المجموع : 15
بَدَتْ فَشَدَتْ في مَساقٍ حَسَنْ
بَدَتْ فَشَدَتْ في مَساقٍ حَسَنْ / فأحسَنْتِ أحْسَنْتِ أُمَّ الحَسَنْ
جُوَيْريةٌ قَدْ جَرَتْ في النُّفو / سِ مَجْرَى ظُبا لَحْظِها في البَدَنْ
تُغَنِّي فَتُغنيكَ عَنْ بُلبلٍ / وتَثْنيكَ إمَّا انْثَنتْ عَنْ فَنَنْ
تُريكَ وتُسْمِعُ ما تَشْتَهي / بِقَدٍّ رَطيبٍ وصَوْتٍ أغَنّْ
كأنَّ مَفاصِلَها الخَيْزُرانُ / فَتَبْدو مِنَ الرَّقْصِ في كُلّ فَنّْ
فَتاةٌ يَفُوتُ النُّهى حُسْنُها / بِها فَتَن الحُبُّ مَن قَدْ فَتَنْ
تجلَّتْ فَجلَّتْ ضُحىً في دُجاً / فَوَجْهٌ أنارَ وشَعْرٌ دَجَنْ
لِخَلْخالِها ضَمَّةٌ ما رَآها / سِواهُ من الحِلْيِ إلّا وأنّْ
أيا ظَبْيَةً في ظُبا لَحْظِها / وفي وَجْنَتيها ضُروبُ المِحَنْ
تَلافَيْ مُحِبّاً قَضَى نَحْبَهُ / وإنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ قَضى فكأنّْ
إذا لم تَجُودي لهُ بالرِّضا / ولَمْ تَرحَمِيْهِ بوصْلٍ فَمنْ
إلى كَمْ يُنادِيكَ داعِي الوَتَرْ
إلى كَمْ يُنادِيكَ داعِي الوَتَرْ / فَلَبِّ النِّداءَ ودِنْ بالسَّهَرْ
ونَبِّهْ جُفونَكَ من غمضِها / فَقَدْ نَبَّه الرَّوْضَ قَطْرُ المَطَرْ
أما تُبْصرُ الشُّهْبَ مِثْلَ العُقو / دِ قَدْ نَهَبَ الصُّبْحُ مِنْها دُرَرْ
وضَمَّ الدُّجا ذَيْلَهُ خِيفَةً / عَلَيْهِ مِنَ الفَجْرِ لَمّا انفَجرْ
ورَوضتُنا تُجْتَلى كالعرُوسِ / كَساها سَنا الصُّبحِ مثْلَ الخَفرْ
وقَدْ نَظمتْ مائِلاتُ الغصونِ / لآلِىءَ طَلٍّ عَلَيْها انْتَثَرْ
وقامَتْ سَماءً لَنا دَوْحَةٌ / تطلَّعَ كالزُّهرِ فِيها الزَّهَرْ
فَحُثّ المُدامَ وسَقِّ النَّدامى / وسَلِّ الغرامَ وخَلِّ الفِكَرْ
وخالِسْ زَمانَكَ غَفْلاتِهِ / فَقَدْ فازَ بالعيشِ مَنْ قَدْ جَسرْ
وخَرْساءَ إِلّا زَمانَ الرَّبيعِ
وخَرْساءَ إِلّا زَمانَ الرَّبيعِ / فَفِي سَجْعِها طَرَبٌ للْخَلِيعِ
أتَتْ تَمْدَحُ النَّوْرَ فَوْقَ الغُصونِ / كَما يَشْكُرُ الحُرُّ حُسْنَ الصَّنيعِ
تُقِيمُ لَهُ عُرُساً في الرِّيا / ضِ عِنْدَ الغُروبِ وعِنْدَ الطُّلوعِ
تُغَنِّي مَديداً ومَهْما يُقَلْ / لَها بَدِّلي وقَّعتْ في السَّريعِ
ومِنْ عَجَب أنَّ تَسْجِيعَها / بَديعٌ ولم تَدْرِ سَجْعَ البَديعِ
أحْسَنْتِ أحسَنْتِ أُمَّ الحَسَنْ
أحْسَنْتِ أحسَنْتِ أُمَّ الحَسَنْ / لَقَدْ جِئْتِ بالحُسْنِ في كُلِّ فَنْ
مُحَيّا عَجيبٌ وشَخْصٌ طَرُوبٌ / وسَجْعٌ أديبٌ وصَوْتٌ حَسَنْ
ألا بدِّلي يا ابْنَةَ الحُسْنَيَيْ / نِ فَصْلِ الرَّبيعِ وَوَجْهِ الزَّمَنْ
وهَاكِ فُؤاديَ خَلْعاً ومَا / أراهُ يُوَفِّي بِبَعْضِ الثَّمَنْ
فَدَيْتُكِ من بُلْبُلٍ هاجَ مِنْ / بَلابلِ وَجْدِيَ ما قَدْ سَكنْ
ودُونَكَها مِثْلَ شَكْلِ النُّهودِ
ودُونَكَها مِثْلَ شَكْلِ النُّهودِ / وقَدْ ضُمِّخَتْ باحْمِرارِ الخُدودِ
كَرَيَّا الحَبِيبِ ومَرْأى المُرِيْبِ / وطَعْمِ الرِّضى بَعد طُولِ الصُّدودِ
أتَتْكَ تُردِّدُ طِيبَ ثَنائي / وإنْ قَصَّرتْ عَن مَداهُ البَعيدِ
وتَفْتَرُّ عن مثْلِ طَعْمِ وِدادي / لِتِلْكَ الحُلى والجَمال الفَريدِ
فإنْ خَجلَت أوْ عَراها حَياءٌ / فمِنْ أجْلِ تَقصيرِها عَنْ مَزِيدِ
وصَفراءَ قد سُوِّيَتْ صَعْدَةً
وصَفراءَ قد سُوِّيَتْ صَعْدَةً / ورُكِّبَ فيها السَّنا كالسِّنانْ
رَمَتْ عن شَباها الدُّجى فانْثَنى / وقَدْ شمَّر الذَّيْلَ يَبْغي الأمانْ
كأنَّ الَّذي سالَ مِنْ رَأْسِها / عَلى جِسْمِها مِنْ دِماءِ الطِّعانْ
وظَبْيٍ تجرَّدَ عن قُمْصِهِ
وظَبْيٍ تجرَّدَ عن قُمْصِهِ / وقد زَرَّ للْحُسْنِ أضْفَى قميصْ
وأقْبَل يَسْبحُ في الماءِ تِيْهاً / فَيَبْدُو ويَخْفَى كَمَعْنىً عَويصْ
كأنَّ مُحَيَّاهُ بَدْرُ سَحابٍ / فَطوراً يَلُوحُ وطَوراً يغوصْ
إليكَ صحيفةَ شَكْوَى مُحِبٍّ
إليكَ صحيفةَ شَكْوَى مُحِبٍّ / شَجٍ في جَحيمِ الهَوى قَدْ هَوى
وما عَبثاً خَطَّها بالهَواءِ / ولكِنْ لِيُنبي بِفَرْطِ الهَوى
كَتَبْتُ وشَوْقِيَ يُملِي أسىً
كَتَبْتُ وشَوْقِيَ يُملِي أسىً / سَريرةَ حُبٍّ وَشاها الجَلَمْ
ولو رُمْتُ خَطّاً لَها بِسِواهُ / تَلهَّبَ بينَ يَدَيَّ القَلَمْ
ومُستَوجِبِ الرَّعْيِ عِنْدَ الكِرامِ
ومُستَوجِبِ الرَّعْيِ عِنْدَ الكِرامِ / فَمَنْ غَضَّ مِنْهُ بِعلياهُ غَضّْ
يَكونُ عَنِ الماءِ والتُّربِ أيْضاً / ولَيْسَ بِجِسْمٍ فَيَحْوِي عَرَضْ
وما إنْ يُحيكُ بهِ صارِمٌ / وإن هَبَّ ريحٌ عليهِ انْتَفَضْ
وكَيْفَ قَرأْتَ حُرُوفَ اسْمِهِ / من الجِهَتَيْنِ هَدَتْكَ الغَرَضْ
وقائِمةٍ في صُفوفِ الرِّجالِ
وقائِمةٍ في صُفوفِ الرِّجالِ / تُديرُ الكُؤوسَ ولا تَشربُ تَسْكَرُ
لَها أرجُلٌ قَدْ رَسَتْ في الثَّرى / وفَوْقَ الثُّريّا لَها مَرْقَبُ مَظْهَرُ
وتُغْشَى عَلى أعيُنِ النَّاسِ طُرّاً / وتَحْمِلُ كَرْهاً ولا مَعْتَبُ مُنكِرُ
إذا كنْتَ تَعْلَمُ أنَّ الأُمور
إذا كنْتَ تَعْلَمُ أنَّ الأُمور / بِحُكْمِ الإلهِ كَما قَدْ قَضى
فَفِيمَ التفكُّرُ والحُكْمُ ماضٍ / ولا رَدَّ لِلْحُكْمِ مَهْما مَضى
فَخَلِّ الوُجودَ كَما شاءَه / مُدَبِّرهُ وابْغِ منْهُ الرِّضى
إذا ما دَعَتْكَ دَواعي الهَوى
إذا ما دَعَتْكَ دَواعي الهَوى / لِما عَنْهُ سُبحانَهُ قَد نَهى
فأيْقِنْ بأنَّ الرَّدى فاجِئٌ / وأنَّ الى ربِّكَ المُنْتَهى
لِسانُك كالسَّيفِ في شَكْلِهِ
لِسانُك كالسَّيفِ في شَكْلِهِ / وأعْدى مِنَ السَّيفِ في سَطوتِهْ
فأغمِدْ ظُباهُ فَقَد يُتَّقى / عَلى حامِلِ السَّيفِ من شفرَتِهْ
دَعَوْنا الخَطيبَ أبا البركاتِ
دَعَوْنا الخَطيبَ أبا البركاتِ / لأكل طَعامِ الوَزيرِ الأَجَلّ
وقد ضمَّنا في نَداهُ جِنانٌ / بهِ احتفَلَ الحُسْنُ حتَّى كملْ
فأعْرَض عنا لعُذر الصِّيامِ / وما كل عُذرٍ لهُ مُسْتقلّ
فإن الجِنانَ مَحَلُّ الجَزاءِ / وليسَ الجِنانُ محلُّ العَملْ