المجموع : 78
تهنّ بما تكتسي من سناك
تهنّ بما تكتسي من سناك / معالي الأمور وما تكتسب
ومرتبة رقِيت قصدها / إلى أن قضى الله ما ترتقب
ومرتبة يا رفيع العماد / يليق بمنصبها المنتصب
وأنت المعان على أمرها / لأنك من خير كفئ خطب
وعالت بك الشهب حتى رأت / تصرف ميزانها المنتصب
وحب القلوب فكيف الحبوب / بسعدك راج فلا تعتجب
وسرت فإن فرغت كيلها / لبثّ الثناءِ فمن يَنتخب
ولا تحسبن رزقك المجتلي / تزيّد من أفقها المحتلب
فإنك من أسرةٍ تصطفى / وترزق من حيث لا تحتسب
دعاهُ لذكر الحمى مذهبٌ
دعاهُ لذكر الحمى مذهبٌ / وشوقٌ أقامَ فما يذهب
أمصرُ سقتكِ غوادِي السرور / وجادَكِ من أفقها صيب
ذكرتُ زمانك حيث الوِصال / وحيث الصبا طيّب طيّب
وبيضُ الوجوهِ بها نجْتلي / وسودُ الشعورِ بها تسحب
وكم قمرٍ فيكِ سافرتُ عنهُ / وعقرب أصداغه غيهب
فما كانَ بالسفرِ المستجاد / وقد أطلعَ القمرَ العقرب
وإن حفَّ بي للنوى مهلكٌ / فكم صحَّ لي باللقا مطلب
وإن طمعت في ليالي الحمى / منايَ فكم قد فشا أشعب
وقد يحسب المرءُ ما فاته / فيأتيه أضعافُ ما يحسب
لعمركَ ما الصبحِ بالمستنير / وقد فاتني ذلكَ المغرب
عسى خبرٌ من كتاب الشهاب / يخبرُ عنها بما أرقب
طربتُ بعهدِ الصبا بعد ما
طربتُ بعهدِ الصبا بعد ما / سقيتُ بنارِ الأسى والحرب
وحمَّر ذهني بياضُ المشيب / فها أنا فيهِ الشفا والطرب
ولولا الهنَا بزمانِ الرَّئيس / أمين العلا هدَّ حالِي العطب
ومقدمه من حمى المَرْجِ قد / شفاني من هرجِ مرج الكرب
يُوَقِّرِني ودّه لا جفا / ويرْوي الصدى بره لا نضَب
دعانِي شيخاً رضا سيِّدي / فهذَّبني غيظه المقتضب
فأحسنَ لي في الوفا والجفا / وشيَّخني في الرِّضا والغضب
لقد قرَّ طرف مصلٍّ بمصر
لقد قرَّ طرف مصلٍّ بمصر / بمسجدِ هذا الكريم انجذب
ودار النحاس به غيرت / فصارت لعمريَ دار الذهب
لقد أسعدَ الله رأي الذي
لقد أسعدَ الله رأي الذي / بنى مسجداً وصفه قد وجب
لدار النحاس به حلية / فدار النحاس كدار الذهب
أمولايَ صبراً على مبرَمٍ
أمولايَ صبراً على مبرَمٍ / له كلّ يومٍ لديك اكتساب
تقول لجودِك حاجاته / سيفتح بابٌ إذا سدَّ باب
وراهنَ قلبي خفوقَ البروق
وراهنَ قلبي خفوقَ البروق / وكان لدمعِي عليهِ الغَلَب
جَرتْ مع دمعِي غوادي الحيا / فقالَ الغرامُ لقلبي وجب
أمولايَ إنَّ عدوِّي الزمان
أمولايَ إنَّ عدوِّي الزمان / يعوِّق عن قصدك الواجب
مخافةَ أشكو إليك أذاه / فأشكو العدوَّ إلى الصاحب
لئن عذرَ الصاحبُ المرتجى
لئن عذرَ الصاحبُ المرتجى / لتأخيرِ معلوميَ الواجب
فقد رمَّ حاليَ تاج العُلى / ونابَ الصديقُ عن الصاحب
يقولُ رجائِيَ لما دعا
يقولُ رجائِيَ لما دعا / نَداكَ لهبَّات تلك الهِبات
تناسب حال الندى والرجا / فهذا الغمام لهذا النبات
يقول الذي قد درَى غربَتي
يقول الذي قد درَى غربَتي / وعسري وجودُكَ حصلته
قبضت بأنعامهِ البندقي / فقلتُ نعم ثمَّ فصَّلته
يا ابن نباتة جار الزمان
يا ابن نباتة جار الزمان / وزِلْتَ وزالتْ قوَى همَّتك
وقد كنتَ ذا حكمةٍ وانْقضت / فلا أوحشَ الله من خدمتك
حللت بمصر عن الحاكمين
حللت بمصر عن الحاكمين / كأنَّا ذَوي نسبٍ مبهج
إمامَ التقى دُمْ لنا مرتجًى / وما باب فضلك بالمرتج
فليس الدقيق كمثل الجليل / وليس العلليّ كالخزرجي
إلهي سلمتُ من الضربِ في
إلهي سلمتُ من الضربِ في / بلادٍ لعيشي فيها حرَج
وأرجو الخلاص فقرّب به / لباب السلامة باب الفرج
تأوَّب كالبدر في جنحه
تأوَّب كالبدر في جنحه / وأين العواصم من سفحه
خيالٌ يزور أخير الدجى / فتحسبه مبتدا صبحه
وقد ضمَّ جَفنِي بزير الكرى / فيعرب في الحال عن فتحه
هوى شارح لي حديث الغرام / فلا تسال القلب عن شرحه
تعشقته شاهر الوجنتين / بما لقى القلب من جرحه
له سيف لحظ أراق الدّماءَ / فحمرة خدَّيهِ من نضجه
كأنَّ عذاريه خط الجمال / تميل النفوس إلى لمحه
رئيسٌ له في العلى منزلٌ / تزلّ الكواكب عن صرحه
يرجَّى وإن زاد في سخطه / ويخشى وإن لان في مزحه
ترقى به محمود مرقى الهلال / فلاحظ الضدّ في نبحه
وأعدى على نائبات الزمان / فما تشتكي الناس من فدحه
براحته قلمٌ قد دعا / شكاةَ الزمان إلى صلحه
يقول الرجاء لمتاحه / طغى سيل غيثك فاستصحه
ويوضح للناس نهج الثناءِ / فنظم القصائد من منحه
له كتبٌ في ديار العدَى / غني بها الجيش عن كدحه
تثقف مثل أعالي الشآم / بما اشتعل الدهر من لفحه
لك الله من واضحٍ مجدُه / كما اتَّضح الأفق عن صبحه
وبرُّك في الفضل برٌّ رفيع / فليس المعاند من طرحه
وكم لك عنديَ من منَّةٍ / كما أسرف الغيث في سحه
ينطقني جودك المرتجَى / ويدعو اللسان إلى صدحه
فاجْلب نظمي ونثري له / وأروي الصحيحين عن مدحه
عشت للآدابِ تحمي سرحها
عشت للآدابِ تحمي سرحها / ببيانٍ خطّ أو خطوٍ فسيح
ليت شعري أنت يا باعثها / بعد ما ماتت خليلٌ أو مسيح
حيت سفرتي من نداك المديد
حيت سفرتي من نداك المديد / وخيل البريد منى المستزيد
فيا لك خانية بابها / إلى الشامِ يفضي لباب البريد
يقول بنيّ إذا ما منحت / أسيدَنا دُمْ لهذي العبيد
بوالدِنا غيبة يا له / حبيباً لهم غائباً عن وليد
ويشتاقُ أبناؤه والبنات / وصاحبة البيت بيت القصيد
نأى بيتها ونأى ذهنه / كما قد نأى عنهُ بيت النشيد
فغِث وأغث مغرماً وابْقَ ذا / نوالٍ بسيطٍ وفضلٍ مديد
تركت التغزُّل من أول
تركت التغزُّل من أول / وصيرته بعد مدح مرادِي
وقالت ليَ العين ذاك الطعام / ما كان أبهجه في سوادي
أيامن أياديهِ مشهورةٌ / لدى كلّ وادٍ وفي كلِّ ناد
وما سرق القول فيه الثنا / فحاشاه من قطع تلكَ الأيادِي
أذكِّر مولايَ ما قلتُ في / مقاطيع شعرٍ تجوب البوادِي
عهدت فؤادِي ملآن من / شجونٍ ولا موضعٌ لازْدِياد
إلى أن تعشّقت حلو الكنافا / ت للحلو زاويةً في فؤادِي
أرى الشعراءَ مضوا سوقة
أرى الشعراءَ مضوا سوقة / ولابن سنا الملك ملكٌ عتيد
وقد طوبقوا باسمه في القريض / فمنهم شقيٌّ ومنهم سعيد
كذا أبداً نلتقي كلّ عيد
كذا أبداً نلتقي كلّ عيد / بسعد جديد وجد سعيد
لك الله من وافر بحرُه / بفضل بسيطٍ وظلٍّ مديد
وخير عمادٍ أعادت علاه / وأعلت قواعد بيتٍ مشيد
لو أنَّ بيوت العلى نظمت / لأصبحَ بيتكَ بيتَ القصيد
يقول الثنا فيه أما سجعت / فإنك طوَّقت بالجود جيدي
فيا لك من عيد نحر هناه / يقول لأبيات مدح أعيدي
تنظم فيه عقود الثناءِ / وفي البحر يحسن نظم العقود