المجموع : 12
وماذا يفيدك طيفُ الخيا
وماذا يفيدك طيفُ الخيا / ل والهجرُ حظك ممن تحب
غناء قليل ولكنني / تمنيته بقنوع المُحب
إذا كنتُ في عُصبةِ
إذا كنتُ في عُصبةِ / من المعشر الأخيبِ
ولم يكُ لي مُسعدٌ / نديمٌ سوى جُعدُب
فأشربُ من رَملةٍ / وأَسهرُ من قُطرُبِ
ولمّا حباني الزما / نُ من حيثُ لم أحسبِ
ونادمتُ بدر السما / ءِ في فَلَك الكوكبِ
أبَت لي غُضُوضيَّتي / ولُؤمٌ من المَنصبِ
فأسكَرَني مُسرعاً / قويٌّ من المشربِ
كذا النذلُ ينبو به / مُنادَمَةُ المُنجِبِ
إذا ما الماءُ أمكنني / وصفوُ سُلافةِ العِنَبِ
صَبَبتُ الفضَّةَ البيضا / ءَ فوقَ قُراضةِ الذهبِ
ألا ليت شعري أبدرٌ بدا
ألا ليت شعري أبدرٌ بدا / نهاراً أم الملك المنتصر
إمامٌ تضمن أثوابه / على سرجه قمراً من بشر
حمى اللَه دولةَ سلطانه / بجندِ القضاءِ وجند القدر
فلا زال ما بقيت مدةٌ / يروحُ بها الدهر أو يبتكر
أما في ثمانين وفيتها
أما في ثمانين وفيتها / عذيرٌ وإن لم اعتذر
فكيف وقد جزتها صاعداً / مع الصاعدين بتسعٍ أخر
وقد رفع اللَه أقلامه / عن ابن ثمانين دون البشر
سوى من أصر على فتنةٍ / وألحد في دينه أو كفر
وإني لمن أسراء الإله في / الأرض نصب صروفِ القدر
فان يقض لي عملاً صالحاً / أثاب وإن يقض شراً غفر
فلا تلح في كبرٍ هدني / فلا ذنب لي أن بلغت الكبر
هو الشيب حل بعقبِ الشباب / فأعقبني خوراً من أشر
وقد بسط اللَه لي عذره / فمن ذا يلوم اذا ما عذر
وإني لفي كنفٍ مغدقٍ / وعز بنصرِ أبي المنتصر
يُباري الرياحَ بفضل السما / حِ حتى تبلَّد أو تنحسر
له أكد الوحيُ ميراثَه / ومن ذا يُخالِفُ وحيَ السُّوَر
وما للحسودِ وأشياعه / ومن كذَّب الحقَّ الا الحجر
أيا من سروري به شقوةٌ
أيا من سروري به شقوةٌ / ومن صفوُ عيشي به أكدرُ
تجنيت تطلبُ لما ملل / تَ علي الذنوب ولا تقدرُ
وماذا يضركَ من شهرتي / إذا كان سرك لا يشهرُ
أمني تخافُ انتشارَ الحدي / ثِ وحظيَ في ستره أوفرُ
هَبُوني أغضُّ اذا ما بدت
هَبُوني أغضُّ اذا ما بدت / وأملِك طَرفي فلا أنظُرُ
فكيف استتاري اذا ما الدمو / عُ نطقنَ فبحنَ بما أُضمِرُ
ولو لم يكن في بقايا عليك / نظرتُ لروحي كما تنظر
ألست ترى الصبحَ قد أسفرا
ألست ترى الصبحَ قد أسفرا / ومبتكرَ الغيثِ قد أمطرا
وأسفرت الأرضُ عن حُلَّةٍ / تُضاحكُ بالأحمرِ الأصفرا
ووافاك نيسانُ في وَردِه / وحثَّك في الشرب كي تَسكرا
وتعملَ كأسين في فِتيَةٍ / تُطارد بالأصغر الأكبرا
يحثُّ كئوسهم مُخطَفٌ / تُجاذِبُ أردافُه المِئزَرا
ترجل بالبانِ حتى إذا / أدارَ غدائرَه وفَّرا
وفضَّضَ في الجلّنارِ البها / رَ والآبنوسةَ والعَبهَرا
فلما تمازجَ ما شذَّرَت / مقاريضُ أطرافِه شذَّرا
فكلٌّ ينافس في بِرِّه / ليفعلَ في ذاته المُنكَرا
ألستَ ترى ديمةً تهطِلُ
ألستَ ترى ديمةً تهطِلُ / وهذا صباحك مستقبلُ
وتلك المدامُ وقد شاقنا / برؤيته الشادن الأكحلُ
فعاد به وبنا سكرةٌ / تهونُ مكروهَ ما نسألُ
فإني رأيت له نظرةً / تخبرني أنه يفعلُ
وقد أشكل العيشُ في يومنا / فيا حبذا عيشنا المُشكِلُ
ألا أيها الشادن الأكحلُ / إلى كم تقول ولا تفعلُ
إلى كم تجودُ بما لا نُريد / منك وتمنع ما نسألُ
حُبُّ أبي جعفرٍ للغبوقِ
حُبُّ أبي جعفرٍ للغبوقِ / كقُبحك يا حاتمٌ مقبِلا
فلا ذاك يُعذَرُ في فعله / وحقُّك في الناس أن تُقتلا
وأشبهُ شيء بما اختارَهُ / ضراطُك دون الخلا في الملا
تألفت طيفَ غزالِ الحرَم
تألفت طيفَ غزالِ الحرَم / فواصلني بعد ما قد صرَم
وما زلتُ أقنعُ من يله / بما تجتنيه بنانُ الحلم
بنفسي خيالٌ على رقبةٍ / ألم به الشوقُ فيما زعم
أتاني يُجاذبُ أردافَه / من البُهرِ تحت كُسوفِ الظُلَم
تَمجُّ سوالِفُه مسكةً / وعنبرة رِيقُه والنسم
تضمَّخَ من بعدِ تجميرهِ / فطابَ من القرنِ حتى القدم
يقول ونازعته ثوبه / على أن يقول لشيء نعم
فغضَّ الجفونَ على خجلةٍ / وأعرض إعراضةَ المُحتشِم
فشبَّكت كفي على خجلةٍ / وأعرض أعراضةَ المُحتشِم
فشبَّكت كفي على كفه / وأصغيتُ ألثم دُراً بفَم
فنهنهني دفعَ لا مُؤيسٍ / بجدٍّ ولا مُطمعٍ معتزمٍ
إذا ما هممتُ فأدنيتهُ / تثنى وقال لي الويلُ لم
فما زلتُ أبسُطُه مازحاً / وأُفرطُ في اللهو حتى ابتسم
وحكمني الريمُ في نفسه / بشيءٍ ولكنه مكتتَم
فواهاً لذلك من طارقٍ / على أنَّ ما كان أبقى سَقَم
أُكاتمُ وجدي فما ينكتِم
أُكاتمُ وجدي فما ينكتِم / بمن لو شكوتُ إليه رحِم
وإني على حُسنِ ظنِّي به / لأحذرُ إن بُحتُ أن يحتشم
ولي عند لحظته روعَةٌ / تُحقِّق ما ظنَّه المتهم
وقد علم الناسُ أني له / محبٌّ وأحسبه قد علم
وإني لمغضٍ على لوعةٍ / من الشوق في كبدي تضطرم
عشيةَ ودعتُ عن مقلةٍ / سفوحٍ وزفرةِ قلبٍ سدم
فما كان عند النوى مسعدٌ / سوى الدمع يغسلُ طرفاً كلم
سيذكرُ من بانَ أوطانه / ويبكي المقيمين من لم يُقم
إلى خازن اللَه في خلقه
إلى خازن اللَه في خلقه / سراجِ النهارِ وبدرِ الظلَم
ركبنا غرابيبَ زفافةً / بدجلةَ في موجها الملتظم
اذا ما قصدنا لقا طولها / ودهم قراقيرها تصطدم
سكنا الى خير مسكونةٍ / تيممها راغبٌ من أمم
مباركةٍ شادَ بُنيانها / بخير المواطنِ خيرُ الأمم
كأنَّ بها نشرَ كافورةٍ / لبردٍ نداها وطيب النسَم
كظهر الأديم اذا ما السحا / بُ صابَ على متنها وانسجم
مبرأة من وحول الشتاءِ / اذا ما طمى وحلُه وارتكم
فما ان يزال بها راجلٌ / يمر الهوينى ولا يلتطم
ويمشي على رسله آمناً / سليمَ الشراكِ نقيَّ القدم
وللنونِ والضبِّ في بطنها / مراتعُ مسكونةٌ والنعم
غدوت على الوحش مغترةً / رواتع في نورها المنتظم
ورحتُ عليها وأسرابها / تحومُ بأكنافها تبتسم
يضيق الفضاءُ به إن غدا / بطودي أعاريبه والعجم
ترى النصر يقدم راياته / إذا ما خفقن أمامَ العلم
وفي اللَه دوخَ أعداءَهُ / وجرَّد فيهم سيوفَ النقَم
وفي اللَه يكظمُ من غيظه / وفي اللَه يصفحُ عمن جرم
رأى شيمَ الجودِ محمودةً / وما شيمُ الجُودِ إلا قسم
فراحَ على نعمٍ واغتدى / كأن ليس يُحسِن إلا نعم