المجموع : 11
وأَحور يسبي بطرفٍ يكل
وأَحور يسبي بطرفٍ يكل / وتخجلُ منه الظُّبا والظباءْ
بخدَّيه من حسنهِ والشّباب / تجمّعَ ضدّان نار وماءْ
وفي مقلتيهِ وقد صَحّتا / كما صَحَا سقمٌ وانتشاءْ
عَفَفْتُ وعفتُ الحيا في هوا / هُ حتى استوى صدُّهُ واللقاءْ
وكلُّ حياءٍ يذودُ العفا / ف عن ودِّه فعليه العفاءْ
أَيا شرفَ الدِّين إنَّ الشَّتا
أَيا شرفَ الدِّين إنَّ الشَّتا / بكافاتهِ كفَّ آفاتهِ
وكفكَ من كرمٍ كافُها / لقد كفلت لي بكافاتهِ
وإنّكَ من عرفه شكرنا / غدا عاجزاً عن مكافاتهِ
نزولُك في منبجِ
نزولُك في منبجِ / على الظّفَر المُبهجِ
ونُجحُكَ في المرتَجى / وفتحُكَ للمرتَجِ
دليلٌ على كلِّ ما / تحاولُ أو تَرْتَجي
أُمورك فيما ترو / مُ واضحةُ المنهج
وشانيك دامي الشؤو / نِ منكَ شقيٌّ شجي
ومَنْ كان في حصنهِ / ومن قَبْلُ لم يَخْرُجِ
يُقالُ له ليس ذا / بعُشَّكَ قمْ فادرُجِ
فرأْيُك يتنزلُ الن / جوم من الأَبرج
فعجِّلْ عبورَ الفرا / تِ وأَسْرِ وسِرْ وأدلجِ
وَعُجْ نحوَ تلكَ البلا / دِ وعن غيرِها عَرِّجِ
فحرّانُ والرَّقَتا / ن تاليتا منبجِ
وجَلَّ عن المسلمي / نَ ليلَهم المدَّجي
عسى أنْ تعودَ ليالي زَرُودِ
عسى أنْ تعودَ ليالي زَرُودِ / وتُقضى المُنَى بنَجازِ الوعودِ
وتشرقُ أيامنا الزاهراتُ / وتورقُ في روضةِ الوصلِ عودي
سواكَ لسهمِ العُلى لنْ يريشا
سواكَ لسهمِ العُلى لنْ يريشا / فنسألُ ربَّ العُلى أنْ تعيشا
من النّاسِ بالبرِّ صدتْ الكرامَ / وباليأْسِ في البَرِّ صدْتَ الوحوشا
وكم سرتَ من مصرَ نحو العريشِ / فهدَّمتَ للمشركينَ العُروشا
سراياكَ تَبعثُ قدَّامها / من الرُّعبِ نحو الأعادي جيوشا
ويومَ حماةَ تركتَ العداةَ / كما طيّرتْ بالفلا الرِّيحُ رِيشا
كتابي فديتك من مَرْعشِ
كتابي فديتك من مَرْعشِ / وخوف نوائبها مُرعشي
وما مَرَّ في طُرْقها مُبصرٌ / صحيحٌ النّواظرِ إلاّ عَشي
وما حلَّ في أَرضها آمنٌ / من الضَّيم والضُّرِّ إلاّ خَشِي
تُرنِّحنُي نشواتُ الغرام / كأنّي من كأسهِ مُنتشي
أَبيتُ ونارُ الأسى مَضجعي / وأُمسي وجمرُ الغضا مَفْرَشي
وأُصبحُ ولهانَ وجداً بكمْ / كأنّي مصابٌ عليه غُشي
أُسرُّ وأُعلنُ بَرْحَ الجوى / فقلبي يُسرُّ ودمعي يَشي
وليليَ مِن طولِ ما أَشتكي / كليلِ اللّديغِ من الحِرْبشِ
وليس سوى ذكركُمْ مُؤنسي / ولكنَّ بعدكُمُ موحشي
بدلتُ لكم مُهجتي رشوةً / فحاكمُ حُبِّكمُ مَرُتْشِ
وكيف إلى وصلكم أَهتدي / وخطبُ فراقكمُ مُدهشي
وكيف يلذُّ الكرى مُغْرَمٌ / بنارِ الغرام حشاهُ حُشي
بِمَرْعَشَ أَبغي وبَلُّوطها / مضاهاةَ جِلّقَ والمشمشِ
وبالملكِ العادلِ استأنست / نجاحاً مُنَى كلِّ مستوحشِ
وما في الأنامِ كريمٌ سواهُ / فإنْ كنتَ تُنكرني فتشِ
أيا مَنْ له همّةٌ في العُلى
أيا مَنْ له همّةٌ في العُلى / لذروتها أَبداً فارِعَهْ
ومَن كفُّه ديمةٌ ما تزا / لُ بالعرفِ هاميةٌ هامعَهْ
وللفضلِ في سوقِ أَفضالهِ / بضائعٌ نافقةٌ نافعَهْ
وهل كابنِ عَصْرون في عصرِنا / إمامٌ أَدلّتُهُ قاطعَهْ
فخيرُ فوائدهِ جمّةٌ / وبحرُ مواردهِ واسعَهْ
أَيا شرفَ الدِّينِ شَرَّفتني / بإهداءِ رائقةٍ رائعَهْ
أَطعتُ أَوامرَكَ السّامياتِ / وما برحتْ همّتي طائعَهْ
أَرى كلَّ جارحةٍ لي تودْ / دُ لو أَنَّها أُذنٌ سامعَهْ
وأَما الشِّتاءُ وكافاتُه / وكفُّكَ عن كفِّهِ الرابعَهْ
فنفسي تُطيقُ إذا لم تكنْ / بميسورِ سَيِّدِنا قانعَهْ
فديتكَ من ظالمٍ منصفِ
فديتكَ من ظالمٍ منصفِ / وناهيكَ من باخلٍ مُسْعفِ
بلقياكَ يُشفى سقامي الممضُّ / ولكن بسفكِ دمي تشتفي
وتخلفُ وعدَكَ لي بالوصال / حنانيكَ من واعدٍ مُخلفِ
وتستحسنُ الغدرَ طبعاً ومَنْ / وَفَى من ذوي الحُسنِ حتى تفي
أَمثْلكَ كلُّ حبيبٍ جفا / ومثليَ كلُّ حبيبٍ جُفي
أَيا ليِّنَ العطفِ قاسي الفؤادِ / بعيشكَ باللّهِ لنْ واعطفِ
فما تركَ الوجدُ لي مُسْكَةً / ولا منَّةً ليَ لمْ تَضْعُفِ
تلافَ قصدُّكَ لي متلفٌ / فؤادي من الأَسفِ المتلفِ
وإن كنتَ لابدَّ لي قاتلاً / بما صنعَ الوجدُ بي فاكتفِ
تناهيتَ في قتلتي عامداً / فحيثُ انتهيتَ بقتلي قفِ
ثناياكَ بُرئيَ في رَشْفها / وقد طالَ سُقمي ولم أَرشُفِ
أَنجو ومن قدَّك السّمهريِّ / لحَيْني وفي جفنكَ المَشْرَفي
أَيا مسرفاً في عذابي اقتصدْ / أَعيذكَ من شَطَطِ المُسرفِ
نحوليَ من خصرِكَ النّاحلِ / السّقيمِ كعاشقكَ المُدْنَففِ
ومن سُقمِ لحظكَ ذاكَ المريضِ / شفائي وأُشفى أَنا لو شُفي
على خَطْفِ قلبي يحل الشّبا / كَ عقدُ وشاحكَ في مُخْطَفِ
أَنا المستهامُ بذاكَ القوام / وذاكَ الموشّحِ والمعْطَفِ
وذاك المقبّلِ والمبسمِ ال / مفدَّى المقدَّمِ والقرقفِ
بخدِّكَ من وَهَجٍ شعلةٌ / أَحاطتْ بقلبي فما تنطقي
فإنْ تُخْفِ ألحاظُكَ القاتلاتُ / دمي فبخديّكَ ما يختفي
غدا عاذلي عاذراً مذْ رأَى / عذاركَ كالقمرِ الأَكلفِ
وقال أَرى خدَّه مرهفاً / ولا عيبَ في خَصْرِه المُرهفِ
أَقاحٍ وآسٌ ووردٌ لها اج / ماعٌ على غُصن أَهيف
ترفّقْ رفيقي فليستْ الذي / يعنِّفُ في الحبِّ لم يَعْنُفِ
عرامٌ عرا وزمانٌ عَدا / فهل ظالمٌ منهما منصفي
زمانٌ خلا من جميلٍ فليس / لغير ذوي نقصهِ يَصْطفي
جنى ظلمةَ الفضلِ حظي المنيرُ / ولولا سنا الشَّمسِ لم تُكْسَفِ
ويا ليتَ دهري إذا لم يكنْ / بسؤليَ يُسْعفُ لم يَعْسُفِ
أَيبلغُ دهريَ قصدي وقد / قصدتُ بمصرَ ذُرَى يوسفِ
ويوسفُ مصر بغيرِ التُّقى / وبذلُ الصَّنائع لم يوصفِ
فَسرْ وافتحِ القدسَ واسفكْ بهِ / دماءً متى تجرها ينظفِ
وأهدِ إلى الأَسْبار البتار / وهُدّ السُّقوفَ على الأسقفِ
وخلِّصْ من الكفرِ تلكَ البلادَ / يُخلِّصُكَ اللّهُ في الموقفِ
عجبتُ من الموتِ كيف اهتدى
عجبتُ من الموتِ كيف اهتدى / إلى مَلكٍ في سجايا مَلَلكْ
وكيف ثَوَى الفَلَكُ المستدي / رُ في الأرضِ والأرضُ وسط الفَلَكْ
تحسّن بأَفعالكَ الصالحاتِ
تحسّن بأَفعالكَ الصالحاتِ / ولا تُعْجَبَنَّ بحسنٍ جليلِ
فحسنُ النِّساء جمالُ الوجوهِ / وحسنُ الرِّجال وجوهُ الجميلِ
تذكرت في جلق دارَكم
تذكرت في جلق دارَكم / بمصر فيا بُعدَ ما بيننا
وما أَتمنَّى سوى قربكم / وذلك واللّهِ كلُّ المُنى
يدل نسيمكم بالأريجِ / عليكم وبرقكم بالسّنا
لكم بالجنابِ وطيبِ المقام / وحسن النَّعيم بمصر الهنا
فحثُّوا النَّسيمَ لإبلاغه / سلامكم في النَّوى لا ونَى
ودُلُّوا على الدوحِ قلبي فقد / عناني لأشواقكم ما عنا
وإنِّي فقيرٌ إلى وصلكم / ومن نالَ ذلكَ نالَ الغِنَى