المجموع : 11
هَبوني كما زَعمُوا مُذنِباً
هَبوني كما زَعمُوا مُذنِباً / أسأتُ وقد جئتُ أستغفرُ
فأينَ دليلُ الرّضا والقبولِ / وحُسنُ تَجاوُزِ مَن يَقدِرُ
ولم يَبقَ لي بعد ذُلِّ الخضوعِ / رجاءٌ سِوى أنَّنِي أَصبْرُ
أمَا في الهَوَى حاكِمٌ يَعدِلُ
أمَا في الهَوَى حاكِمٌ يَعدِلُ / ولا مَنْ يَكُفُّ ولاَ يَعذِلُ
ولا مَن يَفُكُّ أُسارَى الغَرا / مِ والوجْدِ مِن ثِقلِ ما حُمِّلُوا
ولا مُنصفٌ عالمٌ أَنّهُ / إذا قالَ بالظَّنِّ يُستجهَلُ
إذا هُو لم يَدْرِ ما يلتَقي / أخُو الوجدِ مِنْ دَائِه يَسألُ
لِيَعلَمَ أنَّ سِهامَ الغَرا / مِ قبلَ إصابَتِها تَقتُلُ
وأنَّ الدموعَ إذا ما سُفِحْنَ / أَثَرْنَ لَظىً في الحَشا يُشعَلُ
وإن قَال هُنَّ مياهٌ فقُلْ / صَدقتَ وفي الماءِ ما يَسْمُلُ
مسَاكينُ أهلُ الهَوى مالَهُم / مُجيرٌ ولا لهُمُ مَوئِلُ
ولا راحمٌ لهُمُ يَستدي / مُ حُسنَ المعافَاةِ مما بُلُوا
قتيلُهُمُ مالَه واتِرٌ / ومظلومُهُمْ أبداً يُخذَلُ
وإعلانُهُم للهوى فاضِحٌ / قَتولٌ وكِتمانُهم أَقْتَلُ
وإن جَحدوا الحبَّ خوفَ الوُشاةِ / أقرّتْ بهِ أدمعٌ تَهمِلُ
وفي سُقمِهمْ إنْ هُمُ أنكرُوا / صبابَتَهُم شَرحُها المُجملُ
وكُلُّهُمُ خاضِعٌ يَستكي / نُ للظُّلمِ أوْ وَالِهٌ يُعوِلُ
وعَيشُهُمُ تَعَبٌ كلُّهُ / وبالموتِ راحَتُهُمْ تَحصُلُ
بِنَفسِيَ مُستَهتَرٌ بالصّدو / دِ حازَ الجمالَ ولا يُجمِلُ
جُنُونِي بهِ أَبَداً زائدٌ / وماضِي غَرامِيَ مُستقبَلُ
مَلِيحٌ بإجماعِ كلِّ الأَنامِ / سواءٌ محبُّوهُ والعُذَّلُ
مِنَ الحُورِ رضوانُه بُخْلُهُ / وَرِيقَتُهُ البارِدُ السَّلسَلُ
وما ذُقتُها غيرَ أَنْ العُيونَ / شهادَتُها أبداً تُقبلُ
بخيلٌ على مُقلَتِي بالرّقَادِ / ولستُ عَليهِ بِهَا أبْخَلُ
سَقامِيَ مُستَصْغَرٌ عِندَهُ / وأَمريَ مُطَّرَحٌ مُهمَلُ
يَرانِيَ مِن حُبِّهِ في السِّيا / قِ وهْو بِمَا بيَ لا يَحفِلُ
أُعاتبُهُ وهو لا يَرْعَوِي / وأَعذِلُهُ وهو لا يَقبلُ
فلا الوصلُ لي فيهِ مِن مطمَعٍ / ولا الهجرُ فيَّ لَهُ مَحملُ
ولا فيهِ عاطِفَةٌ تُرتَجى / وكلُّ بَلائِي بهِ مُشكِلُ
وسُكرِيَ من حُبِّهِ لا أُفِي / قُ منهُ فأعَلَمَ ما أَعمَلُ
وبعدُ فأَستَغفِرُ الله مِن / مَقالِي فإنّي بهِ أَهزِلُ
وَما أَنا بالحُبِّ ذُو خِبرةٍ / ولا هُو لي عَن عُلاً مُشغِلُ
ولَكِن كما قالَ ربُّ العبا / دِ فينا نَقولُ ولا نَفعَلُ
إِلى كَم أُرَجِّمُ فيكَ الظّنونَا
إِلى كَم أُرَجِّمُ فيكَ الظّنونَا / وَأَدفَعُ بالشَّكِّ عَنكَ اليَقينا
وَآمُلُ عَطفَكَ بعدَ الجفاءِ / وَ قَسوةَ قَلبِكَ لي أَن تَلِينا
وَأَصبِرُ للهَجرِ صبرَ الأَسيرِ / عَلى قِدِّه صاغِراً مُستكِينا
وآبَى وَقَد خُنتَ عَهدَ الهَوى / وَلَم تَرْعَ ذِمّتَهُ أَن أَخُونا
أَيَا هاجراً كُلَّما زِدتُ في
أَيَا هاجراً كُلَّما زِدتُ في / خُضوعِي لَهُ زَادَ هِجرانُهُ
تَرفَّقْ بقلبٍ إذا ما ذُكرْتَ / بَدا للمُحَدِّثِ كِتمانُهُ
مَحلَّكَ مِنهُ مَحَلَّ السَّوادِ / مِن ناظِرٍ أَنتَ إِنسانُهُ
دعوتُك يا عُمَرَ المكرُماتِ
دعوتُك يا عُمَرَ المكرُماتِ / لأمرٍ عرَا ومهِمٍّ أَلمّْ
وأنتَ السّريعُ إلى مَن دعَاك / بذاكَ قضى لكَ إرثُ الكَرمْ
وإن نَام حظّيَ عما عهدتُ / فإنَّ اهتمامَكَ بي لَم يَنَمْ
أيَحسَبُ دَهريَ أنّي جَزِعتُ
أيَحسَبُ دَهريَ أنّي جَزِعتُ / لِما غال من نَشَبيَ وانْتَهَبْ
فقد أخلَصَتْنِيَ أحداثُه / وبالنّارِ يَبدو خَلاصُ الذّهبْ
وما حَطّني أخذُهُ ما استَعادَ / ولا زادَني رِفعةً ما وَهبْ
وما أنا إلاّ كضوءِ الشّهابِ / إذا نكَّسوهُ اعْتَلى والتَهَبْ
ألفتُ الكجاوَةَ بعد النُّفور
ألفتُ الكجاوَةَ بعد النُّفور / وطابَتْ وما خلتها لي تطيبُ
وصرفُ الزَّمانِ كما قَد علمْ / تَ أمَّنَك اللهُ منهُ عجيبُ
يُعيدُ صديقَكَ وَهْو العَدُوُّ / ويَثني بغيضَكَ وهْو الحبيبُ
أما ترى الماجدَ المِفضالَ ترفَعُه / أيّامُه وهْو بالإِحسانِ مقتَرِبُ
طوعَ القيادِ كغُصنِ البانِ يَجذبُه / مَرُّ النَّسيمِ على ضَعفٍ فينجذِبُ
يقولون جارَ عليك المشيبُ
يقولون جارَ عليك المشيبُ / ومَن ذا يُجيرُ إِذا الشيبُ جَارَا
وما كنتُ مغتبطاً بالشّبابِ / وهل كان إلاّ رِداءً مُعارَا
ولكنَّني ساءَني فَقدُهُ / فواهاً له أيَّ همٍّ أثَارَا
وما سَاءَني أن أحالَ الزّمانُ / لَيلي نهاراً وجَهلي وقَارَا
ولكن يقولُون عَصرُ الشّبابِ / يكونُ لكلِّ سرورٍ قَرارَا
وما زلتُ مُنذ تردّيتُهُ / كخَابِط ليلٍ أُعانِي العثَارَا
أكابِدُ دهراً يُشيب الوليدَ / وهمّا يَشُبُّ بأحشايَ ناَرَا
فوجْديَ أنِّيَ فارَقتُه / ولم أَبْلُ ما يزعُمونَ اختِبَارَا
حمدتُ على طول عمري المشيبا
حمدتُ على طول عمري المشيبا / وإن كنت أكثرت فيه الذّنوبا
لأنّي حييت إلى أن لقي / ت بعد العدو صديقاً حبيبا
دعوت وقد أمّن الحافظان
دعوت وقد أمّن الحافظان / وذو العرش ممن دعاه قريب
وقد قال سبحانه للعباد / سلوني فإني سميع مجيب
إذا حل حالك صبغ الشباب
إذا حل حالك صبغ الشباب / سقى عهده الغيث من ماحل
فماذا الغرور بزور الخضا / ب لولا التعلل بالباطل