المجموع : 22
أَيا مَنْ تَخَبَّثَ عَيْشي بِهِ
أَيا مَنْ تَخَبَّثَ عَيْشي بِهِ / وما طَيِّبُ العَيْشِ مِثلُ الخَبيثِ
يُكَلِّفُني فَرْطُ وَجْدِي الهَوى / وَهَلْ في جُحُودِكَ لي مِنْ مُغِيثِ
وَوَاللَهِ إِنَّك تَدْري بِهِ / فَلمْ ذَا تُخَدِّشُ وَجهَ الحَديثِ
كأنَّ الهِلالَ وَقَدْ أَسْرَعَتْ
كأنَّ الهِلالَ وَقَدْ أَسْرَعَتْ / يَدُ البَيْنِ في فَرْطِ إِنفادِهِ
وَحَفَّتْ بِهِ طالِعاتُ النُّجومِ / عَلِيلٌ لَقىً بَينَ عُوَّادِهِ
خَفِيٌّ عَنِ اللَّحْظِ عِنْدَ العِيانِ / كَصَبٍّ نأى خَوْفَ حُسَّادِهِ
كأَنَّ السَّقامَ لَهُ عاشِقٌ / فَقَدْ سارَ قُرْباً بإِبعادِهِ
تَمَلَّكْتَ يا مُهجَتي مُهْجَتي
تَمَلَّكْتَ يا مُهجَتي مُهْجَتي / وأَسْهَرْتَ يا ناظِري ناظِري
وَفيكَ تَعَلَّمْتُ نَظْمَ الكَلامِ / فَلَقَّبَني النَّاسُ بِالشَّاعِرِ
وما كانَ ذا أَمَلي يا ظَلومُ / ولا خَطَرَ الهَجْرُ في خاطِري
فَجُدْ بالوِصالِ فَدَتْكَ النُّفوسُ / فَلَسْتُ عَلى الهَجْرِ بالْقادِرِ
سَبيلُ الهَوى وَعْرُ
سَبيلُ الهَوى وَعْرُ / وَبَرْدُ الهَوى حَرُّ
وسِرُّ الهَوى جَهْرُ / وَشَهْرُ الهَوى دَهْرُ
وَبَرُّ الهَوى بَحْرُ / ويومُ الهَوى شَهْرُ
وَمَخْطوفَةِ الخَصْرِ لَمَّا بَدَتْ
وَمَخْطوفَةِ الخَصْرِ لَمَّا بَدَتْ / لدى الليْلِ عايَنْتُ سَهْماً يُضِي
تُعاقِبُ مِنْ نَفْسِها نَفْسَها / فَتَقْضي الأُمورَ كَما تَنْقَضي
وتَمْرَضُ إِنْ تَرَكوا رَأْسَها / وإِنْ قَطَعوا الرَّأْسَ لَمْ تَمْرَضِ
حَقِيقٌ لِعَيْنَيَّ أَنْ تَدْمَعا
حَقِيقٌ لِعَيْنَيَّ أَنْ تَدْمَعا / لِحَرِّ الفِراقِ وأَنْ تَجْزَعا
وَأَلْطِمُ خَدَّيَّ حُزْناً عَلَيْهِ / وأَبْكي عَلى الإِلْفِ إِذْ وَدَّعا
رَمَاني الزَّمانُ بِسَهْمِ الفِراقِ / فَشَتَّتَ شَمْلي وَلَمْ يَجْمَعا
وَهَيْفاءَ مِنْ نُدَماءِ المُلو
وَهَيْفاءَ مِنْ نُدَماءِ المُلو / كِ صَفْراءَ كالعاشِقِ المُدْنَفِ
تَكِيدُ الظَّلامَ كَما كادَها / فَتَفْنى وتُفْنِيهِ في مَوْقِفِ
زَمانُ الرِّياضِ زَمانٌ أَنِيقُ
زَمانُ الرِّياضِ زَمانٌ أَنِيقُ / وَعَيْشُ الخَلاعَةِ عَيْشٌ رَقِيقُ
وَقَدْ جَمَعَ الوَقْتُ حَالَيْهِما / فَمَنْ ذا يُفِيقُ وَمَنْ يَسْتَفِيقُ
أَيا مَنْ هُوَ الفَوْزُ لي والمُنى / ومَنْ هُوَ بِالحُبِّ مِنِّي حَقِيقُ
تَغَنَّمْ بِنا غَفْلَةَ الحَادِثا / تِ فَوَجْهُ الحَوادِثِ وَجْهٌ صَفِيقُ
أَدِرْ لَحْظَ عَيْنِكَ وَامْزِجْهُ في / مُرُوجِ الرِّياضِ تَجِدْها تَشُوقُ
تَرى مزْوَجَ الحُسْنِ في مُفْرَدٍ / جَلِيلُ المَحاسِنِ فيهِ دَقيقُ
إِذا قابَلَ الزَّهْرُ زَهْرَ الخُدودِ / فَأَيْنَ الخَلاصُ وَأَيْنَ الطَّريقُ
بَهارٌ بَهِيرٌ بِهِ غَيْرَةٌ / عَلَى نَرْجِسٍ وَشَقيقٌ شَفيقُ
فَذا عاشِقٌ دَنِفٌ خائِفٌ / وَذا خَجِلٌ وَكَذاكَ العَشِيقُ
مَدَاهِنُ يَحْمِلْنَ طَلَّ النَّدى / فَهاتِيكَ تِبْرٌ وهَذا عَقِيقُ
يُنَظِّمُ أَوْراقَها دُرّهُ / وَيَنْثُرُ مِنْها الَّذي لا يُطِيقُ
يَمِيلُ النَّسيمُ بِأَغْصانِها / فَبَعضٌ نَشاوى وَبَعْضٌ مُفِيقُ
وَيَوم سِتارَتُهُ غَيْمَةٌ / وَقَدْ طَرَّزَتْ رَفْرَفَيْها البُرُوقُ
تَظَلُّ بِهِ الشَّمْسُ مَحْجُوبَةً / كأَنَّ اصطِباحَكَ فيها غبُوقُ
جَعَلْنا البَخُورَ دُخاناً لَهُ / وَمِنْ شَرَرِ الرَّاحِ فيهِ حَرِيقُ
سَجَدْنا لِصُلْبان مَنْثُورِها / وَقَد نَصَرَتنا علَيهِ الرَحيقُ
لَدى شَجَرٍ رافِعاتِ الذُيولِ / لِجَرْيِ الجَداوِلِ فيها شَهِيقُ
كأَنَّ طَيالِسَ غُدْرانِها / عَلى هَيْكَلِ الْماءِ فيها خُروقُ
وَقُلْنا بِها وَلِضَوءِ الصَّباحِ / عَلَى عَنْبَرِ الفَجْرِ مِنْهُ خَلوقُ
أَدِر يا غُلامُ كُؤوسَ المُدامِ / وَإِلا فَيَكْفيكَ لَحْظٌ وَرِيقُ
وَحُثَّ الصَّبُوحَ لِوَقْتِ الصَّباحِ / فَمُتَّسِعُ الهَمِّ فيهِ يَضيقُ
رأَيْتُ الهِلالَ وَقَدْ أَقْبَلَتْ
رأَيْتُ الهِلالَ وَقَدْ أَقْبَلَتْ / نُجُومُ الثُّرَيَّا لِكَيْ تَسْبِقَهْ
فَشَبَّهْتُهُ وَهْوَ مِنْ خَلْفِها / وَبَيْنَهُما الزَّهْرَةُ المُشْرِقَهْ
بِقَوْسٍ لِرامٍ رَأى طائِراً / فَأَرْسَلَ في إِثْرِهِ بُنْدُقَهْ
كأَنَّ الهِلالَ إِذا ما بَدَا
كأَنَّ الهِلالَ إِذا ما بَدَا / وَأَيْدي المِحاقِ بِهِ تَمْحَقُ
عَلِيلٌ عَلَى فَرْشِهِ مُدْنَفٌ / وكلُّ النُّجُومِ بِهِ تُحْدِقُ
فَهَذاكَ يَتْلَفُ مِنْ عِلَّةٍ / وَهاتِيكَ وَجْداً بِهِ تَخْفُقُ
وَحَقِّ جُفُونِكَ فَهْيَ الَّتي
وَحَقِّ جُفُونِكَ فَهْيَ الَّتي / إِذا ما حَلَفْتُ بِها أَصْدُقُ
لَقَدْ فَتَحَ الشَّوْقُ لِي مِنْ هَوَا / كَ بَاباً مِنَ الشَّوْقِ لا يُغْلَقُ
كأَنَّ دُمُوعي عَلَى وَجْنَتِي / لُجَيْنٌ عَلَى ذَهَبٍ مُحْرَقُ
وَقَالوا بِمُقْلَتِهِ زُرْقَةٌ
وَقَالوا بِمُقْلَتِهِ زُرْقَةٌ / تشِينُ فَظَلَّ لَها مُطْرِقا
وَهَلْ يَقْطَعُ السَّيْفُ يَوْمَ الجِلا / دِ إِذا لَمْ يَكُنْ مَتْنُهُ أَزْرَقا
وَسَاقٍ حَكَى البَدْر وَالغُصْن لِي
وَسَاقٍ حَكَى البَدْر وَالغُصْن لِي / فَذَا بِالتَّمامِ وَذَا بِالقَوامْ
سَقَاني بِكأْسَيْنِ في مَجْلِسٍ / بِكأسِ المُدامِ وَكأسِ الغَرامْ
بَطِيءِ الإِفَاقَةِ مِثْلِي وَقَدْ / شَرِبْتُ المُدَامَيْنِ شُرْبَ اغْتِنامْ
لَهُ ضاحِكٌ بَرْقُهُ خَاطِفٌ
لَهُ ضاحِكٌ بَرْقُهُ خَاطِفٌ / عُقُولَ الرِّجالِ إِذا مَا ابْتَسَمْ
أَقولُ لَهُ إِذْ بَدَا دُرُّهُ / شَهِدْنا لِصَانِعِهِ بِالحِكَمْ
أَرى الدُّرَّ يَثْقُبُهُ النَّاظِمُونَ / وَما ثَقَبُوا ذَا فَكَيْفَ انْتَظَمْ
وَذِي غُنُجٍ مَرَّ بِي مُسْرِعاً
وَذِي غُنُجٍ مَرَّ بِي مُسْرِعاً / يُحَيِّرُ مِنْ حُسْنِهِ العَالَمِينا
لِصُدْغَيْهِ ظِلٌّ عَلَى وَجْنَتَيْهِ / كَظِلِّ غُصُونٍ تَثَنَّيْنَ لِينا
إِذا اشْتَدَّ حَرُّ اشْتِياقِ القُلوبِ / أَقَالَتْ بِها أَنْفُسَ العَاشِقِينا
إِذا نَظَرَتْ نَحْوَنا جَرَّدَتْ
إِذا نَظَرَتْ نَحْوَنا جَرَّدَتْ / سُيُوفَ الهَوى بِأَكُفِّ المَنْونِ
وَتُظْهِرُ لِلْحُسْنِ إِنْ أَسْفَرَتْ / هِلالَ المُنى في سَحابِ الظُّنُونِ
كأَنَّ دُجى الشَّكِّ في سُخْطِها / وَضَوْءَ الرِّضَا فِي بَياضِ اليَقِينِ
وَإِنْ عَرَّسَ الوَجْدُ بي عَرَّسَتْ / رِكابُ الدُّمُوعِ بِرَبْعِ الجُفُونِ
وَتِمْثالِ حُسْنٍ إِذا مَا بَدَا
وَتِمْثالِ حُسْنٍ إِذا مَا بَدَا / سَجَدن لَهُ بالجُفُونِ العُيُونُ
يَحارُ إِذا زَارَ طَرْفِي الكَرى / كَما حَارَ بِالشَّكِّ فِيهِ اليَقِينُ
وَكَانَ وصُولاً فَلَمّا جَفَا / تَجافَتْ عَنِ الغُمْضِ مِنَّا الجُفُونُ
إِذا أَنْتَ أَسْلَمْتَ لِلْباسِلِيقِ
إِذا أَنْتَ أَسْلَمْتَ لِلْباسِلِيقِ / دُمُوعاً لأَجْفَانِهِ الهَاوِيَهْ
رَأَيْتَ اعْتِلالَكَ يَبْكِي دَماً / وَتَضْحَكُ في جِسْمِكَ العَافِيَهْ
أَيا مَنْ يَرى أَنَّ حُبِّي لَهُ
أَيا مَنْ يَرى أَنَّ حُبِّي لَهُ / ذُنُوبي وَمَا حَسَنَاتي سواهْ
أَتَهْجُرُ مَنْ لَيْسَ يَهْوى سِواكَ / وَيَهْوى هَواكَ وَتَهْوى جَفَاهْ
كَفَاكَ كَفَاكَ مِنَ الهَجْرِ مَا / أَتَيْتَ بِهِ حَاسِدي مَا كَفَاهْ
أُحِبُّكَ واللَهِ حُبَّ الصِّبَا / وَحُبَّ الشَّبابِ وَحُبَّ الحَياهْ
تَكَبَّرَ لَمَّا رَأَى نَفْسَهُ
تَكَبَّرَ لَمَّا رَأَى نَفْسَهُ / عَلَى هَيْئَةِ الشَّمْسِ إِذْ صُوِّرَتْ
سَيَنْدَمُ أَلْفاً عَلَى فِعْلهِ / إِذا الشَّمْسُ فِي خَدِّهِ كُوِّرَتْ