المجموع : 5
أتتْ هندُ تشكو إلى أمها
أتتْ هندُ تشكو إلى أمها / فسبحان من جمع النيّرَيْنْ
فقالت لها: إن هذا الضحى / أتاني وقبَّلَني قُبلتينْ
وفرَّ، فلما رآني الدجى / حباني من شَعره خصلتينْ
وما خافَ يا أمُّ بل ضمَّني / وألقى على مَبْسَمي نجمتينْ
وذوَّبَ من لونِهِ سائلاً / وكحَّلَني منه في المقلتينْ
وجئتُ إلى الروضِ عند الصباح / لأحجبَ نفسيَ عن كل عينْ
فنادانيَ الروضُ يا روضتي / وهمَّ ليفعلَ كالأوَّلَيْنْ
فخبأتُ وجهي ولكنَّه / إلى الصَّدْرِ يا أمُّ مَدَّ اليدينْ
ويا دهشتي حين فتَّحتُ عيني / وشاهدتُ في الصدرِ رمانتينْ
ومازال بي الغُصْنُ حتى انحنى / على قَدَمي ساجداً سجدتينْ
وكان على رأسِهِ وردتانِ / فقدَّمَ لي تَيْنِك الوردتينْ
وخِفْتُ من الغصن إذ تمتمتْ / بأُذْنيَ أوراقهُ كِلْمَتَينْ
فرُحْتُ إلى البحر للإبتراد / فحمَّلَني ويحه موجتينْ
فما سرت إلا وقد ثارتا / بردفي كالبحر رجراجتينْ
هو البحرُ يا أمُّ كمْ من فتىً / غريقٍ وكم من فتى بين بينْ
فها أنا أشكو إليك الجميع / فبالله يا أمُّ ماذا تريْنْ؟
فقالت، وقد ضحكت أمها / وماست من العُجب في بُردتينْ
عرفتُهُمُ واحداً واحداً / وذقتُ الذي ذقتِهِ مرتينْ!!
شكت فقرها فبكت لؤلؤاً
شكت فقرها فبكت لؤلؤاً / تساقط من جفنها وانتثر
فقلت وعيني على دمعها / أفقر وعندك هذه الدرر
كفاني يا قلب ما أحمل
كفاني يا قلب ما أحمل / أفي كل يوم هوى أول
أيخلق منك جديد الهوى / فؤاد من السكر لا يعقل
له عثرة الطفل حول السرير / ودمعته البكر إذ يعول؟
أفي كل يوم لنا مرتع / وفي كل ثغر لنا منهل
كفى نهما لن يفر الجمال / و ترحل انت ولا يرحل
عذرتك يا قلب من للهوى / أنتركه بعدنا يذبل
سكتنا فما غرد العندليب / وتبنا فما غرد الجدول
تعانقنا فاستحال العناق
تعانقنا فاستحال العناق / لهيباً على شفة ثائره
فلسطين ياحلم الأنبياء / ويا خمره الأنفس الشاعره
حملنا لك المهج الظامئات / وأصدية القبل الطاهره
فلسطين يا هيكل الذكريات / على جبهة الأعصر الغابره
مضمضخة بغبار الحروب / مخضبة بالمنى الزاخره
فلسطين ياجمحات الخيال / مجنحة بالرؤى الساحره
هناك على شرفات النجوم / أرى مكة تلثم الناصره
ألا قطرة عرس قانا الجليل / ولوبين جُدرانك الدائره
ترد إلى الشعر وحي السماء / فتلهمه الأنفس الكافره
برى ريشةً من جناح الملاك
برى ريشةً من جناح الملاك / وغمسها بفؤاد الصَّباح
تأنَّق فيها فلمَّا انتهى / وقد أخذته حُمَيَّا النَّجاح
جلاها على موجةٍ من ضياءٍ / فأتعبنا في الهوى واسترح
بروحي ذانِكُما التوْأَمانِ / على ضفَّةِ مِنْ عبيرٍ وراح
كأن لسانَيْهِما الأحْمرين / بُرَيْعِمَةٌ أثْخنتْها الجراح
شتيتٌ مِنَ الحُسْنِ في مفردٍ / فمنها المراضُ ومنها الصِّحاح
يُرِفُ عليها فراشُ الهوى / فهنَّا جناحٌ وهنَّا جناحْ