المجموع : 18
كَتَبتُ إِلَيكَ وَلي مُقلَةٌ
كَتَبتُ إِلَيكَ وَلي مُقلَةٌ / تَسحُّ بِفَيضٍ عَلَيكَ الغُروبا
وَقَلبٌ يَذوبُ بنارِ الهَوى / وَلَستُ بَخيلاً بِهِ أَن يَذوبا
وَمَن يَطوِ مَكنونَ أَحشائِهِ / عَلى غُللِ الحُبِّ قاسى الكروبا
وَمَن يُمتَحن بِفراقِ الحَبيبِ / يُلاقِ مِنَ الوَجدِ أَمراً عَجيبا
وَقَد كُنتُ أَحسَبُني صابِراً / جَليدَ القُوى حينَ أَلقى الخُطُوبا
فَأَنكَرتُ نَفسي وَأَلفَيتُها / ضَعيفَ القُوى إِذ فَقَدتُ الحَبيبا
فَقَد أَلِفَ الجَفنُ فيهِ السَجومَ / وَقَد أَلِفَ القَلبُ فيهِ الوَجَيبا
شَكوتُ هَواهُ إِلى مُقلَتي / فَأَذرَت عَلى الخَدِّ دَمعاً خَضيبا
وَلَمّا تَمادى بِهِ عَتبُهُ / وَلَم أَرَ عِندي لِصَبرٍ نَصيبا
بَعثتُ إِلَيهِ بِشَكوى النِزاعِ / وَأَمّلتُ مِن كَثَبٍ أَن يَؤوبا
فَثَبّطه قَدَرٌ حُكمُهُ / عَلى كُلِّ ذي أَمَلٍ أَن يَخيبا
وَإِنّي وَفَرطَ اِنتِظاري لَهُ / وَخَوفِيَ مِن عائِقٍ أَن يَنُوبا
كَمُنتَظِر الفِطرِ يَومَ الصيامِ / وَمُرتَقِبِ الشَمسِ حَتّى تَغيبا
وَكَالمُبتَلى لَيلهِ بِالسقامِ / يُراعي الصَباح وَيَرجُو الطَبيبا
إِذا لَم تَكُن لِمَقالِ النَصيحِ
إِذا لَم تَكُن لِمَقالِ النَصيحِ / سَميعاً وَلا عامِلاً أَنتَ بِه
سَيُنْبِهُكَ الدَهرُ عَن رَقدَةِ ال / مَلاهي وَإِن قُلتَ لا أَنتَبِه
وَلَما تَتابَعَ صَرفُ الزَمانِ
وَلَما تَتابَعَ صَرفُ الزَمانِ / فَزِعنا اِلى سَيّدٍ نابِهِ
إِذا كَشّرَ الدَهرُ عَن نابِهِ / كَشَفنا الحَوادِثَ عنّا بِهِ
سَباني غَزالٌ أَطارَ الرُقادَ
سَباني غَزالٌ أَطارَ الرُقادَ / فَأَهلاً بِسَبيِ الغَزالِ الرَبيبِ
تَفَرّدَ بِالحُسنِ دُونَ الحِسانِ / فَأَسكَنَهُ الحُبُّ حبّ القُلوبِ
وَتاهَ بِطَرفٍ يَسيلُ الدِماءَ / تَرى فيهِ حُمرَةَ سَيفٍ خَضيبِ
اِذا ما بَدا طالِعاً وَجهُهُ / طُلوعَ الهِلالِ بِرَغمِ الرَقيبِ
فَأَنجُمُ بَهجَتِنا في الطُلوعِ / وَأَنجُمُ وَحشَتِنا في الغُروبِ
حَوى القِدّ عُمراً فَقُلتُ اعتَقِد
حَوى القِدّ عُمراً فَقُلتُ اعتَقِد / رضاً بِالقَضاءِ وَلا تَحتَقِد
فإِمّا اِحتَقَدتَ قَضاءَ الإِلهِ / فَأَخسِر بِمُحتَقِدٍ تَحتَ قِد
وَريمٍ عَلى السُكرِ جمّشتُه
وَريمٍ عَلى السُكرِ جمّشتُه / بِقُرصٍ بِعارِضِهِ أَثّرا
فَأَصبحَ نَرجِسُهُ وَردَةً / وَوَردَةُ خَدَّيهِ نِيلوفرا
يُريدُ يُوَسِّعُ في بَيتِهِ
يُريدُ يُوَسِّعُ في بَيتِهِ / وَيَأبى لَهُ الضيقُ في صَدرِهِ
فَتىً سَخِطَ النَصبَ في قِدرِه / كَما رَضِيَ الخَفضَ في قَدرِهِ
يخدّرُ أَوصالَ أَضيافِهِ / وَلا يُبرِزُ الخُبزَ مِن خِدرِهِ
تَعَزَّ عَنِ الحِرصِ تَعزُز بِهِ
تَعَزَّ عَنِ الحِرصِ تَعزُز بِهِ / فَفي الطَمَعِ الذُلُّ وَالمَنقَصَه
وَلا تنزِلَن أَبَداً حاجَة / بِمَن كابَدَ البُؤسَ وَالمَخمَصَه
وَلَو نالَ نَجم الدُجى ثَروَةً / وَأَوطَأَ شَمسَ الضُحى أَخمَصَه
عَهِدناكَ بَدراً تُروقُ العُيون
عَهِدناكَ بَدراً تُروقُ العُيون / فَأَخفى كُسوفٌ بِهِ مَطلَعَه
وَجالَ بِخَدِّكَ ماءُ الجَمالِ / فَكَدَّر صَرفُ البِلى مَشرَعَه
وَكُنتَ لِأَهلِ الهَوى مَفزَعاً / فَصِرتَ لِأَعيُنِهِم مَفزَعَه
أَبا جَعفرٍ هَل فَضَضتَ الصَدف
أَبا جَعفرٍ هَل فَضَضتَ الصَدف / وَهَل إِذ رَمَيتَ أَصَبتَ الهَدف
وَهَل جُبتَ لَيلاً بِلا حِشمَةٍ / لِطُولِ السُرى سُدَفاً في سُدَف
رَأَيتُ الهِلالَ وَقَد حَلّقَت
رَأَيتُ الهِلالَ وَقَد حَلّقَت / نُجومُ الثُرَيّا لِكَي تَسبِقَه
فَشَبَّهتُهُ وَهوَ في إِثرِها / وَبَينَهُما الزَهرَةُ المُشرِقَه
كِرامٍ بِقَوسٍ رَأى طائِراً / فَحَلّق في إَثرِهِ بُندقَه
أَما حانَ أَن تَشفي المُستَهامَ
أَما حانَ أَن تَشفي المُستَهامَ / بَزَورةِ وَصلٍ وَتَأوي لَهُ
يُجمجِمُ عَن سُؤلِهِ هَيبَةً / وَيَعلَمُ عِلمكَ تَأويلَهُ
دَهتنا السَماءُ غَداةَ النِجابِ
دَهتنا السَماءُ غَداةَ النِجابِ / بِغَيمٍ عَلى أُفقِهِ مُسبلِ
فَجاءَ بِرَعدٍ لَهُ رَنَّةٌ / كَرَنَّةِ ثَكلى وَلَم تُثكَلِ
وَثَنّى بِوَبلٍ عَدا طَورهُ / فَعادَ وَبالاً عَلى المُمحلِ
وَأَشرَفَ أَصحابُنا مِن أَذاهُ / عَلى خَطَرٍ هائِلٍ مُعضِلِ
فَمن لابدٍ بِفَناءِ الجِدارِ / وَآوٍ إِلى نَفَقٍ مُهمَلِ
وَمِن مُستَجيرٍ يُنادي الغَريقَ / هُناكَ وَمِن صائِحٍ مُعوَلِ
وَجادَت عَلَينا سَماءُ السُقوفِ / بِدَمعٍ مِنَ الوَجدِ لَم يُهمَلِ
كَأَنَّ حَراماً لَهُ أَن يَرى / يَبيساً مِنَ الأَرضِ لَم يُبلَلِ
وَأَقبَلَ سَيلٌ لَهُ رَوعَةٌ / فَأَدبرَ كُلٌّ مِن المُقبِلِ
يَقلّعُ ما شاءَ مِن دَوحَةٍ / وَما يَلقَ مِن صَخرَةٍ يَحملِ
كَأَنَّ بِأَحشائِهِ إِذ بَدا / أَجنَّةَ حُبلى وَلَم تَحبَلِ
فَمِن عامِرٍ رَدّهُ غامِراً / وَمَن مُعلمٍ عادَ كَالمَجَهلِ
كَفانا بَلِيَّتهُ رَبّنا / فَقَد وَجَبَ الشُكرُ لِلمُفضِلِ
فَقُل لِلسَماءِ أَبرِقي وَاِرعُدي / فَإِنّا رَجَعنا إِلى المَنزِلِ
كَأَنَّ الشَقائِقَ إِذ أُبرِزَت
كَأَنَّ الشَقائِقَ إِذ أُبرِزَت / غِلالةُ لاذٍ وَثَوبٌ أَحَم
قطاعٌ مِنَ الجَمرِ مَشبوبَةٌ / بِأَطرافِها لُمعٌ مِن حُمم
أَقيكَ بِنَفسيَ صَرفَ الرَدى
أَقيكَ بِنَفسيَ صَرفَ الرَدى / وَحاشاكَ يا أَمَلي أَن تَحينا
وَقُدِّمتُ قَبلَكَ نَحوَ الحِمامِ / وَبَعدَ مَماتي فَعِش أَنتَ حِينا
كَأَنَّ الشَرارَ عَلى نارِنا
كَأَنَّ الشَرارَ عَلى نارِنا / وَقَد راقَ مَنظَرُهُ كُلَّ عَينِ
سُحالَةُ تِبرٍ إِذا ما عَلَت / فَإِمّا هَوَت فُفُتاتُ اللُجينِ
وَكَم حاسِدٍ ليَ اِنبَرى فَاِنثَنى
وَكَم حاسِدٍ ليَ اِنبَرى فَاِنثَنى / لِغُصَّةَ نَفسٍ شَجاها شَجاها
وَمِن أَينَ يَسمُو لِنَيلِ العُلا / وَما بَثَّ مالاً وَلا راشَ جاها
لَئن أَنتَ ناصَرتَ بَدرَ الدُجى
لَئن أَنتَ ناصَرتَ بَدرَ الدُجى / وَنازَعَت شَمس الضُحى أَوجَها
لَما كُنتَ أَفضَل في حالَةٍ / مِنَ الكَلبِ كَلّا وَلا أَوجَها