المجموع : 17
ولم تر أبلغ من ناطق
ولم تر أبلغ من ناطق / أتته البلاغة من كربنا
أرَدْتُ الركوبَ إلى حاجة
أرَدْتُ الركوبَ إلى حاجة / فَمُرْ لي بفاعلةٍ من دبيبِ
تريدُ بنا يا أخا عامرٍ
تريدُ بنا يا أخا عامرٍ / ركوبا على فاعل من غريبِ
ومخزية قالها فاسق
ومخزية قالها فاسق / لئيم القفا معرق الأرنبهْ
إذا أفتر أبرز قلح الأصول
إذا أفتر أبرز قلح الأصول / كما كشر العير للنهقةِ
أقول وجنحُ الدجى ملبدُ
أقول وجنحُ الدجى ملبدُ / ولليل في كل فجٍّ يدُ
ونحن ضجيعان في مُجْسَدِ / فللّه ما ضُمِّنَ المُجسَدُ
أيا ليلة الوصل لا تنفدِي / كما ليلة الهجر لا تنفدُ
ويا غدُ إن كنتَ لي محسناً / فلا تدنُ من ليلتي يا غَدُ
هَجَرتُ الهَوى أيما هَجْرَه
هَجَرتُ الهَوى أيما هَجْرَه / وعفت الغواني والخَمْرَهْ
لَوَتْني عن وصلها سَكْرة / بكأس الضنا أيّما سكْرَهْ
وبنتُ المنية تنتابني / هدوّاً وتطرقني سُحْرهْ
إذا وردتْ لم تَزَعْ وردَها / عن القلب حجبٌ ولا سترهْ
كأن لها ضرماً في الحشى / وفي كل عضو لها جَمْرهْ
إذا لم تَرُحُ أصلا في العشى / فأقصى مواعدها بكرهْ
لها قدرة في جسوم الأنام / حباها بها اللّه ذو القدرهْ
فقد سلبت أعظمي نَحْضَهَا / ولم تَترِكْ من دمي قطرهْ
تَعَلَّلْت باسم سواها لها / كأنْ ليس لي باسمها خبرهْ
فطوراً القّبها سخنة / وَطَوراً ألقّبها فترهْ
وقد أعقبْت خُلقي حدّةً / وأورثني إلفها ضجرهْ
فللعبد إن غاظني لطمة / وللحُسرَ إن ساءني زَجْرهْ
أسَائلُ أهلي عن سحنتي / وأمنهم نظرةً نظرهْ
فأجزع إن قيل لي حمرة / وأشفق إن قيل لي صفرهْ
وصرتُ إذا جُعْتُ يوماً ظللت / كأن على كبدي شفره
ويربو الطحال إذا ما شَبعت / فتعلو الترائب والصدرهْ
فأمسي كأني من معدتي / لبست الثياب على زُكرَهْ
إذا ما رأيت امرأً مطْلَقا / له الأكل تخنقني العَبرهْ
وقالوا شفاؤك في حْمَيةٍ / تعود عليك بها النضرهْ
كأني في منزلي مخْصِبا / ببلقعة جدبة قفرهْ
ولاح الصباح فَشَبَّهتُهُ
ولاح الصباح فَشَبَّهتُهُ / عليَّ بن عيسى على المِنْبَرِ
وضمّنتُها كعُقاب الظلامِ
وضمّنتُها كعُقاب الظلامِ / جَوْنةَ فُلْك بها تَرْفُلُ
فلا حت بدجلةَ مُرْقَدةً / كما ذُعِرَ النِقْنِقُ المجفلُ
وكاد يطيّرها بالفضاء / شراعُ مرتْ دَرَّه الأحبلُ
كأنّ هماهم حَيزُومِها / هديرُ القُروم بها أفكَلُ
إذا البغيُ أعندها في المسيرِ / تلاقي بها قُلّبُ حُوّلُ
يقوّمها جورُ سُكّانِها / إذا هي عن قَصْدِها تَعدِلُ
فأفضَى بها متنُ مغروربٍ / يسامي غَوارِبَهُ أشكَلُ
كأنّ تلاطم آذّيه / رباط لها هُدَبُ مُخْمَلُ
شباب كأن لم يكنْ
شباب كأن لم يكنْ / وشَيْبٌ كأن لم يَزُلْ
رَأتْ عدمي فاستراثت رحيلي
رَأتْ عدمي فاستراثت رحيلي / سبيلك أن سواها سبيلي
يرجي اليَسَار لها بالقفول / لعلَّ المنيَّة قبلَ القفولِ
لعمرُ التي وعدتك الثراء / بجدوى الصديق وبِرِّ الخليلِ
لقد قذفت بك صعبَ المرا / م واستجملتْ لك غير الجميلِ
سَأقني العفافَ وأرضي الكفاف / فليس غِنَى النفس حَوز الجزيلِ
ولا أتصدّى لشكر الجواد / ولا أستعدّ لذم البخيلِ
وأعلم أنّ بنات الرجاء / تُحلُّ العزيز محلَّ الذليلِ
وأن ليس مستغنياً بالكثير / مَنْ ليس مستغنياً بالقليلِ
هواي هوى باطنٌ ظاهر
هواي هوى باطنٌ ظاهر / قديم حديث لطيف جليلُ
فلو زيَّنَ الحسن من وجهه
فلو زيَّنَ الحسن من وجهه / بهجرْ الصدود ووصل الوصالِ
لتم ولكن ما إن أرى / جميل المحَّيا جميل الفعالِ
فررتُكَ يا جَذَعاً يسنُّه
فررتُكَ يا جَذَعاً يسنُّه / من العلم عن مُصْعَبٍ بازلِ
حَلَلْتَ من العلم في ذِرْوةٍ / مَحلَّ السنام من الكاهلِ
أعاذلتي أقصري
أعاذلتي أقصري / أبعْ جِدَتي بالمِنَنْ
ذريني أجد بالثرا / ء حَمْداً فنعم الثمنْ
أرى الناس أحدوثةً / فكوني حديثاً حسنْ
أمنْ على المجتدي / وما أتبع المنَّ منْ
كأنّ لم يزل ما أتى / وما قد مضى لم يكنْ
وكل امرىء بالردى / إلى أمدٍ مرتهنْ
إذا وطنٌ رابني / فكلّ بلادٍ وَطَنْ
إذا عزَ يوماً أخو / ك في بعض أمرٍ فهُنْ
إذا لم يزرني ندمانيه
إذا لم يزرني ندمانيه / خلوت فنادمت بستانيهْ
فنادمته خضرا مونقا / يهيِّج لي ذكر أشجانيهْ
يقرِّب مفرحة المستلذ / ويبعد همِّي وأحزانيهْ
أرى فيه مثل مدارى الظباء / تظلّ لأطلائها حانيهْ
ونور أقاح شتيت النبات / كما ابتسمت عجبا غانيهْ
ونرجسه مثل عين الفتاة / إلى وجه عاشقها رانيهْ
أطاع الفريضة والسُّنَّة
أطاع الفريضة والسُّنَّة / فتاه على الأنس والجِنَّهْ
كأنَّ لنا النار من دونه / وأفراده اللّه بالجَنَّهْ
وينظر نحوي إذا زرته / بعين حماة إلى كَنَّهْ