المجموع : 9
أَبُو جَعْفَرٍ رَجُلٌ كاتِبٌ
أَبُو جَعْفَرٍ رَجُلٌ كاتِبٌ / مَلِيح شَبا الخَطِّ حُلْوُ الخَطابَهْ
تَمَلَّأَ شَحْماً ولَحْماً وما / يَلِيقُ تَمَلُّؤهُ بالكِتابَهْ
وذُو عَرَقٍ لَيْسَ ماءَ الحَياءِ / وَلَكِنَّهُ رَشْحُ فَضْلِ الجَنابَهْ
جَرَى الماءُ في سُفْلِهِ جَرْىَ لِينٍ / فأَحْدَثَ في العُلْو منه صَلابَهْ
أَعِينا امْرَءاً نَزَحَتْ عَيْنُهُ
أَعِينا امْرَءاً نَزَحَتْ عَيْنُهُ / ولا تَعْجَبا مِن جُفُونٍ جِمادِ
إِذا القَلْبُ أَحْرَقَهُ بَثُّهُ / فإِنَّ المَدامِعَ شِلْوُ الفُؤادِ
يَوَدُّ الفَتى مَنْهَلاً خالِياً / وسَعْدُ المَنِيَّةِ في كُلِّ وادِ
ويَعْرِفُ للكَوْنِ ما في يَدَيْهِ / وَما الكَوْنُ إِلا نَذِيرُ الفَسادِ
لقد عثر الدّهْرُ بالسابقي / نَ ولم يُعْجِزِ المَوْتَ ركض الجَوادِ
لَعَمْرُكَ ما رَدَّ رَيْبَ الرَّدَى / أَرِيبٌ ولا جَاهِدٌ باجْتِهادِ
سِهامُ المَنايا تُصِيبُ الفَتى / ولَوْ ضَرَبُوا دُونَه بالسِّدادِ
أَصَبْنَ على بَطْشِهِمْ جُرْهُما / وأَصْمَيْنَ في دارِهِمْ قَوْمَ عَادِ
وأَقْعَصْنَ كَلْباً على عِزِّهِ / فما اعْتَزَّ بالصّافِناتِ الجيادِ
وَلَكِنَّني خانَني مَعْشَرِي / ورُدْتُ يَفاعاً وبِيلَ المَرادِ
وَهل ضَرَبَ السّيْفُ مِن غَيْرِ كَفٍّ / وهل ثَبُتَ الرَّأْسُ في غَيْرِ هادِ
تَولَّى الحِمامُ بظَبْي الخُدُورِ
تَولَّى الحِمامُ بظَبْي الخُدُورِ / وفازَ الرَّدى بالغَزَالِ الغَرِيرِ
وكُنْتُ ملِلْتُك لا عن قِلىً / ولا عن فَسادٍ جرى في ضَمِيري
كمِثْلِ ملالِ الفَتَى للنَّعِيمِ / إِذا دام فيه وحال السُّرُورِ
كَتَبْتُ لها أَنَّني عاشِقٌ
كَتَبْتُ لها أَنَّني عاشِقٌ / عَلى مُهْرَقِ الكَتْمِ بالناظِرِ
فَرَدَّتْ عليَّ جَوابَ الهَوى / بِأَحْوَر في مائِهِ حائِرِ
مُنَعَّمةٌ نَطَقَتْ بالجُفُون / فدَلَّتْ على دِقَّة الخاطِرِ
كأَنَّ فؤادِي إِذا أَعْرَضَتْ / تَعَلَّقَ في مخْلَبَيْ طائِرِ
ولمّا تَمَلأَ مِن سُكْرِهِ
ولمّا تَمَلأَ مِن سُكْرِهِ / فنامَ ونامَت عُيونُ العَسَسْ
دَنَوْتُ إِلَيهِ على بُعْدِهِ / دُنُوَّ رَفِيقٍ دَرَى ما الْتَمَسْ
أَدِبُّ إِلَيْهِ دَبِيبَ الكَرَى / وأَسْمُو إِلَيْهِ سُمُوَّ النَّفَسْ
أُقَبِّلُ منه بَياضَ الطُّلَى / وأَرْشُفُ منه سَوادَ اللَّعَسْ
وبِتُّ به لَيْلتي ناعِماً / إِلى أَنْ تَبَسَّمَ ثَغْرُ الغلَسْ
وناظِرَةٍ تَحْتَ طَيِّ القِنَاع
وناظِرَةٍ تَحْتَ طَيِّ القِنَاع / دَعاها إِلى اللَّه والخَيْرِ داعِ
سَعَتْ بابْنِها تَبْتَغِي مَنْزلاً / لوَصْلِ التَّبَتُّل والانْقِطَاعِ
وَجالَتْ بأَكنْافِهِ جَوْلَةً / فَحَلَّ الرَّبِيعُ بتِلْكَ البِقَاعِ
فَجاءَتْ تَهَادَى كمِثْلِ الرَّؤُومِ / تُراِعي غَزَالاً بأَعْلى يَفَاعِ
أَتَتْنَا تَبَخْتَرُ في مَشْيِهَا / فَحَلَّتْ بوادٍ كَثِيرِ السِّباعِ
ورِيعَتْ حذاراً على طِفْلِهَا / فنادَيْتُ يا هَذِهِ لا تُراعِي
غَزالُكِ تَفْرَقُ منه اللُّيُوثُ / وتَهْرُبُ منه كُمَاةُ المصاعِ
فوَلَّتْ ولِلْمِسْكِ مِن ذَيْلِهَا / على الأَرْض خَطٌّ كظَهْرِ الشُّجَاعِ
لقد أَطْلَعُوا عِنْدَ بابِ اليَهُو
لقد أَطْلَعُوا عِنْدَ بابِ اليَهُو / دِ شَمْساً أَبَى الحُسْنُ أَنْ تُكْسَفَا
تَراهُ اليَهُودُ على بابِهَا / أَمِيراً فَتَحْسِبُهُ يُوسُفَا
أَلا بأَبي زائِرِي في العتَمْ
أَلا بأَبي زائِرِي في العتَمْ / بوجْهٍ يُجلِّي سَواد الظُّلَمْ
تَكَتَّم باللَّيْلِ في ظِلِّهِ / وهل يُمْكِنُ الصُّبْحُ أَن يُكتَتَمْ
أَتى يسْتَجِيرُ أَلِيفاً له / كما جاوب البانُ رطب العنَمْ
وقد رقَّ مَا وَرْدُ تلك الخُدُودِ / بما سال مِن مِسْك تِلْكَ اللِّمَمْ
وكانَ يُحمْحِمُ تَحْتَ العِذارِ / كحمْحمةِ الخَيْلِ تَحْتَ اللُّجمْ
فقُلْتُ مَنِ الزَّائِرِي والدُّجى / يَسُدُّ العُيُونَ بِثَوْبٍ أَحمّ
فقالَ أَبُو جَعْفَرٍ لائِمٌ / بما جِئْتَ مِن كَذِبٍ يُنْتَظَمْ
فأَيْقَنْتُ أَنَّ أَبا خالِدٍ / سَرى وخيالَ حَبِيبي أَلَمّ
فأَبْصرْتُ وجْهاً حكاهُ الهِلال / وثغراً حكى الدُّرّ لمّا ابْتَسمْ
وإِلا فَعفْوٌ يُقِيلُ العِثار / فذُو العرْشِ يَرْحمُ مَن قد رحِمْ
فقالَ بلِ العفُو ياسيّدِي / وقَبَّلَني مِن بَعِيدٍ وضَمّ
فبِتُّ على بردِ طِيبِ الرّضا / أُسرُّ بلَيْلِي وإِنْ لم أَنَمْ
وقُلْتُ ابْنَ زَيْدُونَ لا كُنْتَ لِي / بِخَالٍ ولا كُنْتَ لِي بابْن عَمّ
خَبيثٌ سَعى بَيْنَنا بالنَّمِيم / وقَطَّعَ خُلَّتنَا بالجلَمْ
عجُوزٌ لَعمْرُ الصّبا فانِيهْ
عجُوزٌ لَعمْرُ الصّبا فانِيهْ / لها في الحشَا صُورةُ الغانِيهْ
زَنَتْ بالرِّجالِ على سِنِّها / فَيا حبَّذَا هِي مِن زانِيهْ
تُريك العُقُول على ضَعْفِهَا / تُدارُ كما دارتِ السّانِيهْ
فقد عنِيتْ بهَواها الحُلُو / مُ فهْي براحتِهَا عانِيهْ
تَقَاصَرُ عن طُولِهَا قُونْكَةٌ / وتَبْعُدُ عن غُنْجِهَا دانِيهْ
تَردَّيْتُ مِن حُزْنِ عيْشِي بها / غَراماً فَيا طُول أَحْزَانِيهْ