القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الحاجّ النُّمَيْري الكل
المجموع : 13
تَعَجَّبْتُ مِنْ ثَغْرِ هَاذِي الْبِلاَدِ
تَعَجَّبْتُ مِنْ ثَغْرِ هَاذِي الْبِلاَدِ / وَهَا أَنْتَ مِنْ عَيْنِهِ شَارِبُ
فَلِلَّهِ ثَغْرٌ أرى شَارِباً / وَعَيْنٌ بَدَا فَوْقَهَا حَاجِبُ
لَعَمْرُكَ مَا ثَغْرُهُ بَاسِمٌ
لَعَمْرُكَ مَا ثَغْرُهُ بَاسِمٌ / وَلَكِنَّهُ حَبَبٌ لاَعِبُ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ رِيقُهُ مُسْكِراً / لَمَا دَارَ مِنْ حَوْلِهِ الشَّارِبُ
وَحَمْراءَ فِي الكَأْسِ مَشْمُولَةٍ
وَحَمْراءَ فِي الكَأْسِ مَشْمُولَةٍ / تُحَثُّ عَلَى الْعُودِ فِي كُلِّ بَيْتْ
فَلاَ غَرْوَ أَنْ جَاءَنِي سَابِقاً / إِلَى الأُنْسِ حِبٌّ يَحُثُّ الكُمَيْتْ
أَقُولُ وَحُمَرَاءُ غَرْنَاطَةٍ
أَقُولُ وَحُمَرَاءُ غَرْنَاطَةٍ / تَشُوقُ النُّفُوسَ وُتُسْبِي المُهَجْ
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي وَطُول السُّرَى / أَرَتْنَا الوَجَى وَاشْتَكَتْ فِي العَرَجْ
وَمَا لِيَ فِي عَرَجٍ رَغْبَةٌ / وَلَكِنْ لأقْرَعَ بَابَ الفَرَجْ
وَلَمَّا اخْتَبَرْتُ ذَوَاتَ الْوَرَى
وَلَمَّا اخْتَبَرْتُ ذَوَاتَ الْوَرَى / تَعَجَّبْتُ مِنْ حُسْنِ ذَاتِ العِمَادِ
فَتِلْكَ الَّتِي لَمْ أَكُنْ مُبْصِراً / مَدَى عُمُرِي مِثْلَهَا فِي الْبِلاَدِ
سَقَى اللَّهُ بِالأَجْرَعِ الْفَرْدِ دَارَاً
سَقَى اللَّهُ بِالأَجْرَعِ الْفَرْدِ دَارَاً / لأَمْرٍ بِهَا الشَّوْقُ وَالْبَرْقُ ثَارَا
وَقَفْتُ بِهَا مُرْسِلاً عَبْرَةً / تُطِيلُ السَّحَائِبُ مِنْهَا اعْتِبَارَا
وَلَمْ أَرَ مِنْ قَبْلِ ذَا الدَّمْعِ مَاءً / يُؤَجِّجُ فِي الْقَلْبِ مِنِّيَ نَارَا
وَكَمْ ظَلْتُ فِيهَا أَنَا وَالنَّسِيمُ / غَدَاةَ التَّفَرُّقِ نَشْكُو ضِرَارَا
كَأَنَّ اللَّوَاحِظَ أَعْدَيْنَنَا / فَكُلُّ عَلِيلٍ يُدِيمُ اعْتِذَارَا
وَكَمْ جِئْتُهَا خَلْفَ بَرْقٍ لَمُوعٍ / كِلاَنَا لَعَمْرِيَ يَحْدُو الْقِطَارَا
وَفَوْقَ الرَّوَاجِلِ أَحْوَى الجُفُونِ / بِبُعْدٍ وَإِنْ ظَلَّ يُدْنِي مَزَارَا
حَكَى الظَّبْيَ لَحْظاً وَجِيداً وَفَرْعاً / وَبِالرَّغْمِ مِنْهُ حَكَاهُ نِفَارَا
وَلَمْ أَنسَ لاَ أَنْسَ يَوْمَ النَّوَى / ذَوَائِبَ فِي لَيْلِهَا الصَّبُ حَارَا
وَحُسْنَ الثُّغُورِ الَّتِي خِلْتُهَا / حُبَاباً عَلَى خَمْرَةِ الرِّيقِ دَارَا
وَقَالُوا هُوَ الدُّرُّ أَصْدَافُهُ / قِبَابٌ فَأَجْرَيْتُ دَمْعِي بِحَارَا
وَكَمْ بِالْحِمَى مِنْ غَزَالٍ رَعَى / بِنَجْدٍ فُؤَادِي وَخَلَّى الْعَرَارَا
وَشَمْسٍ تَوَارَتْ لَنَا بِالحِجَابِ / وَلَكِنْ حِجَاب قُلُوبِ الغَيَارَى
فَأَعْقَبَهَا اللَّيْلُ وَهْوَ القَتَامُ / يُقِلُّ السَّحَائِبَ وَهْيَ الْمَهَارَى
وَيَا مَنْ رَآنِي أَجِدُّ اصْطِبَاحاً / بِكَأْسِ الْغَرَامِ وَأَبْلَى اصْطِبَارَا
وَعَاطِلَةِ الْجِيدِ حَلَّيْتُهَا / بِشِعْرِي نِظَاماً وَدَمْعِي نِثَارَا
وَجَاهَرْتُ بِالْحُبِّ لَمَّا بَدَتْ / فَلَمْ أَرَ بَدْراً يُحِبُّ السِّرَارَا
وَقَالُوا حَكَى اللَّحْظَ مِنْهَا فُؤَادِي / صَدَقْتُمْ وَلَكِنْ حَكَاهُ انْكِسَارَا
فَيَا مُبلِياً عُمْرَهُ فِي الطِّعَانِ / كَفَتْكَ الطِّعَانَ قُدُودُ الْعَذَارَى
وَيَا كَاسِراً لِي جُفُونَ الظِّبَاءِ / كَفَى الحَّبَّ كَسْرُ الجُفُونِ احْوِرَارَا
وَمَا اشْتَعَلَ الرَّأْسُ مِنِّيَ شَيْباً / فَأَوْدَعَ إِلاَّ ضُلُوعِي السِّرَارَا
وَقَدْ نَبَتَتْ حَبَّةُ الْقَلْبِ فِي / خَمِيل مُسِيلِ الدُّمُوعِ ادِّكَارَا
لَعَمْرُ الْهَوَى وَالعُهُودِ الَّتِي / بِذِكْرِي لَهَا سَاكِنُ الْغَوْرِ غَارَا
لَقَدْ فَرَّقَ الْبَيْنُ إِلاَّ شُجُونِي / وَبَلَّتْ دُمُوعِي إلاَّ الأَوَارَا
وَأَرَّقَنِي وَالعُيُونُ هُجُوعٌ / حَمَامٌ كَقَلْبِي بِذِي الأثْلِ طَارَا
وَقَدْ هِجْتُهُ مِثْلَ مَا هَاجَنِي / فَأَبْكِي مِرَاراً وَيَبْكِي مِرَارَا
وَمِمَّا نَفَى النَّوْمَ عَنِّيَ بَرْقٌ / ظَنَنَّاهُ بَيْنَ الثَّنَايَا افْتِرَارَا
وَقَدْ أَعْجَزَ السُّحْبَ عَنْ بَذْلِهِ / فَتُهْدِي لُجَيْناً وَيُهْدِي نُضَارَا
لَحَا اللَّهُ قَلْبِيَ كَمْ ذَا الْهَوَى / وَقَدْ رَدَّ دَهْرِي شَبَابِي المُعَارَا
وَعَادَ نصُولاً بِطُولِ الْخِضَابِ / فَأَدْرَكَ فِي مُنْغِصِ الشَّيْبِ ثَارَا
أَرَى الطِّبَّ عَارَا وَلَوْ قُلْتُ آهاً / عَلَى زَمَنِ الْحَيْفِ لَمْ يَكُ عَارَا
رُبُوعٌ مَتَى تَرِبَتْ بِالْحَجِيجِ / جَعَلْنَا الشُّعُورَ عَلَيْهَا شِعَارَا
مِنَ المُوقِدَاتِ جِمَارَ الْهَوَى / إِذَا مَا رَمَى الصَّبُّ فِيهَا الْجِمَارَا
سَفَكْنَا الدُّمُوعَ بِهَا وَالدِّمَا / فَرَاقَتْ خُدُودُ البِطَاحِ احْمِرَارَا
وَلِلَّهِ جمْعٌ وَجَمْعِي بِهَا / لِشَمْلِ المُحِبِّينَ أمْسَوْا حَيَارَى
وَمَوْقِفُنَا وَالدُّجَى مسْكَةٌ / فَكَفُّ الصَّبَاحِ تَزِيدُ انْتِشَارَا
وَقَدْ فَجَّرَ الفجر نَهْرَ النَّهَارِ / فَغَاصَتْ حَصَى الشُّهْبِ فِيهِ جِهَارَا
أَأُمَّ القُرَى هَلْ لِبَذْلِ الْقِرَى / سَبِيلٌ فَمَا غِبْتُ عَنْكِ اخْتِيَارَا
وَلَكِنْ ذُنُوبِي أَطَلْنَ انْتِزَاحِي / وَصَيَّرْنَ أَيَّامَ أُنْسِي قِصَارَا
وَكَمْ حجَّةٍ أَصْبَحَتْ حُجَّةً / عَلَيَّ فَلَمْ تُجْدِ إِلاَّ اعْتِذَارَا
بِنَفْسِيَ رَكْبٌ بِبَرْحِ الْهَوَى / تَرَاهُمْ سُكَارَى وَمَا هُمْ سُكَارَى
صَحِبْتُهُمُ وَالدُّجَى فَاحِمٌ / فَأَشْعَلْتُ وَجْدِي حَتَّى اسْتَنَارَا
فَلِلَّهِ عَيْنُ امْرِىءٍ أَبْصَرَتْ / رَوَاحِلَهَا فِي بُرَاهَا تَبَارَى
طَوَالَعَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ / بِشَعْثٍ تَمُدُّ الأَكُفَّ افْتِقَارَا
أَهِلَّة سَيْرٍ تُسَمَّى مَطَايَا / بِأَفْلاَكِ أُفْقٍ تُسَمَّى قِفَارَا
وَلَمَّا أَتَيْنَا نَؤُمُ العَقِيقَ / جَرَى كَاسْمِهِ دَمْعُ عَيْنِي ابْتِدَارَا
وَأَسْرَى إِلَى الْحَرَّةِ الصَّبُّ يَطْوِي / عَلَى الوَجْدِ فِيهَا ضُلُوعاً حِرَارَا
وَأَنْضَيْتُ ثَوْبَ الْهَوَى إِذْ دَنَا / إِليَّ النَّقَا وَالْتَمَسْتُ الدِّيَارَا
وَعِنْدَ المُصَلَّى أَعَدْتُ الصَّلاَةَ / عَلَى الْمُصْطَفَى وَالْتَثَمْتُ الجِدَارَا
وَأَقْبَلْتُ أُهْدِي بِبَابِ السَّلاَمِ / إِلَيْهِ سَلاَماً وَأُبْدِي الوَقَارَا
وَقُلْتُ أَيَا نَفْسِي لاَ تَجْزَعِي / وَلاَ تَسْأَمِي لِلْخَلاَصِ انْتِظَارَا
فَإنَّ الشَّفَاعَةَ قَدْ أُوْجِبَتْ / لِكُلِّ امْرِىءٍ ذَلِكَ القَبْرَ زَارَا
وَهَذَا النَّبِيُّ الكَرِيمُ الَّذِي / يُقِيلُ العِثَارَ وَيَرْعَى الْجِوَارَا
رَسُولٌ أَتَى رَحْمَةً لِلْوَرَى / عَلَى حِين خَافُوا بَوَاحاً بَوَارَا
رَفِيعُ الْمَنَاسِبِ عَماً وَخَالاً / مَنِيعُ الجَوَانِبِ أَهْلاً وَجَارَا
نَمَتْهُ إِلَى الْغُرِّ مِنْ هَاشِمٍ / مَحَاتِدُ طَالَتْ وَطَابَتْ نِجَارَا
وكُثْرُ المَعَالِي إِذِ المَجْدُ نَزْرٌ / إِذَا زَهْرَةُ الْحَمْدِ أَعْلَتْ فَخَارَا
وَقَدْ رَحِمَ اللَّهُ أَرْحَامَهَا / بِنُورٍ أَضَاءَ وَمَا إِنْ تَوَارَى
فَلَوْ زَارَهُ الْبَدْرُ بَانَ لَهُ / مِنَ الشَّمْسِ عَنْهُ القُصُورُ اضْطِرَارَا
شَفِيعٌ إِذَا النَّارُ نَارُ الْجَحِيمِ / أَقَامَتْ شَرَاراً وَلَفَّتْ شَرَارَا
وَلَوْلاَ حَيَا الْغَيْثِ أَضْحَتْ هَشِيماً / خَمَائِل زَهْرٍ شَذَاهَا اسْتدَارَا
لِمَوْلِدِهِ جَلَّ مِنْ مَولْدٍ / خَبَتْ نَارُ فَارِسَ وَالْمَاءُ غَارَا
وَإِيوَانُ كِسْرَى تَدَاعَى سُقوطاً / فَأَبْدى انْكِسَاراً وَذَلَّ افْتِقَارَا
وَحُقَّ لِذِي العَقْلِ حُسْنُ افْتِكَارٍ / إِذَا مَا أَبَى الْعَقْلُ إِلاَّ افْتِكَارَا
وَلاَحَتْ لآِمِنَةٍ أُمِّهِ / قُصُورٌ بِبُصْرَى تَرَاءَتْ قَرَارَا
وَيَا حُسْنَهَا بَعْدَ إِذْ جَاءَهَا / يُصَاحِبُ فِي البِيدِ قَوْماً تجَارَا
وَأَرْخَتْ سُتُوراً عَلَيْهَا الغَمَامُ / تَمَارَى بِمَكَّةَ مَنْ قَدْ تَمَارَى
وَشُقَّ لَهُ الْبَدْرُ نِصْفَيْنِ لَمَّا / تَمَارَى بِمَكَّةَ مَنْ قَدْ تَمَارَى
وَصُبْحاً أَشَارَ لأَصْنَامِهَا / فَظَلَّتْ سَوَاقِطَ لَمَّا أَشَارَا
وَأَلْقَى أَنَامِلَهُ فِي الإنَاءِ / فَأَنْبَعَ مِنْهَا مِيَاهاً غِزَارَا
وَلَوْ فَاضَ حِسًّا كَمَا فَاضَ مَعْنىً / نَدَاهُ لَفَاقَ الْبِحَارَ انْفِجَارَا
هُوَ القَاتِلُ الْمَحْلَ لَمَّا دَعَا / فَصَيَّرَ فِي الغَابِرِينَ الغِبَارَا
وَأَرْسَلَهَا فِي بُرُودِ النَّسِيمِ / جَوَارِيَ سُحْبٍ هَوينَ ابْتِكَارَا
وَحَنَّ لَهُ الْجِذْعُ يَوْمَ النَّوَى / حَنِينَ الرَّوَاحِلِ تَحْوِي العِشَارَا
وَجَاءَتْ لَهُ الشَّجَرُ الْعَادِيَاتُ / تَجُرُّ عُرُوقاً مُلِئْنَ ثِمَارَا
وَلَمَّا قَضَتْ حَقَّهُ أَسْرَعَتْ / بِرُجْعَى امْتِثَالاً لَهُ وَائْتِمَارَا
وَسَلَّمَ حَبراً عَلَيْهِ الحِجَارُ / فَأَبْهَجَ أَهْلَ الحِجَا وَالحِجَارَا
وَسَبَّحَ فِي الكَّفِّ مِنْهُ الحَصَا / فَمَا كَفَّ لَكِنْ أَخَا الْبِرَّ بَارَى
أَجِزْنِي بَوَصْلٍ عَلَى مِدْحَتِي
أَجِزْنِي بَوَصْلٍ عَلَى مِدْحَتِي / فَلِي فِيكَ مَدْحٌ يُدَوِّي عَزِيزَا
وَإِنْ كُنْتَ لِي فِي الْوَرَى مَالِكاً / فَمَا مَالِكٌ مِثْلُهَا لَنْ يُجِيزَا
أَيَا رَوْضُ بِالزَّهْرِ غِبَّ الحَيَا
أَيَا رَوْضُ بِالزَّهْرِ غِبَّ الحَيَا / سَأَلْتُكَ وَالْقُضْبُ أَنَّى تَمِيلُ
أَعِدْلِي النَّسِيمَ الَّذِي شَاقَنِي / فَسُنَّتُنَا أَنْ يُعَادَ العَلِيلُ
جَمَالُ الدِّينِ للإقْرَاءِ يَعْلُو / أَسِرَّتَهُ إِذَا اصْطَفَّ الرِّجَالُ
نَسِيمُ الصَّبَا جَاءَهُ سَائِلاً
نَسِيمُ الصَّبَا جَاءَهُ سَائِلاً / بِطَلِّ الحَيَا فَارْتَضَى وَصْلَهُ
وَأَوْدَعَهُ الرَّوْضُ أَنْفَاسَهُ / فَأَضْحَى عَلِيلاً فَضَاعَتْ لَهُ
حُصُونُ الكِرَامِ صُدُورُ العَوَالِي
حُصُونُ الكِرَامِ صُدُورُ العَوَالِي / وَخَيْلٌ تَنَاقَلُ مِثْلُ السُّعَالِ
وَبِيضُ سُيُوفٍ غَدَتْ تَخْتَلِي / بِهَا الهَامَ أَيْدِي الرِّجَالِ الطِّوَالِ
وَلَيْسَ مَنَالُ العُلاَ هَيِّناً / وَلَكِنَّهُ الدَّهْرَ صَعْبُ المَنَالِ
سَمَاحٌ بِمَالِكَ يَوْمَ النَّدَى / وَجُودٌ بِنَفْسِكَ يَوْمَ النِّزَالِ
وَسَيْفُكَ لِلظَّعَنِ في مَعْرَكٍ / يُنَسِّيكَ عَرْكَ الرَّحَى بِالثِّفَالِ
وَضَرْبٌ كَمِثْلِ حَوَاشِي الرِّدَاءِ / وَأَرْشِيَة رُمِيَتْ عَنْ سِجَالِ
وَخَوْضُكَ فِي غَمَرَاتِ النَّجِيعِ / بِجُرْدٍ يَعَابِيبَ رُحْبَ المَجَالِ
وَمَنْ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا فَلْيَكُنْ / مَعَ الغِيدِ فِي الحَيِّ تَحْتَ الحِجَالِ
وَلاَ يَقْرَبِ الحَيَّ إِنْ أَيْقَظُوا / بِشَعْوَاءَ تَفْجَأُ أَهْلَ الحَلاَلِ
وَجَيْشٍ يَجُرُّ ذُيُولَ الفِجَاجِ / سِرَاعٌ فَوَارِسُهُ لِلْقِتَالِ
مِنَ الطَّالِعِينَ بِحُمْرِ المَنَايَا / طِوَالِ السَّوَاعِدِ غُبْر السِّبَالِ
تَكِلُّ السُّيُوفُ وَمَا تَشْتَكِي / عَزَائِمُهُمْ فِي الوَغَى بِالكَلاَلِ
أَعَارِبُ تُعْرِبُ عَنْ أَنْفُسٍ / مُعَذَّبَةٍ فِي طِلاَبِ المَعَالِي
وَمَا عَرَفَ المَجْدَ مَنْ لَمْ يُقِلْ / بِأَسْيَافِهِ عَثَرَاتِ اللَّيَالِي
كَمَا فَعَلَ الغُرُّ أَبْنَاءُ نَصْرٍ / شُمُوسُ الهُدَى وَبُدُورُ الكَمَالِ
جَحَاجِحَةٌ قَادَةٌ ذَادَةٌ / حُرُوبُهُمُ لَقِحَتْ عَنْ حُبَالِ
تُحَادِثُ أَرْوَاحَ أَعْدَائِهِمْ / سُيُوفٌ لَهُمْ حَودِثَتْ بِالصِّقَالِ
مُقِيمُونَ سَوقَ الطِّعَانِ الَّذِي / بِهِ عَالَجَ المَوْتُ خَلْعَ النِّعَالِ
وأَمْضَاهُمُ عَزْمَةً فِي الوَغَى / هُمَامٌ تَعَوَّدَ بَرْحَ الصِّيَالِ
مُحَمَّدٌ المُرْتَضَى لِلَّتِي / أَفَاضَتْ عَلَى الكَوْنِ نُورَ الجَمَالِ
وَبِالرَّغْمِ دَوَّخَ أَرْضَ العِدَى / فَعَوَّضَ وَابِلَهَا بِالوَبَالِ
وَمَدَّ الخُطَى فِي رِمَالِ لَهَا / بِجَيْشٍ يُكَاثِرُ عَدَّ الرِّمَالِ
وَجَاسَ خَلاَلَ الدِّيَارِ الَّتِي / تَعَاظَمُ فِيهِنَّ حَوْسُ الخِلاَلِ
وَفِي الحَرْبِ خَاضَ غِمَارَ المَنَايَا / فَنَجَّاهُ رَبٌّ شَدِيدُ المِحَالِ
وَإِنَّ ابْنَ يُوسُفَ مَلْكٌ حَوَى / فَضَائِلَ تُنْظَمُ مِثْلَ اللآلي
خَلِيفَةُ رَبِّ العِبَادِ الَّذِي / لَهُ أَسْعُدٌ أَبْلَغَتْ فِي اقْتِبَالِ
مِنَ الغُرِّ يَأْوِي إِلَى شَاهِقٍ / عَلَى الشُّهْبِ أَظْهَرَ كُلَّ التَّعَالِي
نَمَتْهُ الأَعَاظِمُ مِنْ خَزْرَجٍ / كَرِيمِ الفِعَالِ كَرِيمِ الخِلاَلِ
وَمَا يَحْسُنُ الفَخْرُ بِالقَوْلِ إِنْ / يَكُ القَوْلُ إِذْ ذَاكَ فَوْقَ الفِعَالِ
وَقَدْ أَعْجَزَ السُّحْبَ عَنْ جُودِهِ / فَأَدْمُعُهَا لَمْ تَزَلْ فِي انْهِمَالِ
وَمَا مُطِلَ السَّائِلُونَ اللُّهَى / وَلَوْ سَكَتُوا جَادَ قَبْلِ السُّؤَالِ
وَمَا يَرْتَضِي الحُرُّ أَخْذاً لِرِفْدٍ / إِذَا كَانَ يُؤْخَذُ بَعْدَ المِطَالِ
مُنِيلٌ نَدَاهُ لِمَالٍ وَجَاهٍ / إِذَا عَزَّ نَيْلٌ لِجَاهٍ وَمَالِ
أَمَوْلاَيَ خُذْهَا نَتِيجَةَ حُبٍّ / بِمَدْحِكَ تَسْبِي عُقُولَ الرِّجَالِ
وَأَقْبِلْ عَلَيْهَا بِوَجْهِ القَبُولِ / وَوَالِ التَّفَضُّلَ يَا خَيْرَ وَالِ
وَدَامَ لَكَ الفَتْحُ وَالنَّصْرُ مَا / أُدِيمَ لِمَكَّةَ شَدُّ الرِّحَالِ
رَعَى اللَّهُ نَجْداً وَحَيَّا الخِيَامَا
رَعَى اللَّهُ نَجْداً وَحَيَّا الخِيَامَا / وَإِنْ هِيَ هَاجَتْ لِقَلْبِي غَرَامَا
وَرَوَّى بِعَيْنِينِ مِنْ دَمْعِ عَيْنِي / وَصَوْبِ السَّحَائِبِ دَارَيْ أَمَامَا
وَقَدَّسَ دُونَ الحِمَى أَرْبُعا / حَمَتْ مُقْلَتِي أَنْ تَذُوقَ المَنَامَا
وَبِالأَجْرَعِ الفَرْدِ مِنْ حَاجِرٍ / مَنَازِلُ هَامَتْ بِمَنْ فِيهِ هَامَا
وَقَفْتُ عَلَيْهَا أَنَا وَالنَّسِيمُ / سَقِيمَيْنِ هَذَا وَذَا قَدْ تَرَامَى
كَأَنَّ اللَّوَاحِظَ أَعْدَاؤُنَا / فَكُلُّ الثَّلاَثَةِ تُبْدِي سَقَامَا
وَدُونَ الغَضَا جِيرَةٌ خِلْتُهُمْ / يشبُّونَهُ بِفُؤَادِي ضِرَامَا
وَغِيد لَدَى الحَيِّ عَارَضْنَنَا / وَمَا عَرَفَ اللَّثْمُ إِلاَّ اللِّثَامَا
وَرَاقَ الكَلاَمُ فَيَا لَيْتَ لَوْ / جَعَلْنَ مَكَانَ العُقُودِ الكَلاَمَا
أَزَاهِرُ حُسْنٍ بِرَوْضِ الصِّبَا / فَتَقْنَ الهَوَادِج عَنْهَا كِمَامَا
وَفَاتِنَةٌ إِنْ تَشَأْ يَوْمَ طَعْنٍ / رَمَتْ كُلَّ رُمْحٍ وَهَزَّتْ قَوَامَا
مِنَ السَّالِبَاتِ عُقُولَ الرِّجَالِ / عَلَى سُرْعَةِ الحُبِّ مَاتُوا كِرَامَا
إِذَا مَا أَرَادَتْ بِنَا نَشْوَةً / سَقَتْنَا شَمَائِلَهَا لاَ المُدَامَا
وَقَالُوا حَكَى الخَصْرَ مِنْهَا فُؤَادِي / صَدَقْتُمْ وَلَكِنْ حَكَاهُ انْعِدَامَا
وَمِمَّا أَثَارَ لِيَ الوَجْدَ بَرْقٌ / ظَنَنَّاهُ بَيْنَ الثَّنَايَا ابْتِسَامَا
وَنَفْحَةُ رِيحٍ أَتَتْ مِنْ زَرُودٍ / بِهَبَّتِهَا الرَّكْبُ مَاتُوا هُيَامَا
إِلَى اللَّه أَشْكُو وَإِنَّ العَذَابَ / عَذَابُ التَّفَرُّقِ مَاتُوا كِرَامَا
وَكَالْقَلْبِ مِنِّي بِذِي البَانِ طَارَتْ / مُطَوَّقَةٌ قَدْ رَعَتْ لِي ذِمَامَا
وَقَدْ هَيَّجَتْنِي وَهَيَّجْتُهَا / فَأَبْكِي حَمِيماً وَتَبْكِي حِمَامَا
وَقَدْ تَعِبَ الغُصْنُ مَا بَيْنَنَا / فَيَهْفُو وَرَاءً وَتَهْفُوا أَمَامَا
وَعَرَّسَ بِالجَفْنِ رَكْبُ السُّهَادِ / فَمَا سَارَ لَكِنْ أَطَالَ المُقَامَا
وَمَا الدَّمْعُ عَذْبٌ وَلَكِنَّهُ / عَلَى مَوْرِدِ الدَّمْعِ وَالَى ازْدِحَامَا
وَحَقِّ الهَوَى وَالزَّمَانِ الَّذِي / هُوَ القَصْدُ لِلصَّبِّ لَوْ كَانَ دَامَا
لَقَدْ بَلَّلَ الدَّمْعُ إِلاَّ غَلِيلِي / وَأَنْأَى التَّفَرُّقُ إِلاَّ الهُيَامَا
وَقَدْ عِيلَ صَبْرِي وَيَا رُبَّ صَبْرٍ / جَعَلْتُ لَهُ مِسْكَ لَيْلَي خِتَامَا
بِنَفْسِي حَبِيبٌ أَطَالَ انْتِزَاحِي / وَأَسْهَرَنِي طُولَ لَيْلِي وَنَامَا
هُوَ الحُبُّ جَدَّ بِنَا هَازِلاً / بِيَ الدَّهْر قلْ لِي هَوَانِي عَلَى مَا
وَيَا عَاذِلَ الصَّحْبِ كُنْ رَاحِماً / وَإِلاَّ فَابْدِلْ لِيَ المِيمَ لاَمَا
عَجِبْتُ لِبَرْقٍ مِنَ الشَّوْقِ مَا إِنْ / يَغِبُّ وَمِيضاً إِذَا البَرْقُ شَامَا
وَسُحْبٍ مِنَ الدَّمْعِ قَدْ أَنْبَتَتْ / بِجَنْبِي قَتَاداً وَرَأْسِي ثَغَامَا
لَحَى اللَّهُ مِثْلِي أَيَرْضَى الهَوَى / وَمَا صَنَعَ الوَجْدُ عَامَا فَعَامَا
وَقَدْ حَالَ حَالُ الحَبِيبِ الَّذِي / مَحَبَّتُهُ الدَّهْرَ كَانَتْ لِزَامَا
وَأَدْبَرَ لَيْلُ الشَّبَابِ الَّذِي / عَهِدْتُ بِهِ لِلتَّصَابِي اكْتِتَامَا
وَقَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ صُبْحُ المَشِيبِ / لِغَيْرِ امْرِىءٍ عَنْ هَوَاهُ تَعَامَى
وَكَمْ حَجَّةٍ لِيَ قَدْ أَصْبَحَتْ / تَحجُّ خَصِيماً بِهَا ما اسْتَقَامَا
فَاهاً عَلَى الخيفِ آهاً وآهاً / وَطِيبِ النَّعِيمِ بِعَرْفِ النُّعَامَا
وَمَا فِي مِنىً مِنْ مُنىً أَيْقَظَتْ / عُيُونَ الزَّمَانِ وَكَانَتْ نِيَامَا
وَكَمْ لِيَ فِي مَكَّةٍ مِنْ عُهُودٍ / نَشَدْتُ بِهَا زَمْزَماً وَالمَقَامَا
أَلَهْفِي وَقَدْ بَانَ عَنِّي الحَطِيمُ / فَلاَ كَانَ جَمْعِي لِدُنْيَا حُطَامَا
كَأَنِّيَ لَمْ أَصْحَبِ الرَّكْبَ وَهْناً / مُطِيلاً لِطيبِ النَّسِيمِ انْتِسَامَا
بِعُوجٍ ضَوَامِرَ مِثْلِ القِسِيِّ / تُسَرَّدُ لِلْبِيدِ مِنَّا سِهَامَا
وَفِتْيَانِ صِدْقٍ إِذَا مَا سَرَوْا / أَثَارُوا إِدِّكَاراً وَخَلُّوا زِمَامَا
تَرَاهُمْ سُكَارَى كَأَنَّ الصَّبَا / أَدَارَتْ عَلَيْهِمْ مُدَامَا مُدَامَا
وَدَائِمَةِ السَّيْرِ أَرْمِي بِهَا / أَمَامَ الحُدَاةِ عِرَاقاً وَشَامَا
وَمِنْ أَجْلِ قَصْدِي لِبَيْتٍ حَرَامٍ / خَلَعْتُ المَنَامَ عَلَيْهَا حَرَامَا
وَكم هَاجَتِ الشَّوْقَ بِالمُنْحَنَى / فَفِي مِثْلِهِ مِنْ ضُلُوعِي أَقَامَا
وَشَامَتْ عَلَى بَارِقٍ بَارِقاً / سَدَى الخَدَّ مِنِّي وَحَلَّى الحِزَامَا
وَحَيْثُ العَقِيقُ وَقَدْ صُغْتُهُ / مِنَ الدَّمْعِ وَالَى عَلَيْهِ انْسِجَامَا
وَلاَحَتْ قُبَا وَالنَّخِيلُ الَّتِي / يُطِيلُ النَّسِيمُ لَهُنَّ انْتِشَامَا
كَمِثْلِ العَرَائِسِ حَلَّيْتُهَا / بِدَمْعِي نِثَاراً وَشِعْرِي نِظَامَا
وَبَانَ البَقِيعُ الَّذِي كَانَ وَارَى / مِنَ الطَّيِّبِينَ عِظَامَا عِظَامَا
وَلاَحَتْ بُدُورٌ تُسَمَّى وُجُوهاً / بِأُفْقِ سَمَاءٍ تُسَمَّى خِيَامَا
وَجِئْتُ لأَدْخُلَ بَابَ السَّلاَمِ / فَأُسْمِعْتُ قِيلاً سَلاَماً سَلاَمَا
وَزُرْتُ النَّبِيَّ الكَرِيمَ الَّذِي / بِرَوْضَتِهِ قَدْ جَمَدْتُ احْتِشَامَا
أَجَلُّ النَّبِيئِينَ وَالرُّسْلِ طُرًّا / وَخَيْرُهُمُ أُمَّةً وَائْتِتَامَا
نَمتهُ بهاليل من هاشم / وَزَهْرُهَ أَزْهَرَ نَدْباً هُمَامَا
لِمَوْلِدِهِ قَدْ أَضَاءَ الدُّجَى / وَإِيوَانُ كِسْرَى أَرَاهُ انْهِزَامَا
وَفِي أَوَّلِ الأَمْرِ يَدْرِي اللَّبِيب / بَقَاءً لِدَوْلَتِهِ وَانْصِرَامَا
كَأَنَّ الشَّرَارِيفَ هَامُ العِدَا / بَرَتْهَا السُّيُوفُ فَلَمْ تُبْقِ هَامَا
وَمَاءُ البُحَيْرَةِ لِلْفُرْسِ غَاضَ / وَأُطْفِئَتِ النَّارُ دَامَتْ دَوَامَا
كَأَنَّ الَّذِي غَاضَ مِنْ مَائِهِمْ / بِنَابِعِهِ هَيْكَلُ النَّارِ عَامَا
وَإِلاَّ فَنَارُهُمُ انْتَقَلَتْ / لأَضْلُعِهِمْ حَسْرَةً واغْتِمَامَا
وَقَدْ عُوِّضُوا المَاءَ بِالدَّمْعِ كَيْ / يُزِيلَ الأَوَامَ فَزَادَ الأَوَامَا
وَرَامُوا انْطِفَاءً لِنَارِ الشُّجُونِ / فَمَا زَادَهَا الدَّمْعُ إِلاَّ احْتِدَامَا
لَطِيْفَةُ سِرِّ الجَمَالِ الَّذِي / بِبَهْجَتِهِ الكَوْنُ رَاقَ ابْتِسَامَا
وَلَوْلاَهُ مَا كَانَ هَذَا الوُجُودُ / وَلاَ انْقَسَمَ الحُسْنُ فِيهِ انْقِسَامَا
وَلاَ ارْتَسَمَتْ فِي طُرُوسِ العُقُولِ / حُرُوفُ الحَقَائِقِ مِنْهُ ارْتِسَامَا
لَهُ القَمَرُ انْشَقَّ فِي مَكَّةٍ / كَقَلْبِ العَدُوِّ الَّذِي فِيهِ لاَمَا
وَلَكِنْ هَذَا عَرَاهُ انْضِمَامٌ / وَمَا انْضَمَّ قَلْبُ العَدوِّ انْضِمَامَا
وَلَمَّا دَعَا اللَّهَ جَادَتْ سَحَابٌ / بِوَدْقٍ تَخَلَّلَ مِنْهَا رُكَامَا
وَأَلْحَفَهَا فِي مَلاَءِ النَّسِيمِ / جَوَارِيَ مُزْنٍ تَبَارَتْ سِجَامَا
وَقَدْ قَتَلَ المَحْلَ سَيْفُ البُرُوقِ / وَوَالَتْ عَلَيْهِ الغَوَادِي اقْتِحَامَا
كَنَبْعِ أَنَامِلِهِ قَدَّمَتْ / إِلَى العَدَدِ الجَمِّ مِنْهَا جَمَامَا
وَفِي الشَّامِ قَدْ ظَلَّلَتْهُ الغَمَامُ / فَيَا شَرَّفَ اللَّهُ تِلْكَ الشَّآمَا
سَرَتْ بَيْنَ شَمْسَيْنِ كِلْتَاهُمَا / بِنُورٍ وَهَدْيٍ يَسُرُّ الأَنَامَا
وَلَكِنَّ ذَاتَ النَّبِيِّ الشَّرِيفِ / مِنَ الشَّمْسِ أَجْلَى وَأَعْلَى مَقَامَا
وَقَلَّلَ فِي النَّاسِ عَدَّ الطَعَامِ / وَكَثَّرَ بِاللَّمْسِ مِنْهُ الطَّعَامَا
وَحَنَّ لَهُ الْجِذْعُ مِنْ فُرْقَةٍ /
وَلَوْ أَوْرَقَ الجِذْعُ مِنْ فَرْحَةٍ / لأَوْرَقَ لَما رَآهُ الْتِزَامَا
وَلَكِنَّهُ فِي جِنَانِ الخُلُودِ / سَيُورِقُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مَا
وَيَا لَكَ مِنْ عَاقِبٍ حَاشِرٍ / يُطِيلُ بِحَبْلِ الإِلهِ اعْتِصَامَا
لأَنْصَارِهِ الفَخْرُ جَدَّ الْتِحَافاً / بِزُهْرِ النُّجُومِ وَجَلَّ الْتِحَامَا
هُمُ مَا هُمُ وَالقَنَا شُرَّعٌ / بِحَيْثُ الحِمَامُ يَدُعُّ الحِمَامَا
هُمُ مَا هُمُ وَالشَّرَى ظَامِىءٌ / إِذَا الأَرْضُ بالمَحْلِ عَادَتْ قَتَامَا
وَلِلَّهِ سَعْدٌ وَمَنْ عَادَهُ / رَسُولُ الإلهِ وَأَبْدَى إِلاَّ احْتِرَامَا
وَقَدْ قَالَ قُومُوا لِسَيِّدِكُمْ / فَلاَ شَخْصَ فِي القَوْم إلاَّ وَقَامَا
وَلِلَّهِ قَيْسُ الكِرَامِ ابْنُهُ / أَمِيرٌ سَمَا هِمَّةً وَاهْتِمَامَا
هما المنتجان لخَيْرِ المُلُوكِ / ضِخَاماً تَفُوقُ المُلُوكَ الضِّخَامَا
بِأَنْدَلُسٍ أَثَّلُوا دَوْلَةً / لأَرْكَانِهَا السَّعْدُ وَالَى اسْتِلاَمَا
بَنُو نَصْرٍ النَّاصِرُونَ الأُلَى / مِنَ الكَافِرِينَ أَطَالُوا انْتِقَامَا
وَوَالُوا بِبِيضِ الظُّبا وَالعَوَالِي / ضِرَاباً فُرَادَى وَطَعْناً تَوَامَا
هُمُ القَوْمُ أَفْضَلُهُمْ يُوسُفٌ / إِمَامٌ صُعُود السُّعُودِ اسْتَدَامَا
وَمِنْ بَعْدِهِ خَيْرُ أَمْلاكِهِمْ / مُحَمَّدٌ الصَّعْبُ فِيهِمْ مَرَامَا
أَجَلُّ السَّلاَطِينِ شَرْقاً وَغَرْباً / وأَصْدَقَهُمْ فِي الحُرُوبِ الْتِزَامَا
إِذَا مَا شَكَتْ خَيْلُهُ غُلَّةً / أَرَاقَ المِيَاهَ وَسَلَّ الحُسَامَا
نَوَالٌ كَمَا بَاكَرَتْ دِيمَةٌ / فَوَشَّتْ أَبَاطِحَهَا وَالأَكَامَا
وَبَأْسٌ كَمَا لَفَحَتْ جَمْرَةٌ / مِنَ القَاضِيَاتِ تَزِيدُ اضْطِرَامَا
وَحِلْمٌ لَوِ الخَمْرُ شِيبَتْ بِهِ / لَمَا أَسْكَرَتْ بِالكُؤُوسِ النَّدَامَى
هُمَامٌ كَرِيمٌ أَنَالَ اللُّهَى / وَجَهَّزَ لِلْحَرْبِ جَيْشاً لُهَامَا
وَخَاصَمَ بِالسَّيْفِ فِي حَقِّهِ / فَيَا فَوْزَهُ عِنْدَ ذَاكَ احْتِكَامَا
وَلَمْ تَرَ عَيْنِي كَمِثْلِ السُّيوفِ / مُخَاصَمَةً إِنْ أَرَادَتْ خِصَامَا
وَقَدْ غَابَ فِي الغَرْبِ مِثْلَ النُّجُومِ / وَلَكِنَّهُ عَادَ بَدْراً تَمَامَا
وَصَيَّرَ غَرْنَاطَةَ المُلْكِ نُوراً / وَكَانَتْ بِجُورٍ وَظُلْمٍ ظَلاَمَا
هُوَ البَحْرُ لَكِنْ لَهُ الدُّرُّ مِنْ / كَلاَمٍ يَفُوقُ العُقُودَ انْتِظَامَا
هُوَ البَدْرُ لَكِنْ لَهُ الأُفْقُ مِنْ / بِسَاطٍ يُسَامِي وَمَا إِنْ يُسَامَى
بِسَاطٌ شَرِيفٌ تَوَدُّ النُّجُومُ / حُلُولاً بِهِ مَا ثِلاتٍ قِيَامَا
يُلاَمُ عَلَى الجُودِ لَكِنَّهُ / مَلاَمٌ يُفِيدُكَ أَنْ لاَ يُلاَمَا
عَجِبْتُ لِكَفِّ لَهُ وَهُوْ نَارٌ / لَدَى حَرْبِهِ كَيْفَ أَبْقَتْ ضِرَاما
إِمَامٌ حَمَى الدِّينَ مِنْ بَعْدِ أَنْ / رَأَى مِنْ عِدَاهُ الطُّغَاةِ اهْتِضَامَا
وَعَادَ بِهِ مَوْلِدُ المُصْطَفَى / يُقَامُ وَحُقَّ لَهُ أَنْ يُقَامَا
أَعَدَّ لَهُ مَشْوَراً خِلْتُهُ / سَمَاءً مَنِ احْتَلَّهَا لَنْ يُضَامَا
تُنُوبُ الشُّمُوعُ مَنَابَ النُّجُومِ / بِهِ وَالوُجُوهُ تَبَدَّتْ وَسَامَا
كَمَا نَابَ وَجْهُ الإمَامِ ابنِ نَصْرٍ / عَنِ القَمَرِ التَّمِّ هَابَ الإِمَامَا
وَقُلْتُ هُوَ الغَابُ قَدْ حَلَّهُ / مَعَ الشِّبْلُ لَيْثٌ عَنِ الشِّبْلِ حَامَا
وَمَا الشِّبْلُ إِلاَّ أَمِيرٌ نَجِيبٌ / وَمَا اللَّيْثُ إِلاَّ إِمَامٌ تَسَامَى
وَفَرْعٌ كَرِيمٌ وَأَصْلٌ زَكِيٌّ / لِشَمْلِهِمَا المُلْكُ أَبْدىَ التئامَا
وَيَا لَكَ مِنْ مَشْوَرٍ أُفْقُهُ / بِدُخْنَةِ عَنْبَرِهِ قَدْ أَغَامَا
بِهِ قُبَّةُ النَّصْرِ مَشْهُودَةٌ / وَتِلْكَ الَّتِي قُرْبُهَا لَنْ يُرَامَا
تَطَلَّعَ مِنْهَا إِمَامٌ شُجَاعٌ / أَقَامَ الحُرُوبَ لِمَنْ كَانَ قَامَا
وَأَنْهَدَ مِنْهَا لأَهْلِ الخِلاَفِ / جُيُوشاً كَمَوْجِ البِحَارِ التِطَامَا
فَسُرْعَانَ مَا فَرَّقَتْ شَمْلَهُمُ / وَسَامَتْهُمُ بِالسُّيُوفِ انْهِزَامَا
وَقَدْ أَخْفَرُوا عَهْدَ خَيْرِ المُلُوكِ / وَمَنْ يَخْفِرِ العَهْدَ يَلْقَ أَثَامَا
وَمِنْ عَهْدِ سَعْدٍ وَنَصْرٍ مَعاً / لِمَنْ أَنْجَبَا السَّعْدُ والنَّصْرُ دَامَا
أَمَوْلاَيَ خُذْهَا تَرُوقُ افْتِتَاحاً / بِمَدْحِ الرَّسُولِ وَتَزْهَى اخْتِتَامَا
مِنَ العَاطِرَاتِ الشَّذَى خِلْتُهَا / خَمِيلَةَ زَهْرٍ أَظَلَّتْ نَدَامَا
وَمَنْ يَغْتَنِمْ بِالمَدِيحِ العَطَايَا / فَإِنِّي اغْتَنَمْتُ الأُجُورَ اغْتِنَامَا
بَقِيتَ مَدَى الدَّهْرِ فِي دَوْلَةٍ / تُنِيلُكَ فِي الرُّومِ مَا السَّيْفُ رَامَا
وَصَلَّى الإلهُ عَلَى المُصْطَفَى / صَلاَةً تَدُومُ وَوَالَى السَّلاَمَا
أَيَا أَحْمَدُ المُرْتَضَى لِلْعُلاَ
أَيَا أَحْمَدُ المُرْتَضَى لِلْعُلاَ / وَمَنْ حَازَ فِي صُنْعِهِ كُلَّ زَيْنِ
تَرَاءَيْتَ فِي العِلْمِ رَوْضاً نَضِيراً / فَلاَ تُنْكِرَنْ خُضْرَةً حَوْلَ عَيْنِ
أَيَا عَجَباً كَيْفَ تَهْوَى المُلُوكُ
أَيَا عَجَباً كَيْفَ تَهْوَى المُلُوكُ / مَحَلِّي وَمَوْطِنَ أَهْلِي وَنَاسِي
وَتَحْسُدُنِي وَهْيَ مَخْدُومَةٌ / وَمَا أَنَا إِلاَّ خَدِيمٌ بِفَاسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025