القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 8
أحَقّاً طَربتَ إلَى الرّبْرَبِ
أحَقّاً طَربتَ إلَى الرّبْرَبِ / ومُذْ شَطَّت الدارُ لَمْ تَطْرَب
رُوَيْدَكَ أعْرض عنكَ الشبابُ / وحسْبُك بالعارِضِ الأشْيَب
فَكَيْفَ تَعِنُّ لِعينِ المَها / وتُشرِقُ لِلْمُشْرقِ الأشْنَب
وَإنّ الغَرامَ عَلَى كَبْرةٍ / لإحْدى الكَبائِرِ فَاسْتَعْتِب
أبَعْدَ نُضوبِ مِياه الصِّبا / وَتَصْويح يانِعِه المُخْصِب
تحِنُّ إلى مَلْعَبٍ للظّباء / بِكُثْبانِ رامَةَ أو غُرَّب
فهَلا إلى مَلْعبٍ لِلأسودِ / نَعمت بِمَنظرِهِ المُعْجب
يُقَامُ الجِهَادُ بِهَا والجِلادُ / لِكلِّ فَتىً مِدْرَهٍ مِحْرَب
وَيَضْرَى عَلى الفَتْكِ بِالضّارِيات / وإن غَالَبَ القِرْنَ لَمْ يُغْلَب
تَرَاهُ مُبيداً لأهلِ الصليب / بِفَلّ خمسهمُ الأصْلَب
ضَوار ضَوارِبُ أظفارِهَا / تُعِيرُ الظُّبَى رقّةَ المَضْرب
فَمِنْ أَسَدٍ شَرِسٍ مُحْنَقٍ / ومِنْ نَمِرٍ حَردٍ مُغْضَب
أثِيرَتْ حَفَائِظُهَا فانْبَرَت / تَسَابَقُ في شأوِها الأرْحَب
تُصِيم المَسَامِعَ مِنْ زَأْرها / عَوادِيَ كالضُّمَّر الشزُّب
وَتَنْبُو العُيون لإقْدَامِها / مُذربةَ النابِ والمِخْلَب
لُيُوثٌ إِذا ذمَرَتْ صَمّمَت / وإن لَغَبَ الذّمْرُ لم تُغْلَب
كَواشِرُ عَنْ مُرْهفاتٍ حَدادٍ / متى تصْدَعِ الشملَ لم يُشعَب
نُيوب نَبَتْن مِن النّائِبات / وأزْرَينَ بالصارِمِ المُقْضِب
تَنُوء ثِقالاً ولَكِنّها / أخَفُّ وُثوباً من الجُنْدُب
كأنّ لَها مَأرَباً في السّماء / فَتَسْمُو لِتَظْفَرَ بِالمَأرَب
ومُقْتحِمٍ غَمرات الرّدى / إذَا ما ادّعى الناسُ لم يكذِب
يُلاعِبُها حَيْثُ جَدّ الحِمامُ / فتفْزَعُ مِنْهُ إلى مَهْرَب
يَكُرُّ عَلَيْهَا وَلا جُنَّةٌ / سوى كُرَةٍ سهْلَة المَجْذب
يُدَحْرِجُها ماشِياً ثِنْيَها / عَلى حَذرٍ مِشْيَة الأنكب
عَجِبتُ لَها أحجَمَتْ رَهْبَةً / وأقْدَمَ بأساً وَلَم يرْهَب
وَقَتْهُ الأَواقي علَى أنّهُ / تَسَنّمَهَا صّعْبَة المَرْكَب
وَثاوٍ بِمَطْبَقَةٍ فَوْقَه / مَتَى تَطْفُ هامَتُهُ تَرْسُب
يُهَجْهِجُ بالليثِ كَيما يَهيج / ويأوِي إِلى الكَهفِ كالثّعلب
كذلكَ حتّى هوَتْ نَحوَهَا / عُقابُ المنيّة مِنْ مَرْقَب
وعَاجَتْ عَلَيْهَا قَواسِي القِسِيّ / فَعَبّتْ مِن الْحَيْن في مَشْرَب
وشَالَتْ هُنَاكَ بِأذْنَابِها / لِيَاذاً من العقرِ كالعَقْرب
فَيا لِقَساوِرَ قد صُيّرَتْ / قَنَافِذَ بالأَسْهُمِ الصُّيَّب
ويَا لمَآثِرَ لَوْ عُدِّدَتْ / لأَعيَتْ عَلى المُسهِب المُطنِب
غَرَائِبُ شَتّى بهرْن العقول / جُمِعْنَ لَدَى مَلِك المَغرِب
فَإنْ جَوّدَ الفكرُ لم يُغربِ / وإنْ قصّر الشعر لم يُذنب
إمَامُ هُدىً نُورُه ثَاقِبٌ / وَزهْرُ الكَواكبِ لمْ تثقُب
عَلى مَذْهبٍ للإمَامِ الرّضى / تَقَيله وَعلى مَشْعَب
يُهيبُ لِدَعْوَتِهِ بالأنَامِ / فَيُرْضي الإلَه ويُرْضي النّبي
ظَهيرُ الهِدايةِ أهدَى الظهور / إلَيْهَا نَصيباً وَلَمْ يَنْصب
وَحِيداً تَواضَعَ في عزّة / وَمَوْطِنُه هامَةُ الكَوْكَب
لَهُ شرَفُ البيتِ دونَ الملوك / وطيبُ الأرُومَة والمَنْسَب
نَمَاهُ أبو حَفْصٍ المُرْتَضى / إلى المَحْتِد الأطْهَر الأطْيَب
وأحْرَزَ سُؤْدَدَهُ عَنْ أبِي / مُحَمّدٍ السّيّد المُنْجب
وَفَى لِلْعُلَى بِحُقُوقِ العُلى / نُهوضاً على المَرْكبِ الأصْعَب
وَجَلّتْ مَنَاقِبُهُ الزُّهْرُ أنْ / تُقَوّضَ بالحُولِ القُلَّب
تَقَلّدَهَا إمْرَةً أحْرَزَتْ / بِمَنْصِبهِ شَرَفَ المنْصِب
وَقَام بِهَا دَعْوَةً مَزَّقَتْ / بِأنْوَارهَا حُجُبَ الْغيهَب
بَعيدُ المَدى بِالقَنا مُحْتَمٍ / قريبُ النّدى بالتقى مُحتَب
نَأى راقِياً وَدَنَا قارياً / فبُشرَاك بالأبعَد الأقرَب
ولَم أرَ شَمس الضُّحى قَبلَه / وَبَحراً وطَوْداً عَلى مَغْرِب
حُرِمْتُ الرّشادَ لأني سَفَاهاً
حُرِمْتُ الرّشادَ لأني سَفَاهاً / خَدَمْتُ المُلوك وهُم أعْبُدُ
وفي رَغَباتي لَهُمْ جِئْتُ إدّاً / فَهَلا رَغِبْتُ لِمَنْ أعْبُدُ
حُشَاشَةُ مَهجورِكُم لانْفِصال
حُشَاشَةُ مَهجورِكُم لانْفِصال / أما تَتَلافُونَها بِالْوصالِ
قَسَوْتُم عَلَيْهِ وَقَد آنَ أنْ / تُلِينوا قُلُوباً لحرّانَ صَالِ
وَلَمْ تُسعِفُوه وَمِنْ شَأنِكُم / قِلَى ما مَلَكْتُم لِحُبِّ السؤالِ
هُنَيداتِكُم نُهْبَةٌ لِلْعُفاةِ / وَهِنداتُكُم في حِمىً لِلنصالِ
حَمَيْتُم ظِبَاءَكُم بالظِّبَى / وَصُنْتُم عَواِليَكُم بالعَوالِ
عَجِبتُ وَلَستُم بَني وائِلٍ / لِحَرْبِكُمُ لَقِحَت عَنْ حِيالِ
كَأنْ لَمْ أكُن حِدْثَكم بِالقِبابِ / وَلَمْ أَكُ زَوْرَكُمْ في الحلالِ
أُغَازِلُ كُلَّ شُمُوعٍ جَموعٍ / لِوَجْهِ الغَزالَةِ جِيدَ الغَزالِ
وأنْسبُ مِنها بِشَمسٍ زَكَتْ / مَناسِبُ آبَائِها في هِلالِ
فَدَيْتُكُم لَمْ أؤَمِّلْ ظِبَاءً / ولكنَّه عَزَّ طِلْبُ المُحالِ
يُوَهِّن يَأْسِيَ مِنكُم رَجائي / وَتَرْحَمُ حالِيَ فيكُم مآلِي
أَعينُوا فَقَد جِئْتُ مُسْتَحمِلاً / يَضيق بحَملِ الصُّدودِ احتِمالِي
ولا تَعْذِلوا مُسْتَهاماً هَفا / فأدْنَى التَباريحِ أَقصَى الخبالِ
ضُحِيتُ لِبُؤْسِي بحَرِّ السَّموم / وأنتُم نَعِمْتُم بِبَرْدِ الظِّلالِ
على ظَاهِرِي مَشْعَرٌ بالذُّبولِ / وفِي باطِنِي مِسْعرٌ للذُّبَالِ
فَبلُّوا ظَمَئِي ولَوْ بالنَّسيمِ / وأبْقُوا ذَمَئِي ولوْ بالخَيالِ
وَإِنْ خِفْتُمُ الغَدْرَ مِن وامقٍ / فإِني وَفِيٌّ علَى كُلِّ حالِ
ومازِلْتُ أَطُلبُ وَفْقَ الجَمال / بِسَوْقِ القَواريرِ فوْقَ الجِمالِ
دَلالُكُمْ زَانَه حُسنكُمْ / فلا تَجْعَلُوا البُخْلَ شَيْنَ الدّلالِ
أَلَسْتُمْ سرَاةَ بَني عامِر / غُيوثَ النّدى ولُيُوثَ النِّزالِ
ودَأْبُ المُلوكِ إِذا أَدَّبَتْ / بِهِجْرانِها جُودُها بالنَّوالِ
فكَيفَ حَرَمْتُم ضُيوفَ الهَوَى / وَرِفْدُ الأَخِلاءِ أسنَى الخِلالِ
أَلَمْ تُعدكُم عادَةُ المُرْتَضَى / وتَخْتَصُّكُم بِعُمومِ الكَمالِ
فَهَذي رَغَائِبُهُ في اختِصار / تُكَاثِرُ صَوْبَ الحَيا في احتِفالِ
أدَقُّ أخيذَاتِهِ دَارُ مُلكٍ / وَأدنَى عَطِيّتهِ بَيْتُ مَالِ
فَقَوْلُ الأئِمّة قبْلَ الفِعالِ / وأفْعَالُهُ سابِقاتُ المَقالِ
أَسالَ النُّضَارَ مُهِيناً لَهُ / بِإعْزَازِهِ لِلنَّجيعِ المُسالِ
وآلَ عَلى فُرقَةٍ لَمَّها / بِسيرَة فَارُوقِهِ غَيْرَ آلِ
بَنَى العُمرانِ لهُ مَنْزِلاً / عَلَى الشُّهْبِ يلْحَظُها مِن تَعَالِ
ولَمْ يَعْدُه إِرْثُه مِنْ عَدِي / عَنِ المَجدِ يَكْسِبُهُ والمَعَالي
فَشَادَ فَخَاراً لِذاكَ الفَخَار / وَزادَ جَلالاً لِذاكَ الجَلالِ
إمَامٌ بِنَصْرِ الهُدَى قائِمٌ / يُظَاهِرُهُ قَاعِداً بِالضّلالِ
أَطَلَّ عَلَى طَلَلٍ مِنْهُ قَدْ / عَفَاهُ وأبْلاهُ وَبْلُ الوَبَالِ
وَغَيَّره لِلخُطُوبِ اشْتِمَالٌ / مكانَ الصَّبا ومكانَ الشَّمالِ
وَما يُبطِنُ الخَلْفُ غَيرَ اختِلاف / ولا تُظهِرُ الأرْضُ غيرَ اختِلالِ
فَشَيَّدَهُ بِالمَواضِي القِصارِ / وَأيَّدَهُ بِالعوالِ الطِّوالِ
تُوَاسِيهِ مِن قَوْمِهِ بالنفُوسِ / أُساة لِدَاء الشِّقاقِ العُضَالِ
تَواصَوْا بِصَبْرِهم في الجِلادِ / وأَوْدَوْا بِخِصْمِهِم في الجِدالِ
يَرُدُّونَ حتَّى خُطُوبَ الزَّمان / ويُردْونَ حتّى صُرُوفَ الليالِي
أُفِيضَتْ بِيَحْيَى عَلَيْهِ الحَياة / فَشَبَّ عَلى هَرَمٍ واكتِهالِ
خِلالٌ تَحَلَّى بِها عَصْرُهُ / فَحَنَّتْ إلَيْهِ العُصُورُ الْخَوَالِي
لهُ السّابِحَاتُ خُيولٌ وفُلْكٌ / تُدِيخُ البَسِيطَيْنِ ذَاتُ اخْتِيالِ
فَمِنْ مُنْشآتٍ عَدَتْ كَالطُيورِ / ومِن مُقْرَبَات رَدَت كالسَّعَالِي
عَلَيها مِن البُهَمِ المُعْلَمِين / حُماةُ الحَقائِقِ يَوْمَ القِتالِ
تَخوضُ الطَّوامِيَ خَوْضَ المَوَامِي / لِهَصْرِ المعَادِي ونَصْرِ المُوَالِي
فَتَضْرِبُ بالبيضِ ذاتَ اليَمينِ / وَتَطعن بالسُّمرِ ذاتَ الشِّمالِ
هُمُ القَوْمُ قَامُوا بأَمرِ الإمَامِ / وَما نَكَلُو عَن دِفَاعِ النَّكالِ
يَعُدُّهُمْ خُلْقُهُمْ في الأُسودِ / وَإِن عَدَّهُم خَلقُهُم في الرِّجالِ
جِبَالٌ رَوَاسٍ إذَا ما القِرَاع / قَضَى بانتِسافِ رَوَاسِي الجِبالِ
تُعَجِّلُ آجَالَ أعْدَائِهِم / فِسَاحُ خُطَاهُم بِضَنْكِ العِجالِ
إلَيك إِمامَ الهُدى سُقْتُها / لآلِئَ تُعزَى لِجَدْوَاك لآلي
مِنَ الشُّكرِ مُتصِلاً بِالخُلوصِ / مِنَ السِّحرِ مُتَّصِفاً بِالحَلالِ
وأَجْدَى الوَسائِل صَوْغُ الثَّناءِ / عَلَيْهِ اعتِمادِي وَفيهِ اعْتِمَالِي
وإِمْحَاض حُبّ أُلاقِي الإِلَهَ / وَقَلْبِيَ مِن بَرْحِه غيرُ سالِ
نَظَرْتُ إلَى البَدْرِ عندَ الخُسوفِ
نَظَرْتُ إلَى البَدْرِ عندَ الخُسوفِ / وقَدْ شِينَ مَنْظَرُهُ الأَزْيَنُ
كَمَا سَفَرَتْ صَفْحَةٌ لِلْحَبِيبِ / فَحَجَّبها بُرْقُعٌ أدْكَنُ
بِنَفْسِيَ مَنْ أَوْمَأَتْ مُقْلَتَاها
بِنَفْسِيَ مَنْ أَوْمَأَتْ مُقْلَتَاها / بِمَا لِي مِنَ الحُب فِي نَفْسِها
يُعينُ عَلى وَصْلِها أَنَّنِي / أعِنُّ لَها فِي حِلَى نَفْسِها
فَإِنْ مِلْتُ لَثْماً إِلَى كَفِّها / جَزَتْنِيَ حَمْلاً عَلَى رَأْسِها
وَقَالوا ألفْتَ الكَرَى نُطْفَةً
وَقَالوا ألفْتَ الكَرَى نُطْفَةً / وَبتَّ عَلَى ظَمَإٍ لِلكَرَى
فَقُلتُ الهَوَى ضَافَنِي طَاوِياً / إِليَّ المَراحِلَ يَشْكُو السُّرَى
فَبَوَّأتُه مُقلَتِي مَنزِلاً / وَقَدَّمتُ نَوْمِي إِلَيهِ قِرَى
ألا قُل لذي الجهل كم تطمَحُ
ألا قُل لذي الجهل كم تطمَحُ / وقلبُك للغيّ كم يجنحُ
جريت إلى الذنب جريَ الجم / وح وذو اللبّ في الذنب يجمَحُ
لقد خاب من حلمه خِفّةً / يشولُ ومن وزرهُ يرجحُ
نصحتُكَ والنصح دينٌ فلا / تذن بمعاصاة من ينصحُ
وقوّض خيامك عن منزلٍ / كأنّي به دارسا يمصحُ
وفوّض إلى اللّه مستمسِكاً / به واجتنب كلّ ما يفضحُ
ولا تبك عيناك إلّا دما / لعلّ الخطايا به تنضحُ
بعيشكَ أعرض عن المبطل / ين عساك إذا خسروا تربحُ
وكن واثقاً في اجتراح الذنو / بِ بأن مقدّرها يصفحُ
أليسَ الجواد الذي كلّما / لجأتَ إلى بابه يفتحُ
لعمر الجواء بمزخورهِ
لعمر الجواء بمزخورهِ / على المغتدي وعلى الطارق
لقد صدق اللّه في سعيه / وما الكاذبُ السعي كالصادق
يرى أنّ منجاته في الخلوص / فيعدل عن سننِ الماذقِ
ومن رحم الخلق لم تعدهُ / على حالةٍ رحمةُ الخالقِ
ألا اصمثت عن النطق بالترّ / هات ونهنه بها مقول الناطق
لإخفاق مسعاك عش واجماً / بقلب على فوتهِ خافق
وبت في الدجى شاكيا باكياً / على عملٍ ليس بالنافق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025