القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 20
لمثلِ معاليك تعنُو الرِّقابْ
لمثلِ معاليك تعنُو الرِّقابْ / ومن جودك الغَمْرِ يحيا السحابُ
ومن نشوةِ الكَرَمِ المُقْتَنى / لديك يُجَدَّدُ عهدُ الشبابْ
وما ضَرَّ جارَكَ لوْ أَنَّهُ / يَحُدُّ له الدهرُ ظُفْراً ونابْ
يَفِيءُ إِلى رَعْن طَوْدٍ أشمَّ / منيعٍ له من سَحابٍ سِحابْ
أرى الدهرَ طوعَ يدَيْ ماجدٍ / رحيبِ الفِناءِ مَرِيعِ الجَنَابْ
يعلّمُهُ طَرَباتِ الكِرام / إِلى مستميحيهِ عِرْقٌ لُبابْ
تلينُ له نَبْعَتا دهْرِه / بصدمةِ رأيٍ يروضُ الصِّعابْ
إِذا جادَ لم يعترِضْهُ المَلال / وطبَّقَ سَيبُ يديهِ الشِّعابْ
يروعُكَ يوميهِ من أصغريه / بفضل الرِقابِ وفصلِ الخِطابْ
غرائمُ أورعَ ضافِي الإزا / ر في دوحةِ المجدِ عالي النِّصَابْ
غرائمُ تفدِي شِهابَ الضُّحَى / بها وتُروِّي صُدورَ الكِعَابْ
به يُشرِقُ المُلْكُ يومَ الفَخار / ويحتدمُ الحرب يومَ الضِرابْ
يُضيءُ شِهاباه في الغَيْهبي / ن غيهبِ ليلٍ وخَطْبٍ أصابْ
رزينُ حَصاةِ النُّهَى ثابت / إِذا ظَنَّ أو قال يوماً أصابْ
هو المُلكُ سيفاً صقيلَ الغِرار / وأنتَ الفِرِنْدُ له والذُّبابْ
تريعُ إليه بهادي الجموح / وبُهْرَته وهو صِفْرُ الوِطابْ
أرى عِرْقَ نُعماكَ صديانَ عندي / وقد كان قِدْماً ثريَّ التُرابْ
وبعضُ أياديكَ عندي الحياة / إِذا أنعُمُ القومِ عندي سَرابْ
فصُنْ لي معاشي باجراءِ رسمي / وصُنْ ماءَ وجهيَ ذُلَّ الطِّلابْ
ومُنَّ بتوفيرِه مُنعماً / تَحُزْ بفعالكَ حسنَ الثَّوابْ
يسودُ الفتَى قومَهُ بالفَعال
يسودُ الفتَى قومَهُ بالفَعال / وليس بأكرمِهمْ مَحْتِدَا
ومن جوهرِ السيفِ صارَ الحديد / بقيمةِ أضعافِه عَسْجَدَا
فديتُكَ قد حانَ وقتُ الصَّبوح
فديتُكَ قد حانَ وقتُ الصَّبوح / ولاحَ الصَّبَاحُ ولم تَحْضُرِ
وجاء الطُّهَاة بما عندَهمْ / وحَثَّ السُقاةُ على المُسْكرِ
ومُدَّ القُباطِيُّ فوقَ الخِوا / ن يلمعُ كالقمر المُزْهِرِ
وحان الصلاةُ على ابنِ الشهيد / فحيَّ على دفنِه تؤجَرِ
وفوق المِنَصَّةِ مجلوَّةٌ / علينا عرائسُ من كسكرِ
بناتُ المؤذن ذاك الذي / يؤذّن والصبحُ لم يُسفِرِ
سُبينَ وعُرِّينَ من بعد ما / ذُبحنَ فيا لكَ من منكرِ
فلما سُلبنَ الثيابَ أُبتلينَ / بسوداءَ موحشةِ المنظرِ
أصابعُها الحُجْنُ مسنونَةٌ / نواشبُ منهنَّ في المنحرِ
فزارتْ بهن سواءَ الجحيم / ترنَّحُ باللّهبِ المُسْعَرِ
فمصلوبةٌ سُمِّرتْ كفُّها / إِلى جِيدها وهي لم تَشْعُرِ
ومنقوبةُ البطنِ في جوفِهَا / كُراتٌ من الذهبِ الأحمرِ
وأُخرجنَ منها إلينا يُسَقْ / نَ سوقَ العُصاةِ إِلى المحشرِ
كأنَّ تماثيلَ كافورِه / تَضمَّخُ بالمِسْكِ والعنبرِ
لُجَيْنٌ إِذا قَشَرَتْهُ الأكُفُّ / وتبرٌ إِذا هي لم تُقْشَرِ
وقدَّمَ طبَّاخُنَا رُزَّةً / عليها لِثامٌ من السُّكَّرِ
بها احتجبَ البدرُ تحت الغَمام / فلم تَتَجلَّ ولم تُسْتَرِ
تَرى للدِّهانِ على وَجْهِهَا / عُيوناً تدورُ بلا مَحجِرِ
وسِرباً نواعِمَ مخلوقةً / من اللَّوزِ والسكّرِ العسكري
قريبانِ في مِئْزَرٍ واحدٍ / فلِله ما ضُمَّ في مِئْزَرِ
ثِقالُ المآزرِ قُبُّ البطو / نِ غيرُ سِمانٍ ولا ضُمَّرِ
كأنَّ الفواقِعَ قد فُصِّلَتْ / عليها جَلابيبُ لم تُزْرَرِ
تَراها لِرقَّةِ أبشارِهَا / تُخَبِّرُ عن حَشْوِها المُضْمَرِ
شَرِبْنَ من الدُّهْنِ حتى رَوِين / وغُرّقْنَ في لُجِّه الأخضرِ
كأنَّ َكواعب قد أُبرِزَتْ / من الخُلدِ تسبحُ في الكوْثرِ
صحائفُ في طَيِّهِنَّ النَّعِيمُ / لطائفُ صِيْنَتْ ولم تُنْشَرِ
تَدُلُّ بمنظَرِها المُجْتَلَى / على أنَّها حلوةُ المَخْبَرِ
تذوبُ إِذا رفعتَهْا الأكف / فُ قبلَ الوصولِ إِلى الحَنْجَرِ
فبادِرْ إلينا فدتْكَ النفوس / ولا تتوقفْ ولا تَفْتُرِ
وشاركْ صنائِعَك الأقدمِي / نَ في العزفِ والخَمْرِ والمَيْسِرِ
نُجومُ العُلَى فيكُمُ تطلُعُ
نُجومُ العُلَى فيكُمُ تطلُعُ / وغائبُها نحوَكُمْ يرجِعُ
عُلىً تستقِلُّ ولا يَسْتَقرّ / بها دونَ بابِكُمُ مضجَعُ
ومجدٌ أشمُّ بإقبالِكُمْ / فإن هوَ فارقكُمْ أجدَعُ
له عندَكمْ صفحةٌ طلقَةٌ / وخدٌّ لدَى غيرِكمْ أضْرَعُ
لواءٌ يُحَطُّ بأيدي الخُطوب / وألويةٌ غيرُه تُرفعُ
ففي رفعِها للعُلَى مضحكٌ / وفي حطِّها للنَّدَى مجزَعُ
ومرعىً تَعاوَرُهُ أزمَةٌ / فأصبحَ من بعدِها يُمْرِعُ
هو الدّوحُ تهصرهُ العاصِفات / فينآدُ حيناً ولا يُقلعُ
وأبيضُ قد أقلقتهُ الحروب / فقرَّ بِهِ غِمدُه الأمنعُ
ورأيٌ على عزمهِ مُجمعٌ / وقلبٌ على هَمِّهِ أصمَعُ
وما غاب حتى عيونُ العُلَى / تَفيضُ وأنفُسُها تهلعُ
وقلَّ المواسي فلا صرخةٌ / تُجابُ ولا غُلَّةٌ تُنْقَعُ
فمن أدمعٍ حذفتْها العُيون / يُقَرَّحُ من مثلِها المدمَعُ
ومن زَفرةٍ نفضتها الضُلو / عُ ترفَضُّ عن مثلِها الأضلعُ
فها هوَ حتَّى اطمأنَّ الشجون / وغاضتْ لأوبتِه الأدمعُ
وقد غُمَّ نَهْجُ العُلَى بعدَهُ / وقد لَحِبَ المنهجُ المَهْيَعُ
ولاحَ لنا من خِلال الخُطوبِ / كما أخلصَ القُضُبُ اللُمَّعُ
وقد حادَ عنهُ سِهامُ العِدَى / فلم يبقَ في قوسهم منزعُ
وباتَ الحسودُ على غيظهِ / ينادمُ ناجذَهُ الإصْبَعُ
ومن ليس تلحقهُ أعينُ ال / عِدى كيف تلحَقُهُ الأذرعُ
وليلٍ ترى الشُّهْب منقَضَّةً
وليلٍ ترى الشُّهْب منقَضَّةً / بهِ نحوَ مستَرقٍ سمعَهْ
كما مُدَّ من ذَهَبٍ مُدَّةٌ / على لازوردية الرُّقْعَهْ
تراها إِذا انتشرتْ في السَّمَاء / ولم يَخْل من ضوئها بقعَهْ
مزاريق تبرٍ ترامتْ بهَا / بنو الحربِ في حومةِ الوقعَهْ
فأطمعُ في كلِّ صعبِ القِيادِ
فأطمعُ في كلِّ صعبِ القِيادِ / وأطلبُ كلَّ منيعِ المَرامِ
إِذا ما تقاعدنِي ثروتي / تناهض بي همَّتي واعتزامي
وإني وإنْ لم أكنْ مُثْرِياً / لَيصغُرُ عندي ثَراءُ الِلئَامِ
وأبلغُ بالعُدمِ ما لا ينالُ / بفضلِ الثَّراءِ وحدِّ الحُسامِ
ولكن جرتْ عادةُ الجَدِّ أنْ / يكايدني بالجُفاةِ الطَّغامِ
فأينَ مفرّي وما حيلتي / وجَدِّيَ في كلِّ صوبٍ أمامي
وبادرْ بلذاتكَ الحادثاتِ
وبادرْ بلذاتكَ الحادثاتِ / فإِن الزمانَ كثيرُ العُرامِ
وقمْ واجلُها من بناتِ الكُرو / مِ عذراءَ يفتضُّها ابنُ الغمامِ
مخدّرةً فارقتْ خِدرَها / فباتتْ ملثّمةً بالفِدامِ
وصارتْ من الناسِ في كِلَّةٍ / مكلَّلةً باللآلي التُّؤامِ
جعلنا اللَّهى والنُّهى مهرَها / فلم نحظَ منها بغيرِ الحرامِ
وصِحْ بندامايَ والمسمعين / وأحورَ كالبدر ليلَ التمامِ
فقد صاحَ ذو الرعثاتِ الصدوح / وبشَّرنا بانحسارِ الظَّلامِ
وأحرقَ نار الصباحِ الدُّجَى / فأحرق همومي بنار المُدامِ
ومهِّد لنا في عريشِ الكُروم / فَثمَّ لعمري عروشُ الكرامِ
ودعني ورائي فإِنَّ الخطوبَ / ورائي وما أتَّقيهِ أمامي
وخذ صفوَ دُنياكَ ما أسعفتْ / فإِنَّكَ فيها قليلُ المقامِ
غصونُ الخلاف اكتستْ فانبرتْ
غصونُ الخلاف اكتستْ فانبرتْ / لها الطيرُ دارسةً شدْوَهَا
مقدِّمةٌ لورودِ الربي / ع تشخصُ أبصارُنا نحوَها
أحست برحلةِ فصلِ الشتاء / فجاءت وقد قلبت فَرْوَها
تركنا البرية في حيرة
تركنا البرية في حيرة / فلم يعرفوا وجه تدبيرنا
فتكليسهم غير تكليسنا / وتطهيرهم غير تطهيرنا
وتصعيدهم غير تصعيدنا / وتقطيرهم غير تقطيرنا
وزئبقهم والرصاص الخبي / ث لا يصلحان لاكسيرنا
لهم معدن ولنا معدن / يليق بلطف تدابيرنا
ومن لم يكن عارفاً بالرمو / زِ فلا يهلكنَّ بتعبيرِنا
وإن الأولى جهلوا علمنا / ولم يفطنوا لتفاسيرِنا
مقاديرهم وموازينهم / جميعاً خلافُ موازينِنا
وليس علينا ملام وقد / لقيناهمُ بمعاذيرِنا
بنزع الرطوبة من جسمها
بنزع الرطوبة من جسمها / تكلّس أجزاؤه وانهدم
وصار به قشفا ميتا / عديم التماسك لا يلتئم
فإن أنت رطبت أجزاءه / جعلت تلتحم
وباللطف والفرق تدبيره / ولين السخونة حتى يتم
فلا تنهكِ الأرض واستبقِ من / رطوبتها ما يبل الرحم
ففي نزع بِلّتِها موتُها / ومنع تزاوجها والعقم
وبالماء تغسل أوساخها / ويكشط عنها البلا والسقمِ
ويجعل باطنها ظاهرا / ويبرز من سرها ما اكتتم
وبالدهن يذهب ظل النحاس / ويعمر من أرضنا ما استرم
ومنه تولد أصباغنا / فيغدو به ماؤنا وهو دم
وبالأرض يبسط أدهاننا / فيثبت في النار لا ينهزم
وبالصبغ تشرق ألوانها / فتصبح نيرة في الظلم
وتشميع أجسادنا الباليات / بالماء كان وبالدهن تم
وتنمو الزروع وتزكو الربوع / ويزهر من نبتها ما نجم
فإن أنت أحسنت تدبير ما / ذكرناه حزت كنوز النعم
أنات وذكرانها صنوها
أنات وذكرانها صنوها / ونجلُهما منهما أكرمُ
تموت الذكورة في جوفها / فتعقب نسلاً ولا تعقمُ
ومن غلظ في طباع الإناث / تلقن دهراً ولا تفهمُ
ومن صبرها في قتال السعير / تثبت فيها ولا تهرمُ
وبالضد في الحالتين الذكور / ذكاء وحباً كما يعلمُ
ونجلهما منهما عالم / جريء على خصمه مقدم
ذكاء الذكور وصبر الإناث / وعند اللقاء فلا تحجمُ
وبالنار تحيا وفيها تموت / وتبرأ فيها كما تسقم
فأصباغه ولدت في الجحيم / فهي على حرها تسلمُ
خلطنا بتركيبنا غيره
خلطنا بتركيبنا غيره / رماداً لطيفا وماء عتيدا
وتم المزاج به والزواج / وأنشأ من بعد خلقاً جديدا
وبان لنا صبغنا المستنير / بيضاً وحمراً وخضراً وسودا
فمن رام من بعد ذا أن نزيد / بياناً فقولوا له إلا مزيدا
بضاعة هرمس مكنونة
بضاعة هرمس مكنونة / وشركته مع أقرونسِ
لجين وتبر له خالصان / ونفس بشركته الأنفسِ
كنوز ملوك لنا سبعة / مفاتيحها بيدي هرمسِ
لنا سبعة ولنا واحد / وفوق الغني على المفلسِ
قرينان في الحبس لا يخرجان / ثلاث سنين من المحبسِ
يموتان فيه وبعد البلى / طويلاً يعيشان في المرمسِ
فإن كنت ممن يحب الوقوف / على سر حكمتنا فادرسِ
وخض في التجارب بعد الوقوف / على السر واصبر ولا تيأسِ
تناسخ أرواحنا في الجسوم
تناسخ أرواحنا في الجسوم / طوراً قويا وطورا ضعيفا
ومهما صفا من ظلام الرسوب / طار إلى الجو نورا لطيفا
وبالدور والكون صفو النفوس / ويلزم منها اللطيف الكثيفا
فأحسن بي الظن إني فتحت / عليك من الرمز بابا شريفا
تطهّر بماء الحياة الذي
تطهّر بماء الحياة الذي / لصنعتنا فبه تطهر
إذا عرض فر من جوهر / خبيث صغا ذلك الجوهرُ
فخلوا الظواهر واستنبطوا ال / علوم وللحكمة استظهروا
فإنّ بواطن أعمالنا / خلاف الظواهر لا تنكرُ
ألم ترَ أسربّنا أسوداً / وباطنه الذهب الأحمر
وأن الحديد له باطن / رصاص يصر إذا يسبرُ
ولما أريد ظهور الكمون / ليبرز من ذلك ما يسترُ
أمدّت بواطن أركاننا / بامثالها فغدت تظهرُ
وذلك قانون أعمالنا / به تمّ طلّسمنا الأكبرُ
ففكر لتعرف ما قد ذكرت / ففيه فوائد لا تحصرُ
قال الحكيم مقالاً أبان
قال الحكيم مقالاً أبان / به نصحه وأماط الحسد
ألم تر أنّ لأجسادنا / على النار صبراً وفيها جلد
ومن شأن أرواحهن الإباق / إذا وهج النار مسّ الجسد
يكون عدواً لها خاذلاً / لدى النار في بدءما يتقد
ويضحي صديقاً لها في الأخير / فيلزمها بعدما ينعقد
فمن زادها زادها جودة / وصبغا فتلك عليها ترد
فلا تستهن بالرماد الرميم / فبغيتنا فيه لما همد
ولا تضجرتَّ بطول الرهان / إلى أن يتمّ وينشا الولد
جرى بين هرمس والشمس في
جرى بين هرمس والشمس في / قديم الزمان كلام طويلُ
وإخوانه وهمُ خمسة / وأختاه بين يديه حلولُ
وهرمس أقدمهم كلهم / وأكبرهم وهو شيخ نبيلُ
فقال لهم إنني قد نظرت / وفكري صحيح ورأيي أصيلُ
فلم أرَ أجدر يا شمس منك / بذا الملك وهوالمحل الجليلُ
فنحن نوليك فالطف بنا / فمن عند مثلك يرجى الجميلُ
ونرقى بك اليوم فوق الجميع / ومالي عمانراه عدولُ
وأعلم أنك لي قاتل / وآنيَ عما قليل قتيلُ
فقال له الشمس نعم القرين / لعمري أنت ونعم الخليلُ
فغن كنت مستيقنا إنني / بقربك مني حسني يزولُ
فقال له بي تزداد نسلاً / ومن قوة منك عمري يطولُ
فقال له الشمس إنّ الجميع / لي ولأمرك طوع ذلولُ
سوي آرس إنه كاره / لحكمك وهو الشقي الخدول
فقال له إنّ ذاك الجفاء / ظل يزول وحال تحولُ
إذا أنا أرضعته مدة / وداريته فهو بَرٌ وصولُ
فقال له الشمس إياك أن / تغيب عني غالتك غول
فإنك إن غبتَ عني قتلتُ / وكان لملكي وبال وبيلُ
وفرّقتَ بيني وبين الرفاق / فالعقد مني ومنهم سحيل
فقال له أحسنِ الظن بي / فبي سوف تجمع تلك الشكولُ
فقال له الشمس إن صَحَّ ذا / فحظك منيَ حظ جزيلُ
وإلا فعندي لكم كلكم / من النار والله سيف صقيلُ
فقال والله ربي حلفت / لا زلت ما عشت عما أقولُ
أقيم لديك إلى أن يصير / جسمك روحا ونعم البديل
فقال له الشمس إني حلفت / يمينا شهودي عليها عدولُ
فإن صح قولك ذا لا برحت / إلا وجسمي إليك ثقيلُ
فقالوا جميعا رضينا بذا / فكل بما نحن قلنا كفيل
فقال لهم إخوتي كلكم / يريد الإباقَ فماذا تقولُ
وأنت فتحت لهم في الإباقُ / وذلك من طبعهم مستحيلُ
فإن أنت أبَّقتَهُم لي يكن / لنسل بقاء ولا لي حويلُ
وأهلكت ملكي وأهلكتني / وأتلفت من إخوتي من يعولُ
فقال له اعمل برأيي فإني / نصيح وللنصح يرجى القبول
عليك بإغلاق ناموسنا / ففيه المبيت وفيه المقيلُ
وأحكم مغاليق أبوابه / إلى أن يسد عليه السبيلُ
ومن قيّم الأمر لا تذهلن عني / فأصل الفساد الذهولُ
لأستخرج الروح من إخوتي / فطوعي شبابهم والكهولُ
واجعله لك تاجاً به / تُباهي الملوكَ وتُسبي العقولُ
وارفع ذكرك في الغابرين / وذاك لمثلك عندي قليلُ
فيا حسن ذلك من مجلس / ويا طيب ماضمنته الفصولُ
حكيت لكم كل ما قد وعيت / وحسبيَ ربي ونعم الوكيلُ
قيامتنا جمع أرواحنا
قيامتنا جمع أرواحنا / وأجسادهن بدار المقامه
فمظلمها في قرار الجحيم / ونيّرها في محل الكرامه
وليس بأرواحنا حاجة / إلى غير أجسادها في القيامه
فلو غيرها رام فيها الدخول / لدى الحشر لم تغن عنها قلامه
فخض في التجارب بعد اليقين / فإنّ التكاسل يحيى الندامه
وسر في الطريق إذا مارأيت / دليل الهدى وعرفت العلامه
فبالعمل الحق يرجى ومن / توفّر للعلم يرجو السلامه
ولما حللنا جميع الرموز
ولما حللنا جميع الرموز / ولم يبق من حلنا مشكلُ
وما قاله هرمس أولا / وجاء به آخراً هرقلُ
ورمز بليناس وهو الذي / تضمنه السَّرَب المعقلُ
وما جاء في حكم الأولين / ووافقه المحكم المنزلُ
وما رام إغماضه جابر / وهوّل فيه كما هوَلوا
سمحنا بما بخلوا كلهم / به وشرحنا الذي أجملوا
وبحنا بأسرارهم في الذي / جمعنا وجئنا بما أهملوا
مفاتيح مشحونة بالعلوم / بها يفتح القفل المعطل
قريب بها من أقاويلهم / مصابيح زاهرة تشعلُ
كما بان ما جاءنا آخر / بأمثالها لا ولا أولُ
وهذي المقاطيع فيها اختصا / ر جميع العلوم الذي طوّلوا
من الناس من لم يكن عارفاً
من الناس من لم يكن عارفاً / بسر الطريق وأحواله
فلما توسّطَ ذاك الطريقَ / عارضه بعضُ أهواله
ولو كان يعرف ما خلطُه / بألوانه أو بأشكاله
وكان له خبرة بالدواء / وانعقاده ويجراله
وكيف يدبّره بالندى / وبالشمس ضناً بأفعاله
عليما بأيام تدبيره / بأشهره أو بأحواله
وتبييضُه مثل تحميره / ولا تغفلنَّ بإغفاله
ولا تضجرنَّ بطول الزمان / فالصبرُ مفتاحُ أقفاله

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025