المجموع : 7
أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا
أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا / أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى
أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ / أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا
طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ / سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا
إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهِمِ / إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا
فَنالَ الَّذي فَوقَ أَيديهِمِ / مِنَ المَجدِ ثُمَّ مَضى مُصعِدا
يُكَلِّفُهُ القَومُ ما عالُهُم / وَإِن كانَ أَصغَرَهُم مَولِدا
تَرى المَجدَ يَهوي إِلى بَيتِهِ / يَرى أَفضَلَ الكَسبِ أَن يُحمَدا
وَإِن ذُكِرَ المَجدُ أَلفَيتَهُ / تَأَزَّرَ بِالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى
ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ
ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ / فَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا
وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها / شَليلاً وَدَمَّرتَ قَوماً دَمارا
تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها / وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا
فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى / وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا
يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلاً / إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا
فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ / وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا
وَهاجِرَةٍ حَرُّها صاخِدٌ / جَعَلتَ رِداءَكَ فيها خِمارا
لِتُدرِكَ شَأواً عَلى قُربِهِ / وَتَكسَبَ حَمداً وَتَحمي الذِمارا
وَتُروي السِنانَ وَتُردي الكَمِيِّ / كَمِرجَلِ طَبّاخَةٍ حينَ فارا
وَتُغشي الخُيولَ حِياضَ النَجيعِ / وَتُعطي الجَزيلَ وَتُردي العِشارا
كَأَنَّ القُتودَ إِذا شَدَّها / عَلى ذي وُسومٍ تُباري صِوارا
تَمَكَّنَ في دِفءِ أَرطاتِهِ / أَهاجَ العَشِيُّ عَلَيهِ فَثارا
فَدارَ فَلَمّا رَأى سِربَها / أَحَسَّ قَنيصاً قَريباً فَطارا
يُشَقَّقُ سِربالَهُ هاجِراً / مِنَ الشَدِّ لَمّا أَجَدَّ الفِرارا
فَباتَ يُقَنِّصُ أَبطالَها / وَيَنعَصِرُ الماءُ مِنهُ اِنعِصارا
تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً
تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً / وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا
وَأَفنى رِجالي فَبادوا مَعاً / فَغودِرَ قَلبي بِهِم مُستَفَزّا
كَأَن لَم يَكونوا حِمىً يُتَّقى / إِذِ الناسُ إِذ ذاكَ مَن عَزَّ بَزّا
وَكانوا سُراةَ بَني مالِكٍ / وَزَينَ العَشيرَةِ بَذلاً وَعِزّا
وَهُم في القَديمِ أُساةُ العَديمِ / وَالكائِنونَ مِنَ الخَوفِ حِرزا
وَهُم مَنَعوا جارَهُم وَالنِساءُ / يَحفِزُ أَحشائَها الخَوفُ حَفزا
غَداةَ لَقوهُم بِمَلمومَةٍ / رَداحٍ تُغادِرُ في الأَرضِ رِكزا
بِبيضِ الصِفاحِ وَسُمرِ الرِماحِ / فَبِالبيضِ ضَرباً وَبِالسُمرِ وَخزا
وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ / وَتَحتَ العَجاجَةِ يَجمِزنَ جَمزا
جَزَزنا نَواصِيَ فُرسانِها / وَكانوا يَظُنّونَ أَن لا تُجَزّا
وَمَن ظَنَّ مِمَّن يُلاقي الحُروبَ / بِأَن لا يُصابَ فَقَد ظَنَّ عَجزا
نَعِفُّ وَنَعرِفُ حَقَّ القِرى / وَنَتَّخِذُ الحَمدَ ذُخراً وَكَنزا
وَنَلبَسُ في الحَربِ نَسجَ الحَديدِ / وَنَسحَبُ في السِلمِ خَزّاً وَقَزّا
أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ
أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ / تُبَكّي لَوَ اِنَّ البُكاءَ يَنفَعُ
كَأَنَّ جُماناً هَوى مُرسِلاً / دُموعَهُما أَو هُما أَسرَعُ
تَحَدَّرَ وَاِنبَتَّ مِنهُ النِظامُ / فَاِنسَلَّ مِن سِلكِهِ أَجمَعُ
فَبَكّي لِصَخرٍ وَلا تَندُبي / سِواهُ فَإِنَّ الفَتى مِصقَعُ
مَضى وَسَنَمضي عَلى إِثرِهِ / كَذاكَ لِكُلِّ فَتىً مَصرَعُ
هُوَ الفارِسُ المُستَعِدُّ الخَطيبُ / في القَومِ وَاليَسَرُ الوَعوَعُ
وَعانٍ يَحُكُّ ظَنابيبَهُ / إِذا جُرَّ في القِدِّ لا يُرفَعُ
دَعاكَ فَهَتَّكتَ أَغلالَهُ / وَقَد ظَنَّ قَبلَكَ لا تُقطَعُ
وَجَلسٍ أَمونٍ تَسَدَّيتَها / لِيَطعَمَها نَفَرٌ جُوَّعُ
فَظَلَّت تَكوسُ عَلى أَكرُعٍ / ثَلاثٍ وَكانَ لَها أَربَعُ
بِمَهوٍ إِذا أَنتَ صَوَّبتَهُ / كَأَنَّ العِظامَ لَهُ خِروَعُ
أَبى طولُ لَيلِيَ لا أَهجَعُ
أَبى طولُ لَيلِيَ لا أَهجَعُ / وَقَد عالَني الخَبَرُ الأَشنَعُ
نَعِيُّ اِبنِ عَمروٍ أَتى موهِناً / قَتيلاً فَما لِيَ لا أَجزَعُ
وَفَجَّعَني رَيبُ هَذا الزَمانِ / بِهِ وَالمَصائِبُ قَد تُفجِعُ
فَمِثلُ حَبيبِيَ أَبكى العُيونَ / وَأَوجَعَ مَن كانَ لا يوجَعُ
أَخٌ لِيَ لا يَشتَكيهِ الرَفيقُ / وَلا الرَكبُ في الحاجَةِ الجُوَّعُ
وَيَهتَزُّ في الحَربِ عِندَ النِزالِ / كَما اِهتَزَّ ذو الرَونَقِ المِقطَعُ
فَما لي وَلِلدَهرِ ذي النائِباتِ / أَكُلُّ الوُزوعِ بِنا توزَعُ
أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها
أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها / لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها
أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ / حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها
فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ / وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها
لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى / تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها
حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ / يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها
هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ / فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها
سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ / فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها
فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ / وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها
نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ / يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها
وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ / بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها
لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى / المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها
وَرَجراجَةٍ فَوقَها بيضُها / عَلَيها المُضاعَفُ أَمثالَها
كَكِرفِئَةِ الغَيثِ ذاتِ الصَبيرِ / تَرمي السَحابَ وَيُرمى لَها
وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ / نازَلتَ بِالسَيفِ أَبطالَها
وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ / تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها
تَقُدُّ الذُؤابَةَ مِن يَذبُلٍ / أَبَت أَن تُفارِقَ أَوعالَها
نَطَقتَ اِبنَ عَمروٍ فَسَهَّلتَها / وَلَم يَنطِقِ الناسُ أَمثالَها
فَإِن تَكُ مُرَّةُ أَودَت بِهِ / فَقَد كانَ يُكثِرُ تَقتالَها
فَخَرَّ الشَوامِخُ مِن قَتلِهِ / وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها
وَزالَ الكَواكِبُ مِن فَقدِهِ / وَجُلِّلَتِ الشَمسُ أَجلالَها
وَداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ / تُبينُ الحَواضِنُ أَحمالَها
كَفاها اِبنُ عَمروٍ وَلَم يَستَعِن / وَلَو كانَ غَيرُكَ أَدنى لَها
وَلَيسَ بِأَولى وَلَكِنَّهُ / سَيَكفي العَشيرَةَ ما غالَها
بِمُعتَرَكٍ ضَيِّقٍ بَينَهُ / تَجُرُّ المَنِيَّةُ أَذيالَها
تُطاعِنُها فَإِذا أَدبَرَت / بَلَلتَ مِنَ الدَمِّ أَكفالَها
وَبيضٍ مَنَعتَ غَداةَ الصُياحِ / تَكشِفُ لِلرَوعِ أَذيالَها
وَمُعمَلَةٍ سُقتَها قاعِداً / فَأَعلَمتَ بِالسَيفِ أَغفالَها
وَناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ / غادَرتَ بِالخِلِّ أَوصالَها
إِلى مَلِكٍ لا إِلى سوقَةٍ / وَذَلِكَ ما كان أُكلاً لَها
وَتَمنَحُ خَيلَكَ أَرضَ العِدى / وَتَنبُذُ بِالغَزوِ أَطفالَها
وَنَوحٍ بَعَثتَ كَمِثلِ الإِراخِ / آنَسَتِ العينُ أَشبالَها
أَلا اَبلِغ سُلَيماً وَأَشياعَها
أَلا اَبلِغ سُلَيماً وَأَشياعَها / بِأَنّا فَضَلنا بِرَأسِ الهُمامِ
وَأَنّا صَبَحناهُمُ غارَةً / فَأَروَتهُمُ مِن نَقيعِ السِمامِ
وَعَبساً صَبَحنا بِثَهلانِهِم / بِكَأسٍ وَلَيسَ بِكَأسِ المُدامِ
وَثَعلَبَةُ الرَوعِ قَد عايَنوا / خُيولاً عَلَيها أُسودُ الأَجامِ
يَلوذونَ مِنّا حِذارَ اللِقا / فَضَرباً وَطَعناً وَحُسنَ النِظامِ
وَسُقنا لِرائِمِهِم سُجَّداً / بِأَحداجِها وَذَواتِ الحِزامِ