المجموع : 18
أُحِبُّ الشَمالَ إِذا أَقبَلَت
أُحِبُّ الشَمالَ إِذا أَقبَلَت / لِأَن قيلَ مَرَّت بِدارِ الحَبيبِ
وَلاشَكَّ أَنَّ كَذا فِعلُهُ / إِذا ما تَلَقَّتهُ ريحُ الجَنوبِ
غَناءٌ قَليلٌ وَحُزنٌ طَويلٌ / تَلَقّي الرِياحِ لِما في القُلوبِ
شَهِدتُ البِطاقِيَّ في مَجلِسٍ
شَهِدتُ البِطاقِيَّ في مَجلِسٍ / وَكانَ إِلَيَّ بَغيضاً مَقيتا
فَقالَ اِقتَرِح بَعضَ ما تَشتَهي / فَقُلتُ اِقتَرَحتُ عَلَيكَ السُكوتا
رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوآتِها
رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوآتِها / وَلَم تَألُ جُهداً لِمَرضاتِها
وَحَسَّنتَ أَقبَحَ أَعمالِها / وَصَغَّرتَ أَكبَرَ زَلّاتِها
وَكَم مِن طَريقٍ لِأَهلِ الصِبا / سَلَكتَ سَبيلَ غِواياتِها
فَأَيُّ دَواعي الهَوى عِفتَها / وَلَم تَجرِ في طُرقِ لَذّاتِها
وَأَيِّ المَحارِمِ لَم تَنتَهِك / وَأَيِّ الفَضائِحِ لَم تَأتِها
وَهَذي القِيامَةُ قَد أَشرَفَت / تُريكَ مَخاوِفَ فَزعاتِها
وَقَد أَقبَلَت بِمَواعيدِها / وَأَهوالِها فَاِرعَ لَوعاتِها
وَإِنّي لَفي بَعضِ أَشراطِها / وَآياتِها وَعَلاماتِها
تَبارَكَ رَبٌّ دَحا أَرضَهُ / وَأَحكَمَ تَقديرَ أَقواتِها
وَصَيَّرَها مِحنَةً لِلوَرى / تَغُرُّ الغَوِيَّ بِغَزواتِها
فَما نَرعَوي لِأَعاجيبِها / وَلا لِتَصَرُّفِ حالاتِها
نُنافِسُ فيها وَأَيّامُها / تَرَدَّدُ فينا بِآفاتِها
أَما يَتَفَكَّرُ أَحيائُها / فَيَعتَبِرونَ بِأَمواتِها
لَقَد كُنتُ حيناً صَبوراً جَليدا
لَقَد كُنتُ حيناً صَبوراً جَليدا / عَلى ما يَنوبُ قَوِيّاً شَديدا
فَصَيَّرَني الحُبُّ ما أَستَطيعُ / أُقِلُّ بِكَفّي مِنَ الأَرضِ عودا
فَما عُذرُ مَن قَد غَدا يَستَطيعُ / رُكوبَ السَبيلِ إِلى أَن تَجودا
تُواصِلُ لي بِالخِلافِ الخِلافَ / وَتَنظِمُ لي بِالصُدودِ الصُدودا
وَلَيسَت تُريدُ عَلى ما أَقولُ / سِوى ما تَرى مِن نُحولي شُهودا
تَناوَمتُ جُهدي فَلَم أَرقُدِ
تَناوَمتُ جُهدي فَلَم أَرقُدِ / وَنامَ الخَلِيُّ وَلَم يَسهَدِ
أُقَلِّبُ طَرفاً كَليلَ اللِحاظِ / وَإِن قَرَّ عَن جَسَدٍ مُقصَدِ
وَأَنهَضُ في طَرَباتٍ تَهيجُ / وَأُلزِمُ طَوراً فُؤادي يَدي
وَدارٍ يُؤَدَّبُ فيها البُزاةُ
وَدارٍ يُؤَدَّبُ فيها البُزاةُ / وَيُمتَحَنُ الفَهدُ وَالفَهدَه
وَصَلتُ عُراها إِلى بَلدَةٍ / بِها نَحَرَ الذابِحُ البَلدَه
إِذا اِغتامَها قَرِمُ المُعتَفينَ / طُروقاً غَدا رَهِمَ المِعدَه
وَلِيٌّ قَفا بَعدَ وَسمِيِّهِ / فَهَمُّكَ مِن كَمأَةٍ مَعدَه
وَصَيدٌ بَأَسفَعَ شاكي السِلاحِ / سَريعِ الإِغارَةِ وَالشَدَّه
وَزينٌ إِذا وَزَنَتهُ الأَكُفُّ / مُنتَصِبُ الزَورِ وَالقِعدَه
فَتيقُ النَسا أَنمَرُ الدَفَّتَينِ / خَفيفُ الخَميصَةِ وَاللِبدَه
يُقَلِّبُ طَرفاً طُحورَ القَذى / يُضيءُ بِمُقلَتِهِ خَدَّه
بِذي شَبَةٍ أَعرَفِ الحَوصَلاءِ / كَأَنَّكَ رَدَّيتَهُ بُردَه
فَلَمّا اِستَحالَ رَأى تِسعَةً / رِتاعاً وَواحِدَةٍ فَردَه
فَكَفكَفَ مُنتَصِبَ المَنكِبَينِ / لِفَرطِ الشَهامَةِ وَالنَجدَه
فَقُلنا لِسايِسِهِ ما تَرى / فَأَطلَقَهُ سَلِسَ العُقلَه
فَمَرَّ كَمَرِّ شِهابِ الظَلامِ / لِيَفعَلَ داهِيَةً إِدَّه
فَأَنحى لَهُ في صَميمِ القَذالِ / فَشَكَّ المُزَمِّرَ أَو قَدَّه
وَثَنّى لآلافِها الغادِراتِ / فَكَمَّلَ عَشراً بِها العِدَّه
قِفوا مَعشَرَ الراحِلينَ اِسمَعوا / أُنَبِّئكُمُ عَن بَني كِندَه
وَرَدنا عَلى هاشِمٍ مِصرَهُ / فَبارَت تِجارَتُنا عِندَه
وَأَلهاهُ ذو كَفَلٍ ناشِئٌ / شَديدُ الفَقارَةِ وَالبَلدَه
سِبَطرٌ يَميدُ إِذا ما مَشى / تَرى بَينَ رِجلَيهِ كَالصَعدَه
يَجوبُ بِهِ اللَيلَ ذا بِطنَةٍ / كَحَشوِ المُدَينِيَّةِ القَلِدَه
رَأَيتُكَ عِندَ حُضورِ الخِوانِ / شَديداً عَلى العَبدِ وَالعَبدَه
وَتَحتَدُّ حَتّى يَخافَ الجَليسُ / شَذاكَ عَلَيهِ مِنَ الحِدَّه
وَتَختُمُ ذاكَ بِفَخرٍ عَلَيهِ / بِكِندَةَ فَاِسلَح عَلى كِندَه
فَإِنَّ حُدَيجاً لَهُ هِجرَةٌ / وَلَكِنَّها زَمَنَ الرِدَّه
وَما كانَ إيمانُكُم بِالرَسولِ / سِوى قَتلُكُم صِهرَهُ بَعدَه
تَعُدّونَها في مَساعيكُمُ / كَعَدِّ الأَهِلَّةِ مُعتَدَّه
وَما كانَ قاتِلُهُ في الرِجالِ / بِحَملٍ لِطُهرٍ وَلا رُشدَه
فَلَو شَهِدَتهُ قُرَيشُ البِطاحِ / لَما مَحَشَت نارُكُم جِلدَه
طَرِبتُ إِلى الصَنجِ وَالمِزهَرِ
طَرِبتُ إِلى الصَنجِ وَالمِزهَرِ / وَشُربِ المُدامَةِ بِالأَكبَرِ
وَأَلقَيتُ عَنّي ثِيابَ الهُدى / وَخُضتُ بُحوراً مِنَ المِنكَرِ
وَأَقبَلتُ أَسحَبُ ذَيلَ المُجونِ / وَأَمشي إِلى القَصفِ في مِئزَرِ
لَيالٍ أَروحُ عَلى أَدهَمٍ / كُمَيتٍ وَأَغدو عَلى أَشقَرِ
خُيولٌ مِنَ الراحِ ما عُرِّيَت / لِيَومِ رِهانٍ وَلَم تُضمَرِ
بَراقِعُها مِن سَحيقِ العَبيرِ / وَمِن ياسَمينٍ وَسَيسَنبَرِ
ذَخائِرُ كِسرى لِأَولادِهِ / وَغَرسُ كِرامِ بَني الأَصفَرِ
غَدا المُشتَرونَ عَلى أَهلِها / فَقالوا أَتَيناكُمُ نَشتَري
خُيولاً لَكُم قَد أَتَت فُرَّهاً / فَمِن بَينِ أَحوى إِلى أَحوَرِ
فَقالوا لَهُم إِنَّما خَيلُنا / سُلافَةُ كَرمِ بَني قَيصَرِ
وَلا تَحمِلُ اللِبدَ لَكِنَّها / خُيولٌ لِكُلِّ فَتىً أَزهَرِ
وَسيما إِذا أَنتَ باكَرتَها / كَمِثلِ دَمِ الجَوفِ في الأَبهَرِ
مُشَعشَعَةٌ مِن بَناتِ الكُرو / مِ سالَت نِطافاً وَلَم تُعصَرِ
عَقيلَةُ شَيخٍ مِنَ المُشرِكينَ / أَتَتنا تَهادى مِنَ الكَوثَرِ
وَلَونانِ لَونٌ لَها أَصفَرٌ / وَلَونٌ عَلى الماءِ كَالعُصفُرِ
لَو أَنَّ أَبا مَعشَرٍ ذاقَها / لَخَرَّ صَريعاً أَبو مَعشَرِ
وَكَبَّرَ مِن طيبِها ساعَةً / وَقالَ بِها ثُمَّ لَم يَصبِرِ
فَما بَرِحَ القَومُ حَتّى اِشتَرَوا / وَمَن يَشتَرِ الراحَ لَم يَخسَرِ
أَمُحيِيَةَ القَلبِ ضِدُّ اِسمِها
أَمُحيِيَةَ القَلبِ ضِدُّ اِسمِها / أَرَقَّ وَأَصفى مِنَ الجَوهَرِ
تَخِفُّ الخِلافَةُ في عَينِها / وَرُبَّ السَريرُ مَعَ المِنبَرِ
وَقَد مَلَكَت بِالجَمالِ الأَنامَ / وَرِقَّ الأَميرِ أَبي الأَزهَرِ
أُحِبُّ الغُلامَ إِذا كَرَّها
أُحِبُّ الغُلامَ إِذا كَرَّها / وَأَبصَرتُهُ أَشعَثاً أَمرَها
وَقَد حَذِرَ الناسُ سِكّينَهُ / فَكُلُّهُم يَتَّقي شَرَّها
وَإِنّي رَأَيتُ سَراويلَهُ / لَها تَكَّةٌ أَشتَهي جَرَّها
وَما أَنزَرَ الطَرفَ فيمَن نَرى
وَما أَنزَرَ الطَرفَ فيمَن نَرى / وَلَو أَصبَحوا مِلحَصى أَكثَرا
سِوى رَجُلٍ ضَمِنَتهُ الطَريقُ / وَنَحنُ ضُحىً نَقصُدُ العَسكَرا
فَقالَ وَأَزكَنَني شاعِراً / وَأَزكَنتُهُ فَطِناً مُفكِرا
أَتُنشِدُني بَعضَ ما صُغتَهُ / وَلا تَدَعِ الأَجوَدَ الأَفخَرا
فَأَنشَدتُهُ مِدَحَ البَرمَكِيِّ / أَبي الفَضلِ أَعني الفَتى جَعفَرا
فَأَعجَبَني ظُرفُهُ إِذ يَقولُ / مَديحُكَ دُرٌّ فَهَل دَرَّرا
جَمَحتَ أَبا مُسلِمٍ فَاِحبِسِ
جَمَحتَ أَبا مُسلِمٍ فَاِحبِسِ / وَقَصِّر مِنَ النَظَرِ الأَشوَسِ
وَلا تَغتَرِر بِرُكوبِ الكُمَيتِ / وَما تَستَجيدُ مِنَ المَلبَسِ
وَمَشيُكَ بِالنَخوِ وَسطَ الرِحابِ / وَإِن قيلَ ذا صاحِبُ المَجلِسِ
وَقَولُ الفُيوجِ كِتابُ الأَميرِ / وَخَتمُ القَراطيسِ بِالجَرجَسِ
وَكَم قَد رَأَينا مُطاعاً هُنا / كَ صارَ المُذَلَّلَ لِلمَجلِسِ
تَفَرَّدَ قَلبي فَما يَشتَبِك
تَفَرَّدَ قَلبي فَما يَشتَبِك / بِحُبِّ الظِباءِ وَبُغضِ السَمَك
وَلَم أَرَ لي فيهِما مُسعِداً / يُساعِدُني غَيرُ عَبدِ المَلِك
فَتىً يَنهَشُ الكِتفَ مِن ظَهرِها / وَلا يَتَعَرَّقُ بَطنَ الوَرِك
وَلا يَتَأَنّى لِشُعبِ الصُدوعِ / وَلَكِن بَصيرٌ بِصَدعِ الفَلَك
خَروقٌ جَهولٌ بِحَلِّ الإِزارِ / رَقيقٌ بَصيرٌ بِحَلِّ التِكَك
خَليلَيَّ بِاللَهِ لا تَحفِرا
خَليلَيَّ بِاللَهِ لا تَحفِرا / لِيَ القَبرَ إِلّا بِقُطرُبُّلِ
خِلالَ المَعاصِرِ بَينَ الكُرومِ / وَلا تُدنِياني مِنَ السُنبُلِ
لَعَلِّيَ أَسمَعُ في حُفرَتي / إِذا عُصِرَت ضَجَّةَ الأَرجُلِ
ثَقيلٌ يُطالِعُنا مِن أَمَم
ثَقيلٌ يُطالِعُنا مِن أَمَم / إِذا سَرَّهُ رَعفُ أَنفي أَلَم
لِطَلعَتِهِ وَخزَةٌ في الحَشا / كَوَقعِ المَشارِطِ في المُحتَجِم
كَأَنَّ الفُؤادَ إِذا ما بَدا / بِإِشفى إِلى كَبِدي يَنتَظِم
أَقولُ لَهُ إِذ أَتى لا أَتى / وَلا نَقَلَتهُ إِلَينا قَدَم
فَقَدتُ خَيالَكَ لا مِن عَمىً / وَصَوتَ كَلامِكَ لا مِن صَمَم
تَغَطَّ بِما شِئتَ عَن ناظِري / وَلَو بِالرِداءِ بِهِ تَلتَثِم
حَبيبي ظَلومٌ عَلَيَّ ضَنينُ
حَبيبي ظَلومٌ عَلَيَّ ضَنينُ / بِرَبّي عَلى ظُلمِهِ أَستَعينُ
يَعِزُّ عَلَيَّ وَلَكِنَّني / بِحَمدِ إِلَهي عَلَيهِ أَهونُ
فَيا لَيتَ شِعري أَمِن صَخرَةٍ / فُؤادُكَ هَذا الَّذي لا يَلينُ
يَقولُ إِذا ما اِشتَكَيتُ الهَوى / كَما يَشتَكي البائِسُ المُستَكينُ
أَفي النَومِ أَبصَرتَ ذا كُلَّهُ / فَخَيراً رَأَيتَ وَخَيراً يَكونُ
لأحسنُ من صائلٍ أحمرِ
لأحسنُ من صائلٍ أحمرِ / تسيلُ به حومةُ العسكرِ
ركوبٌ على أدهم بُكرةً / ووثبةُ شاةٍ على أشقر
خيولٌ من الراح ما عُرّقت / ليوم رهان ولم تضمر
براقعُها من سحيقِ الهجيرِ / ومن ياسمين وسيسنبر
معاشرُ تغدو بفرسانها / وما أُسرِجت لا ولم تؤتر
ذخائرُ كسرى لأولادهِ / وغرسُ كرامِ بني الأصفرِ
ولا تبكينّ على ناسكِ
ولا تبكينّ على ناسكِ / وإن ماتَ ذو طربٍ فابكهِ
ونك مَن لقيتَ من العال / مينَ فإنّ الحزامةَ في نيكِهِ
ولا تدعن نيكهُ جاهداً / فإن الندامةَ في تركهِ
على دمنةِ الدار لا تربع
على دمنةِ الدار لا تربع / ومن حذَرِ البينِ لا تجزع
إن بان إلفٌ فواصلُ سواهُ / ودع عنكَ كلّ فتىً ميلَع
بشُربِ المدامِ ونَيكِ القيان / ورشفِ رضابِ الرشا الأتلعِ
وفي مثل غزلانٍ فضلِ الربيع / عذاركَ فاخلعهُ ثم اخلع
دع الماءَ يشرق به شاربوهُ / ودونكَ راحَكَ فاسترضع
وكن رجلاً جامعاً للأمو / ر يزني ويلتاطَ في موضع
إذا لم تنك من ينيك الورى / فما أنتَ والفتك يا مدعي
وساعد أخاك على غيّه / وكلّ الذي سرّهُ فاصنع
وبالزور فاشهد له واحلفنَّ / عليهِ لدى الحكم المُقنع
وباهِت له الخصمَ حتّى يقولَ / قاضيكَ يا صدقً ذا المدعي
أخوكَ أخوكَ دواءُ العيونِ / فإن غابَ فاعذر لهُ واقنع
فإن ماتَ فانبشهُ من قبرهِ / وأكفانهُ جُعداً فانزِع
وصلّ عليهِ بلَعن عليهِ / وقُل قد ذهبتَ فلا ترجع
نصيحكَ فاقبل فهذا مقالُ / رجالِ زمانِكَ فاسمع وع