المجموع : 11
عَتبتُ عَلى قطّ اِبنِ مُنير
عَتبتُ عَلى قطّ اِبنِ مُنير / وقلت أتيتِ بغير الصَّوابِ
جَرحْت يداً خُلِقَتْ للنَّدَى / وبذل الهِبات وضرب الرِّقابِ
فَقَالَ ليَ القطُّ وَيْكَ اِنتَبِهْ / أَلَيْسَ القِطاطُ عِداةَ الكِلابِ
أَيا مَلِكَ النَّحْوِ والحاءُ مِنْ
أَيا مَلِكَ النَّحْوِ والحاءُ مِنْ / تَهَجِّيهِ من تَحت قد أعْجَمُوها
أتانا قياسُكَ هذا الذي / يُعَجِّمُ أشياءَ قد أَعْرَبُوهَا
ولمّا تصنَّعت في العاصَوي / غدا وجْهُ جَهْلِكَ فيه وُجُوهَا
وقالوا قَفا الشيخ إنّ المُلُو / كَ إذا دَخَلُوا قريةً أَفْسَدُوهَا
تطبَّبْ برأي الصَّبي والمَرَهْ
تطبَّبْ برأي الصَّبي والمَرَهْ / ولا تَقْرَبَنَّ بني سُكَّرَهْ
ففي كلِّ دارٍ لهم مأتمٌ / وفي كلِّ أرضٍ لهم مَقْبَرَهْ
أَرَقُّ من الماء لولا الشُّعَاع
أَرَقُّ من الماء لولا الشُّعَاع / لأَفْنَتْهُ رَشْفاً شفاه المُقَلْ
وكالنّار من وَهَج تِيه الصَّبا / فلولا تبسُّمه لاشْتَعَلْ
سقاها وَرَوَّى منَ النَّيْرَبَيْنِ
سقاها وَرَوَّى منَ النَّيْرَبَيْنِ / إلى الغَيْضَتَيْن وحَمُّورِيَهْ
إلى بيتِ لِهْيا إلى بَرْزَةٍ / دُلاحٌ مكفكفةُ الأوْعِيهْ
رَأَينا الملوكَ وقد ساجَلُوك
رَأَينا الملوكَ وقد ساجَلُوك / تمنَّوْا مَنُوناً وغرُّوا غُرُورا
أَبى لَكَ أَن يُدرِكوها أَبٌ / يزِير فَيُنسي الأسودُ الزَّئيرا
وجدٌّ إذا جَدَّ يوم الرّها / نِ أبقى لتاليه جدّاً عَثُورا
تَصُبُّ عَصاكَ على من عَصا / كَ يوماً عبوساً بها قَمْطَريرا
لَقَد أَلبَس الشامَ هَذا الإِباء / لَبوساً مِنَ الأَمن ليناً وثيرا
تَدارَكتَ أَرماقَهُ وَالقُلوبَ / توافر أَنْ يَستَجنَّ الصُّدُورا
أَقَمتَ جِثاثاً وَكانَت جَثا / وشُدْتَ قُصوراً وَكَانَت قُبورا
وَكَم لَكَ مِن غَضبَةٍ لِلهَوى / تُميتُ الهَوى وَتجبُّ الذُّكُورا
إِذا قَطَّبَ البأسُ كانت رَدَى / وإنْ ضحك العفْوُ عادت نُشُورا
كَملتَ فَوُفّيت عَينَ الكَمال / تُبيدُ السّنينَ وتُفني العُصورا
وَجادَ لَنا بِكَ رَبٌّ بَرا / كَ لِلكُفرِ نَاراً وَلِلدينِ نُورا
إِذا ما خدمتَ فَمولىً كَريماً / وَإِمّا عَبدْتَ فَعبداً شَكورا
أَمامَ المَحاريبِ بَرّاً حَصُوراً / وَتَحتَ الحروبِ هِزَبْراً هَصورا
تَبارَك مَن شادَ هذي الخِلا / لِ في ظُلَّة المُلْك طوداً وقُورا
وألَّف في مَعْقِدِ التّاج مِن / كَ سطواً سعيراً وعفواً نَميرا
فَدَتْكَ الملوكُ وأيّامُهَا
فَدَتْكَ الملوكُ وأيّامُهَا / ودام لنقضِكَ إِبْرامُهَا
وزَلَّتْ لعَيْنِك أَقدامُهَا / وزال لبطشك إِقدامُهَا
ولو لم تُسَلَّم إليك القلوبُ / هواها لما صحّ إسلامُهَا
أيا محييَ العدل لمّا نَعاهُ / أَيامَى البَرايا وَأَيتامهَا
ومستنقِذَ الدين من أُمَّةٍ / أزال المحاريبَ أصنامُهَا
دَلِفْتَ لها تقتفيك الأُسُودُ / والبيضُ والسُّمرُ آجامُهَا
جزرتَ جزيرتها بالسُّيُو / فِ حتى تشاءَمَها شامُهَا
وصارت عوارِيُّ أكنافه / مَتى شِئتَ أَرخص مُسْتامهَا
هو الجدّ بِزّ التّمام البدورا
هو الجدّ بِزّ التّمام البدورا /
شوى كلَّ ما جَنَتِ الحادثا / تُ ما كنت ظلّاً عَلَينا قَريرا
أَسأْنَ وَأَحسَن كنّ الهِلال / وَمَلأنَنا منكَ بدراً مُنيرا
إِذا ثَبح البَحر أَخطأنَهُ / فلا غَرْوَ أنْ يَنتَشِفن الغَديرا
وَأَصْغِر بِفُقدانِنا الذّاهِبينَ / ما عِشتَ نَأتيك ملكاً كَبيرا
وما أَغمَدَ الدّهرُ ذاكَ الحُسا / م ما سلّ حدّاك عضْباً بَتُورا
قسيمُ عُلاك ونِعْمَ القسيم / أخٌ شاف نزراً وأعطى كثيرَا
وَكانَ نَظيرك غارَ الزّما / نُ مِن أَنْ يرى لَكَ فيهِ نَظيرا
فدتْكَ نفوسٌ بِكَ اِستَوطَنت / مِنَ الأمْن نوراً وقد كُنَّ بُورا
بَقيتَ مُعزّاً مِنَ الهالِكينَ / تُوقّى الرَّدَى وتوفَّى الأُجورا
وغيرُكَ يُمَهِّدُ بُسُطَ العَزاء / ويُولي المُسَلِّين سمعاً وَقُورا
وَما نَقصَ الدّهْرُ أَعدادَكم / إِذا شَفَّ قطراً وأبقى بُحُورا
وَلَو أَنصفَ المَجد مَوتاكُمُ / لَخَطَّ لَهم في السّماءِ القُبُورا
حَياتُك أحْيَتْ رميمَ الرّجاءِ / وأَمْطَتْ من الجُود ظَهْراً ظَهيرا
فَدَتْكَ القُلوبُ بِأَلبابِها
فَدَتْكَ القُلوبُ بِأَلبابِها / وَساحُ المُلوكِ بِأَربابِها
كَتائِبُ تَرمي جُنودَ الصَّلي / بِ مِنها بِتَقطيعِ أَصلابِها
إِذا ما اِنثَنَت مِن قراعِ الكُماة / كَسَت وَقدَها وَشْيَ أَسلابِها
تَبَرْنَسَ منها البرنسُ الثّيابَ / وَحَلّتهُ مِن وَقْعِ أَحلابِها
عَشيَّةَ غَصَّتْ على إِنَّبٍ / نُفوسُ النّصارى بِغصّابِها
وَقامَ لِأَحمَد مَحمودُها / بِجَدْعِ مَوارِن أَحزابِها
تَجَلّى لَها حَيدَرِيُّ المصا / عِ أَغلب مُودٍ بِغَلّابِها
مُورِّثُ أَركاسِها مِن أَبٍ / أَكولِ الفَوَارِسِ شَرّابِها
هُمامٌ إِذا اِعْصَوْصَبَتْ نَبْوَة / دَهاها بِها شُمّ أَعصابِها
مَضى وَجَنى لَكَ حُلوَ الشها / دِ مِمّا تَمَطَّقَ مِن صابِها
وَأَوصى بِها لَكَ مِن بَعدِما / تَجَرَّعَ مُمقَرَّ أَوصابِها
وَأَقسمَ جَدُّكَ أَلّا يَليق / بِغَيْرِكَ مَلبَس أَثوابِها
صَبَحتَ دِمَشقَ بِمَشقِ الجِيادِ / زبورِ الوَغى بَينَ أَحدابِها
وَأَصْلَتَّ رَأيَكَ قَبلَ الحُسامِ / فَجَمّدَ جَمرَة أَجلابِها
فَأَعطَتكَ ما لَم تَنَلْهُ يدٌ / وَفازَت رُقاكَ بِأَصحابِها
وَأَنتَ تصرِّفُ فَضلَ الزّما / مِ مِن حمصِ تَأخيرِ رُكّابِها
تخوّنها الجور فاستدركت / بعدْلِك أغبار ظبظابها
وَفاجَأتَ قُورُس بِالشّائِلاتِ / تَمُجُّ القَنا سُمَّ أَذنابِها
فَما رُمتَ حَتّى رَمَت بَيضَها / إِلَيكَ أَزِمّةَ ضرّابِها
وَعَزَّت عَزازُ فَأَذْلَلتَها / بِمَجرٍ مضيق لأَسْهابِها
بِأَشمَخَ مِن أَنفِها مَنكِباً / وَأَكثَر مَن عَدَّ تورابَها
دَلِفتَ لِعيطاءِ أُمِّ النّجو / مِ في الأَمرِ إِبطاءَ أَترابِها
وَعَذراء مُذْ عَمَرْت ما اِهتَدت / ظُنونُ اللَّيالي لِإِخْرابِها
تَفَرَّعتها بِفروعِ الوَشي / جِ مُثمِرَةً هامَ أَوشابِها
وَعوجٍ إِذا أنبَضَت أغمَضَت / ذُكاء لإِرسالِ نشّابِها
وَمُحدَودباتٍ تَطيرُ الخُطوب / مَلافِظَ أَلسُن خُطّابِها
تُصَوّبُ عِقبانَ رَيْب المَنونِ / مَتى زَبَنتها بِأَعقابِها
وَما رَكَعت حَولَ شَمِّ الهِضا / بِ إِلّا سَجَدنَ لِأَنصابِها
فَلاذَت بِمُعْتَصِمٍ بِالكتابِ / وَهوبِ المَمالِكِ سَلّابِها
بِمُعْتَصِمِيّ النَّدَى وَالهُدَى / هَموسِ السُّرَى غَير هَيّابِها
مُحلّى المَحل بِوَصفِ الفُتوح / وَوَصفِ التَهاني وَأَربابِها
وَتَعجَزُ مُدّاحُهُ أَن تُحيط / بِآدابِهِ فلك آدابِها
بَدائِع لَو رُدَّ دَهر رَمي / نَ بَناتَ حَبيبٍ بِأَحبابِها
وَأَينَ اِبن أَوسٍ وَآياتُهُ / مِنَ اللّاءِ أَودَت بِحسّابِها
مِنَ اللّاءِ عادَ عَتيقٌ لَها / وَرَدَّ عَلَيها اِبن خَطَّابها
فَأيّامُهُ من حُبُورٍ تَكادُ / يَطيرُ بِها فَرْطُ إِعجابِها
لَكَ الفَضلُ إِنْ رَاسَلتكَ الجيا / دُ وَقامَت أَدلّة أَنجابِها
إِذا اِعتَسَفَت هِمَمُ الجائرينَ / أَتَيتَ السِيادَةَ مِن بابِها
أَبوك أَبوها وَأَنتَ اِبنُها ال / عَريق وَدُميَةُ مِحرابِها
أَقولُ لِمُؤجِرِهِ بِالغرورِ / تَمَطَّت عواها فَأَهوى بِها
حَذارِ فَعندَ اِبتِسامِ الغُيو / ثِ تُخشى صَواعِقُ أَلهابِها
وَلا تُخْدَعُوا بِاِفتِرارِ اللّيُو / ثِ فَالنَّار في بَردِ أَنيابِها
هِيَ الخَيلُ خَيرُ عَتادِ الكَريمِ
هِيَ الخَيلُ خَيرُ عَتادِ الكَريمِ / يُحَضِّرُ لِلهَمِّ إِحضارَها
ضَغمْت فَأَدْرَرت أَفواهَها / وَسِرت فَقَلَّمت أَظفارَها
إِلامَ وَلَم تُبقِ مِمّا غَزَوْتَ / قُلوباً تُكابِدُ إِذعارَها
أَما في مُفَصّلِ آيِ الْقِرا / عِ أَنْ تَضَعَ الحربُ أَوزارَها
عَسى أَن يُحمَّ لِهذا الحِما / مِ أَنْ يَتَوكَّرَ أَوكارَها
وَما يَوم مَن غلتهُ واحِدٌ / فَتودِعُهُ اللُّسْنُ أشعارَها
وَأَينَ المَقَاول ممّا فَعَلت / وَلَو شَفع القطر إِكثارَها
فَكَم أَجلَبَت خَلفَكَ الجافِخاتُ / فَصَلصَلَ فخرُك فخّارَها
أَعَدْتَ بِعَصركَ هذا الأَني / قِ فُتُوحَ النّبيِّ وأَعصارَها
فَواطَأتَ يا حَبَّذا أُحُدَيْهَا / وَأَسرَرتَ مِن بَدْر أَنوارها
وَكانَ مهاجرُها تابعيكَ / وَأَنصارُ رأيكَ أَنصارَها
فَجَدَّدْتَ إِسلامَ سَلمانِها / وَعَمَّر جدُّك عُمَّارها
وَما يَومَ إِنّب إلّا كَتي / كَ بَل طالَ بِالبوعِ أَشبارها
وَأَيّامكَ الغرُّ مِن بَعدِهِ / تُعيد إلى الطَّيّ أغرارَها
وَلَمّا هَبَبتَ ببُصْرَى سَمَكت / بِأهباءِ خَيلِك أَبصارَها
وَيومٌ عَلى الجَوْنِ جَون السّرا / ة عزّ فسعّطَها عارَها
صَدَمتَ عُرَيْمَتَها صَدمةً / أَذابَت مَعَ الماءِ أَحجارَها
فَصبَّحْتَ بِالخَمسِ أَحفاضَها / ومَسَّيْت بِالخَمس أَبكارَها
وَفي تَلِّ باشِر باشَرْتَهُم / بِزَحْفٍ تَسَوَّر أَسوارَها
وَإِنْ دَالَكتهم دُلُوك فَقَد / شَددت فصدّقت أخبارَها
وَشَبّ التَّدامر حتّى طَلعتَ / عليها فَوَلَّتْكَ أدبارَها
مَشاهِدُ مَشهورةٌ نَمنَمت / على صَفحَةِ الدّهرِ أَسطارَها
يَلذُّ الأَغانِيَ تَرجيعُها / وَتَستَسفِرُ السَّفْرُ أَسفارَها
بَنيت لِوَفدِ المُنَى كَعبَةً / تُجيرُ المُعلَّق أَستارها
مَلَكت الأراضي مُغْبَرَّةً / تَكادُ تُحَدِّثُ أخبارَها
فَمازِلت تدجنُ حتَّى مَحَوتَ / دُجاها وَشَعشعت أَنوارَها
وَصَلْتَ فَأَعزَزتَ مِسكينها / وصُلْتَ فأذْلَلْتَ جبّارها
وَصُغْتَ حُلىً مِن عُلاً أحكمت / عَلى عَنق الدَّهر أزرارَها
غَدا الدّينُ بِاِسمِكَ سامي العَلَم
غَدا الدّينُ بِاِسمِكَ سامي العَلَم / أَمينَ العِمادِ مَكينَ القَدَمْ
لِذلِكَ لُقِّبت نوراً لَهُ / وَقَد أَغطَشَ الظُّلْمُ فيهِ الظُّلَم
أَضاءَت بِعَدلِكَ آفاقُهُ / وَفُضَّت عُرَى الدِّينِ لَمّا اِدْلَهَم
وَلَو لَم تَمشِ رَهواً لِنَصْرِ الرُّها / وَمِثلُكَ أَدرَكَ لَمّا عَزَم
وَيَومٍ بِسوطا بَسَطتَ الحمام / عَلى الهَضبِ مِن رُكْنِها فَاِنْهَدَم
وبُصْرَى وَصَرْخَدَ لَو لَم تَثُر / دِراكاً لَكَانا ردِيفَيْ إِرَم
ومُذْ فضَّ جَيشُكَ في الغوطَتَيْ / نِ فضَّ الصّليبُ لَهُ ما نَظَم
وَفي كَفرِلاثا وَهاب حَلَلْ / تَ عُقَدَ البرنِس بِبيضٍ خِذَم
مُعَوَّدةً أَنَّها لا تُسَل / لُ إِلّا مُقَمقمةً لِلقِمَم
وَيَومَ بَسَرْفُود جَرَّعْتَهُم / أُجاجاً أَغَصَّهمُ وَاِصْطَلَم
وَفَوقَ العُرَيْمَةِ غَشّاهُمُ / عُرامُ جُيوشِكَ سَيلَ العَرِم
وَأَنتَ بِكَلبِهِم في الكبول / مُباح الحَريمِ مُذال الحُرَم
وَبارَتُهُم أَذَّنَت أَنَّها / أَبارَتهُمُ فَليَبوؤا بِذَم
بَنَوْها وَأَعلَوْا وَلَم يَعلَموا / بِما خَطَّ في اللَّوحِ مِنكَ القَلَم
وَأَنَّكَ خارِمٌ ما أَحكَموهُ / وَمِن دِينِنا راقِعٌ ما اِنْخَرَم
فَتَرفَعُ مِن بَعدِ خَفضٍ هُدى / وَتَخفِضُ مِن بَعدِ رَفعٍ صَنَم
سَمَكتَ المَدارِسَ فَوقَ النّجوم / فَكَم منْجمٍ تَحتَها قَد نَجَم
وَعاشَ الحَنيفِيُّ وَالشافِعِيّ / بِما شِدتَ مِنها وَكانا رِمَم
وَإِنْ لَم تَكُن هاشِميَّ الأُصول / فَإنَّكَ فَرعُ الهِزَبْرِ الهِشَم
وَمَن يَدَّعي في العُلا ما اِدَّعَيت / وَأَنتَ اِبنُ مَن عَزَّ لَمّا اِحتَكَم
وَأُقسِمُ ما غابَ سَيفٌ سَقَتْ / مَغارِسَهُ عَين هَذي الشِّيَم