المجموع : 24
رأيتُ مُحبّاً يداوي حبيباً
رأيتُ مُحبّاً يداوي حبيباً / فكاد فؤادي له أن يذوبا
وشبَّهتُ شكواه في رفعه / بشكوى عليلٍ يُداوي طبيبا
رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيب
رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيب / فكانا هلالَينِ عند النَّظرْ
فلم أدرِ من حيرتي فيهما / هلالَ الدجى مِن هلال البشرْ
ولولا التورُّدُ في الوجنتين / وما راعني من سواد الشَّعَرْ
لكُنتُ أظن الهلالَ الحبيبَ / وكنتُ أظن الحبيب القمرْ
أحَبَّ فمَن ذا الذي أخلَفَهْ
أحَبَّ فمَن ذا الذي أخلَفَهْ / ومَلَّ فمن ذا الذي استعطَفَهْ
فلا أحدٌ في الرضا ساءَهُ / ولا أحد في القلى عنَّفَه
وكان زكيّاً كما قد علمتُ / فما ذا التعدّي وما ذا السَّفَه
وفي الناس من يتجنّى الذنوبَ / وذا قد تجاوز حدَّ الصِّفَه
ولا كلُّ مَن كانَ ذا قوَّةٍ / يناوي الضعيفَ إذا استضعفه
وزعَّمني صدفاً خاوياً / من الدرِّ مثل الذي صرَّفَه
ولو شئتُ عرَّفتُه مَن أنا / وإن كانَ لي جيِّد المعرفَه
وإبليس يعرف مَن رَبُّه / ولكنَّ طغيانه سرَّفه
سأحلم حتى يقولوا شأى / معاويةَ الحلمَ أو أحنَفَه
لأن ركائب عهد الوفا / على طلل العهد مستعطَفَه
وما أولَعَ المرء بالموبقات / وعند الحقائق ما أضعفَه
تراني أُحَبِّكُ طول الحياة / لساناً بما ساءَه أو شَفَه
أأهجوه حتّى يقول الأنامُ / أنَصرٌ هجاه لقد شرَّفَه
وسَل مَن تعرَّض لي في الهجا / ءِ عن عِرضِه أين قد خَلَّفَه
وذو الجهل ينصف من ضامه / سَفاهاً ويظلم من أنصَفَه
وفيتَ وما لك إلا الوفا
وفيتَ وما لك إلا الوفا / وأنصفتَ والعدلُ أن تُنصِفا
ضمنتَ ضماناً وأتممتَه / وأوليتَ ما جلَّ أن يُوصَفا
فما كنتَ في العهد لي خائناً / ولا كنتَ في الوعد لي مخلفا
لقد عاد وصلُك مستطرَفاً / لأني توقَّعتُ منك الجَفا
ولو نال غيرُك ما نلتَهُ / لفارَقَ أحبابَه وانتفى
لأن المَلُولَ إذا ما استقا / مَ بالوَصل شَتَّتَ ما ألَّفا
فلِم لا أُواصِل مَن لو جفا / لكدَّر من عيشتي ما صفا
تُراني أُضيع حقوق الهوى / وأنت حفيظ لعهد الصفا
ولكنني لك طوع اليدي / نِ على رغم من لام أو عنَّفا
فلستُ أُبالي بمن لامني / إذا ما وفيت لمن قد وفى
وذي فطنةٍ نكته في استه
وذي فطنةٍ نكته في استه / على غير وعدٍ بمثل الكَتِفْ
فقلت له اعصر فقال لحنت / بقولك أعصِر بفتح الألِفْ
فقلتُ فديتُكَ من أحمقٍ / فقال وأحمقُ لا ينصرفْ
ألا قُل لبدر ليالي الدجى
ألا قُل لبدر ليالي الدجى / ونور الظلام إذا أسدَفا
ويا قمراً اسمه يوسفٌ / وفي الحسن تشبيهه يوسفا
ويا فاتر الجفن ماذا الجفا / أمَا آنَ باللَهِ أن تعطفا
أذا المسك أُنبِتَ في عارِضَيكَ / أم الوالدانِ له غَلَّفا
فقد حَسَّناكَ وقد ملَّحاكَ / وما أحسَنا بي ولا أنصفا
عهدتُكَ بَرّاً وصولاً بنا
عهدتُكَ بَرّاً وصولاً بنا / تجود وإن أنت لم تُسأَلِ
وكانت أياديك تترى عَلَي / يَ ما بين ماضٍ ومستقبلِ
وكنتَ تمنُّ بغير امتنانٍ / وتُولي الجميلَ ولا تأتَلي
وما الجودُ منك بمستَطرَفٍ / وما الفضل إلا من الأفضل
أتبخل إذ وجبت حرمتي / ومن قبلُ جُدتَ ولم تبخلِ
إذا قَدُمَت صحبةٌ عُلِّيَت / فما لي أُحَطُّ إلى أسفلِ
فإن لم تَزِد لي على حالتي / فقف بي على رسمك الأولِ
أتمنع بِرَّكَ من شاكرٍ / بشكرِكَ أفصح من جُلجُلِ
ولا بدَّ لي من ثناءٍ عليك / وكيف أقول ولم تفعلِ
أترضى لمُطريك في محفلٍ / بأن يَتكَذَّبَ في المحفلِ
فلن يتواصَل صدقُ الشَّكورِ / إذا ما الصَّنائعُ لم تُوصَلِ
فإن شئتَ أُذكِرك ما قد نسيتَ / وإن أنت أغفلتَ لم أغفَلِ
عن الجار يسأل باغي المَحَل
عن الجار يسأل باغي المَحَل / لِ قبل السؤالِ عن المنزِلِ
وغصنُ المودَّة إن جادَهُ / سحابُ التعهُّد لم يذبلِ
أأظمأُ في منهل من نداك / وغيري يُعَلُّ ولم أنهلِ
فإنك أخرتني والأنا / مُ يرعونَ في برِّكَ الأجزلِ
كذا الجَمَل الحامل المثقلات / إذا قيل أعيا عن المحملِ
فها أنا كالجَمَل المُجتَوى / ثقلتُ ولستُ بمستثقلِ
سأُثني عليك كلا الحالَتَي / ن ثنائي على المُحسن المُجمِلِ
لأنَّك زَينيَ عند الرخاء / وأنَّك في شدَّتي معقلي
وعذب المقبَّل والمبتسمْ
وعذب المقبَّل والمبتسمْ / لذيذ المراشف والملتَثَمْ
فتىً هو في حُسنه أُمَّةٌ / تحكِّمه في جميع الأمَم
فأحسب عُبّاد أصنامهم / رأوها بصورة هذا الصنم
بطرفٍ يصحُّ له سحرُه / إذا كان صحَّتُهُ من سقم
وخصرٍ تظلُّمُه يُشتَهى / وردفٍ يُحَبُّ لما قد ظلم
مصون تجنَّبتُ في حُبِّه / جميعَ الفواحش إلا اللمم
تقاضيتُه الوصلَ في خلسةٍ / بلطف الإشارات لا بالكلم
فتقطيبُ حاجبه قال لا / وفترة أجفانه إي نعم
فلم أرَ أحسنَ من لحظةٍ / تطعَّمتُ فيها سرورَ النِّعَم
وأحلى المنى عممان الهوى / إذا ما اختُلسنَ خلال البُهم
ونحن معاشر أهل الهوى / جوارحه كطراف الخدم
فمن دام بالعهد دُمنا له / ونستودع الله مَن لم يَدم
رأيت غنى النفس خيرَ الغنى / كذا عدم الصبر شر العَدَم
وخير الأخلاء مَن إن رأى / جميلاً أشاعَ وعيباً كتم
أرى ابنَ عتيقٍ عتيقَ النِّجارِ / كريمَ الطِّباع حميد الشِّيَم
تقدَّم في أمر طُلابه / تَقَدُّمَ آبائه في القِدَم
عليه يُعَوَّل عند الخطوب / وفي النائبات به يُعتَصَم
وفي المُشكِلات قريب الخُطا / وفي المكرمات بعيد الهِمَم
أبا عُمَرٍ عمرت ساحَتاكَ / بغوث اللَّهيف ورعي الذِّمَم
ولي حاجة لم أُطِق بَثَّها / حياءً وقد أخذت بالكَظَم
أهابك فيها لأن الكريم / يُهاب وإن كان لا يُحتَشَم
لساني تلجلج عن حاجتي / فترجمتُها بلسان القلم
وبِشركَ بشرّني بالمنى / وحُسنُ اللقاء افتتاحُ الكرَم
وقد جَدَّ عزمي على رحلةٍ / أُجدِّد فيها صلات الرَّحِم
فأتمِم أياديك في رحلتي / فحقُّ أياديك أن تستتمّ
فرفدُك جارٍ على مَن أقامَ / وبرُّك زادٌ لمَن لم يُقِم
وفي ابنك جودٌ وتوفيقُه / ليتلو أباه على ما رسم
إذا كان بدرُ الدجى مشرقاً / فلن يُستضاء بنجمٍ نجم
وحُسناك تكسوك حُسنَ الثنا / ونُعماك تُبقي عليك النِّعَم
بوصل الحبيب تطيب الحياةُ
بوصل الحبيب تطيب الحياةُ / وعقلُ الحبيب تمام النِّعَمْ
أيا واحد الحسن يا من غدا / لهُ الحسنُ مُتَّبِعاً مُقتَسَمْ
بردف الكثيب وقدِّ القضيب / وعين الغزال ووجه الصنمْ
إذا أنت سارَرت في مجلسٍ / فإنك في أهله مُتَّهَمْ
فهذا يقول قد اغتابنا / وذا يستريب وذا يحتشمْ
يقولون لو كان هذا السّرا / رُ خيراً لمَا كان بالمُتَّهمْ
ولن يُخدَع المرءُ في مجلسٍ / كما لا تُصاد الظِّبا في الحرَمْ
كذاك الرعاءُ تُسِيءُ الظنونَ / إذا ما الذئاب خلت بالغَنَمْ
ومن يتعدَّ حدودَ الظِّراف / خشيتُ عليه حلولَ النِّقَمْ
فضربُ العصا مؤلمٌ ساعةً / وضربُ اللسان طويل الألمْ
ظُبَيٌّ نفى عن جُفَيني الوَسَنْ
ظُبَيٌّ نفى عن جُفَيني الوَسَنْ / فبتُّ سقيماً أُقاسي الحَزَنْ
مليح الدلال بديع الجما / لِ معتدل القدِّ يحكي الغُصُنْ
أمات فؤادي بلحظاته / وأورَث جسمي سقاماً وَهَنْ
فقلبي سقيم وجسمي نحيلٌ / ودمعي غزيرٌ هطولٌ هَتِنْ
ظماءُ العيونِ عصرنَ القدودَ
ظماءُ العيونِ عصرنَ القدودَ / كأنَّهُمُ عطشوا فارتَوَوا
زَهَوا بفنون مَلاحتهم / وقاموا على سُوقِهم فاستَوَوا
حووا فتنةً وحووا فطنة / وقد حيرونا بما قد حَوَوا
زووا عن مُحبيهمُ وصلَهم / ولو أنصفوا في الهوى ما زَوَوا
إذا ما نووا قطعنا أطمعوا / ليختدعونا بما قد نووا
فكم أعرضوا بعد ما أعرضوا / وكم نَفَروا بعد ما قد ثَوَوا
تراهم يحومون حول البروج / قياماً رووا فرط ما قد هووا
مللتُ الوصالَ بقبح الفعالِ
مللتُ الوصالَ بقبح الفعالِ / وما كنتُ أعهد قلبي ملولا
فلو كان يُنصفني مَن أُحِبُّ / لكان العزيزَ وكنتُ الذليلا
إذا لم تكن في الهوى رغبةٌ / فإن الهوى لا يساوي الفتيلا
إذا ما أطعتَ لأهل الحبيبِ
إذا ما أطعتَ لأهل الحبيبِ / بنيتَ البناءَ بآساسِه
ولو لم تُرِد وصلَه لم تَذِلَّ / لأخدانِهِ أو لحُلاسِهِ
وممّا تمثّله الفارسيُّ / وأودَعَه بطنَ قرطاسِهِ
اذا كنتَ تطلب عفوَ الأميرِ / فخُذ في مداراة جُلّاسِهِ
وأحورَ صبَّحتُه في المساءِ
وأحورَ صبَّحتُه في المساءِ / وإني لمن دَهَشٍ مُرعَشُ
فقال تُهَزِّئُني في السَّلامِ / وكاد لما قلتُ يستوحشُ
فقلتُ دهشتُ لما قد رأيتُ / ومَن ذا يراك ولا يدهشُ
عجبتُ وأعجب مني امرؤٌ
عجبتُ وأعجب مني امرؤٌ / رأى ما رأيتُ ولم يعجبِ
فمن شغل قلبي بما نلتُه
فمن شغل قلبي بما نلتُه / ذهلتُ به عن جميع الأمورِ
أتنشط للوصل يا سيدي
أتنشط للوصل يا سيدي / فإن الحبيب له قد نشطْ
أُحبُّ اجتماعَكما في الهوى / عسى اللَهُ يصنع لي في الوسطْ
فنصفاً قناة ونصفاً نَقَا
فنصفاً قناة ونصفاً نَقَا /
وحسن ينمنم ذاك العذارَ
وحسن ينمنم ذاك العذارَ / كآثار مسكٍ عليه غَزلْ
كتابٌ من الحسن توقيعه / من اللَه في خدِّه قد نزلْ