المجموع : 20
لمثلِ معاليك تعنُو الرِّقابْ
لمثلِ معاليك تعنُو الرِّقابْ / ومن جودك الغَمْرِ يحيا السحابُ
ومن نشوةِ الكَرَمِ المُقْتَنى / لديك يُجَدَّدُ عهدُ الشبابْ
وما ضَرَّ جارَكَ لوْ أَنَّهُ / يَحُدُّ له الدهرُ ظُفْراً ونابْ
يَفِيءُ إِلى رَعْن طَوْدٍ أشمَّ / منيعٍ له من سَحابٍ سِحابْ
أرى الدهرَ طوعَ يدَيْ ماجدٍ / رحيبِ الفِناءِ مَرِيعِ الجَنَابْ
يعلّمُهُ طَرَباتِ الكِرام / إِلى مستميحيهِ عِرْقٌ لُبابْ
تلينُ له نَبْعَتا دهْرِه / بصدمةِ رأيٍ يروضُ الصِّعابْ
إِذا جادَ لم يعترِضْهُ المَلال / وطبَّقَ سَيبُ يديهِ الشِّعابْ
يروعُكَ يوميهِ من أصغريه / بفضل الرِقابِ وفصلِ الخِطابْ
غرائمُ أورعَ ضافِي الإزا / ر في دوحةِ المجدِ عالي النِّصَابْ
غرائمُ تفدِي شِهابَ الضُّحَى / بها وتُروِّي صُدورَ الكِعَابْ
به يُشرِقُ المُلْكُ يومَ الفَخار / ويحتدمُ الحرب يومَ الضِرابْ
يُضيءُ شِهاباه في الغَيْهبي / ن غيهبِ ليلٍ وخَطْبٍ أصابْ
رزينُ حَصاةِ النُّهَى ثابت / إِذا ظَنَّ أو قال يوماً أصابْ
هو المُلكُ سيفاً صقيلَ الغِرار / وأنتَ الفِرِنْدُ له والذُّبابْ
تريعُ إليه بهادي الجموح / وبُهْرَته وهو صِفْرُ الوِطابْ
أرى عِرْقَ نُعماكَ صديانَ عندي / وقد كان قِدْماً ثريَّ التُرابْ
وبعضُ أياديكَ عندي الحياة / إِذا أنعُمُ القومِ عندي سَرابْ
فصُنْ لي معاشي باجراءِ رسمي / وصُنْ ماءَ وجهيَ ذُلَّ الطِّلابْ
ومُنَّ بتوفيرِه مُنعماً / تَحُزْ بفعالكَ حسنَ الثَّوابْ
يسودُ الفتَى قومَهُ بالفَعال
يسودُ الفتَى قومَهُ بالفَعال / وليس بأكرمِهمْ مَحْتِدَا
ومن جوهرِ السيفِ صارَ الحديد / بقيمةِ أضعافِه عَسْجَدَا
فديتُكَ قد حانَ وقتُ الصَّبوح
فديتُكَ قد حانَ وقتُ الصَّبوح / ولاحَ الصَّبَاحُ ولم تَحْضُرِ
وجاء الطُّهَاة بما عندَهمْ / وحَثَّ السُقاةُ على المُسْكرِ
ومُدَّ القُباطِيُّ فوقَ الخِوا / ن يلمعُ كالقمر المُزْهِرِ
وحان الصلاةُ على ابنِ الشهيد / فحيَّ على دفنِه تؤجَرِ
وفوق المِنَصَّةِ مجلوَّةٌ / علينا عرائسُ من كسكرِ
بناتُ المؤذن ذاك الذي / يؤذّن والصبحُ لم يُسفِرِ
سُبينَ وعُرِّينَ من بعد ما / ذُبحنَ فيا لكَ من منكرِ
فلما سُلبنَ الثيابَ أُبتلينَ / بسوداءَ موحشةِ المنظرِ
أصابعُها الحُجْنُ مسنونَةٌ / نواشبُ منهنَّ في المنحرِ
فزارتْ بهن سواءَ الجحيم / ترنَّحُ باللّهبِ المُسْعَرِ
فمصلوبةٌ سُمِّرتْ كفُّها / إِلى جِيدها وهي لم تَشْعُرِ
ومنقوبةُ البطنِ في جوفِهَا / كُراتٌ من الذهبِ الأحمرِ
وأُخرجنَ منها إلينا يُسَقْ / نَ سوقَ العُصاةِ إِلى المحشرِ
كأنَّ تماثيلَ كافورِه / تَضمَّخُ بالمِسْكِ والعنبرِ
لُجَيْنٌ إِذا قَشَرَتْهُ الأكُفُّ / وتبرٌ إِذا هي لم تُقْشَرِ
وقدَّمَ طبَّاخُنَا رُزَّةً / عليها لِثامٌ من السُّكَّرِ
بها احتجبَ البدرُ تحت الغَمام / فلم تَتَجلَّ ولم تُسْتَرِ
تَرى للدِّهانِ على وَجْهِهَا / عُيوناً تدورُ بلا مَحجِرِ
وسِرباً نواعِمَ مخلوقةً / من اللَّوزِ والسكّرِ العسكري
قريبانِ في مِئْزَرٍ واحدٍ / فلِله ما ضُمَّ في مِئْزَرِ
ثِقالُ المآزرِ قُبُّ البطو / نِ غيرُ سِمانٍ ولا ضُمَّرِ
كأنَّ الفواقِعَ قد فُصِّلَتْ / عليها جَلابيبُ لم تُزْرَرِ
تَراها لِرقَّةِ أبشارِهَا / تُخَبِّرُ عن حَشْوِها المُضْمَرِ
شَرِبْنَ من الدُّهْنِ حتى رَوِين / وغُرّقْنَ في لُجِّه الأخضرِ
كأنَّ َكواعب قد أُبرِزَتْ / من الخُلدِ تسبحُ في الكوْثرِ
صحائفُ في طَيِّهِنَّ النَّعِيمُ / لطائفُ صِيْنَتْ ولم تُنْشَرِ
تَدُلُّ بمنظَرِها المُجْتَلَى / على أنَّها حلوةُ المَخْبَرِ
تذوبُ إِذا رفعتَهْا الأكف / فُ قبلَ الوصولِ إِلى الحَنْجَرِ
فبادِرْ إلينا فدتْكَ النفوس / ولا تتوقفْ ولا تَفْتُرِ
وشاركْ صنائِعَك الأقدمِي / نَ في العزفِ والخَمْرِ والمَيْسِرِ
نُجومُ العُلَى فيكُمُ تطلُعُ
نُجومُ العُلَى فيكُمُ تطلُعُ / وغائبُها نحوَكُمْ يرجِعُ
عُلىً تستقِلُّ ولا يَسْتَقرّ / بها دونَ بابِكُمُ مضجَعُ
ومجدٌ أشمُّ بإقبالِكُمْ / فإن هوَ فارقكُمْ أجدَعُ
له عندَكمْ صفحةٌ طلقَةٌ / وخدٌّ لدَى غيرِكمْ أضْرَعُ
لواءٌ يُحَطُّ بأيدي الخُطوب / وألويةٌ غيرُه تُرفعُ
ففي رفعِها للعُلَى مضحكٌ / وفي حطِّها للنَّدَى مجزَعُ
ومرعىً تَعاوَرُهُ أزمَةٌ / فأصبحَ من بعدِها يُمْرِعُ
هو الدّوحُ تهصرهُ العاصِفات / فينآدُ حيناً ولا يُقلعُ
وأبيضُ قد أقلقتهُ الحروب / فقرَّ بِهِ غِمدُه الأمنعُ
ورأيٌ على عزمهِ مُجمعٌ / وقلبٌ على هَمِّهِ أصمَعُ
وما غاب حتى عيونُ العُلَى / تَفيضُ وأنفُسُها تهلعُ
وقلَّ المواسي فلا صرخةٌ / تُجابُ ولا غُلَّةٌ تُنْقَعُ
فمن أدمعٍ حذفتْها العُيون / يُقَرَّحُ من مثلِها المدمَعُ
ومن زَفرةٍ نفضتها الضُلو / عُ ترفَضُّ عن مثلِها الأضلعُ
فها هوَ حتَّى اطمأنَّ الشجون / وغاضتْ لأوبتِه الأدمعُ
وقد غُمَّ نَهْجُ العُلَى بعدَهُ / وقد لَحِبَ المنهجُ المَهْيَعُ
ولاحَ لنا من خِلال الخُطوبِ / كما أخلصَ القُضُبُ اللُمَّعُ
وقد حادَ عنهُ سِهامُ العِدَى / فلم يبقَ في قوسهم منزعُ
وباتَ الحسودُ على غيظهِ / ينادمُ ناجذَهُ الإصْبَعُ
ومن ليس تلحقهُ أعينُ ال / عِدى كيف تلحَقُهُ الأذرعُ
وليلٍ ترى الشُّهْب منقَضَّةً
وليلٍ ترى الشُّهْب منقَضَّةً / بهِ نحوَ مستَرقٍ سمعَهْ
كما مُدَّ من ذَهَبٍ مُدَّةٌ / على لازوردية الرُّقْعَهْ
تراها إِذا انتشرتْ في السَّمَاء / ولم يَخْل من ضوئها بقعَهْ
مزاريق تبرٍ ترامتْ بهَا / بنو الحربِ في حومةِ الوقعَهْ
فأطمعُ في كلِّ صعبِ القِيادِ
فأطمعُ في كلِّ صعبِ القِيادِ / وأطلبُ كلَّ منيعِ المَرامِ
إِذا ما تقاعدنِي ثروتي / تناهض بي همَّتي واعتزامي
وإني وإنْ لم أكنْ مُثْرِياً / لَيصغُرُ عندي ثَراءُ الِلئَامِ
وأبلغُ بالعُدمِ ما لا ينالُ / بفضلِ الثَّراءِ وحدِّ الحُسامِ
ولكن جرتْ عادةُ الجَدِّ أنْ / يكايدني بالجُفاةِ الطَّغامِ
فأينَ مفرّي وما حيلتي / وجَدِّيَ في كلِّ صوبٍ أمامي
وبادرْ بلذاتكَ الحادثاتِ
وبادرْ بلذاتكَ الحادثاتِ / فإِن الزمانَ كثيرُ العُرامِ
وقمْ واجلُها من بناتِ الكُرو / مِ عذراءَ يفتضُّها ابنُ الغمامِ
مخدّرةً فارقتْ خِدرَها / فباتتْ ملثّمةً بالفِدامِ
وصارتْ من الناسِ في كِلَّةٍ / مكلَّلةً باللآلي التُّؤامِ
جعلنا اللَّهى والنُّهى مهرَها / فلم نحظَ منها بغيرِ الحرامِ
وصِحْ بندامايَ والمسمعين / وأحورَ كالبدر ليلَ التمامِ
فقد صاحَ ذو الرعثاتِ الصدوح / وبشَّرنا بانحسارِ الظَّلامِ
وأحرقَ نار الصباحِ الدُّجَى / فأحرق همومي بنار المُدامِ
ومهِّد لنا في عريشِ الكُروم / فَثمَّ لعمري عروشُ الكرامِ
ودعني ورائي فإِنَّ الخطوبَ / ورائي وما أتَّقيهِ أمامي
وخذ صفوَ دُنياكَ ما أسعفتْ / فإِنَّكَ فيها قليلُ المقامِ
غصونُ الخلاف اكتستْ فانبرتْ
غصونُ الخلاف اكتستْ فانبرتْ / لها الطيرُ دارسةً شدْوَهَا
مقدِّمةٌ لورودِ الربي / ع تشخصُ أبصارُنا نحوَها
أحست برحلةِ فصلِ الشتاء / فجاءت وقد قلبت فَرْوَها
تركنا البرية في حيرة
تركنا البرية في حيرة / فلم يعرفوا وجه تدبيرنا
فتكليسهم غير تكليسنا / وتطهيرهم غير تطهيرنا
وتصعيدهم غير تصعيدنا / وتقطيرهم غير تقطيرنا
وزئبقهم والرصاص الخبي / ث لا يصلحان لاكسيرنا
لهم معدن ولنا معدن / يليق بلطف تدابيرنا
ومن لم يكن عارفاً بالرمو / زِ فلا يهلكنَّ بتعبيرِنا
وإن الأولى جهلوا علمنا / ولم يفطنوا لتفاسيرِنا
مقاديرهم وموازينهم / جميعاً خلافُ موازينِنا
وليس علينا ملام وقد / لقيناهمُ بمعاذيرِنا
بنزع الرطوبة من جسمها
بنزع الرطوبة من جسمها / تكلّس أجزاؤه وانهدم
وصار به قشفا ميتا / عديم التماسك لا يلتئم
فإن أنت رطبت أجزاءه / جعلت تلتحم
وباللطف والفرق تدبيره / ولين السخونة حتى يتم
فلا تنهكِ الأرض واستبقِ من / رطوبتها ما يبل الرحم
ففي نزع بِلّتِها موتُها / ومنع تزاوجها والعقم
وبالماء تغسل أوساخها / ويكشط عنها البلا والسقمِ
ويجعل باطنها ظاهرا / ويبرز من سرها ما اكتتم
وبالدهن يذهب ظل النحاس / ويعمر من أرضنا ما استرم
ومنه تولد أصباغنا / فيغدو به ماؤنا وهو دم
وبالأرض يبسط أدهاننا / فيثبت في النار لا ينهزم
وبالصبغ تشرق ألوانها / فتصبح نيرة في الظلم
وتشميع أجسادنا الباليات / بالماء كان وبالدهن تم
وتنمو الزروع وتزكو الربوع / ويزهر من نبتها ما نجم
فإن أنت أحسنت تدبير ما / ذكرناه حزت كنوز النعم
أنات وذكرانها صنوها
أنات وذكرانها صنوها / ونجلُهما منهما أكرمُ
تموت الذكورة في جوفها / فتعقب نسلاً ولا تعقمُ
ومن غلظ في طباع الإناث / تلقن دهراً ولا تفهمُ
ومن صبرها في قتال السعير / تثبت فيها ولا تهرمُ
وبالضد في الحالتين الذكور / ذكاء وحباً كما يعلمُ
ونجلهما منهما عالم / جريء على خصمه مقدم
ذكاء الذكور وصبر الإناث / وعند اللقاء فلا تحجمُ
وبالنار تحيا وفيها تموت / وتبرأ فيها كما تسقم
فأصباغه ولدت في الجحيم / فهي على حرها تسلمُ
خلطنا بتركيبنا غيره
خلطنا بتركيبنا غيره / رماداً لطيفا وماء عتيدا
وتم المزاج به والزواج / وأنشأ من بعد خلقاً جديدا
وبان لنا صبغنا المستنير / بيضاً وحمراً وخضراً وسودا
فمن رام من بعد ذا أن نزيد / بياناً فقولوا له إلا مزيدا
بضاعة هرمس مكنونة
بضاعة هرمس مكنونة / وشركته مع أقرونسِ
لجين وتبر له خالصان / ونفس بشركته الأنفسِ
كنوز ملوك لنا سبعة / مفاتيحها بيدي هرمسِ
لنا سبعة ولنا واحد / وفوق الغني على المفلسِ
قرينان في الحبس لا يخرجان / ثلاث سنين من المحبسِ
يموتان فيه وبعد البلى / طويلاً يعيشان في المرمسِ
فإن كنت ممن يحب الوقوف / على سر حكمتنا فادرسِ
وخض في التجارب بعد الوقوف / على السر واصبر ولا تيأسِ
تناسخ أرواحنا في الجسوم
تناسخ أرواحنا في الجسوم / طوراً قويا وطورا ضعيفا
ومهما صفا من ظلام الرسوب / طار إلى الجو نورا لطيفا
وبالدور والكون صفو النفوس / ويلزم منها اللطيف الكثيفا
فأحسن بي الظن إني فتحت / عليك من الرمز بابا شريفا
تطهّر بماء الحياة الذي
تطهّر بماء الحياة الذي / لصنعتنا فبه تطهر
إذا عرض فر من جوهر / خبيث صغا ذلك الجوهرُ
فخلوا الظواهر واستنبطوا ال / علوم وللحكمة استظهروا
فإنّ بواطن أعمالنا / خلاف الظواهر لا تنكرُ
ألم ترَ أسربّنا أسوداً / وباطنه الذهب الأحمر
وأن الحديد له باطن / رصاص يصر إذا يسبرُ
ولما أريد ظهور الكمون / ليبرز من ذلك ما يسترُ
أمدّت بواطن أركاننا / بامثالها فغدت تظهرُ
وذلك قانون أعمالنا / به تمّ طلّسمنا الأكبرُ
ففكر لتعرف ما قد ذكرت / ففيه فوائد لا تحصرُ
قال الحكيم مقالاً أبان
قال الحكيم مقالاً أبان / به نصحه وأماط الحسد
ألم تر أنّ لأجسادنا / على النار صبراً وفيها جلد
ومن شأن أرواحهن الإباق / إذا وهج النار مسّ الجسد
يكون عدواً لها خاذلاً / لدى النار في بدءما يتقد
ويضحي صديقاً لها في الأخير / فيلزمها بعدما ينعقد
فمن زادها زادها جودة / وصبغا فتلك عليها ترد
فلا تستهن بالرماد الرميم / فبغيتنا فيه لما همد
ولا تضجرتَّ بطول الرهان / إلى أن يتمّ وينشا الولد
جرى بين هرمس والشمس في
جرى بين هرمس والشمس في / قديم الزمان كلام طويلُ
وإخوانه وهمُ خمسة / وأختاه بين يديه حلولُ
وهرمس أقدمهم كلهم / وأكبرهم وهو شيخ نبيلُ
فقال لهم إنني قد نظرت / وفكري صحيح ورأيي أصيلُ
فلم أرَ أجدر يا شمس منك / بذا الملك وهوالمحل الجليلُ
فنحن نوليك فالطف بنا / فمن عند مثلك يرجى الجميلُ
ونرقى بك اليوم فوق الجميع / ومالي عمانراه عدولُ
وأعلم أنك لي قاتل / وآنيَ عما قليل قتيلُ
فقال له الشمس نعم القرين / لعمري أنت ونعم الخليلُ
فغن كنت مستيقنا إنني / بقربك مني حسني يزولُ
فقال له بي تزداد نسلاً / ومن قوة منك عمري يطولُ
فقال له الشمس إنّ الجميع / لي ولأمرك طوع ذلولُ
سوي آرس إنه كاره / لحكمك وهو الشقي الخدول
فقال له إنّ ذاك الجفاء / ظل يزول وحال تحولُ
إذا أنا أرضعته مدة / وداريته فهو بَرٌ وصولُ
فقال له الشمس إياك أن / تغيب عني غالتك غول
فإنك إن غبتَ عني قتلتُ / وكان لملكي وبال وبيلُ
وفرّقتَ بيني وبين الرفاق / فالعقد مني ومنهم سحيل
فقال له أحسنِ الظن بي / فبي سوف تجمع تلك الشكولُ
فقال له الشمس إن صَحَّ ذا / فحظك منيَ حظ جزيلُ
وإلا فعندي لكم كلكم / من النار والله سيف صقيلُ
فقال والله ربي حلفت / لا زلت ما عشت عما أقولُ
أقيم لديك إلى أن يصير / جسمك روحا ونعم البديل
فقال له الشمس إني حلفت / يمينا شهودي عليها عدولُ
فإن صح قولك ذا لا برحت / إلا وجسمي إليك ثقيلُ
فقالوا جميعا رضينا بذا / فكل بما نحن قلنا كفيل
فقال لهم إخوتي كلكم / يريد الإباقَ فماذا تقولُ
وأنت فتحت لهم في الإباقُ / وذلك من طبعهم مستحيلُ
فإن أنت أبَّقتَهُم لي يكن / لنسل بقاء ولا لي حويلُ
وأهلكت ملكي وأهلكتني / وأتلفت من إخوتي من يعولُ
فقال له اعمل برأيي فإني / نصيح وللنصح يرجى القبول
عليك بإغلاق ناموسنا / ففيه المبيت وفيه المقيلُ
وأحكم مغاليق أبوابه / إلى أن يسد عليه السبيلُ
ومن قيّم الأمر لا تذهلن عني / فأصل الفساد الذهولُ
لأستخرج الروح من إخوتي / فطوعي شبابهم والكهولُ
واجعله لك تاجاً به / تُباهي الملوكَ وتُسبي العقولُ
وارفع ذكرك في الغابرين / وذاك لمثلك عندي قليلُ
فيا حسن ذلك من مجلس / ويا طيب ماضمنته الفصولُ
حكيت لكم كل ما قد وعيت / وحسبيَ ربي ونعم الوكيلُ
قيامتنا جمع أرواحنا
قيامتنا جمع أرواحنا / وأجسادهن بدار المقامه
فمظلمها في قرار الجحيم / ونيّرها في محل الكرامه
وليس بأرواحنا حاجة / إلى غير أجسادها في القيامه
فلو غيرها رام فيها الدخول / لدى الحشر لم تغن عنها قلامه
فخض في التجارب بعد اليقين / فإنّ التكاسل يحيى الندامه
وسر في الطريق إذا مارأيت / دليل الهدى وعرفت العلامه
فبالعمل الحق يرجى ومن / توفّر للعلم يرجو السلامه
ولما حللنا جميع الرموز
ولما حللنا جميع الرموز / ولم يبق من حلنا مشكلُ
وما قاله هرمس أولا / وجاء به آخراً هرقلُ
ورمز بليناس وهو الذي / تضمنه السَّرَب المعقلُ
وما جاء في حكم الأولين / ووافقه المحكم المنزلُ
وما رام إغماضه جابر / وهوّل فيه كما هوَلوا
سمحنا بما بخلوا كلهم / به وشرحنا الذي أجملوا
وبحنا بأسرارهم في الذي / جمعنا وجئنا بما أهملوا
مفاتيح مشحونة بالعلوم / بها يفتح القفل المعطل
قريب بها من أقاويلهم / مصابيح زاهرة تشعلُ
كما بان ما جاءنا آخر / بأمثالها لا ولا أولُ
وهذي المقاطيع فيها اختصا / ر جميع العلوم الذي طوّلوا
من الناس من لم يكن عارفاً
من الناس من لم يكن عارفاً / بسر الطريق وأحواله
فلما توسّطَ ذاك الطريقَ / عارضه بعضُ أهواله
ولو كان يعرف ما خلطُه / بألوانه أو بأشكاله
وكان له خبرة بالدواء / وانعقاده ويجراله
وكيف يدبّره بالندى / وبالشمس ضناً بأفعاله
عليما بأيام تدبيره / بأشهره أو بأحواله
وتبييضُه مثل تحميره / ولا تغفلنَّ بإغفاله
ولا تضجرنَّ بطول الزمان / فالصبرُ مفتاحُ أقفاله