المجموع : 10
أتيت إلى بابك المرتجى
أتيت إلى بابك المرتجى / فألفيته مغلقاً مرتجا
فقلت لبوابه سائلاً / أيغلق باب النهى والحجى
فقال أراك كثير الكلام / وعندي من الرأي أن تخرجا
وإلا نتفت سبال المديح / وألحقتها بسبال الهجا
قدومك أفرح قلب الهدى
قدومك أفرح قلب الهدى / وآنس وحش عراص الندى
وأبرد مني جوى لوعة / نهت نفس الليل أن يبردا
وأرخى على الدجى أبيضاً / وقد كان نور الضحى أسودا
شكت رمدة الجفن لي مقلة / قدمت فكنت لها الإثمدا
ولم لم أجد رمداً إذ نأيت / دعوت عليها بأن ترمدا
أجبت المحلة لما دعت / بكف يكف أكف العدا
ولما حللت بأرجائها / نقعت الصدى وجلوت الصدا
ولبدت منها العجاج المثار / وثرت بها أسداً ملبدا
وعاثت يد الدهر في سربها / فأصلحتها قبل أن تفسدا
تروح قلوباً بهذا أو تروق / كذا السيف جرد أو أغمدا
ستحسد من فضلك النيرات / وحق لفضلك أن يحسدا
سها شغفاً بك قلب السهى / وزاحمت في برجه الفرقدا
فدى للظهير ولا أتقي / ملامة من لام أو فندا
رجال هو المبتدا في السماح / به وهم خبر المبتدا
وجدتك أخلفهم في العقاب / وعيداً وأصدقهم موعدا
وأطهر من ضمة محفل / مغيباً وأطيبهم مشهدا
وأكرم أجدادهم منجدا / وأكرم أجوادهم محتدا
كأني بأيامه قد أتت / رواكع من ندم سجدا
خواضع تسأله أن يعود / عليها بصفح كما عودا
ينادي السماح على بابه / هلموا فهذا يحب الندى
أبا العز لو جاز أن يعبد ال / كرام لأفتيت أن تعبدا
رأيتك تسلف هذا المديح / نوالك من قبل أن تحمدا
وغيرك يسدي جميل الثنا / إليه فيذهب لغوا سدى
وكم لك في الناس من منة / أطلت على الشكر فيها المدى
ومكرمة أمرت رغبتي / وظني في الناس أن يزهدا
وبر تعود قصدي فلو / سرى في الدجى وحده لاهتدى
أجدت وعلمتني ما أقول / وينكر الشعر إن جودا
أما وخدود ألفن الصدودا
أما وخدود ألفن الصدودا / وبرد لمى لا يبيح الورودا
وبيض صفاح تسمى العيون / وسمر رماح تسمى القدودا
ودر كأن الطلى والنحور / أعرن المباسم منه العقود
وسرب إذا ماخلا بالأسود / رأيت الظباء يصدن الأسود
لقد شئت أن لا يزال الغرام / يجدد للقلب وجداً جديدا
وأنا لا أرى فارس المسلمين / إلا حميد المساعي سعيدا
مليك غدا شرفاً للملوك / وركناً لملك أخيه شديدا
أقام إلى عفوه نقمة / تقيم على المعتدين الحدودا
متى سار موكبه كادت ال / بلاد بساكنها أن تميدا
إذا ما المظفر قاد الجيوش / قلنا أسيلاً ترى أم جنودا
كثير التبسم في موقف / يصافح فيه الحديد الحديدا
تراه غداة الردى والندى / حساماً مبيداً غماماً مفيدا
إذا ما ادعى مدحه رتبة / كفته العلى أن يقيم الشهودا
رأيت الزحام على بابه / وقد وسع الخلق بشراً وجودا
فقلت من القوم قيل الملوك / يريدون بين يديه سجودا
فيا طالباً شاو بدر لقد / رمى بك ظنك مرمى بعيدا
ألا إن بدر بن رزيك لم / يذر مجده في علو مزيدا
أغر المحيا إذا زرته / رأيت العلى ووجدت الوجودا
تهيبته ثم عاشرته / فعاشرت فرد السجايا وحيدا
كريماً يصونك عن نقده / ولكنه لا يصون النقودا
أتتني أياديه من غير أن / أمد إليهن عيناً وجيدا
فلا زال يطوي رداء السنين / صوماً فصوماً وعيداً فعيدا
حميد المساعي التي أصبحت / بأيسرها تستحق الخلودا
ولولا مرادي حفظ الرواة / مدائحه لأطلت القصيدا
عطية إن ذقت طعم الحمام
عطية إن ذقت طعم الحمام / فإن فراقك عندي أمر
هوى كوكب منك بعد الطلوع / ذوى غصن منك بعد الثمر
ولو لم تكن قمراً زاهراً / لما مت عند خسوف القمر
رأيت أبا القنص ضاقت به
رأيت أبا القنص ضاقت به / مذاهبه في التماس المعاش
ومن حبه في ذوات القرون / غدا وهو نائب دار الكباش
أزور القرافة لا عن هوى
أزور القرافة لا عن هوى / وأمنحها الصد لا عن قلى
وفي القلب من قطعها والوصال / جهاد يحرك جهد البلا
رسوم مواثل في طيها / جسوم تحكم فيها البلى
دنا العيد هنيت أمثاله
دنا العيد هنيت أمثاله / وعرفت باليمن إقباله
ولازال ما اقترحته المنى / يجر ببابك أذياله
إلى فخر دولة دين الهدى / بعثت من الشعر جريا له
فتى زان منصب أعمامه / وجمل بالفضل أحواله
هناء وفي طيه حاجة / يبثك فيه أخ حاله
محقرة القدر في جنب ما / ينادى إليه ويدعى له
أدل عليك بها واثقاً / وفضلك يشكر إدلاله
ولو ظميء الغيث لم أسقه / سوالي ولا ذاق سلساله
ولا خير عند صديق الفتى / إذا كان مستغنماً ماله
ومن أثقلته أيادي الرجال / فلا خفف الله أثقاله
فداك على جوده باخل / يقيس بوبلك أسباله
تبهرج في راحتي سبكه / فأولى له ثم أولى له
بعثت له من مصون الكلام / رسولاً تكلفت غرساله
كلام يشرف من قيل فيه / وإن كان ينقص من قاله
كلام يجل ولكنني / أوفيه باسمك إجلاله
فعاد الرسول وفي ثوبه / صديد يدنس سرباله
وأنت الذي في سنا وجهه / جمال تناسب إجماله
إذا ما تعسر قفل السماح / فجاهك يفتح إقفاله
بقاؤك يا فارس المسلمينا
بقاؤك يا فارس المسلمينا / أقر الهدى وأقر العيونا
ولولا دفاعك عن حوزة الهدى / عدم الناس دنيا ودينا
بك استمسكت دولة الفاطمي / فأعلقتها منك حبلاً متينا
غدوت سواراً وسوراً لها / وأمسيت حصناً عليها حصينا
وفيت لصنوك لا بل كفي / ت بنيه فكنت القوي الأمينا
يناجيك عنهم ضمير الوفا / مناجاة موسى على طور سينا
وقدرك من أن يهنى بشيء / أجل ولو كان دراً ثمينا
ومن كان يكسو الليالي على / فماذا له خلع أن تكونا
بقيت إلى أن ترى بالعما / د وإخوته كل ظن يقينا
أتاني جوابك عن رقعتي
أتاني جوابك عن رقعتي / إلى غيرها فأسأت الظنونا
فلا تعتذر عن جواب الظهور / فبعض الظهور يفوق البطونا
ولا ترتهني بإمساكها / فلست بتارك خطي رهينا
أبيض مجردة أم عيون
أبيض مجردة أم عيون / تسل وأجفانهن الجفون
عجبت بها قضباً باتره / تصول بها المقل الفاتره
فتغدو لأرواحنا واتره / ظباء فتكن بأسد العرين
وغائرة خرجت من كمين / إذا ما هززن رماح القدود
حمين النفوس لذيذ الورود / حياض اللمى ورياض الخدود
فلا تطمعنك تلك الغصون / فإن كثيب نقاها مصون
وفيهن فتانة لم تزل / أوامر مقلتها تمتثل
ومن أجل سلطانها في المقل / تقول لها أعين الناظرين
إذا ما رنت ما الذي تأمرين / منعمة ردفها مخصب
وما اهتز من خصرها مجدب / مقسمة كلها يعجب
فجسم جرى فيه ماء معين / وقلب غدا صخرة لا تلين
أما وعلى الصالح الأوحد / ردى المعتدي وندى المجتدي
وجعد العقوبة سبط اليد / ومن نصر العترة الطاهرين
ونعم النصير لهم والمعين / لقد شرفت مصر والقاهرة
بأيام دولته القاهرة / وأصبح للدولة الطاهرة
بعزم ابن رزيك فتح مبين / وعزم ابنه ناصر الناصرين
إذا ما بدا الملك الناصر / بدت شيم مالها حاصر
يطول بها الأمل القاصر / كريم السجية طلق الجبين
يرى الله كلتا يديه اليمين / فتى شأو همته لا ينال
فماذا عسى في علاه يقال / وقد حاز أنهى صفات الكمال
وخوله الله دنيا ودين / وأضحى له كل خلق يدين
فلا زال ظل أبيه مديد / مدى الدهر في دولة لا تبيد
وبلغ في نفسه ما يريد / وأخوته السادة الأكرمين
وفي عمهم فارس المسلمين /