المجموع : 29
كِتابٌ أَتاني عَلى نَأيِها
كِتابٌ أَتاني عَلى نَأيِها / يُخَبِّرُ عَن بَعضِ أَنبائِها
فَنَفسي الفِداءُ لِهَذا الكِتا / بِ إِن كانَ خُطَّ بِإِملائِها
كَتَمتُ الهَوى وَهَجَرتُ الحَبيبا
كَتَمتُ الهَوى وَهَجَرتُ الحَبيبا / وَأَضمَرتُ في القَلبِ شَوقاً عَجيبا
وَلَم يَكُ هَجريهِ عَن بِغضَةٍ / وَلَكِن خَشيتُ عَلَيهِ العُيوبا
سَأَرعى وَأَكتُمُ أَسرارَهُ / وَأَحفَظُ ما عِشتُ مِنهُ المَغيبا
فَكَم باسِطينَ إِلى وَصلِنا / أَكُفَّهُمُ لَم يَنالوا نَصيبا
فَيا مَن رَضيتُ بِما قَد لَقي / تُ مِن حُبِّهِ مُخطِئاً أَو مُصيبا
وَيا مَن دَعاني إِلَيهِ الهَوى / فَلَبَّيتُ لَمّا دَعاني مُجيبا
وَيا مَن تَعَلَّقتُهُ ناشِئاً / فَشِبتُ وَما آنَ لي أَن أَشيبا
لَعَمري لَقَد كَذَبَ الزاعِمو / نَ أَنَّ القُلوبَ تُجازي القُلوبا
وَلَو كانَ حَقّاً كَما يَزعُمونَ / لَما كانَ يَجفو حَبيبٌ حَبيبا
وَكَيفَ يَكونُ كَما أَشتَهي / حَبيبٌ يَرى حَسَناتي ذُنوبا
وَلَم أَرَ مِثلَكِ في العالَمي / نَ نِصفاً كَثيباً وَنِصفاً قَضيبا
وَأَنَّكِ لَو تَطِئينَ التُرابَ / لَزِدتِ التُرابَ عَلى الطيبِ طيبا
أَلا تَعجَبونَ كَما أَعجَبُ
أَلا تَعجَبونَ كَما أَعجَبُ / حَبيبٌ يُسيءُ وَلا يُعتِبُ
وَأَبغي رِضاهُ عَلى جَورِهِ / فَيَأبى عَلَيَّ وَيَستَصعِبُ
فَيا لَيتَ حَظّي إِذا ما أَسَأ / تَ أَنَّكَ تَرضى وَلا تَغضَبُ
أَلا اَعتِب فَدَيتُكَ يا مُذنِبُ / فَقَد جِئتُ أَبكي وَأَستَعتِبُ
وَإِلا تَحَمَّلتُ عَنكَ الذُّنو / بَ وَأَقرَرتُ أَنّي أَنا المُذنِبُ
أَذَلفاءُ إِن كانَ يُرضيكُم / عَذابي فَدونَكُمُ عَذِّبوا
أَلا رُبَّ طالِبَةٍ وَصلَنا / أَبَينا عَلَيها الَّذي تَطلُبُ
أَرَدنا رِضاكِ بِإِسخاطِها / وَبُخلُكِ مِن بَذلِها أَطيَبُ
عَتَبتِ وَما أَستَطيعُ العِتابا
عَتَبتِ وَما أَستَطيعُ العِتابا / وَحَسبي بِطولِ سُكوتٍ عَذابا
وَلَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ العِتا / بَ يَنفَعُني لَأَطَلتُ العِتابا
أَزورُ وَلا بُدَّ لي أَن أَزورَ / إِذا كُنتُ لا أَستَطيعُ اِجتِنابا
سَلامٌ عَلى النازِحِ المُغتَرِب
سَلامٌ عَلى النازِحِ المُغتَرِب / تَحِيَّةَ صَبٍّ بِهِ مُكتَئِب
غَزالٌ مَراتِعُهُ بِالبَليخِ / إِلى دَيرِ زَكّى وَقَصرِ الخَشَب
فَيا مَن أَعانَ عَلى نَفسِهِ / بِتَخليفِهِ طائِعاً مَن يُحِبّ
أَتاكَ بِما لَم تُرِدهُ القَضا / فَقَلبُكَ مِن حُكمِهِ في تَعَب
وَنَخشى الوُشاةَ فَما نَستَطيعُ / نُهادي الَّذي بَينَنا في الكُتُب
سَأَستُرُ وَالسَترُ مِن شيمَتي / هَوى مَن أُحِبُّ بِمَن لا أُحِبّ
وَلا بُدَّ مِن كَذِبٍ في الهَوى / إِذا كانَ دَفعُ الأَذى بِالكَذِب
رَأَيتُ الحَمامَ فَهَيَّجنَني
رَأَيتُ الحَمامَ فَهَيَّجنَني / وَفَيَّضنَ مِن عَبَراتي غُروبا
نَواعِمُ بَينَ غُصونِ الأَرا / كِ صادَفنَ أَمناً وَخَفضاً وَطيبا
فَلَمّا بَكَيتُ وَأَبكَيتُهُنَّ / تَمَنَّيتُكُم أَن تَكونوا قَريبا
بَكَت غَيرَ آنِسَةٍ بِالبُكا
بَكَت غَيرَ آنِسَةٍ بِالبُكا / تَرى الدَمعَ في مُقلَتَيها غَريبا
وَأَسعَدَها بِالبُكا نِسوَةٌ / جَعَلنَ مَغيضَ الدُموعِ الجُيوبا
كَفى حَسرَةً أَنَّ جيرانَنا / أَعَدّوا لِوَقتِ الرَحيلِ الغُروبا
فَلَو كُنتُ بِالشَمسِ ذا طاقَةٍ / لَكُنتُ أَمنَعُها أَن تَغيبا
أَقَلَّ الزيارَةَ لَمّا بَدا
أَقَلَّ الزيارَةَ لَمّا بَدا / لَهُ الصَرمُ أَو بَعضُ أَسبابِهِ
وَما صَدَّ عَمداً وَلَكِنَّهُ / طَريدُ مَلالَةِ أَحبابِهِ
ما زِلتُ أُحذَرُ هَذا العِتا
ما زِلتُ أُحذَرُ هَذا العِتا / بَ مِن قَبلِ أَن أَستحِقَّ العِتَبا
وَكُنتُ عَلى وَجلٍ مُشفِقاً / أُطيلُ البُكا وَأَعِدُّ الجَوابا
أَلا تَرحَمينَ فَتىً مُغرَماً / بِحُبِّكِ يَسقي الدُموعَ التُرابا
فَما خُلِقَ الحُبُّ لِلعالَمي / نَ إِلا شَقاءً وَإِلا عَذابا
سَأَهجُرُ إِلفي وهِجرانُنا
سَأَهجُرُ إِلفي وهِجرانُنا / إِذا ما اِلتَقَينا صُدودُ الخُدودِ
كِلانا مُحِبٌّ وَلَكِنَّنا / نُدافِعُ عَن حُبِّنا بِالصُدودِ
فَأَمّا الضَميرانِ مِنّا فَفي / عَذابٍ طَويلٍ وَوَجدٍ شَديدِ
فَوَيحَ مُحِبَّينِ لَم يَلقَيا / سُروراً سِوى نَظَرٍ مِن بَعيدِ
لَعَمري لَقَد جَعَلَ القادِحو
لَعَمري لَقَد جَعَلَ القادِحو / نَ بَيني وَبَينَكِ يورونَ نارا
وَنَفسي مُضَمَّنَةٌ مِن هَوا / كِ ما لا تُطيقُ عَلَيه اِصطِبَارا
مُعَلَّقَةٌ بِبَقايا الرَجاءِ / تَرى المَوتَ في كُلِّ يَومِ مِرارا
تَعَزَّ وَهَوِّن عَلَيكَ الأُمورا
تَعَزَّ وَهَوِّن عَلَيكَ الأُمورا / عَساكَ تَرى بَعدَ حُزنٍ سُرورا
لَعَلَّ الَّذي بِيَدَيهِ الأُمورا / سَيَجعَلُ في الكُرهِ خَيراً كَثيراً
أُكاتِمُ ما بي فلَا أَستَطي / عُ مِن شِدَّةِ الوَجدِ بي أَن أُشيرا
أَما تَحسَبيني أَرى العاشِقينَ / بَلى ثُمَّ لَستُ أَرى لي نَظيرا
بِأُنسِ الحَبيبِ يَطيبُ السَمَر
بِأُنسِ الحَبيبِ يَطيبُ السَمَر / وَتَلتَذُّ عَينايَ طولَ السَهَر
إِذا أَنا نادَمتُهُ مَرَّةً / كَفاني بِهِ اللَهُ ضَوءَ القَمَر
إِرعَ المُنى واصِلاً وَإِن هَجَرا / فَاِجزَع فَشَرُّ العُشّاقِ مَن صَبَرا
ما أَحسَنَ الصَبرَ في مَواطِنِهِ / لا عَن حَبيبٍ لِطِيَّةٍ بَكَرا
لَم يَستَطِع ظاهِرَ الوَداعِ مِنَ ال / عَينِ فَأَوحى السَلامَ مُستَتِرا
أَلا أَيُّها القَمَرُ الأَزهَرُ
أَلا أَيُّها القَمَرُ الأَزهَرُ / تَبَصَّر بِعَينَيكَ هَل تُبصِرُ
تَبَصَّر شَبيهَكَ في حُسنِهِ / لَعَلَّكَ تَبلُغُ أَو تَخبُرُ
فَإِنِّيَ آتيكَ وَحدي بِهِ / وَأُفضي إِلَيكَ بِما أَستُرُ
زُبالَةُ مِن دونِهِ وَالشُقو / قُ وَالثَعلَبِيَّةُ وَالأَجفُرُ
وَطالَ المَغيبُ وَشَطَّ الحَبيبُ / وَما أَستَفيقُ وَما أَصبِرُ
وَقَلبِيَ بِالشَوقِ مُستَأنِسٌ / وَطَرفِيَ لِلنَومِ مُستَنكِرُ
أَيا لائِمي سَفَهاً في ظَلو / مَ لا كُنتَ إِن كُنتَ لا تَعذِرُ
هَبوني أَغُضُّ إِذا ما بَدَت
هَبوني أَغُضُّ إِذا ما بَدَت / وَأملِكُ طَرفي فَلا أَنظُرُ
فَكَيفَ اِستِتاري إِذا ما الدُموعُ / نَطَقنَ فَبُحنَ بِما أُضمِرُ
فَيا مَن سُروري بِهِ شِقوَةٌ / وَمَن صَفوُ عَيشي بِهِ يَكدُرُ
لَعَلَّكَ جَرَّبتَني بِالصُدو / دِ عَمداً لِتَنظُرَ هَل أُقصِرُ
فَلا تُكذَبَنَّ فَإِنَّ السُلُ / وَّ لِلقَلبِ مَوعِدُهُ المَحشَرُ
وَأَشهَدُ أَنَّكَ بي واثِقٌ / وَإِن كُنتَ تُظهِرُ ما تُظهِرُ
وَأَنَّكَ تَعرِفُني بِالوَفاءِ / وَسَترِ الحَديثِ وَلا تُنكِرُ
وَلَكِن تَجَنَّيتَ لَمّا مَلِلتَ / فَأَنشَأَتَ تَذكُرُ ما تَذكُرُ
تَعَتَّبتَ تَطلُبُ ما أَستَحِقُّ / بِهِ الهَجرَ مِنكَ وَلا تَقدِرُ
وَماذا يَضُرُّكَ مِن شُهرَتي / إِذا كانَ سِرُّكَ لا يُشهَرُ
أَمِنّي تَخافُ اِنتِشارَ الحَديثِ / وَحَظِّيَ مِن صَونِهِ أَوفَرُ
وَلَو لَم يَكُن فِيَّ بُقيا عَلَيكَ / نَظَرتُ لِنَفسي كَما تَنظُرُ
إِذا كُنتَ تَحذَرُني في الرِضا / وَتَزعُمُ أَنِّيَ لا أَستُرُ
فَما لَكَ تَهجُرُني ظالِماً / وَتُغضِبُني ثُمَّ لا تَحذَرُ
وَلَو أَنَّني كُنتُ مِن صَخرَةٍ / إِذاً ما صَبَرتُ كَما تَصبِرُ
أَيا وَحشَتا لِاِنقِطاعِ الرَسو
أَيا وَحشَتا لِاِنقِطاعِ الرَسو / لِ مِمَّن أُسَرُّ بِأَخبارِه
لَعَمرُكَ ما يَستَريحُ المُحِ / بُّ حَتّى يَبوحَ بِأَسرارِه
وَكِتمانُ ما اِستودِعَتهُ النُفو / سُ لا شَكَّ خَيرٌ مِنِ اِظهارِهِ
نَفسي الفِداءُ لِهَذا المَري
نَفسي الفِداءُ لِهَذا المَري / ضِ أَمسى الفُؤادُ عَلَيهِ شَفيقا
سَأُلزِمُ عَينَيَّ طولَ البُكاءِ / فَلا تَستَفيقانِ حَتّى يُفيقا
لَعَمري لَقَد جَلَبت نَظرَتي
لَعَمري لَقَد جَلَبت نَظرَتي / إِلَيكِ عَلَيَّ بَلاءً طَويلا
فَيا وَيحَ مَن كَلِفَت نَفسُهُ / بِمَن لا يُطيقُ إِلَيهِ سَبيلا
هِيَ الشَمسُ مَسكَنُها في السَماءِ / فَعَزِّ الفُؤادَ عَزاءً جَميلا
فَلَن تَستَطيعَ إِلَيها الصُعودَ / وَلَن تَستَطيعَ إِلَيكَ النُزولا
سَأَصرِمُ فَوزاً وَلا ذَنبَ لي
سَأَصرِمُ فَوزاً وَلا ذَنبَ لي / إِذا ما صَرَمتُ المَذوقَ المَلولا
وَأَصرِفُ نَفسي إِلى غَيرِها / إِلى مَن يَكونُ بِصَرمي بَخيلا
بَكَيتُ الدُموعَ فَلَمّا اِنقَضَت
بَكَيتُ الدُموعَ فَلَمّا اِنقَضَت / بَكَيتُ الدِماءَ بِها مُعوِلا
فَأَفنَيتُ دَمعي بِطولِ البُكا / فَما تَقدِرُ العَينُ أَن تَهمُلا
كَأَنَّ الهَوى لَم يَجِد لِلبَلا / ءِ في صَدرِ غَيري لَهُ مَدَخَلا
سَأَستَمطِرُ العَينَ إِن أَمسَكَت / فَإِنَّ شِفائي أَن تُسبِلا