القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ خاتِمة الأندَلُسِي الكل
المجموع : 15
بَدَتْ فَشَدَتْ في مَساقٍ حَسَنْ
بَدَتْ فَشَدَتْ في مَساقٍ حَسَنْ / فأحسَنْتِ أحْسَنْتِ أُمَّ الحَسَنْ
جُوَيْريةٌ قَدْ جَرَتْ في النُّفو / سِ مَجْرَى ظُبا لَحْظِها في البَدَنْ
تُغَنِّي فَتُغنيكَ عَنْ بُلبلٍ / وتَثْنيكَ إمَّا انْثَنتْ عَنْ فَنَنْ
تُريكَ وتُسْمِعُ ما تَشْتَهي / بِقَدٍّ رَطيبٍ وصَوْتٍ أغَنّْ
كأنَّ مَفاصِلَها الخَيْزُرانُ / فَتَبْدو مِنَ الرَّقْصِ في كُلّ فَنّْ
فَتاةٌ يَفُوتُ النُّهى حُسْنُها / بِها فَتَن الحُبُّ مَن قَدْ فَتَنْ
تجلَّتْ فَجلَّتْ ضُحىً في دُجاً / فَوَجْهٌ أنارَ وشَعْرٌ دَجَنْ
لِخَلْخالِها ضَمَّةٌ ما رَآها / سِواهُ من الحِلْيِ إلّا وأنّْ
أيا ظَبْيَةً في ظُبا لَحْظِها / وفي وَجْنَتيها ضُروبُ المِحَنْ
تَلافَيْ مُحِبّاً قَضَى نَحْبَهُ / وإنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ قَضى فكأنّْ
إذا لم تَجُودي لهُ بالرِّضا / ولَمْ تَرحَمِيْهِ بوصْلٍ فَمنْ
إلى كَمْ يُنادِيكَ داعِي الوَتَرْ
إلى كَمْ يُنادِيكَ داعِي الوَتَرْ / فَلَبِّ النِّداءَ ودِنْ بالسَّهَرْ
ونَبِّهْ جُفونَكَ من غمضِها / فَقَدْ نَبَّه الرَّوْضَ قَطْرُ المَطَرْ
أما تُبْصرُ الشُّهْبَ مِثْلَ العُقو / دِ قَدْ نَهَبَ الصُّبْحُ مِنْها دُرَرْ
وضَمَّ الدُّجا ذَيْلَهُ خِيفَةً / عَلَيْهِ مِنَ الفَجْرِ لَمّا انفَجرْ
ورَوضتُنا تُجْتَلى كالعرُوسِ / كَساها سَنا الصُّبحِ مثْلَ الخَفرْ
وقَدْ نَظمتْ مائِلاتُ الغصونِ / لآلِىءَ طَلٍّ عَلَيْها انْتَثَرْ
وقامَتْ سَماءً لَنا دَوْحَةٌ / تطلَّعَ كالزُّهرِ فِيها الزَّهَرْ
فَحُثّ المُدامَ وسَقِّ النَّدامى / وسَلِّ الغرامَ وخَلِّ الفِكَرْ
وخالِسْ زَمانَكَ غَفْلاتِهِ / فَقَدْ فازَ بالعيشِ مَنْ قَدْ جَسرْ
وخَرْساءَ إِلّا زَمانَ الرَّبيعِ
وخَرْساءَ إِلّا زَمانَ الرَّبيعِ / فَفِي سَجْعِها طَرَبٌ للْخَلِيعِ
أتَتْ تَمْدَحُ النَّوْرَ فَوْقَ الغُصونِ / كَما يَشْكُرُ الحُرُّ حُسْنَ الصَّنيعِ
تُقِيمُ لَهُ عُرُساً في الرِّيا / ضِ عِنْدَ الغُروبِ وعِنْدَ الطُّلوعِ
تُغَنِّي مَديداً ومَهْما يُقَلْ / لَها بَدِّلي وقَّعتْ في السَّريعِ
ومِنْ عَجَب أنَّ تَسْجِيعَها / بَديعٌ ولم تَدْرِ سَجْعَ البَديعِ
أحْسَنْتِ أحسَنْتِ أُمَّ الحَسَنْ
أحْسَنْتِ أحسَنْتِ أُمَّ الحَسَنْ / لَقَدْ جِئْتِ بالحُسْنِ في كُلِّ فَنْ
مُحَيّا عَجيبٌ وشَخْصٌ طَرُوبٌ / وسَجْعٌ أديبٌ وصَوْتٌ حَسَنْ
ألا بدِّلي يا ابْنَةَ الحُسْنَيَيْ / نِ فَصْلِ الرَّبيعِ وَوَجْهِ الزَّمَنْ
وهَاكِ فُؤاديَ خَلْعاً ومَا / أراهُ يُوَفِّي بِبَعْضِ الثَّمَنْ
فَدَيْتُكِ من بُلْبُلٍ هاجَ مِنْ / بَلابلِ وَجْدِيَ ما قَدْ سَكنْ
ودُونَكَها مِثْلَ شَكْلِ النُّهودِ
ودُونَكَها مِثْلَ شَكْلِ النُّهودِ / وقَدْ ضُمِّخَتْ باحْمِرارِ الخُدودِ
كَرَيَّا الحَبِيبِ ومَرْأى المُرِيْبِ / وطَعْمِ الرِّضى بَعد طُولِ الصُّدودِ
أتَتْكَ تُردِّدُ طِيبَ ثَنائي / وإنْ قَصَّرتْ عَن مَداهُ البَعيدِ
وتَفْتَرُّ عن مثْلِ طَعْمِ وِدادي / لِتِلْكَ الحُلى والجَمال الفَريدِ
فإنْ خَجلَت أوْ عَراها حَياءٌ / فمِنْ أجْلِ تَقصيرِها عَنْ مَزِيدِ
وصَفراءَ قد سُوِّيَتْ صَعْدَةً
وصَفراءَ قد سُوِّيَتْ صَعْدَةً / ورُكِّبَ فيها السَّنا كالسِّنانْ
رَمَتْ عن شَباها الدُّجى فانْثَنى / وقَدْ شمَّر الذَّيْلَ يَبْغي الأمانْ
كأنَّ الَّذي سالَ مِنْ رَأْسِها / عَلى جِسْمِها مِنْ دِماءِ الطِّعانْ
وظَبْيٍ تجرَّدَ عن قُمْصِهِ
وظَبْيٍ تجرَّدَ عن قُمْصِهِ / وقد زَرَّ للْحُسْنِ أضْفَى قميصْ
وأقْبَل يَسْبحُ في الماءِ تِيْهاً / فَيَبْدُو ويَخْفَى كَمَعْنىً عَويصْ
كأنَّ مُحَيَّاهُ بَدْرُ سَحابٍ / فَطوراً يَلُوحُ وطَوراً يغوصْ
إليكَ صحيفةَ شَكْوَى مُحِبٍّ
إليكَ صحيفةَ شَكْوَى مُحِبٍّ / شَجٍ في جَحيمِ الهَوى قَدْ هَوى
وما عَبثاً خَطَّها بالهَواءِ / ولكِنْ لِيُنبي بِفَرْطِ الهَوى
كَتَبْتُ وشَوْقِيَ يُملِي أسىً
كَتَبْتُ وشَوْقِيَ يُملِي أسىً / سَريرةَ حُبٍّ وَشاها الجَلَمْ
ولو رُمْتُ خَطّاً لَها بِسِواهُ / تَلهَّبَ بينَ يَدَيَّ القَلَمْ
ومُستَوجِبِ الرَّعْيِ عِنْدَ الكِرامِ
ومُستَوجِبِ الرَّعْيِ عِنْدَ الكِرامِ / فَمَنْ غَضَّ مِنْهُ بِعلياهُ غَضّْ
يَكونُ عَنِ الماءِ والتُّربِ أيْضاً / ولَيْسَ بِجِسْمٍ فَيَحْوِي عَرَضْ
وما إنْ يُحيكُ بهِ صارِمٌ / وإن هَبَّ ريحٌ عليهِ انْتَفَضْ
وكَيْفَ قَرأْتَ حُرُوفَ اسْمِهِ / من الجِهَتَيْنِ هَدَتْكَ الغَرَضْ
وقائِمةٍ في صُفوفِ الرِّجالِ
وقائِمةٍ في صُفوفِ الرِّجالِ / تُديرُ الكُؤوسَ ولا تَشربُ تَسْكَرُ
لَها أرجُلٌ قَدْ رَسَتْ في الثَّرى / وفَوْقَ الثُّريّا لَها مَرْقَبُ مَظْهَرُ
وتُغْشَى عَلى أعيُنِ النَّاسِ طُرّاً / وتَحْمِلُ كَرْهاً ولا مَعْتَبُ مُنكِرُ
إذا كنْتَ تَعْلَمُ أنَّ الأُمور
إذا كنْتَ تَعْلَمُ أنَّ الأُمور / بِحُكْمِ الإلهِ كَما قَدْ قَضى
فَفِيمَ التفكُّرُ والحُكْمُ ماضٍ / ولا رَدَّ لِلْحُكْمِ مَهْما مَضى
فَخَلِّ الوُجودَ كَما شاءَه / مُدَبِّرهُ وابْغِ منْهُ الرِّضى
إذا ما دَعَتْكَ دَواعي الهَوى
إذا ما دَعَتْكَ دَواعي الهَوى / لِما عَنْهُ سُبحانَهُ قَد نَهى
فأيْقِنْ بأنَّ الرَّدى فاجِئٌ / وأنَّ الى ربِّكَ المُنْتَهى
لِسانُك كالسَّيفِ في شَكْلِهِ
لِسانُك كالسَّيفِ في شَكْلِهِ / وأعْدى مِنَ السَّيفِ في سَطوتِهْ
فأغمِدْ ظُباهُ فَقَد يُتَّقى / عَلى حامِلِ السَّيفِ من شفرَتِهْ
دَعَوْنا الخَطيبَ أبا البركاتِ
دَعَوْنا الخَطيبَ أبا البركاتِ / لأكل طَعامِ الوَزيرِ الأَجَلّ
وقد ضمَّنا في نَداهُ جِنانٌ / بهِ احتفَلَ الحُسْنُ حتَّى كملْ
فأعْرَض عنا لعُذر الصِّيامِ / وما كل عُذرٍ لهُ مُسْتقلّ
فإن الجِنانَ مَحَلُّ الجَزاءِ / وليسَ الجِنانُ محلُّ العَملْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025