القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بشّار بن بُرْد الكل
المجموع : 19
أَتوبُ إِلَيكَ مِنَ السَيِّئات
أَتوبُ إِلَيكَ مِنَ السَيِّئات / وَأَستَغفِرُ اللَهَ مِن فَعَلتي
تَناوَلتُ ما لَم أُرِد نَيلَهُ / عَلى جَهلِ أَمري وَفي سَكرَتي
وَوَاللَهِ وَاللَهِ ما جِئتُهُ / لِعَمدٍ وَما كانَ مِن هِمَّتي
وَإِلّا فَمُتُّ إِذَن ضائِعاً / وَعَذَّبَني اللَهُ في ميتَتي
فَمَن نالَ خَيراً عَلى قُبلَةٍ / فَلا بارَكَ اللَهُ في قُبلَتي
وَمَرَّت فَقالَت مَتى نَلتَقي
وَمَرَّت فَقالَت مَتى نَلتَقي / فَهَشَّ اِشتِياقاً إِلَيها الخَبيثُ
وَكادَ يُمَزِّقُ سِربالَهُ / فَقُلتُ إِلَيكَ يُساقُ الحَديثُ
تَثاقَلَ لَيلي فَما أَبرَحُ
تَثاقَلَ لَيلي فَما أَبرَحُ / وَنامَ الصَباحُ فَما أُصبِحُ
وَكُنتُ اِمرَءاً بِالصِبا مولَعاً / وَبِاللَهوِ عِندي لَهُ مَفتَحُ
لَقَد كُنتُ أُمسي عَلى طَربَةٍ / وَأُصبِحُ مِن مَرَحِ أَمرَحُ
فَلَمّا نَهاني إِمامُ الهُدى / وَلاحَ لي المَطلَعُ الأَفيَحُ
وَجارِيَةٍ دَلُّها رائِعٌ / تَعِفُّ فَإِن سامَحَت تَمزَحُ
كَأَنَّ عَلى نَحرِها فَأرَةً / مِنَ المِسكِ في جَيبِها تُذبَحُ
كَأَنَّ القُرونَ عَلى مَتنِها / أَساوِدُ شَتَّ بِها أَبطَحُ
لَها مَنطِقٌ فاخِرٌ فاتِنٌ / كَحَلي العَرائِسِ يُستَملَحُ
وَعَينانِ يَجري الرَدى فيهِما / وَوَجهٌ يُصَلّى لَهُ أَسجَحُ
وَثَديٌ لِرُؤيَتِهِ سَجدَةٌ / يَدينُ لَهُ الناسِكُ الأَجلَحُ
وَثَغرٌ إِذا ذُقتَهُ لَم تَمُت / وَطابَ لَكَ العَيشُ وَالمَسرَحُ
وَخَدٌّ أَسيلٌ وَكَفٌّ إِذا / أَشارَت لِقَومٍ بِها سَبَّحوا
وَساقٌ تُزَيِّنُ خَلخالَها / عَلى أَنَّها صَعبَةٌ تَرمَحُ
وَتَضحَكُ عَن بَرَدٍ بارِدٍ / تَلالى كَما لَمَعَ الوَحوحُ
مُبَتَّلَةٌ فَخمَةٌ فَعمَةٌ / هَضيمُ الكَشحِ بَوصُها أَرجَحُ
إِذا ذُكِرَت سَبَقَت عَبرَتي / وَكادَت لَها كَبِدي تَقرَحُ
مِنَ البيضِ تَجمَعُ هَمَّ الفَتى / كَما يَجمَعُ اللَبَنَ الإِنفَحُ
جَلَت عَن مَعاصِمِ جِنِّيَّةٍ / تَغِشُّ بِها الدينَ لا تَنصَحُ
وَزَجّاءَ بَرجاءَ في جَوهَرٍ / تَروقُ بِها عَينُ مَن يَلمَحُ
خَروجٌ عَلى جَمعِ أَترابِها / كَما يَخرُجُ الأَبلَقُ الأَقرَحُ
نَهاني الخَليفَةُ عَن ذِكرِها / وَكُنتُ بِما سَرَّهُ أَكدَحُ
فَأَعرَضتُ عَن حاجَتي عِندَها / وَلَلمَوتُ مِن تَركِها أَروَحُ
عَلى أَنَّ في النَفسِ مِن حُبِّها / أَحاديثَ لَيسَ لَها مَطرَحُ
تَرَكتُ سُدَيفاً وَأَصحابَهُ / وَأَحرَمتُ ما يَجتَني شَرمَحُ
وَقالَ المُفَرَّكُ ثابَ الفَتى / وَسالَمَني الكَلبُ لا يَنبَحُ
فَهَذا أَوانَ اِنقَضَت شِرَّتي / وَشَرَّعتُ في الدينِ لا أَطلُحُ
بَلَوتُ اِبنَ نِهيا فَما عِندَهُ / سِوى أَن سَيَأكُلُ أَو يَسلَحُ
وَذاكَ فَتىً مِن سُراةِ النَبيطِ / تَعَوَّدَ شَيئاً فَما يُفلِحُ
يُحِبُّ النِكاحَ وَيَأبى الصَلاحَ / كَذاكَ النَباطِيُّ لا يَصلُحُ
إِذا شِئتَ لاقَيتَهُ رابِضاً / عَلى ظَهرِهِ رَجُلٌ يَسبَحُ
تَراهُ يُسَرُّ بِنَيكِ اِبنِهِ / عَلى أَنَّهُ سُبَّةٌ تَفضَحُ
وَما كانَ إِلّا كَأُمِّ العَروسِ / إِذا نُكِحَت بِنتُها تَفرَحُ
كَبَكرٍ تَشَهّى لَذيذَ النِكاحِ
كَبَكرٍ تَشَهّى لَذيذَ النِكاحِ / وَتَفرَقُ مِن صَولَةِ الناكِحِ
أَلا قُل لِعَبدَةَ إِن جِئتَها
أَلا قُل لِعَبدَةَ إِن جِئتَها / وَقَد يُبلُغُ الأَقرَبُ الباعِدا
أَجِدَّكِ لا أَنتِ تُدنينَني / وَلا الصَيدُ مُتَّبِعٌ صائِدا
وَطارِفُ حُبٍّ أَصابَ الفُؤادَ / وَجَدتُ تَباريحَهُ زائِدا
إِذا نَقَصَ النَأيُ حُبَّ اِمرِئٍ / وَجَدتُ تَباريحَهُ زائِدا
يَجوزُ إِذا هِيَ جارَت بِهِ / وَيُصبِحُ إِن قَصَدَت قاصِدا
قَطَعتِ اللَيالِيَ في هَجرِهِ / رُقاداً وَيَقطَعُها ساهِدا
وَشَربُ بِهاليلَ في لَيلَةٍ / مِنَ الشَهرِ حَلّوا بِها صاعِدا
تَخالُ جَنى الوَردِ وَالرازِقِي / ي بَينَهُمُ رَوضَةً فارِدا
لَهُم زَجَلٌ بَعدَ نَومِ العُيون / وَصَفراءُ تَستَألِفُ الفاقِدا
إِذا ما ثَنَت جيدَها نَظرَةٌ / حَسِبتَ الغَزالَ بِها عاقِدا
وَذَلِكَ دَهرٌ مَضى صَفوُهُ / وَعَيشُ اِمرِئٍ لَم يَكُن خالِدا
أَلا طَرَقَت مَوهِناً مَهدَدُ
أَلا طَرَقَت مَوهِناً مَهدَدُ / وَقَد غَوَّرَ الكَوكَبُ المُنجِدُ
أَلَمَّت بِمَلمومَةٍ كَالقَنا / وَفِتيانِ حَربٍ لَهُم توقَدُ
فَبِتُّ أُحَيّا بِمَوجودَةٍ / مَعَ اللَيلِ تُصبِحُ لا توجَدُ
أُلاعِبُ غولاً هَداهُ الكَرى / إِلَينا تَشُطُّ وَتَستَورِدُ
فَلَمّا صَحَوتُ وَلَم أَلقَها / صَحَوتُ وَقَلبي بِها مُقصَدُ
أُقَلِّبُ هَمّاً بِها جاثِماً / وَعَينَينِ رِعيَتُها الفَرقَدُ
فَيا حَزَناً بَعدَ جِنِّيَّةٍ / عَلَيها القَلائِدُ وَالمِسجَدُ
وَيا كَبِداً لَيسَ مِنها لَنا / نَوالٌ وَلا عِندَها لي يَدُ
سِوى شَوقِ عَيني إِلى وَجهِها / وَأَنّي إِذا فارَقَت أَكمَدُ
بَكَيتُ مِنَ الداءِ داءِ الهَوى / إِلَيها وَأَن لَيسَ لي مُسعِدُ
وَقَد وَعَدَت صَفَداً في غَدٍ / وَكَم وَعَدَتكَ وَلا تُصفَدُ
وَإِنّي عَلى طولِ إِخلافِها / لَأَرجو الوَفاءَ وَلا أَحقُدُ
إِذا أَخلَفَ القَومُ ظَنّي بِها / وَكانَ لَها في غَدٍ مَوعِدُ
صَبَرتُ عَلى طَلقِ آيايِها / حِفاظاً وَصَبرُ الفَتى أَعوَدُ
وَما ضَنَّ يَومٌ بِداءِ الهَوى / مُحِبّاً إِذا ما سَقاهُ الغَدُ
وَلَيلَةِ نَحسٍ جُمادِيَّةٍ / إِذا نَسَمَت ريحُها تَبرُدُ
أَقَمنا لِأَضيافِنا مَرقَداً / وَما كُلُّ يَومٍ لَهُم مَرقَدُ
وَإِنّي إِذا ما عَوى نابِحٌ / وَجاشَ لَهُ بَحرِيَ المُزبِدُ
لَأَرمي نَوافِذَ يَشقى بِها / فِراخُ اللِئامِ وَلا تَسعَدُ
أَحَمّادُ لَستَ مِنَ اَكفائِنا / وَأَنتَ اِمرُؤٌ زَعَموا تَسفِدُ
كَفى عَجَباً مُعجِباً أَنَّني / أَراكَ تَكَلَّمُ يا عَجرَدُ
وَما كُنتُ أَحسِبُ مَن داؤُهُ / كَدائِكَ يَنطِقُ لا يُخلِدُ
جَلَستَ عَلى الخَزِّ بَعدَ الحَفا / وَأَصبَحتَ في حَفَدٍ تُحفَدُ
وَنازَعتَ قَوماً تُماريهِمُ / فَيا عَجَبَ الدَهرِ لا يَنفَدُ
وَما لَكَ لا تَحتَبي جالِساً / عَلى العَبقَرِيِّ وَتَستَوفِدُ
أَبوكَ شَبيرٌ فَأَكرِم بِهِ / وَفي اِستِكَ وِردٌ لِمَن تورِدُ
وَأُمُّكَ مِن نِسوَةٍ هَمُّهُنَّ / أَشيَبٌ وَمَفرِقُها يَجمُدُ
إِذا سُئِلَت لَم تَكُن كَزَّةً / وَلَكِن تَذوبُ وَلا تَجمُدُ
لَيالي إِذا لَم يُرَد بَيتُها / أَقامَت تَذَكَّرُ مَن تُغمِدُ
إِذا قَدَّمَ الشَربُ إِبريقَهُم / ظَلِلتَ لِإِبريقِهِم تَسجُدُ
وَتَعبُدُ رَأساً تُصَلّي لَهُ / وَأَمّا الإِلَهُ فَلا تَعبُدُ
وَتُظهِرُ حُبَّ نَبِيِّ الهُدى / وَأَنتَ بِهِ كافِرٌ تَشهَدُ
وَتُشرِكُ لَيلَةَ شَهرِ الصِيام / حَلالاً كَما نَظَرَ الأَربَدُ
وَبِنتُكَ بَلوا قَشَرتَ اِستَها / مُجوناً كَما يَنحِتُ المِبرَدُ
وَتَغشى النِساءَ تُوازي بِهِن / وَمِن هَمِّكَ الحَيَّةُ الأَسوَدُ
وَإِن سَنَحَ الخِشفُ عارَضتَهُ / كَما اِندَفَعَ السابِحُ الأَجرَدُ
وَإِن قيلَ صَلِّ فَقَد أَذَّنوا / زَمَعتَ كَما يَزمَعُ المُقعَدُ
وَإِن قامَتِ الحَربُ عَرّاضَةً / قَعَدتَ وَحَرَّضتَ مَن يَقعُدُ
وَإِن جِئتَ يَوماً إِلى زَلَّةٍ / أَكَلتَ كَما يَأكُلُ القُرهُدُ
وَإِن كُتِمَ السِرُّ أَفشَيتَهُ / نَميماً كَما بَلَّغَ الهُدهُدُ
فَأَنتَ المُشَقّى وَأَنتَ الَّذي / بِما قَد سَرَدتُ وَما أَسرُدُ
سَتَعلَمُ لَو قَد بَدا مَيسَمي / عَلَيكَ وَغَنّى بِكَ المُنشِدُ
أَلومُ اِبنَ نِهيا عَلى أَنَّهُ / يُحِبُّ الرُقودَ وَلا يَرقُدُ
وَكَيفَ أَلومُ اِمرَأً بِاِستِهِ / عَياءٌ مِنَ الداءِ لا يُفقَدُ
عَصانِي اِبنُ نِهيا فَبُعداً لَهُ / كَما بَعِدَ النازِحُ الأَعقَدُ
إِذا نالَ جاهاً كَبا تَحتَهُ / كَما يَزحَفُ الحَيَّةُ الأَربَدُ
وَيُعطيكَ ذُلّاً إِذا رُعتَهُ / كَما ذَلَّ لِلقَدَمِ المِربَدُ
وَيَأخُذُ شِرَّةَ إِخوانِهِ / مُفيداً كَما يَأخُذُ الأَبعَدُ
وَتُبعَدُ أَن لَم أَنِك أُمَّهُ / وَأَمّا المُثَنّى فَلا يُبعَدُ
لَقَد جالَ جُردانُهُ في اِستِها / كَما جالَ في المُقلَةِ المِروَدُ
أَلا قُل لِعَبدَةَ إِن جِئتَها
أَلا قُل لِعَبدَةَ إِن جِئتَها / وَقَد يُبلِغُ الأَقرَبُ الباعِدا
أَجَدَّكِ لا أَنتِ تَشفينَني / وَلا الصَيدُ مُتَّبِعٌ صائِدا
كَأَنَّكِ لَم تَعلَمي أَنَّني / مَلَلتُ الوِسادَةَ وَالعائِدا
لِطارِفِ حُبٍّ أَصابَ الفُؤاد / وَقَد يَمنَعُ الطارِفُ التالِدا
إِذا نَقَضَ النَأيُ حُبَّ اِمرِئٍ / وَجَدتُ تَباريحَهُ زائِدا
فَأَصبَحَ في بَعضِ أَيّامِهِ / طَؤوعاً وَفي بَعضِها فاسِدا
بِلا سَقَمٍ داخِلٍ شَفَّني / سِوى الحُبِّ إِنَّ لَهُ جاهِدا
كَذاكَ المُحِبُّ تَعَيَّرتِهِ / فَأَنتِ تَرَي شَخصَهُ واحِدا
يَجورُ إِذا هِيَ جارَت بِهِ / وَيُصبِحُ إِن قَصَدَت قاصِدا
أَحاديثُ يَعجَبُ مِنها الفَتى / خَلا أَن يَكونَ لَها رائِدا
وَأَعجَبُ مِنها وَإِن أَصبَحَت / أَعاجيبَ تَستَنتِجُ الهاجِدا
تَجَنّيكِ زَيناً عَلى عاشِقٍ / وَلَم يَأتِ ما ساءَكُم عامِدا
أَعَبّادَ أَغفَلتِ وَجدي بِكُم / فَلَيتَكِ لَم تُغفِلي الواجِدا
أَسِيّانَ مَن لَم يَنَم لَيلَةً / لَدَيكِ وَمَن باتَها راقِدا
إِذا أَنتِ لَم تَرفِدي عاشِقاً / فَمَن ذا يَكونُ لَهُ رافِدا
قَطَعتِ اللَيالِيَ في هَجرِهِ / رُقاداً وَمَن باتَها ساهِدا
يَراني الَّذي لَم يُحِط عِلمُهُ / رِدائي فَيَحسَبُني عابِدا
بِما أَقصَرَ الطَرفُ عَن مَنظَرٍ / يَكونُ إِلى شَخصِكُم نائِدا
وَذَلِكَ مِن حُبِّكُم هَيبَةٌ / كَما يُكرِمُ الوَلَدُ الوالِدا
فَإِن شِئتِ أَحرَمتُ وَصلَ النِساء / وَإِن شِئتِ لَم أَطعَمِ البارِدا
وَشَربٍ بَهاليلَ في لَيلَةٍ / مِنَ الشَهرِ حَلّوا بِها صاعِدا
رِزانٍ إِذا رَعَدَت مُزنَةٌ / عَلَيهِم فَإِن يَسمَعوا الراعِدا
تَخالُ جَنا الوَردِ وَالرازِقي / يِ بَينَهُمُ رَوضَةً فارِدا
دَعاني إِلَيهِم أَبو عامِرٍ / وَكُنتُ إِلى مِثلِهِم وارِدا
لَهُم زَجَلٌ بَعدَ نَومِ العُيون / وَصَفراءُ تَستَألِفُ الفَاقِدا
إِذا ما ثَنَت جيدَها نَظرَةٌ / حَسِبتَ الغَزالَ بِها عاقِدا
فَلَمّا رَأَيتُ مَدينِيَّةً / يَظَلُّ الحَليمُ بِها مائِدا
وَقامَ السُقاةُ بِسَلسالَةٍ / فَحَيّا بِهِ ماجِداً ماجِدا
وَكَرشاءُ مُلتَئِمٌ في الحَرير / كَأَنَّ بِلَبّاتِها جاسِدا
رَكوبٌ إِذا الكَأسُ كَرَّت لَهُ / أَكَبَّ فَخَرَّ لَها ساجِدا
ذَكَرتُ الجِنانَ فَلَم أَنسَكُم / فَهَيَّجتِ لي طَرَباً قائِدا
يَقولُ أَبو ثَقِفٍ إِذ رَأى / مِنَ المَينِ إِنسانَها بائِدا
أَفي القَلبِ حُبُّ الَّتي لَم تَزَل / تُناجي الهُمومَ بِها قاعِدا
فَقُلتُ أَلَم يَكفِ فَيضُ الدُموعِ / سُؤالاً وَأَن لا يُرى جامِدا
فَلا تَسأَلِ القَلبَ عَن حُبِّها / كَفى بِالدُموعِ لَها شاهِدا
وَكَم كائِدٍ لِيَ مِن أَجلِكُم / وَما كانَ لي قَبلَكُم كائِدا
هَمَمتُ بِهِ عِندَ عَوراتِهِ / مُشَهَّرَةً تُرمِضُ الحاقِدا
فَوَهَّنَني عَنهُ حُبِّيكُمُ / وَفي الحُبِّ ما يوهِنُ الجالِدا
سَأَلتُ عُبَيدَةَ إِذ لَم تَجُد / مُحِبّاً لِيَومي هَوىً جامِدا
الاِثنَينِ هَل فيهِما رَحمَةٌ / لِذي شَجَنٍ يَنظُرُ الواعِدا
فَقالَت لَنا مِنهُمُ راشِدٌ / وَلَستُ أَرى مِنهُمُ راشِدا
أَيا لَيتَ شِعري عَلى هَجرِها / أَتَعتَلُّ أَنَّ لَها ذائِدا
فَقَد يُنجِزُ الوَعدَ في خُفيَةٍ / مُحِبٌّ إِذا خَشِيَ الراصِدا
إِذا قُلتُ وافَقتُها خالَفَت / كَما خالَفَ الصادِرُ الوارِدا
فَإِن تَكُ عَبدَةُ قَد أَقصَرَت / فَأَصبَحَ ثَوبُ الصِبا هامِدا
فَذاكَ بِما يَصطَفي وِدُّها / وَتَزعُمُ ذا الغَيرَةِ الحاسِدا
وَذَلِكَ دَهرٌ مَضى صَفوُهُ / وَعَيشُ اِمرِئٍ لَم يَكُن خالِدا
صَحَوتَ وَأَوقَدتَ لِلجَهلِ ناراً
صَحَوتَ وَأَوقَدتَ لِلجَهلِ ناراً / وَرَدَّ عَلَيكَ الصِبا ما اِستَعارا
وَأَصبَحتَ بَسلا عَلى كاعِبٍ / أَشارَت بِكَفٍّ وَهَزَّت سِوارا
وَهَبتَ لَنا يا فَتى مِنقَرٍ
وَهَبتَ لَنا يا فَتى مِنقَرٍ / وَعِجلٍ وَأَكرَمَهُم أَوَّلا
وَأَبسَطَهُم راحَةً في النَدى / وَأَرفَعَهُم ذِروَةً في العُلا
عَجوزاً قَدَ اَورَدَها عُمرُها / وَأَسكَنَها الدَهرُ دارَ البِلى
سَلوحاً تَوَهَّمتُ أَن الرِعا / ءَ سَقَوها لِيُسهِلَها الحَنظَلا
وَأَجدَبَ مِن ثَورِ زِرّاعَةٍ / أَصابَ عَلى جوعِهِ سُنبُلا
وَأَزهَدَ مِن جيفَةٍ لَم تَدَع / لَها الشَمسُ مِن مَفصَلٍ مَفصَلا
وَأَضرَطَ مِن أُمِّ مُبتاعِها / إِنِ اِقتَحَمَت بُكرَةً حَرمَلا
فَلَو تَأكُلُ الزُبدَ بِالنِرسِيانِ / وَتَدَّمِجُ المِسكَ وَالمَندَلا
لَما طَيَّبَ اللَهُ أَرواحَها / وَلا بَلَّ مِن عَظمِها الأَنحَلا
وَضَعتُ يَميني عَلى ظَهرِها / فَخِلتُ حَراقِفَها جَندَلا
وَأَهوَت شِمالي لِعُرقوبِها / فَخِلتُ عَراقيبَها مِغزلا
وَقَلَّبتُ أَليَتَها بَعدَ ذا / فَشَبَّهتُ عُصعُصَها مِنجلا
فَقُلتُ أَبيعُ فَلا مَشرَباً / أُرَجّي لَدَيها وَلا مَأكَلا
أَمَ اَشوي وَأَطبُخُ مِن لَحمِها / وَأَطيبُ مِن ذاكَ مَضغُ السَلا
أَمَ اَجعَلُ مِن جِلدِها حَنبلاً / فَأَقذِر بِحَنبَلِها حَنبَلا
إِذا ما أُمِرَّت عَلى مَجلِسٍ / مِنَ العُجبِ سَبَّحَ أَو هَلَّلا
رَأَوا آيةً خَلفَها سائِقٌ / يَحُثُّ وَإِن هَروَلَت هَروَلا
وَكُنتَ أَمَرتَ بِها ضَخمَةٌ / بِلَحمٍ وَشَحمٍ قَد اِستَكمَلا
وَلَكِنَّ رَوحاً عَدا طَورَهُ / وَما كُنتُ أَحسَبُ أَن يَفعَلا
فَعَضَّ الَّذي خانَ في أمرِها / مِنِ اِستِ اُمِّهِ بَظرَها الأَغرَلا
وَلَولا مَكانُكَ قَلَّدتُهُ / عِلاطاً وَأَنشَقتُهُ الخَردَلا
وَلَولا اِستِحائيكَ خَضَّبتُها / وَعَلَّقتُ في جيدِها جُلجُلا
فَجاءَتكَ حَتّى تَرى حالَها / فَتَعلَمُ أَنّي بِها مُبتَلى
سَأَلتُكَ لَحماً لِصُبيانِنا / فَقَد زِدتَني فيهِمُ عَيِّلا
فَخُذهَا وَأَنتَ بِنا مُحسِنٌ / وَما زِلتَ بي مُحسِناً مُجمِلا
وَيَسبِقُ إِنجازهُ وَعدَهُ
وَيَسبِقُ إِنجازهُ وَعدَهُ / وَلَيسَ يُحيلُ عَلى باطِلِ
يَرى أَنَّهُ أَبخَلُ الباخِلينَ / إِذا جادَ بِالروحِ للسائِلِ
وَمُبتَسِمٍ ضاحِكٍ وَجهُهُ / إِذا صالَ كُلُّ فَتىً باسِلِ
وَمُستَحقِرٍ مُعضِلاتِ الأُمورِ / فَلا يَرجِعُ الطَرفَ عَن هائِلِ
أَقولُ إِذا قُمتُ عَن ظَهرِهِ
أَقولُ إِذا قُمتُ عَن ظَهرِهِ / بِنَفسِيَ مَن لا يَخافُ الحَبَل
وَنُبِّئتُ قَوماً بِهِم جِنَّةٌ
وَنُبِّئتُ قَوماً بِهِم جِنَّةٌ / يَقولونَ مَن ذا وَكُنتُ العَلَم
أَلا أَيُّها السائِلي جاهِداً / لِيَعرِفَني أَنا أَنفُ الكَرَم
نَمَت في الكِرامِ بِني عامِرٍ / فُروعي وَأَصلي قُرَيشُ العَجَم
فَإِنّي لأُغني مَقامَ الفَتى / وَأُصبي الفَتاةَ فَما تَعتَصِم
وَجارِيَةٍ خُلِقَت وَحدَها / كَأَنَّ النِساءَ لَدَيها خَدَم
دُوارُ العَذارى إِذا زُرنَها / أَطَفنَ بِحَوراءَ مِثلِ الصَنَم
يَظَلنَ يُمَسِّحنَ أَركانَها / كَما يُمسَحُ الحَجَرُ المُستَلَم
وَبَيضاءَ يَضحَكُ ماءُ الشَبا / بِ في وَجهِها لَكَ إِذ تَبتَسِم
ظَمِئتُ إِلَيها فَلَم تَسقِني / بِرِيٍّ وَلَم تَشفِني مِن سَقَم
وَقالَت هَويتَ فَمُت راشِداً / كَما ماتَ عُروةُ غَمّاً بِغَم
فَلَمّا رَأَيتُ الهَوى قاتِلي / وَلَستُ بِجارٍ وَلا بِاِبنِ عَم
دَسَستُ إِلَيها أَبا مِجلَزٍ / وَأَيَّ فَتىً إِن أَصابَ اِعتَزَم
فَما زالَ حَتّى أَنابَت لَهُ / فَراحَ وَحَلَّ لَنا ما حَرُم
أَصَفراءُ لَيسَ الفَتى صَخرةً / ولَكِنَّهُ نُصبُ هَمٍّ وَغَم
أَقولُ لَها حينَ قَلَّ الثَراء / وَضاقَ المُرادُ وَأَودى النَعَم
إِذا ما اِفتَقَرتُ فَأَحيي السُرى / إِلى اِبنِ العَلاءِ طَبيبِ العَدَم
دَعاني إِلى عُمَرٍ جودُهُ / وَقَولُ العَشيرَةِ بَحرٌ خِضَم
وَلَولا الَّذي زَعَموا لَم أَكُن / لِأَمدَحَ رَيحانَةً قَبلَ شَمّ
أَلا أَيُّها الطالِبُ المُبتَغي / نُجومَ السَماءِ بِسَعيٍ أَمَم
سَمِعتَ بِمَكرُمَةِ اِبنِ العَلا / فَأَنشَأتَ تَطلُبُها لَستَ ثَمّ
إِذا عَرضَ اللَهوُ في صَدرِهِ / لَها بِالعَطاءِ وَضَربِ البُهَم
يَلَذُّ العَطاءَ وَسَفكَ الدِماءِ / وَيغدو عَلى نِعَمٍ أَو نِقَم
فَقُل لِلخَليفَةِ إِن جِئتَهُ / نَصوحاً وَلا خَيرَ في مُتَّهَم
إِذا أَيقَظَتكَ حُروبُ العِدا / فَنَبِّه لَها عُمَراً ثُمَّ نَم
فَتىً لا يَنامُ عَلى ثَأرِهِ / وَلا يَشرَبُ الماءَ إِلاّ بِدَم
إِذا ما غَزا بَشَّرَت طَيرُهُ / بِفَتحٍ وَبَشَّرَنا بِالنِعَم
إِذا قالَ تَمَّ عَلى قَولِهِ / وَماتَ العَناءُ بِلا أَو نَعَم
وَبَعضُ الرِجالِ بِمَوعودِهِ / قَريبٌ وَبِالفِعلِ تَحتَ الرَجَم
كَجاري السَرابِ تَرى لَمعَهُ / وَلَستَ بِواجِدِهِ عِندَكَم
يَطوفُ العُفاةُ بِأَبوابِهِ
يَطوفُ العُفاةُ بِأَبوابِهِ / كَطَوفِ الحَجيجِ بِبَيتِ الحَرَم
أَبى طَلَلٌ بِالجِزعِ أَن يَتَكَلَّما / وَماذا عَلَيهِ لَو أَجابَ مُتَيَّما
وَبِالفِرعِ آثارٌ بَقينَ وَباللِوى / مَلاعِبُ لا يُعرَفنَ إِلاّ تَوَهُّما
إِذا ما غَضِبنا غَضبَةً مُضَرِيَّةً / هَتَكنا حِجابَ الشَمسِ أَو تُمطِرَ الدَما
إِذا ما أَعَرنا سَيِّداً مِن قَبيلَةٍ / ذُرى مِنبَرٍ صَلّى عَلَينا وَسَلَّما
وَإِنّا لَقَومٌ ما تَزالُ جِيادُنا / تُساوِرُ مَلكاً أَو تُناهِبُ مَغنَما
خَلَقنا سَماءً فَوقَنا بِنُجومِها / سُيوفاً وَنَقعاً يَقبِضُ الطَرفَ أَقنَما
وَمَحبِسِ يَومٍ جَرَّتِ الحَربُ ضَنكَهُ / دَنا ظِلُّهُ وَاِحمَرَّ حَتّى تَحَمَّما
تَفَوَّقتُ أَخلافَ الصِبا وَتَقَدَّمَت / هُمومِيَ حَتّى لَم أَجِد مُتَقَدَّما
فَهَذا أَوانَ اِستَحيَتِ النَفسُ وَاِرعَوى / لِداتي وَراجَعتُ الَّذي كانَ أَقوَما
وَيَومٍ كَتَنّورِ الإِماءِ سَجَرنَهُ / وَأَوقَدنَ فيهِ الجَزلَ حَتّى تَضَرَّما
رَمَيتُ بِنَفسي في أَجيجِ سَمومِهِ / وَبِالعيسِ حَتّى بَضَّ مِنخَرُها دَما
تَبوحُ بِسِرِّكَ ضيقاً بِهِ
تَبوحُ بِسِرِّكَ ضيقاً بِهِ / وَتَبغي لِسِرِّكَ مَن يَكتُمُ
وَكِتمانُكَ السِرَّ عَمّن تَخافُ / وَمَن لا تَخَوَّفُهُ أَحزَمُ
إِذا ضاعَ سِرُّكَ مِن مُخبِرٍ / فَأَنتَ إِذا لُمتَهُ أَلوَمُ
عَلى النَفسِ مِن عَينِها شاهِدٌ
عَلى النَفسِ مِن عَينِها شاهِدٌ / فَكاتِم حَديثَكَ أَو نُمَّه
وَعِيُّ الفِعالِ كَعِيِّ المَقالِ
وَعِيُّ الفِعالِ كَعِيِّ المَقالِ / وَفي الصَمتِ عِيٌّ كَعِيِّ الكَلِم
أَمِثلُ بَني مُضَرٍ وائِلٌ
أَمِثلُ بَني مُضَرٍ وائِلٌ / فَقَدتُكَ مِن فاخِرٍ ما أَجن
أَفي النَومِ هَذا أَبا مُنذِرٍ / فَخَيراً رَأَيتَ وَخَيراً يَكُن
رَأَيتُكَ وَالفَخرَ في مِثلِها / كَعاجِنَةٍ غَيرَ ما تَطَّحِن
إِذا الحَربُ قامَت بِهِم شَمَّروا
إِذا الحَربُ قامَت بِهِم شَمَّروا / وَكانوا أَسِنَّةَ خُرصانِها
غَدا مالِكٌ بِمَلاماتِهِ
غَدا مالِكٌ بِمَلاماتِهِ / عَلَيَّ وَما باتَ مِن بالِيَه
تَناوَلَ خَوداً هَضيمَ الحَشا / مِنَ الحورِ مَحظوظَةً عالِيَه
فَقُلتُ دَعِ اللَومَ في حُبِّها / فَقَبلَكَ أَعيَيتُ عُذّالِيَه
وَإِنّي لَأَكتُمُهُم سِرَّها / غَداةَ تَقولُ لَها الخالِيَه
عُبَيدَةُ مالَكِ مَسلوبَةً / وَكُنتِ مُقَرطَقَةً حالِيَه
فَقالَت عَلى رُقبَةٍ إِنَّني / رَهَنتُ المُرعَّثَ خَلخالِيَه
بِمَجلِسِ يَومٍ سَأوفي بِهِ / وَلَو أَجلَبَ الناسُ أَحوالِيَه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025