المجموع : 9
أَيا عَمْرو يا بْنَ العُلى والحَسَب
أَيا عَمْرو يا بْنَ العُلى والحَسَب / وَمَنْ حَلَّ في المَنْصِبِ المُنْتَخَبْ
بَعَثْتُ إِليْكَ أَطَالَ الإِلاَ / هُ عُمْرَكَ ما طَالَ عمر الحِقَبْ
بِمِرْوَحَةٍ راحَةٍ لِلقُلوبِ / لَها نِسْبَتانِ إِذا تَنْتَسِبْ
فَفي سَعَفِ النَّخْل نَخْل النَّبيطِ / وفي خَيْزرانِ غِياضِ العَرَبْ
عَلَيْها الحِداد كَمَهْجورةٍ / رَمَتْها عَشيقَتُها بالغَضَبْ
مَنافِعُها أَبداً جَمَّةٌ / لمالِكِها غيرَ قَوْلٍ كَذِبْ
تَرُدُّ التَّشارينَ في حُمَّةٍ / مِنَ القَيْظِ نِيرانُها تَلْتَهِبْ
وتَجْعَلُ سِتْراً إِذا ما أَرَدْ / تَ سِراً إلى صَاحِبٍ في سَبَبْ
وإِنْ شِئْتَ كَانَتْ قَضيبَ الأَقَاحِ / فَأَدَّتْ إليْك فُنونَ الطَّرَبْ
وتَصْلُح لِلضَّرْبِ ضَرْبِ الدَّلالِ / دَلالِ الحَبيبِ إِذا ما عتبْ
وتُومي بِها في عُروضِ الكَلامِ / إِذا ما احتبيتَ لِنَثْرِ الخُطَبْ
ومِنْ بَعْدِ ذا كُلِّهِ فَاسْمُكَ ال / مُبارَكُ في ظَهْرِها قَدْ كُتِبْ
أَلَسْتَ تَرى التَّلَ يُبْدي لَنا
أَلَسْتَ تَرى التَّلَ يُبْدي لَنا / طَرائِفَ مِنْ صُنْعِ آَذارِهِ
ويَلْبِسُ مِنْ مانَخايَالَهُ / حُلِياً عَلى تَلِّ زَمّارِهِ
وَقَدْ نَقَّطَ الزَّهْرُ خَدَّ الثَّرى / بِدِرْهَمِهِ وبِدينارِهِ
وكَتَّبَ في لازَوَرْدِ الدُّجى / بِزَنْجَفْرِهِ وبِزِنْجارِهِ
فلا تُلْقِ كَأْساً بِتأْخيرِها / ولا يَوْمَ لَهْوٍ بِإِنْظارِهِ
لَهُ قَلَمٌ كَقَضاءِ الإِلاَ
لَهُ قَلَمٌ كَقَضاءِ الإِلاَ / ه فَبِالسَّعْدِ طوراً وبِالنَّحْسِ ماضِ
وما فَارَقَ الأُسْدَ في حَالَتَيْ / هِ يَبيساً وذا وَرَقاتٍ غِضاضِ
فَفي كَفِّ لَيْثِ العُلى للنَّدى / وفي وَجْهِ لَيْثِ الشَّرى في الغِياضِ
بِدَيْرِ أَبي يُوسُفَ خَمْرَةٌ
بِدَيْرِ أَبي يُوسُفَ خَمْرَةٌ / تَزيدُ على لَهَبِ البارِقِ
ونَرْجِسُهُ كَنَسيمِ الحَبي / بِ عِنْدَ مُحِبٍّ لَهُ وامِقِ
فَماذا تَرى فيهِ قَبْلَ اسْتِماعِ / هَماهِمِ نَاقوسِهِ النّاطِقِ
لِتَقْنَصَ بِكْراً خَلوقِيَّةً / تُخَبِّرُ عَنْ حِكْمَةِ الخالِقِ
فَتَكْتَ فَلا تَأْخُذَنَّ مَنْ فَتَكْ
فَتَكْتَ فَلا تَأْخُذَنَّ مَنْ فَتَكْ / بما أَخَذَ الجَهْلُ أَوْ ما تَرَكْ
أَدِرْها أَلَسْتَ تَرى الدَّيْرَ في / بَدائِعَ من حُلَلٍ لَمْ تُحَكْ
وبَيْنَ البُكُورِ وبَيْنَ الغُروبِ / وبَيْنَ الرِّياضِ وبَيْنَ البِرَكْ
غِناءٌ تُشَدُّ إِلَيْهِ الرِّحالُ / بِلَحْنٍ تُحَلُّ عَلَيْهِ التِّكَكْ
مَهاةً تَوَهَّمُها أَمْ غَزالا
مَهاةً تَوَهَّمُها أَمْ غَزالا / وشَمْساً تُشْبِهُها أَمْ هِلالا
مُنَعْمَةً أَطَلَقَتْ لَحْظَها / فَكَانَ لِعَقْلِ المُعَنّى عِقالا
وشَمْسٌ تَرَجَّلُ في مَجْلِسٍ / لِنَدْمانِها وتُغَنّى ارْتِجالا
ولا تَعْرِفُ اللَّحْنَ أَلْحانُها / إِذا ما الخِفافُ تَبِعْنَ الثِقالا
شَدَتْ رَمَلاً في مَديحِ الوَزي / رِ فَظَلْنا من السُّكْرِ نَحكي الرِّمالا
وهَلْ ثَمَلُ مُنْكرٌ بَعْدَ أَنْ / تَكونَ لَهُ راحَتاهُ ثِمالا
هَنيئاً مَريئاً بِأَجْرٍ أَقام / وصَوْمِ تَرَحْلَ عَنْكَ ارْتِحالا
وفِطْرٍ تَواصَلَ إِقْبالُهُ / لأَنَّ لَهُ بِالسُّعودِ اتِّصالا
رَأى العيدُ فِعْلَكَ عيداً لَهُ / وإِنْ كَانَ زَادَ عليهِ جَمالا
وكَبَّرَ حينَ رَآكَ الهِلالُ / كَفِعْلِكَ حينَ رَأَيْتَ الهِلالا
رَأى مِنْكَ ما مِنْهُ أَبْصَرْتَهُ / هِلالاً أَضاءَ ووَجْهاً تَلالا
تَوَلاَّكَ فيهِ إِلَهُ السَّماءِ / بِعِزٍّ تَعالى ويُمْنٍ تَوالى
ولُقّيتَ سَعْداً إِذا العيدُ عادَ / ولُقّيتَ رُشْداً إِذا الحَوْلُ حالا
وإِنْ رَمَضانُ أَطاحَ الكُؤوسَ / فَشَوَّالُ يَأْذَنُ في أَنْ تُشالا
فَواصِلْ بِيُمْنٍ كُؤوسَ الشُّمولِ / يَميناً مُقَبَّلَةً أَوْ شِمالا
ولازِلْتَ عَنْ رُتَبٍ نِلْتَها / ومَنْ ذا رَأى جَبْلاً قَطُّ زالا
بِحُمْرةِ وجْهٍ لِذاكَ الهِلالِ
بِحُمْرةِ وجْهٍ لِذاكَ الهِلالِ / وفَتْرَةِ مُقْلَةِ ذاكَ الغَزالِ
صِلِ اليَوْمَ بِالأَمْسِ إِنّي أَرى / لَهُ بِالسَّعودِ وجوهَ اتِّصالِ
هَواءٌ صَفا وهَوى مِثْلُهُ / كَخَمْرِ دَلالٍ وماءٍ زُلالِ
وغَيْمٍ تَوَهُّمُهُ كَالنَّوى / وصَحْوٍ حَقيقتُهُ كَالمُحالِ
ومِثْلَ اليَواقيتِ زَهْرُ الرُّبى / وقَطْرُ النَّدى بَيْنَها كاللآلِ
إِذا ما دَنَتْ شَمْسُهُ للذُّبو / ل أَشْرَقَ نُوّارُهُ كالذُّبالِ
وذا الدَّيْرُ تَسْعى بِغُزْلانِهِ / شَعانينُهُ في صُنوفِ الجَمالِ
وصَفْراءُ بائِعُها خاسِرٌ / ولو حازَ عَن قَدَحٍ بَيْتَ مالِ
أيا بامخايالَ أَفْدي ثَراكَ / بِنَفْسي ومالي وعَمّي وخالي
فَكَمْ سَكْرَةٍ ليَ قَبْلَ الأَذا / نِ بَيْنَ دَواليبِهِ والدَّوالي
تَجولُ خُيولُ دَواليبِها / فَتَمْلأُ ما وَرْدَ ذاكَ المَجالِ
هُوَ الفَجْرُ قابَلَنا بِابْتِسامِ
هُوَ الفَجْرُ قابَلَنا بِابْتِسامِ / لِيَصْرِفَ عَنّا عُبوسَ الظَّلامِ
ولاحَ فَحَلَّلَ كَأْسَ الشَّمو / لِ صَرْفاً وحَرْمَ كَأْسَ المَلامِ
ظَلِلْنا عَلى شَمِ وَرْدِ الخُدودِ / ومِسْكِ النُّحورِ ونُقْلِ اللّثامِ
نُعينُ الصَّباحَ عَلى كَشْفِهِ / قِناعَ الظَّلامِ بِضَوْءِ المُدامِ
حَلَقْتَ سِبالَكَ جَهْلاً بما
حَلَقْتَ سِبالَكَ جَهْلاً بما / يُواري مِنَ النَّكِراتِ القِباحِ
فَعَذَبْتَ صَحْبَكَ حتى المَساء / وعَذَبْتَ عرسك حتى الصَّباحِ
فلا أَبْعَدَ اللهُ ذاكَ السّبالِ / فَقَدْ كَانَ ستْراً عَلى مستراحِ