المجموع : 4
أَبَت طَبرُستانُ غَيرَ الَّذي
أَبَت طَبرُستانُ غَيرَ الَّذي / صَدعتَ بِهِ بَينَ أَعضائِها
ضَمَمتَ مَناكِبَها ضَمَّةً / رَمَتكَ بِما بَينَ أَحشائِها
سَمَوتَ إِلَيها بِمِثلِ السَماءِ / تَدَلّى الصَواعِقُ في مائِها
فَلَمّا نَظَرتَ إِلى جُرحِها / وَضَعتَ الدَواءَ عَلى دائِها
فَرَشتَ الجِهادَ ظُهورَ الجِيادِ / بِأَبنائِهِ وَبِأَبنائِها
بِنَفسِكَ تَرميهِمُ وَالخُيولِ / كَرَميِ العِقابِ بِأَفلائِها
نَظَرتَ بِرَأيِكَ لَمّا هَمَم / تَ دونَ الرِجالِ وَآرائِها
إِذا خفتَ عَتبِيَ مِن سوءَة
إِذا خفتَ عَتبِيَ مِن سوءَة / سَبقتَ عِتابِيَ بالغَضبَه
وَما كُنتُ إلّا كَريشِ السِها / مِ أَلبَسَهُ الريشَ وَالقُطبَه
أَيَطلُبُ شَأوي وَما زالَ لي / عَتادُ المُقدّمِ في الحَلبَه
وَما زِلتُ مُذ حَرَّكَتني الأُمو / رُ أَرفَعَكُم رُتبَةً رُتبَه
أُقَدِّمُ شِعرَكَ عِندَ المُلو / كِ وَأَكشِفُ عَن وَجهِكَ الكُربَه
أَتَصبِرُ يا قَلبُ أَم تَجزَع
أَتَصبِرُ يا قَلبُ أَم تَجزَع / فَإِنَّ الدِيارَ غَداً بَلقَعُ
غَداً يَتَفَرَّقُ أَهلُ الهَوى / وَيَكثُرُ باكٍ وَمُستَرجِعُ
وَتَختَلِفُ الأَرضُ بِالظاعِنينَ / وُجوهاً تَشذُّ وَلا تُجمَعُ
وَتَفنى الطُلولُ وَيَبقى الهَوى / وَيَصنَعُ ذو الشَوقِ ما يَصنَعُ
رَأَيتُكَ تَبكي وَهُم جيرَةٌ / فَكَيفَ تَكونُ إِذا وَدَّعوا
وَراحَت بِهِم أَو غَدَت أَينقٌ / تَخُبُّ عَلى الأَينِ أَو توضعُ
لَقَد صَنَعوا بِكَ ما لا يَحِلُّ / وَلَو راقَبوا اللَهَ لَم يَصنَعوا
أَتَطمَعُ بِالعَيشِ بَعدَ الفِراقِ / فَبِئسَ لَعَمرُكَ ما تَطمَعُ
تَرَجّي هُجوعَكَ مِن بَعدِهِم / وَأَنتَ مِنَ الآنَ ما تَهجَعُ
لَعَمري لَقَد قُلتَ يَومَ الوَداعِ / وَأَعلَنتَ قَولَكَ لَو يُسمَعُ
فَما عَرَّجوا حينَ نادَيتَهُم / وَلا آذَنوكَ وَلا وَدَّعوا
أَلا إِن بِالغورِ لي حاجَةً / فَما يَستَقِرّ بِيَ المَضجَعُ
إِذا اللَيلُ أَلبَسَني ثَوبَهُ / تَقَلَّبَ فيهِ فَتىً موجعُ
فَإِن تُصبِح الأَرضُ عِريانَةً / تَهُبُّ بِها الشَمأَلُ الزَعزَعُ
فَقَد كانَ ساكِنُها ناعِماً / لَهُ مَحضَرٌ وَلَهُ مَربَعُ
وَمُغتَرِبٌ يَنقضي لَيلهُ / قنوتاً وَمُقلَتُهُ تَدمَعُ
يُبَرِّحُ بِالعاشِقينَ الهَوى / إِذا اِشتَمَلَت فَوقَهُ الأَضلُعُ
وَلا يَستَطيعُ الفَتى سَترَهُ / إِذا جَعَلت عَينهُ تَدمَعُ
لَقَد زادَني طَرَباً بِالعِرا / قِ بارِقُ عوديّةٍ يَلمَعُ
إِذا قُلتُ قَد هَدَأَت عارَضَت / بِأَبيضَ ذي رَونَقٍ يَسطَعُ
وَدَويةٍ بَينَ أَقطارِها / مَقاطِعُ أَرضَينِ لا تُقطَعُ
يَضَلُّ القَطا بَينَ أَرجائِها / إِذا ما سَرى وَالفَتى المُصقَعُ
تَجاوَزتُها فَوقَ عيرانَةٍ / مِنَ الريحِ في سَيرِها أَسرَعُ
إِلى جَعفَرٍ نَزَعَت رَغبَةٌ / وَأَيُّ فَتىً نَحوَهُ تَنزِعُ
إِذا وَضَعَت رَحلَها عِندَهُ / تَضَمَّنَها البَلدُ المُمرِعُ
هُوَ المَلكُ المُرتَجى للتي / تَضيقُ بِأَمثالِهِا الأَذرُعُ
فَما لِاِمرئٍ دونه مَطلبٌ / وَلا لِامرئٍ دونه مَقنَعُ
بَديهَتُهُ مِثلُ تَدبيرِهِ / مَتى رُمتَهُ فَهوَ مُستَجمَعُ
إِذا هَمَّ بِالأَمرِ لَم يُثنِهِ / هُجوعٌ وَلا شادِنٌ أَفرَعُ
شَديدُ العِقابِ عَلى عَفوِهِ / إِذا السوءُ ضَمَّنَهُ الأَخدَعُ
رَأَيتُ المُلوكَ تَغُضُّ العُيونَ / إِذا ما بَدا المَلكُ الأَتلَعُ
يَفوتُ الرِجالَ بِحُسنِ القوامِ / وَيَقصُرُ عَن شَأوِهِ المُسرِعُ
إِذا رفعت كَفُّه مَعشَراً / أَبى العِزُّ وَالفَضلُ أَن يوضَعوا
وَلا يَرفَعُ الناسُ مِن حَطّهُ / وَلا يَضَعونَ الَّذي يرفَعُ
فَفي كَفِّهِ لِلغِنى مَطلَبٌ / وَلِلسِرِّ في صَدرِهِ مَوضِعُ
يُريدُ المُلوكَ مَدى جَعفَرٍ / وَلا يَصنَعونَ كَما يَصنَعُ
وَكَيفَ ينالونَ غاياتِهِ / وَهُم يَجمَعونَ وَلا يَجمَعُ
وَلَيسَ بِأَوسَعِهِم في الغِنى / وَلكِنّ مَعروفَهُ أَوسَعُ
يَلوذُ المُلوكُ بِآرائِهِ / إِذا نالَها الحَدَثُ الأَفظَعُ
وَكَم قائِلٍ إِذ رَأى ثَروَتي / وَما في فُضولِ الغِنى أَصنَعُ
غَدا في ظلالِ نَدى جَعفَرٍ / بِجَرِّ ثِيابِ الغِنى أَشجَعُ
كانَ أَبا الفَضلِ بَدر السَماءِ / لِعَشرٍ مَضَت بَعدَها أَربَعُ
فَقُل لِخراسانَ تحيا فَقَد / أَتاها اِبنُ يَحيى الفَتى الأَروَعُ
رَأَيتُكَ لا تَستَلِذ المَطالَ
رَأَيتُكَ لا تَستَلِذ المَطالَ / وَتوفي إِذا غَدَرَ الخائِنُ
فَماذا تُؤَخِّرُ مِن حاجَتي / وَأَنتَ لِتَعجيلِها ضامِنُ
أَلَم تَرَ أَنَّ اِحتِباسِ النَوالِ / لِمَعروفِ صاحِبِهِ شائِنُ