القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : العباس بن الأحنف الكل
المجموع : 29
كِتابٌ أَتاني عَلى نَأيِها
كِتابٌ أَتاني عَلى نَأيِها / يُخَبِّرُ عَن بَعضِ أَنبائِها
فَنَفسي الفِداءُ لِهَذا الكِتا / بِ إِن كانَ خُطَّ بِإِملائِها
كَتَمتُ الهَوى وَهَجَرتُ الحَبيبا
كَتَمتُ الهَوى وَهَجَرتُ الحَبيبا / وَأَضمَرتُ في القَلبِ شَوقاً عَجيبا
وَلَم يَكُ هَجريهِ عَن بِغضَةٍ / وَلَكِن خَشيتُ عَلَيهِ العُيوبا
سَأَرعى وَأَكتُمُ أَسرارَهُ / وَأَحفَظُ ما عِشتُ مِنهُ المَغيبا
فَكَم باسِطينَ إِلى وَصلِنا / أَكُفَّهُمُ لَم يَنالوا نَصيبا
فَيا مَن رَضيتُ بِما قَد لَقي / تُ مِن حُبِّهِ مُخطِئاً أَو مُصيبا
وَيا مَن دَعاني إِلَيهِ الهَوى / فَلَبَّيتُ لَمّا دَعاني مُجيبا
وَيا مَن تَعَلَّقتُهُ ناشِئاً / فَشِبتُ وَما آنَ لي أَن أَشيبا
لَعَمري لَقَد كَذَبَ الزاعِمو / نَ أَنَّ القُلوبَ تُجازي القُلوبا
وَلَو كانَ حَقّاً كَما يَزعُمونَ / لَما كانَ يَجفو حَبيبٌ حَبيبا
وَكَيفَ يَكونُ كَما أَشتَهي / حَبيبٌ يَرى حَسَناتي ذُنوبا
وَلَم أَرَ مِثلَكِ في العالَمي / نَ نِصفاً كَثيباً وَنِصفاً قَضيبا
وَأَنَّكِ لَو تَطِئينَ التُرابَ / لَزِدتِ التُرابَ عَلى الطيبِ طيبا
أَلا تَعجَبونَ كَما أَعجَبُ
أَلا تَعجَبونَ كَما أَعجَبُ / حَبيبٌ يُسيءُ وَلا يُعتِبُ
وَأَبغي رِضاهُ عَلى جَورِهِ / فَيَأبى عَلَيَّ وَيَستَصعِبُ
فَيا لَيتَ حَظّي إِذا ما أَسَأ / تَ أَنَّكَ تَرضى وَلا تَغضَبُ
أَلا اَعتِب فَدَيتُكَ يا مُذنِبُ / فَقَد جِئتُ أَبكي وَأَستَعتِبُ
وَإِلا تَحَمَّلتُ عَنكَ الذُّنو / بَ وَأَقرَرتُ أَنّي أَنا المُذنِبُ
أَذَلفاءُ إِن كانَ يُرضيكُم / عَذابي فَدونَكُمُ عَذِّبوا
أَلا رُبَّ طالِبَةٍ وَصلَنا / أَبَينا عَلَيها الَّذي تَطلُبُ
أَرَدنا رِضاكِ بِإِسخاطِها / وَبُخلُكِ مِن بَذلِها أَطيَبُ
عَتَبتِ وَما أَستَطيعُ العِتابا
عَتَبتِ وَما أَستَطيعُ العِتابا / وَحَسبي بِطولِ سُكوتٍ عَذابا
وَلَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ العِتا / بَ يَنفَعُني لَأَطَلتُ العِتابا
أَزورُ وَلا بُدَّ لي أَن أَزورَ / إِذا كُنتُ لا أَستَطيعُ اِجتِنابا
سَلامٌ عَلى النازِحِ المُغتَرِب
سَلامٌ عَلى النازِحِ المُغتَرِب / تَحِيَّةَ صَبٍّ بِهِ مُكتَئِب
غَزالٌ مَراتِعُهُ بِالبَليخِ / إِلى دَيرِ زَكّى وَقَصرِ الخَشَب
فَيا مَن أَعانَ عَلى نَفسِهِ / بِتَخليفِهِ طائِعاً مَن يُحِبّ
أَتاكَ بِما لَم تُرِدهُ القَضا / فَقَلبُكَ مِن حُكمِهِ في تَعَب
وَنَخشى الوُشاةَ فَما نَستَطيعُ / نُهادي الَّذي بَينَنا في الكُتُب
سَأَستُرُ وَالسَترُ مِن شيمَتي / هَوى مَن أُحِبُّ بِمَن لا أُحِبّ
وَلا بُدَّ مِن كَذِبٍ في الهَوى / إِذا كانَ دَفعُ الأَذى بِالكَذِب
رَأَيتُ الحَمامَ فَهَيَّجنَني
رَأَيتُ الحَمامَ فَهَيَّجنَني / وَفَيَّضنَ مِن عَبَراتي غُروبا
نَواعِمُ بَينَ غُصونِ الأَرا / كِ صادَفنَ أَمناً وَخَفضاً وَطيبا
فَلَمّا بَكَيتُ وَأَبكَيتُهُنَّ / تَمَنَّيتُكُم أَن تَكونوا قَريبا
بَكَت غَيرَ آنِسَةٍ بِالبُكا
بَكَت غَيرَ آنِسَةٍ بِالبُكا / تَرى الدَمعَ في مُقلَتَيها غَريبا
وَأَسعَدَها بِالبُكا نِسوَةٌ / جَعَلنَ مَغيضَ الدُموعِ الجُيوبا
كَفى حَسرَةً أَنَّ جيرانَنا / أَعَدّوا لِوَقتِ الرَحيلِ الغُروبا
فَلَو كُنتُ بِالشَمسِ ذا طاقَةٍ / لَكُنتُ أَمنَعُها أَن تَغيبا
أَقَلَّ الزيارَةَ لَمّا بَدا
أَقَلَّ الزيارَةَ لَمّا بَدا / لَهُ الصَرمُ أَو بَعضُ أَسبابِهِ
وَما صَدَّ عَمداً وَلَكِنَّهُ / طَريدُ مَلالَةِ أَحبابِهِ
ما زِلتُ أُحذَرُ هَذا العِتا
ما زِلتُ أُحذَرُ هَذا العِتا / بَ مِن قَبلِ أَن أَستحِقَّ العِتَبا
وَكُنتُ عَلى وَجلٍ مُشفِقاً / أُطيلُ البُكا وَأَعِدُّ الجَوابا
أَلا تَرحَمينَ فَتىً مُغرَماً / بِحُبِّكِ يَسقي الدُموعَ التُرابا
فَما خُلِقَ الحُبُّ لِلعالَمي / نَ إِلا شَقاءً وَإِلا عَذابا
سَأَهجُرُ إِلفي وهِجرانُنا
سَأَهجُرُ إِلفي وهِجرانُنا / إِذا ما اِلتَقَينا صُدودُ الخُدودِ
كِلانا مُحِبٌّ وَلَكِنَّنا / نُدافِعُ عَن حُبِّنا بِالصُدودِ
فَأَمّا الضَميرانِ مِنّا فَفي / عَذابٍ طَويلٍ وَوَجدٍ شَديدِ
فَوَيحَ مُحِبَّينِ لَم يَلقَيا / سُروراً سِوى نَظَرٍ مِن بَعيدِ
لَعَمري لَقَد جَعَلَ القادِحو
لَعَمري لَقَد جَعَلَ القادِحو / نَ بَيني وَبَينَكِ يورونَ نارا
وَنَفسي مُضَمَّنَةٌ مِن هَوا / كِ ما لا تُطيقُ عَلَيه اِصطِبَارا
مُعَلَّقَةٌ بِبَقايا الرَجاءِ / تَرى المَوتَ في كُلِّ يَومِ مِرارا
تَعَزَّ وَهَوِّن عَلَيكَ الأُمورا
تَعَزَّ وَهَوِّن عَلَيكَ الأُمورا / عَساكَ تَرى بَعدَ حُزنٍ سُرورا
لَعَلَّ الَّذي بِيَدَيهِ الأُمورا / سَيَجعَلُ في الكُرهِ خَيراً كَثيراً
أُكاتِمُ ما بي فلَا أَستَطي / عُ مِن شِدَّةِ الوَجدِ بي أَن أُشيرا
أَما تَحسَبيني أَرى العاشِقينَ / بَلى ثُمَّ لَستُ أَرى لي نَظيرا
بِأُنسِ الحَبيبِ يَطيبُ السَمَر
بِأُنسِ الحَبيبِ يَطيبُ السَمَر / وَتَلتَذُّ عَينايَ طولَ السَهَر
إِذا أَنا نادَمتُهُ مَرَّةً / كَفاني بِهِ اللَهُ ضَوءَ القَمَر
إِرعَ المُنى واصِلاً وَإِن هَجَرا / فَاِجزَع فَشَرُّ العُشّاقِ مَن صَبَرا
ما أَحسَنَ الصَبرَ في مَواطِنِهِ / لا عَن حَبيبٍ لِطِيَّةٍ بَكَرا
لَم يَستَطِع ظاهِرَ الوَداعِ مِنَ ال / عَينِ فَأَوحى السَلامَ مُستَتِرا
أَلا أَيُّها القَمَرُ الأَزهَرُ
أَلا أَيُّها القَمَرُ الأَزهَرُ / تَبَصَّر بِعَينَيكَ هَل تُبصِرُ
تَبَصَّر شَبيهَكَ في حُسنِهِ / لَعَلَّكَ تَبلُغُ أَو تَخبُرُ
فَإِنِّيَ آتيكَ وَحدي بِهِ / وَأُفضي إِلَيكَ بِما أَستُرُ
زُبالَةُ مِن دونِهِ وَالشُقو / قُ وَالثَعلَبِيَّةُ وَالأَجفُرُ
وَطالَ المَغيبُ وَشَطَّ الحَبيبُ / وَما أَستَفيقُ وَما أَصبِرُ
وَقَلبِيَ بِالشَوقِ مُستَأنِسٌ / وَطَرفِيَ لِلنَومِ مُستَنكِرُ
أَيا لائِمي سَفَهاً في ظَلو / مَ لا كُنتَ إِن كُنتَ لا تَعذِرُ
هَبوني أَغُضُّ إِذا ما بَدَت
هَبوني أَغُضُّ إِذا ما بَدَت / وَأملِكُ طَرفي فَلا أَنظُرُ
فَكَيفَ اِستِتاري إِذا ما الدُموعُ / نَطَقنَ فَبُحنَ بِما أُضمِرُ
فَيا مَن سُروري بِهِ شِقوَةٌ / وَمَن صَفوُ عَيشي بِهِ يَكدُرُ
لَعَلَّكَ جَرَّبتَني بِالصُدو / دِ عَمداً لِتَنظُرَ هَل أُقصِرُ
فَلا تُكذَبَنَّ فَإِنَّ السُلُ / وَّ لِلقَلبِ مَوعِدُهُ المَحشَرُ
وَأَشهَدُ أَنَّكَ بي واثِقٌ / وَإِن كُنتَ تُظهِرُ ما تُظهِرُ
وَأَنَّكَ تَعرِفُني بِالوَفاءِ / وَسَترِ الحَديثِ وَلا تُنكِرُ
وَلَكِن تَجَنَّيتَ لَمّا مَلِلتَ / فَأَنشَأَتَ تَذكُرُ ما تَذكُرُ
تَعَتَّبتَ تَطلُبُ ما أَستَحِقُّ / بِهِ الهَجرَ مِنكَ وَلا تَقدِرُ
وَماذا يَضُرُّكَ مِن شُهرَتي / إِذا كانَ سِرُّكَ لا يُشهَرُ
أَمِنّي تَخافُ اِنتِشارَ الحَديثِ / وَحَظِّيَ مِن صَونِهِ أَوفَرُ
وَلَو لَم يَكُن فِيَّ بُقيا عَلَيكَ / نَظَرتُ لِنَفسي كَما تَنظُرُ
إِذا كُنتَ تَحذَرُني في الرِضا / وَتَزعُمُ أَنِّيَ لا أَستُرُ
فَما لَكَ تَهجُرُني ظالِماً / وَتُغضِبُني ثُمَّ لا تَحذَرُ
وَلَو أَنَّني كُنتُ مِن صَخرَةٍ / إِذاً ما صَبَرتُ كَما تَصبِرُ
أَيا وَحشَتا لِاِنقِطاعِ الرَسو
أَيا وَحشَتا لِاِنقِطاعِ الرَسو / لِ مِمَّن أُسَرُّ بِأَخبارِه
لَعَمرُكَ ما يَستَريحُ المُحِ / بُّ حَتّى يَبوحَ بِأَسرارِه
وَكِتمانُ ما اِستودِعَتهُ النُفو / سُ لا شَكَّ خَيرٌ مِنِ اِظهارِهِ
نَفسي الفِداءُ لِهَذا المَري
نَفسي الفِداءُ لِهَذا المَري / ضِ أَمسى الفُؤادُ عَلَيهِ شَفيقا
سَأُلزِمُ عَينَيَّ طولَ البُكاءِ / فَلا تَستَفيقانِ حَتّى يُفيقا
لَعَمري لَقَد جَلَبت نَظرَتي
لَعَمري لَقَد جَلَبت نَظرَتي / إِلَيكِ عَلَيَّ بَلاءً طَويلا
فَيا وَيحَ مَن كَلِفَت نَفسُهُ / بِمَن لا يُطيقُ إِلَيهِ سَبيلا
هِيَ الشَمسُ مَسكَنُها في السَماءِ / فَعَزِّ الفُؤادَ عَزاءً جَميلا
فَلَن تَستَطيعَ إِلَيها الصُعودَ / وَلَن تَستَطيعَ إِلَيكَ النُزولا
سَأَصرِمُ فَوزاً وَلا ذَنبَ لي
سَأَصرِمُ فَوزاً وَلا ذَنبَ لي / إِذا ما صَرَمتُ المَذوقَ المَلولا
وَأَصرِفُ نَفسي إِلى غَيرِها / إِلى مَن يَكونُ بِصَرمي بَخيلا
بَكَيتُ الدُموعَ فَلَمّا اِنقَضَت
بَكَيتُ الدُموعَ فَلَمّا اِنقَضَت / بَكَيتُ الدِماءَ بِها مُعوِلا
فَأَفنَيتُ دَمعي بِطولِ البُكا / فَما تَقدِرُ العَينُ أَن تَهمُلا
كَأَنَّ الهَوى لَم يَجِد لِلبَلا / ءِ في صَدرِ غَيري لَهُ مَدَخَلا
سَأَستَمطِرُ العَينَ إِن أَمسَكَت / فَإِنَّ شِفائي أَن تُسبِلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025