْ جَانِبِ المَرْكَبِ
وَإنْ سِرْتُ بَرّاً يُجَارِي خُطَايَ / فَفِي الشَّرْقِ آناً وَفِي المَغْربِ
رَفِيقَ السُّرَى فِيكَ جَمْرٌ يُذِي / بُ وَإِنْ سَالَ كَالمَدْمَعِ السَّيِّبِ
أَسِرَّ هَوَاكَ إلىَ صَاحِبٍ / يُؤَاخِيكَ في هَمِّكَ المُنْصِبِ
أَمَا كُلُّ ذِي كَلَفٍ مُتْعِبٌ / شَرِيكٌ لِذِي الكَلَفِ المُتْعِبِ
فَيَا لَكَ مِنْ صَامِتٍ نَاطِقٍ / وَيَا لَكَ مِنْ مُعْجِمٍ مُعْرِبِ
أَنِيسٍ عَلَى مَا بِهِ مِنْ أَسىً / شَجِيِّ التَّبَسُّمِ مَسْتَعْذَبِ
مَشُوقٍ إلى الشَّمْسِ طَلاَّبُهَا / مُجِدٍّ عَلَى شِقَّةِ المَطْلَبِ
إِذَا كَلَّ جَهْداً فَأَغْضَى بَدَتْ / وَإنْ هَبَّ يَرْقَبُهَا تَخْتَبِي
عَذِيرُكَ مَنْ أَنْتَ مِرْآتُهُ / بِحُبِّكَ والأَمَلِ الأخْيَبِ
وَبِي مِثْلُ مَا بِكَ مِنْ شَاغِلٍ / وَلِي مِثْلُ مَا لَكَ مِنْ مَأْرَبِ
فَتَاةٌ كَصَوْغِ الضِّيَاءِ إِلَيْ / هَا تَنَاهَتْ مُنَى قَلْبِيَ المُوصَبِ
مِنَ الحُورِ دَانَ فُؤادِي بِهَا / وَوَحَّدَهَا الحُبُّ فِي مَذْهَبِي
فَإِنْ كُنْتَ يَا نَجْمُ طَالَعْتَهَا / وَقَدْ سَفَرَتْ لَكَ فِي مَرْقَبِ
فأَنْتَ إِذَنْ فِي الهَوَى عَاذِرِي / وَلسْتَ لِسُهْدِي بِمُسْتَغْرِبِ
شَهِدْتُ مَقَاماً تَصَدَّرَتْهُ
شَهِدْتُ مَقَاماً تَصَدَّرَتْهُ / سَيَخْلُدُ فِي ذِكْرَيَاتِ الأَدَبْ
أَجَلْ إِنَّهُ لَمَقَامِ الوَفَاءِ / وَفِي عَصْرِنَا هُوَ شَيْءٌ عَجَبْ
وفُودُ بَني الضَّادِ جَاءًَتْ إِلَيْكِ / وَأَثْنَتْ عَلَيْكِ بِمَا قَدْ وَجَبْ
تَنَافَسَ مِنْهُمْ فُحُولُ البَيَانِ / بِإِلْقَاءِ أَشْعَارِهِمْ وَالْخُطَبْ
فَشَنَّفْتُ سَمْعِي بِمَا أَنْشَدَوا / وَأَرْسَلْتُ دَمْعِي لِفَرْطِ الطَّربْ
وَمَا سَرَّ نَفْسِي كَإِجْمَاعِهِمْ / وَقَدْ لَقَّبُوكِ بِأُمِّ الْعَرَبْ
طَويْنَا الحُقُولَ سِرَاعَ الْمَسِيرِ
طَويْنَا الحُقُولَ سِرَاعَ الْمَسِيرِ / عَلَى مَتْنِ مُتَّصِلٍ كَالسَّبَبْ
نَمُرُّ بِخَضْرَاءَ فَتَّانَةَ / لَها مِنْ زُمُرُّدِهَا مُنْتَقَبْ
إلى مُرْتَمَى العُيْنِ مَبْسُوطَةٌ / تَمُوجُ بِأَشْجَارهَا عَنْ حَبَبْ
وَأَنْهَارُهَا تَحْتَ نُورِ الزَّوَالِ / تَفِيضُ بِطَاءً بِمثْلِ الضَّرَبْ
وَلِلشَّمْسِ فِي الْمُنْتَهَى مَغْرِبٌ / رَأَيْنَا بِهِ آيَةً مِنْ عَجَبْ
رَأَيْنَا مِنَ الْغَيْمِ طوداً رَسَا / عَلَى أُفْقِهَا وَسَمَا وَاشْرَأَبْ
بِجِسْمِ ظَلاَمٍ وَقِمَّةِ تِبْرٍ / وَسَفْحٍ تَعَارِيجُهُ مِنْ لَهَبْ
كَأَنَّ الأشِعَّةَ أَثْنَاءَهُ / مَغَاوِرُ في مَنْجَمٍ مِنْ ذَهَبْ
وَرَاعَ نَوَاظِرَنَا أَيِّلٌ / مَضَى قَرْنُهُ صُعُداً وَانْشَعَبْ
تَلَفَّتَ يَرْنُو بِيَاقُوتَتَيْنِ / وَسَالَ دَماً صُلْبُهُ وَالذَّنَبْ
وَكَمْ مِنْ جِنَانٍ وَكَمْ مِنْ قُرَىً / وَكَمْ مِنْ صُرُوحٍ وَكَمْ مِنْ قُبَبْ
تَصَاوِيرُ يَصْنَعُهَا مَاهِرٌ / مِنَ الْغَيْبِ يُبْدِعُهَا مَا أَحَبْ
يَظَلُّ يُنَوِّعُ أَشْكَالَهَا / دِرَاكاً وَلا يَعْتَريهِ نَصَبْ
حَذَارِ لِقَلْبِكَ مِنْ لَحْظِهَا
حَذَارِ لِقَلْبِكَ مِنْ لَحْظِهَا / فَما فِيهِ مِنْ رَحْمَةٍ لِلْمُحِبِّ
أَلَمْ تَرَ فِي يَدِهَا خَاتَماً / بِهِ قَطْرَةُ الدَّمِ فِي شَكْلِ قَلْبِ
نُهَنِيءُ أُسْتَاذَنَا عَادِلاً
نُهَنِيءُ أُسْتَاذَنَا عَادِلاً / ونَقْضِي بإِكْرَامِهِ مَا وَجَبْ
وَنَعْرِفُ مِنْ حَقِّهِ فَوْقَ مَا / تَسَامَى إِلَيْهِ الْمُنَى وَالخُطُبْ
وَكَيْفَ يُكَافِيءُ حُسْنُ الثَّنَاءِ / فَرْطَ الْعَنَاءِ وجَهْدَ النَّصِبْ
لَهُ اللهُ مِنْ عَالِمٍ عَامِلٍ / أَصَبْنَا لَدَيْهِ وَفَاءَ الطَّلَبْ
فَتَي هِمَّةٍ شَيْخُ عِلْمٍ وَحِلْمٍِ / طَوِيلُ الأَنَاةِ مَتِينُ السَّبَبْ
يُنَشِّيءُ نَابِتَةً حُرَّةً / لِمِصْرَ وَيَبْنِي الرِّجَالَ النُّخَبْ
وَيَلْقِي الدُّرُوسَ بِأَيِّ مَعَانٍ / تُنِيرُ العُقُولَ وَلَفْظٍ يُحَبْ
تَفَرَّدَ بَيْنَ بَني عَصْرِهِ / بِفَضْلٍ أَعَزَّ لِسَانَ الْعَرَبْ
وكَانَ كَفِيّاً بِمَنْظُومِهِ / وَمَنْثُورِهِ لِفُحولِ الأَدَبْ
فَجَاءَ بَدِيعَ الزَّمَانِ وَحَسْبَ / الْبَدِيعُ إِذَا مَا إِلَيْهِ انْتَسَبْ
بِدِيبَاجَةٍ مِنْ خُيوطِ الغَمَامِ
بِدِيبَاجَةٍ مِنْ خُيوطِ الغَمَامِ / تَخَلَّلَهَا كُلُّ شَيءٍ عَجَبْ
جَلاَ شِعْرُكَ العَرَبِيُّ الأَنيقُ / طَرَائِفَ زَادَتْ ثِرَاءَ الأَدَبْ
وَمَا بَرَحَ الشَّعْرُ فِي كُلِّ عَصْرٍ / لَهُ كُوْكَبٌ يُجْتَلى فِي حَلَبْ
أَتْتْنَا الْهَدِيَّةُ مُخْتَالَةً
أَتْتْنَا الْهَدِيَّةُ مُخْتَالَةً / وَكَانَتْ لِمِثْلي عِزَّ الطَّلَبْ
تَخَيَّرَهَا الياسُ مِنْ كَرْمِهِ / وَمِنْ خَيْرِ صُنْفٍ لأَحْلَى العِنَبْ
كَانَتْ دَلِيلاً عَلَى ذَوْقِهِ / وَعِلْمٍ بِمَا لِلْمُحِبِّ وَجَبْ
وَلاَ بِدْعَ فَالياسُ مِنْ دُوْحَةٍ / يَغْنَى بِأَنْسَابِهَا وَالحَسَبْ
وَكَانَتْ بِشُهْرَتِهَا كَوْكَباً / يُنِيرُ الدَّيَاجِي ويَنْفِي الْكَرَبْ
وَكَانَتْ مِثَالاً لأَهْلِ التُّقى / وَعِنْوَانَ نُبْلٍ لِكُلِّ العَرَبْ
وَقَدْ تَابَعَ إِلْيَاسُ مِنْهَاجَهَا / وَنَالَ مِنْ الجَّاهِ كُلَّ الأَرَبْ
وَزَادَتْ فَصَاحَتُهُ جَاهَهُ / وَأَعْلَتْ مَكَانَتَهُ فِي الأَدَبْ
فَإِمَّا سَمِعْتَ حَدِيثاً لُهُ / فَأَنْتَ سَمِيعُ حَدِيثٍ عُجَبْ
كَأَنَّكَ تَسْمَعُ أُغْنِيَةً / تُهَيِّجُ لِلْنَّفْسِ رَوحَ الطَّرَبْ
وَشَخْصٌ كَهَذَا جَدِيرٌ بِأَنْ / يَنَالَ مَعِ الْمَالِ أَعْلى الرُّتَبْ
شِفَاؤُكَ عِيد بِهِ نَسْعَدُ
شِفَاؤُكَ عِيد بِهِ نَسْعَدُ / وَنحْمُدُ لِله مَا تَحْمَدُ
وَشَعْبُكَ بَعْدَ ضَرَاعَاتِه / لِخَالِقه شَاكِراً يَسْجُدُ
لِرَبِّكَ عِنْدَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ / يدٌ يَا مَلِيكِي تَلِيهَا يَدُ
عِنَايَة مَوْلىً خَلِيقٌ بِهَا / أَبَرُّ أُولِي الأمْرِ وَالاجْوَدُ
بِلاَدُ الْعُرُوبَةِ بِالتَّهْنِئَا / تِ يُجَاوِبُ أَقْرَبُهَا الأبْعَدُ
وَلَمْ تَكُ إِلاَّ عَلَى حُبِّهَا / لِفَارُوقَ يَجْمَعُهَا مَقْصِدُ
لقَدْ أَمَنَتْ دَهْرَهَا إِذْ نَهَضْ / تَ وَعَزْمُكَ وَالْحَزْمُ مَا تَعْهَدُ
تَصُون مُلوك كَرَامَاتِهَا / وَأَنْت لَهَا الصائِنُ الاَّيدُ
وَتَقَضِي شُعُوبٌ كِبَارَ الْمُنَى / وَأَنْتَ الْمؤَازِرُ وَالْمُسْعِدُ
فَرَأَيكَ مَوْئِلُهَا الْمُطْمَئِنُّ / وَبَأْسُكَ مَعْقِلهَا الاوْطَدُ
أَمَوْلاَيَ أَرْفَعُ آيَ الوَلاَ / ءِ وَقَلْبِ يُسَطِّرُهَا لاَ الْيَدُ
إَذَا أَنْضَبَتْ عِلَلٌ مَوْرِدي / فَمِنْ منْبَعِ الْفَخْرِ لِيَ مَوْرِدُ
أَلَيْسَتْ فِعَالُكَ فِي كُلِّ مَا / يُعَزُّ بِلاَدَك لاَ تَنْفَدُ
وَكَمْ لَكَ فَتْحٌ جَديدٌ بِه / تَبَارَى نُبُوغُكَ وَالسُّؤْدَدُ
فَدُمْ لِلْكَنَانة دُمْ لِلْعُرو / بَة وَلْيَرْعَكَ الأحَدُ السَّرْمَدُ
سَنى آنَسَ الْغَرْب فِيهِ هُدَى
سَنى آنَسَ الْغَرْب فِيهِ هُدَى / فَحَيَّاهُ بِالبشْرِ لَمَّا بَدا
تَبَيَّنُ مِنْهُ لأُمِّ اللُّغَاتِ / حُلىً غُرَرٌ رُعْنَه مَشْهَدَا
فَأُمُّ الْبَنِينَ الأُولى قَصَّرُوا / تُكَرِّمُ وَاصِفَها المُسْعِدا
تُكَرِّمُ نَابِغَةً فَاضِلاً / أَمِينَ البَلاَغِ صَدُوقَ الصَّدَى
أَبَانَ لِجُهَّالِهَا فَضْلَهَا / وَأَبْدَى فَرَائِدَهَا الخُرَّدَا
بِلَفْظٍ عَلَى كَوْنِهِ مُعْجَماً / حَكَى حُسْنُهُ المُعْرَبَ الجَيِّدا
لِمُشْرِقِهِ مِنْ سَنَاهَا سَنىً / وَمُورِقِهِ مِنْ نَدَاهَا نَدَى
يَكَادُ الطَّرُوبُ لإِيقَاعِهِ / يردِّدُه نَغَماً مُنْشِدَا
أَرَاهُمْ بَدِيعاً بِذاك الْبَدِيعِ / صَفا جَوْهَراً وَحَلاَ مَوْرِدَا
وَبَاحَ لَهُمْ مِنْ كُنُوزِ النُّهَى / بِمَا يَسْتَفِزُّ لَهَا الحُسَّدا
كُنُوزٌ سَيَغْزُونَ أَعْلاَقَهَا / وَيَسْبُونَ قَيِّمَها المُرْصَدا
فَإِنْ فَعَلُواوَهَمُ فَاعِلُونَ / وَلِلْمَرْءِ فِي الدَّهْرِ مَا عُوِّدَا
كَمَا اسْتَنْزَفُوا الشَّرْقَ بَرّاً وبَحْراً / فَلاَ دُرَّ أَبْقَوْا وَلاَ عَسْجَدَا
فَهَذِي الْغَوَالِي بَقَايَا الْمَعَالِي / تُقِرُّ لَنَا الْمَاضِي الأَمْجَدَا
وَمَا ضَائِرٌ فَخْرَنَا أَنْ تُبَاحَ / وَلاَ ضَائِرُ الْجَّاهِ أَنْ تُجْتَدَى
أَلاَ لِيْتَهُمْ تَرَكُوا غَيْرَهَا / قَدِيماً وَمَدُّوا إِلَيْهَا يَدَا
عَلَى أَنَّهُمْ عَلِمُوا بَعْدَ لأْيٍ / كَرَامَةَ أُمَّتِنَا مَحْتِدا
لأْنَّ بَيَاناً كَهَذَا الْبَيَانِ / جَدِيرٌ كَمَا شَاءَ أَنْ يَخْلُدَا
وَأَنَّ نُفُوساً كَتِلْكَ النَُفُوسِ / لَهَا رَجْعَةٌ فِي بَنِيهَا غَدَا
سَمَا فِي الْمَفَاخِرِ هَذَا الْفَخَارُ / لَنَا وَأَبَى الْحَقُّ أَنْ يُجْحَدَا
فَلا تَبْتَئِسْ وَهْوَ ذَاكَ النُّضَارُ / إِذَا ما رَأَيْنَا لَهُ نُقَّدَا
يُرِيدُونَ مِنَّا بِنَاءَ الْقَرِيضِ / كَثِيرَ الْمَنَاحِي قَصِيَّ المَدَى
وَقَدْ جَهِلُوا الْبَيْتَ نَبْنِيه فَذّاً / فَيَسْتَغْرِبُ الأَمَدُ الأَبْعَدَا
حُلاَه تُنَافِسُ زَهْرَ الرِّيَاضِ / وَمَعَنْاهُ يَسْتَنْزِلُ الفَرْقَدَا
أَواصِفُ حُييْتَ مِنْ سَابِقٍ / وَمِنْ أَرْيَحِيِّ بِهِ يُقْتَدَى
تَوَخَّيْتَهَا غايَةً وَعْرَةً / فَأَدْرَكْتَهَا فَائِزاً أَيِّدا
بِرَأْيٍ جَمِيلٍ وَسَعْيٍ جَلِيلٍ / خَلِيقٍ عَلَى الدهْرِ أَنْ يُحْمَدَا
كَذَا يُصْرَفُ الْحَزْمُ فِي وَجْهِهِ / وَلاَ تَتَوَلَّى الْمَسَاعِي سُدَى
أَكَامِلُ فيكَ اجْتَلَيْنَا الكَمَالَ
أَكَامِلُ فيكَ اجْتَلَيْنَا الكَمَالَ / وَكُلُّ عَلَى صدْق قَوْلي شَهيد
فَضَائلُ دينٍ وَدُنْيَا جَمَعْنَ / وَأَنْتَ لَهُنَّ الْنِّظَامُ الْفَريد
وَشَتَّى علومٍ وَشَتَّى فُنُونٍ / تَأَلَّفَ منْهُنَّ عَقْدٌ نَضيدُ
حِجىً ملْهَمٌ يَتَلَقَّى الهدَى / فَتَبْدئُهُ مُفْصحاً أَوْ تُعيدُ
وَرَأْيٌ يُزَكِّيهِ كَرُّ السِّنينَ / إِلى خبْرَة كلَّ آن تَزيدُ
وَقُوَّةُ نَفْسٍ إِذَا صُرفَتْ / فَمَا من بَعيدٍ عَلَيْهَا بَعيدُ
وَصدْقُ يَقينٍ سَواءٌ عَلَيه / أَوَعْدٌ أَلَمَّ به أَمْ وَعيد
وَجَوْدٌ نَصَرْتَ به الْبَائسينَ / عَلَى دَهْرهمْ كَائداً مَا يَكيد
وَطَبْعٌ وَديعٌ سوَى أَنَّهُ / عَلَى كُلِّ مُغْرٍ بسُوءٍ مُريد
لكُلِّ نَديد وَفيمَا بَذَلْتَ / منَ الْيَد وَالنَّفْس عزٌّ نَديد
أَلاَ أَيُّهَا السَّيِّدُ المْمُجْتَبى / أَلاَ أَيُّهَا اللَّوْذَعيُّ الْمَجيدُ
لقَوْمكَ ممَّنْ دَنَا أَوْ نَأَى / سيَامَتُكَ الْيَوْمَ عيدٌ سَعيدُ
وَفَتْحٌ لَهُمْ منْهُ مَا بَعْدَهُ / وَبَعْثٌ لَهُمْ فيه عَهْدٌ جَديدُ
إِذَا فَاخَروا بكَ فَاخِرْ بهمْ / فَهُمْ في بَني الشَّرْق غُرٌّ وَصيد
وَلَيْسَ بضَائرٍ أَنْسَابُهُمْ / وَأَحْسَابُهُمْ أَنْ يُقِلَّ الْعَديدُ
فَعِشْ وَتَوَلَّ الأُمُورَ الجسَا / مَ كَمَا يَتَوَلَّى الأَمينُ الرْشيدُ
يَشدُّ قوَاكَ الشَّديدُ الْقوى / وَيَرْعَى خُطَاكَ الْعَزيزُ الحَميد
وَكيرلُلَّسْ لَكَ نِعْمَ الظَّهيرُ / كَمَا هُوَ للدِّين نعْمَ العَميدُ
هُوَ البَطْريَركُ الَّذي نَالَ مِنْ / وَلاَءِ رَعيَّته مَا يُريد
لَهُ في الجِّهَاد مَدىً طَائلٌ / سَيَتْلُوهُ في الْخَيْر عُمْرٌ مَديد
شَهِدْتُ بِأَنَّكَ حَقّ أَحَدْ
شَهِدْتُ بِأَنَّكَ حَقّ أَحَدْ / وَحُكْمُكَ عدْلٌ وَأَنْتَ الصَّمَدْ
فَفِيمَ قَضَيْتَ وَأَنْتَ العَلِ / يمُ الرَّحِيمُ بِشِقْوَةِ هَذَا الْبِلَدْ
بِهِ فَاسِدُونَ أَعُوذُ بِحَوْ / لِكَ مِنْ شَرِّ خَلْقٍ إِذَا مَا فَسَدْ
مُبِيحُونَ فِي السُّوقِ أَهْلَ الفُسُو / قِ مَحَارِمَ أَزْوَاجِهِم وَالْوَلَدْ
تَوَخَّى مَالٍ حَرَامٍ حَلاَ / لٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ بِلاَ مُنْتَقَدْ
يَرُومُونَهْ مِنْ وَرَاءِ الظُّنُو / نِ وَمِنْ كُلِّ مَأْتىً وَمِن كُلِّ يَدْ
وَمَنْ غَرَّهُ مِنْهُمُ الظَّاهِرُو / نَ فَكَمْ خَدَعَتْ حَمْأَةٌ بِالزَّبَدْ
لَقَدْ شَادَ أَصْيَدُهُمْ بَيْتَهُ / عَنَيْتُ بِهِ الصَّيْدَ دُونَ الصَّيَدْ
بَنَاهُ فَأَعْلَى كَأَنِّي بِهِ / لَهُمْ مَعْبَدٌ فِي ذُرَاهُ مَرَدْ
كَأَنَّ نَوَافِذَ جُدْرَانِهِ / نَوَاظِرُ لاَ يَعْتَرِيَهَا رَمَدْ
تَعُدُّ عَلَى النِّيلِ قَطْرَ المِيَا / هِ وَتَرْمُقُهُ بِعُيُونِ الْحَسَدْ
طَغَتْ أُمَّةُ الجَبَلِ الأَسْوَدِ
طَغَتْ أُمَّةُ الجَبَلِ الأَسْوَدِ / عَلَى حُكْمِ فَاتِحِهَا الأَيِّدِ
وَهَبَّتْ مُنِيخَاتُ أَطْوَادِهَا / نَوَاشِزَ كَالإِبِلِ الشُّرَّدِ
وَأَبْلَى النِّسَاءُ بَلاَءَ الرِّجَ / لِ لَدَى كُلِّ مُعْتَرَكٍ أَرْبَدِ
نِسَاءٌ لِدَانُ القُدُودِ لَهَا / خُدُودُ كَزَهْرِ الرِّيَاضِ النَّدِي
تَنَظَّمَ مِنْ حُسْنِهَا جَنَّةٌ / عَلَى ذَلِكَ الجَبَلِ الأَجْرَدِ
وَيَوْمٍ كَأَنَّ شُعَاعَ الصَّبَا / حِ كَسَاهُ مَطَارِفَ مِنْ عَسْجَدِ
تَفَرَّقَتِ التُّرْكُ فِيهِ عَصَا / ئِبَ كُلُّ فَرِيقٍ عَلَى مَرْصَدِ
يَسُدُّونَ كُلَّ شِعَابِ الجِبَا / لِ عَلَى النَّازِلينَ أَوْ الصُّعَّدِ
أُسُودٌ تُرَاقِبُ أَمْثَالَهَا / وَلاَ يَلْتَقُونَ عَلَى مَوْعِدِ
وَكَانَ عِدَاهُمْ عَلَى بُؤْسِهِمْ / وَطُولِ جِهَادِهِمُ المُجْهِدِ
يُوَافُونَهُمْ بَغَتَاتِ اللُّصُو / صِ وَيَرْمُونَ بِالنَّارِ وَالْجَلْمَدِ
وَيَفْتَرِقونَ تِجَاهَ الصفو / فِ وَيَجْتَمِعُونَ عَلَى المُفْرَدِ
وَيَمْتَنِعُونَ بِكُلِّ خَفِيٍّ / عَصِيٍّ عَلَى أَمْهَرِ الرُّوَّدِ
وَأَيُّ رَأَى شَارِداً يَقْتَنِصْ / هُ وَأَيٌّ رَأَى وَارِداً يَصْطَدِ
وَيَلْتَقِمُونَ جَنَاحَ الْخَمِي / سِ إِذَا الْعَوْنَ أَعْيَى عَلَى المُنْجِد
مَنَامُهُمُ جَاثِمِينَ وَقُو / فاً وَلاَ يَهْجَعُونَ عَلَى مَرْقَد
وَمَا مِنْهُمُ لِلْعِدَى مُرْشدٌ / سِوَى غَادِرٍ سَاءَ مِنْ مُرْشد
إَذَا لَمْ يَقُدْهُمْ إِلى مَهْلِكٍ / أَضَلَّ بِحِيلَتهِ المُهْتَدي
وَيَعْتَسِفُ التُّرْكُ فِي كُلِّ صَوْ / بٍ فَهَذَا يَرُوحُ وَذَا يَغْتَدِي
وَمَا الترْكُ إِلاَّ شُيُوخُ الحُرُو / بِ وَمُرْتَضِعُوهَا مِنَ المَوْلِدِ
إِذَا أَلْقَحُوها الدِّمَاءَ فَلاَ / نِتَاجَ سِوَى الفَخْرِ وَالسًّؤْدُدِ
سَوَاءٌ عَلَى المَجْدِ أَيّاً تَكُنْ / عَوَاقِبُ إِقْدَامِهِمْ تَمْجُدِ
وَلَكِنَّ قَوْماً يَذُودُونَ عَنْ / حَقِيقَتِهِمْ مِنْ يَدِ المُعْتَدِي
وَتَعْصِمُهُمْ شَامِخَاتُ الجِبَا / لِ وَكُلُّ مَضِيقٍ بِهَا مُوصَدِ
وَيَدْفَعُهُمْ حُبُّ أَوْطَانِهِمْ / وَيَجْمَعُهُمْ شَرَفُ المَقْصِدِ
لَوِ المَوْتُ مَدَّ إِلَيْهِمْ يَداً / لَرَدوهُ عَنْهُمْ كَلِيلَ اليَدِ
وَكَانَ مِنَ التُّرْكِ جَمْعُ القَلِي / لِ عَلَى رَأْسِ مُنْحدَرٍ أَصْلَدِ
كَثِيرِ الثُّلُومِ كَأَنَّ الفَتَى / إِذَا زَلَّ يَهْوِي عَلَى مِبْرَدِ
وَقَدْ نَصَبُوا فَوْقَهُ مِدْفَعاً / يَهُزُّ الرَّوَاسِخَ إِنْ يَرْعَدِ
وَحَفُّوا كَأَشْبَالِ لَيْثٍ بِهِ / وَهُمْ فِي دِعَابٍ وَهُمْ فِي دَدِ
فَفَاجَأَهُمْ هَابِطٌ كَالْقَضَا / ءِ فِي شَكْلِ غَضِّ الصَّبِي أَمْرَدِ
فَتىً كَالصَّبَاحِ بِإِشْرَاقِهِ / لَهُ لَفْتَةُ الرَّشَإِ الأَغْيَدِ
يَدُلُّ سَنَاهُ وَسِيمَاؤُهُ / عَلَى شَرَفِ الجَاهِ وَالمَحْتَدِ
تَرُدُّ سَوَاطِعُ أَنوَارِهِ / سَلِيمَ النَّوَاظِرِ كالأَرْمَدِ
أَقَبُّ التَّرائِبِ غَضُّ الرَّوَا / دِفِ يَخْتَالُ عَنْ غُصْنٍ أَمْيَدِ
لَهِيبُ الحُرُوبِ عَلَى وَجْنَتَيْ / هِ وَالنَّقْعُ فِي شَعْرَهِ الأَسْوَدِ
وَفِي مِحْجَرَيْهِ بَرِيقُ السُّيُو / فِ وَظِلُّ المَنِيَّةِ فِي الأُثْمُدِ
فَأَكْبَرَ كُلُّهُمُ أَنَّهُ / رَآهُ تَجَلَّى وَلَمْ يَسْجُدِ
وَظَنُّوهُ مُسْتَنْفَراً هَارِباً / أَتَاهُمْ بِذلَّة مُسْتَنْجِدِ
وَلَمْ يَحْسَبُوا أَنَّ ذَا جُرْأَةٍ / يُهَاجِمُ جَمْعاً بِلاَ مُسْعِدِ
تَبَيَّنَ هُلْكاً فَلَمْ يَخْشَهُ / وَأَقْدَمَ إَِقْدَامَ مُسْتَأْسِدِ
فَأَفْرَغَ نَارَ سُدَاسِيَّهِ / عَلَى القَوْمِ أَيَّا تُصِبْ تُقْصِد
وَضَارَبَ بِالسَّيْفِ يُمْنَى وَيُسْ / رَى فَأَيْنَ يُصِبْ مَغْمَداً يُغْمِدِ
سَقَى الصَّخْرِ مِنْ دَمِهِمْ فَارْتَوَى / وَلَمْ يَشْفِ مِنْهُ الفُؤَادَ الصَّدي
فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَحَاطُوا بِه / فَدَانَ لِكَثْرَتِهِمْ عَنْ يَدِ
وَلَوْلاَ اتِّقَاءُ الخِيَانَة فِي / ه لَكَان الأَلَدُّ لهُ يَفْتَدي
فَلَمَّا احْتَوَاهُ مَقَرُّ الأَمِي / يرِ مَقُوداً وَمَا هُوَ بِالْقَيِّد
أَشَارَ وَمَا كَادَ يَرْنُو إِلَيْ / ه بِأَنْ يَقْتُلُوهُ غَدَاةَ الغَدِ
فَأَقْصَي الفَتَى عَنْهُ حُرَّاسَهُ / وَشَقَّ عَنِ الصَّدْرِ مَا يَرْتَدي
وَأَبْرَزَ نَهْدَيْ فَتَاةٍ كِعَا / بٍ بِطَرْفٍ حَيِيٍّ وَوَجْهٍ نَدِي
كَحُقَّيْ لُجَيْنٍ بِقُفْلَيْ عَقِي / يقٍ وَكَنْزَيْنِ فِي رَصَدٍ مُرْصَدِ
فَكَبَّرَ مِمَّا رَآهُ الأَمِي / رُ وَهَلَّلَ أَشْهَادُ ذَاكَ النَّدِي
وَرَاعَهُمُ ذَلِكَ التَّوْأَمَا / نِ وَطَوْقَاهُمَا مِنْ دَمِ الأَكْبُدِ
وَوَثْبُهُمَا عِنْدَمَا أُطْلِقَا / بِعَزْمٍ إِلى ظَاهِرِ المِجْسَد
كَوَثْبِ صِغَارِ المَهَا الظَّامِئَا / تِ نَفَرْنَ خِفَافاً إِلى مَوْرِد
وَأَرْخَتْ ضَفَائِرَهَا فَارْتَمَتْ / إِلى مَنْكِبَيْهَا مِنَ المَعْقدِ
تُحِيطُ دُجَاهَا بِشَمْسٍ عَرَا / هَا سَقَامٌ فَحَالَتْ إِلى فَرْقَدِ
وَقَالَتْ أَمُهْجَةُ أُنْثَى تَفِي / بِثَارَاتِ صَرْعَاكُمُ الهُمَّدِ
تَفَانَوْا فَمَا خَاسَ فِي وَقْعَةٍ / فَتىً مِنْ مَسُودٍ وَلاَ سَيِّدِ
يَرَى العِزَّ فِي نَصْرِ سُلْطَانِهِ / وَإِلاَّ فَفِي مَوْتِ مُسْتَشْهَدِ
وَمِنْ خُلُقِ التُّرْكِ أَنْ يُوْرِدُوا / سُيُوفَهُمُ مُهَجَ الخُرَّدِ
فَدُونَكُمُ قِتْلَةً حُلِّلَتْ / تَدِي مِنْ دِمَائِكُمُ مَا تَدِي
فَأَصْغَى الأَمِيرُ إِلى قَوْلِهَا / وَلَمْ يُسْتَفَزْ وَلَمْ يَحْقِدِ
وَأَعْظَمَ نَفْسَ الفَتَاةِ وَبَأْ / ساً بِهَا فِي الصَّنَادِيدِ لَمْ يَعْهَدِ
وَحُسْناً بِمُشْرِكَةٍ دَاعِياً / إِلى الشِّرْكِ مَنْ يَرَهُ يَعْبُدِ
أَبَى عِزَّةً قَتْلَ أُنَثَى تَذُو / دُ ذِيَادَ المُدَافِعِ لاَ المُعْتَدِي
فَقَالَ انْقُلُوهَا إِلى مَأْمَنٍ / وَأَوْصُوا بِهَا نُطُسَ العُوَّدِ
لِتعْلَمَ أَنَّا بِأَخْلاَقِنَا / نُنَزَّهُ عَنْ تُهَمِ الحُسَّدِ
فَإِذْ أُخْرِجَتْ قَالَ لِلْمَاكِثِي / نَ وَهُمْ فِي ذُهُولِهُمُ المُجْمَدِ
لَهَا اللهُ فِي الغِيدِ مِنْ غَادَةٍ / وَفِي الصِّيْدِ مِنْ بَطَلٍ أَصْيَدِ
أَنُهْلِكُ شَعْباً غَزَتْ دَارَهُ / ثِقَالُ الجُيُوشِ فَلَمْ يَخْلُدِ
خَلِيقٌ بِنَا أَنْ نَرُدَّ الْقِلىَ / وِ اداً وَمَنْ يَصْطَنِعْ يَوْدَدِ
فَمَا بَلَدٌ تَفْتَدِيهِ النِّسَا / ءُ كَهَذَا الْفِدَاءِ بِمُسْتَعْبَدِ
كَرِيمَةُ حَاتم زُفَّتْ فَلاَقَتْ
كَرِيمَةُ حَاتم زُفَّتْ فَلاَقَتْ / وَفَاءً وَلاَقَى ابْنُ أَيُّوبِ سَعْدَا
إِذَا النَّيِّرَانِ مَعاً أَرَّخَا / فَهَذَا إِقْتَرَانُ فَريد بِلِنْدَا
أَقِيلوا أَخَاكُمْ إِذَا مَا عَثَرْ
أَقِيلوا أَخَاكُمْ إِذَا مَا عَثَرْ / فَإِنَّ الْجَمِيلَ جَمِيلُ الأَثَرْ
وَأَوْلُوهُ نَصْراً عَلَى طارِئٍ / يُبِيدُ الشَّبَابَ إِذَا مَا انْتَصَرْ
وَصُونُوا المُوَاطِنَ مِنْ عِلَّةٍ / إِذَا مَا تفَشَّتْ أَتَتْ بِالْعِبَرْ
أَيَهْلِكُ مَنْ يُرْتَجَى بُرْؤُهُ / وَفِيكُمْ شُعُورٌ وَفِيكُمْ نَظَرْ
بِأَدْنَى المُضَيَّعِ فِي لَهْوِكُمْ / تَقُونَ الْبِلاَدَ أَشَدَّ الْخَطَرْ
هَنِيئاً لِمَنْ يَدْرَأُ النَّازِلاَ / تِ بِبَعْضِ الصِّلاَتِ إِذَا مَا قَدِرْ
بِلاَدُكُمُ جَنَّةٌ لِلنَّعِيمِ / وَتُنْذِرُها لَفْحَةٌ مِنْ سَقَرْ
إِذَا الدَّاءُ كدَّرَ ذَاكَ الصَّفا / ءَ فَقَدْ سَاءَ وَرْدٌ وَسَاءَ الصَّدَرْ
أَمَا تَشْتَرُونَ بِبَعْضِ الدَّرَا / هِمِ كُلَّ فَتىً طَالِعٍ كَالْقَمَرْ
وَكُلَّ فتَاةٍ ذَوَى غُصْنُها / وَكانَ يُرَجَّى لأَحْلَى الثَّمَرْ
مَنالُ السَّلاَمَةِ دَانٍ لِمَنْ / تُعِينُونَ فِي حَضَرٍ أَوْ سَفَرْ
وَفِي مِصْرَ مُنْتَجَعَاتٌ بِهَا / شَفَاءُ الصُّدُورِ وَدَرْءُ الْغِيَرْ
يُجَدِّدُ فِيهَا قُوَاهُ الضَّعِيفُ / فَيُجْلي بِشَتَّى حَلاَهُ الْبَصَرْ
وَيَرْجِعُ مِنْهَا الْعَلِيلُ الْكلِيلُ / بِجِسْمٍ يَصِحُّ وَعَيْنٍ تَقَرْ
فَيَا نُخْبَةَ السَّيِّدَاتِ اللَّوَا / تِي نَمَتْ مَجْدَهُنَّ أَعَزُّ الأُسَرْ
جَزَى اللهُ بِالْخَيْرِ مَسْعَاتَكُنَّ / كَذَاكَ تَكُونُ حِسَانُ السِّيَرْ
وَبُورِك فِي كُلِّ سَمْحٍ كَرِيمٍ / أَجَابَ نِدَاءَ النَّدَى وَابْتَدَرْ
أَيَا رَبَّةَ الْبَيْتِ بَعْضُ النُّفُو / سِ يَدُلُّ عَلَيْهَا جَمَالُ الصُّوَرْ
أَحَب الْخِصَالِ خِصَالُ اللَّوَا / تِي بَذَلْنَ النَّوَالَ وَصُنَّ الْخَفَرْ
وَأَزْكَى الْعَوَارِفِ بِيضُ الأَيَا / دِي تَجُودُ بِهِنَّ ذَوَاتُ الْخَفَرْ
أُعَانِي مِنَ الدَّاءِ آلامَهُ
أُعَانِي مِنَ الدَّاءِ آلامَهُ / وَلسْتُ بِشاكٍ وَلاَ شاكِرِ
وَمَا بِيَ ظاهِرَةٌ لِلأَسى / سِوَى مَا ترَى الْعَيْنُ مِنْ سَاخِرِ
لَقدْ أَمَرَتْ بِارْتِقَابِ الهِلالِ
لَقدْ أَمَرَتْ بِارْتِقَابِ الهِلالِ / وَقَدْ حَانَ مَوْعِدُهُ المُنْتَظَرْ
فَأَبْصَرْتُهُ وَهِيَ فِي جَانِبِي / فَكَان الهِلاُل وَكَانَ القَمَرْ
مُصَابُك حَيّاً عَرَا جَعْفَرَا
مُصَابُك حَيّاً عَرَا جَعْفَرَا / وَخَطْبُكَ مَيْتاً عَرَا قَيْصَرَا
رُزِئْنَاكَ لَمْ يُغْنِ مِنْك البَيَا / نُ وَلَمْ يَعْصِمِ الجَاهُ أَنْ تُقْبَرَا
وَهَذي النِّهَايَةُ عُقْبَى النُّهَى / وَذَاكَ الثَّرَاءُ لِهذَا الثَّرَى
وغَايَةُ مَجْدك فِي العَالَمِينَ / إِذَا عَرَفُوا الفَضْلَ أَنْ تُشْكَرَا
وَآخِرُ بَأْسِكَ أَنْ يُعتَدَى / عَلَيْكَ دَفِيناً وَأَنْ يُفْتَرَى
أَيُهْتَكُ عَنْهَا قَمِيصُ المُرُو / ءَة تَحْتَ البِلَى مَنْع أَنْ تُسْتَرَا
وَتَثْوِي المُرُوءَةُ فِي دَارِهِمْ / وَتَرْضَى المُرُوءَةُ أَن تُذْكَرَا
كَذَا انْكَشَفَ الدهْرُ لِلنَّاسِ فِيكَ / عنْ قَاهِرٍ عَزَّ أَنْ يُقْهرَا
حَلِيمٍ تِرَاكاً بِإِقْبَالهٍ / ضَرُوبٍ دِرَاكاً مَتَى أَدْبَرَا
لأَمْرٍ صَفَا لَكَ حِينَ صَفَا / وكَدَّرَ وِرْدكَ إِذْ كُدِّرَا
يَقُولُ بِأَحدَاثهِ الواعِظا / تِ لِمَنْ هَمَّ بِالزَّهْوِ أَطْرِقْ كَرَى
حَبَاكَ زَمَاناً بِجَاهِ المُلُو / كِ وَبَطْشِ الأَسَاطِينِ مُسْتوْزَرَا
وَفَخْرِ الغُزَاةِ قُرُومِ السَّرا / يَا وَفِكْرِ الهُدَاةِ نُجُومِ السُّرى
وَعَزْمٍ يَكُونُ عَلَى أُمَّةٍ / قتَاماً وَفِي أُمَّةٍ نَيِّرَا
فكُنْتَ كَمَا تَبْتغِي عِزَّةً / وَكُنْتَ كَمَا تَرْتَضِي مَظْهَرَا
وَكُنْتَ مَعاً فَارِساً شَاعِراً / وَكُنْتَ مَعاً نَدُساً قسْوَرَا
جَمِيعَ المَزَايَا فَمَا لِلبَيَا / نِ وَمَا لِلغيَاثِ وَمَا لِلقِرَى
نَظِيرُكَ مُبْتَكِراً مُبْدعاً / شِهَاباً سَنِيّاً نَدىً مُمْطِرَا
نَظمْتَ المَعَالِيَ نَظْمَ المَعَانِي / فَفَتْحُ الكَلاَمِ كفَتْحِ القُرَى
وَطَعْنُ السِّنَانِ كَنَفْثِ اليَرَاعِ / وَكُلُّهُمَا بِالنُّهَى حُبِّرَا
وَضَمُّ الجُيُوشِ كَنَسْقِ القَرِيضِ / وَتَقْسِيمه أَشْطُراً أَشْطُرَا
وَسَهْلُ القِتَالِ كَطِرْسٍ بِه / يُسَطِّرُ بَأْسُكَ مَا سَطَّرَا
بِنَقْطِ الجَمَاجِمِ إِعْجَامُهُ / وَإِهْمَالُهُ جَوْبُهُ مُقْفِرَا
وَتَفْوِيفُهُ بِنِعَالِ الجِيَا / دِ وَتَدْبِيجُه بِدَمٍ أَحْمَرَا
فَيَا غَازِياً ذَاكَ إِعْجَازُهُ / وَيَا نَاظِماً ذَاك مَا صَوَّرَا
أَتِلْكَ مِنَ الكَلِمِ الذَّاكِيَا / تِ تَسِيلُ النُّفُوسُ بِهَا أَنْهُرَا
شَقَائِقُ آيَاتِكَ النَّادِيَا / تِ رَحِيقاً مِنَ الأُُنسِ أَوْ كوْثَرا
أَمِ الصافِياتِ شَوافِي الأُوَا / مِ بِمَا تَحْتَها مِنْ زلاَلٍ جَرى
أَمِ الجَالِيَاتِ يُبِنَّ لَنَا / مِنَ الغَيْبِ كُلَّ ضَمِيرٍ سَرَى
أَمِ المُطْرِبَاتِ يُشَنِّفْنَنَا / بِشَدْوِ الهَزَارِ وَقَدْ بَكَّرَا
أَمِ المَرْسَلاَتِ هُدىً لِلأَنَا / مِ حَقائِقُ مُودَعَةٌ جَوْهَرَا
فَهَلْ كَانَ أَفْرَسَ مِنْكَ فَتىً / وَهَلْ كَانَ مِنْكَ فَتىً أَشْعَرا
كِلا المفْخَرَيْنِ يَرَاعاً وَسَيْفاً / دَعَا تاجَهُ لَكَ مُسْتَأْثِرَا
فَتَاجٌ عَصَاكَ وَتاجٌ عَلاَ / كَ وَكانَ الأَحَقَّ بِأَنْ يُؤْثَرَا
فَلمَّا رَقِيتَ إِلى المُنْتَهَى / وكِدْتَ تُجَاوِزُ مَا قُدِّرَا
رَمَاكَ الزَّمَانُ بِأَحْدَاثه / مُجَيَّشَةً فَانْبَرَتْ وَانْبَرَى
أَبَانَ المُحِبِّينَ وَالآلَ عَنْكَ / وَأَقْصَى المَوَالِي وَالعَسْكَرَا
وَأَسْكَتَ أَفْراسَكَ الصَّاهِلاَتِ / وَأَصْمَتَ صَمْصَامَكَ الأَبْتَرَا
وَأَخْرَسَ مَنْ قَالَ لِلّه أَنْتَ / وَأَبْكَمَ حَوْلَكَ مَنْ كَبَّرَا
وسَكَّنَ رَوْعَ الفَلاَ مَجْفِلاَتٍ / وَأَمَّنَ شَامِخَهَا أَصْعَرَا
وَنَفَّسَ كرْبَ الظِّبَا لاَفِتَاتٍ / وَرَوَّحَ أَيِّلَهَا أَصْوَرَا
وَأَلْوَى عَليْك فَأَدْمَى وَأَصلَى / وَصالَ وطالَ وَمَا أَقْصَرَا
رَمَى بِك في السِّجْنِ مِنْ حَالِقٍ / أَلِيفَ الجُنَاةِ طَرِيحَ العَرَا
وَأَثْخنَ جُرْحاً فَأَقْصَاكَ عَنْ / ثَرَى مِصرَ مُجْتَنَباً مُزْدَرَى
وَزادكَ ضَيْماً فَحَجبَ عَنْ / عُيُوِنكَ ضَوْءِ الضُّحَى مُسْفِرَا
وَجَازَ النَّكَالَ فَأَرْدَى ابنتَيْكَ / كمَا يُذْبَحُ الذِّبْحُ أَوْ أَنْكَرَا
وَلَكِنْ أَبَى لَك ذَاكَ الإِبَا / ءُ إِلاَّ الثَّباتَ وَأَنْ تَصْبِرَا
وَهَلْ فِي الأَسى غَيْرُ صَدْعِ الحَشى / وَتَدميَةِ الجَفْنِ مُسْتَعْبِرَا
وَتهْوِينِ نَفْسٍ لَدَى خَصْمِهَا / بِلاَ طَائِلٍ غيْرَ أَن تَصْغُرَا
فَلَمْ تَنْتَقِصْكَ الرَّزَايَا وَلَكِنْ / أَعادَتْكَ مِحْنَتُهَا أَكْبَرَا
وَرَدَّ بَيَاضُ المَشِيبِ ثَنَا / ءَكَ أَجْلَى بَهَاءً وَقَدْ طُهِّرَا
فَمَا كَان سِجْنُكَ إِلاَّ قَرَاراً / وَقَدْ تعِبَ الجِدُّ أَنْ يَسْهَرَا
وَلاَ النَّفْيُ إِلاَّ خَلاَءً أَعَدْتَ / بِه زَمَنَ الأَدَبِ الأَزْهَرا
وَلاَ الثُّكْلُ إِلاَّ لِتَأْسَى أَسَا / كَ وَتَبْكِي بُكَاءَ لُيُوثِ الشَّرى
وَلاَ الغَضُّ عَمَّا تَرَاهُ العُيُو / نُ إِلاَّ وَقَدْ سَاءَ أَنْ يُنْظَرَا
إِذَا وَسِع الكَوْنَ فِكْرُ امْرِيءٍ / فَلاَ بأْسَ بِالطَّرْفِ أَنْ يُحْسرَا
عَلَى الشمْسِ أَنْ تهْديَ المُبصِرِينَ / وَلَيْسَ عَلَى الشَّمْسِ أَنْ تُبْصِرَا
فَيَا جِسْمَ مَحْمُودَ بِتْ في سُكُونٍ / وَيَا عَيْنَ سَامٍ اهْنَيءِ بِالْكرَى
وَيَا فِكْرَهُ كمْ نَشَدْتَ العُلَى / بَلَغْتَ مَدَاهَا فَمَاذَا تَرَى
أَطِلَّ عَلَى هَذِهِ الكَائِنَا / تِ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ بِأَسْمَى الذُّرَى
أَتَنْظرُ غيْرَ فضَاءٍ رَحِيبٍ / تُحَاكِي النُّجُومُ بِه العِثْيَرَا
وتَسْمَعُ غيْرَ شَبِيهِ الحَفيفِ لِمَا / اصْطُكَّ مِنْهَا وَمَا كُوِّرَا
فَقُلْ صَامِتاً وَأَشِرْ مَائِتاً / لِمَنْ تَاهَ فِي الأَرْضِ وَاسْتَكْبَرَا
عَلاَمَ تَبَاذُخُ هَذي الجِبَالِ / وَفِيمَ تَشَامُخُ هَذَا الوَرَى
أَرِينَا بِأُلْعُوبَةٍ فِي يَدَيْكِ
أَرِينَا بِأُلْعُوبَةٍ فِي يَدَيْكِ / عَجَائِبَ لِعْبِ الهَوَى بِالرُّؤُوسِ
تُدَارُ فَتُمْطِرُنَا أَنْجُماً / وَتبْهَرُنَا بِصِغَارِ الشُّمُوسِ
وَمَا هِيَ إِلاَ دُمُوعُ المُنَى / وَمَا هِيَ إِلاَ شُعَاعُ النُّفُوسِ