المجموع : 14
لَنا سَيِّدٌ واحِدٌ ماجِدٌ
لَنا سَيِّدٌ واحِدٌ ماجِدٌ / يُقَتِّلُ في الجودِ آباءَهُ
لَئيمٌ إِذا جاءَهُ طارِقٌ / فَقَد جاءَهُ كُلَّ ما ساءَهُ
وَهَل يَطمَعُ الناسُ في خُبزِهِ / إِذا كانَ يَمنَعُهُم ماءُهُ
فَلَو وَلَغَ الكَلبُ في لُؤمِهِ / لَما زالَ يَقذُفُ أَمعاءُهُ
يَقولُ لَنا غَيرَ ما يُضرَبُ
يَقولُ لَنا غَيرَ ما يُضرَبُ / وَيُضرَبُ غَيرَ الَّذي نَحسُبُ
كَكيسانَ يَكتُبُ غَيرَ الَّذي / يَقولُ المُحَدِّثُ وَالمُكتِبُ
فَيَكتُبُ غَيرَ الَّذي قالَهُ / وَيَقرَأُ غَيرَ الَّذي يُكتَبُ
فَصَمتاً إِذا شِئتَ إِطرابَنا / فَنَحنُ إِذا قُلتَ لا نَطرَبُ
وَلا تَأتِيَنّي إِذا جِئتَني / فَإِنّي إِذا جِئتَني أَذهُبُ
أَمَنعاً إِذا جِئتُكُم أَستَعيرُ
أَمَنعاً إِذا جِئتُكُم أَستَعيرُ / فَكَيفَ إِذا جِئتُ أَستَوهِبُ
وَمِثلي إِذا كانَ في مَعشَرٍ / فَلِلعِزِّ عِندَهُمُ مَنكِبُ
يُقَرَّبُ مِثلي إِذا ما نَأى / وَيُكرَمُ مِثلي إِذا يَقرُبُ
عَتَبتُكَ لِلوُدِّ لا لِلقَلى / وَواصِل صَديقاً وَما تُعتِبُ
تَأَمَّلتُ مِنها غَزالاً رَبيبا
تَأَمَّلتُ مِنها غَزالاً رَبيبا / وَبَدراً مُنيراً وَغُصناً رَطيبا
جَلَت لَكَ عَن خَضلٍ واضِحٍ / يَبيتُ سَناهُ عَلَيها رَقيبا
وَهَزَّت لَنا بِسَراةِ الكَثيبِ / قَضيباً تُفَرِّعُ مِنهُ كَثيبا
عَشِيَّةَ راحَت وَأَترابُها / يُقَلِّبنَ لِلهَجرِ طَرفاً مُريبا
كَواكِبُ لَيلٍ إِذا ما رَأَت / كَواكِبُ شَيبٍ تَهاوَت غُروبا
وَأَقمارُ رَوضٍ قَمَرنَ العُقولَ / وَغُزلانَ رَملٍ قَلَبنَ القُلوبا
إِذا زِدتَها نَظَراً زِدتَني / جَمالاً بَديعاً وَشَكلاً غَريبا
رَحَلنَ العَشِيَّةَ مِن ذي الغَضا / وَخَلَّفنَ فيهِ جِمالاً وَطيبا
فَلا تَعجَبا أَن يَعِبنَ المَشيبَ / فَما عِبنَ في ذاكَ إِلّا مَعيبا
إِذا كانَ شَيبي بَغيضاً إِلَيَّ / فَكَيفَ يَكونُ إِلَيها حَبيبا
وَقَد كُنتُ أَرفُلُ بُردَ الشَبابِ / قَشيباً وَأَرفُلُ وَشياً قَشيبا
إِذا مُلتَ مُلتَ قَضيباً رَطيبا / وَإِن صُلتَ صُلتَ قَضيباً قَضوبا
وَخَلِّ الجُهولِ وَبَغضي لَهُ / فَإِنّي لَبيبٌ أُحِبُّ اللَبيبا
يُصادِفُني الضَيفُ طَلقاً ضَحوكا / وَإِن كُنتُ لَم أَرَ بِدعاً عَجيبا
وَأَستَعمِلُ الحُلمَ ما لَم أَكُن / أَصَبتُ مِنَ الذُلِّ فيهِ نَصيبا
مِنَ الحُلمِ ضَربٌ إِذا رُمتَهُ / لَقيتَ مِنَ الذُلِّ فيهِ ضُروبا
وَوَجهٍ تَشَرَّبَ ماءَ النَعيمِ
وَوَجهٍ تَشَرَّبَ ماءَ النَعيمِ / فَلَو عُصِرَ الحُسنُ مِنهُ اِنعَصَر
يَمُرُّ فَأَمنَحُهُ ناظِري / فَيَنثُرُ وَرداً عَلَيهِ الخَضَر
تَمَتَّعَتِ العَينُ مِن حُسنِهِ / فَما حَفَلَت بِطُلوعِ القَمَر
جَواهِرُ عُشبٍ وَنورٍ نَظيمٍ
جَواهِرُ عُشبٍ وَنورٍ نَظيمٍ / وَأَفرادُ ظِلٍّ وَقَطرُ نَثيرِ
فَمِن بَينِ صُفرٍ وَحُمرٍ وَخُضرٍ / عَلى القُضبِ غيدٍ وَزورٍ وَصورِ
وَلَعسٍ تُناسِبُ لُعسَ الشِفاهِ / وَبيضٍ تُعارِضُ بيضَ الثُغورِ
نَواظِرُ مِن بَينِ يَقظى وَوَسنى / وَنُجلٍ وَخُزرٍ وَحولٍ وَحورِ
حَليفُ عَناءٍ وَمَجدٍ وَفَخرٍ
حَليفُ عَناءٍ وَمَجدٍ وَفَخرٍ / وَبَأسٍ وَجودٍوَخَيرٍ وَخَيرِ
أَضاءَ فَأَطرَقَ ضَوءُ الشُموسِ / وَتَمَّ فَأَغضى تَمامُ البُدورِ
بَقَدرِ الصَبابَةِ عِندَ المَغيبِ
بَقَدرِ الصَبابَةِ عِندَ المَغيبِ / تَكونُ المَسَرَّةُ عِندَ الحُضورِ
وَأَطيَبُ ما كانَ بَرَدُ الثُغورِ / إِذا هُوَ صادَفَ حَرَّ الصُدورِ
إِذا ما اِستَمَرَّ عَلى هَجرِهِ
إِذا ما اِستَمَرَّ عَلى هَجرِهِ / فَخَلِّ التَفَكُّرَ في أَمرِهِ
هَبِ المَوتَ عاجَلَهُ بَغتَةً / وَغَيَّبَهُ القَبرُ في قَعرِهِ
فَسِيّانِ مَن غابَ عَن أَهلِهِ / وَمَن سَكَنَ التُربَ في قَبرِهِ
سَبيلُ الجَميعِ إِلى فُرقَةٍ / فَإِن أَنتَ لَم تَدرِهِ فَاِدرِهِ
وَحُلوُ الحَياةِ إِلى مُرِّها / وَصَفوُ المَعاشِ إِلى كَدرِهِ
وَأَمضى عَلى الهَولِ مِن صارِمٍ
وَأَمضى عَلى الهَولِ مِن صارِمٍ / وَأَنجَحَ سَعياً مِنَ الدِرهَمِ
كَأَنَّ الشَرارَ عَلى نارِها
كَأَنَّ الشَرارَ عَلى نارِها / وَقَد راقَ مَنظَرُها كُلَّ عَينِ
سُحالَةُ تِبرٍ إِذا ما عَلا / فَإِمّا هَوى فَفُتاتُ اللُجَينِ
بَنَفسَجُ عارِضِهِ يَنثَني
بَنَفسَجُ عارِضِهِ يَنثَني / إِلى حُمرَةِ الوَردِ مِن وَجنَتَيهِ
فَيَجعَلُ قَلبِيَ في كَفِّهِ / يَسيءُ إِلَيهِ وَيَعدو عَلَيهِ
تَغَنّى لَنا فَجَعَلنا عَلَيهِ
تَغَنّى لَنا فَجَعَلنا عَلَيهِ / عَمائِمَ تَنزَعُ جِلدَ القَفا
جَعَلنا اللِطامَ لَهُ لُحمَةً / وَنَتفُ الشَوارِبَ فيهِ سُدى
سرورٌ يقيمُ ولا يرحل
سرورٌ يقيمُ ولا يرحل / ونعماءُ آخرُها أَوَّلُ
ويُمنٌ يدومُ ولا ينقضي / وسعدٌ يلوحُ ولا يأفلُ
فضلتَ وأفضَلتَ سَومَ السحابِ / وخيرُ الورى الفاضِلُ المُفضِلُ
وجُودُ الكريمِ له جُنَّةٌ / وعَقلُ اللبيبِ له مَعقِلُ
وليس لذي المالِ من مالِهِ / سوى ما يُنيلُ وما يأكلُ
وما المالُ مالٌ لمَن يقتني / ولكنَّهُ مالُ من يبذلُ
وبالجِدِّ يُدفَعُ ما يتقى / وبالجد يُدرَكُ ما يؤمَلُ
ولم يزلِ الفَقرُ مستصحِباً / لِمَن يتوانى ومن يكسَلُ
إذا الناسُ كانوا بني واحدٍ / فأجملُهُم أثراً أفضَلُ