المجموع : 6
فُؤادي الفِداءُ لَها مِن قُبَب
فُؤادي الفِداءُ لَها مِن قُبَب / طَوافٍ عَلى الآلِ مِثلَ الحَبَب
يَعُمنَ مِنَ الآلِ في لُجَّةٍ / إِذا ما علا الشَخصُ فيها رَسب
تُولّينَ عَنّي وولّى الشَبابُ / وَلَم أَقضِ مِن حَقِّهِ ما وَجَب
وَلَولا التُقى لَبَردتُ الغَليلَ / بِماء الرِضابِ وَماءِ الشَنب
وَأَدرَكتُ مِن عيشَتي نُهبَة / فَلَم أَجِدُ العيشَ إِلّا نُهب
أَعفُّ وَلي عِندَ داعي الهَوى / دُموعٌ تُجيبُ وَقَلبٌ يَجِب
وَلي نَفَسٌ عِندَ تِذكارِهِ / يُقَوِّمُ عوجَ الضُلوعِ الحُدُب
أَيا مَن لِلَيلٍ ضَعيفُ الهَرَب / حَرونٍ وَصُبحٍ بَطيء الطَلَب
كَأَنَّ عَلى الجَوِّ فَضَفاضَةً / مَساميرُها فِضَّةٌ أَو ذَهَب
كَأَنَّ كَواكِبَهُ أَعيُنٌ / تُراعي سَنا الفَجرِ أَو تَرتَقِب
فَلَمّا بَدا طَفِقتُ هَيبَة / تُستِّرُ أَحداقَها بِالهَدَب
وَشُقَّت غَلائِلُ ضوءِ الصَباحِ / فَلا هوَ بادٍ وَلا مُحتَجِب
وَمَيثاءُ خَيَّم وَسَمِيِّها / فَأَلقى عَلى كُلِّ أُفُقٍ طَنَب
وَلما بَدا نَبتُها بارِضاً / شَكيراً تَراهُ كَمِثلِ الزَغب
تَخَطّاهُ واستَرضِعَ المُعصِرات / لَهُ مِن غَوادي الوَليّ الهدب
فَأَصبَح أَحوى كَحوِّ اللِثاتِ / عَلَيهِ مِنَ النَور ثَغرٌ شنب
فَمَن شامَهُ قال ماءٌ يرفُّ / وَمن شَمَّهُ قال مِسكٌ يشب
أَنخنا بِهِ وَنَسيمُ الصَبا / يُناغي ذَوائِبَنا وَالعَذَب
فَأَلقَت ثغورُ الأقاحي اللِثامَ / وَشَقَّت خُدودٌ الشَقيقِ النُقب
وَبتنا نُرشِّفُ أَنضاءَنا / رِضابَ ثَنايا أَقاحٍ عَجَب
لِقَلبي في كُلِّ أُكرومَةٍ / شُجونٌ وَفي كُلِّ مَجدٍ شُعَب
وَلا بُدَّ في المَجدِ مِن غُربَةٍ / تَباعدُ في الأَرضِ أَو تَقتَرِب
أُحاوِلُ أَبعدَ غاياتِهِ / بِكُلِّ بَعيدِ الرِضى وَالغَضَب
بِأُسدِ شَرىً فَوقَ أَكتافِها / مِنَ السَمهرية غاب أَشب
إِذا طارَدوا خاطَروا بِالرِماح / وَإِن نازَلوا خطروا بِالقُضُب
بِبَيضٍ ترفرف ماء الفِرن / د فيهن بَينَ سَواقي الشطب
بِخوض الرِماحِ وَكَم قَد وَصَلَت / بِما لا أُحِبُ إِلى ما أُحِب
إِذا الطعن في ضَربات السُيوف / مِثلَ الخنادِق فيها القلب
ولون الأَسنة مِمّا خضبن / كلون الدُخان عَلَيهِ اللَهَب
أَلا هَل لِنَيل المُنى غايَةٌ / فَأَنا إِلى غير قصد نَخُب
عَسى اللَهَ يظفرنا بِالَّتي / يُحاوِلُ ذو أَدَب أَو حَسَب
وَيُسعدنا باعتمار الوَزير / كَما أَسعَد اللَهَ جَدَّ الكَذِب
فَتىً يَقَع المدح مِن دونِهِ / وَإِن قيلَ جاوَزَ حَدَّ الكَذِب
وَيقصر عنهُ رِداء الثَناء / وَلَو يَرتَديهِ سِواهُ انسَحب
فَتىً نالَ أَقصى مَنالَ العُلا / صَغيراً وَعارِضُهُ لَم يَشِب
وَيَركَبُ في طَلَبِ المُكرِماتِ / جَواداً يَنالُ إِذا ما طَلَب
وَمَن كانَ يَبلَغُه قاعِداً / فَكَيفَ يَكونُ إِذا ما رَكِب
وَقَد كَتَبَ الدَهرُ مدحَ الكِرام / فَلَمّا رآهُ مَحا ما كَتَب
مَعينُ النَدى ماء مَعروفه / يَجِمُّ إِذا ماءَ عُرفٍ نَضَب
بَعيدُ المَدى أَبَداً يَبتَغي / مِنَ الضُرِ وَالنَفعِ أَعلى الرُتَب
صَريحُ المَقالِ صَريحُ الفِعالِ / صَريحُ النَوالِ صَريحُ النَسَب
صِفاتٌ يَدورُ عَلَيها المَديحُ / مَدارَ الكَواكِبِ حَولَ القُطُب
دَعَوناهُ بِالجودِ مِن بَعدِ ما / بَلَوناهُ في كُلِ بَدءٍ وَغِب
فَقَد يَمنَعُ القَذُّ مِن لا يَشَحُّ / وَقَد يَهَبُ البَدَنُ مَن لا يَهَب
وَلَيسَ الكَريمُ الَّذي يَبتَدي / بِنَعماهُ لَكِنَّهُ مَن يَرِب
فَتىً يَفعَلُ المكرُماتِ الجِسامِ / وَيَستُرُهُنَّ كَسِترِ الريب
تَوَسَّط مَجدُ بني المَغربيِّ / كَما وَسَطَ القَلبُ بَينَ الحُجُب
هُم أَورَثوا الفضل أَبناءهم / وَغابوا وَفضلُهُم لَم يَغِب
كَذا الشَمسُ تَغشى البِلاد الضِياء / فأن غربت أَودعته الشُهب
مَلوا بِالنَوال أَكف الرِجال / وَبِالمأثرات بطون الكُتُب
أَبا قاسِم حزت صَفوٍ الكلامِ / وغادَرَت ما بَعدِهِ للعَرَب
وَلَيسَ كَلامك إِلّا النُجومَ / علون فَناثرتها من كَثب
رَأيت الفَصاحَة حَيث النَدى / وَهَل ينظم الرَوض إِلّا السُحب
وَقَد شرف الغيث إِذ بَينَهُ / وَبَينَ بنانك أَدنى نَسَب
وَأَرعَن أَخرٍ من كَثرَةِ اللُ / غاتِ بِأرجائِهِ وَاللَجَب
يُلاقي النجوم بِأَمثالِها / مِنَ البيضِ مِن فَوقِهِ وَاليلب
إِذا واجه الشَمسُ رد الشعاع / أَو اعترَض الريحُ سَد المهب
ثنيت بأرقش ذي ريقَةٍ / تَجَلّى الخطوب بِها وَالخطب
يبين لَهُ القَلبُ عَمّا أَجنَّ / وَيُسعِدُهُ الدَهر فيما أَحَب
أَشَدُّ مَضاءً مِن المُرهَفاتِ / إِذا حَثَّها أَجَلٌ مُقتَرِب
إِذا ما جعلت لَهُ لهذماً / مِنَ النِقس طال الرِماح السَلب
وَطالَت بِهِ مَفخَراً أَنَّها / وَإِياهُ في الأَصلِ بعض القَصَب
تقلِّم أَقلامَك الحادِثا / تِ قَسراً وتهشم ناب النوب
فَمن مبلغٌ مِصرَ قَولاً يَعمُّ / وَيَختَصُّ بِالمَلِكِ المُعتَصِب
لَقَد كُنتَ في تاجِهِ دُرَّة / فعوض موضعها المحشلب
إِذا سُدَّ موضعَها لَم يُسَدُّ / وَإِن نيب عن فعلها لم ينب
إِذا اغتَرب اللَيثُ عن خدرِهِ / غَدا الشاء يَرتَع فيهِ العشب
أَتَيتُكَ مُمتَدِحاً لِلعَلاءِ / وَلَم آتِ مُمتَدِحاً لِلنشب
وَلَو شئتَ أَدركت أَن الجَوا / د في السلم غَير منيع السلب
وَقَد كُنتَ أَثني عَنان المَديح / عَن الناسِ أَجذبه ما انجَذِب
أَأَعطي المُهَنَّد من لا يُمَيِّزُ / بَينَ الفرند وَبينَ الحَرَب
تَرى النازِلينَ بِأَرضِ العِراقِ
تَرى النازِلينَ بِأَرضِ العِراقِ / قَد عَلِموا أَنَّ وَجدي كَذا
فَلا حَبَّذا بَلَدٌ بَعدَهُم / وَإِن واصَلوهُ فَيا حَبَّذا
دَنا طَرَبٌ وَالهَوى نازِح / فَيا بُعدَ ذاكَ وَيا قُربَ ذا
هَوىً ما أَطَعت بِهِ العاذِلينَ / وَما طاعَة الحُبِّ إِلّا أَذى
وَكُنتُ أَفدّي بِهِ ناظِرَيَ / فَمذُ غابَ صارَ لِعَيني قَذى
أَيا مَن نَعاهُ لِسانُ القَريض
أَيا مَن نَعاهُ لِسانُ القَريض / وَكالنَدِّ يَنشُرُ مِن عرفِهِ
وَمَن كالثُريّا لَهُ هِمَّة / وَقَد عُدَّ ذَلك مِن سُخفِهِ
يَعِزُّ عَلى الدَهرِ ما أَنتَ فيهِ / وَإِن جل ذَلِكَ مِن صِرفِهِ
فَلا تقنَطنَّ فَإِنَّ الخِناقَ / يَقطِّعه الضيق من حَرفِهِ
فَقَد يَقشَع الغَيمُ بَعدَ الهُطولِ / وَإِن طبَّقَ الأَرض من وَكفه
وَباري العِبادِ لَطيفٌ بِهِم / فَلا تؤيس النَفسَ من لُطفِهِ
تَبارَكَ من عَزَّ في مُلكِهِ / وَجَلَّ المُهَيمِنُ عَن وَصفِهِ
تَوَسَّل إِلَيهِ إِذا اللَيلُ جَنَّ / فيما دَهاكَ وَفي كَشفِهِ
يريحك من سجن دار البنود / وَيَكفيك ما أَنتَ مُستَكفِهِ
من القَيدِ وَالغِلِّ في أَدهَمٍ / أَليمٌ عَذابُكَ من عُنفِهِ
يفك وثاقك من أَسرِها / وَراحة قلبك من لَهفِهِ
وَإِمّا بِشُربِ حياضِ المُنونِ / فَقَد سَئِمَ العيش من خَسفِهِ
وَضاعفَ وَجدي لما سُجنت / مَقالَة من غابَ مِن طَرفِهِ
يَقول وَبَعضُ كَلام السَفيه / يُقتِّل إِن هوَ لم يُخفِهِ
أَهَذا التِهامِيُّ من مَكَّةٍ / بِرِجلَيهِ يَسعى إِلى حَتفِهِ
أَلَم يَكفِهِ أَنَّ ثوب الحَياةِ / ضاق عَلَيهِ أَلَم يَكفِهِ
أَراد يَطير مَطار المُلوكِ / وَظَنَّ الأَسِنَّة من زَفِّهِ
وَكانَ كَقائِدٍ جيش الضَلالِ / عاين جَبريلُ في صَفِّهِ
أُصيفر يرعفُ مِن نَحرِهِ / إِذا رَعف المرء مِن أَنفِهِ
وَأَحسَبُ سَيفَ ابنَ بنتِ النَبيِّ / يُخَضِّبُ حدَّيهِ من عُرفِهِ
أَرى مَلَكُ المَوتِ يَدنو إِلَيهِ / وَهوَ يَعَضُّ عَلى كَفِّهِ
أَبا الشِعرِ وَيحك تَبغي العُلى / وَأَنتَ تُقَصِّرُ عَن وَصفِهِ
وَلَم تَكُ أَهلاً بأن تستقرَّ / عَلى منبر المُلكِ أَو طَرفِهِ
لأَنَّكَ أَبور من شاعِرٍ / عَلى خِسَّةِ الشِعر مَع ضَعفِهِ
أَرقتَ دَماً بَعدَما صُنتَهُ / وَأَشعَلتَ جَمراً وَلَم تُطفِهِ
وَأَشفَيتَ مُنتَظِراً لِلبَوارِ / وَصَدرُكَ حَرّانُ لَم تُشفِهِ
لعمرُك إِنّي لَبيبُ الرِجال / من كَفَّ أَو غَضَّ من طَرفِهِ
إِذا ما إِمام الفَتى راقَهُ / فاسبيه وانظر إِلى خَلفِهِ
إِلى اللَهِ أَشكو أُموراً جَرَت / عَلى غير قَصدٍ واستَفعِهِ
وَكَم قائِلٍ سَجَنوهُ عَلى / تطلُّبِهِ الملك مِن لَهفِهِ
أَيطَّلِبُ المُلكَ مَن لَيسَ مِنهُ / وَلا من بنيه وَلا صِنفِهِ
وَمَن كانَ ذا حِنكَةٍ بِالعُلومِ / قار بِهِ البؤس مِن حَرفِهِ
إِذا نشفَ العود مِن مائِهِ / فَذَلِكَ أَدعى إِلى قَصفِهِ
وَذو الفَضل يَنظرُ في أَمرِهِ / كَذي النَقصِ يَنظُرُ في عَطفِهِ
فَإِنَّ مُصارِعَ بغي الرِجالِ / يَختَرِمُ الأُلفَ مِن إِلفِهِ
فَلا تَغبِطَنَّ أَمرأً في غَدٍ / سيقسِمُهُ السَيف مِن نِصفِهِ
مِنَ النائِباتِ فَقَد طُفنَ بي / طَواف الغَريمِ يمن يَحفِهِ
وَكُلٌّ بِما قالَهُ آثِمٌ / سيقرا الَّذي قالَ في صُحفِهِ
وَلَيسَ سِوى نَكَباتِ الزَمانِ / وَرأيٌ يُضلُّكَ في ضَعفِهِ
عَلى أَهل مَكَّةَ مني السَلامُ / ومن ثًفني الودَّ أَو أَصفِهِ
حَياتي وَبَعدَ وَفاتي إِذا / أَريتُ من اللَحدِ في لُحفِهِ
أَتى الدَهر مِن حَيث لا أَتَّقي
أَتى الدَهر مِن حَيث لا أَتَّقي / وَخانَ من السَبب الأَوثَقِ
مَضى بِأَبي الفَضلِ شَطرَ الحَياة / وَما مَرَّ أَنفَسُ مِمّا بَقي
فَقُل لِلحَوادِثِ من بَعدِهِ / أَسِفّي بمن شئت أَو حَلِّقي
أَمِنتُكِ لَم يبق لي مَن أَخاف / عليه الحِمامُ ولا أَتَّقي
وَقَد كُنتَ أَشفق مِمّا دَهاه / وَقَد سكنت لوعة المُشفِقِ
وَلَمّا قضى دون أَترابِهِ / تَيَقَّنتُ أَنَّ الرَدى يَنتَقي
مَضى حينَ وَدَّع دَرّ الرَضاعِ / لدَرِّ التَفصُّحِ في المَنطِقِ
وَهَزَّ اليَراع أَنابيبه / وَهُنّىءَ بِالكاتِبِ المُفلِقِ
وَقيلَ سَيشرف هَذا الغُلامُ / وَقالَت مخايله أَخلِقِ
كَأَنَّ اللِثامَ عَلى وَجهِهِ / هِلالٌ عَلى كَوكَبٍ مُشرِقِ
وَما النَومُ إِلّا التِقاء الجُفونِ / فَكَيفَ أَنامُ وَما نَلتَقي
يَعُزُّ عَلى حاسِدي أَنَّني / إِذا طرق الخطب لَم أُطرِقِ
وَإِنّي طود إِذا صادمته / رياحُ الحَوادِث لَم يَقلقِ
أَلا يا غزالاً أَعارَ الغَزالا
أَلا يا غزالاً أَعارَ الغَزالا / جَمالاً وَأَعطى القَضيب اِعتِدالا
وَمِن فَرطِ شَوقي إِلى مُقلتيه / لِقَلبي أَنّي قطعت الحِبالا
يَسُرُّكَ يا مُنَيتي أَن تَرى / مُحِبُّكَ من أَسوأ الناس حالا
فَلِلَّهِ دهر مَضى بِالوِصالِ / فَما كانَ أَحسَن ذاكَ الوِصالا
وَلَمّا تَرَحَّلَت عَنّي بَكَيتُ / بِدَمعٍ سَكوبٍ يَفيض اِنهِمالا
وقلت كما قال من نارِهِ / لِوَشكِ الفراق تزيد اِشتِعالا
أَناخوا جِمالاً وَحازوا جَمالاً / أَظُنُّ الأَحِبَّةَ راموا اِرتِحالا
ليهن كلاك مَداها القَصيّ
ليهن كلاك مَداها القَصيّ / وَمجد يُؤَثَّل عَنها سَنىِّ
لَقَد حَلَّ سؤددك المُرتَقى / الَّذي لا يَروم إِلَيهِ الهوادِجَ
وَذَلَّ بِعَزمِكَ صرف الزَمانِ / حَتّى أَطاعَكَ منه العَصيّ
وَرُضتَ الحَوادِثَ ذا حِنكَةٍ / فَصَيَّرَت ما اِعوَجَّ مِنها سَوي
وَأَنتَ عَميد العُلى لَم تَزَل / وَأَنتَ لك اليَعمل الشَدقَميّ
وَقائلة رَعَتها خِلَّة / أَلَيسَ لَكَ اليَعمل الشَدقميّ
وَهَذا ابن يَحيى إِلى فَضلِهِ / تُنَضُّ الرِكابَ وَتنظى المَطيّ
فَعِش في ذُراهُ فَإِنَّ الوَرى / لَهُم رغد العيش مِنهُ الهَنيّ
جناب مَريع لِوُرّادِهِ / بِوادٍ خَصيب وَشُربٍ رَويّ
فَلَمّا تيممته قاصِداً / تكنَّفني مِنه جود سَنيّ
وَقابَلَني البَدرُ من وَجهِهِ / وَناطقني مصقع هبرَزيِّ
يَجُرُّ العُقول بِأَلفاظِهِ / فَيَرتَدُّ عَقلاً لَدَيهِ الدَهيِّ
وَقورٌ تُراع لَهُ هَيبَة / لَذيذ الفَكاهِةِ عَذب شَهيّ
كَأَنَّ تألَّقّ آرائِهِ / سَنا البَرق يَفتَرُّ عَنهُ الحَبيّ
يَشُفُّ العُيون بإِيماضِها / كَأَنَّ القَضاء لَدَيهِ نَجيّ
إِذا ما اِنتَضى العَزمُ أَقلامَهُ / تَذَلَّلَ طَوعاً لَهُ السَمهَريّ
وَلَم يَنُجُ مِنهُنَّ حَدُّ الظُبى / وَلا الزُعف وَالزَرد التُبَعيّ
فَتِلكَ اليَراع اللَواتي لَها / شَباة يَفض بِها السابِريّ
يَشُبُّ بِأَطرافِهِنَّ الوَغى / فَتَضحى وَللهام فيها هَويّ
يزين المَهارِق مِن لُبسِهِ / كَما فَوَّقَ الزَرد الأَتحَميّ
كَنورِ الحَديقَةِ في رَوضَةٍ / تَتابَع وَسميّها وَالوَليّ
تَروقُ العُيونُ بِأَزهارِها / وَتَبسِمُ عَن نَشرِها العَنبَريّ
فَحينَ تقيلتُ أَظلالها / ظَلَلتُ وَبالي لَدَيهِ رَخيّ
بِحالٍ قَعدتُ بِها عاطِلاً / فَصيغ لَها من نَداهُ الحُليّ
فَتىً يَفعَل المكرمات الجِسام / وَيسترهن بِطَرف حَييّ
وَلما صَفا لي ريق الحَياةِ / وَساغ لي العَذب مِنهُ المَريّ
بَذَلتُ حَدائِقَ شُكري لَهُ / واِتبعتُ فيهنَّ مَدحاً جَنيّ
فَقُلتُ الَّذي رامَ مَسعي أَبي حسن / لَقَد خابَ سَعياً بَطيّ
إِذا هوَ خُودِعَ عَن مالِهِ / تَخادَعَ وَهوَ النَبيه الدَريّ
منحتك عَذراء زُفَّت إِلَيكَ / كَما اِزدَلَفَت لِلهَداء الهَديّ
إِذا ما ثَنى التيه أَعطافها / تَضَوَّع من نشرها المَندَليّ
فَقَد قَصَّرَ المَدحُ عَن شُكرِ مَن / أَطاعَ لَهُ الدَهر قَسراً أَبيّ
تَمَلَّ العُلى ما بَدا كَوكَبٌ / وَما أَعقَبَ اللَيلَ صُبحَ ذَكيّ