المجموع : 3
عَرَفتُ الدِيارَ كَرَقمِ الدَوا
عَرَفتُ الدِيارَ كَرَقمِ الدَوا / ةِ يَزبِرُها الكاتِبُ الحِميَرِيُّ
بِرَقمٍ وَوَشىٍ كَما زُخرِفَت / بِميشَمِها المُزدَهاةُ الهَدِيُّ
أَدانَ وَأَنبَأَهُ الأَوَّلو / نَ أَنَّ المُدانَ المَلِيُّ الوَفِيُّ
فَيَنظُرُ في صُحُفٍ كَالرِيا / طِ فيهِنَّ إِرثُ كِتابٍ مَحِيُّ
عَلَى أَطرِقا بالِياتُ الخِيا / مِ إِلّا الثُمامُ وَإِلّا العِصِيُّ
فَلَم يَبقَ مِنها سِوى هامِدٍ / وَسُفعُ الخُدودِ مَعاً وَالنُؤِيُّ
وَأَشعَثَ في الدارِ ذي لِمَّةٍ / لَدى إِرِثِ حَوضٍ نَفاهُ الأَتِيُّ
كَعوذِ المُعَطِّفِ أَحزى لَها / بِمَصدَرَةِ الماءِ رَأمٌ رَذِيُّ
فَهُنَّ عُكوفٌ كَنَوحِ الكَري / مِ قَد لاحَ أَكبادَهُنَّ الهَوِيُّ
وَأَنسى نُشَيبَةَ وَالجاهِلُ ال / مُغَمَّرُ يَحِسَبُ أَنّي نَسِيُّ
يَسُرُّ الصَديقَ وَيَنكي العَدُوَّ / وَمِردى حُروبٍ رَضِيٌّ نَدِيُّ
عَلى حينِ أَن تَمَّ فيهِ الثَلا / ثُ حَدٌّ وَجودٌ وَلُبٌّ رَخِيُّ
وَمِن خَيرِ ما عَمِلَ الناشِىءُ ال / مُعَمَّمُ خَيرٌ وَزَندٌ وَرِيُّ
وَصَبرٌ عَلى حَدَثِ النائِباتِ / وَحِلمٌ رَزينٌ وَقَلبٌ ذَكِيُّ
أَمِن أُمِّ سُفيانَ طَيفٌ سَرى
أَمِن أُمِّ سُفيانَ طَيفٌ سَرى / هُدُوّاً فَأَرَّقَ قَلباً قَريحا
عَصاني الفُؤادُ فَأَسلَمتُهُ / وَلَم أَكُ مِمّا عَناهُ ضَريحا
وَقَد كُنتُ أَغبِطُهُ أَن يَري / عَ مِن نَحوِهِنَّ سَليماً صَحيحا
رَأَيتُ وَأَهلي بِوادي الرَجي / عِ في أَرضِ قَيلَةَ بَرقاً مُليحا
يُضيءُ رَباباً كَدُهمِ المَخا / ضِ جُلِّلنَ فَوقَ الوَلايا الوَليحا
كَأَنَّ مَصاعيبَ غُلبَ الرِقا / بِ في دارِ صِرمٍ تَلاقى مُريحا
تَغَذَّمنَ في جانِبَيهِ الخَبي / رِ لَمّا وَهى خَرجُهُ وَاِستُبيحا
وَهى خَرجُهُ وَاِستُجيلَ الرَبا / بُ عَنهُ وَغُرِّمَ ماءً صَريحا
ثَلاثا فَلَمّا اِستُجيلَ الجَها / مُ وَاِستَجمَعَ الطِفلُ مِنهُ رُشوحا
مَرَتهُ النُعامى فَلَم يَعتَرِف / خِلافَ النُعامى مِنَ الشامِ ريحا
فَحَطَّ مِنَ الحُزَنِ المُغفِرا / تِ وَالطَيرُ تَلثَقُ حَتّى تَصيحا
كَأَنَّ الظِباءَ كُشوحُ النِسا / ءِ يَطفونَ فَوقَ ذُراهُ جُنوحا
فَإِمّا يَحينَنَّ أَن تَهجُري / وَتَستَبدِلي خَلَفاً أَو نَصيحا
وَإِمّا يَحينَنَّ أَن تَهجُري / وَتَنأَى نَواكِ وَكانَت طَروحا
فَإِنَّ اِبنَ تُرنى إِذا جِئتُكُم / أَراهُ يُدافِعُ قَولاً بَريحا
فَصاحِبَ صِدقٍ كِسيدِ الضَرا / ءِ يَنهَضُ في الغَزوِ نَهضاً نَجيحا
وَشيكَ الفُصولِ بَعيدَ القُفو / لِ إِلّا مُشاحاً بِهِ أَو مُشيحا
تَريعُ الغُزاةُ وَما إِن يَري / عُ مُضطَمِراً طُرَّتاهُ طَليحا
كَسَيفِ المُرادِيِّ لا ناكِلاً / جَباناً وَلا جَيدَرِيّاً قَبيحا
قَدَ أَبقى لَكِ الأَينُ مِن جِسمِهِ / نَواشِرَ سيدٍ وَوَجهاً صَبيحا
أَرِبتُ لِإِربَتِهِ فَاِنطَلَق / تُ أُزجي لِحُبِّ الإيابِ السَنيحا
عَلى طُرُقٍ كَنُحورِ الرِكا / بِ تَحسَبُ آرامَهُنَّ الصُروحا
بِهِنَّ نَعامٌ بَناها الرِجا / لُ تُبقي النَفائِضُ فيها السَريحا
عَرَفتُ الدِيارَ لِأُمِّ الرَهي
عَرَفتُ الدِيارَ لِأُمِّ الرَهي / نِ بَينَ الظُباءِ فَوادي عُشَر
أَقامَت بِهِ وَاِبتَنَت خَيمَةً / عَلى قَصَبٍ وفُراتِ النَهَر
تَخَيَّرُ مِن لَبَنِ الآرِكا / تِ بِالصَيفِ بادِيَةً وَالحَضَر
أَلِكني إِلَيها وَخَيرُ الرَسو / لِ أَعلَمُهُم بِنَواحي الخَبَر
بِآيَةِ ما وَقَفَت وَالرِكا / بُ بَينَ الحَجونِ وَبَينَ السِرَر
فَقالَت تَبَرَّرتَ في حَجِّنا / وَما كُنتَ فينا جَديرا بِبِرِّ
وَأَعلَمُ أَنّي وَأُمَّ الرَهي / نِ كَالظَبيِ سيقَ لِحَبلِ الشَعَر
فَبَينا يُسَلِّمُ رَجعَ اليَدَي / نِ باءَ بِكَفَّةِ حَبلٍ مُمَرَّ
فَراغَ وَقَد نَشِبَت في الزِما / عِ فَاِستَحكَمَت مِثلَ عَقدِ الوَتَر
وَما إِن رَحيقٌ سَبَتها التِجا / رُ مِن أَذرِعاتٍ فَوادي جَدَر
سُلافَةُ راحٍ تُريكَ القَذى / تُصَفَّقُ في بَطنِ زِقٍّ وَجَر
وَتُمزَجُ بِالعَذبِ عَذبِ الفُرا / تِ زَعزَعَه الريحُ بَعدَ المَطَر
تَحَدَّرَ عَن شاهِقٍ كَالحَصي / رِ مُستَقبِلَ الريحِ وَالفَيءِ قَر
فَشَجَّ بِهِ ثَبَراتِ الرِصا / فِ حَتّى تَزَيَّلَ رَنقُ المَدَر
فَجاءَ وَقَد فَصَلتُهُ الشَما / لُ عَذبَ المَذاقَةِ بُسراً خَصِر
بِأَطيَبَ مِنها إِذا ما النُجو / مُ أَعنَقنَ مِثلَ تَوالي البَقَر
فَدَع عَنكَ هذا وَلا تَغتَبِط / لِخَيرٍ وَلا تَتَباءَس لِضُر
وَخَفِّض عَلَيكَ مِنَ النائِباتِ / وَلا تَكُ مِنها كَئيباً بِشَر
فَإِنَّ الرِجالَ إِلى الحادِثا / تِ فَاِستَيقِنَنَّ أَحَبُّ الجُزُر
أَبَعدَ اِبنِ عُجرَةَ لَيثِ الرِجا / لِ أَمسى كَأَن لَم يَكُن ذا نَفَر
وَهُم سَبعَةٌ كَعَوالي الرِما / حِ بيضُ الوُجوهِ لِطافُ الأُزُر
مَطاعيمُ لِلضَّيفِ حينَ الشِتا / ءِ قُبُّ البُطونِ كَثيرو الفَجَر
فَيا لَيتَهُم حَذِروا جَيشَهُم / عَشِيَّةَ هُم مِثلُ طَيرِ الخَمَر
فَلَو نُبِذوا بِأَبي ماعِزٍ / حَديدِ السِنانِ وَشاهي البَصَر
وَبِاِبنَي قُبَيسٍ وَلَم يُكلَما / إِلى أَن يُضيءَ عَمودُ السَحَر
لَقالَ الأَباعِدُ وَالشامِتو / نَ كانَت كَلَيلَةِ أَهلِ الهُزَر