المجموع : 9
أعندك للبين غير الدموع
أعندك للبين غير الدموع / ونار تأجح بين الضلوعِ
ووقفة صب على معهد / تسائل عنه بغير السميعِ
نعم قد يطيع الأسى مكرها / فتى لم يكن للأسى بالمطيعِ
ويخضع للبين من لم يذق / قبيل التفرق طعم الخضوعِ
أحن إلى علوة كلما / تألق لي ضوء برق لموعِ
ولست وإن بعدت أونأت / لعهد مودّتها بالمضيعِ
وإن غرامي غرامي الذي / عهدت بها وولوعي ولوعي
أيا زمنا مرّ لي بالحمى / مضيت حميدا فهل من رجوعِ
عشية كان الهوى سائقي / إلى وصلها وشبابي شفيعي
عفا الله عن بدرتم نفي / جفاه عن الجفن طيب الهجوعِ
كأن قلائده والعقود / تنظم من ثغره أو دموعي
إلام أروم ندى بأخل / بوصل وأطلب جدوى منوعِ
وحسنى أبي الفرح الأريحي / ي أنجع من حسن خود شموعِ
ربيع العفاة إذا أمحلوا / وذو خلق مثل زهر الربيعِ
يبشر ورّاده بشره / بربع فسيح ومرعى مربعِ
هو الصدر ما زال يلقى العفا / ة في كل ضيق بصدر وسيعِ
أصيل الحجى مستماح الندى / كريم الأصول نبيل الفروعِ
إذا ما تكلفت مسعاته / تكلفت ما لست بالمستطيعِ
وأروع ماخمد ناره / ولا بات جار له بالمروعِ
عزائمه في الوغى كالسيوف / وآراؤه خلفها كالدروعِ
فلا فرح يزدهيه الغنى / ولا عند حاثدة بالجزوعِ
ومغرى بتجميع شمل الثناء / وتبديد شمل الثراء الجميعِ
بطيء الوعيد ولكنه / يناض ذاك بوعد سريعِ
أخو همة لم تزل ضخمة / تقارع كل همام قريعِ
أيا ابن الدوامي يا من به / أمنت أذى كل خطب فظيعِ
ويا من سكنت إلى ظله / فأسكنني ظل طود منيعِ
حللتَ من المجد في باذخ / يطول الرعان منيف رفيعِ
لقد رضت من أملي جامعا / وأدنيتَ شخص رجائي الشسوعِ
فلا زلت أحبوك من منطقي / وأكسوك كل ثناء بديعِ
ثناء جديد بتفريفه / فضلت على مسلم والخليعِ
فتى الحسن أسمع فأنت امرؤ / أقل فعالك حسن الصنيعِ
تواضعت دهرات للقاصدين / فأغنيت قصد فدم رضيعِ
فلا زال بحرك للواردين / عذب المناهل سهل الشروعِ
وزارتك أشباحهم طلحا / على طلح جائلات النسوعِ
وعاد لك العيد ما أطربت / صنوف الحمام بطيب السجوعِ
عذيري من حب ليلى عذيري
عذيري من حب ليلى عذيري / أما لي من جفوها من مجيرِ
تعلقتها كالغزال الغرير / على غفلات الزمان الغريرِ
تميل كما مال خوط الأراك / وتمشي كما أرتج متن الغديرِ
فلله كم لي من زفرة / على النأي مشفوعة بالزفير
أغالب في طيها العاذلات / فأضمرها جذوة في ضميري
وجسمي من حبها مسقم / وحالي حال بأمر خطيرِ
سقى حلباً حلب المعصرات / وجاد رباها بجود مطيرِ
فما أنسى موقفنا سحرة / وقد برد الحلي برد الثغورِ
أنا قل بثي حمر الخدود / بيض السواك سود الشعورِ
أغرت على الحسن من بعد ما / ملأت من الحقد صدر الغيورِ
فلو عدلوا اختصروا لوعتي / وثقل غرامي اختصار الخصورِ
فالبصب يحسن لثم الثغور / وبابن المظفر ثلم الصغورِ
فتى يده مزنة ثرة / ومرتعه عصمة المستجيرِ
أبيّ إذا سيم خسفا أبي / ثريّ الجود عف الضميرِ
تردد في كرم أول / فحاز مداه ومجد أخيرِ
طويل نجاد الحسام الصقيل / وأثقب في رأيه من قصيرِ
له همة تتعالى به / فهمتها في عبور العبورِ
وللبشر في وجهه رونق / يدل على النجع مثل البشير
كأن شمائله شمال / تنم بأسرار روض نضيرِ
كريم صفت لي أخلاقه / على كدر الدهر صفو النميرِ
نظرت إليه فحاولته / أخا عزمات بعيد النظيرِ
تريه من الحزم آراؤه / مشيَّعة ما وراء الأمورِ
أمام الكتيبة في مأزق / تخرق فيه جيوب النحورِ
فيا ابن الحماة ومن ملكهم / يدور مع الفلك المستديرِ
بدور ندى نطقوا بالنوال / وجادوا لسائلهم بالبدورِ
ألست مذيت عداك الردى / بسمر أناث وبيض ذكورِ
وكل فتى فوق عبل الشّوى / ومحبوكة كالبديل المريرِ
إذا أقبلت كان فوق القبول / وإن أدبرت كان فوق الدبورِ
فدى لك من لا يرون العطاء / ولا يصلون جناح الفقيرِ
أكفهم من حديد إذا / سألت وأوجههم من صخورِ
إذا بيضوا وجه عافيهم / فذاك البياض بياض القتبرِ
لقد أسرتني عقال الخطوب / فهار نشطت عقال الأسيرِ
رجوتك يا خير من يرتجي / لجبر الكسير ويسر العسيرِ
وليس فتى يؤثر المكرما / ت بعدك غير فتاك الأثيرِ
كأني لما تعلقته / لعز تعلقت ركني ثبيرِ
لقد هجم العيد فاستسعدا / به وبمجيئته والمرورِ
وجودا عليّ بها حلة / تعبر عن أرج كالعبيرِ
أجرر أذيالها عالما / بأني أحق بها من جريرِ
وخذها مبرأة حرة / أبت أن تكون للص مغير
إذا أنشدت فعلت بالعقو / ل ما ليس تفعل كأس المدير
وعش أنت وابناك نعمة / مدى الدهر مابقيا ابنا سمير
سقاني الغرام بعينية صرفا
سقاني الغرام بعينية صرفا / قوي حكى خصره النضو ضعفا
خلت الجوانح من لوعة / يهز اختيالا من التيه عِطفا
إذا قلت قد خف وجدي به / وشف على قدم النأي شمسا
أو أصله وهو لي هاجر / وأهوى هواه وإن كان حَتفا
وأخشى العواذل أن يفطنوا / فأخفي من الوجد ما ليس يخفي
وما ينكرون سوى أنني / عرفت بنجد لنعمان عرفا
وفي ذلك السرب مستأسد / وإن كان في مرطح العين خِشفا
حكي ظبية الرمل لما رنا / بتلك اللواحظ والرمل ردفا
كسفت به الشمس لما كشف / ت راد الضحى عنه رقما وسجفا
أرى الدار بعدهم قد عفَت / وشوقي برمَّته ما تعفّى
لقد خلفتهم بها النافرا / ت لا وضعت لحيا المزنِ خلفا
ولائمة أصبحت في الغِنى / تعز عليّ من الغيظ كفّا
تعدد عندي ذنوب الزمان / وخرق الحوادث ما ليس يرفا
وتذكرني ثروة ثروة / تعدت أديبا ولم تعد جِلفا
تقول إذا حاف فقر فلذ / بمن هو في دفعه عنك أحنى
توكل على جود يحيى الوزير / ولا تطلبن سوى ذاك تكفي
تجد منبت الجود ضاف عليك / وعيص لسماحة عبصا ألفا
صفت لي أخلاقه فاغتدت / أرعن ماء طبعا وأصفى
جزيل المواهب غش الحجى / يغني حياء عن الفحش طرفا
واقسم لو غير تاج الملو / ك مد إلى المبد كفيه كفا
يعاف الدنايا وأطماعها / بنفس حر دينها أن تعفا
لقد رحت للدين يا عونه / وللمعتفين ملاذا وكهفا
ولما قدمت رأيت النّدى / يرف عليك أماما وخلفات
ونصر الإله وتأييده / بؤم جيوشك صفا فصفّا
وقد سدت إذ سدت عن قدرة / مطاعا وقدت تأعاديك عنفا
وصعرت خدا لمن لم يزل / أخا كبريا وأرغت أنفا
وكان عتادك يوم الوغى / حساما صقيلا وحصداء رففا
واسمر يرعد لا خيفة / ومتجرداً يسبق الطكرف طرفا
لقد شفي الشعر من دائه / بعَودك من بعد ما كان أشقى
حلفت بمنطويات طورين / ما نثر البيد سهلا ونعفا
تخف إذا ذكرت مكة / فترمي من السير رساما وخفا
إذا بلغت راكبيها منى / بلغن المنى وتلقين زلفى
بأنك أندى الورى راحة / وأكلف بالمجد منهم وأكفا
فداؤك ذو سنة كلّ ما / أقول تنبه للجود أنفى
فخذها تُخال نسيم الصبَا / مع الصبح رى أو النبت رفينا
يكون لها كلما كررت / وكر الزمَان على الشعر صرفا
دعا من دعاه الهوى والغرام
دعا من دعاه الهوى والغرام / فلباهما وكذا المستهامُ
مَشوقٌ تنمَّ بأسراره / جفون مؤرقة ما تنامُ
يحن إذا عنَّ برقُ الحِمى / ويشجوه حين ينوحُ الحمامُ
لقد حم الوجد في قلبه / عشية قوضن تلك الخيامُ
عشية وكلنه بالاسي / ظباء على رامة لا ترامُ
حذارِ حذارِ إذا ما سفرنَ / فتحتَ البراقعِ موت زؤامُ
بدور وَهَبن لجسمي المحاقَ / إِ لا يفارقهنّ التَّمام
فعام وصالهِم ساعَةَ / وساعة هجرهم المرّعامُ
تشام السيوف إذا أومضت / مياسمهن التي لا تسامُ
سقى عهدهن عهاد لها / إذا هطلت مثل دمعي أنسجامُ
ففيهن كل فتاة لها / قوام قناة وطرف حسامُ
يجوع موشحها والحقاب / ويشبع دملجها والخدام
وتزهر للحسن في خدها / رياض لها من جفوني غمامُ
تعلقتها في زمان الصبا / وشبت بها وغرامي غلامُ
لقد طاف بي طيفها برهة / ولكن جفا مذ جفاني المنام
فما ينجع العذل في حبها / ولا في ندى ابن الدوامي الملام
كريم له في اقتناء الثناء / مساع يقصِّر عنها الكرامُ
بناديه تطردُ المكرماتُ / ويُطرد جيشُ الهمومِ اللهام
إذا هم بالأمر لم يستشِر / سوى عزمه وكذاك الهمامُ
ربيع العفاة ومن ربعه / فسيحُ به للوفود ازدحامُ
له عَرَضٌ لم يزل مهملاً / حلال لعافٍ وعرضُ حرامُ
وخلق كمارق رأد الضحى / شمال وراقت شمول مدامُ
وذو صفحة ويد هذه / يد الدهر تضحي وهذى تغامُ
يروع العدا ويراعي العفاة / ويحمي ويرعى لديه الذمامُ
ويعفو وفيه إذا هجته / معا لعفو والصفح أيضا انتقامُ
تيقظ للجود مستأثرا / له مؤثرا حين نام الأنامُ
فنيرانه منتدى للضيوف / وجيرانه في حمى لا تضامُ
أبا الفرج المجندي والذي / بجدوى يديه يبل الأوامُ
لك الفل تالده والطري / ف والمجد مفرده والتؤام
تهن بعيد لعوداته / عليك بما ترتجيد دوام
فقد حدَّث الفِطر عن كل ما / فعلت من الصالحات الصيامُ
بناك الإله فما للذي / بنيبتَ من الماثراتِ انهدامُ
تملَّ بملك وعمر مديد
تملَّ بملك وعمر مديد / ودم من بلوغ المنى في مزيدِ
رايتك أندى الورى راحة / وأصدق في وعده والوعيدِ
لقد قرب الجود من مجتديك / وأصبح منه كحبل الوريدِ
وأطرفت قصادك المادحين / ببذل الطريف لهم والتليدِ
تهابك في الروع حمس الكماة / وتفرق باسك صيد الأسودِ
تفردت بالمجد دون الأنام / وفزت بكل فعال حميدِ
فلا زال ملكك كنز المقل / ولا زال ربعك مأوى الطريدِ
ويا رب نقع تسديته / ببأس شديد ورأي سديدِ
غدوت تشبّ بأرجائه / حروبا تشيّب رأس الوليدِ
أعدت به البيض محمرة / موردة من دماء الوريدِ
تلين لعافيك مستعطفا / وتلقى الحروب بقلب حديدِ
فيا عضد الدين يا من غدا / مآل الفقير وآل الوحيدِ
حلفت لأنت سِمام العدا / وغيث الندى وحياة الوفودِ
كرمت خلالا وفيليه / وتلك سجايا الكريم الجدودِ
وأقسم لولا وجود ندا / ك ما ذقت طعم سماح وجودِ
ساكسوك وشي ثناء به / يخجل في الحسن وشي البرودِ
وأنظم فيك عقود المديح / على أنه فوق در العقودِ
فلا زلت تلبس ثوب العلى / وتسحب أذيال عيش رغيدِ
وخلدت تخلق عمر المدى / بجد سعيد وعمر جديدِ
عرفت ببذل السدى والندى
عرفت ببذل السدى والندى / وأصبحت أكرم من يجتدى
حلفت لأنت حيا لم يزل / حياة الولاة وحتف العدا
فنلت أَمانيك من منعم / كريم ولا زلت مسترفدا
أبا الفضل يا مجد دين الإله / ومن لم يزل مسعفا مسعدا
ويا شرف الحضرتين الذي / بأنوار آرائه يهتدى
لك الله كم لك عندي يد / مبيضة حظي الأسودا
يُري لي زنادك إما قدحت / إذا ما زناد أمري أَصلدا
إلا بأَبي سحب ثرَّة / بكفك تمطرنا عسجدا
وحسن خلالك تلك التي / بها يخجل الدهر غب الندى
شأوت الكرام الألى نائلا / وجودا وحزتهم سؤددا
وكم موقف رد رأد النها / ر نقع سنابكه أربدا
جعلت القنا قصدا والشجا / ع في هبوتيه لقى مقصدا
ولم تعر بيضك حتى ترك / ت هام الكماة لها أغمدا
سيوف إذا ركعت في الحرو / ب رأيت الرؤوس لها سجدا
بنفسي أفديه من منعم / وقل له الناس طرا فدا
فتى أفرحَ الهُ مُدّاحه / وأترح أعداءَه الحسَّدا
أجار من الدهر من غاله / وقد جار في صرفه واعتدى
إذا وعد افتر ثغر المنى / وتبكي السيوف إذا أوعدا
وكل حديث سماح يصح / إذا كان عن جوده مسندا
له شرف في سماء الفخا / ر يحسبه الفرقد الفرقدا
وبذل قريب من السائلي / ن عم الأقار ب والأبعدا
وبعد فيا اسمح العالمي / ن نفسا وأزكاهم محتدا
أزف إليك الثناء الذي / يكون لتاج الثنا معقدا
إذا أنشدوه غدا تحفة / لشاد شدا ولحاد حدا
تدل عليك إشاراته / بأنك غمر الندى والردا
فعيد على ر غم أنف الحسو / د بالسعد يا خير من عيدا
وأهيف حلو اللمى أغيد
وأهيف حلو اللمى أغيد / هواي وهجرانه سومدُ
مليح تثنيه بي غلة / بغير ثناياه ما تبردُ
بعيد المزار ولكنه / قريب من القلب يبعدُ
كأن قلائده والعقود / على جيد جارية تعقدُ
إذا قام أقعده ردفه / فعندي المقيم له المقعدُ
عفا الله عن شادن أحور / جفا فجفوني ما ترقدُ
إذا سل من لحظه صارما / ففي قلب عاشقه يغمدُ
وإن هز اسمر أعطافه / شهدت بأني مستشهدُ
فجمرة وجدي به ما تذوب / وعبرة عيني ما تجمدُ
بدا بعذار له أخضر / بياض نهاري به أسود
وورد له مذ حماني جناه / فواكف دمعي له موردُ
فكيف التصبر من بعد ما / ثنى جيده الرشا الأجيدُ
سقى عهده بمغاني اللوى / وأبرقه مبرق مرعدُ
عشية شيطان ذاك الهوى / مريد وخد الصبا أمردُ
وروضات عيشي مطلولة / وأغصان لهوى بها ميدُ
عشبة أروى تروّي الغليل / وسعدي بزورتها تسعدُ
ملثّ إذا دام تهتانه / على جلمد أورق الجلمدُ
كجود أبي الفضل ذاك الذى / فواضل كفيه لا تجحدُ
هو الملك الصاحبي الذي / ملوك الزمان له أعبدُ
هو النجد المنجد المستما / ح واليقظ السيد الأيّدُ
سما مجده في سماء العلى / فها هو للفرقد الفرقدُ
إلى فخره يتناهى الفخار / وسؤدده ينتمي السؤددُ
هو البحر جوهره العارفا / ت والبدر أبرجه الأسعدُ
فقاصده بالغنى ظافر / وحاسده بالردى مقصدُ
وصدر يؤيده عزمة / وصدر المثقف والأجردُ
حرى ببذل السدى والندى / جرى ونار الوغى توقدُ
إذا زبدا كان جدوى سواه / فيا حبذا بحره المزبدُ
على ابن علي قصرت المديح / فما كل مقتصد يقصدُ
ووحّدت فيه الثّناء الجمي / ل علما بأَن الفتى أوحدُ
فيا شرف الحضرتين استمع / ثناء براهينه تشهدُ
بأنبي رب القريض الذي / قوافيه طوعا له تسجدُ
لئن كنت أجود قُوّالِهِ / فإنك من حاتم أجودُ
وها أنا من جاهه واللّهى / مريش وإن حسد الحسدُ
بقيت ولا زلت سامي العلى / تزيد سماحا وتُسترفدُ
تبسم عن شبم كالأقاحي
تبسم عن شبم كالأقاحي / ورخم أَلفاظ نشوان صاحي
وطاف علينا بعانيَّتين / أسكرنا غنج عين وراحِ
فكان للإثم أَقداحه / وتفاح خديه فوز القداحِ
فناديت لا أمرة في الهوى / تطاع لغير أمير الملاحِ
أأعزل من صبره يلتقي / كميّا من الحسن شاكي السلاحِ
له طرة كظلام الدجى / على غرة كضياء الصّباحِ
فؤادي من خوف هجرانه / مريض الجنان مهيض الجناحِ
يساوره حرج في السوار / ويقلقه قلق في الوشاحِ
مغاني اللّوى قد لوت عهدنا / وعهدك كلّ فتاة رداحِ
سحبن السحائب أذيالها / ورحن بربعك مرضى الرياحِ
ومرت بتربك منهلة / تباري ندى يد ترب السماحِ
فتى الصاحب المانح الأعطيا / ت ينهبها الناس نهب المباحِ
هو الصدر أصبح ذا راحة / تمير وصدر أمين النواحي
يبشرنا بشره بالمنى / ويقضي لآمله بالنجاحِ
وتسخر آراؤه بالظبي / وتهزأ أقلامه بالرماحِ
جواد إذا سيل معروفه / أَتاك يخجل سيل البطاحِ
الآن عريكة دهري نداه / فأصحب من بعد طول الجماحِ
وأحيا من البكر لكنه / يلاقي الحروب بوجه وقاحِ
توقل من مجده ذروة / فشيدها بالندى والكفاحِ
فما الروض باكره عارض / من المزن منهمر ذو انفساحِ
بكى شجوَه فيه مستعبرا / فأضحك نرجسه والاقاحِ
بأَطيب من عرضه نفحة / فلا زال ذا عرض مستباحِ
أقول لسائق عيسى غدا / طليح سرى منضيا للطلاحِ
أذلك ربع خدين الندى / أبي الفضل لاح فثق بالفلاحِ
فثم أخو كرم طرفه / إلى المكرمات شديد الطماحِ
يحن إلى البذل كل الحنين / ويرتاح للحمد أي إرتياحِ
أيا ابن غيوث السدى والندى / ويا ابن ليوث الوغى والكفاحِ
لقد كنت مقترحا منعما / فجاء بك الدهر فوق اقتراحي
لك الله كم لك من نعمة / غنيت بها عن أكف الشجاحِ
إذا أفسد الدهر لي حالة / سعت بمواهبها في صلاحي
فهنيت عيدا معادا علي / ك ما هزم الليل جيش الصباحِ
وعشت أخا نعمة ثبتة / فما يثبت الدهر ما أنت ماحي
ولا زلت تجعل أبدان من / يناوي معاليك بدن الأضاحي
بان ابن سنجة لا قدست
بان ابن سنجة لا قدست / أفاعليه رجل لا يقاسىَ
وها أنا ذا خلفة خلفة / أجِدّ مداماً وأبلي مداسا