المجموع : 42
وقالوا هويت غزالاً ربيبا
وقالوا هويت غزالاً ربيبا / وبدر تمامٍ وغصناً رطيبا
فقلتُ وكيفَ لمنعِ الفؤادِ / وقد ملكته العيونُ القلوبا
ومكتئبِ القلبِ باكي العيونِ / حَوى بالتذكرِ قلباً مجيبا
كأن كرى مقلتيهِ جرى / مع الدمعِ يسعدُ دمعاً غريبا
أيا من تغير لي قلبه
أيا من تغير لي قلبه / بحبكِ قلبيَ فما ذنبهُ
ويا سيدي ظالماً والذي / تمنيتُ من ربهِ قربه
يبيتُ يلذُّ الكرى طرفهُ / ويمنعُ طرفي الكرى حبُّهُ
سروريَ أن لا يذوقَ الضنى / وأن لا يعاقبهُ ربُّهُ
أيا طرفُ مالك لا ترقد
أيا طرفُ مالك لا ترقد / وما لدموعِك لا تجمدُ
أليس على الخد مما جرى / على الدمع ما بالهوى يشهدُ
وثائرةٍ في الفؤاد الذي / تقسّمه الشوق لا تخمدُ
إذا بثّ خيف على مدنفٍ / من الوجد زفرته تهمدُ
بوجنتيهِ يحسنُ الجلّنار
بوجنتيهِ يحسنُ الجلّنار / ونورُ خديهِ بهاءُ البهار
ونورٌ بجبهتهِ إن بدا / يموتُ الظلامُ ويحيا النهار
ففي كل أنوارهِ المشرقاتُ / فللشمسِ شمسٌ وللنارِ نار
ومن بعض صُورتها نزهةٌ / ضياءُ تباشيرها مستعار
أيعذِلُ لا يُعذِرُ
أيعذِلُ لا يُعذِرُ / ويتركُ من يهجرُ
ولم ترني حينَ لوَّم / تَ أسلو ولا أصبرُ
كتمتُ الذي حلَّ بي / وما خلتُهُ يظهرُ
ولم أدرِ أن الدمو / عَ تهتِكُ ما أسترُ
لئن لجَّ قلبُكَ في ذكرهِ
لئن لجَّ قلبُكَ في ذكرهِ / ولجَّ حبيبكَ في هجرِه
لقد أورثَ العينَ طول البُكى / وعزَّ فؤادُكَ من صدرِه
فإن أذهبَ القلبَ وجدٌ بهِ / فجسمُكَ لا شك في أثرِه
وأيُّ محبٍّ تجافى الهوَى / بِطولِ التفكرِ لم يَبرِه
تعبدني أحورُ الناظرِ
تعبدني أحورُ الناظرِ / فويلاهُ من طرفهِ الساحرِ
وأورثني فترةً في العِظا / مِ من طرفهِ الفاتِنِ الفاتِرِ
يرى مشرقُ الشمسِ في وجههِ / على غصنٍ ناعمٍ ناضرِ
فيا حُسنَ أولهِ إن بدا / لعيني ويا لذةَ الآخِرِ
تمكن من خدهِ الاحمرارُ
تمكن من خدهِ الاحمرارُ / وجانسَهُ الوَردُ والجُلنارُ
وأشرقَ حتى كأنَّ الضيا / ءَ من نورِ بهجتهِ مستعار
إذا ما بدا وجهُهُ في الظلا / مِ عاد بهِ للعيونِ النهارُ
كأنَّ النعيمَ مدركاتٌ / فإلفٌ وخلٌّ وخدنٌ وجارُ
ترشّفتُ من شفتيهِ عقارا
ترشّفتُ من شفتيهِ عقارا / وقَبلتُ من خَدهِ جُلنارا
وصافحتُ من نحرهِ الياسمي / نَ والوردَ والزهرَ والبَهارا
وعانقتُ منهُ كثيباً مهيلاً / وغصناً رطيبا وبدراً أنارا
وأبصرتُ من نورهِ في الظلامِ / بكلِّ مكانٍ بليلٍ نَهارا
بفترةِ أجفانِكَ الفاتِرَه
بفترةِ أجفانِكَ الفاتِرَه / ولحظةِ مقلتكَ الساحرَه
وحُسنِ سوالفِكَ المشرقاتِ / نوراً ووجنتِكَ الناضِرَه
خَفِ اللَه في دنفٍ هائمٍ / على قلبهِ دارتِ الدائِرَه
فأنتَ الذِّي رُعتهُ بالنوى / وأبكيتَ مقلتَهُ الساهِرَه
فؤادِي بهِ مُوجعُ
فؤادِي بهِ مُوجعُ / وعيني لهُ تدمعُ
وقلبي بوجدٍ بهِ / على هَجرهِ مُولعُ
وقد جُدتُ من ودِّهِ / له بالذي يمنَعُ
على أنني اشتكي / هِ ما بي ولا يسمَعُ
أطعتُ الهوى فصحبتُ الضنى
أطعتُ الهوى فصحبتُ الضنى / كما صحبت مقلتاي الهُجوعا
وكم قائلٍ لو دَعوتَ السلو / وكيفَ يُجيبُ السلوُّ الجَزوعا
ولو كنتُ أقدرُ ألا أذوب / لكنتُ لدفعِ الهَوى مُستطيعا
أظنُّ المنيةَ ألا تُنيل / محباً منىً واليراع المُريعا
أأخفي الهوَى ودموعي دُموعي
أأخفي الهوَى ودموعي دُموعي / ولا سيما بعدَ فقدِ الهُجوعِ
وفي القلبِ ما فيهِ من زَفرةٍ / توقَّدُ بينَ الحَشا والضُّلوعِ
وصد كما صدَّ عني العزاءُ / بديعُ الجمالِ بوجهٍ بَديعِ
يُوافِقُ شمس الضّحى في النهارِ / ولكن يخالفُها للطلوعِ
فؤادي الذي تعرفُ
فؤادي الذي تعرفُ / بطولِ الهوى مدنفُ
وعيني التي لا تزا / لُ مطروفةً تذرفُ
أيا من يدقُّ بمعنى الصفا / تِ عنه فما يُوصفُ
إذا أنتَ لم تكشفِ ال / لَذي بي فمن يكشفُ
غضبتَ بلا سببٍ يُعرَف
غضبتَ بلا سببٍ يُعرَف / وجُرتَ عليَّ فما تُنصِف
وبي من هواكَ الذي بعضُهُ / ينوءُ به الموجَعُ المدنَف
وشوقٌ تحرقَ منهُ الحشا / إليكَ وعيني له تذرِفُ
صبرتُ على مرِّ مكروههِ / ومثليَ عن مثله يضعُفُ
كئيبُ الفؤادِ طويلُ الدنَف
كئيبُ الفؤادِ طويلُ الدنَف / قليلُ العزاء كثيرُ الأسَف
يُردّدُ في طرفهِ دَمعَه / فباحَ بكتمانِ ما قد سَلَف
وَصرَّف للعاذلينَ الهَوى / وأسلمهُ صبرُهُ فاعترَف
وفر إلى اللَهِ من حَيرةٍ / إذا شاءَ من عاشقيه انتصَف
يقولُ سَلا فمنِ المدنفُ
يقولُ سَلا فمنِ المدنفُ / ومن عينهُ أبداً تذرِفُ
ومن قلبُهُ قلقٌ خافِقٌ / إليكَ وأحشاؤهُ ترجِفُ
فذلك طولُ الهوى شافِعٌ / بعبرتهِ لكَ مستعطفُ
ومن أنت في كل حالاته / على قلبهِ بالهوى مشرِفُ
إذا أنا متُّ فمن يعشقُك
إذا أنا متُّ فمن يعشقُك / ومن يرتجيك ومن يفرقُك
ومن هو عبدٌ رقيق الهوى / إلى كلِّ ما تشتهي يسبقُك
يَراكَ بمُقلةِ من في يديك / ومن نفسهُ في الهوى تصدقُك
أنا قلتُ صبراً لعلَّ الذي / تُقلبُ في ملكهِ يعتقُك
أثابَ وأقصرَ عن جهلهِ
أثابَ وأقصرَ عن جهلهِ / وعرَّى المَطيَّةَ من رَحلهِ
وألبسَهُ الشيبُ ثوبَ النهى / وذادَ الغوانِيَ عن وَصلهِ
وما سرَّهُنَّ بخور العذا / رِ منهُ حتى المطا كهلهِ
وكانَ الشبابُ له صاحباً / على جدِّهِ وعلى هَزلهِ
فَعاصاهُ حينَ أطاعَ المَشي / بَ وأضحى الصبا ليس من أهلهِ
وأعدى الزمانُ بهِ صرفه / كما كانَ يحطِبُ في حبلهِ
وبدلَ من حالهِ حالةً / تليهِ ومن كانَ من قبلهِ
كذاكَ الفتَى وكَذا العاذِلا / تُ ترحضُ قادمَتي نعلهِ
وأيُّ أخي عسرةٍ أوغنىً / طواهُ الجديدُ فلم يَبلهِ
سَيبلى الجديدُ ويَبلى البلي / ويذهبُ ما كانَ من نسلهِ
أقلِّي ملامك إِنِّي امرؤٌ / حريبٌ معَ الدمعِ في سبلهِ
وعِشتُ بِحالينِ في كرِّه / على خصبهِ وعلى محلهِ
وذقت بكفي في حالتي / من صابهِ وجنى نحلهِ
فلم أكتئِب عندَ وَعثائهِ / ولم أمرحِ العيشَ في سهلهِ
فكنتُ كمن أحرزَ المكرما / تِ وأنسبُ فَرعاً على أصلهِ
أحبُّ الكريمَ وأجزي اللئي / مَ بسجلِ اللئامِ على فعلهِ
وكلّ امرئٍ متحت كفُّهُ / ستَشربُ ما كانَ في سجلهِ
يعودُ الملامُ إلى أهلهِ / ويبدا الثناءُ إلى أهلهِ
فَهذا لِهذا وَهذا لذاك / على جُودهِ وعلى بُخلهِ
بعضبٍ كَذي النونِ أو ذِي الفقارِ / تزلُّ الأوابدُ عن نَصلهِ
إذا ما انتضتهُ مُهماتُه / لِهَذِّ الضرائبِ من جدلهِ
رأيت لهُ رَونقاً كالس / سِوارِ باليدِ يُخبرُ عن فضلهِ
تباري الذئابُ عداه الضراب / مزيل للوصلِ عن وصلهِ
إذا أَعمدته يدا فكن / بناه الضَّمير على صقلهِ
يعبرُ عني ولا مسهبٌ / ولا عازبُ الحلمِ عن جهلهِ
مدلٍّ بعزمٍ يقينِ الظنو / نِ يبدِّدهُ رائِيا عقلهِ
جريء الجنانِ كحدِّ السنا / نِ في نقضِ أمرٍ وفي فتلهِ
وما الليثُ في غيلهِ مخدراً / على سيدهِ وعلى ختلهِ
يمنعُ عقوتَهُ بالطِّرادِ / ويَنفي بها الضَّيم عن شبلهِ
بأجرأ منه إذا ما الشجا / عُ لم يحتمله قوى زجلهِ
بدارِ الحفاظِ له منزلٌ / يذودُ يدَ الدَّهرِ عن نقلهِ
منيعُ الحِمى مانعٌ للزما / نِ من يبلهُ صالحاً يُبلهِ
أخو الأخِ إن مَدَّهُ ندبُهُ / فإِن يقصهِ عن قِلىً يقلهِ
كَذاك الكريمُ أخو الأكرَمي / نَ ومن جمع المجدَ من سهلهِ
ألا أيها المحرزُ المكرماتِ / والمربعُ الجود في بذلهِ
سليلُ شقيقِ الندى ثابتٍ / ومن لا يشارُ إلى مثلهِ
سَماحاً وَعزاً وأكرومةً / تدلُّ العِقالَ على رَحلهِ
سَمِيُّ النبي ومن كفهُ / تجيرُ أخا الدهرِ من أجلهِ
إليكَ جوابٌ لفاهُ امرؤٌ / يحبُّ الكريمَ على فضلهِ
فَلستُ كَمَن مد يبغي الندى / لإبداء أمرٍ إلى حلِّهِ
ولكن رأيتكَ مستأهلاً / لودّي قوياً علَى حملهِ
فودُّ الكريمِ يعودُ اللئيم / ويَضعفُ رُكناهُ عن حملهِ
وإنِّي من اللهِ في نعمةٍ / وإياهُ أسألُ من فضلهِ
خليليَّ لا تعذِلا
خليليَّ لا تعذِلا / وفوقَ ذا ما تحمَّلا
ألَم تَريا فيهِ من / تلومانهِ مبتَلي
رميتُ ببدرٍ بدا / فَما أخطأ المَقتلا
فتيمني مدبراً / وأقصدَني مُقبلا