المجموع : 14
وَعادَ الأَوابِدَ قَبلَ الصَباحِ
وَعادَ الأَوابِدَ قَبلَ الصَباحِ / بنَدبٍ يُفَرِّقُ فيها النُدوبا
مَروحٍ طَموح حَمي الفؤادِ / تَحسِبُ في الطَرفِ منهُ قُلوبا
حصيفٍ يكادُ لفَرطِ الذكاءِ / يُبدي لمُستخبريه العُيوبا
كسا صَدرَهُ صُدرةٌ مِن حريرٍ / وَشقَّ على النَحرِ مِنهُ الجيوبا
وَيفتَرُّ عَن عُصُلٍ شُزَّبٍ / يظلُّ الحديدُ لَدَيها نَكيبا
إذا فاتَ في الصَيدِ حِفظُ الرَقي / بِ كانَ الحِفاظ عَلَيه رَقيبا
أَخَصُّ الصِفاتِ التي
أَخَصُّ الصِفاتِ التي / تَناولها من كَثَب
عُيونٌ بلا أَوجُهٍ / لها حَدَقٌ من ذَهَب
وكان لنا أصدقاءٌ حُماةٌ
وكان لنا أصدقاءٌ حُماةٌ / وأعداءُ سوءٍ فلم يَخلُدوا
تَساقَوا جميعاً كؤوس الحِمام / فمات الصَديق ومات العَدو
خبرتُ الأنامَ فما إن وجدت
خبرتُ الأنامَ فما إن وجدت / على محنةٍ من يُساوي نقيرا
فلما تبينَّتُ أنّي التمسُ من / الناسِ شيئاً بعيداً عسيرا
فزعتُ إلى الأنس بالانفرا / د فكان التقلل منهم كثيرا
أَخفُّ القَوانِص جسماً وَروحا
أَخفُّ القَوانِص جسماً وَروحا / وَأجمُعُها لامورٍ أمورا
وأكرَمُها باشِقٌ حاذِقٌ / يُساوي البُزاةَ وَيَشأى الصقورا
يُقَلِّبُ عَينَين يا قوتتَينِ / تَرى التِبرَ حَولهُما مُستَديرا
سأَلتُ المنجِّمَ عن رحلةٍ
سأَلتُ المنجِّمَ عن رحلةٍ / أُوَمِّلُ بَرّاً عليها وبَحرا
فقال المنجم لي لا تَسِر / فإنَّك إن سِرتَ لاقيتَ شَرّا
فإن كان يَعلمُ أني أسيرُ / فقد جاء بالنَهي لَغواً وهُجرا
وإن كان يَجهلُ سيري فكيف / تراني إذا سرتُ لاقيتُ ضُرّا
بَكَت للفراقِ وقد راعَني
بَكَت للفراقِ وقد راعَني / بكاءُ الحبيبِ لبُعدِ الديارِ
كأنَّ الدموعَ على خَدِّها / بَقِيَّةُ طَلٍّ على جُلَّنارِ
تَقَنَّصتُ مِن هَضبَةٍ زُرَّقا
تَقَنَّصتُ مِن هَضبَةٍ زُرَّقا / وأَحرَزتُ مِن رَهوَةٍ سَوذَنيقا
فهذا أَتيتُ بهِ أَقمراً / دَقيقَ المحاسِنِ حُلواً رَشيقا
يُقِرُّ العُيونَ وَيُضني القُلوبَ / وَيُشجي العَدُوَّ وَيُرضي الصَديقا
تقَبّى قبائَينِ وَشياً ثميناً / وَبُرداً تضَمَّن رَقماً أَنيقا
سلوكهما ذهَبٌ في لُجَينٍ / كمشقِك في الرقِّ خَطاً دَقيقا
تُشرَّبُ قائمتاهُ الخَلوقَ / وَتُكحَلُ ناظِرتاهُ العَقيقا
وَهَذا أَتيتُ بهِ أَنمراً / مَليحَ الشَمائلِ نديّاً خَليقا
يفُكُّ الرُهونَ وَيَقضي الديو / نَ وَيُدني النَديم ويُغني الرَفيقا
تقول ذُناباهُ جَزعٌ يَمانٍ / وَتَحسبُ في مُقلَتَيهِ حَريقا
تَظُنُّ لَوامِعَهُ عارضاً / وَتَحسبُ هَدَّتَهُ منجَنيقا
وَهذا فَذوا جُؤجُؤٍ ناهِدٍ / تَبطَّنَ رِقّاً متيناً صَفيقا
يُواشِكُ في الطيران الرِيا / ح وَيَسبقُ في النزوانِ الحريقا
فَدَيتُكِ لو أَنَّهُم أنصفوا
فَدَيتُكِ لو أَنَّهُم أنصفوا / لردّوا النواظرَ عن ناظريكِ
تَرُدّينَ أعيننا عن سِواكِ / وهل تنظرُ العينُ إلا إليكِ
ألم يقرأوا وَيحَهُم ما يرَو / نَ مِن وَحي حُسنِكِ في وجنَتَيكِ
وقد جعلوك رقيباً علينا / فمن ذا يكون رقيباً عليك
تأمَّل بعينك هذا الأنا
تأمَّل بعينك هذا الأنا / م فكن بعض من صانَه عَقلُهُ
فحليةُ كُلِّ فتىً فضلُهُ / وقيمةُ كل امرئٍ نبلُهُ
فلا تَتَّكل في طلاب العلى / على نَسَب ثابتٍ أصلُهُ
فما من فتى زانه قولُهُ / بشيءٍ يخالفه فعلُهُ
وَيَهماء تسقطُ عنها الظُنونُ
وَيَهماء تسقطُ عنها الظُنونُ / ولا يَجِدُ الرَكبُ فيها مقيلا
تمَلُّ الرياحُ بها مَرَّها / فتُمسي العَواصِفُ مِنها كلولا
إذا ما تَرامَت بأيدي الرِكابِ / لم يرجُ غائبُها أن يَؤولا
تُكَذِّبُ عَنّا هُمومَ القُلوبِ / إذا أَزمَع القَومُ مِنها القُفولا
وَيَنبو عَنِ العينِ فيها الكرى / فلا يطعمُ النَوم إلّا قليلا
كأنَّ عساقِلها بالضحى / طَرائدُ خَيلٍ تُباري خيولا
وليتَ قضاءً ولم تَعدِلِ
وليتَ قضاءً ولم تَعدِلِ / سَفاهاً وقلت فلم تفعلِ
هجرتَ فأشمتَ بي الحاسدي / ن وأشفقت من عَذَل العُدَّل
لئن لم أباكر غداً قهوةً / تُصفَّق بالبارد السلسل
مداماً إذا جار بي حكمها / ركبتُ على السَنَن الأعدل
إذا ما انتشى الحُرُّ من كأسها / دعته إلى الخُلُق الأفضل
ترى آخر القوم قد ألحقت / ه أيدي نداماه بالأوَّل
يراح إلى الخير مُعتادها / فيعطي الجزيل ولم يُسأل
أديرا المدام ولا بدَّ لي / من السكر منها ولا عذر لي
وقد آذنونا بوقت الرحيل / فإن كنت تهوينني فارحلي
كلامٌ يخوض غِمارَ البحارِ
كلامٌ يخوض غِمارَ البحارِ / ويَصعدُ في شاهقات الجبالِ
بدائعه تُطرِب السامعين / وينمي سناها نماء الهلالِ
أيا صاح بازي إنه
أيا صاح بازي إنه / من البؤس والفقر في الدهر جنه
ألست ترى ظبياتٍ يردن / مياهاً يضيء تلألؤهنه
ضوارينا شأنكن النهود / لهن فهن إلينا يكنه
فيا ما أقبحكن بازي الغداة / إن لم تجئن إلينا بهنه
فيهياه يهياه أين المفر / لهن إذا شاء أوتيهنه
ويا خيل ويهاً دراك دراك / عساكن تمنحننا صيدهنه
فنأخذ منهن ثاراتنا / بحق جناية أشباههنه
فكم من قتيلٍ لنا هالكٍ / بأحداقهنه وأجفانهنه
يمكن من سائمات القلوب / ضواري العيون فيصطدنهنه