المجموع : 14
أرى اللآمهات يلمن العذارى
أرى اللآمهات يلمن العذارى / إلى الرجلين عليهن عار
وهذي البنات على ما لهنَّ / احق من الامهات انتصارا
فتربية الطفل من لعبه / تبين وتصدر عنهُ اضطرارا
هي الأم تحنو على بنتها / إلى أن تعد الحنو افتخارا
وما هو إلَّا احتقار لها / ورب افتخار يجر احتقارا
هل البنت تعرف من نفسها / اذا ازيَّنت ان تطيل الازارا
وتحسن في وجهها صبغة / تزيد بها وجنتيها احمرارا
ومن علمَّ البنت وقت الشراب / أن تخلع البنت فيه العذارا
تنادم هذا وتسكر ذاك / وتشرب نخبا على القوام دارا
وتعجب طوراً فتظهر قرطاً / وتفخر حينا فتبدى سوارا
وتخطر لابسة حليها / فآناً لجيناً وآناً نضارا
وتزهى بأصناف تلك الحلىّ / ولو قدرت جعلتها نثارا
ألم تكن الأمُّ أصل البلاءِ / وبئس بلاءٌ يكون اختياىا
ويا آنسات كفاكنَّ زهواً / وأصلحن حالاً تجرُّ البوارا
فان لفى الزهو داءً عضالاً / وإن لفى اللهو جرحاً جبارا
نسيم وأنت الذي لا يجارى
نسيم وأنت الذي لا يجارى / علام بشعرك تطرى العذارى
أراك انتصرت لهنَّ ولو / علمت لكنا أحق انتصارا
ولو كان حد ملامي حادا / فحد انتصارك أمضى شفارا
تقول هي الأُم أصل البلاء / وأي بلاء يكون اختيارا
ولكن هي البنت لا ترعوى / اليَّ اذا رمت منها الوقارا
وكم هددتني بقول صريح / بامر يجر اليَّ الشنارا
اذا لم أتمم لها مقصدا / غدت وهي تضمر في النفس عارا
وما خوف أمٍّ على بنتها / سوى أن تُعِفَّ عليها الأزارا
ومثلك يفهم مغزى كلامي / فأنت الأريب الذي لا يبارى
وكم لطمتني بكف عيانا / وكم قذفتني بهجر جهارا
تتوق الى الزهو توق امرئ / نبته الديار فتاق الديارا
هي البنت تعجب آناً بقرط / وتغضب حيناً فتبكي سوارا
وأية بنت عليها خمار / فقالت لها الأمُّ ألق الخمارا
وأية أمٍّ أباحت لها / من الكاس نخبا على القوم دارا
هي البنت ترنو إلى غيرها / فتأخذ عنها التحلي افتخارا
وما هو إلا احتقار لها / وربّ افتخار يجرّ احتقارا
وتعرف من مثلها صبغة / تزيد بها وجنتيها احمرارا
نسيمُ كفاك انتصارا لهنّ / فلو كنت تدري لعفت العذارى
دع الناس تبكي على ما بها
دع الناس تبكي على ما بها / ولِلّه تشكو بمحرابها
اناخ الزمان على أمة / ستحيي بأقلام كتابها
فمن طالب ان ينال الثريا / ولم تك تدنو لطلابها
وشيخ جريدته سيفهُ / يمزق عرض البرايا بها
بدار تحاكي وجار الكلاب / اذا خرج الشيخ من بابها
كثير التذبذب في قوله / وهاجى الانام ومغتابها
يؤمل من ضعفه نصرة / يذود بها الأُسدَ عن غابها
وليس مناه سوى رتبة / يتيه علينا بألقابها
وهل غيره يستحق العلى / وقد قمصوه بجلبابها
أطلنا النداءَ ولا سامعٌ / يمنى البرايا بايجابها
وعم الخراب لهذي البلاد / ونحس البلاد بخُرّابها
وطمَّ البلاءُ ولا منجد / لأَحرارها ولأَحزابها
فيا ملك الشعب رفقاً بناس / أضرَّ الوشاة بأحسابها
وخذ بالوشاية في هوة / ولا تتمسك بأهدابها
وإن لم تسدَّ لنا بابها / أتتنا المعاطب من بابها
أبعدك أصغى الى العاذل
أبعدك أصغى الى العاذل / وهل يبدل الحق بالباطل
لسوف يرى سعيه بيننا / ويجزى من الحكم العادل
أرى الحب فوضى وبي هاجس / يمثل لي غيلة القاتل
فيا ظبي رفقاً بقلب امرئ / كليم وجسم فتى ناحل
فؤادي عفَّى عليه الهوى / فزال وما كان بالزائل
لقد علمتك الجفا عذلي / وحسبك من عالم عامل
ومن عجب أن لي حسدا / أطالوا هجائي بلا طائل
ومن عينه ابيضَّ إنسانها / رأى الصبح كالغسق الحائل
يسير الكمال إلى مصطفى / وتسعى المعالي إلى كامل
خطيب المنابر منطيقها / اذا قام في محفل حافل
له قلم مثل حد الظبي / اذا رعفت في يد الصائل
ينبه للمجد قوماً سهوا / عن المجد سهو الفتى الغافل
وليس سواه بمصر امرؤ / مشوق إلى مجدها العاجل
يحرر مصرا ويبنى لها / صروح السعادة في القابل
فلا زال يرقى إلى سؤدد / يعز على الحاسد الجاهل
وما كل راج بلوغ العلى / إلى ذروة المجد بالواصل
أيا فرقد المجد والمحتد
أيا فرقد المجد والمحتد / ويا كوكب السعد والسؤدد
يهنئك الدهر بالمفرحات / وإقبال سعدك والمولد
طلعت فخط يراع العلى / الا مرحباً بالفتى السيد
أبوك وأنت وذات العفاف / لكالشمس والبدر والفرقد
كفاك انتساباً إلى طلعة / أجلّ امرئ مسعد منجد
ففاخر بتلك التي انجبت / اذا المجد قبلك لم يولد
لقد عقدت للعلى راية / على غير بيتك لم تعقد
ولولا التقى أمها ساجداً / فتى لسوى اللَه لم يسجد
ولولا الصيانة نلت الفخار / بلثم يد كالسحاب الندى
فذلك يهمى بأمواهه / وهاتيك تنهل بالعسجد
طلعت فهشت اليك العلى / كأنك جئت على موعد
وسلك دهرك في كفه / من البشر كالصارم المغمد
وكانت نجوم الدجى حوّما / عليك كطير على مورد
فمن غانيات يهنئننا / ومن خادمات ومن أعبد
يصيحون بدر بدا طالعاً / فجلى دجى الحندس الأسود
وقابلة تجتلى حسنه / واخرى تشير له باليد
وكان النضار نثاراً لهم / ينوب عن الملح للمجتدى
وقد كان ليلك في حسنه / عموداً من الصبح للمهتدى
وقد كان طيب احاديثهم / ينوب عن الند في الموقد
ونور علاك ونار القرى / بغيرهما الضيف لم يرشد
فهذا يضيء وهذى على / رعان المكارم لم تخمد
وحتى كأن الشموع اغتدت / أصابع في أعين الحسد
أهنيك لا طالباً منة / على ان برك لم يجحد
ولكنني شاعر شاعر / بحبي لبيتكم الأسعد
فمن عمك الفاضل المرتجى / إلى خالك السيد الأيد
إلى ذلك الصهر رب النهى / كريم السلالة والمحتد
كأنكم الزهر في افقها / إذا زدتها المدح لم تزدد
فإن تفخروا بي فمثل افتخار ال / نبيّ بحسانه الأوحد
وإن قيل من أنتمُ في العلى / كفاكم بياناً ثنا أحمد
أيا أمة المجد في الغابر
أيا أمة المجد في الغابر / إلى م خمولك في الحاضر
وما كان يعزى اليك الخمو / ل ولا كان يخطر بالخاطر
منيت بناس أرى ذكرهم / يعد شناراً على الذاكر
فمن خائن يستحق الردى / اذا عاقبوه ومن غادر
وكل طموح إلى غاية / تراقب بالقلب والناظر
قعدت وما فيك من ناهض / ونمت وما فيك من ساهر
أرى الشرق يرجو شفاء له / وما فيه من نطس ماهر
أزيحوا الغشاوة عن عينه / فليس له اليوم من عاذر
مشى الغرب يختال في برده / ويسحب ذيل فتى قادر
يجود الفرنج لأبنائه / بجود كصوب الحيا ماطر
وأدناهمُ مثل أعلاهمُ / وأولهم فيه كالآخر
فيا غرب مالك من خاذل / ويا شرق مالك من ناصر
تمر الحوادث لا نرعوى / ولا تسمع الاذن للزاجر
وكم فيك يا شرق من كاتب / أراك الرشاد ومن شاعر
إلى م تغرُّ بدنيا عفت / وتخنع للزمن الجائر
كأنا نيامٌ وأحداثه / تمرّ كطيف له زائر
لقد كنت يا مصر فيما مضى / مدرّبة البطل الثائر
وكم من عرين غداة الوغى / يصان بليث به خادر
لقد أخذوك على غرة / فسرت بخد لهم صاغر
ولما رأيت العدى حلقوا / رجعت إلى صفقة الخاسر
وضلَّ زعيمك من جهله / فطوّح بالبلد الزاهر
وسار المهاجم في سيره / وحلق في الجو كالطائر
أرى الدهر في الشرق من عجبه / غدا واقفاً وقفة الحائر
ترى أمةً بين أجنادها / تصول بعضب لها باتر
وتحمي البلاد بأنيابها / وتزأر كالاسد الكاسر
وتقهر بالعلم اعداءها / وليس سوى العلم من قاهر
وهامدة قد ضحى ظلها / وأخرى مشت مشية العاثر
ورازحة تحت اثقالها / تنوح على سؤدد داثر
بنى مصر لا تقطعوا ودها / مقاطعة الصب بالهاجر
ولا تكسروا بالأذى قلبها / فما للزجاجة من جابر
وحضوا على العلم ابناءها / فليس لها العلم بالضائر
وأن كتاباً يضم النهى / لأرخصُ من خرمة العاصر
دعيني من الأمل الباطل
دعيني من الأمل الباطل / يعز السماك على الآمل
ترومين أشياء لو رمتها / لخضت المعامع بالذابل
وفيم الصعور إلى هضبة / اذا أصبح الحظ في النازل
اذا نظر الطرف نحو السما / ء رد بنجم بها آفل
بعثت بحظي يرود المنى / فعاد بجسم له ناحل
وما كل راج بلوغا إلى / غدير المجرة بالواصل
فيا ليت أمي في عصرها / قد ابتليت بأب عاضل
ويا ليتها لم تزر بعلها / ولم تلف في القوم بالحامل
وليت أبي قبل عقد القران / رمته المنون إلى الغاسل
هما سببا للفتى ضجعة / بقبر على ضيقه آهل
فاما إلى جوهر صاعد / واما إلى عرض سافل
ولست بدار أأنحى على / أبي أم على أمي الهابل
ولست بناس لتلك يدا / ولا لأبي الحازم الفاضل
ولكنها النفس جاشت أسى / ففاضت من الكمد القاتل
أنوء بعبأ ولم أشكه
أنوء بعبأ ولم أشكه / ويا ثقل عبأي على الكاهل
عروس وطفلٌ على ثديها / يخلف للقدر العاجل
أخاف عليه اغتيال الردى / واحنو على أمه الثاكل
وقد كنت من قبل في غبطة / فادركت بؤس امرئ عائل
ومن كان مثلي في حاله / قضى العمر والدهرَ في شاغل
وحسب التي نظرت غيرها / فهاجت لجيد لها عاطل
وما عذرت بعلها مقترا / من العلم والجاه والنائل
انابتة النيل لا تقدموا / وصية من ليس بالهازل
ويا ثاقب الرأي عش أعزبا / اذا كنت للنصح بالقابل
مصابك يوم زفاف العروس / مصابك من حادث هائل
أرى كل يوم فتى شاعراً
أرى كل يوم فتى شاعراً / تلقى الفصاحة عن باقل
يحن إلى غزل بارد / ويمدح عصر أبي وائل
ويشتاق ليلى ومجنونها / وما هو في القوم بالعاقل
يذكرنا العيس في شعره / ويهفو إلى الناب والبازل
ويطرى خلائق لو خيروا / لمدوا اليه يد السائل
فيا شعراء الزمان افقهوا / وجولوا بطرف لكم جائل
خذوا الغرب في شعركم أسوة / ليحيى به الشرق في الآجل
هزبر وشمس وبدر الدجى / اباطيل تحلو لدى الجاهل
تعالوا فأنحوا على ظالم / ين ساسوا الشعوب بلا كافل
وشر ملوك الورى مالك / يحط من العالم العامل
يصول الظلوم على شعبه / ولم يلف في الحرب بالصائل
وممن يرجّى الحجى نصرةً / أمن ملك للحجى خاذل
اذا ولى الصيد او توجوا / فلا بد للصيد من عازل
غطاريف غالوا حقوق العباد / وما ارتدعوا بالردى الغائل
رعى اللَه من ساس شعبا له / بعدلٍ فسمىَ بالعادل
ولا بارك اللَه في ظالم / يصيخ الى كذب الناقل
حماة الرعايا وكل امرئ
حماة الرعايا وكل امرئ / حفيظ على عرشه خائل
اذا لم تهبوا الى نهضة / تقضى الزمان بلا طائل
هجدتم عن الدأب رأد الضحى / وبتم بطرف لكم غافل
فلا تحوجونا إلى نفرة / كما ينفر النحل من عاسل
خذوا عبرة من ملوك مضوا / وراحوا بذكر لهم خامل
لقد غصبوا الملك حيناً وكان / مقيمهم فيه كالراحل
وكم ثل ربك عرش امرئ / فخور بموكبه الحافل
وكم من ظلوم عفا ملكه / فتاق الى ملكه الزائل
لقد شنق اليوم جان ضرير
لقد شنق اليوم جان ضرير / ومن دونه سُدَّ بابُ الفرج
تقضىّ زمان مضى حكمه / وصار على كل اعمى حرج
هتكت من الغيد اخدارها
هتكت من الغيد اخدارها / ومزقت بالهتك أستارها
وكانت عرى الطهر معقودة / ففكك جهلك أزرارها
نبذت الفضيلة نبذ النوى / وعفّيت في القوم آثارها
بنيت الاماني على غرة / وقد قوض الدهر أسوارها
ذهبت ولكن الى هضبة / سلكت الى البغي أوعارها
قريب مزار الشريفة لكن / لمن غرّروها فيا دارها
فلا تشرئب الى نيلها / وتنسى من الغي أخطارها
صغرت لدى أمة خنتها / وسائل اذا شئت خمارها
ودنست انساب اهلى العلى / ولوثت بالفحش أخيارها
اجدك لا تك دون الورى / جحود العوارف كفّارها
نظيرك لا يرتجى للبلاد / ولو بات ميتاً لما ضارها
ومن كان انجس ذيلاً عليها / فكيف يطهر اوضارها
وكيف يقابل يوم المعاد / اله البرايا وجبارها
وكيف يقابل في خزيه / رسول العباد ومختارها
غداة يقاد الى حفرة / يؤجج خزّانها نارها
فيختلس اللمح من مقلة / تغض على الذل أشفارها
فليت المنون لك استجمعت / وقد أنشبت فيك اظفارها
هجوت الشريعة في حكمها / وهددت بالعزل احبارها
فحتى م ترمي الشريعة جهلا / ومثلك يجهل اسفارها
وحتى م تجرع للطيش كأسا / تسوّغ للشَّرب اكدارها
وحتى م تصبو الى ذلة / وتكسب نفسك إصغارها
وفيك الكفاءة معدومة / فخل المعالي واصهارها
وبشر صديقك من لم يجرب / مراس الخطوب وأضرارها
يحاول اخفاء آثامه / ونحن نحاول اظهارها
رويدك ان بها شاعراً / حليف القوافي ومكثارها
اذا قال ارهف صمصامها / وثقف بالجزل خطارها
فيا قوم هبوا معي هبة / لنقضيَ للنفس اوطارها
ونثأر بالشعر من عصبة / تشد على الشر أكوارها
الى اللَه يرفع هذا الانين
الى اللَه يرفع هذا الانين / ليضرب فوق يد الظالمين
بلاد غدت ملجأ للطغام / وكهفا تموّج بالفاجرين
فروق أصيبت بداءٍ عضال / وأخرى أصيبت بداءٍ دفين
فيا عين نوحي على حالة / ستدمى المآقي بدمع سخين
ويا قلب صبراً لعلَّ الزمان / ينيخ على العصبة الكاذبين
ويا سيدي أجب الشعب عاما / يلبّ نداءَك طول السنين
فتلك الجواسيس أودت بنا / وهم يلعبون بدنيا ودين
أتصغى الى الزور من قولهم / وما هو منهم بقول مبين
وتنفي العباد بلا ذلة / وما هم من الفئة الآثمين
بلاد عفت بعد فخر ومجد / وملك ذوي بعد عز مكين
فراقب الآهك في ما بقى / والا عفا كله بعد حين
ولا ترج تكدير ملك صفا / بظلم كما كدر الماءَ طين
فما ايد اللَه من مالك / بغير العدالة في العالمين
ومن أين يعرف سلطان قوم / اذا ما نفى قومه أجمعين
رمانا الزمان بإحدى الكبر
رمانا الزمان بإحدى الكبر / ومنه العظات ومنه العبر
شهيد تصارع في حومة / رماه القضاء بها والقدر
وخلف من بعده أمة / كسرب النجوم فقدن القمر
أتى جئة سافرت للبلى / ولم تسترح من عناء السفر
منىً أوردته حياض الردى / وورد الردى ما له من صدر
تعلقها عند شرخ الصبا / ولم يجفها عند مس الكبر
وأينع في روضها غرسه / ولم يبق إلا اجتناء الثمر
وأي امرئ عاش أقصى المدى / فنال من العيش أقصى الوطر
هنيئاً لميت نعته العلى / وطوبى لحى وعى وادّكر
وحسب فريد مُنى نالها / فقد حصدت كفه ما بذر
فتى أغمض الموت أجفانه / وأطبقها بعد طول السهر
أفاض على قومه ماله / فأدى الحقوق وأسدى البدر
طوبل نجاد الجدى عائل / لكل ضريك غليه افتقر
رأى الحرص عاراً على نفسه / فهان على نفسه ما ادخر
وكان بصيراً بعقبى الندى / يرى المال يفنى وتبقى السير
وأخلد ما للفتى ذكره / إذا نزل القبر لا ما يذر
وكم صامت ناطق في الثرى / بآي فصاح كآي السور
وليس الذي ذكره خامل / كمن شاع صيب له وانتشر
وليس بميت أغر اسمه / على صفحات العلى مستطر
خطيب المنابر منطيقها / وأسلس من فوق جمع نثر
فإن يكب يوماً بضماره / فكم من جواد كبا أو عثر
وما زال ينهب في عدوه / فيافي الفجائع حتى ضمر
وحتى دهنه بأعناتها / كوارث كاسرة للفِقر
أرى كاملا راح في شرخه / وأودى فريد حميد الأثر
زعيماً بلاد خلت منهما / أبو بكر مات وولى عمر
عزاء العلا عنهما أمة / تنادت لتجديد مجد دثر
وشعب سعى نحو آماله / بعز توقد حتى استعر
وما من ضعيف القوى واهن / تشبث بالحق إلا انتصر