المجموع : 4
وَغادَرنَ نَضلَةَ في مَعرَكٍ
وَغادَرنَ نَضلَةَ في مَعرَكٍ / يَجُرُّ الأَسِنَّةَ كَالمُحتَطِب
فَمَن يَكُ في قَتلِهِ يَمتَري / فَإِنَّ أَبا نَوفَلٍ قَد شَجِب
يُذَبِّبُ وَردٌ عَلى إِثرِهِ / وَأَدرَكَهُ وَقعُ مُردٍ خَشِب
تَتابَعَ لا يَبتَغي غَيرَهُ / بِأَبيَضَ كَالقَبَسِ المُلتَهِب
فَإِن تَكُ أُمّي غُرابيَّةً
فَإِن تَكُ أُمّي غُرابيَّةً / مِنَ ابناءِ حامٍ بِها عِبتَني
فَإِنّي لَطيفٌ بِبيضِ الظُبى / وَسُمرِ العَوالي إِذا جِئتَني
وَلَولا فِرارُكَ يَومَ الوَغى / لَقُدتُكَ في الحَربِ أَو قُدتَني
تُرى هَذِهِ ريحُ أَرضِ الشَرَبَّه
تُرى هَذِهِ ريحُ أَرضِ الشَرَبَّه / أَمِ المِسكُ هَبَّ مَعَ الريحِ هَبَّه
وَمِن دارِ عَبلَةَ نارٌ بَدَت / أَمِ البَرقُ سَلَّ مِنَ الغَيمِ عَضبَه
أَعَبلَةُ قَد زادَ شَوقي وَما / أَرى الدَهرَ يُدني إِلَيَّ الأَحِبَّه
وَكَم جَهدِ نائِبَةٍ قَد لَقيتُ / لِأَجلِكِ يا بِنتَ عَمّي وَنَكبَه
فَلَو أَنَّ عَينَيكِ يَومَ اللِقاءِ / تَرى مَوقِفي زِدتِ لي في المَحَبَّه
يُفيضُ سِناني دِماءَ النُحورِ / وَرُمحي يَشُكُّ مَعَ الدَرعِ قَلبَه
وَأَفرَحُ بِالسَيفِ تَحتَ الغُبارِ / إِذا ما ضَرَبتُ بِهِ أَلفَ ضَربَه
وَتَشهَدُ لي الخَيلُ يَومَ الطِعانِ / بِأَنّي أُفَرِّقُها أَلفَ سُربَه
وَإِن كانَ جِلدي يُرى أَسوَداً / فَلي في المَكارِمِ عِزٌّ وَرُتبَه
وَلَو صَلَّتِ العُربُ يَومَ الوَغى / لِأَبطالِها كُنتُ لِلعُربِ كَعبَه
وَلَو أَنَّ لِلمَوتِ شَخصاً يُرى / لَرَوَّعتُهُ وَلَأَكثَرتُ رُعبَه
أَرضُ الشَرَبَّةِ شِعبٌ وَوادي
أَرضُ الشَرَبَّةِ شِعبٌ وَوادي / رَحَلتُ وَأَهلُها في فُؤادي
يُحَلّونَ فيهِ وَفي ناظِري / وَإِن أَبعَدوا في مَحَلِّ السَوادِ
إِذا خَفَقَ البَرقُ مِن حَيِّهِم / أَرِقتُ وَبِتُّ حَليفَ السُهادِ
وَريحُ الخُزامى يُذَكِّرُ أَنفي / نَسيمَ عَذارى وَذاتِ الأَيادي
أَيا عَبلَ مُنّي بِطَيفِ الخَيالِ / عَلى المُستَهامِ وَطيبِ الرُقادِ
عَسى نَظرَةٌ مِنكِ تَحيا بِها / حُشاشَةُ مَيتِ الجَفا وَالبِعادِ
أَيا عَبلَ ما كُنتُ لَولا هَواكِ / قَليلَ الصَديقِ كَثيرَ الأَعادي
وَحَقِّكَ لا زالَ ظَهرُ الجَوادِ / مَقيلي وَسَيفي وَدِرعي وِسادي
إِلى أَن أَدوسُ بِلادَ العِراقِ / وَأُفني حَواضِرَها وَالبَوادي
إِذا قامَ سوقٌ لِبَيعِ النُفوسِ / وَنادى وَأَعلَنَ فيهِ المُنادي
وَأَقبَلَتِ الخَيلُ تَحتَ الغُبارِ / بِوَقعِ الرِماحِ وَضَربِ الحِدادِ
هُنالِكَ أَصدِمُ فُرسانَها / فَتَرجِعُ مَخذولَةً كَالعِمادِ
وَأَرجِعُ وَالنوقُ مَوقورَةٌ / تَسيرُ الهُوَينى وَشَيبوبُ حادي
وَتَسهَرُ لي أَعيُنُ الحاسِدينَ / وَتَرقُدُ أَعيُنُ أَهلِ الوِدادِ