المجموع : 21
مَشَمّكِ أَفوَحُ في مِعطَسي
مَشَمّكِ أَفوَحُ في مِعطَسي / وَوَجهُكِ أَملَحُ في ناظِري
ظَفَرتُ بِقُربِكِ بَعدَ اِمتِناعٍ / فَمِن ذاكَ سُمِّتُ بِالظافِرِ
حَسَدتُ كِتابي عَلى فَوزِهِ
حَسَدتُ كِتابي عَلى فَوزِهِ / بإِبصارهِ الغُرّةَ الزاهِرَهْ
فَيالَيت شَخصي يَكون الكِتاب / فَتلحَظُهُ المُقلَةُ الساحِرَهْ
وَقُلتُ خُذي جَوهَراً ثابِتاً
وَقُلتُ خُذي جَوهَراً ثابِتاً / فَقالَت خُذوا عَرَضاً زائِلاً
أَغائِبَةَ الشَخصِ عَن ناظِري
أَغائِبَةَ الشَخصِ عَن ناظِري / وَحاضِرَةً في صَميمِ الفُؤادِ
عَلَيكِ السَلامُ بِقَدرِ الشُجون / وَدَمع الشُؤونِ وَقَدرِ السُهادِ
تملكتِ مِنّي صَعبَ المَرامي / وَصادَفتِ ودّي سَهلَ القيادِ
مُراديَ لُقياكِ في كُلِّ حين / فَيالَيتَ أَنّي أَعطى مُرادي
أَقيمي عَلى العهدِ ما بَينَنا / وَلا تَستَحيلي لِطولِ البِعادِ
دسَستُ اِسمَكِ الحُلوَ في طيّ شِعري / وَألّفتُ فيهِ حُروفَ اِعتِمادِ
أَيا نَفسُ لا تَجزَعي وَاِصبِري
أَيا نَفسُ لا تَجزَعي وَاِصبِري / فَإِنَّ الهَوى ما بِهِ مُنصفُ
حَبيبٌ جَفاك وَقَلبٌ عَصاكَ / وَلاح لَحاك وَلا مُلطِفُ
شُجونٌ مَنعن الجُفونَ الكَرى / وَعَوَّضنَها أَدمُعا تُنزَفُ
لَقَلبي لِبُعدك عَنّي عَليلُ
لَقَلبي لِبُعدك عَنّي عَليلُ / فَشَوقي صَحيحٌ وَجِسمي عَليلُ
وَوُدّي عَلى حسب ما تَعلَمينَ / تَزولُ الجِبالُ وَما إِن يَزولُ
فَلا تَستَحيلي لِبُعد الديار / فَإِنّي مَعَ البُعد لا أَستَحيلُ
يُقاتِل بِاللَحظِ مَحبوبُنا
يُقاتِل بِاللَحظِ مَحبوبُنا / وَبالسَيف وَالرُمح أَمضى قِتالِ
فَطَوراً يَصيدُ ظِباءَ السِناء / وَطَوراً يَصيدُ أُسودَ الرِجالِ
إِذا ما اِقتَحَمتَ الوَغى دارِعاً
إِذا ما اِقتَحَمتَ الوَغى دارِعاً / وَقَنَّعتَ وَجهَكَ بالمِغفَرِ
حَسِبنا مُحَيّاكَ شَمسَ الضُحى / عَلَيها سَحابٌ مِن العَنبَرِ
مِجَنّ حَكى صانِعُوهُ السَماءَ
مِجَنّ حَكى صانِعُوهُ السَماءَ / لِتَقصُرَ عَنهُ طِوالُ الرماحِ
وَصاغوا مِثالَ الثُرَيّا عَلَيهِ / كَواكِبَ تَقضي لَهُ بِالنَجاحِ
وَقَد طَوَقوهُ بِذَوب النضار / كَما لَبس الأُفق ثَوب الصَباحِ
أَيا ماجِداً لَم يَرُم شامِخا
أَيا ماجِداً لَم يَرُم شامِخا / مِنَ المَجدِ فاحتَلَّ غَيرَ القُنَنْ
سَألتُكَ صَفراء ِبكراً فَجُدْ / عَليَّ بِها شافِعا لِلمَنَنْ
تَرُدّ السِنان إِذا أَمَّها / شَبا حَدِّهِ عَن قَويم السَنَنْ
وَإِن كُنتَ مِن معشرٍ في الوَغى / أَقاموا القُلوبَ مَقامَ الجُنَنْ
أَيا مَلِكا عَمَّني فَضلُهُ
أَيا مَلِكا عَمَّني فَضلُهُ / وَلَم ألف في بَحر نُعماه زَجرا
عَهِدنا البِحار لِزَجرٍ وَمَدٍّ / وَتأبى بِحارُ أَياديكَ جَزرا
دَعَونا الأَمانيَ لَمّا رَضيتَ / فَجاءَت تَوالي عَلَينا وَتَترى
فَلَم يَبقَ لي أَمَلٌ أرتَجيه / سِوى أَن أَقومَ بِنُعماكَ شُكرا
بَقيتَ وَلا مُلكَ إِلّا وَقَد / غَدا مِلكَ كَفِّكَ قَهراً وَقَسرا
أَبا هاشِمٍ هَضَّمتَني الشِفارُ
أَبا هاشِمٍ هَضَّمتَني الشِفارُ / فَلِلَّهِ صَبري لِذاكَ الأوارْ
ذَكَرتُ شُخَيصَكَ ما بَينَها / فَلَم يَدعُني حُبه للفرارْ
وَعَدتَ وَأَخلَفتَني المَوعِدا
وَعَدتَ وَأَخلَفتَني المَوعِدا / وَخالفتَ بِالمُنتهى المُبتَدا
وَأطمَعتَني ثُمَّ أَيأستَني / وَيمنَعُني الودّ أَن أَحقِدا
وَأَضعَفتَ بالمطلِ حَبلَ الرَجا / ء فرثّ وَأعهدُهُ مُحصَدا
وَعادَ ضِياءُ اِرتِقابي ظَلاما / وَأَصبَحَ مصباحُه أَرمَدا
وَكانَ فِعالُكَ قَبلَ المَقال / فَماذا عَدا الآن فيما بَدا
وَقَد كانَ ظَنّي فيما رَأَيتُ / بِهِ أَنَّ الشحّ غَلّ اليَدا
وَكَم قَد توكفتُها رَوضَةً / تُقَرّب لي الأَمَلَ الأَبعَدا
يُنَوِّر عِلمُكَ أَرجاءَها / وَيَقطُرُ طَبعُك فيها نَدى
تَوكّفها زَمنا ناظِري / إِذا مَرّ يَومٌ تَمادى غَدا
عَلى ذاكَ أَفديك مِن ماجِدٍ / تَشّبتثَ بِالظَرف فيهِ الهُدى
فَحِيناً أَزور بِهِ رَوضَةً / وَحيناً أَحيّي بِهِ مَسجِدا
لَكَ العِلم مَهما أَرِد بحرَهُ / لأروى بِهِ أَحمَدُ المَورِدا
وَفيكَ تَجمعت المأثُرا / تُ طرا فصرت بِها مُفرَدا
شَمائِلُ تَنثرُ شَملَ الهُمو / م نثرَكَ بِالرأي شملَ العِدى
فَمَتَّعَني اللَهُ بالحَظّ مِنك / وَلا زِلتَ لي مؤنِساً سَرمَدا
وَدُمت وَدُمنا عَلى حالِنا / كَما يَصحَبُ الفرقدُ الفَرقَدا
فَلولاك كانَت رُبوع السرو / ر مِنّي تَجاوَبَ فيها الصَدا
فُديتَ أَبا عَمروٍ مِن فَتى
فُديتَ أَبا عَمروٍ مِن فَتى / مَتى يُختبر غيبُه يُحمَدِ
وِدادٌ صَحيح وَخُلقٌ مَليحٌ / وَنُطقٌ فَصيحٌ لَدى المشهدِ
أَتَتني البَديهَةُ تندى بَديعاً / وَأَبدَعُ ما في الرياضِ النَدِي
أزاهِرُ لَم تُنتشق بالأنو / فِ لُطفا وَلا جُنِيَت باليَدِ
خجِلتُ لِشَكواكَ في طيِّها / فَما كِدتُ أَسمَعُ لِلمُنشِدِ
وَقَد عَبّرتْ لَكَ تِلكَ الرُؤى / لِيَشبَعَ طاوٍ وَيَروى صدِي
فَهَوِّن عَلَيكَ مِنَ النائِبات / إِذا كانَ نَصري بالمرصدِ
وكن مُخبِري إِنَّني سائِلٌ / سُؤالَ مُدلٍّ عَلى مُسعَدِ
فَجاءَتكَ صَفراءَ عِندَ المَنا / مِ تَسري مِنَ الأُفُق الأَبعَدِ
فَحَيتكَ بِالنَفسِ النَرجسيّ / وَلاقَتكَ بِالمَلبس العَسجَدي
وَعَلَّتكَ بالريقِ لَو أَنَّهُ / أُبيحَ لِذي الزُهدِ لَم يَزهَدِ
شعُرتَ فَجِئتَ بِعَين المُحال
شعُرتَ فَجِئتَ بِعَين المُحال / وَما زِلتَ ذا خَطلِ في المَقالْ
مَتى عَزّ في حِمص غَيرُ العَزيز / أَو ذَلّ غَيرُ الذَميم الفَعالْ
أَمَطلَعُ زُهر نُجوم الكَلام
أَمَطلَعُ زُهر نُجوم الكَلام / وَمشرِقَهُ مِن خِلال الحلَكْ
أَتانا قَريضُك وَالهَمُّ حَيٌّ / لِدُنيا فَأَمسى بِهِ قَد هلكْ
فَهاكَ مواردَ وِدٍّ صَفَت / يَعُلّك فيها الَّذي أَنهلَكْ
وَرَدتَ أَبا الفَتح سَيّدي
وَرَدتَ أَبا الفَتح سَيّدي / وُرودَ الكَرى بَعدَ طول السهادْ
وَلَمّا حَلَلتَ بِنا لَم تَحُلّ / مِن العين وَالقَلب غَيرَ السَوادْ
ودمت مِنّا طَيوراً غَدَت / تَطيرُ إِلَيكَ بريشِ الوِدادْ
هُم أَوقَدوا بَينَ جَنبيكَ نارا
هُم أَوقَدوا بَينَ جَنبيكَ نارا / أَطالوا بِها في حشاكَ اِستِعارا
أَما يَخجَلُ المَجدُ أن يُرحِلوك / وَلَم يَصحبوكَ خباءً مُعارا
فَقَد قَنَعّوا المَجدَ إِن كانَ ذاك / وَحاشاهمُ منك خِزيا وَعارا
يَقِلُّ لعينيك أَن يَجعَلوا / سَوادَ العيونِ عَلَيكُم شِعارا
تُراهُم نَسوا حينَ جُزتَ القَفار / حَنِينا إِلَيهِم وَخضتَ البِحارا
بِعَهدِ لُزومٍ لِسُبلِ الوَفاءِ / إِذا حادَ عَنها وَجارا
وَقَلبي نَزوعٌ إِلى يُوسُفٍ / فَلَولا الضُلوعُ عَلَيهِ لَطارا
وَيَومَ العروبةِ ذُدتَ العدى / نَصَرتَ الهُدى وَأَبَيتَ الفِرارا
تَثَبَّتَ هُناك وَأَنّ القُلو / بَ بَينَ الضُلوع لَتأبى الفِرارا
وَلَولاكَ يا يُوسُفُ المُتَّقى / رَأَينا الجَزيرَة لِلكُفرِ دارا
رَأَينا السُيوفَ ضُحىً كالنُجوم / وَكالَّيل ذاكَ الغُبارَ المُثارا
فَلِلَّهِ دَرُّكَ في هَولِهِ / لَقَد زادَ بأسُكَ فيهِ اِشتِهارا
تَزيدُ اِجتِراءً إِذا ما الرِما / حُ عِندَ التَناجُز زِدنَ اِشتِجارا
كَأَنَّكَ تَحسَبُها نَرجِساً / تُديرُ الدِماءَ عَلَيها عُقارا
تُريكَ الرماحُ القُدودَ اِنثناءً / وَتَجلو الصِفاحُ الخُدود اِحمِرارا
إِذا نار حربكَ ضَرّمْتَها / حَسِبنا الأَسِنَّة فيها شَرارا
سَتَلقى فِعالَك يَومَ الحِسا / ب تنثرُ بالمِسك منك اِنتِثارا
وَلِلشهداءِ ثَناءٌ عَلَيكَ / بِحُسنِ مُقامِك ذاكَ النَهارا
وَأَنَّهُمُ بِكَ يَستَبشِرو / نَ أَلاّ تَخَافَ وَأَلّا تُضارا
وَتَلقى نَعيماً يُنسِّي الشَقا / وَتَجني سَراحاً يُنسِّي الإِسارا
تَبدلتُ مِن عزِّ ظلِّ البُنودِ
تَبدلتُ مِن عزِّ ظلِّ البُنودِ / بذُلِّ الحَديدِ وَثِقَل القُيود
وَكانَ حَديدي سناناً ذَليقاً / وَعضبا دَقيقاً صَقيل الحَديد
فَقَد صارَ ذاكَ وَذا أَدهَما / يَعُضُّ بِساقيَّ عَضَّ الأُسود
كذا يهلِك السَيفُ في جِفنِه
كذا يهلِك السَيفُ في جِفنِه / إِذا هَزَّ كَفّي طَويلُ الحَنينِ
كذا يَعطِش الرُمح لَم أَعتَقِلهُ / وَلَم تَروه مِن نَجيعٍ يَميني
كذا يَمنَع الطَرف عَلَّك الشَكي / مَ مُرتَقِيا غِرّةً في كَمينِ
كأنَّ الفَوارِسَ فيهِ ليوثٌ / تُراعي فَرائِسَها في عَرينِ
ولا شرفٌ يَرحَمُ المُشرفيّ / مِمّا بِهِ مِن شَمات الوَتينِ
أَلا كَرَمٌ يُنعِشُ السمهريّ / وَيُشفيه مِن كُلّ داءِ دَفينِ
أَلا حَنَّةٌ لابن مَحنيَّة / شَديد الحَنين ضَعيف الأَنينِ
يُؤَمِّلُ مِن صَدرها ضَمَّةً / تُبَوِّئُهُ صَدر كُفء مُعينِ