القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : التِّهامي الكل
المجموع : 6
فُؤادي الفِداءُ لَها مِن قُبَب
فُؤادي الفِداءُ لَها مِن قُبَب / طَوافٍ عَلى الآلِ مِثلَ الحَبَب
يَعُمنَ مِنَ الآلِ في لُجَّةٍ / إِذا ما علا الشَخصُ فيها رَسب
تُولّينَ عَنّي وولّى الشَبابُ / وَلَم أَقضِ مِن حَقِّهِ ما وَجَب
وَلَولا التُقى لَبَردتُ الغَليلَ / بِماء الرِضابِ وَماءِ الشَنب
وَأَدرَكتُ مِن عيشَتي نُهبَة / فَلَم أَجِدُ العيشَ إِلّا نُهب
أَعفُّ وَلي عِندَ داعي الهَوى / دُموعٌ تُجيبُ وَقَلبٌ يَجِب
وَلي نَفَسٌ عِندَ تِذكارِهِ / يُقَوِّمُ عوجَ الضُلوعِ الحُدُب
أَيا مَن لِلَيلٍ ضَعيفُ الهَرَب / حَرونٍ وَصُبحٍ بَطيء الطَلَب
كَأَنَّ عَلى الجَوِّ فَضَفاضَةً / مَساميرُها فِضَّةٌ أَو ذَهَب
كَأَنَّ كَواكِبَهُ أَعيُنٌ / تُراعي سَنا الفَجرِ أَو تَرتَقِب
فَلَمّا بَدا طَفِقتُ هَيبَة / تُستِّرُ أَحداقَها بِالهَدَب
وَشُقَّت غَلائِلُ ضوءِ الصَباحِ / فَلا هوَ بادٍ وَلا مُحتَجِب
وَمَيثاءُ خَيَّم وَسَمِيِّها / فَأَلقى عَلى كُلِّ أُفُقٍ طَنَب
وَلما بَدا نَبتُها بارِضاً / شَكيراً تَراهُ كَمِثلِ الزَغب
تَخَطّاهُ واستَرضِعَ المُعصِرات / لَهُ مِن غَوادي الوَليّ الهدب
فَأَصبَح أَحوى كَحوِّ اللِثاتِ / عَلَيهِ مِنَ النَور ثَغرٌ شنب
فَمَن شامَهُ قال ماءٌ يرفُّ / وَمن شَمَّهُ قال مِسكٌ يشب
أَنخنا بِهِ وَنَسيمُ الصَبا / يُناغي ذَوائِبَنا وَالعَذَب
فَأَلقَت ثغورُ الأقاحي اللِثامَ / وَشَقَّت خُدودٌ الشَقيقِ النُقب
وَبتنا نُرشِّفُ أَنضاءَنا / رِضابَ ثَنايا أَقاحٍ عَجَب
لِقَلبي في كُلِّ أُكرومَةٍ / شُجونٌ وَفي كُلِّ مَجدٍ شُعَب
وَلا بُدَّ في المَجدِ مِن غُربَةٍ / تَباعدُ في الأَرضِ أَو تَقتَرِب
أُحاوِلُ أَبعدَ غاياتِهِ / بِكُلِّ بَعيدِ الرِضى وَالغَضَب
بِأُسدِ شَرىً فَوقَ أَكتافِها / مِنَ السَمهرية غاب أَشب
إِذا طارَدوا خاطَروا بِالرِماح / وَإِن نازَلوا خطروا بِالقُضُب
بِبَيضٍ ترفرف ماء الفِرن / د فيهن بَينَ سَواقي الشطب
بِخوض الرِماحِ وَكَم قَد وَصَلَت / بِما لا أُحِبُ إِلى ما أُحِب
إِذا الطعن في ضَربات السُيوف / مِثلَ الخنادِق فيها القلب
ولون الأَسنة مِمّا خضبن / كلون الدُخان عَلَيهِ اللَهَب
أَلا هَل لِنَيل المُنى غايَةٌ / فَأَنا إِلى غير قصد نَخُب
عَسى اللَهَ يظفرنا بِالَّتي / يُحاوِلُ ذو أَدَب أَو حَسَب
وَيُسعدنا باعتمار الوَزير / كَما أَسعَد اللَهَ جَدَّ الكَذِب
فَتىً يَقَع المدح مِن دونِهِ / وَإِن قيلَ جاوَزَ حَدَّ الكَذِب
وَيقصر عنهُ رِداء الثَناء / وَلَو يَرتَديهِ سِواهُ انسَحب
فَتىً نالَ أَقصى مَنالَ العُلا / صَغيراً وَعارِضُهُ لَم يَشِب
وَيَركَبُ في طَلَبِ المُكرِماتِ / جَواداً يَنالُ إِذا ما طَلَب
وَمَن كانَ يَبلَغُه قاعِداً / فَكَيفَ يَكونُ إِذا ما رَكِب
وَقَد كَتَبَ الدَهرُ مدحَ الكِرام / فَلَمّا رآهُ مَحا ما كَتَب
مَعينُ النَدى ماء مَعروفه / يَجِمُّ إِذا ماءَ عُرفٍ نَضَب
بَعيدُ المَدى أَبَداً يَبتَغي / مِنَ الضُرِ وَالنَفعِ أَعلى الرُتَب
صَريحُ المَقالِ صَريحُ الفِعالِ / صَريحُ النَوالِ صَريحُ النَسَب
صِفاتٌ يَدورُ عَلَيها المَديحُ / مَدارَ الكَواكِبِ حَولَ القُطُب
دَعَوناهُ بِالجودِ مِن بَعدِ ما / بَلَوناهُ في كُلِ بَدءٍ وَغِب
فَقَد يَمنَعُ القَذُّ مِن لا يَشَحُّ / وَقَد يَهَبُ البَدَنُ مَن لا يَهَب
وَلَيسَ الكَريمُ الَّذي يَبتَدي / بِنَعماهُ لَكِنَّهُ مَن يَرِب
فَتىً يَفعَلُ المكرُماتِ الجِسامِ / وَيَستُرُهُنَّ كَسِترِ الريب
تَوَسَّط مَجدُ بني المَغربيِّ / كَما وَسَطَ القَلبُ بَينَ الحُجُب
هُم أَورَثوا الفضل أَبناءهم / وَغابوا وَفضلُهُم لَم يَغِب
كَذا الشَمسُ تَغشى البِلاد الضِياء / فأن غربت أَودعته الشُهب
مَلوا بِالنَوال أَكف الرِجال / وَبِالمأثرات بطون الكُتُب
أَبا قاسِم حزت صَفوٍ الكلامِ / وغادَرَت ما بَعدِهِ للعَرَب
وَلَيسَ كَلامك إِلّا النُجومَ / علون فَناثرتها من كَثب
رَأيت الفَصاحَة حَيث النَدى / وَهَل ينظم الرَوض إِلّا السُحب
وَقَد شرف الغيث إِذ بَينَهُ / وَبَينَ بنانك أَدنى نَسَب
وَأَرعَن أَخرٍ من كَثرَةِ اللُ / غاتِ بِأرجائِهِ وَاللَجَب
يُلاقي النجوم بِأَمثالِها / مِنَ البيضِ مِن فَوقِهِ وَاليلب
إِذا واجه الشَمسُ رد الشعاع / أَو اعترَض الريحُ سَد المهب
ثنيت بأرقش ذي ريقَةٍ / تَجَلّى الخطوب بِها وَالخطب
يبين لَهُ القَلبُ عَمّا أَجنَّ / وَيُسعِدُهُ الدَهر فيما أَحَب
أَشَدُّ مَضاءً مِن المُرهَفاتِ / إِذا حَثَّها أَجَلٌ مُقتَرِب
إِذا ما جعلت لَهُ لهذماً / مِنَ النِقس طال الرِماح السَلب
وَطالَت بِهِ مَفخَراً أَنَّها / وَإِياهُ في الأَصلِ بعض القَصَب
تقلِّم أَقلامَك الحادِثا / تِ قَسراً وتهشم ناب النوب
فَمن مبلغٌ مِصرَ قَولاً يَعمُّ / وَيَختَصُّ بِالمَلِكِ المُعتَصِب
لَقَد كُنتَ في تاجِهِ دُرَّة / فعوض موضعها المحشلب
إِذا سُدَّ موضعَها لَم يُسَدُّ / وَإِن نيب عن فعلها لم ينب
إِذا اغتَرب اللَيثُ عن خدرِهِ / غَدا الشاء يَرتَع فيهِ العشب
أَتَيتُكَ مُمتَدِحاً لِلعَلاءِ / وَلَم آتِ مُمتَدِحاً لِلنشب
وَلَو شئتَ أَدركت أَن الجَوا / د في السلم غَير منيع السلب
وَقَد كُنتَ أَثني عَنان المَديح / عَن الناسِ أَجذبه ما انجَذِب
أَأَعطي المُهَنَّد من لا يُمَيِّزُ / بَينَ الفرند وَبينَ الحَرَب
تَرى النازِلينَ بِأَرضِ العِراقِ
تَرى النازِلينَ بِأَرضِ العِراقِ / قَد عَلِموا أَنَّ وَجدي كَذا
فَلا حَبَّذا بَلَدٌ بَعدَهُم / وَإِن واصَلوهُ فَيا حَبَّذا
دَنا طَرَبٌ وَالهَوى نازِح / فَيا بُعدَ ذاكَ وَيا قُربَ ذا
هَوىً ما أَطَعت بِهِ العاذِلينَ / وَما طاعَة الحُبِّ إِلّا أَذى
وَكُنتُ أَفدّي بِهِ ناظِرَيَ / فَمذُ غابَ صارَ لِعَيني قَذى
أَيا مَن نَعاهُ لِسانُ القَريض
أَيا مَن نَعاهُ لِسانُ القَريض / وَكالنَدِّ يَنشُرُ مِن عرفِهِ
وَمَن كالثُريّا لَهُ هِمَّة / وَقَد عُدَّ ذَلك مِن سُخفِهِ
يَعِزُّ عَلى الدَهرِ ما أَنتَ فيهِ / وَإِن جل ذَلِكَ مِن صِرفِهِ
فَلا تقنَطنَّ فَإِنَّ الخِناقَ / يَقطِّعه الضيق من حَرفِهِ
فَقَد يَقشَع الغَيمُ بَعدَ الهُطولِ / وَإِن طبَّقَ الأَرض من وَكفه
وَباري العِبادِ لَطيفٌ بِهِم / فَلا تؤيس النَفسَ من لُطفِهِ
تَبارَكَ من عَزَّ في مُلكِهِ / وَجَلَّ المُهَيمِنُ عَن وَصفِهِ
تَوَسَّل إِلَيهِ إِذا اللَيلُ جَنَّ / فيما دَهاكَ وَفي كَشفِهِ
يريحك من سجن دار البنود / وَيَكفيك ما أَنتَ مُستَكفِهِ
من القَيدِ وَالغِلِّ في أَدهَمٍ / أَليمٌ عَذابُكَ من عُنفِهِ
يفك وثاقك من أَسرِها / وَراحة قلبك من لَهفِهِ
وَإِمّا بِشُربِ حياضِ المُنونِ / فَقَد سَئِمَ العيش من خَسفِهِ
وَضاعفَ وَجدي لما سُجنت / مَقالَة من غابَ مِن طَرفِهِ
يَقول وَبَعضُ كَلام السَفيه / يُقتِّل إِن هوَ لم يُخفِهِ
أَهَذا التِهامِيُّ من مَكَّةٍ / بِرِجلَيهِ يَسعى إِلى حَتفِهِ
أَلَم يَكفِهِ أَنَّ ثوب الحَياةِ / ضاق عَلَيهِ أَلَم يَكفِهِ
أَراد يَطير مَطار المُلوكِ / وَظَنَّ الأَسِنَّة من زَفِّهِ
وَكانَ كَقائِدٍ جيش الضَلالِ / عاين جَبريلُ في صَفِّهِ
أُصيفر يرعفُ مِن نَحرِهِ / إِذا رَعف المرء مِن أَنفِهِ
وَأَحسَبُ سَيفَ ابنَ بنتِ النَبيِّ / يُخَضِّبُ حدَّيهِ من عُرفِهِ
أَرى مَلَكُ المَوتِ يَدنو إِلَيهِ / وَهوَ يَعَضُّ عَلى كَفِّهِ
أَبا الشِعرِ وَيحك تَبغي العُلى / وَأَنتَ تُقَصِّرُ عَن وَصفِهِ
وَلَم تَكُ أَهلاً بأن تستقرَّ / عَلى منبر المُلكِ أَو طَرفِهِ
لأَنَّكَ أَبور من شاعِرٍ / عَلى خِسَّةِ الشِعر مَع ضَعفِهِ
أَرقتَ دَماً بَعدَما صُنتَهُ / وَأَشعَلتَ جَمراً وَلَم تُطفِهِ
وَأَشفَيتَ مُنتَظِراً لِلبَوارِ / وَصَدرُكَ حَرّانُ لَم تُشفِهِ
لعمرُك إِنّي لَبيبُ الرِجال / من كَفَّ أَو غَضَّ من طَرفِهِ
إِذا ما إِمام الفَتى راقَهُ / فاسبيه وانظر إِلى خَلفِهِ
إِلى اللَهِ أَشكو أُموراً جَرَت / عَلى غير قَصدٍ واستَفعِهِ
وَكَم قائِلٍ سَجَنوهُ عَلى / تطلُّبِهِ الملك مِن لَهفِهِ
أَيطَّلِبُ المُلكَ مَن لَيسَ مِنهُ / وَلا من بنيه وَلا صِنفِهِ
وَمَن كانَ ذا حِنكَةٍ بِالعُلومِ / قار بِهِ البؤس مِن حَرفِهِ
إِذا نشفَ العود مِن مائِهِ / فَذَلِكَ أَدعى إِلى قَصفِهِ
وَذو الفَضل يَنظرُ في أَمرِهِ / كَذي النَقصِ يَنظُرُ في عَطفِهِ
فَإِنَّ مُصارِعَ بغي الرِجالِ / يَختَرِمُ الأُلفَ مِن إِلفِهِ
فَلا تَغبِطَنَّ أَمرأً في غَدٍ / سيقسِمُهُ السَيف مِن نِصفِهِ
مِنَ النائِباتِ فَقَد طُفنَ بي / طَواف الغَريمِ يمن يَحفِهِ
وَكُلٌّ بِما قالَهُ آثِمٌ / سيقرا الَّذي قالَ في صُحفِهِ
وَلَيسَ سِوى نَكَباتِ الزَمانِ / وَرأيٌ يُضلُّكَ في ضَعفِهِ
عَلى أَهل مَكَّةَ مني السَلامُ / ومن ثًفني الودَّ أَو أَصفِهِ
حَياتي وَبَعدَ وَفاتي إِذا / أَريتُ من اللَحدِ في لُحفِهِ
أَتى الدَهر مِن حَيث لا أَتَّقي
أَتى الدَهر مِن حَيث لا أَتَّقي / وَخانَ من السَبب الأَوثَقِ
مَضى بِأَبي الفَضلِ شَطرَ الحَياة / وَما مَرَّ أَنفَسُ مِمّا بَقي
فَقُل لِلحَوادِثِ من بَعدِهِ / أَسِفّي بمن شئت أَو حَلِّقي
أَمِنتُكِ لَم يبق لي مَن أَخاف / عليه الحِمامُ ولا أَتَّقي
وَقَد كُنتَ أَشفق مِمّا دَهاه / وَقَد سكنت لوعة المُشفِقِ
وَلَمّا قضى دون أَترابِهِ / تَيَقَّنتُ أَنَّ الرَدى يَنتَقي
مَضى حينَ وَدَّع دَرّ الرَضاعِ / لدَرِّ التَفصُّحِ في المَنطِقِ
وَهَزَّ اليَراع أَنابيبه / وَهُنّىءَ بِالكاتِبِ المُفلِقِ
وَقيلَ سَيشرف هَذا الغُلامُ / وَقالَت مخايله أَخلِقِ
كَأَنَّ اللِثامَ عَلى وَجهِهِ / هِلالٌ عَلى كَوكَبٍ مُشرِقِ
وَما النَومُ إِلّا التِقاء الجُفونِ / فَكَيفَ أَنامُ وَما نَلتَقي
يَعُزُّ عَلى حاسِدي أَنَّني / إِذا طرق الخطب لَم أُطرِقِ
وَإِنّي طود إِذا صادمته / رياحُ الحَوادِث لَم يَقلقِ
أَلا يا غزالاً أَعارَ الغَزالا
أَلا يا غزالاً أَعارَ الغَزالا / جَمالاً وَأَعطى القَضيب اِعتِدالا
وَمِن فَرطِ شَوقي إِلى مُقلتيه / لِقَلبي أَنّي قطعت الحِبالا
يَسُرُّكَ يا مُنَيتي أَن تَرى / مُحِبُّكَ من أَسوأ الناس حالا
فَلِلَّهِ دهر مَضى بِالوِصالِ / فَما كانَ أَحسَن ذاكَ الوِصالا
وَلَمّا تَرَحَّلَت عَنّي بَكَيتُ / بِدَمعٍ سَكوبٍ يَفيض اِنهِمالا
وقلت كما قال من نارِهِ / لِوَشكِ الفراق تزيد اِشتِعالا
أَناخوا جِمالاً وَحازوا جَمالاً / أَظُنُّ الأَحِبَّةَ راموا اِرتِحالا
ليهن كلاك مَداها القَصيّ
ليهن كلاك مَداها القَصيّ / وَمجد يُؤَثَّل عَنها سَنىِّ
لَقَد حَلَّ سؤددك المُرتَقى / الَّذي لا يَروم إِلَيهِ الهوادِجَ
وَذَلَّ بِعَزمِكَ صرف الزَمانِ / حَتّى أَطاعَكَ منه العَصيّ
وَرُضتَ الحَوادِثَ ذا حِنكَةٍ / فَصَيَّرَت ما اِعوَجَّ مِنها سَوي
وَأَنتَ عَميد العُلى لَم تَزَل / وَأَنتَ لك اليَعمل الشَدقَميّ
وَقائلة رَعَتها خِلَّة / أَلَيسَ لَكَ اليَعمل الشَدقميّ
وَهَذا ابن يَحيى إِلى فَضلِهِ / تُنَضُّ الرِكابَ وَتنظى المَطيّ
فَعِش في ذُراهُ فَإِنَّ الوَرى / لَهُم رغد العيش مِنهُ الهَنيّ
جناب مَريع لِوُرّادِهِ / بِوادٍ خَصيب وَشُربٍ رَويّ
فَلَمّا تيممته قاصِداً / تكنَّفني مِنه جود سَنيّ
وَقابَلَني البَدرُ من وَجهِهِ / وَناطقني مصقع هبرَزيِّ
يَجُرُّ العُقول بِأَلفاظِهِ / فَيَرتَدُّ عَقلاً لَدَيهِ الدَهيِّ
وَقورٌ تُراع لَهُ هَيبَة / لَذيذ الفَكاهِةِ عَذب شَهيّ
كَأَنَّ تألَّقّ آرائِهِ / سَنا البَرق يَفتَرُّ عَنهُ الحَبيّ
يَشُفُّ العُيون بإِيماضِها / كَأَنَّ القَضاء لَدَيهِ نَجيّ
إِذا ما اِنتَضى العَزمُ أَقلامَهُ / تَذَلَّلَ طَوعاً لَهُ السَمهَريّ
وَلَم يَنُجُ مِنهُنَّ حَدُّ الظُبى / وَلا الزُعف وَالزَرد التُبَعيّ
فَتِلكَ اليَراع اللَواتي لَها / شَباة يَفض بِها السابِريّ
يَشُبُّ بِأَطرافِهِنَّ الوَغى / فَتَضحى وَللهام فيها هَويّ
يزين المَهارِق مِن لُبسِهِ / كَما فَوَّقَ الزَرد الأَتحَميّ
كَنورِ الحَديقَةِ في رَوضَةٍ / تَتابَع وَسميّها وَالوَليّ
تَروقُ العُيونُ بِأَزهارِها / وَتَبسِمُ عَن نَشرِها العَنبَريّ
فَحينَ تقيلتُ أَظلالها / ظَلَلتُ وَبالي لَدَيهِ رَخيّ
بِحالٍ قَعدتُ بِها عاطِلاً / فَصيغ لَها من نَداهُ الحُليّ
فَتىً يَفعَل المكرمات الجِسام / وَيسترهن بِطَرف حَييّ
وَلما صَفا لي ريق الحَياةِ / وَساغ لي العَذب مِنهُ المَريّ
بَذَلتُ حَدائِقَ شُكري لَهُ / واِتبعتُ فيهنَّ مَدحاً جَنيّ
فَقُلتُ الَّذي رامَ مَسعي أَبي حسن / لَقَد خابَ سَعياً بَطيّ
إِذا هوَ خُودِعَ عَن مالِهِ / تَخادَعَ وَهوَ النَبيه الدَريّ
منحتك عَذراء زُفَّت إِلَيكَ / كَما اِزدَلَفَت لِلهَداء الهَديّ
إِذا ما ثَنى التيه أَعطافها / تَضَوَّع من نشرها المَندَليّ
فَقَد قَصَّرَ المَدحُ عَن شُكرِ مَن / أَطاعَ لَهُ الدَهر قَسراً أَبيّ
تَمَلَّ العُلى ما بَدا كَوكَبٌ / وَما أَعقَبَ اللَيلَ صُبحَ ذَكيّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025