المجموع : 14
أُقِلُّ بِمالي وَرَوحي الفِداءَ
أُقِلُّ بِمالي وَرَوحي الفِداءَ / لِبَدرٍ لَهُ الشَمسُ أَضَحتْ ضِياءَ
عَزيزٌ لَهُ الذُلُّ عِزُّ النُفوسِ / وَفيهِ الفَناءُ يُنيلُ البَقاءَ
وَمِنهُ القَبولُ يُديمُ النَعيمَ / وَعَنهُ الخِلافُ يَزيدُ الشَقاءَ
يَجِنُّ الظَلامُ إِذا ما تَوارى / وَيُجلى النَهارُ إِذا ما تَرآى
فَمِن كُلِّ طَرفٍ لِوَهمٍ تَدانى / وَعِن كُلِّ قَلبٍ بَفَهمٍ تَنآى
بِهِ الأَرضُ صارَت سَماءُ العُقولِ / وَفيها النُفوسُ تَؤُمُّ السَماءَ
وَلَيسَ عَلى قُربِهِ بِالمَكانِ / بُعدٌ وَمَن حَلَّ فيهِ ثَواءَ
وَلَو لَم يَكُن حاضِراً لِلعَيانِ / نَراهُ بِهِ لَم نَسُرَّ الدُعاءَ
أُغالِطُ عَنهُ الرِجالِ / وَأَقصِدُ بَدراً وَأَدعو ذُكاءَ
وَلَولا التَقِيَّةُ في مَذهَبي / رَفَضتُ التُقى وَكَشَفتُ الغِطاءَ
مَتى كانَ لِلصَبِّ في مَذهَبِ الهَوى
مَتى كانَ لِلصَبِّ في مَذهَبِ الهَوى / حَظُّ نَفسٍ فَما ذاكَ صَبُّ
وَلَيسَ مِنَ الحُبِّ في عِدَّةِ المُحِبّينَ / قَلبٌ لَهُ فيهِ قَلبُ
لَقَد قَبَضَ اليَأسَ بَسطُ الرَجا
لَقَد قَبَضَ اليَأسَ بَسطُ الرَجا / بِشَمسِ الضُحى في هِلالِ الدُجى
فَأَوَّبتُ في قَصدِهِ مُسرِعاً / وَقَد كُنتُ في سَفَري مُدلِجا
وَلَمّا وَصَلتُ إِلى دارِها / أَمِنتُ الهَلالَ وَنِلتُ النَجا
وَكانَ وُصولي إِلى بابِها / مِنَ الحُزنِ وَالحَزَنِ لي مَخرَجا
فَصِرتُ سَبيلاً إِلى السَلسَبيلِ / وَقَولِيَ حُجَّةُ أَهلِ الحِجى
صِقالُ سَوالِفِ وَجهِ الحَبيبِ
صِقالُ سَوالِفِ وَجهِ الحَبيبِ / أَراني بِها هُدبَ عَيني عَذارا
وَساحِرُ أَجفانِهِ أَشهَدُ النَوا / ظِرَ في ماءِ خَدَّيهِ نارا
عَلى كُلِّ عَينٍ مِنَ الخَلقِ عَينٌ
عَلى كُلِّ عَينٍ مِنَ الخَلقِ عَينٌ / مِنَ الحَقِّ فَهوَ بِها يُبصِرُ
وَفي نَطقِ كُلِّ لِسانٍ لَهُ / لِسانٌ مُخاطِبُهُ يُخبِرُ
بَنى العَقلُ هَبّوا لِأَمرٍ عَجابٍ
بَنى العَقلُ هَبّوا لِأَمرٍ عَجابٍ / وَلَكِنَّ لِلعَقلِ عَنهُ نُشوزُ
أُناسٌ رَأَوا أَنَّهُم قادَةٌ / وَقالوا الجَماعَةُ حَرزٌ حَريزُ
وَكُلٌّ يَرى قَولَهُ واجِباً / وَقَولَ جَماعَتِهِ لا يَجوزُ
أَبو طالِبٍ كَفِلَ المُصطَفى
أَبو طالِبٍ كَفِلَ المُصطَفى / وَجاهَدَ عَنهُ وَجافى المَجافي
وَأَنفَقَ في نَصرِهِ مالِهِ / وَأَصفاهُ مِن وُدِّهِ كُلَّ صافِ
وَأَظهَرَ في الشِعرِ تَصديقَهُ / وَعَن قَولِهِ لَم يَمُت ذا اِنحِرافِ
وَذا كافِرٌ وَاِبنُ حَربٍ بِهِ / غَدا مُؤمِناً ذا عَمىً غَيرُ خافِ
عَلَيكَ اِتِّكالي إِلَهَ الوَرى
عَلَيكَ اِتِّكالي إِلَهَ الوَرى / وَتَفويضُ كُلِّ أُموري إِلَيكَ
وَغَيرُ خَفِيٍّ بِأَنَّ الوُجودَ / وَأَهلَ الوُجودِ عَطايا يَدَيكَ
لِذَلِكَ لَم يَبقَ فِيَّ اِختِياراً / لِنَفسي اِتَّكالي عَلَيكَ
وُجودٌ بِغَيرِ ثَراءٍ عَدَم
وُجودٌ بِغَيرِ ثَراءٍ عَدَم / وَخَمرٌ بِغَيرِ نَديمٍ نَدَم
وَما كاسَ بِالكاسِ غَيرُ اِمرِئٍ / عَلى الغَمِّ عاوَنَها بِالنَغَم
فَروحُ النُفوسِ بَرراحِ الكُؤوسِ / وَشَمَلِ النَدامى إِذا ما التَأَم
لِأَحمَدَ في الذِكرِ وَصفٌ عَظيمٌ
لِأَحمَدَ في الذِكرِ وَصفٌ عَظيمٌ / رَسولٌ نَبِيٌّ رَؤوفٌ رَحيمُ
شَهيدٌ بَشيرٌ سِراجٌ مُنيرٌ / سِميعٌ بَصيرٌ خَبيرٌ عَليمُ
نَذيرٌ مُجيرٌ وَلِيٌّ نَصيرٌ / وَساعٍ وَداعٍ وَراعٍ حَميمُ
كِتابٌ مُبينٌ قَوِيٌّ أَمينٌ / مَكانٌ مَكينٌ صِراطٌ قَويمُ
ذُكورٌ شَكورٌ صَبورٌ وَقورٌ / حَميدٌ مَجيدٌ غَفورٌ حَليمُ
نَهَدتُ إِلى الهِندِ في فِتيَةٍ
نَهَدتُ إِلى الهِندِ في فِتيَةٍ / مِنَ العَرَبِ جارِهِمُ لا يُضامُ
غَراماً بِسامي الذُرى وَصلُهُ / بِغَيرِ بَني حامِهِ لا يُسامُ
حَبيبٌ أَبى أَن يَرى مَربَعاً / وَلَيسَ لَهُ في رُباهُ مَقامُ
فَلَم أَرَ داراً سِوى دارِهِ / وَما لِسواهُ بِها وَالخِيامُ
هُوَ الكُلُّ لا غَيرُهُ كُلُّهُ / فَكُلٌّ بِهِ مُغرَمٌ مُستَهامُ
بِعِلمِ اليَقينِ وَعَينِ اليَقينِ
بِعِلمِ اليَقينِ وَعَينِ اليَقينِ / شَهِدتُ وَحَقَّقتُ حَقَّ اليَقينِ
وَحُسنُ يَقيني بِأَهلِ اليَقينِ / فَمِن نَزَعاتِ ظُنوني يَقيني
أَيا جيرَةً بِلَوى الأَبرَقَينِ
أَيا جيرَةً بِلَوى الأَبرَقَينِ / دَنا بِاِنتِزاحِكُم حينُ حَيني
فَأَضرَمتُم بِالجِوى نارَ قَلبي / وَأَطفَأتُم بِالنَوى نورَ عَيني
وَأَيسَرُ ما حَلَّ بي بَعدَكُم / ضَنىً حالَ ما بَينَ روحي وَبَيني
وَلَيلَةَ إِعراضِكُم لاحَ لي / بَياضُ دُجى لِمَّتي كَاللُجَينِ
حَفِظتُ وَضَيَّعتُم صُحبَتي / وَقابَلتُم صِدقَ وُدّي بِمينِ
وَما زِلتُ أَقضي دُيونَ الغَرامِ / لِمَن حَكَمَهُ في الهَوى مَطَلُ دَيني
غِناكَ عَنِ الشَيءِ نَفسُ الغِنى
غِناكَ عَنِ الشَيءِ نَفسُ الغِنى / وَأَمّا بِهِ فَهوَ فَقرٌ إِلَيهِ
وَلَيسَ مِنَ الزُهدِ في رُتبَةٍ / أَخو رَغبَةٍ في ثَناءٍ عَلَيهِ