القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخَنساء الكل
المجموع : 7
أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا
أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا / أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى
أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ / أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا
طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ / سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا
إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهِمِ / إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا
فَنالَ الَّذي فَوقَ أَيديهِمِ / مِنَ المَجدِ ثُمَّ مَضى مُصعِدا
يُكَلِّفُهُ القَومُ ما عالُهُم / وَإِن كانَ أَصغَرَهُم مَولِدا
تَرى المَجدَ يَهوي إِلى بَيتِهِ / يَرى أَفضَلَ الكَسبِ أَن يُحمَدا
وَإِن ذُكِرَ المَجدُ أَلفَيتَهُ / تَأَزَّرَ بِالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى
ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ
ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ / فَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا
وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها / شَليلاً وَدَمَّرتَ قَوماً دَمارا
تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها / وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا
فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى / وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا
يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلاً / إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا
فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ / وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا
وَهاجِرَةٍ حَرُّها صاخِدٌ / جَعَلتَ رِداءَكَ فيها خِمارا
لِتُدرِكَ شَأواً عَلى قُربِهِ / وَتَكسَبَ حَمداً وَتَحمي الذِمارا
وَتُروي السِنانَ وَتُردي الكَمِيِّ / كَمِرجَلِ طَبّاخَةٍ حينَ فارا
وَتُغشي الخُيولَ حِياضَ النَجيعِ / وَتُعطي الجَزيلَ وَتُردي العِشارا
كَأَنَّ القُتودَ إِذا شَدَّها / عَلى ذي وُسومٍ تُباري صِوارا
تَمَكَّنَ في دِفءِ أَرطاتِهِ / أَهاجَ العَشِيُّ عَلَيهِ فَثارا
فَدارَ فَلَمّا رَأى سِربَها / أَحَسَّ قَنيصاً قَريباً فَطارا
يُشَقَّقُ سِربالَهُ هاجِراً / مِنَ الشَدِّ لَمّا أَجَدَّ الفِرارا
فَباتَ يُقَنِّصُ أَبطالَها / وَيَنعَصِرُ الماءُ مِنهُ اِنعِصارا
تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً
تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً / وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا
وَأَفنى رِجالي فَبادوا مَعاً / فَغودِرَ قَلبي بِهِم مُستَفَزّا
كَأَن لَم يَكونوا حِمىً يُتَّقى / إِذِ الناسُ إِذ ذاكَ مَن عَزَّ بَزّا
وَكانوا سُراةَ بَني مالِكٍ / وَزَينَ العَشيرَةِ بَذلاً وَعِزّا
وَهُم في القَديمِ أُساةُ العَديمِ / وَالكائِنونَ مِنَ الخَوفِ حِرزا
وَهُم مَنَعوا جارَهُم وَالنِساءُ / يَحفِزُ أَحشائَها الخَوفُ حَفزا
غَداةَ لَقوهُم بِمَلمومَةٍ / رَداحٍ تُغادِرُ في الأَرضِ رِكزا
بِبيضِ الصِفاحِ وَسُمرِ الرِماحِ / فَبِالبيضِ ضَرباً وَبِالسُمرِ وَخزا
وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ / وَتَحتَ العَجاجَةِ يَجمِزنَ جَمزا
جَزَزنا نَواصِيَ فُرسانِها / وَكانوا يَظُنّونَ أَن لا تُجَزّا
وَمَن ظَنَّ مِمَّن يُلاقي الحُروبَ / بِأَن لا يُصابَ فَقَد ظَنَّ عَجزا
نَعِفُّ وَنَعرِفُ حَقَّ القِرى / وَنَتَّخِذُ الحَمدَ ذُخراً وَكَنزا
وَنَلبَسُ في الحَربِ نَسجَ الحَديدِ / وَنَسحَبُ في السِلمِ خَزّاً وَقَزّا
أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ
أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ / تُبَكّي لَوَ اِنَّ البُكاءَ يَنفَعُ
كَأَنَّ جُماناً هَوى مُرسِلاً / دُموعَهُما أَو هُما أَسرَعُ
تَحَدَّرَ وَاِنبَتَّ مِنهُ النِظامُ / فَاِنسَلَّ مِن سِلكِهِ أَجمَعُ
فَبَكّي لِصَخرٍ وَلا تَندُبي / سِواهُ فَإِنَّ الفَتى مِصقَعُ
مَضى وَسَنَمضي عَلى إِثرِهِ / كَذاكَ لِكُلِّ فَتىً مَصرَعُ
هُوَ الفارِسُ المُستَعِدُّ الخَطيبُ / في القَومِ وَاليَسَرُ الوَعوَعُ
وَعانٍ يَحُكُّ ظَنابيبَهُ / إِذا جُرَّ في القِدِّ لا يُرفَعُ
دَعاكَ فَهَتَّكتَ أَغلالَهُ / وَقَد ظَنَّ قَبلَكَ لا تُقطَعُ
وَجَلسٍ أَمونٍ تَسَدَّيتَها / لِيَطعَمَها نَفَرٌ جُوَّعُ
فَظَلَّت تَكوسُ عَلى أَكرُعٍ / ثَلاثٍ وَكانَ لَها أَربَعُ
بِمَهوٍ إِذا أَنتَ صَوَّبتَهُ / كَأَنَّ العِظامَ لَهُ خِروَعُ
أَبى طولُ لَيلِيَ لا أَهجَعُ
أَبى طولُ لَيلِيَ لا أَهجَعُ / وَقَد عالَني الخَبَرُ الأَشنَعُ
نَعِيُّ اِبنِ عَمروٍ أَتى موهِناً / قَتيلاً فَما لِيَ لا أَجزَعُ
وَفَجَّعَني رَيبُ هَذا الزَمانِ / بِهِ وَالمَصائِبُ قَد تُفجِعُ
فَمِثلُ حَبيبِيَ أَبكى العُيونَ / وَأَوجَعَ مَن كانَ لا يوجَعُ
أَخٌ لِيَ لا يَشتَكيهِ الرَفيقُ / وَلا الرَكبُ في الحاجَةِ الجُوَّعُ
وَيَهتَزُّ في الحَربِ عِندَ النِزالِ / كَما اِهتَزَّ ذو الرَونَقِ المِقطَعُ
فَما لي وَلِلدَهرِ ذي النائِباتِ / أَكُلُّ الوُزوعِ بِنا توزَعُ
أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها
أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها / لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها
أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ / حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها
فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ / وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها
لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى / تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها
حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ / يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها
هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ / فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها
سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ / فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها
فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ / وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها
نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ / يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها
وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ / بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها
لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى / المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها
وَرَجراجَةٍ فَوقَها بيضُها / عَلَيها المُضاعَفُ أَمثالَها
كَكِرفِئَةِ الغَيثِ ذاتِ الصَبيرِ / تَرمي السَحابَ وَيُرمى لَها
وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ / نازَلتَ بِالسَيفِ أَبطالَها
وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ / تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها
تَقُدُّ الذُؤابَةَ مِن يَذبُلٍ / أَبَت أَن تُفارِقَ أَوعالَها
نَطَقتَ اِبنَ عَمروٍ فَسَهَّلتَها / وَلَم يَنطِقِ الناسُ أَمثالَها
فَإِن تَكُ مُرَّةُ أَودَت بِهِ / فَقَد كانَ يُكثِرُ تَقتالَها
فَخَرَّ الشَوامِخُ مِن قَتلِهِ / وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها
وَزالَ الكَواكِبُ مِن فَقدِهِ / وَجُلِّلَتِ الشَمسُ أَجلالَها
وَداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ / تُبينُ الحَواضِنُ أَحمالَها
كَفاها اِبنُ عَمروٍ وَلَم يَستَعِن / وَلَو كانَ غَيرُكَ أَدنى لَها
وَلَيسَ بِأَولى وَلَكِنَّهُ / سَيَكفي العَشيرَةَ ما غالَها
بِمُعتَرَكٍ ضَيِّقٍ بَينَهُ / تَجُرُّ المَنِيَّةُ أَذيالَها
تُطاعِنُها فَإِذا أَدبَرَت / بَلَلتَ مِنَ الدَمِّ أَكفالَها
وَبيضٍ مَنَعتَ غَداةَ الصُياحِ / تَكشِفُ لِلرَوعِ أَذيالَها
وَمُعمَلَةٍ سُقتَها قاعِداً / فَأَعلَمتَ بِالسَيفِ أَغفالَها
وَناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ / غادَرتَ بِالخِلِّ أَوصالَها
إِلى مَلِكٍ لا إِلى سوقَةٍ / وَذَلِكَ ما كان أُكلاً لَها
وَتَمنَحُ خَيلَكَ أَرضَ العِدى / وَتَنبُذُ بِالغَزوِ أَطفالَها
وَنَوحٍ بَعَثتَ كَمِثلِ الإِراخِ / آنَسَتِ العينُ أَشبالَها
أَلا اَبلِغ سُلَيماً وَأَشياعَها
أَلا اَبلِغ سُلَيماً وَأَشياعَها / بِأَنّا فَضَلنا بِرَأسِ الهُمامِ
وَأَنّا صَبَحناهُمُ غارَةً / فَأَروَتهُمُ مِن نَقيعِ السِمامِ
وَعَبساً صَبَحنا بِثَهلانِهِم / بِكَأسٍ وَلَيسَ بِكَأسِ المُدامِ
وَثَعلَبَةُ الرَوعِ قَد عايَنوا / خُيولاً عَلَيها أُسودُ الأَجامِ
يَلوذونَ مِنّا حِذارَ اللِقا / فَضَرباً وَطَعناً وَحُسنَ النِظامِ
وَسُقنا لِرائِمِهِم سُجَّداً / بِأَحداجِها وَذَواتِ الحِزامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025