المجموع : 8
وَقَوراءَ كَالفُلكِ المُستَديرِ
وَقَوراءَ كَالفُلكِ المُستَديرِ / تَروقُ العُيون بِلَألائِها
حَبَتها البِحارُ بِأَموجِها / وَسُحُبُ السَماءِ بِأَنوائِها
كَأَنَّ تَدَفُّقَ تَيّارِها / يَداكَ تَفيضُ بِنُعمائِها
وَجودُكَ أَغزَرُ مِن جَريِها / وَخُلقُكَ أَعذَبُ مِن مائِها
وَجَوفاءَ حامِلَةٍ تَهتَدي
وَجَوفاءَ حامِلَةٍ تَهتَدي / إِلى كُلِّ قَلبٍ بِمَقروحِهِ
مُقَوَّمَةِ القَدِّ مَمشوقَةٍ / مُهَفهَفَةِ الجِسمِ مَمسوحِهِ
مُثقَّفَةٍ فَمُها عَينُها / تُبَشِّرُ قَلبي بَتَصحيحِهِ
فَإِن هِيَ وَالجارِحُ اِستُنهِضا / إِلى الصَيدِ عاقَتهُ عَن ريحِهِ
إِذا المَرءُ أَودَعَها سِرَّهُ / لِتُخفيهِ باحَت بِتَصريحِهِ
مَواتٌ تَعيشُ إِذا ما أَعادَ / لَها النافِخُ الروحَ مِن روحِهِ
هِيَ السَبَطانَةُ في شَكلِها / فَفي القَلبِ جِدُّ تَباريحِهِ
تَحُطُّ أَبا الفَرخِ عَن وَكرِهِ / وَتَستَنزِلُ الطَيرَ مِن لوحِهِ
فَما يَقدَحُ الفَقرُ في حالِهِ
فَما يَقدَحُ الفَقرُ في حالِهِ / وَلا يَطمَعُ الدَهرُ في قَصدِهِ
وَكَيفَ وَقَد صارَ ضَيفَ الغَمامِ / وَهُوَ قَريبٌ عَلى بُعدِهِ
وَمَن عَقَلَت بِأَبي تَغلِبُ / يَداهُ اِحتَذى البَدرَ مِن سَعدِهِ
همامٌ قَضى اللَهُ مِن عَرشِهِ / لَهُ بِالإِمارِةِ في مَهدِهِ
فَطودُ السِيادَةِ في دَستِهِ / وَشَمسُ الرِياسَةِ في بُردِهِ
يُقابِلُنا البَدرُ مِن بُردِهِ
يُقابِلُنا البَدرُ مِن بُردِهِ / وَيَشمَلُنا السَعدُ مِن سَعدِهِ
وَلَو فَخرَ المَجدُ لَم تَلقَهُ / فَخوراً بِشَىءٍ سِوى مَجدِهِ
وَذي أَربَعٍ لا يُطيقُ النُهوضَ
وَذي أَربَعٍ لا يُطيقُ النُهوضَ / وَلا يَألَفُ السَيرَ فيمَن سَرى
تُحَمِّلُهُ سَبَجاً أَسوَداً / فَيَجعَلُهُ ذَهَباً أَحمَرا
سَأَلتُ زَماني بِمَن أَستَغيثُ
سَأَلتُ زَماني بِمَن أَستَغيثُ / فَقالَ اِستَغِث بِعَميدِ الجُيوشِ
فَنادَيتُ مالي بِهِ حُرمَةً / فَجاوَبَ حوشيتَ مَن ذا وَحوشي
رَجاؤُكَ إِيّاهُ يُدنيكَ مِنهُ / وَلَو كُنتَ بِالصينِ أَو بِالعَريشِ
نَبَت بي داري وَفَرَّ العَبي / دُ وَأَودَت ثِيابي وَبِعتُ فُروشي
وَكُنتُ أُلَقَّبُ بِالبَبَغّاءِ / قَديماً فَقَد مَزَّقَ الدَهرُ ريشي
وَكانَ غِذائي نَقِيُّ الأَرُزِّ / فَها أَنا مُقتَنِعٌ بِالحَشيشِ
وَيَوم أَغَصّ أَتساعَ الفَضا
وَيَوم أَغَصّ أَتساعَ الفَضا / ءِ جَيشٌ لِمَن أَمَّهُ مهولُ
يخيلُ أَن ما لَهُ آخِر / إِذا ما تَراءى لَهُ أَوَّلُ
وَيَغصبُ شَمسَ الضُحي نورَها / مِنَ الخَيلِ ما تَبعَثُ الأَرجُلُ
دُجى أَنتَ بَدرٌ بِهِ وَالنُجو / مُ زَرقُكَ وَالظُلمَةُ القَسطَلُ
وَعَن كَمَدٍ فَلَّ غَربَ السُلُوِّ
وَعَن كَمَدٍ فَلَّ غَربَ السُلُوِّ / وَشَوق أَعادَ حِراكي سُكونا
وَقَلبٌ يَرى كُلَّ شَيءٍ يَعينُ / قُلوبَ العِبادِ عَلَيهِ مَعينا
وَلَم أَرَ بَعدَكَ شَيئاً يَسُرُّ / فَأَفتَح أَنساً إِلَيهِ الجُفونا
وَجُملَة أَمري أَنّي اِشتَكَيتُ / وَقَد كانَ دَهري لي مُستَلينا
وَجَرَّبتُ مَذ غِبتَ عَنّي الكِرام / فَكانوا الشُكوكَ وَكُنتَ اليَقينا