أيا ذا اليمينَينِ إنّ العتا
أيا ذا اليمينَينِ إنّ العتا / بَ يشفي صدوراً ويغري صدورا
وكنتُ أرى أنّ تركَ العتاب / بِ خيرٌ وأجدرُ ألّا يضيرا
إلى أن ظنَنتُ بأن قد ظنَن / تَ أنّي لنفسيَ أرضى الحقيرا
فأضمَرَتِ النفسُ في وهمِها / منَ الهمِّ همّا يكُدُّ الضميرا
ولا بدّ للماءِ في مرجلٍ / على النار موقدةً أن يفورا
ومن أشرِبَ اليأسَ كان الغنِيَّ / ومن أشربَ الحرصَ كان الفقيرا
علام وفيمَ أرى طاعَتي / لدَيكَ ونصري لك الدهر بورا
ألم أك بالمصرِ أدعو البعيدَ / إليك وأدعو القريبَ العشيرا
وألزَمُ غرزَكَ في ماقطِ ال / حروبِ عليها مقيماً صبورا
ففيم تقدِّمُ جفّالةً / إليكَ أمامي وأُدعى أخيرا
كأنَّك لم تدرِ أنَّ الفتى ال / حَمِيَّ إذا زارَ يوماً أميرا
فقُدِّمَ من دونَهُ قبلَهُ / أليسَ يكونُ بسُخطٍ جديرا
ألستَ ترى أنّ سفّ الترابِ / به كان أكرمَ من أن يزورا
ولستُ ضعيفَ الهوى والمدى / أكونُ الصبا وأكونُ الدبورا
ولكن شهابٌ فإن ترمِ به / مهِمّا تجد كوكبي مستنيرا
فهل لكَ في الإذنِ لي راضياً / فإني أري الإذنَ غنماً كبيرا
وكان لك اللَه فيما ابتُعِثت / له من جهادٍ ونصرِ نصيرا
ولا جعلَ اللَه في دولةٍ / سبَقتَ إليها وريح فتورا
فإنّ ورائيَ لي مذهَباً / بعيداً من الأرضِ قاعاً وقورا
به الضَبُّ تحسِبهُ بالفَلاةِ / إذا خفَقَ الآلُ فيها بعيرا
ومالاً ومصراً على أهلهِ / يدُ اللَه من جائِرٍ أن يجورا
وإنّي لمِن خيرِ سكّانهِ / وأكثَرهم بنفيري نفيرا