المجموع : 4
أحقّا صددت وخُنتَ الودادا
أحقّا صددت وخُنتَ الودادا / وأبدلتني بالتداني البعادا
ووكّلتَ قلبي بنار الجوى / وألزمت طرفي عليك السهادا
وغادرتني وغريي الغرام / ودمعي دما إذ تولّيتَ جادا
سلبت الرُفاد عن المقلتينِ / فلمّا تولّى سلبت الفُؤادا
وما زلت تطمعُني في الوصالِ / فما بالُ هجرك لي قد تمادى
اتذكر عهدك لي بالعقيق / سقى اللهُ عهد العقيقِ العهادا
وآليتَ ألا تضيعَ الوفاءَ / يميناً وألّا تخون الودادا
أأصغيتُ فيك إلى كاشحٍ / وهل حال عنك فؤادي وحادا
فعاقبتني فمنعتَ الضلوعَ / قراراً عليك وطرفي الرقادا
خليليَ كم لي من وقفةٍ / بربعهم ودموعي تهادى
أسوم ربيعا بواديهم / فألقى به صفرا أو جمادي
فمن منصفي من هوى ظالم / يجور ويفعل بي ما أرادا
تمنىّ من الله كلّ الجمالِ / فأعطاهُ كل مناه وزادا
فقيّد إذ قاد جيش الملا / ح طرفي ولكنّهُ ما أقادا
كسانيَ بالهجر في حبّهِ / شعارين قد أصبحا لي حدادا
فألبسَ إنسانَ عيني البياضَ / حزناً وحظّي عليه السوادا
أعان الزمانَ على جورهِ / وأبدى لنا ظلمه ما أبادا
ولكنّني لم أكن جازعاً / لفعلهما إذ أتيت العمادا
فتى عمّني فيضُ معرفهِ / فأكسبني الحمد لمّا أفادا
إذا هو أبدى جزيل النوالِ / لقصّاده بالعطايا أعادا
حباه الإله بغرّ الخلالِ / فشيّد ربع المعالي وشادا
فما هو إلا كصوب الحبا / أغاثَ العباد وأحيا البلادا
إذا جئتهُ نلت ما ترتجب / برؤيته وبلغتَ المرادا
فبشر بنبلك طيب الحياةِ / لينا وبأس يريك المعادا
فلو صال من غضب صولةً / على الطود من خشية منه مادا
وفي الروع إن جاش جيش لدي / ه ثوّبَ فيهم بدادا بدادا
يفرّق ما بين أرواحهم / وأجسامهم منك ضرب فرادى
ندى وردىً جمعت كفّهُ / فذا للموالي وذا للمعادي
وقد طهّر الله أخلاقهُ / فإن تلقهُ تلق فيه العبادا
يفيض نداد كفيض الحيا / فيشرك فيه الربى والوهادا
وآراؤه إن أنى معضل / ملم رأيت الحجا والسدادا
فدته أناس غدا لؤمهم / لباب المنى والأراجي سدادا
ولا زال بيني العلا بالندى / ويبلغُ من دهره ما أرادا
تبسّم برقُ الحيا فانتحب
تبسّم برقُ الحيا فانتحب / فأبدى الربيع فنون الطرب
ودارت عليه حميّا السحاب / فشقّ من السكر حبيب العشب
فبادر إلى صرف همّ الفؤاد / بصرف مدام تحاكي اللهب
إذا أنكحوها بصفو الزلال / تولّد إذ ذاك منها الحبَب
وقد خلقت قبل خلق الزمان / فجاءت لذاك تعُدّ الحقَب
إذا قطبَ الكأس فاجعل له / يمينيك لما يدورُ القطب
وحسبك من أعجم ناطقٍ / تطيش العقول إذا ما اصطخب
إذا حركته يدا حاذقٍ / تحرك وافى النهى واضطرب
إذا ما أجدّ بأوتارهِ / أجبا الهوى منه داعي اللعب
ويا بأبي دمية حلّلت / دمي فاغتدى للنوى منسكب
نأت ونأت دارُها فاغتدى / فؤادي للبعد صبا وصب
ولم أنس ليلتنا بالكثب / إذ شملنا معها في كثب
وقد عقد الول لي باللوى / لواء وعيشتنا تنتهب
ونحن نصوك بجيش الوصال / ونسطو على حادثات النوب
فاجني من الوجنة الجلنار / وأرشف من تحت درّ ضرب
فويلاه إذ صاح فيدارنا / غراب على غصن من غرب
ففرق من شملنا جامعا / وبعد من ربعنا ما اقترب
ألا يا لقومي من مدنفٍ / نصبن له شركا من نصب
ويا قاتل الله جند الهوى / تذِلّ العزيز وتوهي الحسب
وإنا سلالة ماء السماء / فرعنا عُلا باذخات الرتب
فخرنا الملوك وطلنا الورى / وسدنا على عجمهم والعرَب
وأيا منا مثك ما قد عل / ت بؤس ويوم نعيم يحب
فأموا النافرقت في الورى / وأفعالنا جمعت في الكتب
وفينا العلوم وفينا الحكوم / تليد وطار فيها المكتسب
ولحم لها شرف باذخ / وأبوابها مستقر الطلب
أصول زكت وفروع نمت / فمدّت من الفخر أقوى سبَب
وركب تساقوا بكاس السرى / وكاسِ الكرى والندامى النجُب
يؤمون بحراً من المكرماتِ / فقلتُ طلابكمُ في حلب
قفوا بيني زهرة الأكرمين / فجودُ يديهم قصارى الأرب
وأموا النقيب فإن الحيا / إذا راؤه بالحباء انتقب
رحيب الفنا ومفيد الغنى / ومعطي المنى ومزيل الكرب
هو الشمس لكنّه دون من / يؤمّلهُ ليس بالمحتجب
حمى عرضه وأباح اللها / فأعراضهُ بالندى تنتهب
غدا المال محتقراً عنده / وعند الأنام غدا محتقب
يشيد شريعة آبائه / بعلم ونسك يزينُ الأدب
اقلّ فضائله إذ يعد / دبين الأنام علوم الأدب
لقد خصّهُ اللّه بالمكرمات / على من بقي وعلى من ذهب
مناقب يعجز عن حصرها / بنظم المديح ونثر الخطب
فيابن العطايا إذا ما احتبى / ويا ابن النبي إذا ما انتسب
تستهل اخلاقك الباهرا / ت نظم القريض إذا ما صعُب
ومن يستطيع مديحا لكم / وقد أنزل الله فيه الكتب
فيا ابن الحواميم في مدحكم / جفاني أخ وابن عمّ وأب
وإني أرى الدين لا يستتم / إلا بحبّكم إذ وجب
نزلت بربعك الفيتة / رحيب الغناء لذيذ الترب
فأكرمتني إذ جفاني الصديقُ / وباعدني الصاحب المقترب
طب اعل ارق زدعد مر انه احمم صب / جد انعم خذ اسلم عش آزه اسرجب
فلست أهنّيك بالعيد إذ / له بك أسنى التهاني نجب
فدمت له ولأمثاله / بمرتبةٍ من أجلّ الرتَب
ولا عدمَ الناس منك أمرأً / يصوب إذا أخلفتنا السحُب
سلام على الربع من ذي سلم
سلام على الربع من ذي سلم / ودامت تروّي ثراه الديم
فقد هيّج الشوق تذكارهُ / وعلّم جفيني البكاء العلم
أقام بتلك الرسوم الهوى / وخيذم ما بين تلك الخيم
وقد كلف القلب مستسلما / بسلمى وأعجب به إن سلم
وما ألم القلب بعد النوى / وشوّقه غير طيفٍ ألم
أجدك لي في ظباء الصريم / ظبيّ حبال وصالي صرم
أروم الوصال فيابى له / نعيم الدلال بقولٍ نعم
أنوح كنوح الحمام اغتدى / ترنّمهُ بالضحى يغتنم
يهيّجُ شوقاً قديماً غدا / لقلبيَ في ساحتيه قدم
واصبوا إذا مرّ وفد النسيم / عسى يجمع الشمل باري النسم
فيا عاذلي في هواه اتئّد / فقد كلّم القلب منك الكلِم
وقد أظهر البين مخفّي ما / كتمت وبدّلَ دمعي بدم
وهل يكتم الحب من دمعه / أبى أن يرى سرّه مكتتم
فسل جيرة الحيّ عن مغرم / أضاع الفؤاد ولم يغترم
وقل للزمان أفق إنّني / لدى حرمان نزيل الحرم
لدى اسد الدين ذي المكرما / ت مردي الكماة مفيض الكرم
وأحمد أنزلني نعمة / من العيش أتبعها بالنعم
وغادرني من ندى كفّهِ / قسيم العلى وهو أوفى القسَم
وعم من الجود حتى اغتدى / حسودي أخ وابن عمّ وعم
وأرغم من نيله حسّدي / فراحوا وكل نديم الندم
فماذا أرسم في مدحه / ويمتثل الدهر ما قد رسم
فلو أوتيَ البحر من جوده / لأمّ ورود جداه الأمَم
ولو أنّ للغيث جدوى يدي / م به أفعمَ بالكسب حقّا وعم
مليك غدا في الورى شامة / بطيب الخلال وحسن الشيم
فقد قسّم العمر للجود وال / نزال كأنّ عليه قسم
فبالمعتدين نزول النقم / وللقاصدين حلول النعم
سل الكرح والروم عن فتكه / فأبطالهم منه راحت رمم
أزال لدى الحرب هاماتهم / بضربٍ تحيّرُ فيه الهمم
ففي رمحه الكدن فري الكلى / وفي قائم السيف برى القمم
يدين له القرم خوف الرد / كأنّ به نحوه من قرم
فقد أعرب العرب عن وصفه / وأعجم بالمدح فيه العجم
فلو أنّ للشمس أنواره / لفما ظلمت بدياجي الظلم
ولو أنّ للأمم الهالكا / ت آراءَه لنجت عن أمم
أيا أسد الدين إن الال / حكمته إذ بكم قد حكم
هنيء لك الصوم إذ شرّفت / لياليه منك بعزم أصم
لزمت عرى الدين حتى غدت / حبال التقى بكم تلتزَم
فدمت وبارت فداك العدى / وإن فنى الناس طرّا فدم
مدحت الوزير بما ليس فيه
مدحت الوزير بما ليس فيه / وكنت بمدحيه عين المريب
فقابلني منه منع الثواب / ومنع الثواب جزاء الكذوب