القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 18
أُحِبُّ الشَمالَ إِذا أَقبَلَت
أُحِبُّ الشَمالَ إِذا أَقبَلَت / لِأَن قيلَ مَرَّت بِدارِ الحَبيبِ
وَلاشَكَّ أَنَّ كَذا فِعلُهُ / إِذا ما تَلَقَّتهُ ريحُ الجَنوبِ
غَناءٌ قَليلٌ وَحُزنٌ طَويلٌ / تَلَقّي الرِياحِ لِما في القُلوبِ
شَهِدتُ البِطاقِيَّ في مَجلِسٍ
شَهِدتُ البِطاقِيَّ في مَجلِسٍ / وَكانَ إِلَيَّ بَغيضاً مَقيتا
فَقالَ اِقتَرِح بَعضَ ما تَشتَهي / فَقُلتُ اِقتَرَحتُ عَلَيكَ السُكوتا
رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوآتِها
رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوآتِها / وَلَم تَألُ جُهداً لِمَرضاتِها
وَحَسَّنتَ أَقبَحَ أَعمالِها / وَصَغَّرتَ أَكبَرَ زَلّاتِها
وَكَم مِن طَريقٍ لِأَهلِ الصِبا / سَلَكتَ سَبيلَ غِواياتِها
فَأَيُّ دَواعي الهَوى عِفتَها / وَلَم تَجرِ في طُرقِ لَذّاتِها
وَأَيِّ المَحارِمِ لَم تَنتَهِك / وَأَيِّ الفَضائِحِ لَم تَأتِها
وَهَذي القِيامَةُ قَد أَشرَفَت / تُريكَ مَخاوِفَ فَزعاتِها
وَقَد أَقبَلَت بِمَواعيدِها / وَأَهوالِها فَاِرعَ لَوعاتِها
وَإِنّي لَفي بَعضِ أَشراطِها / وَآياتِها وَعَلاماتِها
تَبارَكَ رَبٌّ دَحا أَرضَهُ / وَأَحكَمَ تَقديرَ أَقواتِها
وَصَيَّرَها مِحنَةً لِلوَرى / تَغُرُّ الغَوِيَّ بِغَزواتِها
فَما نَرعَوي لِأَعاجيبِها / وَلا لِتَصَرُّفِ حالاتِها
نُنافِسُ فيها وَأَيّامُها / تَرَدَّدُ فينا بِآفاتِها
أَما يَتَفَكَّرُ أَحيائُها / فَيَعتَبِرونَ بِأَمواتِها
لَقَد كُنتُ حيناً صَبوراً جَليدا
لَقَد كُنتُ حيناً صَبوراً جَليدا / عَلى ما يَنوبُ قَوِيّاً شَديدا
فَصَيَّرَني الحُبُّ ما أَستَطيعُ / أُقِلُّ بِكَفّي مِنَ الأَرضِ عودا
فَما عُذرُ مَن قَد غَدا يَستَطيعُ / رُكوبَ السَبيلِ إِلى أَن تَجودا
تُواصِلُ لي بِالخِلافِ الخِلافَ / وَتَنظِمُ لي بِالصُدودِ الصُدودا
وَلَيسَت تُريدُ عَلى ما أَقولُ / سِوى ما تَرى مِن نُحولي شُهودا
تَناوَمتُ جُهدي فَلَم أَرقُدِ
تَناوَمتُ جُهدي فَلَم أَرقُدِ / وَنامَ الخَلِيُّ وَلَم يَسهَدِ
أُقَلِّبُ طَرفاً كَليلَ اللِحاظِ / وَإِن قَرَّ عَن جَسَدٍ مُقصَدِ
وَأَنهَضُ في طَرَباتٍ تَهيجُ / وَأُلزِمُ طَوراً فُؤادي يَدي
وَدارٍ يُؤَدَّبُ فيها البُزاةُ
وَدارٍ يُؤَدَّبُ فيها البُزاةُ / وَيُمتَحَنُ الفَهدُ وَالفَهدَه
وَصَلتُ عُراها إِلى بَلدَةٍ / بِها نَحَرَ الذابِحُ البَلدَه
إِذا اِغتامَها قَرِمُ المُعتَفينَ / طُروقاً غَدا رَهِمَ المِعدَه
وَلِيٌّ قَفا بَعدَ وَسمِيِّهِ / فَهَمُّكَ مِن كَمأَةٍ مَعدَه
وَصَيدٌ بَأَسفَعَ شاكي السِلاحِ / سَريعِ الإِغارَةِ وَالشَدَّه
وَزينٌ إِذا وَزَنَتهُ الأَكُفُّ / مُنتَصِبُ الزَورِ وَالقِعدَه
فَتيقُ النَسا أَنمَرُ الدَفَّتَينِ / خَفيفُ الخَميصَةِ وَاللِبدَه
يُقَلِّبُ طَرفاً طُحورَ القَذى / يُضيءُ بِمُقلَتِهِ خَدَّه
بِذي شَبَةٍ أَعرَفِ الحَوصَلاءِ / كَأَنَّكَ رَدَّيتَهُ بُردَه
فَلَمّا اِستَحالَ رَأى تِسعَةً / رِتاعاً وَواحِدَةٍ فَردَه
فَكَفكَفَ مُنتَصِبَ المَنكِبَينِ / لِفَرطِ الشَهامَةِ وَالنَجدَه
فَقُلنا لِسايِسِهِ ما تَرى / فَأَطلَقَهُ سَلِسَ العُقلَه
فَمَرَّ كَمَرِّ شِهابِ الظَلامِ / لِيَفعَلَ داهِيَةً إِدَّه
فَأَنحى لَهُ في صَميمِ القَذالِ / فَشَكَّ المُزَمِّرَ أَو قَدَّه
وَثَنّى لآلافِها الغادِراتِ / فَكَمَّلَ عَشراً بِها العِدَّه
قِفوا مَعشَرَ الراحِلينَ اِسمَعوا / أُنَبِّئكُمُ عَن بَني كِندَه
وَرَدنا عَلى هاشِمٍ مِصرَهُ / فَبارَت تِجارَتُنا عِندَه
وَأَلهاهُ ذو كَفَلٍ ناشِئٌ / شَديدُ الفَقارَةِ وَالبَلدَه
سِبَطرٌ يَميدُ إِذا ما مَشى / تَرى بَينَ رِجلَيهِ كَالصَعدَه
يَجوبُ بِهِ اللَيلَ ذا بِطنَةٍ / كَحَشوِ المُدَينِيَّةِ القَلِدَه
رَأَيتُكَ عِندَ حُضورِ الخِوانِ / شَديداً عَلى العَبدِ وَالعَبدَه
وَتَحتَدُّ حَتّى يَخافَ الجَليسُ / شَذاكَ عَلَيهِ مِنَ الحِدَّه
وَتَختُمُ ذاكَ بِفَخرٍ عَلَيهِ / بِكِندَةَ فَاِسلَح عَلى كِندَه
فَإِنَّ حُدَيجاً لَهُ هِجرَةٌ / وَلَكِنَّها زَمَنَ الرِدَّه
وَما كانَ إيمانُكُم بِالرَسولِ / سِوى قَتلُكُم صِهرَهُ بَعدَه
تَعُدّونَها في مَساعيكُمُ / كَعَدِّ الأَهِلَّةِ مُعتَدَّه
وَما كانَ قاتِلُهُ في الرِجالِ / بِحَملٍ لِطُهرٍ وَلا رُشدَه
فَلَو شَهِدَتهُ قُرَيشُ البِطاحِ / لَما مَحَشَت نارُكُم جِلدَه
طَرِبتُ إِلى الصَنجِ وَالمِزهَرِ
طَرِبتُ إِلى الصَنجِ وَالمِزهَرِ / وَشُربِ المُدامَةِ بِالأَكبَرِ
وَأَلقَيتُ عَنّي ثِيابَ الهُدى / وَخُضتُ بُحوراً مِنَ المِنكَرِ
وَأَقبَلتُ أَسحَبُ ذَيلَ المُجونِ / وَأَمشي إِلى القَصفِ في مِئزَرِ
لَيالٍ أَروحُ عَلى أَدهَمٍ / كُمَيتٍ وَأَغدو عَلى أَشقَرِ
خُيولٌ مِنَ الراحِ ما عُرِّيَت / لِيَومِ رِهانٍ وَلَم تُضمَرِ
بَراقِعُها مِن سَحيقِ العَبيرِ / وَمِن ياسَمينٍ وَسَيسَنبَرِ
ذَخائِرُ كِسرى لِأَولادِهِ / وَغَرسُ كِرامِ بَني الأَصفَرِ
غَدا المُشتَرونَ عَلى أَهلِها / فَقالوا أَتَيناكُمُ نَشتَري
خُيولاً لَكُم قَد أَتَت فُرَّهاً / فَمِن بَينِ أَحوى إِلى أَحوَرِ
فَقالوا لَهُم إِنَّما خَيلُنا / سُلافَةُ كَرمِ بَني قَيصَرِ
وَلا تَحمِلُ اللِبدَ لَكِنَّها / خُيولٌ لِكُلِّ فَتىً أَزهَرِ
وَسيما إِذا أَنتَ باكَرتَها / كَمِثلِ دَمِ الجَوفِ في الأَبهَرِ
مُشَعشَعَةٌ مِن بَناتِ الكُرو / مِ سالَت نِطافاً وَلَم تُعصَرِ
عَقيلَةُ شَيخٍ مِنَ المُشرِكينَ / أَتَتنا تَهادى مِنَ الكَوثَرِ
وَلَونانِ لَونٌ لَها أَصفَرٌ / وَلَونٌ عَلى الماءِ كَالعُصفُرِ
لَو أَنَّ أَبا مَعشَرٍ ذاقَها / لَخَرَّ صَريعاً أَبو مَعشَرِ
وَكَبَّرَ مِن طيبِها ساعَةً / وَقالَ بِها ثُمَّ لَم يَصبِرِ
فَما بَرِحَ القَومُ حَتّى اِشتَرَوا / وَمَن يَشتَرِ الراحَ لَم يَخسَرِ
أَمُحيِيَةَ القَلبِ ضِدُّ اِسمِها
أَمُحيِيَةَ القَلبِ ضِدُّ اِسمِها / أَرَقَّ وَأَصفى مِنَ الجَوهَرِ
تَخِفُّ الخِلافَةُ في عَينِها / وَرُبَّ السَريرُ مَعَ المِنبَرِ
وَقَد مَلَكَت بِالجَمالِ الأَنامَ / وَرِقَّ الأَميرِ أَبي الأَزهَرِ
أُحِبُّ الغُلامَ إِذا كَرَّها
أُحِبُّ الغُلامَ إِذا كَرَّها / وَأَبصَرتُهُ أَشعَثاً أَمرَها
وَقَد حَذِرَ الناسُ سِكّينَهُ / فَكُلُّهُم يَتَّقي شَرَّها
وَإِنّي رَأَيتُ سَراويلَهُ / لَها تَكَّةٌ أَشتَهي جَرَّها
وَما أَنزَرَ الطَرفَ فيمَن نَرى
وَما أَنزَرَ الطَرفَ فيمَن نَرى / وَلَو أَصبَحوا مِلحَصى أَكثَرا
سِوى رَجُلٍ ضَمِنَتهُ الطَريقُ / وَنَحنُ ضُحىً نَقصُدُ العَسكَرا
فَقالَ وَأَزكَنَني شاعِراً / وَأَزكَنتُهُ فَطِناً مُفكِرا
أَتُنشِدُني بَعضَ ما صُغتَهُ / وَلا تَدَعِ الأَجوَدَ الأَفخَرا
فَأَنشَدتُهُ مِدَحَ البَرمَكِيِّ / أَبي الفَضلِ أَعني الفَتى جَعفَرا
فَأَعجَبَني ظُرفُهُ إِذ يَقولُ / مَديحُكَ دُرٌّ فَهَل دَرَّرا
جَمَحتَ أَبا مُسلِمٍ فَاِحبِسِ
جَمَحتَ أَبا مُسلِمٍ فَاِحبِسِ / وَقَصِّر مِنَ النَظَرِ الأَشوَسِ
وَلا تَغتَرِر بِرُكوبِ الكُمَيتِ / وَما تَستَجيدُ مِنَ المَلبَسِ
وَمَشيُكَ بِالنَخوِ وَسطَ الرِحابِ / وَإِن قيلَ ذا صاحِبُ المَجلِسِ
وَقَولُ الفُيوجِ كِتابُ الأَميرِ / وَخَتمُ القَراطيسِ بِالجَرجَسِ
وَكَم قَد رَأَينا مُطاعاً هُنا / كَ صارَ المُذَلَّلَ لِلمَجلِسِ
تَفَرَّدَ قَلبي فَما يَشتَبِك
تَفَرَّدَ قَلبي فَما يَشتَبِك / بِحُبِّ الظِباءِ وَبُغضِ السَمَك
وَلَم أَرَ لي فيهِما مُسعِداً / يُساعِدُني غَيرُ عَبدِ المَلِك
فَتىً يَنهَشُ الكِتفَ مِن ظَهرِها / وَلا يَتَعَرَّقُ بَطنَ الوَرِك
وَلا يَتَأَنّى لِشُعبِ الصُدوعِ / وَلَكِن بَصيرٌ بِصَدعِ الفَلَك
خَروقٌ جَهولٌ بِحَلِّ الإِزارِ / رَقيقٌ بَصيرٌ بِحَلِّ التِكَك
خَليلَيَّ بِاللَهِ لا تَحفِرا
خَليلَيَّ بِاللَهِ لا تَحفِرا / لِيَ القَبرَ إِلّا بِقُطرُبُّلِ
خِلالَ المَعاصِرِ بَينَ الكُرومِ / وَلا تُدنِياني مِنَ السُنبُلِ
لَعَلِّيَ أَسمَعُ في حُفرَتي / إِذا عُصِرَت ضَجَّةَ الأَرجُلِ
ثَقيلٌ يُطالِعُنا مِن أَمَم
ثَقيلٌ يُطالِعُنا مِن أَمَم / إِذا سَرَّهُ رَعفُ أَنفي أَلَم
لِطَلعَتِهِ وَخزَةٌ في الحَشا / كَوَقعِ المَشارِطِ في المُحتَجِم
كَأَنَّ الفُؤادَ إِذا ما بَدا / بِإِشفى إِلى كَبِدي يَنتَظِم
أَقولُ لَهُ إِذ أَتى لا أَتى / وَلا نَقَلَتهُ إِلَينا قَدَم
فَقَدتُ خَيالَكَ لا مِن عَمىً / وَصَوتَ كَلامِكَ لا مِن صَمَم
تَغَطَّ بِما شِئتَ عَن ناظِري / وَلَو بِالرِداءِ بِهِ تَلتَثِم
حَبيبي ظَلومٌ عَلَيَّ ضَنينُ
حَبيبي ظَلومٌ عَلَيَّ ضَنينُ / بِرَبّي عَلى ظُلمِهِ أَستَعينُ
يَعِزُّ عَلَيَّ وَلَكِنَّني / بِحَمدِ إِلَهي عَلَيهِ أَهونُ
فَيا لَيتَ شِعري أَمِن صَخرَةٍ / فُؤادُكَ هَذا الَّذي لا يَلينُ
يَقولُ إِذا ما اِشتَكَيتُ الهَوى / كَما يَشتَكي البائِسُ المُستَكينُ
أَفي النَومِ أَبصَرتَ ذا كُلَّهُ / فَخَيراً رَأَيتَ وَخَيراً يَكونُ
لأحسنُ من صائلٍ أحمرِ
لأحسنُ من صائلٍ أحمرِ / تسيلُ به حومةُ العسكرِ
ركوبٌ على أدهم بُكرةً / ووثبةُ شاةٍ على أشقر
خيولٌ من الراح ما عُرّقت / ليوم رهان ولم تضمر
براقعُها من سحيقِ الهجيرِ / ومن ياسمين وسيسنبر
معاشرُ تغدو بفرسانها / وما أُسرِجت لا ولم تؤتر
ذخائرُ كسرى لأولادهِ / وغرسُ كرامِ بني الأصفرِ
ولا تبكينّ على ناسكِ
ولا تبكينّ على ناسكِ / وإن ماتَ ذو طربٍ فابكهِ
ونك مَن لقيتَ من العال / مينَ فإنّ الحزامةَ في نيكِهِ
ولا تدعن نيكهُ جاهداً / فإن الندامةَ في تركهِ
على دمنةِ الدار لا تربع
على دمنةِ الدار لا تربع / ومن حذَرِ البينِ لا تجزع
إن بان إلفٌ فواصلُ سواهُ / ودع عنكَ كلّ فتىً ميلَع
بشُربِ المدامِ ونَيكِ القيان / ورشفِ رضابِ الرشا الأتلعِ
وفي مثل غزلانٍ فضلِ الربيع / عذاركَ فاخلعهُ ثم اخلع
دع الماءَ يشرق به شاربوهُ / ودونكَ راحَكَ فاسترضع
وكن رجلاً جامعاً للأمو / ر يزني ويلتاطَ في موضع
إذا لم تنك من ينيك الورى / فما أنتَ والفتك يا مدعي
وساعد أخاك على غيّه / وكلّ الذي سرّهُ فاصنع
وبالزور فاشهد له واحلفنَّ / عليهِ لدى الحكم المُقنع
وباهِت له الخصمَ حتّى يقولَ / قاضيكَ يا صدقً ذا المدعي
أخوكَ أخوكَ دواءُ العيونِ / فإن غابَ فاعذر لهُ واقنع
فإن ماتَ فانبشهُ من قبرهِ / وأكفانهُ جُعداً فانزِع
وصلّ عليهِ بلَعن عليهِ / وقُل قد ذهبتَ فلا ترجع
نصيحكَ فاقبل فهذا مقالُ / رجالِ زمانِكَ فاسمع وع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025